لقد ترددت في كتابة هذا الموضوع ، حتى لانثير العداوة والبغضاء بين أبناء القطاع الواحد ونصير مسخرة للغرباء علينا، لكن جملة وردت في تعليق للسيد العمراوي استفزتني وجعلتني مدفوعا إلى كتابة هذا الموضوع،وهي أنه أتهمنا بالعجزفي النجاح في مسابقة الإدارة ،وكأن منتوجها هم الكفاءات بلامنازع ، ليعلم هذا الرجل ، مسابقة الإدارة والتفتيش مرت بمرحلتين: الأول قبل تعديل القانون في 2012 وكان يسمح للجميع مجازين وغيرهم دون استثناء بخبرة معينة وهذه أغلبها مطعون فيها ،فالقوائم تعاد أربع مرات والحظ منها لأصحاب النفوذ والمرتشين والمتملقين من النقابات ،والدليل أني كنت ضحية هذه اللصوصية ،حيث نجحت في إحداها وحذفت كضريبة لمبادئي ــــ ولم أندم والحمدلله ـ ونجح من أعرفه بمستوى أضعف مني بكثير، والدليل الثاني إقالة السيد جمال خرشي مدير الوظيف العمومي سابقا جراء التقريرات بالفساد في المسابقات التي رفعت إلى رئيس الجمهورية فأقاله. كذلك الكوطات من الفاعلين في النقابات وخاصة الجتيا وأبناء الشهداء الذين هم على رؤوسنا ولكن ليس على حساب التسيير الكفء. فلا اعتبارهنا لعنصر الكفاءة في هذه المسابقات، فإذا عيرتنا يا أستاذ عمراوي أيها المفتش الكريم وأظنك من أصحاب الكوطات ، فعيرنا بأننا لم نتقن لعبة اللصوصية والنفوذ ،واتهمنا بالرجعية لأننا لم نطبق المبدأ الهدام اقفز تعش.
أما الطور الثاني منها بعد12 بعد أن صنفت الأنباف المديرين في العليين ،ورفض السيد أويحى رئبس الحكومة آنذاك المسابقة والقفز ب3درجات في السلم الوظيف،وعندها اقتصرت على المجازين لأنهم أقرب إلى تصنيف المديرين، ورفع شعار (شارك تنجح) فكل من شارك نجح بدون أي تحضير لها.وهنا لااعتبار للكفاءة أيضاوإنماهو الحظ والحسد إلى انتقال إلى سلم أعلى.
وإذن لا مكان للكفاءة في كلتا المرحلتين، فلا يتكبرعلينا من هم في هذه المناصب ،ولا جود لقاعدة الرئيس والمرؤس لانعدام معيار الكفاءة في نتائج هذه المسابقة، ولاتفاخر لمن كان له نفوذ ضرب الطاولة من أجله ولم يؤخذ حقه،ومن كان نقابيا مقرب من مركز القرار، أو ابن شهيد فالفضل يعود لأبيه تقبل الله في مرتبة الشهداء.
فلتعلم أيها المفتش الكريم أننالم نفشل في النجاح ،وإنما همشنا كما همش إطارات أعلى منا لأنها تريد الصفاء والنقاء عند لقاء ربها،ونحن نفهم معنى الآية الكريمة ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) الآية من سورة البقرة، نسال الله لنا الثبات والصبر إلى حين لقائه.