je vous propose de lire cet article qui reflete
la solidarité des algeriens qui fait partie de leur ADN
ثلاثة أسابيع بعد احتراق مسكنهما بوهران
شباب حي سان بيار يعيدون البسمة لليتيمين سفيان وشهيناز
الأحد 06 جانفي 2013 وهران: ل. بوربيع
فرّج سكان حي سان بيار الشعبي بمدينة وهران، في ظرف ثلاثة أسابيع، كربة شقيقين تعرّض مسكنهما لحريق أتى على كل ما يملكان، وعادا يوما قبل حلول السنة الجديدة 2013 في جو احتفالي كبير، أكد تماسك المجتمع الجزائري.
دخل الشقيقان عوام سفيان وشهيناز، مساء 30 ديسمبر الماضي، مسكنهما العائلي، في شارع سني بومعراف الذي غادراه مباشرة بعد إخماد النيران التي التهمت كل ما كان يحتويه، ليجدا شقتهما الواقعة في الطابق الأول فوق حمام نور الدين، في حالة لم تمنعهما من ذرف دموع البهجة والفرح من حجم التعاطف والتضامن الذي أثبته سكان الحي، صغيرهم وكبيرهم، غنيهم وفقيرهم.
وكان الجيران قد قرّروا مباشرة بعد النكبة التي حلت بالشقيقين، ترحيلهما من الحي، حيث نقلا إلى شقة أخرى لتواصل شهيناز دراستها الجامعية بشكل عادي ويستمر سفيان في عمله، مع ''منعهما'' من الاقتراب من سكنهما، مقابل وعد بتفريج كربتهما، دون اللجوء إلى ''الهيئات العمومية المكلفة برفع الغبن عن المواطنين'' ودون دعاية.
فتنظمت النشاطات في اليومين اللذين تليا الحريق، حيث تكلف فوج من شبان الحي بجمع زملائهم المؤهلين في البناء والطلاء والنجارة وغيرها من المهن التي يتطلبها محو آثار الحريق وتجديد ما تعرّض للتلف، من أبواب ونوافذ. وعندما انطلقت العملية وانتشر خبرها في أوساط شباب المدينة، تحوّلت الشقة المحترقة إلى مزار للمتعاطفين مع الشقيقين، والذين بدأوا يقترحون مساعداتهم لسفيان وشهيناز. فتحوّلت الشقة المحترقة إلى خلية نحل، لا يتوقف فيها العمل ليل نهار. وبلغ صدى ما يقوم به شبان حي سان بيار إلى أصدقائهم المهاجرين في مختلف أنحاء العالم عن طريق الأنترنت، كما لم تتوقف مساعدات المتعاطفين عن الوصول إلى القائمين على الترميم، لتكبر الورشة وتتحوّل ببساطة إلى ملتقى للكرم والتضامن العائلي، نشطها ثلاثة شبان وشارك فيها أكثـر من 50 شابا، من الحي ومن خارجه.
ولم يكن القائمون على العملية يتوقعون تلك الهبة التضامنية، فقد وفر أحد الجيران ثلاجة، والآخر تلفزيون بلازما، والثالث الأثاث الخشبي، ثم الأواني المنزلية، وجاء الفرش والزرابي، آلة الطبخ، سخان الماء، وحتى تجهيزات التزيين المنزلي.
وبعد انتهاء التهيئة، بدأ التفكير في طريقة إعادة الشقيقين إلى منزلهما يوم 30 ديسمبر الماضي، كي يبدآ العام الجديد في ظروف تنسيهما مأساتهما، خاصة أنهما يتيمين، وفرضت فكرة إقامة حفل نفسها. فاستقدمت فرقة ''حماما'' للقرقابو، وتطوّع أحد الجيران بنقلهما في سيارته الفاخرة. وحضرت الأمهات الحلوى والقهوة والشاي، وخرج كل سكان حي سان بيار لاستقبال سفيان وشهيناز، اللذين عادا إلى منزلهما وسط الزغاريد والأهازيج، وكذا الدموع. وكان الحفل كبيرا في هذا الحي الشعبي، عندما استهل سكانه السنة الجديدة بحدث جميل، وأعادوا البسمة لسفيان وشهيناز اللذين لم يتمالكا، ككل من حضر الحفل، عاطفتهما، وبكى الناس ورقصوا في بيت الشقيقين اللذين أثبتت مأساتهما أنه مازال في وهران شباب يعرفون كيف يحافظون على الأمل، وينشروا الفر