السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً أحب استغلال فرصة تواجدكم هنا لحمد الله عز وجل على جميل نعمه التي أسبغها علينا ظاهرة وباطنة
ما علمنا منها وما لم نعلم !
فالإنسان كثيراً ما يغفل عن شكر بعض النعم التي أغرقه الله فيها من حيث لا يدري ، كأن يكون قدْ
صرف عنه سوءاً كان سيلحقه ! فلله الحمد الكثير على جميل نعمائه ..
وبعد /
لاحظتُ مؤخراً ظاهرة أخذت في الإنتشار عندنا (منذ أعوام وجيزة ) ، رغم أن الخليج العربي عامة سبقنا إليها منذ مدة
ظاهرة زواج المرأة ، ثم إتمامها لدراستها بعد ذلك ..
واحدة من عائلتي الكبيرة ، أنهت دراستها الجامعية وتخرجت بشهادة الليسانس ثم تزوجت وهي الآن في طريق إكمال الماجستير ..
وأخرى تمت خطبتها مؤخراً ،، وبقي لها سنتين دراسة في الجامعة لتتخرج بشهادة الليسانس (قرات عامين وبقاو عامين)
وقد وافق خطيبها على مسألة إتمامها دراستها بعد الزواج ان شاء الله ..
ومعلمّة تحفّظنا القرآن أنهت الماجستير في الشريعة في سوريا ، وتحضر للدكتوراه في الجزائر ، وأخذت إجازة في رواية ورش في تيزي وزو
وهي ربة بيت ، ومسؤولة عن أولاد !
ولي صديقة أيضاً ، تخرجت من كلية المحاماة وبقي أمامها ستة أشهر دراسة (لتحصيل الكابا أو شهادة الكفاءة المهنية )
أيضاً ستتزوج بعد العيد إن شاء الله وتتمّ ما تبقى لها ..
وأخريات بقيت لهن سنوات قليلة (عام أو عامين ) خُطبن وسينهين دراستهن عند أهلنّ ثم يتزوجت لأن الخاطب ماهوش واجد ..
**************
ورغم أن الكثير من الفتيات يتخوّفن من هذه المسألة ، ويعتبرونها زيجة تشبه ألعاب اللوطو الرياضي " اكشط واربح "
بل وتذهب الكثيرات إلى رفض الفكرة رفضاً مطلقاً ، حتى وإن أبدى الخاطب موافقة أولية على شرطها في إتمام دراستها
ذلكَ أن البعض قد أعطيت لهنّ الموافقة على اتمام الدراسة ثم بعد الزواج حصل خلاف ذلك !
من جهة أخرى ،،
يتهرّب كثير من الشباب من هذه الزيجات ، ويصفونها بالفاشلة ..
والبعض الآخر يعطي موافقة بِغية الظفر بالمكسب ثم يعود ويخلف قوله و وعده
الأسئلة :
هل توافقين - أنتِ كفتاة - إن أتاك خاطباً كفؤاً يحمل كل المواصفات التي أردتها ، هل توافقين على الزواج به إن سمح لك بإتمام دراستك بعد الزواج ؟
هل توافق - أنت كرجل - على الزواج من فتاة لا زالت لم تتمّ تعليمها ، وهل ستقبل فعلاً بإتمامها دراستها بعد الزواج ؟
هل إذا أعطيتها كلمة بإتمامها للدراسة ستكون عند كلمتك وتتدعمها لإنهاء دراستها أم أنك ستعتبر كما لو أنك لم تقل شيئاً ؟
وأخيراً
هل فعلاً مجتمعنا الجزائري بدأ يتقبل مثل هذه الأفكار ؟ هل هي آخذة في الإنتشار ؟
ملحوظة :
لا أتحدث عن المرأة التي تدرس ثم تعمل وتترك البيت والأولاد ، أتحدث عن المرأة المسؤولة التي بإمكانها التوفيق بين الأمرين
لذلك لا تكثروا من ذكر الشواذ بارك الله فيكم ولا تبنوا أحكامكم عليهم حتى لا نخرج عن صلب نقاشنا وصميم موضوعنا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته