كتب الشابي عددا من القصائد الهامة التي تدور كلها حول فكرة { ارادة الحياة } و فكرة {الموت} وكتب ايضا عن فكرة لا تستطيع تسميتها الا بانها فكرة { البقاء للاقوى } و في هذه القصائد يمجد القوة و يثبت انها سر الحياة . و هذه الافكار لم تظهر في شعره بصورة عرضية ، بل ظهرت بصورة قوية تدل على انها كانت تشغل عقله وقلبه ، ولم تكن مجرد خواطرتمربباله فيسجلها في بيت اوبيتين،كما كان يفعل الشعراء التقليديون، فشوقي مثلا عندما اراد ان يعبرعن فكرة { البقاء للاقوى } كتب هذاالبيت
وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
ومع ذلك فلا يمكن ان نقول ان شوقي كان يدعو الى هذه الفكرة ا ينادي بها فمن الصعب ان نجد في شعره بيتا آخر بهذا المعنى. على عكس الشابي فهو شاعر فكرة كاملة و ليس مجموعة من الخواطر المتناثرة المبعثرة.فهناك قصائد عديدة منصبة في هذا الاتجاه في شعر الشابي
لاينهض الشعب الا حين يدفعه .. عزم الحياة اذا ما استيقظت فيه
و في قصيدته المشهورة { ارادة الحياة } ينادي الشابي الشعب و يدعوه الى اليقظة و الثورة ، ثم يحمل الطبيعة تنطق بافكاره فالريح تدعو الى الثورة و تحدد للناس طريق الثورة التي هو طريق الخطر و نسيان الحذر و خوض اللهب فيقول
و دمدمت الريح بين الفجاج .. وفوق الجبـال و تحت الشجر
اذا مـا طمحت الـى غايـة .. ركبت المنـى و نسيت الحذر
و من لم يعانقه شوق الحياة .. تبخـر فـي جـوها واندثـر
فويل لمن لم تشــقه الحياة .. مـن صفعـة العـدم المنتصر
و في قصيدة اخرى عنوانها { الى الشعب }
اين يا شعب قلبك الخافق الحساس .. ايـن الطمـوح والاحلام ؟
اين يا شعب روحك الشاعر الفنان .. ايـن الخيال و الالهــام ؟
اين اين يم الحياة يـدوي حواليك .. فايـن المغامـر المقـدام ؟
اما قصيدته القوية الناضجة { نشيد الجبار }فهي مليئة بهذا المعنى ،
ساعيش رغم الداء و الاعـداء .. كالنسر فـوق القمة الشماء
ارنو الى الشمس المضيءة هازئا .. بالسحب و الامطار و الانواء
و انا الخضم الرحـب ليس تزيده .. الا حيـاة سطــوة الانواء
و اقول للجميع الذين تجشموا .. هدمي وودوا يخــر بنائي
ان المعـاول لا تهد مناكــي .. والنار لا تاتي على اعضائي
موقف رجال الديـن من اشعــار الشابي