لا أدري مالذي يحرّكني الآن بالذات ، لفتح هذه الصّفحة بالذات ..
تسكنني خواطرُ جمّة تفعل بنفسي الأفاعيل !
تحيط بي كما تحيط النار بالعقرب ، فتدفعه للإنتحار !
أنتحر من واقعِ لم أرضَ به يوماً ..!!
بين البارحة واليوم بتّ أسائلُ نفسي ،،
هل يُعقل أن يكون منتدانا نموذجاً مصغراً لمجتمع تلُفّنا أحضانه !؟
لماذا أجدُ ركاكة في اللغة العربية مثلاً ؟
ثم إذا نبّهنا لذلك أُمطِـرنا بوابل من الشتائم والقذائف ؟!
هل أستطيع أن أقول أنّنا وصلناَ إلى درجة " التّشبع العلمي "
أين امتلأت أدمغتنا عن آخرها ، وأصبحت لا تحتمل استوعاب قطرات أخرى من بحر العلوم والمعارف ؟
ثمَّ ،،
لماذا يكون التحدث عن صفة " النرفزة " مصحوباً بفخر لا تصفه حروفي القاصرة ، كونَه "ميزة " تطبع الجزائريّ دون سواه !
ثم إذا تحدّثنا عن بعض الأمور الراقية ، ورسمنا للملأ طريقاً إليها ، يتهموننا "بالمثالية " !
هل أصبح الوصول إلى " المثالية " عيباً ، و السعيُ نحو الكمال " نقصاً "
فيما يكونُ التّنافس على اعتلاء ذروة النرفزةِ ، أو السلبيّة ، مراماً ليس بعده مرام ؟!!
أتساءل كثيراً ،،
لماذا نبادرُ كلّ مرّة إلى تعليق هزائمنا بمشجب من خشبٍ ، نمّ نعلّق بهامة المشجب طربوشاً مزخرفاً
كي نستقطب أنظار " الإنهزاميين " ، ونعلّق أبصارهم بذاك المشجب الخشبيّ الظالم ؟
لماذا نخاف من مواجهة الحقائق ؟ ونصرف الأوعية عن مرآة الواقع ؟ونبحث خلف هزائمنا عن الخيوط التي يُفترض أن تكونَ مربوطة بها ، كي نشُدّها أكثر وأكثر !
كيْ نزجّ بها في دوائر الإتّهام ..
ونصوّب نحوها السبابة ونُعلي الإبهام !!
أستجوب نفسي كثيراً ، ولكنّي لا أجد عندها ما يشفي الغليل ..
لماذا أجدُ عقول البعضِ مغانط من نوع خاص ، لا تستقطب إلا السّلبيات !
لماذا يأبون إلا مغادرة " قمامة الحياة " !
لماذا لا يطّهرون قلوبهم من " هلَك الناس ! "
لماذا لا يوضّئون أقلامهم بماء الصّلاةِ ليعبّروا بصدقٍ عمّا يختلج صدورهم !
لماذا إذا تأوّهوا ، ندبوا الخدود ، وشقّوا الجيوب ، وضربُوا الواقع بالخيال ، وخلطوا الصالح بالطالح ؟
وجمعوا الناس كلهم في صعيدٍ واحدٍ ، ليشهدوا " إصدار قانون جديد عامّ " ساري المفعول ِ على الكبير والصّغير !
لا أريد أن أقول أكثَر من هذا ،،
الله ربّنا المستعان ..
!