فروق هامّة يجب على كل مسلم معرفتها ! - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فروق هامّة يجب على كل مسلم معرفتها !

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-29, 22:29   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل [الفرق بين التوكل والعجز]
و الفرق بين التوكل والعجز: أن التوكل عمل القلب وعبوديته اعتمادا على اللّه وثقة به
والتجاء إليه وتفويضا إليه ورضا بما يقضيه له لعلمه بكفايته سبحانه وحسن اختياره
لعبده
إذا فوض إليه مع قيامه بالأسباب المأمور بها واجتهاده في تحصيلها فقد كان
رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أعظم المتوكلين وكان يلبس لامته ودرعه بل ظاهر
يوم أحد بين درعين واختفى في الغار ثلاثا فكان متوكلا في السبب لا على السبب.

و أما العجز فهو تعطيل الأمرين أو أحدهما فإما أن يعطل السبب عجزا منه ويزعم أن ذلك
توكل ولعمر اللّه أنه لعجز وتفريط وإما أن يقوم بالسبب ناظرا إليه معتمدا عليه غافلا
عن المسبب معرضا عنه وإن خطر بباله لم يثبت معه ذلك الخاطر ولم يعلق قلبه به تعلقا
تاما بحيث يكون قلبه مع اللّه وبدنه مع السبب فهذا توكله عجز وعجزه توكل.
و هذا الوضع انقسم فيه الناس طرفين ووسطا (فأحد الطرفين) عطل الأسباب محافظة
على التوكل.
و الثاني: عطل التوكل محافظة على السبب (و الوسط) عليم أن حقيقة التوكل لا يتم إلا بالقيام
بالسبب فتوكل على اللّه في نفس السبب، وأما من عطل السبب وزعم أنه متوكل
فهو مغرور ومخدوع متمن كمن عطل النكاح والتسري وتوكل في حصول الولد، وعطل الحرث
والبذور وتوكل في حصول الزرع، وعطل الأكل والشرب وتوكل في حصول الشبع والري،
فالمتوكل نظير الرجاء. والعجز نظير المنى فحقيقة التوكل أن يتخذ العبد ربه وكيلا له
قد فرض إليه كما يفرض الموكل إلى وكيله العالم بكفايته ونهضته ونصحه وأمانته وخبرته
وحسن اختياره والرب سبحانه قد أمر عبده بالاحتيال وتوكل له أن يستخرج له من حليته
ما يصلحه فأمره أن يحرث ويبذر ويسعى ويطلب رزقه في ضمان ذلك كما قدره سبحانه ودبره
واقتضته حكمته وأمره أن لا يعلق قلبه بغيره بل يجعل رجاءه له وخوفه منه وثقته به وتوكله
عليه وأخبره سبحانه الملي بالوكالة الوفي بالكفاية فالعاجز من رمى هذا كله وراء ظهره
وقعد كسلان طالبا للراحة مؤثرا للبدعة يقول الرزق ويطلب صاحبه كما يطلبه أجله وسيأتيني
ما قدر لي على ضعفي ولن أنال ما لم يقدر لي مع قوتي ولو أتى هربت من رزقي
كما أهرب من الموت للحقني فيقال له نعم هذا كله حق وقد علمت أن الرزق مقدر فما يدريك
كيف قدر لك، بسعيك أم بسعي غيرك. وإذا كان بسعيك فبأي سبب ومن أي وجه، وإذا اختفى
عليك هذا كله فمن أين علمت أن بقدر لك إتيانه عفوا بلا سعي ولا كد فكم من شي ء سعيت
فيه فقدر لغيرك وكم من شي ء سعى فيه غيرك فقدر لك رزقا! فإذا رأيت هذا عيانا فكيف
علمت أن رزقك كله بسعي غيرك؟.
و أيضا فهذا الذي أوردته عليك النفس يجب عليك طرده في جميع الأسباب مع مسبباتها حتى
في أسباب دخول الجنة والنجاة من النار فهل تعطلها اعتمادا على التوكل أم تقوم بها
مع التوكل؟ بل لن تخلو الأرض من متوكل صير نفسه للّه وملأ قلبه من الثقة به ورجاءه
وحسن الظن به فضاق قلبه مع ذلك عن مباشرة بعض الأسباب فسكن قلبه إلى اللّه
واطمأن إليه ووثق به.
و كان هذا من أقوى حصول أسباب رزقه فلم يعطل السبب وإنما رغب عن سبب إلى سبب
أقوى منه فكان توكله أوثق الأسباب عنده، فكان اشتغال قلبه باللّه وسكونه إليه وتضرعه
إليه أحب إليه من اشتغاله بسببه يمنعه من ذلك أو من كماله فلم يتسع قلبه للأمرين فأعرض
عن أحدهما إلى الآخر ولا ريب أن هذا أكمل حالا ممن امتلأ قلبه بالسبب واشتغل به عن
ربه وأكمل منهما من جمع الأمرين وهي حال الرسل والصحابة، فقد كان زكريا نجارا.
و قد أمر اللّه نوحا أن يصنع السفينة ولم يكن في الصحابة من يعطل السبب اعتمادا
على التوكل بل كانوا أقوم الناس بالأمرين ألا ترى أنهم بذلوا جهدهم في محاربة أعداء
الدين وألسنتهم وقالوا في ذلك بحقيقة التوكل وعمروا أموالهم وأصلحوها وأعدوا
لأهليهم كفايتهم من القوت اقتداء بسيد المتوكلين صلوات اللّه وسلامه عليه وآله.




فصل [الفرق بين الاحتياط والوسوسة]
و الفرق بين الاحتياط والوسوسة: أن الاحتياط الاستقصاء والمبالغة في اتباع السنة
وما كان عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم وأصحابه من غير غلو ومجاوزة
ولا تقصير ولا تفريط فهذا هو الاحتياط الذي يرضاه اللّه ورسوله وأما الوسوسة فهي
ابتداع ما لم تأت به السنة ولم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ولا أحد
من الصحابة
زاعما أنه يصل بذلك إلى تحصيل المشروع وضبطه كمن يحتاط بزعمه
ويغسل أعضاءه في الوضوء فوق الثلاثة فيسرف في صب الماء في وضوئه وغسله
ويصرح بالتلفظ بنية الصلاة مرارا أو مرة واحدة ويغسل ثيابه مما لا يتيقن نجاسته
احتياطا ويرغب عن الصلاة في نعله احتياطا إلى أضعاف أضعاف هذا مما اتخذه
الموسوسون دينا وزعموا أنه احتياط وقد كان الاحتياط باتباع هدى رسول اللّه
صلى اللّه عليه وآله وسلم وما كان عليه أولى بهم فإنه الاحتياط الذي من خرج عنه
فقد فارق الاحتياط وعدل عن سواء الصراط والاحتياط كل الاحتياط للخروج عن خلاف
السنّة ولو خالفت أكثر أهل الأرض بل كلهم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-01-30, 22:12   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي


فصل [الفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان]
و الفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان من وجوه:
منها: أن ما كان للّه موافقا لمرضاته وما جاء به رسوله فهو من الملك،
وما كان لغيره غير موافق لمرضاته فهو من إلقاء الشيطان:
و منها: أن ما أثمر إقبالا على اللّه وإنابة إليه وذكر له وهمة صاعدة إليه فهو
من إلقاء الملك وما أثمر ضد ذلك من إلقاء الشيطان.
و منها: أن ما أورث أنسا ونورا في القلب وانشراحا في الصدر فهو من الملك
وما أورث ضد ذلك فهو من الشيطان.
و منها: أن ما أورث سكينة وطمأنينة فهو من الملك وما أورث قلقا وانزعاجا واضطرابا
فهو من الشيطان (فالإلهام الملكي) يكثر في القلوب الطاهرة النقية التي استنارت بنور
اللّه فللملك بها اتصال وبينه وبينها مناسبة فإنه طيب طاهر لا يجاور إلا قلبا يناسبه
فتكون لمة الملك بهذا القلب أكثر من لمة الشيطان وأما القلب الظلم الذي قد اسود
بدخان الشهوات والشبهات فإلقاء الشيطان ولمته به أكثر من لمة الملك.



فصل [الفرق بين الاقتصاد والتقصير]
و الفرق بين الاقتصاد والتقصير: أن الاقتصاد هو التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط
وله طرفان هما ضدان له تقصير ومجاوزة فالمقتصد قد أخذ بالوسط وعدل عن الطرفين
قال تعالى: والَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يَقْتُرُوا وكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً ،
وقال تعالى: ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ . وقال تعالى:
وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا .. والدين كله بين هذين الطرفين بل الإسلام قصد بين
الملل والسنّة قصد بين البدع ودين اللّه بين الغالي فيه والجافي عنه وكذلك الاجتهاد
هو بذل الجهد في موافقة الأمر، والغلو مجاوزته وتعديه، وما أمر اللّه بأمر إلا وللشيطان
فيه نزعتان فإما إلى غلو ومجاوزة وإما إلى تفريط وتقصير هما آفتان لا يخلص منهما
في الاعتقاد والقصد والعمل إلا من مشى خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم
وترك أقوال الناس وآراءهم لما جاء به لا من ترك ما جاء به لأقوالهم وآرائهم وهذان
المرضان الخطران قد استوليا على أكثر بني آدم ولهذا حذر السلف منهما أشد التحذير
وخوفوا من بلى بأحدهما بالهلاك وقد يجتمعان في الشخص الواحد كما هو حال
أكثر الخلق يكون مقصرا مفرطا في بعض دينه غاليا متجاوزا في بعضه والمهدي
من هدى اللّه.









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-01, 20:56   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

فصل [الفرق بين النصيحة والتأنيب]
و الفرق بين النصيحة والتأنيب أن النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له
والشفقة عليه والغيرة له وعليه
فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقّة ومراد الناصح
بها وجه اللّه ورضاه والإحسان إلى خلقه فيتلطف في بذلها غاية التلطف ويحتمل أذى
المنصوح ولائمته ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق للمريض المشبع مرضا وهو يحتمل
سوء خلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح.
و أما المؤنب فهو رجل قصده التعبير والإهانة وذم من أنّبه وشتمه في صورة النصح فهو يقول
له يا فاعل كذا وكذا يا مستحقا للذم والإهانة في صورة ناصح مشفق، وعلامة هذا أنه
لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عملي هذا أو شر منه لمن يعرض له ولم يقل له شيئا
ويطلب له وجوه المعاذير فإن غلب قال وإني ضمنت له العصمة والإنسان عرضة للخطأ
ومحاسنه أكثر من مساويه واللّه غفور رحيم ونحو ذلك فيا عجبا كيف كان هذا لمن يحبه
دون أن يبغضه وكيف كان حظ ذلك منك التأنيب في صورة النصح وحظ هذا منك رجاء
العفو والمغفرة وطلب وجوه المعاذير.
و من الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته وقال قد
وقع أجري على اللّه قبلت أو لم تقبل ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها
في الناس، والمؤنب بضد ذلك.




فصل [الفرق بين المبادرة والعجلة]
و الفرق بين المبادرة والعجلة أن المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها حتى
إذا فاتت طلبها لا يطلب الأمور في أدبارها ولا قبل وقتها
بل إذا حضر وقتها بادر إليها
ووثب عليها وثوب الأسد على فريسته فهو بمنزلة من يبادر إلى أخذ الثمرة ووقت
كمال نضجها وإدراكها.
و العجلة طلب أخذ الشي ء قبل وقته فهو لشدة حرصه عليه بمنزلة من يأخذ الثمرة قبل
أوان إدراكها
. فالمبادرة وسط بين خلقين مذمومين أحدهما التفريط والإضاعة
والثاني الاستعجال قبل الوقت، ولهذا كانت العجلة من الشيطان فإنها خفّة وطيش
وحدّة في العبد تمنعه من التثبت والوقار والحلم وتوجب له وضع الأشياء في غير مواضعها
وتجلب عليه أنواعا من الشرور وتمنعه أنواعا من الخير وهي قرين الندامة فقلّ
من استعجل إلا ندم كما أن الكسل قرين الفوت والإضاعة.









رد مع اقتباس
قديم 2014-02-06, 22:47   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي



فصل [الفرق بين الأخبار بالحال وبين الشكوى]
و الفرق بين الأخبار بالحال وبين الشكوى وإن اشتبهت صدرتهما: أن الإخبار بالحال
يقصد المخبر به قصدا صحيحا من علم سبب إدانته أو الاعتذار لأخيه من أمر طلبه منه
أو يحذره من الوقوع في مثل ما وقع فيه
فيكون ناصحا بإخباره له أو حمله على الصبر
بالتأسي كما يذكر عن الأحنف أنه شكا إليه رجل شكوى فقال: يا ابن أخي لقد ذهب
ضوء عيني كذا وكذا سنة فما أعلمت به أحدا ففي ضمن هذا الإخبار من حمل الشاكي
على التأسي والصبر ما يثاب عليه المخبر وصورته صورة الشكوى ولكن القصد ميز بينهما،
ولعل هذا قول النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم، لما قالت عائشة: وا رأساه، فقال
بل أنا وا رأساه أي الوجع القوي بي أنا دونك فتأسي بي فلا تشتكي، ويلوح لي
فيه معنى آخر وهو أنها كانت حبيبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بل كانت أحب
النساء إليه على الإطلاق.
فلما اشتكت إليه رأسها أخبرنا أن بمحبها من الألم مثل الذي بها وهذا غاية الموافقة من المحب
ومحبوبه يتألم بتألمه ويسر بسروره حتى إذا آلمه عضو من أعضائه آلم المحب ذلك العضو
بعينه وهذا من صدق المحبة وصفاء المودة فالمعنى الأول يفهم أنك لا تشتكي واصبر
في من الموجع مثل ما بك فتأسى بي في الصبر وعدم الشكوى.
و المعنى الثاني يفهم إعلامها بصدق محبته لها أي انظري قوة محبتي لك كيف واسيتك
في ألمك ووجع رأسك فلم تكوني متوجعة وأنا سليم من الوجع بل يؤلمني ما يؤلمك
كما يسرني ما يسرك كما قيل:
وإن أولى البرايا أن تواسيه ... عند السرور الذي واساك في الحزن
وأما الشكوى فالإخبار العاري عن القصد الصحيح بل يكون مصدره السخط وشكاية
المبتلي إلى غيره
فإن شكا إليه سبحانه وتعالى لم يكن ذلك شكوى بل استعطاف
وتملق واسترحام له كقول أيوب رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وقول
يعقوب إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وقول موسى:
اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول
ولا قوة إلا بك، وقول سيد ولد آدم اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي
وهواني على الناس أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني
أو إلى عدو ملّكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي غير أن عافيتك أوسع
لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن يحل
علي غضبك أو ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك

فالشكوى إلى اللّه سبحانه لا تنافي الصبر بوجه فإن اللّه تعالى قال عن أيوب إِنَّا
وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ
، مع إخباره عنه بالشكوى إليه في قوله مَسَّنِيَ الضُّرُّ،
وأخبر عن نبيه يعقوب أنه وعد من نفسه بالصبر الجميل والنبي إذا قال وفي مع قوله
إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ، ولم يجعل ذلك نقصا لصبره. ولا يلتف أن غير هذا
من ترهات القوم، كما قال بعضهم لما قال: مَسَّنِيَ الضُّرُّ . قال تعالى: إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً
ولم يقل صبورا حيث قال مسّني الضر. وقال بعضهم لم يقل ارحمني وإنما قال أنت
أرحم الراحمين فلم يزد على الإخبار بحاله ووصف ربه، وقال بعضهم إنما شكا مس مضر
حين ضعف لسانه عن الذكر فشكا مس ضر ضعف الذكر لا ضر المرض والألم. وقال بعضهم
استخرج منه هذا القول ليكون قدوة للضعفاء من هذه الأمة، وكأن هذا القائل رأى
أن الشكوى إلى اللّه تنافي الصبر وغلط أقبح الغلط فالمنافي للصبر شكواه لا الشكوى
إليه فاللّه يبتلي عبده ليسمع تضرعه ودعاءه والشكوى إليه ولا يحب التجلد عليه وأحب
ما إليه انكسار قلب عبده بين يديه وتذلله له وإظهار ضعفه وفاقته وعجزه وقلة صبره
فاحذر كل الحذر إظهار التجلد عليه وعليك بالتضرع والتمسكن وإبداء العجز والفاقة والذل
والضعف فرحمته أقرب إلى هذا القلب من اليد للفم.













رد مع اقتباس
قديم 2014-02-13, 12:53   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

إلى هنــــــــــــا تنتهي الفروق و تنتهي بذلك الرسالة الماتعة للإمام ابن القيم رحمه الله ..
نسأل الله أن ينفع بها ..

و لنا عودة بإذن الله لبعض الفوائد ..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-18, 23:25   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع للفائدة :
و لبيان سعة علم الإمام ابن القيم و فقهه السديد رحمة الله عليه ..

حقيقة ما أحوجنا إلى مثل هذه المفاهيم التي توجه المسلمين توجيها صحيحا
لما ينفعهم في الدنيا و الآخرة ..

نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح ..









رد مع اقتباس
قديم 2015-09-08, 21:51   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
علي الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية علي الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز لسنة 2013 وسام التميز 
إحصائية العضو










افتراضي

للرفع و الإفادة ....









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مسلم, معرفتها, فروق, هامّة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 15:36

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc