يا اخي ياسين، أريد أن أسألك سؤال واحد فقط لو سمحت و هو كالتالي:
لو يأتي عالم فلكي و يقول لك مثلا أنه لا يوجد الا هذا الفضاء الشاسع (يعني سماء واحدة)، و انت تقرأ في القرأن ان هناك سبع سموات،
السؤال من تصدق يا اخي؟؟؟
أكيد من منطلق انك مسلم و تؤمن بالله و بكتابه أن تقول ان ذلك العالم مخطئ، و أن كل ما يرد عن الله تعالى هو الصدق، هذا هو المسلم الحق، اذا جاءه كلام الله، آمن به، سواء تقبله العلم ام لا، سواء تقبله العقل ام لا، و لعلك تسمع بعض العلماء يقولون أن النقل مقدم على العقل، و لعلك تعرف جيدا حديث الذبابة الذي أتى في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم، و الذي فيما معناه ، اذا سقطت ذبابة في اناء احدكم فليغمسها كلها، فان في احد جناحيها داء و في الاخر دواء، فهذا الحديث الصحيح، ضعفه الشيخ محمد الغزالي غفر الله له، لانه كان يؤمن كثيرا بالعلم، و ضعفه استنادا الى عقله، ليس على طريقة علماء الحديث في دراسة السند و المتن، بل بعقله حيث قال أن هذا الحديث مقرف، لا يمكن ان يصدر من رسول الله، و حينذاك كان الغرب في مجالاتهم يقولون ان الذبابة تعتبر كلها حشرة ضارة،
و اظن ان الشيخ الالباني رحمه الله قد لقيه في الحج و انكر عليه ذلك، كيف لحديث صحيح يضعفه بعقله، و قد كتب الشيخ الالباني بعدها في احدى كتبه موجودة على النت، رد علمي على الغزالي و اسلوبه.
لم يكن يعلم لا الشيخ الالباني و لا الشيخ الغزالي نفسه في ذلك الوقت ماذا سيحدث بعد سنين بعد وفاتهما، قد جاء من الغرب، مقالات و مجالات تقول انه في احدى جناحي الذبابة داء، و في الاخر غدد مضادة لذلك الداء، فأصبح تلامذة الشيخ الغزالي يصححون الحديث، فجاء رد عليهم، ان أٌُفِ لكم كيف للغرب ان يصحح و يضعف لكم احاديث رسول الله,
فالواجب على المسلم ان لا يقع في فخهم، فعقول البشر مهما كبرت، تبقى ضعيفة جدا عن حقائق الله سواء في الكون، او حتى في اجسامهم، فالاطباء لا يزالون في البحث عن خبايا جسم الانسان،
ديننا لا يعارض ابدا العلم، و لا يعارض البحث في هذه الامور، ما لم تؤدي الى محذور، بل العكس تماما، ذلك من الواجب الكفائي على الامة الاسلامية، ان تعمل ما ينفعها و تستغتي به عن اليهود و النصارى، و تحذر منهم و ذلك بالصناعة و التكنولوجيا لكي تأمن شرهم.
كنت اقول يا اخي ياسين، ان علماء الفلك يطرحون نظريات ( و اعلم انك تعلم ان النظرية تُقام على فرضية، و بالتالي هي قد تكون صحيحة او قد تكون خاطئة، و الامثلة حول هذا كثيرة جدا جدا، فالكثير من النظريات قد اُلغيت و اتت في مكانها نظريات اخرى، و أنا في مجالي الكهرباء، لو اسرد لك النظريات التي اُلغيت، و الله سوف تقول ان هذا العلم كله خرافة.
لكن هذا هو العلم، فرضية ثم نظرية ثم تتأكد حتى تصبح قاعدة ثم في النهاية تكون مسلمة.
السؤال المطروح هو، هل كل ما يقوله علماء الفلك صحيح، الجواب هو
قد يكون صح و يتأكد ثم بعد سنين ياتي عالم فلكي اخر و يكذب تلك النظرية، فما يكون موقعنا من الاعراب، نحن المسلمون كأتباع، و نستهلك كل ما ياتي من هناك (الغرب)، كأنه اصبح وحي ثاني من الله.
انت يا اخي ياسين مسلم، لك عقائد، تؤمن بوجود الله و ببعثة الرسول، و يوم القيامة و الحساب و البعث بعد الممات و عالم الملائكة و الجن و والخ
فهناك نظريات علمية تُكذب معتقداتك يا اخي، فما انت فاعل؟؟؟
هذا بالظبط التي يحذر منه العلماء مثل الشيخ ابن باز و العثيمين رحمهما الله، ان نردّ ظاهر كلام الله او كلام رسوله من اجل نظرية قد تقبل الصواب كما تقبل الخطأ، أما ان تحقق ذلك و اصبح يقينا، انظر ماذا قال الشيخ العثيمين رحمه الله في الفتوى التي وضعت رابطها:
"...علينا أن نؤمن بظاهر كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اللهم إلا أن يأتي من الأمور اليقينيات الحسيات المعلومة علماً يقينياً بما يخالف ظاهر القرآن فإننا في هذه الحالة يكون فهمنا بأن هذا ظاهر القرآن غير صحيح ويمكن أن نقول إن القرآن يريد كذا وكذا مما يوافق الواقع المعين المحسوس الذي لا ينفرد فيه أحد وذلك لأن الدلالة القطعية لا يمكن أن تتعارض أي أنه لا يمكن أن يتعارض دليلان قطعيان أبداً إذ أنه لو تعارضا لأمكن رفع أحدهما بالآخر وإذا أمكن رفع أحدهما بالآخر لم يكونا قطعيين..."
و أنا يا اخي يُمكنني بكل بساطة ان اثبت لك علميا ان الشمس هي التي تدور على الارض، انطلاقا من الحركة النسبية، لا اعتقد انك تعرفها حسب سنّك.
اذن تعاقب الله و النهار، يصدر من: دوران الشمس على الارض، او دوران الارض حول نفسها، في كلتا الحالتين يحدث ليل و نهار.
لماذا تجزم يا اخي ان الارض هي التي تدور، انطلاقا من نظرية؟؟؟ ما رأيك لو يأتي يوم و يأتي عالم فكي اخر و يقول عكس ما تقوله، ام هو مستحيل، العلم لا يعرف المستحيل.
أعطيك مثال لتفهم اكثر، الان انت فوق الارض، صحيح ام لا؟؟؟ تقول صحيح، حسنا، لما تدور الارض نصف دورة 180 درجة، السؤال:
هل انت فوق الارض ام تحت الارض؟؟؟
الجواب لك.