"طارق بن زياد" من القادة البارزين الذين سجلوا أسماءهم في صفحات تاريخ المسلمين المجيدة، مثل "خالد بن الوليد" و"سعد بن أبى وقاص" و "عمرو بن العاص" ، و"صلاح الدين الأيوبي" و"محمد الفاتح" .
وعلى يد "طارق بن زياد" قامت دولة للمسلمين في بلاد "الأندلس" المعروفة الآن بإسبانيا و"البرتغال" ، وقد ظلت تلك الدولة قائمة هناك ثمانية قرون .
هذا البطل العظيم ليس من أصل عربي ، ولكنه من أهالي البربر الذين يسكنون بلاد "المغرب" العربي ، وكثير من هؤلاء البربر دخل في الإسلام ، منهم "عبد الله" جد "طارق بن زياد" ، وهو أول اسم عربي إسلامي في نسبه ، أما باقي أجداده فهم من البربر الذين يتميزون بالطول واللون الأشقر .
إن القائد البربري الأمازيغي الشهير: طارق بن زياد، فاتح الأندلس، هو ورفجومي، ولهاصي، نفزاوي، لواتي، مدغاسي، بربريّ الأصل، ينتمي لعشيرة بني ونْمو، التي كانت مواطنُها بجبل أوراس، وسكنت منهُم طائفةٌ حوالَي مدينة تيجّيس وقال الإدريسي: طارق بن زياد بن عبد الله بن وَنْمو الزناتي إهـ( وتَحملُ أطلالُ مدينة تيجّيس الرّومانيّة، حاليا، اسم: تيدّيس، وتقعُ شمال غربي قسنطينة، وقد ذكر البكري هذه المدينة في (القَرن 11م)، فقال: وتيجّيس من عمل باغاية شماليها، مدينة أوليّة شامخة البناء كثيرة الكلأ والرّبيع .. وحولها من قبائل البربر: نفزة ووردغروسة ) وكان ورفجومة هؤلاء أوسم بطون نفزاوة وأشدهم بأساً وقوة . وطارق المشهور، هو ابن زياد بن عبد الله بن ونْمو بن ورفجوم بن تيدغاسبن ولهاص بن يطّوفت بن نفزاو بن لوّا الأكبر بن زحيگ بن مادغيس بن برّ بن سفگو بن .. بن مازيغ، ذكر هذا النّسب، المؤرخ المشهور ابن عذارى .المرّاكشي وتعتبر لواتة أول قبيلة دخلت الأسلام، ثم أصبحت من أكثر المناصرين له، وكان لها دور مشرف في صدر الإسلام وبرز منهم أول قائد إسلامي من أصول بربرية، وهو هلال بن ثروان اللواتي، وكان في حملة حسان بن النّعمان ضد الكاهنة، سنة 693م .
كانت بلاد "الأندلس" يحكمها ملك ظالم يدعى " لذريق" ، كرهه الناس وفكروا في خلعه من الحكم والثورة عليه بالاستعانة بالمسلمين الذي يحكمون الشمال الإفريقي بعد أن سمعوا كثيرًا عن عدلهم ، وتوسط لهم الكونت "يوليان" حاكم "سبتة" القريبة من "طنجة" في إقناع المسلمين بمساعدتهم ، واتصل بطارق بن زياد يعرض عليه مساعدته في التخلص من "لذريق" حاكم الأندلس ، وقد رحب "طارق" بهذا الطلب ، ووجد فيه فرصة طيبة لمواصلة الفتح والجهاد ، ونشر الإسلام وتعريف الشعوب بمبادئه السمحة ، فأرسل إلى "موسى بن نصير" أمير "المغرب" يستأذنه في فتح "الأندلس" ، فطلب منه الانتظار حتى يرسل إلى خليفة المسلمين "الوليد بن عبد الملك" بهذا العرض ، ويستأذنه في فتح "الأندلس" ويشرح له حقيقة الأوضاع هناك ، فأذن له الخليفة ، وطلب منه أن يسبق الفتح حملة استطلاعية يكشف بها أحوال "الأندلس" قبل أن يخوض أهوال البحر .