خطة البحث
مقدمــــة
المبحث الأول/ الحركة الوطنية من 1919-1944
المطلب الاول/ تعريف الحركة الوطنية
المطلب الثاني/ أسباب ظهور الحركة الوطنية
المطلب الثالث/ حركة الأمير خالد 1919-1927
المطلب الرابع/ الاتجاه الاستقلالي(نجم شمال افريقيا)
المطلب الخامس/ الاتجاه الاصلاحي(جمعية العلماء المسلمين)
المطلب السادس/ الاتجاه الادماجي
المبحث الثاني/ إعادة بناء الحركة الوطنية 1945-1954
المطلب الأول/ مجازر 08ماي1945
المطلب الثاني/ الاتجاه الديمقراطي للبين الجزائري
المطلب الثالث/ جمعية العلماء المسلمين
المطلب الرابع/ حزب الشعب
المطلب الخامس/ أزمة حركة انتصار الحريات و الديمقراطية
المطلب السادس/ الحركة الوطنية و التحرر العربي
المطلب السابع/ أثر الحركة الوطنية على المجتمع الجزائري و على مسار الثورة
خاتمـــة
ملحق
مقدمـــــــــــــــــــــة
منذ دخول الاستعمار الفرنسي للجزائر و هو يحاول القضاء على هوية الشعب الجزائري
و مقومات شخصيته بشتى الوسائل و الطرق، لكن الشعب الجزائري كان دائما يرفض هذه السيطرة و يقاوم هذه السياسة القمعية، ففي بداية الأمر كانت المقاومات الشعبية و التي لم تتجاوز المناطق القبلية و لم تتوسع عبر التراب الوطني و رغم تصديها للاستعمار إلا أنها فشلت في ذلك، ليأخذ النضال بعد ذلك طابعا سياسيا بظهور أحزاب سياسية كانت تنشط و تطالب بحقوقها في الاستقلال و غيرها من الحقوق بطرق سلمية، و التي كانت تعرض للحل و سجن الزعماء و نفيهم، لكن و بعد مجازر الثامن ماي تأكد الشعب الجزائري و القادة السياسيون بأن فرنسا لا تنفع معها سياسة اللين، و من ثم تغيرت طريقة المطالبة بالحقوق إلى العمل الثوري، و حدثت تغييرات داخل الأحزاب و حتى خلافات و لا سيما داخل حزب الشعب.
فما أثر الحركة الوطنية في مسار الثورة الجزائرية، وما أثرها على المجتمع الجزائري ؟
المبحث الأول/ الحركة الوطنية من 1919-1944:
المطلب الأول/ تعريف الحركة الوطنية:
هي شكل من أشكال مقاومة الاستعمار وهي عبارة عن جمعيات وتنظيمات سياسية أخذت تيارات مختلفة قادها نخبة من المناضلين من أجل تخليص الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي.
المطلب الثاني/أسباب ظهور الحركة الوطنية :
من العوامل التي ساهمت في ظهور الحركة الوطنية مايلي :
1- اعتماد فرنسا سياسة الإدماج لجعل الجزائر مستعمرة فرنسية
2-أما في الميدان السياسي :
منعت تكوين الأحزاب ومنع صدور الصحف باللغة العربية وأقصت المواطنين من التصويب والترشيح للانتخابات.
3-الميدان الاقتصادي:
استنزاف الثروات المعدنية والطاقية والفلاحية إضافة إلى فرض الضرائب المكلفة على الجزائريين
4-الميدان الاجتماعي:
أرغمت العمال الجزائريين على العمل بأجور ضعيفة ولساعات طويلة
جلب مها جرين أوروبيين جدد إلى الجزائر لتقوية النقود والسيطرة على المدن الكبرى في الجزائر .
المطلب الثالث/حركة الأمير خالد 1919_ 1925:
الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر، كان ضابطا في الجيش الفرنسي، قد بدأ حركته السياسية في أواخر سنة 1919 عند انفصاله كانت له مطالب مع ويمكن تلخيص مطالب حركته كالتالي:
1. تمثيل المسلمون في البرلمان الفرنسي بنسبة مساوية لعدد نواب الأوربيين الجزائريين
2. إلغاء القوانين الاستثنائية
3. المساواة في الخدمة العسكرية
4. حق الجزائريون في تقلد جميع المناصب المدنية العسكرية
5. تطبيق القانون المتعلق بالتعليم العام الإجباري على الأهالي
6. حرية الصحافة والجمعيات
7. الاحتفاظ بالأحوال الشخصية الإسلامية
وقد أطلق مؤرخو الحركة الوطنية الجزائرية على حركة الأمير خالد عدة أسماء منهم من قال أنها (حركة وطنية إسلامية ), ومنهم من سماها (أحزاب المرابطين ) و (الحزب الوطني الديني ).وهناك من كان يراها أنها (الحركة الإصلاحية ) تهدف إلى تحسين حال المسلمين.
حيث كانت فرنسا تمقت كل شيء يحمل اسم الإسلام.فحاول الأمير خالد ورفاقه منع تجديد العمل بقانون (الأنديجينا) فانتقل إلى باريس عام 1920م لهذا الغرض لكن بعض المنتخبين الجزائريين من أنصار الإدارة الاستعمارية اتهمته بالتحريض والعداء لفرنسا .
كان الأمير خالد يسعى لشمل صفوف الشعب الجزائري حيث دعا إلى الوحدة الوطنية، كما تقدم بعريضة مطالب إلى الرئيس الأمريكي ولسن أثناء انعقاد مؤتمر فرساي عام 1919م بمنح الجزائر حقها في تقرير مصيرها بنفسها ويعد هذا المطلب بارز في مطلع القرن العشرين .
وفي شهر جانفي 1922 قام بتأسيس حزب الإخاء الجزائري الذي كان من بين مطالبه :
1-تطبيق شامل لقانون 4 فيفري 1919 م (الإصلاحي ) وتمثل عادل للجزائريين للمسلمين في المجالس الجزائرية وإلغاء قانون الأهالي وتعميم التعليم وفتح الطرقات واختيار القيادة بطريقة الانتخاب.
2-وهكذا تحولت مطالبه من سياسية إلى اجتماعية للشعب الجزائري فاتهمته الإدارة الاستعمارية بأنه وطني مسلم وأحيانا شيوعي .
تم نفيه هو وعائلته إلي الإسكندرية وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة أشهر توفي في دمشق عام 1936م وبعد وفاته انقسم أنصاره إلي قسمن:
1- قليل منهم من عاد إلى ممارسة العمل السياسي مع ابن التهامي.
2- قسم غالب اختار طريق النضال الثوري الذي كانت قاعدته قيام حزب نجم إفريقيا الشمالية.
المطلب الرابع/الاتجاه الاستقلالي (نجم شمال إفريقيا):
نشأ هذا الحزب في فرنسا و كان يضم المغاربة المغتربين عرض مصالي الحاج عام 1927م أمام مؤتمر بروكسل الذي دعت إليه(الجمعية المناهضة للاضطهاد الاستعمار )مطالب النجم التي تمثلت خاصة في جلاء القوات الفرنسية من الجزائر وتقرير المصير وتأسيس حكومة وطنية ,كان مصالي الحاج قد انتخب عام1928م رئيسا للحزب وفي شهر سبتمبر عام 1935 م تعرف مصالي الحاج علي الأمير شكيب أرسلان الذي كان يعد لمؤتمر إسلامي في أوربا حيث عقد المؤتمر في نفس الشهر .
كان جريدة الإقدام التي أنشأها الأمير خالد هي الجريدة الأولى الناطقة باسم النجم تم جريدة الأمة 1930م التي تعبر عن أصلة الأمة وإسلامها حيث كتب على يمين الجريدة, داخل هلال قوله سبحانه وتعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) حيث كان نداء النجم غالب باسم الإسلام, كما أنه معارض لكل مشروع قانون فرنسي يمس بكرامتنا الإسلامية ويسمى بمشروع (بلوم فيوليت )الذي كان من بين أهدافه قمع الشعور الوطني الإسلامي وتطبيق سياسة الإدماج , وبمقتضى مرسوم إستعمارى مؤرخ في 26جانفي 1937م حل النجم , إلا أن حله لم يؤثر على نشاطه السياسي واستمر بالعمل تحت أسماء أخرى إلى غاية تأسيس حزب الشعب الجزائري في 11مارس 1937م وواصل نفس العمل السياسي بقيادة مصالي الحاج ونفس المطالب السياسية مع تأكيد على احترام الشريعة الإسلامية وإعادة أوقافها كما فرض ضرورة تزويد الجزائر بمجلس حكومة جزائريين والاعتراف بمصلي الحاج كزعيم للشعب الجزائري و تذكر بعض المصادر أن مصالي الحاج يوم 19أفريل 1945م وهو بمنفاه بعين الدفلى وافق على فكرة الثورة التي عرضها بعض عناصر الحركة الوطنية .
المطلب الخامس/ الاتجاه الإصلاحي (جمعية العلماء المسلمين):
تاسست في 05 ماي1931 بالعاصمة وانتخبت ابن باديس رئيسا لها وتولى مناصب الهامة نخبة من المصلحين بعد أن اعترفت بها الحكومة الفرنسية ولقد كان للجمعية عدة أهداف منها :
1-الدفاع عن ثوابت الأمة والابتعاد عن المشاكل السياسية والإرشاد وتهذيب الناس أما الهدف الرئيسي لهذه الجمعية هو تصحيح العقيدة من البدع والخرافات حيث قال :ابن باديس عام 1935م(القرآن إمامنا , والسنة سبيلنا , والسلف الصالح قدوتنا في خدمة الإسلام و المسلمين وإيصال الخير لجميع سكان الجزائر غايتنا )
2-كانت الجمعية تسعى إلى نشر الدعوة الإسلامية وتطهير الإسلام من الخرافات وتكوين كيان جزائري قوامه الإسلام والغة العربية ,كما أنها عبرت عن رأيها في استقلال الجزائر التام حيث كان ابن باديس سيعلن الثورة على فرنسا لو لم توافه المنية سنة 1940م.
3-ولقد جاهد ابن باديس وجمعيته بالقلم واللسان ضد الأباطيل والشعوذة والخرافات ولم تكن فكرة الإصلاح فكرة نظرية في ذهنه إنما هي منتوجات من الكتاب والسنة كذلك كانت جمعية العلماء المسلمين من الأوائل الذين استجابوا لنداء الثورة الجزائرية .
المطلب السادس/ الاتجاه الإدماجي:
يعتبر فرحات عباس، من الشخصيات المهمة التي دعت بإدماج الجزائر في فرنسا إضافة إلى الدكتور بن جلول الذي كان يطالب باندماج في فرنسا وتمثيل الجزائريين المسلمين في البرلمان الفرنسي والمساواة في الحقوق والواجبات بين الأوربيين و المسلمين, حيث كان ينتمي إلى حركة ( الشباب الجزائريين ) التي تعمل من أجل الحصول على إصلاحات تخدم الجزائريين المسلمين حيث كان (يكره العنف ويؤمن بسياسة المراحل ومسايرة الظروف ) , وقد استهوته الحضارة الفرنسية حيث صرح في عام 1931م,إن الجزائر ارض فرنسية ونحن فرنسيون لنا قانوننا الشخصي الإسلامي) كما أكدا انه لا يوجد هناك شئ في القران يمنع الجزائري من أن يكون فرنسيا وإنما المانع هو الاستعمار والقارئ لصحيفة(الوفاق) التي كان يصدرها الدكتور(بن جلول) يخرج بفكرة واضحة هوان فرحات عباس الذي زاول تعليمه الابتدائي والثانوي بجيجل ثم سكيكدة و قسنطينة ثم تعلمه الجامعي في الجزائر العاصمة وقد شارك في الحياة السياسية منذ نعومة أظفاره فإن هدفه الوحيدة يتمثل في تخليص الجزائر من العنصرية والقضاء على فكرة تفوق الغالب على المغلوب ومحو فكرة الأوربيين متحضرون والجزائريين متخلفون وحسب زعمه فان نضاله يهدف إلى إخراج الجزائر من قبضة الاستعمار وعليه فان الأمر يتطلب في رأيه إتاحة الفرصة للمسلمين لكي يتعلموا وذلك عن طريق اكتسابهم للجنسية الفرنسية لتحسينه مستواهم المعيشي .
إذن إن أعضاء الحركة السياسية اليمنية ليطالبون إلا بالمساواة مع الأوربيين ولا يطالبون باستقلال الجزائر مثلما رأينا في الأحزاب اليسارية ولا يدافعون عن الهوية الإسلامية العربية الجزائرية مثلما تطالب جمعية العلماء.
المبحث الثاني/إعادة بناء الحركة الوطنية 1945-1954:
المطلب الأول: مجازر 08 ماي 1945:
الجزائر و كأي دولة مستعمرة أقحمت جبرا في الحرب العالمية الثانية إلى جانب فرنسا،
و التي وعدت الشعب الجزائري بإعطائه الاستقلال عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، و فعلا انهزمت ألمانيا و احتفل العالم بأسره بهذا الحدث العظيم، و أراد الشعب الجزائري أن يذكر فرنسا بوعودها للجزائريين و ذلك بخروجهم في مختلف المدن و القرى الجزائرية مظاهرات سلمية مرددين أناشيد الحرية و الاستقلال مطالبين بحقوقهم و بإطلاق سراح مصالي الحاج، لكن الجيش الفرنسي قابلهم بمجازر إبادية مثلما استعمل النازيون أو أشد، راح ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد و ألاف المعتقلين، والتي كان العالم بأسره شاهدا على فظاعة هذه المجازر.
دوافع فرنسا من المجزرة:
1- ترهيب الشعب الجزائري حتى لا يعاود المطالبة بحقوقه
2- التخلص من عقدة الهزيمة التي تعرضت لها فرنسا من قبل الألمان
3- القضاء على الجهود التي تقوم بها الحركة الوطنية
4- فرض قوتها و سلطتها و جعل الجزائر عبرة لباقي مستعمراتها.
النتائج السياسية للمجزرة على الحركة الوطنية:
1- حل الأحزاب السياسية و اعتقال زعمائها
2- نمو الوعي القومي لدى الشعب و اقتناع القادة بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة
3- إعادة النظر في طريقة النضال، و تحول أرائه السياسية من التفاوض إلى البحث عن القيام بالثورة المسلحة.
بعد المجازر التي ارتكبتها فرنسا في حق الشعب الجزائري، أصدرت حكومة باريس مرسوم في 16 مارس 1946، يقضي بالعفو الشامل على المعتقلين و السماح بعودة النشاط السياسي هادفة بذلك إلى :
1- امتصاص غضب الشعب من جراء الحوادث
2- تلميع صورتها لدى الرأي العام العالمي تغطية للمجازر الوحشية
و بذلك أعيدت الخارطة السياسية من جديد و كان العمل كالتالي:
المطلب الثاني/ الإتجاه الديمقراطي للبيان الجزائري( الاتحادي)09/08/1946:
ترأسه فرحات عباس، و يهدف إلى الثورة بالقانون، حيث استغل فرحات عباس غياب مصالي الحاج و الذي نفته فرنسا من 23أفريل1945 إلى غاية 20جوان1946 كان ينظم للانتخابات محاولة منه في التنسيق بين الأحزاب الوطنية و يقدم لفرنسا قائمة موحدة، و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن حيث خرج المناضلون في مظاهرات 8ماي1945 و كان فرحات عباس من المعتقلين، وبعد عودته من السجن تأكد أن أنصار حزب الشعب من كان وراء الإعداد للمظاهرات، فمن ثم كون حزبه الجديد المذكور سابقا، بعد أن تأكدت فرنسا من أنه لا ينوي الانفصال عن فرنسا سمح له بالمشاركة في الانتخابات وحاز على 11مقعد من أصل 13، لكن فرحات عباس أصيب بخيبة أمل جراء صدور قانون الاصلاحات لسنة1947 و الذي لم يتضمن أيا منطالب حزبه و كذا توالي تزوير الانتخابات مما زرع اليقين عند فرحات عباس بأن فرنسا لن تتغير، حيث انضم متلأخرا لصفوف جيش التحرير الوطني.
2- الحزب الشيوعي(الاجتماعي): ترأسه عمر أزقان، و بقي يطالب بالاندماج مع فرنسا.