يقول تعالى :
{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40
أي إن لا تنصروه أي محمد صلى الله عليه وسلم فهو غني عن نصرتكم بنصر الله إياه
إذ قد نصره في حين لم يكن معه إلا واحد
لا يكون به نصر فكما نصره يومئذ ينصره حين لا تنصرونه .
ثم ختم الله سبحانه وتعالى الآية بقوله :
{ وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة40
" والكلمة " أصلها اللفظة من الكلام ثم أطلقت على الأمر والشأن ونحو ذلك
ومعنى السفلى الحقيرة لأن السفل يكنى به عن الحقارة
وعكسه قوله ( وكلمة الله هي العليا )
فهي الدين وشأن رسوله والمؤمنين
وأشعر قوله
( وجعل كلمة الذين كفروا السفلى )
إن أمر المشركين كان بمظنة القوة والشدة لأنهم أصحاب عدد كثير
وفيهم أهل الرأي والذكاء ولكنهم لما شاقوا الله ورسوله خذلهم الله وقلب حالهم من علو إلى سفل
صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام
( وكلمة الله هي العليا )
أفاد أن العلاء انحصر في دين الله وشأنه .
وجملة ( والله عزيز حكيم ) تذييل لمضمون الجملتين :
لأن العزيز لا يغلبه شيء
والحكيم لا يفوته مقصد
فلا جرم تكون كلمته العليا وكلمة ضده السفلى
بتصرف من كلام العلامة ابن عاشور رحمه الله في كتابه الرائق الماتع التحرير والتنوير
ونصر الله لنبيه rكائنن
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51
وهذا وعد الله
{ وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً }النساء122
{ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ }الرعد