![]() |
|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 16 | ||||
|
![]() فصل: في رؤية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى ونظرهم إلى وجهه الكريم ويرونه سبحانه من فوقهم نظر العيان كما يرى القمران هذا تواتر عن رسول الله لم ينكره إلا فاسد الإيمان وأتى به القرآن تصريحا وتعـ ـريضا هما بسياقه نوعان وهي الزيادة قد أتت في يونس تفسير من قد جاء بالقرآن ورواه عنه مسلم بصحيحه يروي صهيب ذا بلا كتمان وهو المزيد كذاك فسره أبو بكر هو الصديق ذو الإيقان وعليه أصحاب الرسول وتابعو هم بعدهم تبعية الإحسان ولقد أتى ذكر اللقاء لربنا الـ ـرحمان في سور من الفرقان ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى الـ إجماع فيه جماعة ببيان وعليه أصحاب الحديث جميعهم لغة وعرفا ليس يختلفان هذا ويكفي أنه سبحانه وصف الوجوه بنظرة بجنان وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا لا شك يفهم رؤية بعيان وأتت أداة إلى لرفع الوهم من فكر كذاك ترقب الإنسان وإضافة لمحل رؤيتهم بذكـ ـر الوجه إذ قامت به العينان تالله ما هذا بفكر وانتظا ر مغيب أو رؤية لجنان ما في الجنان من انتظار مؤلم واللفظ يأباه لذي العرفان لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس فيـ ـه حيلة يا فرقة الروغان ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي يأتي به من بعد ذا التبيان لو قال أبين ما يقال لقلتم هو مجمل ما فيه من تبيان ولقد أتى في سورة التطفيف أن القوم قد حجبوا عن الرحمان فيدل بالمفهوم أن المؤمنيـ ـن يرونه في جنة الحيوان وبذا استدل الشافعي وأحمد وسواهما من عالمي الأزمان وأتى بذا المفهوم تصريحا بآ خرها فلا تخدع عن القرآن وأتى بذاك مكذبا للكافريـ ـن الساخرين بشيعة الرحمن ضحكوا من الكفار يومئذ كما ضحكوا هم منهم على الإيمان وأثابهم نظرا إليه ضد ما قد قاله فيهم أولو الكفران فلذاك فسرها الأئمة أنه نظر إلى الرب العظيم الشان لله ذاك الفهم يؤتيه الذي هو أهله من جاد بالإحسان وروى ابن ماجة مسندا عن جابر خبرا وشاهده ففي القرآن بينا هم في عيشهم وسرورهم ونعيمهم في لذة وتهان وإذا بنور ساطع قد أشرقت منه الجنان قصيها والداني رفعوا إليه رؤوسهم فرأوه نور الرب لا يخفى على إنسان وإذا بربهم تعالى فوقهم قد جاء للتسليم بالإحسان قال السلام عليكم فيرونه جهرا تعالى الرب ذو السلطان مصداق ذا يس قد ضمنته عنـ ـد القول من رب بهم رحمان من ردّ ذا فعلى رسول الله رد وسوف عند الله يلتقيان في ذا الحديث علوه ومجيئه وكلامه حتى يرى بعيان هذي أصول الدين في مضمونه لا قول جهم صاحب البهتان وكذا حديث أبي هريرة ذلك الـ ـخبر الطويل أتى به الشيخان فيه تجلى الرب جل جلاله ومجيئه وكلامه ببيان وكذاك رؤيته وتكليم لمن يختاره من أمة الإنسان فيه أصول الدين أجمعها فلا تخدعك عنه شيعة الشيطان وحكى رسول الله فيه تجدد الـ ـغضب الذي للرب ذي السلطان إجماع أهل العزم من رسل الـ إله وذاك إجماع على البرهان لا تخدعنّ عن الحديث بهذه الـ آراء فهي كثيرة الهذيان أصحابها أهل التخرص والتنا قض والتهاتر قائلو البهتان يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى فئتين منهم قط يتفقان إلا إذا ما قلدا لسواهما فتراهم جيلا من العميان ويقودهم أعمى يظن كمبصر يا محنة العميان خلف فلان هل يستوي هذا ومبصر رشده الله أكبر كيف يستويان أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ ـبر عن منادي جنة الحيوان يا أهلها لكم لدى الرحمن وعـ ـد وهو منجزه لكم بضمان قالوا أما بيضت أوجهنا كذا أعمالنا أثقلت في الميزان وكذاك قد أدخلتنا الجنات حيـ ـن أجرتنا من مدخل النيران فيقول عندي موعد قد آن أن أعطيكموه برحمتي وحناني فيرونه من بعد كشف حجابه جهرا روى ذا مسلم ببيان ولقد أتانا في الصحيحين اللذيـ ـن هما أصح الكتب بعد قران برواية الثقة الصدوق جريـ ـر البجلي عمن جاء بالقرآن أن العباد يرونه سبحانه رؤيا العيان كما يرى القمران فإن استطعتم كل وقت فاحفظوا الـ ـبردين ما عشتم مدى الأزمان ولقد روى بضع وعشرون امرءا من صحب أحمد خيرة الرحمان أخبار هذا الباب عمن قد أتى بالوحي تفصيلا بلا كتمان وألذ شيء للقلوب فهذه الأخبار مع أمثالها هي بهجة الإيمان والله لولا رؤية الرحمن في الـ ـجنات ما طابت لذي العرفان أعلى النعيم نعيم رؤية وجهه وخطابه في جنة الحيوان وأشد شيء في العذاب حجابه سبحانه عن ساكني النيران وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي هم فيه مما نالت العينان فإذا توارى عنهم عادوا إلى لذاتهم من سائر الألوان فلهم نعيم عند رؤيته سوى هذا النعيم فحبذا الأمران أو ما سمعت سؤال أعرف خلقه بجلاله المبعوث بالقرآن شوقا إليه ولذة النظر التي بجلال وجه الرب ذي السلطان فالشوق لذة روحه في هذه الـ ـدنيا ويوم قيامة الأبدان تلتذ بالنظر الذي فازت به دون الجوارح هذه العينان والله ما في هذه الدنيا ألذ من اشتياق العبد للرحمن وكذاك رؤية وجهه سبحانه هي أكمل اللذات للإنسان لكنما الجهمي ينكر ذا وذا والوجه أيضا خشية الحدثان تبا له المخدوع أنكر وجهه ولقاءه ومحبة الديان وكلامه وصفاته وعلوه والعرش عطله من الرحمن فتراه في واد ورسل الله في واد وذا من أعظم الكفران
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 17 | |||
|
![]() فصل: في كلام الرب جل جلاله مع أهل الجنة أوماعلمت بأنه سبحانه حقا يكلم حزبه بجنان فيقول جل جلاله هل أنتم راضون قالوا نحن ذو رضوان أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم ينله قط من إنسان هل ثم شيء غير ذا فيكون أفـ ـضل منه نسأله من المنان فيقول أفضل منه رضواني فلا يغشاكم سخط من الرحمان ويذكر الرحمان واحدهم بما قد كان منه سالف الأزمان منه إليه ليس ثم وساطة ما ذاك توبيخا من الرحمان لكن يعرّفه الذي قد ناله من فضله والعفو والإحسان ويسلم الرحمان جل جلاله حقا عليهم وهو في القرآن وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه سبحانه بتلاوة الفرقان فكأنهم لم يسمعوه قبل ذا هذا رواه الحافظ الطبراني هذا سماع مطلق وسماعنا الـ ـقرآن في الدنيا فنوع ثان والله يسمع قوله بوساطة وبدونها نوعان معروفان فسماع موسى لم يكن بوساطة وسماعنا بتوسط الإنسان من صير النوعين نوعا واحدا فمخالف للعقل والقرآن فصل: في يوم المزيد وما أعد الله لهم فيه من الكرامة أو ما سمعت بشأنهم يوم المزيـ ـد وأنه شأن عظيم الشان هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الـ ـرحمان وقت صلاتنا وأذان والسابقون إلى الصلاة هم الألى فازوا بذاك السبق بالإحسان سبق بسبق والمؤخر ههنا متأخر في ذلك الميدان والأقربون إلى الإمام فهم أولو الزلفى هناك فها هنا قربان قرب بقرب والمباعد مثله بعد ببعد حكمة الديان ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد ومنابر الياقوت والعقيان هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ من فوق ذاك المسك كالكثبان ما عندهم أهل المنابر فوقهم مما يرون بهم من الإحسان فيرون ربهم تعالى جهرة نظر العيان كما يرى القمران ويحاضر الرحمان واحدهم محا ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان هل تذكر اليوم الذي كنت فيـ ـه مبارزا بالذنب والعصيان فيقول رب أما مننت بغفرة قدما فإنك واسع الغفران فيجيبه الرحمن مغفرتي التي قد أوصلتك إلى المحل الداني فصل: في المطر الذي يصيبهم هناك ويظلهم إذ ذاك منه سحابة تأتي بمثل الوابل الهتان بينا هم في النور إذ غشيتهم سبحان منشيها من الرضوان فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا شبها له في سالف الأزمان فيزيدهم هذا جمالا فوق ما لهم وتلك مواهب المنان فصل: في سوق الجنة الذي ينصرفون إليها من ذلك المجلس فيقول جل جلاله قوموا إلى ما قد ذخرت لكم من الإحسان يأتون سوقا لا يباع ويشترى فيه فخذ منه بلا أثمان قد أسلف التجار أثمان المبيـ ـع بعقدهم في بيعة الرضوان لله سوق قد أقامته الملا ئكة الكرام بكل ما إحسان فيها الذي والله لا عين رأت كلا ولا سمعت به أذنان كلا ولم يخطر على قلب امرئ فيكون عنه معبرا بلسان فيرى امرءا من فوقه في هيئة فيروعه ما تنظر العينان فإذا عليه مثلها إذ ليس يلـ ـحق أهلها شيء من الأحزان واها لذا السوق الذي من حله نال التهاني كلها بأمان يدعى بسوق تعارف ما فيه من صخب ولا غش ولا أيمان وتجارة من ليس تلهيه تجا رات ولا بيع عن الرحمن أهل المروة والفتوة والتقى والذكر للرحمان كل أوان يا من تعوض عنه بالسوق الذي ركزت لديه راية الشيطان لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم تركن إلى سوق الكساد الفاني |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 18 | |||
|
![]() فصل: في حالهم عند رجوعهم إلى أهليهم ومنازلهم فإذا هم رجعوا إلى أهليهم بمواهب حصلت من الرحمن قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي أعطيتم من ذا الجمال الثاني والله لازددتم جمالا فوق ما كنتم عليه قبل هذا الآن قالوا وأنتم والذي أنشاكم قد زدتم حسنا على الإحسان لكن يحق لنا وقد كنا إذا جلساء رب العرش ذي الرضوان فهم إلى يوم المزيد أشد شو قا من محب للحبيب الداني فصل: في خلود أهل الجنة ودوام صحتهم ونعيمهم وشبابهم واستحالة النوم والموت عليهم هذا وخاتمة النعيم خلودهم أبدا بدار الخلد والرضوان أو ما سمعت منادي الأيمان يخـ ـبر عن مناديهم بحسن بيان لكم حياة ما بها موت وعا فية بلا سقم ولا أحزان ولكم نعيم ما به بؤس وما لشبابكم هرم مدى الأزمان كلا ولا نوم هناك يكون ذا نوم وموت بيننا أخوان هذا علمناه اضطرارا من كتا ب الله فافهم مقتضى القرآن والجهم أفناها وأفنى أهلها تبا لذاك الجاهل الفتان طردا لنفي دوام فعل الرب في الـ ـماضي وفي مستقبل الأزمان وأبو الهذيل يقول يفنى كل ما فيها من الحركات للسكان وتصير دار الخلد مع سكانها وثمارها كحجارة البنيان قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا رب لأجل تسلسل الأعيان فالقوم إما جاحدون لربهم أو منكرون حقائق الإيمان فصل: في ذبح الموت بين الجنة والنار والرد على من قال إن الذبح لملك الموت وأن ذلك مجاز لا حقيقة أو ما سمعت بذبحه للموت بيـ ـن المنزلين كذبح كبش الضان حاشا لذا الملك الكريم وإنما هو موتنا المحتوم للإنسان والله ينشىء منه كبشا أملحا يوم المعاد يرى لنا بعيان ينشي من الأعراض أجساما كذا بالعكس كل قابل الإمكان أفما تصدق أن أعمال العبا د تحط يوم العرض في الميزان وكذاك تثقل تارة وتخف أخـ ـرى ذاك في القرآن ذو تبيان وله لسان كفتاه تقيمه والكفتان إليه ناظرتان ما ذاك أمرا معنويا بل هو الـ ـمحسوس حقا عند ذي الإيمان أو ما سمعت بأن تسبيح العبا د وذكرهم وقراءة القرآن ينشيه رب العرش في صورة يجا دل عنه يوم قيامة الأبدان أو ما سمعت بأن ذاك حول عر ش الرب ذو صوت وذو دوران يشفعن عند الرب جل جلاله ويذكرون بصاحب الإحسان أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس في القبر للملفوف في الأكفان في صورة الرجل الجميل الوجه في سن الشباب كأجمل الشبان أما سمعت أن أول ما نتلوه في أيام هذا العمر من قرآن يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر حمان كي ينجيك من نيران في صورة الرجل الذي هو شا حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني أو ما سمعت حديث صدق قد أتى في سورتين من أول القرآن فرقان من طير صواف بينهما شرق ومنه الضوء ذو تبيان شبههما بغمامتين وإن تشا بغيابتين هما لذا مثلان هذا مثال الأجر وهو فعالنا كتلاوة القرآن بالإحسان فالموت ينشيه لنا في صورة خلاقه حتى يرى بعيان والموت مخلوق بنص الوحي والـ ـمخلوق يقبل سائر الألوان في نفسه وبنشأة أخرى بقد رة قالب الأعراض والألوان أو ما سمعت بقلبه سبحانه الـ أعيان من لون إلى ألوان وكذلك الأعراض يقلب ربها أعيانها والكل ذو إمكان لم يفهم الجهال هذا كله فأتوا بتأويلات ذي البطلان فمكذب ومؤول ومحير ما ذاق طعم حلاوة الإيمان لما فسا الجهال في آذانه أعموه دون تدبر القرآن فثنى لنا العطفين منه تكبرا وتبخترا في حلة الهذيان إن قلت قال الله قال رسوله فيقول جهلا أين قول فلان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 19 | |||
|
![]() فصل: في أن الجنة قيعان وأن غراسها الكلام الطيب والعمل الصالح أوما سمعت بأنها القيعان فاغـ ـرس ما تشاء بذا الزمان الفاني وغراسها التسبيح والتكبير والتـ ـحميد والتوحيد للرحمان تبا لتارك غرسه ماذا الذي قد فاته من مدة الإمكان يا من يقر بذا ولا يسعى له بالله قل لي كيف يجتمعان أرأيت لو عطلت أرضك من غرا س ما الذي تجني من البستان وكذاك لو عطلتها من بذرها ترجو المغل يكون كالكيمان ما قال رب العالمين وعبده هذا فراجع مقتضى القرآن وتأمل الباء التي قد عينت سبب الفلاح لحكمة الفرقان وأظن باء النفي قد غرتك في ذاك الحديث أتى به الشيخان لن يدخل الجنات أصلا كادح بالسعي منه ولو على الأجفان والله ما بين النصوص تعارض والكل مصدرها عن الرحمان لكنّ بالإثبات للتسبيب والـ ـباء التي للنفي بالأثمان والفرق بينهما ففرق ظاهر يدريه ذو حظ من العرفان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 20 | |||
|
![]() فصل: في إقامة المأتم على المتخلفين عن رفقة السابقين بالله ما عذر امرئ هو مؤمن حقا بهذا ليس باليقظان بل قلبه في رقدة فإذا استفا ق فلبسه هو حلة الكسلان تالله لو شاقتك جنات النعيـ ـم طلبتها بنفائس الأثمان وسعيت جهدك في وصال نواعم وكواعب بيض الوجوه حسان جليت عليك عرائس والله لو تجلى على صخر من الصوان رقت حواشيه وعاد لوقته ينهال مثل نقى من الكثبان لكن قلبك في القساوة جاز حد الصخرة والحصباء في أشجان لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا حس لما استبدلت بالأهوان أو صادفت منك الصفات حياة قلـ ـب كنت ذا طلب لهذا الشان خود تزف إلى ضرير مقعد يا محنة الحسناء بالعميان شمس لعنين تزف إليه ما ذا حلية العنين في الغشيان يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى مع الإيمان يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سلفة الحيوان يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان يا سلعة الرحمن هل من خاطب فالمهر قبل الموت ذو إمكان يا سلعة الرحمن كيف تصبر الـ ـخطاب عنك وهم ذوو إيمان يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنسان ما كان عنها قط من متخلف وتعطلت دار الجزاء الثاني لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطل المتواني وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العلى بمشيئة الرحمن فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد راحاته يوم المعاد الثاني وإذا أبت ذا الشان نفسك فاتـ ـهمها ثم راجع مطلع الإيمان فإذا رأيت الليل بعد وصبحه ما انشق عنه عموده لأذان والناس قد صلوا صلاة الصبح وانـ ـتظروا طلوع الشمس قرب زمان فاعلم بأن العين قد عميت فنا شد ربك المعروف بالإحسان واسأله إيمانا يباشر قلبك الـ ـمحجوب عنه لتنظر العينان واسأله نورا هاديا يهديك في طرق المسير إليه كل أوان والله ما خوفي الذنوب فإنها لعلى طريق العفو والغفران لكنما أخشى انسلاخ القلب من تحكيم هذا الوحي والقرآن ورضا بآراء الرجال وخرصها لا كان ذاك بمنة الرحمن فبأي وجه ألتقي ربي إذا أعرضت عن ذا الوحي طول زمان وعزلته عمّا أريد لأجله عزلا حقيقيا بلا كتمان صرّحت أن يقيننا لا يستفاد به وليس لديه من إتقان أوليته هجرا وتأويلا وتحـ ـريفا وتفويضا بلا برهان وسعيت جهدي في عقوبة ممسك بعراه لا تقليد رأي فلان يا معرضا عما يراد به وقد جد المسير فمنتهاه دان جذلان يضحك آمنا متبخترا فكأنه قد نال عقد أمان خلع السرور عليه أوفى حلة طردت جميع الهم والأحزان يختال في حلل المسرة ناسيا ما بعدها من حلة الأكفان ما سعيه إلا لطيب العيش في الد نيا ولو أفضى إلى النيران قد باع طيب العيش في دار النعيـ ـم بذا الحطام المضمحل الفاني إني أظنك لا تصدق كونه بالقرب بل ظن بلا إيقان بل قد سمعت الناس قالوا جنة أيضا ونار بل لهم قولان والوقف مذهبك الذي تختاره وإذا انتهى الإيمان للرجحان أم تؤثر الأدنى عليه وقالت النـ ـفس التي استعلت على الشيطان أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة بعد الممات وطي ذي الأكوان لو أنه بنسيئة الدنيا لها ن الأمر لكن في معاد ثان دع ما سمعت الناس قالوه وخذ ما قد رأيت مشاهدا بعيان والله لو جالست نفسك خاليا وبحثتها بحثا بلا روغان لرأيت هذا كامنا فيها ولو أمنت لألقته إلى الآذان هذا هو السر الذي من أجله اخـ ـتارت عليه العاجل المتدان نقد قد اشتدت إليه حاجة منها ولم يحصل لها بهوان أتبيعه بنسيئة في غير هذي الدار بعد قيامة الأبدان هذا وإن جزمت بها قطعا ولـ ـكن حظها في حيّز الإمكان ما ذاك قطعيا لها والحاصل الـ ـموجود مشهود برأي عيان فتألفت من بين شهوتها وشبـ ـهتها قياسات من البطلان واستنجدت منها رضا بالعاجل الـ أدنى على الموعود بعد زمان وأتى من التأويل كل ملائم لمرادها يا رقة الإيمان وصغت إلى شبهات أهل الشرك والـ ـتعطيل مع نقص من العرفان واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم في الناس كالغرباء في البلدان ورأت عقول الناس دائرة على جمع الحطام وخدمة السلطان وعلى المليحة والمليح وعشرة الـ أحباب والأصحاب والإخوان فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد عوضا تلذ به من الإحسان فالقلب ليس يقر إلا في إنا ء فهو دون الجسم ذو جولان يبغي له سكنا يلذ بقربه فتراه شبه الواله الحيران فيحب هذا ثم يهوى غيره فيظل منتقلا مدى الأزمان لو نال كل مليحة ورياسة لم يطمئن وكان ذا دوران بل لو ينال بأسرها الدنيا لما قرت بما قد ناله العينان نقل فؤادك حيث شئت من الهوى واختر لنفسك أحسن الإنسان فالقلب مضطر إلى محبوبه الـ أعلى فلا يغنيه حب ثان وصلاحه وفلاحه ونعيمه تجريد هذا الحب للرحمن فإذا تخلى منه أصبح حائرا ويعود في ذا الكون ذا هيمان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 21 | |||
|
![]() فصل: في زهد أهل العلم والإيمان وإيثارهم الذهب الباقي على الخزف الفاني لكن ذا الإيمان يعلم أن هـ ـذا كالظلال وكل هذا فان كخيال طيف ما استتم زيارة إلا وصبح رحيله بأذان وسحابة طلعت بيوم صائف فالظل منسوخ بقرب زمان وكزهرة وافى الربيع بحسنها أو لامعا فكلاهما أخوان أو كالسراب يلوح للظمآن في وسط الهجير بمستوى القيعان أو كالأماني طاب منها ذكرها بالقول واستحضارها بجنان وهي الغرور رؤوس أموال المفا ليس الألى اتجروا بلا أثمان أو كالطعام يلذ عند مساغه لكن عقباه كما تجدان هذا هو المثل الذي ضرب الرسو ل لها وذا في غاية التبيان وإذا أردت ترى حقيقتها فخذ منه مثالا واحدا ذا شان أدخل بجهدك أصبعا في اليم وانـ ـظر ما تعلقه أذا بعيان هذا هو الدنيا كذا قال الرسو ل ممثلا والحق ذو تبيان وكذاك مثلها بظل الدوح في وقت الحرور لقائل الركبان هذا ولو عدلت جناح بعوضة عند الإله الحق في الميزان لم يسق منها كافرا من شربة ماء وكان الحق بالحرمان تالله ما عقل امرئ قد باع ما يبقى بما هو مضمحل فان هذا ويفتي ثم يقضي حاكما بالحجر من سفه لذا الإنسان إذ باع شيئا قدره فوق الذي يعتاضه من هذه الأثمان فمن السفيه حقيقة إن كنت ذا عقل وأن العقل للسكران والله لو أن القلوب شهدن منـ ـا كان شأن غير هذا الشان نفس من الأنفاس هذا العيش إن قسناه بالعيش الطويل الثاني يا خسة الشركاء مع عدم الوفا ء وطول جفوتها من الهجران هل فيك معتبر فيسلو عاشق بمصارع العشاق كل زمان لكن على تلك لعيون غشاوة وعلى القلوب أكنة النسيان وأخو البصائر حاضر متيقظ متفرد عن زمرة العميان يسمو إلى ذاك الرفيق الأرفع الأ على وخلى اللعب للصبيان والناس كلهم فصبيان وإن بلغوا سوى الأفراد والوحدان وإذا ما رأى ما يشتهيه قال مو عدك الجنان وجد في الأثمان وإذا أبت إلا الجماح أعاضها بالعلم بعد حقائق الإيمان ويرى من الخسران بيع الدائم الـ ـباقي به يا ذلة الخسران ويرى مصارع أهلها من حوله وقلوبهم كمراجل النيران حسراتها هن الوقود فإن خبت زادت سعيرا بالوقود الثاني جاؤوا فرادى مثل ما خلقوا بلا مال ولا أهل ولا إخوان ما معهم شيء سوى الأعمال فهـ ـي متاجر للنار أو لجنان تسعى بهم أعمالهم سوقا إلى الد ارين سوق الخيل بالركبان صبروا قليلا فاستراحوا دائما يا عزة التوفيق للإنسان حمدوا التقى عند الممات كذا السرى عند الصباح فحبذا الحمدان وحدت بهم عزماتهم نحو العلى وسروا فما نزلوا إلى نعمان باعوا الذي يفنى من الخزف الخسيـ ـس بدائم من خالص العقيان رفعت لهم في السير أعلام السعا دة والهدى يا ذلة الحيران فتسابق الأقوام وابتدروا لها كتسابق الفرسان يوم رهان وأخو الهوينى في الديار مخلف مع شكله يا خيبة الكسلان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 22 | |||
|
![]() فصل: في رغبة قائلها إلى من يقف عليها من أهل العلم والإيمان أن يتجرد إلى الله ويحكم عليها بما يوجبه الدليل والبرهان، فإن رأى حقا قبله وحمد الله عليه وإن رأى باطلا عرف به وأرت إليه يا أيها القارئ لها اجلس مجلس الـ ـحكم الأمين أتى له الخصمان واحكم هداك الله حكما يشهد الـ ـعقل الصريح به مع القرآن واحبس لسانك برهة عن كفره حتى تعارضها بلا عدوان فإذا فعلت فعنده أمثالها فنزال آخر دعوة الفرسان فالكفر ليس سوى العناد ورد ما جاء الرسول به لقول فلان فانظر لعلك هكذا دون الذي قد قالها فتفوز بالخسران فالحق شمس والعيون نواظر لا تختفي إلا على العميان والقلب يعمى عن هداه مثل ما تعمى وأعظم هذه العينان هذا وإني بعد ممتحن بأر بعة وكلهم ذوو أضغان فظ غليظ جاهل متمعلم ضخم العمامة واسع الأردان متفيهق متضلع بالجهل ذو صلع وذو جلح من العرفان مزجى البضاعة في العلوم وإنه زاج من الإيهام والهذيان يشكو إلى الله الحقوق تظلما من جهله كشكاية الأبدان من جاهل متطبب يفتي الورى ويحيل ذاك على قضا الرحمان عجت فروج الخلق ثم دماؤهم وحقوقهم منه إلى الديان ما عنده علم سوى التكفير والتـ ـبديع والتضليل والبهتان فإذا تيقن أنه المغلوب عنـ ـد تقابل الفرسان في الميدان قال اشتكوه إلى القضاة فإنهم حكموا وإلا اشكوه للسلطان قولوا له هذا يحل الملك بل هذا يزيل الملك مثل فلان فاعقره من قبل اشتداد الأمر منـ ـه بقوة الأتباع والأعوان وإذا دعاكم للرسول وحكمه فادعوه كلكم لرأي فلان وإذا اجتمعتم في المجالس فالغبوا والغوا إذا ما احتج بالقرآن واستنصروا بمحاضر وشهادة قد أصلحت بالرفق والإتقان لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا وبأي وقت بل بأي مكان وارفوا شهادتهم ومشوا حالها بل أصلحوها غاية الإمكان وإذا هم شهدوا فزكوهم ولا تصغوا لقول الجارح الطعان قولوا العدالة منهم قطيعة لسنا نعارضها بقول فلان ثبتت على الحكام بل حكموا بها فالطعن فيها ليس ذا إمكان من جاء يقدح فيهم فليتخذ ظهرا كمثل حجارة الصوان وإذا هو استعدادهم فجوابكم أتردها بعداوة الديان فصل: في حال العدو الثاني أو حاسد قد بات يغلي صدره بعداوتي كالمرجل الملآن لو قلت هذا البحر قال مكذبا هذا السراب يكون بالقيعان أو قلت هذي الشمس قال مباهتا الشمس لم تطلع إلى ذا الآن أو قلت قال الله قال رسوله غضب الخبيث وجاء بالكتمان أو حرف القرآن عن موضوعه تحريف كذاب على القرآن صال النصوص عليه فهو بدفعها متوكل بالدأب والديدان فكلامه في النص عند خلافه من باب دفع الصائل الطعان فالقصد دفع النص عن مدلوله كيلا يصول إذا التقى الزحفان فصل: في حال العدو الثالث والثالث الأعمى المقلد ذينك الر جلين قائد زمرة العميان فاللعن والتكفير والتبديع والتـ ـضليل والتفسيق بالعدوان فإذا هم سألوه مستندا له قال اسمعوا ما قاله الرجلان فصل: في حال العدو الرابع هذا ورابعهم وليس بكلبهم حاشا الكلاب الآكلي الأنتان خنزير طبع في خليقة ناطق متسوف بالكذب والبهتان كالكلب يتبعهم يشمشم أعظما يرمونها والقوم للحمان يتفكهون بها رخيصا سعرها ميتا بلا عوض ولا أثمان هو فضلة في الناس لا علم ولا دين ولا تمكين ذي سلطان فإذا رأى شرا تحرك يبتغي ذكرا كمثل تحرك الثعبان ليزول منه أذى الكساد فينفق الـ ـكلب العقور على ذكور الضان فبقاؤه في الناس أعظم محنة من عسكر يعزى إلى غازان هذي بضاعة ضارب في الأرض يبـ ـغي تاجرا يبتاع بالأثمان وجد التجار جميعهم قد سافروا عن هذه البلدان والأوطان إلا الصعافقة الذين تكلفوا أن يتجروا فينا بلا أثمان فهم الزبون لها فبالله ارحموا من بيعة من مفلس مذيان يا رب فارزقها بحقك تاجرا قد طاف بالآفاق والبلدان ما كل منقوش لديه أصفر ذهبا يراه خالص العقيان وكذا الزجاج ودرة الغواص في تمييزه ما إن هما مثلان |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 23 | |||
|
![]() فصل: في توجه أهل السنة إلى رب العالمين أن ينصر دينه وكتابه ورسوله وعباده المؤمنين هذا ونصر الدين فرض لازم لا للكفاية بل على الأعيان بيد وإما باللسان فإن عجز ت فبالتوجه والدعا بحنان ما بعد ذا والله للإيمان حبـ ـة خردل يا ناصر الإيمان بحياة وجهك خير مسئول به وبنور وجهك يا عظيم الشان وبحق نعمتك التي أوليتها من غير ما عوض ولا أثمان وبحق رحمتك التي وسعت جميع الـ ـخلق محسنهم كذاك الجاني وبحق أسماء لك الحسنى معا نيها نعوت المدح للرحمن وبحق حمدك وهو حمد واسع الـ أكوان بل أضعاف ذي الأكوان وبأنك الله الإله الحق معـ ـبود الورى متقدس عن ثان بل كل معبود سواك فباطل من دون عرشك للثرى التحتاني وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أنـ ـت غياث كل ملدد لهفان من ذاك للمضطر يسمعه سوا ك يجيب دعوته مع العصيان إنا توجهنا إليك لحاجة ترضيك طالبها أحق معان فاجعل قضاها بعض أنعمك التي سبغت علينا منك كل زمان انصر كتابك والرسول ودينك الـ ـعالي الذي أنزلت بالبرهان واخترته دينا لنفسك واصطفيـ ـت مقيمه من أمة الإنسان ورضيته دينا لمن ترضاه من هذا الورى هو قيم الأديان وأقر عين رسولك المبعوث بالـ ـدين الحنيف بنصره المتدان وانصره بالنصر العزيز كمثل ما قد كنت تنصره بكل زمان يا رب وانصر خير حزبينا على حزب الضلال وعسكر الشيطان يا رب واجعل شر حزبينا فدى لخيارهم ولعسكر القرآن يا رب واجعل حزبك المنصور أهـ ـل تراحم وتواصل وتدان يا رب وارحمهم من البدع التي قد أحدثت في الدين كل زمان يا رب جنبهم طرائقها التي تفضي بسالكها إلى النيران يا رب واهدهم بنور الوحي كي يصلوا إليك فيظفروا بجنان يا رب كن لهم وليا ناصرا واحفظهم من فتنة الفتان وانصرهم يا رب بالحق الذي أنزلته يا منزل القرآن يا رب هم الغرباء قد لجؤوا إليك وأنت ذو الإحسان يا رب قد عادوا لأجلك كل هذا الخلق إلا صادق الإيمان قد فارقوهم فيك أحوج ما هم دنيا إليهم في رضا الرحمان ورضوا ولايتك التي من نالها نال الأمان ونال كل أماني ورضوا بوحيك من سواه وما ار تضوا بسواه من آراء ذي الهذيان يا رب ثبتهم على الإيمان واجـ ـعلهم هداة التائه الحيران وانصر على حزب النفاة عساكر الـ إثبات أهل الحق والعرفان وأقم لأهل السنة النبوية الـ أنصار وانصرهم بكل زمان واجعلهم للمتقين أئمة وارزقهم صبرا مع الإيقان تهدي بأمرك لا بما قد أحدثوا ودعوا إليه الناس بالعدوان وأعزهم بالحق وانصرهم به نصرا عزيزا أنت ذو السلطان واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم فلأنت أهل العفو والغفران ولك المحامد كلها حمدا كما يرضيك لا يفنى على الأزمان ملء السموات العلى والأرض والـ ـموجود بعد ومنتهى الإمكان مما تشاء وراء ذلك كله حمدا بغير نهاية بزمان وعلى رسولك أفضل الصلوات والتـ ـسليم منك وأكمل الرضوان وعلى صحابته جميعا والألى تبعوهم من بعد بالإحسان تمت بحمد الله |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 24 | |||
|
![]() رحمك الله ياشيخ الإسلام الثاني بن القيم |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 25 | |||
|
![]() اللهم ارزقنا الجنة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 26 | |||
|
![]() وما قرب اليها |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 27 | |||
|
![]() امين يا رب |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 28 | |||
|
![]() بارك الله فيكم جميعا |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 29 | |||
|
![]() بارك الله فيكم
و أصلح الله لك دينك و دنياك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 30 | |||
|
![]() بارك الله فيكم |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أجواء, الجنة, النساء |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc