|
القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2020-08-06, 08:01 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
|
||||
2020-08-06, 16:05 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
|
|||
2020-08-06, 16:07 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله
ما شاء الله أخي عبد الرحمن زادكم الله علمًا و نفعًا و فضلاً متابعة للموضوع القيّم |
|||
2020-08-06, 16:24 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
|
|||
2020-08-07, 16:25 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التَّرغيب في الأمَانَة في القرآن الكريم - قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النِّساء: 58]. قال ابن تيمية: (قال العلماء: نزلت... في ولاة الأمور: عليهم أن يؤدُّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكموا بين النَّاس أن يحكموا بالعدل... وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل فهذان جماع السياسة العادلة والولاية الصالحة) [246] ((السياسة الشرعية)) (ص 12). - وقوله عزَّ وجلَّ: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب: 72-73]. ففي هذه الآية: (عظَّم تعالى شأن الأمَانَة التي ائتمن الله عليها المكلَّفين التي هي امتثال الأوامر، واجتناب المحارم في حال السِّرِّ والخفية، كحال العلانية وأنَّه تعالى عرضها على المخلوقات العظيمة السَّماوات والأرض والجبال، عَرْض تخيير لا تحتيم وأنَّكِ إن قمتِ بها وأدَّيتِهَا على وجهها، فلكِ الثَّواب وإن لم تقومي بها، ولم تؤدِّيها فعليك العقاب. فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا أي: خوفًا أن لا يقمن بما حُمِّلْنَ لا عصيانًا لربِّهن، ولا زهدًا في ثوابه وعَرَضَها الله على الإنسان على ذلك الشَّرط المذكور، فقَبِلها وحملها مع ظلمه وجهله، وحمل هذا الحمل الثقيل) [248] ((تيسير الكريم الرَّحمن) ) للسعدي (ص 673). - وقال تعالى في ذكر صفات المفلحين: وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ [المؤمنون: 8] (أي: مراعون لها، حافظون مجتهدون على أدائها والوفاء بها وهذا شامل لجميع الأمانات التي بين العبد وبين ربِّه كالتَّكاليف السِّرِّيَّة التي لا يطَّلع عليها إلَّا الله والأمانات التي بين العبد وبين الخلق في الأموال والأسرار) [249] ((تيسير الكريم الرَّحمن) ) للسعدي (ص 887). - والقرآن حكى لنا قصَّة موسى حين سقى لابنتي الرَّجل الصَّالح ورفق بهما، وكان معهما عفيفًا أمينًا: وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاء مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَاء السَّبِيلِ وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ [القصص: 23-26]. و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
2020-08-09, 15:39 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته التَّرغيب في الأمَانَة في السُّنَّة النَّبويَّة - عن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما قال: (أخبرني أبو سفيان أنَّ هرقل قال له: سألتك ماذا يأمركم؟ فزعمت أنَّه يأمر بالصَّلاة والصِّدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمَانَة. قال: وهذه صفة نبي) [250] رواه البخاري (7). - وعنه أيضًا رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)) [251] رواه البخاري (33)، ومسلم (59) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (يعني إذا ائتمنه النَّاس على أموالهم أو على أسرارهم أو على أولادهم أو على أي شيء مِن هذه الأشياء فإنَّه يخون -والعياذ بالله-، فهذه مِن علامات النِّفاق) [252] ((شرح رياض الصالحين) ) لابن عثيمين (4/48). - وعن ابن عباس أيضًا قال : ((بينما النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدِّث القوم جاء أعرابيٌّ فقال: متى السَّاعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدِّث. فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: أين أُراه السَّائل عن السَّاعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله. قال: فإذا ضُيِّعت الأمَانَة فانتظر السَّاعة . قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وُسِّد الأمر إلى غير أهله فانتظر السَّاعة)) [253] رواه البخاري (59) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: ((حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدَّثنا أنَّ الأمَانَة نزلت في جذر قلوب الرِّجال ثمَّ علموا مِن القرآن ثمَّ علموا مِن السُّنَّة. وحدَّثنا عن رفعها. قال: ينام الرَّجل النَّومة فتقبض الأمَانَة مِن قلبه فيظلُّ أثرها مثل أثر الوَكْت. ثمَّ ينام النَّومة فتُقْبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجْل [254] المجل: هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها ويصير كالقبة فيه ماء قليل . ((شرح النووي على مسلم)) (2/169). كجمر دحرجته على رجلك فنَفِط [255] نفط: أي صار منتفطًا... يقال انتفط الجرح: إذا ورم وامتلأ ماءً. ((فتح الباري)) لابن حجر (13/39). فتراه منتبرًا [256] منتبرًا: مرتفعًا. (شرح النووي على مسلم)) (2/169). و ليس فيه شيء، ويصبح النَّاس يتبايعون فلا يكاد أحد يؤدِّي الأمَانَة فيقال: إنَّ في بني فلان رجلًا أمينًا. ويقال للرَّجل: ما أعقله وما أظرفه! وما أجلده! وما في قلبه مثقال حبَّة خردل مِن إيمان)) [257] رواه البخاري (6497) ومسلم (143). (الحديث يصوِّر انتزاع الأمَانَة مِن القلوب الخائنة تصويرًا محرجًا فهي كذكريات الخير في النُّفوس الشِّرِّيرة، تمرُّ بها وليست منها وقد تترك مِن مرِّها أثرًا لاذعًا. بيد أنَّها لا تحيي ضميرًا مات وأصبح صاحبه يزن النَّاس على أساس أثرته وشهوته غير مكترث بكفر أو إيمان!! إنَّ الأمَانَة فضيلة ضخمة لا يستطيع حملها الرَّجال المهازيل، وقد ضرب الله المثل لضخامتها فأبان أنَّها تثقل كاهل الوجود فلا ينبغي للإنسان أن يستهين بها أو يفرِّط في حقِّها. قال الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً [الأحزاب: 72] والظُّلم والجهل آفتان عرضتا للفطرة الأولى وعُني الإنسان بجهادهما فلن يخلص له إيمان إلَّا إذا أنقاه مِن الظُّلم: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ... [الأنعام: 82] ولن تخلص له تقوى إلَّا إذا نَقَّاها مِن الجهالة: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء [فاطر:28] ولذلك بعد أن تقرأ الآية التي حملت الإنسان الأمَانَة تجد أنَّ الذين غلبهم الظُّلم والجهل خانوا ونافقوا وأشركوا فحقَّ عليهم العقاب ولم تـكـتب السَّــــلامة إلَّا لأهـــــل الإيمــــــان والأمَــــانَة: لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا [الأحزاب: 73]) [258] ((خلق المسلم)) للغزالي (ص 47). - وعن عبد الله بن عمرو عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعٌ إذا كنَّ فيك فلا يضرَّنَّك ما فاتك مِن الدُّنْيا: صِدْق حديث وحِفْظ أمانة، وحُسْن خليقة، وعفَّة طُعْمة)) [259] رواه أحمد (2/177) (6652) والبيهقي في ((الشُّعب)) (7/202) مِن حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-. قال المنذري في ((التَّرغيب والتَّرهيب)) (4/50) : أسانيده حسنة. وحسَّن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (10/298) وصحَّح إسناده أحمد شاكر في ((تخريج المسند)) (10/138). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
2020-08-09, 20:23 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
|
|||
2020-08-11, 04:00 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-08-11 في 04:02.
|
|||
2020-08-10, 09:50 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
شروحات رائعة بارك الله فيك |
|||
2020-08-11, 04:02 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
|
|||
2020-08-11, 16:04 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أقوال السَّلف والعلماء في الأمَانَة - قال أبو بكر الصِّديق رضي الله عنه: (أصدق الصِّدق الأمَانَة وأكذب الكذب الخيانة) [260] روى نحوه البيهقي في ((السنن الكبرى)) (13009). - وعن ابن أبي نجيح قال: (لما أُتِي عمر بتاج كسرى وسواريه جعل يقلبه بعود في يده ويقول: والله إنَّ الذي أدَّى إلينا هذا لأمين. فقال رجل: يا أمير المؤمنين أنت أمين الله يؤدُّون إليك ما أدَّيت إلى الله فإذا رتعت رتعوا. قال: صدقت) [261] ((عيون الأخبار)) لابن قتيبة (1/115). - وعن هشام أنَّ عمر قال: (لا تغرُّني صلاة امرئ ولا صومه مَن شاء صام، ومَن شاء صلى لا دين لمن لا أمانة له) [262] رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (162). - وقال عبد الله بن مسعود: (القتل في سبيل الله كفَّارة كلِّ ذنب إلَّا الأمَانَة وإنَّ الأمَانَة الصَّلاة والزَّكاة والغسل مِن الجنابة والكيل والميزان والحديث وأعظم مِن ذلك الودائع) [263] رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (159). - وعن أبي هريرة قال: (أوَّل ما يرفع مِن هذه الأمَّة الحياء والأمَانَة فسلوها الله) [264] رواه الخرائطي في ((مكارم الأخلاق)) (178). - وقال ابن عبَّاس رضي الله عنهما : (لم يرخِّص الله لمعسر ولا لموسر أن يمسك الأمَانَة) [265] ذكره ابن عطية في ((تفسيره)) (2/70) والقرطبي (5/256) وأبو حيان في ((البحر المحيط)) (3/684). - وقال نافع مولى ابن عمر: (طاف ابن عمر سبعًا وصلَّى ركعتين فقال له رجل مِن قريش: ما أسرع ما طفت وصلَّيت يا أبا عبد الرَّحمن. فقال ابن عمر: أنتم أكثر منَّا طوافًا وصيامًا ونحن خير منكم بصدق الحديث وأداء الأمَانَة وإنجاز الوعد) [266] رواه الفاكهي في ((أخبار مكة)) (1/211) وذكره ابن مفلح في ((الآداب الشرعية)) (4/500). - وعن سفيان بن عيينة قال : (مَن لم يكن له رأس مال فليتخذ الأمَانَة رأس ماله) [267] ((الدر المنثور)) للسيوطي (4/500). - وقال ميمون بن مهران: (ثلاثة يؤدَّين إلى البرِّ والفاجر: الأمَانَة والعهد، وصلة الرَّحم) [268] رواه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (7/219). - وقال الشَّافعي: (آلات الرِّياسة خمس: صِدق اللَّهجة وكتمان السِّرِّ، والوفاء بالعهد وابتداء النَّصيحة، وأداء الأمَانَة) [269] ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (19/30). - وقال ابن أبي الدُّنْيا: (الدَّاعي إلى الخيانة شيئان: المهانة وقلَّة الأمَانَة فإذا حسمهما عن نفسه بما وصفت ظهرت مروءته) [270] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص 333). - وعن خالد الربعي قال كان يقال : (إنَّ مِن أجدر الأعمال أن لا تُؤخَّر عقوبته أو يُعجَّل عقوبته: الأمَانَة تُخَان والرَّحم تُقْطَع، والإحْسَان يُكْفَر) [271] ((مكارم الأخلاق)) للخرائطي (1/172). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
2020-08-11, 19:00 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
|
|||
2020-08-12, 15:58 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
|
|||
2020-08-12, 16:00 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته صور الأمَانَة هناك مجالات وصور تدخل فيها الأمَانَة وهي كثيرة فـ(الأمانة باب واسعٌ جدًّا، وأصلها أمران: أمانة في حقوق الله: وهى أمانة العبد في عبادات الله عزَّ وجلَّ. وأمانة في حقوق البشر) [273] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/463). وفيما يلي تفصيل ما يدخل تحتهما من صور: 1- الأمَانَة فيما افترضه الله على عباده: فمِن الأمَانَة: (ما ائتمنه الله على عباده مِن العبادات التي كلَّفهم بها فإنَّها أمانة ائتمن الله عليها العباد) [274] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/462). 2- الأمَانَة في الأموال: (ومِن الأمَانَة: العفَّة عمَّا ليس للإنسان به حقٌّ مِن المال وتأدية ما عليه مِن حقٍّ لذويه وتأدية ما تحت يده منه لأصحاب الحقِّ فيه وتدخل في البيوع والديون والمواريث والودائع والرهون والعواري والوصايا وأنواع الولايات الكبرى والصُّغرى وغير ذلك) [275] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595). (ومنها الأمَانَة المالية وهي: الودائع التي تُعْطَى للإنسان ليحفظها لأهلها. وكذلك الأموال الأخرى التي تكون بيد الإنسان لمصلحته أو مصلحته ومصلحة مالكها؛ وذلك أنَّ الأمَانَة التي بيد الإنسان إمَّا أن تكون لمصلحة مالكها أو لمصلحة مَن هي بيده أو لمصلحتهما جميعًا فأمَّا الأوَّل فالوديعة تجعلها عند شخص تقول -مثلًا-: هذه ساعتي عندك احفظها لي. أو: هذه دراهم احفظها لي. وما أشبه ذلك فهذه وديعة المودع فيها بقيت عنده لمصلحة مالكها وأمَّا التي لمصلحة مَن هي بيده فالعارية: يعطيك شخصٌ شيئًا يعيرك إيَّاه مِن إناء أو فراش أو ساعة أو سيَّارة فهذه بقيت في يدك لمصلحتك وأمَّا التي لمصلحة مالكها ومَن هي بيده: فالعين المستأجرة فهذه مصلحتها للجميع؛ استأجرت منِّي سيَّارة وأخذتها فأنت تنتفع بها في قضاء حاجتك وأنا أنتفع بالأجرة وكذلك البيت والدُّكَّان وما أشبه ذلك كلُّ هذه مِن الأمانات) [276] ((شرح رياض الصالحين)) لابن عثيمين (2/462). 3– الأمَانَة في الأعراض: فمِن الأمَانَة في الأعراض: العفَّة عمَّا ليس للإنسان فيه حقٌّ منها وكفُّ النَّفس واللِّسان عن نيل شيء منها بسوء كالقذف والغيبة. 4- الأمَانَة في الأجسام والأرواح: فمِن الأمَانَة في الأجسام والأرواح: كفُّ النَّفس واليد عن التَّعرُّض لها بسوء من قتل أو جرح أو ضرٍّ أو أذى. 5– الأمَانَة في المعارف والعلوم: فمِن الأمَانَة في المعارف والعلوم تأديتها دون تحريف أو تغيير ونسبة الأقوال إلى أصحابها وعدم انتحال الإنسان ما لغيره منها. 6- الأمَانَة في الولاية: فمِن الأمَانَة في الولاية: تأدية الحقوق إلى أهلها وإسناد الأعمال إلى مستحقِّيها الأكفياء لها وحفظ أموال النَّاس وأجسامهم وأرواحهم وعقولهم وصيانتها ممَّا يؤذيها أو يضرُّ بها وحفظ الدِّين الذي ارتضاه الله لعباده مِن أن يناله أحدٌ بسوء، وحفظ أسرار الدَّولة وكلِّ ما ينبغي كتمانه مِن أن يسرَّب إلى الأعداء إلى غير ذلك مِن أمور [277] من رقم 3 إلى 6، منقول من كتاب الأخلاق الإسلاميَّة)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595). قال ابن عثيمين: (ومِن الأمَانَة -أيضًا- أمانة الولاية وهي أعظمها مسؤوليَّة الولاية العامَّة والولايات الخاصَّة، فالسُّلطان –مثلًا الرَّئيس الأعلى في الدَّولة- أمينٌ على الأمَّة كلِّها، على مصالحها الدِّينية ومصالحها الدُّنيويَّة على أموالها التي تكون في بيت المال لا يبذِّرها ولا ينفقها في غير مصلحة المسلمين وما أشبه ذلك . وهناك أمانات أخرى دونها كأمانة الوزير -مثلًا- في وزارته وأمانة الأمير في منطقته وأمانة القاضي في عمله وأمانة الإنسان في أهله) [278] ((شرح رياض الصالحين)) (2/463). أمَّا إذا تعيَّن رجلان، أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوَّة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية. قال ابن تيمية : (واجتماع القوَّة والأمَانَة في النَّاس قليل ولهذا كان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يقول: اللَّهمَّ أشكو إليك جلد الفاجر وعجز الثِّقة فالواجب في كلِّ ولاية الأصلح بحسبها فإذا تعيَّن رجلان أحدهما أعظم أمانة والآخر أعظم قوَّة، قُدِّم أنفعهما لتلك الولاية وأقلهما ضررًا فيها فيُقَدَّم في إمارة الحروب الرَّجل القوي الشُّجاع -وان كان فيه فجور- على الرَّجل الضَّعيف العاجز وإن كان أمينًا كما سُئل الإمام أحمد عن الرَّجلين يكونان أميرين في الغزو وأحدهما قويٌّ فاجر والآخر صالح ضعيف، مع أيِّهما يُغْزى؟ فقال: أمَّا الفاجر القويُّ فقوَّته للمسلمين وفجوره على نفسه وأمَّا الصَّالح الضَّعيف فصلاحه لنفسه وضعفه على المسلمين فيُغْزَى مع القويِّ الفاجر وقد قال النَّبيُّ: ((إنَّ الله يؤيِّد هذا الدِّين بالرَّجل الفاجر)) [279] رواه البخاري (3062)، ومسلم (111) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. ورُوِي: ((بأقوام لا خلاق لهم)) [280] رواه النسائي في ((الكبرى)) (8/147) والبزار (13/189) والطبراني في ((الأوسط)) (2/268) مِن حديث أنس رضي الله عنه. وصحَّح إسناده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (1/73) وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (1866). وإن لم يكن فاجرًا كان أولى بإمارة الحرب ممَّن هو أصلح منه في الدِّين إذا لم يسدَّ مسدَّه) [281] ((مجموع الفتاوى)) لابن تيمية (28/254). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
2020-08-13, 17:05 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته صور الأمَانَة 7– الأمَانَة في الشَّهادة: وتكون الأمَانَة في الشَّهادة بتحمُّلها بحسب ما هي عليه في الواقع وبأدائها دون تحريف أو تغيير أو زيادة أو نقصان. 8 – الأمَانَة في القضاء: وتكون الأمَانَة في القضاء بإصدار الأحكام وفْقَ أحكام العدل التي استُؤْمِن القاضي عليها وفُوِّض الأمر فيها إليه. 9– الأمَانَة في الكتابة: وتكون الأمَانَة في الكتابة بأن تكون على وفْقِ ما يمليه ممليها وعلى وفْقِ الأصل الذي تُنْسَخ عنه فلا يكون فيها تغيير ولا تبديل ولا زيادة ولا نقص وإذا كانت مِن إنشاء كاتبها فالأمَانَة فيها أن تكون مضامينها خالية مِن الكذب والتَّلاعب بالحقائق، إلى غير ذلك. [282] من رقم 7 إلى 10، منقول من كتاب ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595). (ومِن الأمانات ما يكون بين الرَّجل وصاحبه مِن الأمور الخاصَّة التي لا يجب أن يطَّلع عليها أحدٌ فإنَّه لا يجوز لصاحبه أن يخبر بها فلو استأمنك على حديث حدَّثك به وقال لك: هذا أمانة، فإنَّه لا يحلُّ لك أن تخبر به أحدًا مِن النَّاس ولو كان أقرب النَّاس إليك سواءً أوصاك بأن لا تخبر به أحدًا أو عُلِم مِن قرائن الأحوال أنَّه لا يحب أن يطلع عليه أحدٌ ولهذا قال العلماء: إذا حدَّثك الرَّجل بحديث والتفت فهذه أمانة. لماذا؟ لأنَّ كونه يلتفت فإنَّه يخشى بذلك أن يسمع أحدٌ إذًا فهو لا يحبُّ أن يطَّلع عليه أحدٌ فإذا ائتمنك الإنسان على حديث فإنَّه لا يجوز لك أن تفشيه. ومِن ذلك أيضًا ما يكون بين الرَّجل وبين زوجته مِن الأشياء الخاصَّة فإنَّ شرَّ النَّاس منزلةً عند الله تعالى يوم القيامة الرَّجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثمَّ يروح ينشر سرَّها ويتحدَّث بما جرى بينهما) 11– الأمَانَة في الرِّسالات: وتكون الأمَانَة فيها بتبليغها إلى أهلها تامَّة غير منقوصة ولا مزاد عليها وعلى وفْقِ رغبة محمِّلها سواء أكانت رسالة لفظيَّة أو كتابيَّة أو عمليَّة 10– الأمَانَة في الأسرار التي يُستأمن الإنسان على حفظها وعدم إفشائها: وتكون الأمَانَة فيها بكتمانها [284] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595). 12– الأمَانَة في السَّمع والبصر وسائر الحواس: وتكون الأمَانَة فيها بكفِّها عن العدوان على أصحاب الحقوق وبحفظها عن معصية الله فيها وبتوجيهها للقيام بما يجب فيها مِن أعمال فاستراق السَّمع خيانة، واستراق النَّظر إلى ما لا يحلُّ النَّظر إليه خيانة واستراق اللَّمس المحرَّم خيانة [285] ((الأخلاق الإسلامية)) لعبد الرَّحمن الميداني (1/595). (ومِن معاني الأمَانَة أن تنظر إلى حواسك التي أنعم الله بها عليك وإلى المواهب التي خصَّك بها وإلى ما حُبيت مِن أموالٍ وأولادٍ فتدرك أنَّها ودائع الله الغالية عندك فيجب أن تسخرها في قرباته وأن تستخدمها في مرضاته. فإن امتُحِنتَ بنقص شيء منها فلا يستخفَّنَّك الجزع متوهمًا أنَّ ملكك المحض قد سُلب منك فالله أولى بك منك. وأولى بما أفاء عليك وله ما أخذ وله ما أعطى. وإن امتُحِنتَ ببقائها فما ينبغي أن تجبن بها عن جهاد أو تفتتن بها عن طاعة أو تستقوي بها على معصية. قال الله عزَّ وجلَّ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ [الأنفال: 27-28]) [286] ((خلق المسلم)) للغَزَالي (ص 44). 13- الأمَانَة في النُّصح والمشورة: ومِن صور الأمَانَة أن تنصح مَن استشارك وأن تَصْدُق مَن وَثَقَ برأيك فإذا عرض عليك أحدٌ مِن النَّاس موضوعًا معيَّنًا وطلب منك الرَّأي والمشورة والنَّصيحة فاعلم أنَّ إبداء رأيك له أمانة فإذا أشرت عليه بغير الرَّأي الصَّحيح، فذلك خيانة [287] ((الأخلاق الإسلاميَّة)) لحسن المرسي (ص 181). وقد قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم : ((المستشار مؤتمن)) [288] رواه أبو داود (5128)، والترمذي (2822) وابن ماجه (3745) مِن حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وحسَّنه الترمذي وقال ابن عدي في ((الكامل)) (6/84): لا بأس به. وصحَّحه ابن مفلح في ((الآداب الشَّرعية)) (1/308). و لنا عودة من اجل استكمال شرح خُلُقِ الأمَانَة |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc