الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالخطبة ما هي إلا التماس الخاطب النكاح من جهة المخطوبة أو وليها، وهذا لا تنبني عليه أحكام الزواج الذي لا يتم إلا بأمور أخرى، كالمهر والشهود والإيجاب والقبول والولي ونحو ذلك، وبهذا يُعلم أن الخطيبة أجنبية عن خطيبها حتى يعقد عليها العقد الشرعي، فلا يجوز له حال الخطبة أن يخلو بها أو يلمسها ونحو ذلك، كما لا يجوز أن تحصل بينهما محادثات تشتمل على كلام خارج عن حدود الأدب المطلوب بين الأجانب، مع العلم بأن المحادثة عبر الإنترنت او الهاتف غير مأمونة الفوائد، لما تفضي إليه من الوقوع في المحرمات، كالكلام في أمور المعاشرة الزوجية، أو الكلام الذي يؤدي إلى إثارة الشهوة، والذي ننصح به الأخت المسؤول عنها أن تكف عن التحدث مع هذا الخطيب، لكن لا بأس أن تكلمه في حضور أحد محارمها، فإن ذلك سيكون أضبط للحال وأحفظ له ولها، علماً بأن قولها: "إن النكاح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بعقد.^^، كلام باطل، لأن النكاح لا يتم إلا بالعقد، فإن كان مقصودها بالعقد هو تلك الوثيقة التي تسجل في الدوائر الحكومية، فهذه ليست حقيقة العقد، بل هي مجرد توثيق له
..فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله ويكذبه. متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وكل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم هنا، يشمل كل أجنبي عن المرأة، ومنهم الخاطب، قال في عون المعبود: قال القارئ: والمراد من الحظ، مقدمات الزنى من التمني والتخطي والتكلم لأجله والنظر واللمس والتخلي. انتهى
والذي ننصح به الخاطب هو ألا يحادث مخطوبته أبدا حتى يتم العقد، لأن السلامة لا يعادلها شيء، ولأن ما تدعو إليه الحاجه عادة من الكلام لبحث بعض الأمر يمكن أن يتم عبر أحد محارمها، أو إحدى محارمه هو من النساء، ولمعرفة حدود علاقة الخاطب بمخطوبته قبل العقد، وعلاقته بها بعد العقد....والله اعلم ...