حملة الدفاع عن الصاحبي معاوية رضي الله عنه - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حملة الدفاع عن الصاحبي معاوية رضي الله عنه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-08-22, 11:57   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


المسألة الأولى: اتهام معاوية – رضي الله عنه – والدوله الأموية بنشر "الجبرية" !

يردد المغرضون اتهامًا عجيبًا وقديمًا للدولة الأموية ؛ وعلى رأسها معاوية – رضي الله عنه - أنها كانت تروج للفكر الجبري وتنشره بين الناس ؛ لتباعد بينهم وبين الخروج عليها ، أو محاولة تغييرها . فيكون الرضا بتسلط هذه الدولة على المسلمين عقيدة راسخة يدينون الله بها ؛ وهذا ما يبتغيه بنو أمية ؛ وعلى رأسهم الصحابي الجليل : معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - !

وقد صدق الشيخ محمود شاكر - المؤرخ المعاصر - عندما قال : "إن تاريخ بني أمية قد أصابه الكثير من التشويه" . [2] حيث تعرضت هذه الدولة المسلمة التي لم يأت مَنْ بعدها بعُشر فضائلها لحملة واسعة من التشويه المتعمد من قبل أعداء كثيرين ؛ في مقدمتهم مؤرخو الشيعة الذين اختلقوا الأكاذيب والمفتريات عليها ، وقلبوا محاسنها مساؤي .
وقد أحسن الدكتور حمدي شاهين في كتابه الجديد " الدولة الأموية المفترى عليها - دراسة الشبهات ورد المفتريات "[3] ؛ عندما أنصف هذه الدولة في كتابه هذا الذي أتمنى أن يعود إليه الأستاذ الشنقيطي - وكذا غيره من المهتمين - ليتبين لهم مقدار التجني والتحامل الذي تعرضت له تلك الدولة العظيمة.

يقول الدكتور حمدي : “ ظفر معاوية بن أبي سفيان بحظ وافر من فيض المطاعن والاتهامات ، وكانت مواجهته علي بن أبي طالب - بمكانته السامية عند المسلمين - سببًا في ذيوع هذه الاتهامات وترسخها ؛ فوصفوا سياسته بالميكافيلية وإرهاب الخصوم ، وإحياء النزعة القبلية ، وتخذيل المعارضة بشل الروح الثورية ، وبث روح الجبر والإرجاء .. “ [4] .

وفي ظني أن أول من أشاع هذه الفرية على معاوية - رضي الله عنه - : المعتزلة الأوائل الذين أبغضوا الأمويين لأسباب عديدة ؛ من أهمها : أن عقيدتها في القضاء والقدر سنية ، بخلاف عقيدة المعتزلة القدرية[6] ، ولهذا أطلقوا على كل من خالف عقيدتهم البدعية بأنه " جبري " ! ، ومنها : أن عقيدتهم في تسويغ الخروج على حكام المسلمين تخالف عقيدة أهل السنة التي تأمر بعدم الخروج على الحاكم المسلم الجائر ، وتُلزم المسلمين بطاعته في غير معصية الله ؛ حفظًا لوحدتهم ودمائهم ، وهي عقيدة مرجعها أقواله صلى الله عليه وسلم الآمرة بذلك ، فليست من اختراع معاوية أو غيره من أهل السنة ؛ كما يتوهم الثوريون أتباع المعتزلة .

ولهذا فقد شن رجال المعتزلة حملتهم على دولة بني أمية السنية ، متوافقين في ذلك مع الروافض .

يقول الجاحظ في إحدى رسائله : “ عندها استوى معاوية على الملك ، واستبد على بقية الشورى ، وعلى جماعة المسلمين ؛ من الأنصار والمهاجرين في العام الذي سموه عام الجماعة ، وما كان عام جماعة ، بل كان عام فرقة وقهر وجبرية وغلبة ، والعام الذي تحولت فيه الإمامة مُلكًا كسرويًا ، والخلافة غصبًا قيصريًا .. “ الخ هرائه[7] .

فتأمل منازعة هذا المعتزلي المتهتك[8] لجماعة المسلمين الذين فرحوا بالصلح بين معاوية والحسن – رضي الله عنهما - ، الذي أخبر عنه صلى الله عليه وسلم بقوله عن الحسن – رضي الله عنه - : " إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " . أخرجه البخاري .، وسمّوا العام الذي حدث فيه عام الجماعة .

ثم تأمل كذبه وتناقضه عندما أوهم أنه مع الخلافة الراشدة ويدعو لها ؛ وهو كإخوانه أهل الاعتزال في تفسيق الخليفة الراشد عثمان – رضي الله عنه - !! وبعضهم يُصرح بأنه لايقبل شهادة الخليفة الراشد علي – رضي الله عنه - ! [9]

ثم جاء بعده المعتزلي الآخر القاضي عبدالجبار ، فردد هذه التهمة في كتابه " طبقات المعتزلة "[10]

وفي عصرنا الحاضر تتابع – للأسف - بعض المؤلفين المتحاملين على الدولة الأموية ؛ على ترديد هذه التهمة الغريبة دون دليل معتمد . وإليك أمثلة لهم :
قال أحمد أمين في كتابه " ضحى الإسلام"[11] ": وبنو أمية كما يظهر كانوا يكرهون القول بحرية الإرادة لا دينياً فقط ولكن سياسياً كذلك ؛ لأن الجبر يخدم سياستهم. فالنتيجة للجبر أن الله الذي يسير الأمور قد فرض على الناس بني أمية كما فرض كل شيء ، ودولتهم بقضاء الله وقدره فيجب الخضوع للقضاء والقدر" .

وقال النشار في كتابه " نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام "[12] : " كان معاوية يُعلن الجبر بالشام " .
وقال شاكر مصطفى في كتابه " دولة بني العباس "[13] : " إن خلافة بني أمية تقوم على مبدأين... المبدأ الثاني : أن ما يتم على الأرض فإنما هو بإرادة الله ؛ لأن الإنسان مسير لا مخير ، وفلسفة الجبرية كانت تقوم في أساس الفكر الأموي، ولو أراد الله غير ما هو كائن لفعل " .
وقال الدكتور عفت الشرقاوي في كتابه " أدب التاريخ عند العرب "[14] : " وكان عَوَانة يهتم بالصراع السياسي والحربي بين الإمام علي وخصومه ، مع ميل إلى تأكيد فكرة الجبر في تفسير حوادث التاريخ ؛ وهي الفكرة التي كان يشجع على بثها بين علماء المسلمين خلفاء بني أمية تأكيداً لسلطانهم السياسي" .

وقد رد الدكتور محمد بن صامل السلمي في كتابه " منهج كتابة التاريخ الإسلامي"[15] هذه التهمة الشنيعة بقوله :
" بسبب الانحراف في مفهوم القضاء والقدر وقع جملة من الكتاب المعاصرين في أخطاء شنيعة في تقديرهم للدولة الأموية والحكم عليها ؛ حيث قالوا إن الدولة الأموية شجعت الاتجاه نحو الجبر والإرجاء ، وقالت إن أعمالها لا تجوز معارضتها ؛ لأن من يعارضها يعتبر منكرًا للقدر ، إذ لو أراد الله غير ذلك لكان. وقد أطلق هؤلاء الكتاب هذا القول دون أن يوردوا عليه دليلاً، وهذا يرينا مدى التشويه الذي يلحق تفسير حوادث التاريخ الإسلامي عندما توضع في منظور غير إسلامي وعندما تنحرف المفاهيم والتصورات، وهذا الفهم الذي ذهبوا إليه والحكم الذي حكموا به مبني على الجهل بمفهوم القضاء والقدر وتوهم أن بينه وبين التكاليف الشرعية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله معارضة، وليس الأمر كذلك كما أوضحناه.
كما أن الوقائع التاريخية الثابتة تكذب هذا الادعاء ؛ فقد قُُتل كلٌ من غيلان الدمشقي ومعبد الجهني اللذين أنكرا القدر في ظل الدولة الأموية كما قُتل الجعد بن درهم والجهم بن صفوان إماما الجبرية بأمر من الخلفاء الأمويين " .

قلتُ : ومما يزيد هذه التهمة بطلانًا : أن معاوية – رضي الله عنه – عندما تصالح مع الحسن – رضي الله عنه – كان الاتفاق بينهما أن يتولى الحسن الخلافة بعده ؛ "وأعطاه معاوية عهدًا إن حدث به حدَث والحسن حي ليسمّينه وليجعلنّ هذا الأمر إليه".[16] فكيف يُتهم رضي الله عنه بنشر فكر الجبر ثم يعهد بالخلافة للحسن ؟!

المسألة الثانية : اتهام معاوية بسن لعن علي – رضي الله عنهما – على المنابر !!

وهي أكذوبة شيعية سرت بين بعض المؤرخين - دون إسناد - تزعم أن معاوية - رضي الله عنه - أمر بسب علي - رضي الله عنه - على المنابر طوال عهده! ثم توارث ذلك بنو أمية إلى عهد عمر بن عبدالعزيز الذي أوقف هذا السب.

ثم سرت إلى بعض من يروي الغث والسمين، فصدقها من قال اللهم عنهم ):وفيكم سماعون لهم(. ومن هؤلاء : الدكتور الشنقيطي صاحب كتاب " الخلافات السياسية بين الصحابة " ، وصاحبه الذي نقل عنه؛ عبدالمعطي قلعجي محقق كتاب "جامع المسانيد والسنن" لابن كثير؛ الذي استجاز لنفسه أن يلعن معاوية - رضي الله عنه - متكئاً على هذه الأكذوبة الرافضية التي ألصقت –ظُلماً وزوراً- بمعاوية[17].

والغريب أن قلعجيًا هذا قال في مقدمته لكتاب "جامع المسانيد والسنن"[18] معلقاً على موقف ابن كثير –رحمه الله- من الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - بعد إيراد حديث: "تفترق أمتي فرقتين فتمرق بينهما مارقة فيقتلها أولى الطائفتين بالحق": "فهذا الحديث من دلائل النبوة؛ إذ وقع الأمر طبق ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، وفيه الحكم بإسلام الطائفتين: أهل الشام وأهل العراق، لا كما يزعمه فرقة الرافضة والجهلة الطغام؛ من تكفيرهم أهل الشام، وفيه أن أصحاب علي أدنى الطائفتين إلى الحق، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة أن علياً هو المصيب، وإن كان معاوية مجتهداً، وهو مأجور إن شاء الله، ولكن علياً هو الإمام؛ فله أجران..." ! فتأمل تناقض هذا الكلام الطيب مع لعنه السابق !

وأيضاً: فقد علق قلعجي على "فتاوى ابن الصلاح"[19] عند مسألة سب يزيد بن معاوية ولعنه قائلاً: "وإني أميل إلى أن يُلعن من تتوفر فيهم الصفات الملعونة جملة وبطريقة جامعة: مثلاً : لعنة الله على الظالمين، أما لعنة شخص بعينه على وجه التحديد فهذا أمر غير لا ئق" !

قلتُ : فما بال قلعجي وقع هنا في الأمر غير اللائق؟! لأن لعنته لمعاوية - رضي الله عنه - وخلفاء بني أمية لعنة محددة.

أعود إلى الأكذوبة والتهمة الرافضية لمعاوية : فقد رجعتُ إلى أدلة الشيعة على هذه القضية فوجدتها تنقسم قسمين:




فأما القسم الأول ؛ وهو ماأورده الأستاذ الشنقيطي نقلا عن القلعجي – مستدلا به على لعن معاوية لعلي – رضي الله عنهما - ، أو أمره بذلك ؛ فهو ثلاثة أدلة :

الأول - ما أخرجه مسلم في صحيحه " باب فضائل علي " عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال : " أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب؟ فقال: أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ ، لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له و خلّفه في مغازيه فقال له عليّ: يا رسول الله، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضىأن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوّة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأُ عْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: { قل تعالوْا ندعُ أبْناءنا وأبْناءَكم ...}، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال: اللهم، هؤلاء أهلي "[20].

وجوابه أن يُقال :هذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ، ولكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ، فأجابه سعد عن السبب ، ولم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه ولا عاقبه، وسكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد، ولو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي الشيعة ومن تابعهم ، لما سكت على سعد ولأجبره على سبّه، ولكن لم يحدث من ذلك شيءٌ ، فعُلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك .

قال النووي شارحًا هذا الحديث : " قول معاوية هذا، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك. فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن السب، فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك، فله جواب آخر، ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون، فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم ، فسأله هذا السؤال. قالوا: ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتُظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ "[21].

وقال القرطبي معلقاً على وصف ضرار الصُّدَائي لعلي رضي الله عنه وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك، وتصديقه لضرار فيما قال: "وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنـزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق ، وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن، وعرف الحق لمستحقه"[22] .

الثاني : حديث أبي حازم عن سهل بن سعد قال : استُعمل على المدينة رجلٌ من آل مروان ، قال : فدعا سهلَ بن سعد فأمره أن يشتم عليًّا ، قال : فأبى سهل ، فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب ، فقال سهل : ماكان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب ، وإن كان ليفرح إذا دعي بها "[23] .

فيقال عنه : ُيطالب الشنقيطي بإثبات أن الرجل الذي دعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً هو معاوية! ولفظ الأثر: "رجل من آل مروان"، وليس فيه ذكرٌ لمعاوية ؛ فلا يليق بمسلم أن يلومه بجريرة غيره ؛ كما قيل :

غيري جنى وأنا المعذب فيكــمُ *** فــكأنـني سبابــة المتـندم !

الثالث : أثر عبدالرحمن بن الأخنس أن المغيرة بن شعبة خطب فنال من علي ، فقام سعيد بن زيد فقال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة ، وأبوبكر في الجنة ، وعمر في الجنة ... الحديث"[24]

ولا أدري ما علاقة هذا بمعاوية – رضي الله عنه - ؟!

وكما قلتُ في الأثر السابق : لاينبغي لمسلم أن يؤاخذه بصنيع غيره ، وإلا كان من الظالمين . وقد عُلم – أيضًا– أن السب واللعن ليس بأعظم من القتال الذي جرى ، وقد وقع من الطرفين – رضي الله عن الجميع - ، فمثل هذا يطوى ولا يروى ، أو يُتخذ دينًا أو شماعة للطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع الإقرار بأنهم بشر ليسوا بمعصومين ، يعتريهم ما يعتري البشر .

وأما القسم الثاني: فحكايات وأخبار يتناقلها المؤرخون وأهل الأدب دون خطام ولا زمام. ومعلوم أن هؤلاء "حطبة ليل" كما بين العلماء، فكم في كتبهم ومصنفاتهم من أباطيل ومفتريات لا تقوم على ساق عند النقد العلمي. يقول الشيخ محمود الألوسي –رحمه الله-: " إن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع "[25] .


فممن نقلوا هذه الأكذوبة الشيعية في مصنفاتهم :


-الطبري في تاريخه[26] من طريق أبي مخنف "الشيعي الساقط" عند ذكر قصة التحكيم المكذوبة: قال ".. وكان –أي علياً- إذا صلى الغداة يقنت فيقول: اللهم العن معاوية وعمراً وأبا الأعور السلمي وحبيباً وعبدالرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد. فبلغ ذلك معاوية، فكان إذا قنت لعن علياً وابن عباس والأشتر وحسناً وحسيناً" ! وهذه الراوية باطلة؛ لأنها من رواية الشيعي المحترق أبي مخنف لوط بن يحيى[27] ولذا قال ابن كثير بعد ذكرها في "البداية والنهاية"[28] : "ولا يصح هذا".

ومعلومٌ قول الطبري في مقدمة تاريخه : " فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه ، أو يستشنعه سامعه ، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة ، ولامعنى في الحقيقة ، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قِبلنا ، وإنما أتي من قِبل بعض ناقليه إلينا ، وأنّا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " .

وأيضًا : يلزم من يحتج بهذه الحكاية الباطلة على ذم معاوية - رضي الله عنه - أن يقول مثل ذلك في علي - رضي الله عنه - لأنه هو البادئ باللعن والسب! والله يقول )ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل(، فإن اعتذر لعلي فليعتذر لمعاوية.

وأما أهل السنة –ولله الحمد- فيشهدون ببطلان هذه القصة، ويترضون عن الجميع .

وعن الطبري تداول هذه الحكاية بعض المؤرخين الذين صرحوا في مقدمات كتبهم اعتمادهم عليه؛ كالمسعودي[29]، وابن الأثير[30].

ثم تفنن من بعدهم من مؤرخي الشيعة وغيرهم من الفرق الضالة أعداء الصحابة؛ كالمعتزلة والخوارج في حبك هذه الأكذوبة والزيادة عليها، وأنها استمرت يُعمل بها عشرات السنين على منابر المسلمين!! دون أن ينكرها أحد ! إلى أن جاء عمر بن عبدالعزيز فأبطلها.

انظر على سبيل المثال: "مروج الذهب" للمسعودي (3/41-42)، و"شرح نهج البلاغة" للشيعي المعتزلي ابن أبي الحديد (1/778-790)، (5/752، 754، 759). و"الكامل" للمبرد (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778، ولم أجده في المطبوع من الكامل)، و"الرد على الإمامية" للجاحظ (نقلاً عن شرح نهج البلاغة 1/778 وما بعدها) و"الأحداث" للمدائني، و"العقد الفريد" لابن عبد ربه (انظر النصائح الكافية لابن عقيل، ص 96-98) ، وغيرهم .

ثم تلقفها من هؤلاء: بعض المؤرخين والكتاب المعاصرين ممن لا يفرق بين الغث والسمين ، أو كان ذا نوايا سيئة ؛ كالدكتور حسن إبراهيم حسن في تاريخه (1/323) ، والعقاد في كتابه عن معاوية (ص14) ،والمودودي في " الخلافة والملك " ( ص 112-113) ، والتليدي في "فضائل الصحابة"! (ص159-160)، والحجوي في " الفكر السامي " ( ص 54 ) ، وعبدالله النفيسي ! في كتابه " عندما يحكم الإسلام " ( ص 111 ) ، وحسن المالكي في كتابه "نحو إنقاذ! التاريخ الإسلامي" (ص20 وما بعدها) وحسن السقاف في تعليقه على "دفع شبه التشبيه"؛ لابن الجوزي (ص 236) والتيجاني في كتاب "ثم اهتديت !، (ص 106-107، 121، 169).

علماء وكتّاب ردوا هذه الفرية :

- قال الشيخ الألوسي – رحمه الله – في كتابه " صب العذاب على من سب الأصحاب "[31] : " وما يذكره المؤرخون من أن معاوية رضي الله تعالى عنه كان يقع في الأمير كرم الله تعالى وجهه بعد وفاته ويظهر ما يظهر في حقه ، ويتكلم بما يتكلم في شأنه مما لا ينبغي أن يعول عليه أو يلتفت إليه ؛ لأن المؤرخين ينقلون ما خبث وطاب ، ولا يميزون بين الصحيح والموضوع والضعيف ، وأكثرهم حاطب ليل ، لا يدري ما يجمع، فالاعتماد على مثل ذلك في مثل هذا المقام الخطر والطريق الوعر والمَهمَه الذي تضل فيه القطا ويقصر دونه الخطا ، مما لا يليق بشأن عاقل ، فضلا عن فاضل " .

- وقال الشيخ محمد العربي التباني في "تحذير العبقري من محاضرات الخضري"[32] راداً هذه التهمة: "أقول: لم يثبت عن معاوية رضي الله عنه أنه سب علياً أو لعنه مرة واحدة فضلاً عن الاهتمام به والتشهير به على المنابر، وقد تقدم ثناؤه وترحمه عليه في أثر ضمرة بن حمزة الكناني وغيره، فكلامه – أي الخضري - هذا باطل لا أصل له عنه رضي الله عنه ".

وقال : "إن الصحابة بشر يصدر منهم في حالة الغضب في حق بعضهم بعضاً ما يصدر من غيرهم"[33] .

- الدكتور عبدالعزيز محمد نور ولي في رسالته "أثر التشيع على الروايات التاريخية في القرن الأول الهجري"[34] .

- الشيخ محمود الزعبي في "البينات في الرد على أباطيل المراجعات"[35]، قائلاً: "أما قول الرافضي بأن معاوية رضي الله عنه لعن علياً على منابر المسلمين؛ فهو محض كذب وبهتان؛ بل هو معارض بما ثبت عن معاوية أنه بكى علياً يوم قتله، وأنه كان يترحم عليه، ويعترف بأفضليته عليه".

- الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في كتابه "نقد آراء ومرويات العلماء والمؤرخين على ضوء العبقريات"[36] قائلاً: "لم يثبت بنص صحيح أبداً، ولم يصل إلينا نص سالم من المعارض؛ إنما فهم المؤلف هذا وأقره ونقله من خلال مجرد نقل سار عليه من كتب مذهبية إخبارية تاريخية وشعوبية، وحديثية لم يصح سندها، وهذه المقولة لاكها نقلة كثيرون في هذا بسبب تعصب أو جهل بمقتضيات حقيقة السند والمتن".

- الشيخ عبدالعزيز بن حامد في رسالته "الناهية عن طعن أمير المؤمنين معاوية"[37] .

- الشيخ سليمان العلوان في رده على السقاف "إتحاف أهل الفضل والإنصاف"[38]

- الشيخ خالد العسقلاني في رده على التيجاني "بل ضللت"[39]

- الدكتور إبراهيم شعوط في كتابه "أباطيل يجب أن تُمحى من التاريخ"[40].

ومما يزيد هذه الفرية وهنً[41] :



وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة وامتدحه خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير.

فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لما ولاّه الشام: "لا تذكروا معاوية إلا بخير"[43].

وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال بعد رجوعه من صفين: " أيها الناس لا تكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل "[44].

وعن ابن عمر أنه قال: " ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل : ولا أبوك؟ قال: أبي عمر –رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه"[45].

وعن ابن عباس قال: " ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية"[46] .

وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: " هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه "[47].

وعن عبدالله بن الزبير أنه قال: " لله در ابن هند –يعني معاوية- إنا كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا مُتّعنا به ما دام في هذا الجبل حجر وأشار إلى أبي قبيس "[48] .

وعن قتادة قال: " لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي"[49].

وعن مجاهد أنه قال: "لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي"[50].

وعن الزهري قال: "عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً"[51].

وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبدالعزيز وعدله فقال: "فكيف لو أدركتم معاوية؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه؟ قال: لا والله، بل في عدله"[52].

وسئل المعافى : معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: "كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز"[53].

والآثار عن السلف في ذلك كثيرة، وإنما سقت هنا بعضها.

كما أثنى على معاوية - رضي الله عنه - العلماء المحققون في السير والتاريخ، ونقاد الرجال.

يقول ابن قدامة المقدسي: "ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين –رضي الله تعالى عنهم-"[54].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة"[55].

وقال: "فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمان معاوية"[56].

وقال ابن كثير في ترجمة معاوية : "وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو"[57].

وقال ابن أبي العز الحنفي: "وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين"[58].

وقال الذهبي في ترجمته: "أمير المؤمنين ملك الإسلام"[59].

وقال: "ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم"[60].

وإذا ثبت هذا في حق معاوية ؛ فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي t على المنابر وهو من هو في الفضل. وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن أمتي لا تجتمع على ضلالة"[61].



فقد بلغ معاوية في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال ؛ قال عبدالملك بن مروان وقد ذُكر عنده معاوية: "ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه"[62].

وقال قبيصة بن جابر: "ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية"[63].

ونقل ابن كثير: "أن رجلاً أسمع معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له : لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي"[64].

وقال رجل لمعاوية: "ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا"[65].

فهل يُعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان ؟! الحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم .



ونقل ابن كثير أيضاً عن جرير بن عبدالحميد عن مغيرة قال: " لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم"[67].

فهل يسوغ في عقل ودين أن يسب معاوية علياً بل ويحمل الناس على سبه وهو يعتقد فيه هذا ؟!









ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: "مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر له بثلائمائة ألف "[69].

وهذا مما يقطع بكذب ما ادعي في حق معاوية، من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا ؟ مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة، والاحتفاء والتكريم . وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة.

بقي أن يقال :

- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة "[70] : "وأما ما ذكره – أي الرافضي - من لعن علي؛ فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وقيل: إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى، والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان، وهذا كله؛ سواء كان ذنباً أو اجتهاداً، مخطئاً أو مصيباً؛ فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك؛ بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك..." . وما أجمل أن يقال هنا ما قاله الأعمش – رحمه الله - : " حدثناهم بغضب أصحاب محمد الله صلى عليه وسلم فاتخذوه دينًا " [71].

والعجب من الرافضة وأشباههم عندما تراهم يتمدحون بأن عليًا – رضي الله عنه – ومن معه كانوا يسبون أو يدعون على معاوية – رضي الله عنه – ومن معه ، ويرون ذلك منقبة لهم ! في مقابل التشنيع على غيرهم بالحكايات الباطلة والموضوعة .

قال يحيى بن حمزة الإمام الزيدي في رسالته "الوازعة للمعتدين عن سب صحابة سيد المرسلين"[72] : "وانظر في معاملته –أي علياً رضي الله عنه لمعاوية وعمرو بن العاص وأبي الأعور وأبي موسى الأشعري؛ فإنه كان يعامل هؤلاء باللعن والتبري منهم" ! فهو يفتخر بأن علياً كان يلعن معاوية - رضي الله عنهما - !!

قال الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- في الهامش –متعقباً-: "أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين" اهـ كلام الشيخ مقبل.

ومن المناسب أن أختم بما أخرجه عبدالرزاق في" مصنفه " عن عروة : أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية ، فقضى حاجته ، ثم خلا به فقال : يا مسور ! ما فعل طعنك على الأئمة ؟ قال : دعنا من هذا وأحسن . قال : لا والله ، لتكلمنّي بذات نفسك بالذي تعيب عليّ . قال مسور : فلم أترك شيئًا أعيبه عليه إلا بينت له . فقال : لا أبرأ من الذنب ، فهل تعد لنا يا مسور مانلي من الإصلاح في أمر العامة ؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها ، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان ؟ قال : ما نذكر إلا الذنوب . فقال : فإنّا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه . فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر ؟ قال : نعم . قال : فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني ؟ فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي ، ولكن والله لاأخيّر بين أمرين : بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه ، وإني لعلى دين يُقبل فيه العمل ويُجزى فيه بالحسنات ، ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها . قال : فخصمني . قال عروة : فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه " [73].

تنبيه مهم : وجدتُ تشابهًا كبيرًا بين كتاب الأستاذ الشنقيطي " الخلافات السياسية .. " وكتاب المودودي " الخلافة والملك " في قضايا أساسية كبيرة ؛ كالنظرة إلى عدالة الصحابة، أو التحامل على معاوية – رضي الله عنه – وبني أمية ، وتصديق مايتناقله رواة الشيعة عنهم من أكاذيب ، أو التبجح بعد الاعتماد على كتاب " منهاج السنة " لشيخ الإسلام ، وكتاب " العواصم " لابن العربي ، وادعاء الاعتماد على المصادر الموثوقة ! – هي عنده : تاريخ الطبري وكتاب الإمامة المكذوب على ابن قتيبة !! - وأشياء أخرى ( انظر : ص 66، 78 ، 84 ، 113 ، 205، 219 ، 233 من كتاب المودودي ) . فالنَفَس هو النَفَس . وقد زاد كتاب المودودي بما هو أسوأ عندما لمز عثمان – رضي الله عنه - ! ( انظر : ص 64،70،71) . ومن خلال اطلاعي على كتاب المودودي أرى انه يحتاج إلى نقض وتفنيد ما جاء فيه من آراء أصبحت دستورًا لمن بعده من أصحاب الروح الثورية – هداهم الله - . وقد ذُكر في خاتمته أن بعض علماء الهند رد عليه ، فليت طالب علم من تلك البلاد يقوم بترجمة ردود العلماء وطباعتها .

رضى الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و غفر الله لنا و لهم ، و لجميع من أحبهم ، وجمعنا بهم في دار كرامته . والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .


------------------------
الهوامش :
[2] التاريخ الإسلامي (4/5).
[3] ط: دار القاهرة للكتاب ، 2001م.
[4] ص 12 .
[5] ص 28.
[6] ينظر رسالة "المعتزلة وأصولهم الخمسة"؛ للدكتور عواد المعتق.
[7] رسالة في النابتة، مطبوعة ضمن "رسائل الجاحظ" (1/10-12)، تحقيق الأستاذ عبدالسلام هارون –رحمه الله-.
[8] قال ابن حزم عنه: "كان أحد الـمُجّان، ومن غلب عليه الهزل، وأحد الضُلاّل المضلين". (الفِصَل..، 5/39). وقال الإمام ابن قتيبة في كتابه "مختلف الحديث، ص 59-60": "تجده يقصد في كتبه للمضاحيك والعبث، يريد بذلك استمالة الأحداث وشُراب النبيذ.. وهو مع هذا من أكذب الأمة، وأوضعهم لحديث، وأنصرهم لباطل"
[9] ينظر في هذا: رسالة "تناقض أهل الأهواء والبدع في العقيدة" للدكتورة عفاف مختار (1/459-460).
[10] (3/14).
[11] (3/81).
[12] (1/231-232).
[13] (1/28) .
[14] ص 257
[15] ص 202 - 203
[16] طبقات ابن سعد (1/330-331)، تحقيق الدكتور محمد السلمي، وقال عن الخبر: إسناده صحيح.
[17] انظر تعليقه على مسند معاوية رضي الله عنه (11/566)، وقد نقله الدكتور في كتابه (ص 101).
[18] (ص 177).
[19] ( ص ) .
[20] صحيح مسلم، (4/1871).
[21] شرح صحيح مسلم (15/175).
[22] المفهم (6/278).
[23] أخرجه مسلم (2409).
[24] ينظر : السنة لابن أبي عاصم، تحقيق الدكتور باسم الجوابرة (2/949 وما بعدها).
[25] صب العذاب على من سب الأصحاب، ص 421.
[26] (5/113).
[27] ينظر: رسالة "مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري" للدكتور يحيى اليحيى.
[28] (7/295).
[29] ينظر مقدمة تاريخه (1/15).
[30] ينظر مقدمة تاريخه (1/3).
[31] ص 421
[32] (2/198).
[33] (2/299-300).
[34] ص 370
[35] ص 35
[36] ص 194
[37] ص 72
[38] ص (243 – 245).
[39] ص 47، 61
[40] ص 394 - 396
[41] ينظر كتاب "الانتصار للصحب والآل" للدكتور إبراهيم الرحيلي –حفظه الله- (362-377)، وعنه أنقل بتصرف.
[42] السلسلة الصحيحة للألباني ، (4/615).
[43] البداية والنهاية (8/125).
[44] المرجع السابق (8/134).
[45] المرجع السابق (8/137).
[46] المرجع السابق .
[47] فتح الباري (7/103).
[48] البداية والنهاية (8/138).
[49] السنة؛ للخلال (1/438).
[50] المرجع السابق.
[51] المرجع السابق (1/444) .
[52] المرجع السابق (1/437).
[53] المرجع السابق (1/435).
[54] لمعة الاعتقاد، ص 33
[55] مجموع الفتاوى (4/478).
[56] منهاج السنة (6/232).
[57] البداية والنهاية (8/122)
[58] شرح العقيدة الطجاوية، ص 722
[59] سير أعلام النبلاء (3/120).
[60] المرجع السابق (3/159).
[61] السلسلة الصحيحة؛ للألباني (رقم 1331).
[62] البداية والنهاية (8/138).
[63] المرجع السابق.
[64] المرجع السابق.
[65] المرجع السابق.
[66] المرجع السابق (8/132).
[67] المرجع السابق (8/133).
[68] المرجع السابق (8/139).
[69] المرجع السابق (8/140).
[70] (4/468) وانظر: "إتحاف أهل الفضل والإنصاف" للشيخ سليمان العلوان، ص 61-62.
[71] سير أعلام النبلاء ، ( 2/394) .
[72] ص 112 - 121
[73] سير أعلام النبلاء ، وقال المحقق : رجاله ثقات ، وهو في المصنّف ( 20717) .
1- أحاديث صحيحة لا تدل على كذبتهم . 2- روايات تاريخية تحوي هذه الكذبة، لكن دون إسناد! 1- أن معاوية- رضي الله عنه - منـزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، فقد كان كاتب الوحي لرسول الله r، وثبت في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عبدالرحمن بن عميره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاوية: "اللهم اجعله هادياً مهدياً وأهد به"[42]. 2- من علم سيرة معاوية في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهر له أن ذلك من أكبر الكذب عليه. 3- قال ابن كثير: "وقد ورد من غير وجه: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني..." الخبر[66]. 4- أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية تعرض لعلي بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته؟! فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول، وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه. 5- أن معاوية كان رجلاً ذكياً، مشهوراً بالعقل والدهاء، فلو أراد حمل الناس على سب علي–حاشاه ذلك- أفكان يطلب ذلك من مثل سعد بن أبي وقاص، وهو من هو في الفضل والورع، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيراً، فكيف بمعاوية. 6- أن معاوية انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسة تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئة النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفى على معاوية الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير. 7- أنه كان بين معاوية بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الأُلفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ. ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: "ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحد أفضل منا"[68].









 


قديم 2012-08-22, 23:41   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
صقر اليراع
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جــــــــــــزاك الله خيرا .










قديم 2012-08-23, 03:39   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

https://www.safeshare.tv/w/bmVRUIGrAs










قديم 2012-08-23, 09:15   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نواصل الرد على الشبهات
فإنَّ أعداءَ الدِّينِ يَسلُكونَ طُرُقًا كثيرةً قذِرَة، وأساليبَ متنوعةً فاجِرَة فِي مُحاربتِه ومحاولةِ طمسِه والقضاءِ عليه، ومن أشهرِ طرقهِم وأسهلِها –عندهم- الطَّعنُ في رموزِه ونقلتِه، فإنَّ الطعنَ فيهِم يقتضِي الطَّعنَ في جميعِ ما نقلُوه وقالُوه، إضافةً إلى ما يحملُه هذا الطَّعنُ من تشويهٍ لأعلامِ المسلمين وخيرتِهم.

ولا بدَّ أن يُعلم أنَّ الطَّعنَ فِي المسلمين عموما-بغير الحق- جرمٌ عظيم، ومنكرٌ كبير، ويعظُم هذا الْمُنكر ويقبُح كلَّما عظُمتْ مرتبةُ الْمَطعونِ وارتفعَتْ، لذلك كان الطَّعنُ في الصّحابةِ من أعظمِ الطُّعونِ وأفحشِها، وأسوئِها عند الله وأقبحِها، كيفَ وربُّنا -سبحانَه وتعالَى- يقول في الْحَديثِ القُدسي: ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ،...))[البخاري(6502)], والصحابة-رضوان الله عليهم- خِيرَةُ الأولياء، وصفْوةُ الأصفياء.
ومن الصَّحابة الذين كثُر فيهم طعنُ الطَّاعنين، وظهر فيهم كَلَبُ الجاهلين: كاتبُ وحي النَّبي الكريم-صلَّى الله عليه وسلَّم- معاويةُ بنُ أبي سفيان-رضي الله عنه- فإنَّه لا تزال رماح الغَدر والفُجر تنهال عليه لَيْلَ نَهَار، سواء من الْمُستشرقين الذِين أظهَرُوا الكُفْرَ ولم يُخْفُوه، أو من الرَّوافض الْخُبثَاء الذين يتكَلَّمُونَ باسمِ الدِّينِ وهو منهم برِيء.
ولئن كان الطَّعن من هذين الصِّنفَيْنِ أمرٌ مألوفٌ معرُوف، فإنَّ الذي يحزُّ في النَّفس أن ترى بعضَ المستغفَلِين من الْمُسلمين بقول الطاعنين يقولُون، وعلى خُطَاهم يسيرُون، وهؤلاء لُبِّس عليهم الْحَقُّ فما عرفُوه، وزُيِّن لهم الباطل فرأوه حسَنًا واتَّبعُوه. والله المستعان.
ولقد تنوَّعت الطُّعون في هذا الصَّحابي الكريم وتعدّدت- وهذا يدلُّ على مِقْدَار الْحِقد الذي يكنُّه بل ويظهرُه هؤلاء لأسيادهم الفضلاء- فمرةً يضعُون الأحاديثَ على نبيِّنا بأنَّه قد لعنه، وأمر بقتله، أو بأنه يموت على غير السُّنَّة، وغير هذا، وتارة يضعون الآثار عليه بأنَّه قرَّب الأشرار، أو قتل فلانا وفلانا من الصَّحابة والأخيار.
ومن التُّهم والشُّبه التي أردت -من خلال هذا الجمع- كشفَها وبيانَ وجه الحقِّ فيها هي:
اتهامُ الصحابي الكريم معاوية بن أبي سفيان بأنَّه :
1. قتَلَ الصَّحابيَّ حُجْرَ بنَ عَدِي.
2. بسَبَبِ تشيُّعِه وولائِه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ.
3. مع أنَّ النَّبي-صلَّى الله عليه وسلَّم- قد شهِد – في زعمهم - لِحُجْر بنِ عدي ومن قُتِل معه بالْخَيْرِ وبظلمِ قاتِلِهم.
4. وإنكارُ الصَّحابة على معاوية-رضي الله عن الصَّحابة أجمعين-، وبكاؤُهم على فقد حُجْر بن عدي.
وسيكون الردُّ على هذه الشُّبهة-بإذن الله- من خلال التَّعرض للمسائل الأربع المذكورة بالتَّرتيب، وقبل الشروع في المقصود لا بدَّ من التَّذكير بأمرين:
الأول: أنَّ سبَبَ كتابتِي في هذه الجزئية بالذَّات هو طلبُ أحدِ إخواني الأعزّاء مني ذلك لحسن ظنِّه بي-غفر الله لي وله- وما كنت لأردَّ له طلبا خاصَّةً في مثل هذه الْمَواضيع التي أتشرَّف بالكتابة فيها.
والثاني: أنَّ هناك من طلبة العلم من أجاب على هذه الشُّبهة، فلذلك الأجوبة في الْمُجمل لن تخرج عمَّا ذكروه، ولكن الاختلاف سيكون في الأسلوب، وطريقة العرض والطرح، فلهذا أنا لست أدعي أنِّي لم أسبق إلى هذا، وإنَّما أرجو أن يكتب الله لنا الأجر جميعا. و الله الموفق.












قديم 2012-08-23, 09:17   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شبهةقتل معاوية بن أبي سفيان للصَّحابي حُجْر بنِ عَدِي




أولا : من هو حُجْر بن عدي؟

هو أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُجْرُ بنُ عَدِيِّ بنِ جَبَلَةَ بنِ عَدِيِّ بنِ رَبِيْعَةَ الكِنْدِيُّ بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَكْرَمِيْنَ بنِ الحَارِثِ بنِ مُعَاوِيَةَ الكِنْدِيُّ الكُوْفِيُّ، وَهُوَ حُجْرُ الخَيْرِ، وَأَبُوْهُ عَدِيُّ الأَدْبَرُ, وَكَانَ قَدْ طُعِنَ مُوَلِّياً، فَسُمِّيَ الأَدْبَرَ.
وهو مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ,والأكثرُون على أنه من التَّابعين
فقد نقل الْحَافظُ ابنُ حجر رحمه الله في الإصابةِ عن ابن سعد وغيره أنهم أثبتوا له الصُّحبة ثم قال:(أمَّا البخاريّ وابنُ أبي حاتم عن أبيه وخليفةُ بنُ خياط وابنُ حبان فذكروه في التَّابعين,وكذا ذكره ابنُ سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة،فإمَّا أن يكون ظنَّه آخروإما أن يكون ذهل) [الإصابة(2/32-33)].
وهذا يدلُّك على تدليسِ الطَّاعنين ومكرِهم، فقد جزمُوا بصحبةِ حجر بنِ عدي ولم يشيروا إلى الخلاف، والصَّواب أنَّ فيه خلافاً، بل الأقرب أنَّه من ثقاتِ التابعين.
وسبب هذا الجزم هو حرصُهم على إظهار عِظَمِ صنيعِ معاويةَ من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى يريدون أن يُظهروا أنَّ الصَّحابة ما كانوا على اتفاقٍ، بل كان بينَهم من العداءِ ما جعلهم يقتُل بعضُهم بعضاً بغيرِ سببٍ ولا تأويل.
وعلى فرض إثبات الصُّحبة له-كما قالوا- لماذا لم يسعهم قول نبي الأمة-صلَّى الله عليه وسلَّم-: ( إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا...) [الطبراني في الكبير(1427)، وهو في الصحيحة(34)].
ولماذا لم يقيموا لإجماع الأمَّة على عدالتِهم وعدمِ الخوضِ فيما شجر بينهم وزنا.
قال النَّووي-رحمه الله-[التَّقريب والتَّيسير لمعرفة سنن البشير النذير(92)] : (الصَّحابة كلُّهم عدول، من لابس الفتن وغيرهم، بإجماع من يعتدُّ به )
وقال ابنُ كثير-رحمه الله-: ( والصَّحابة كلهم عدول عند أهل السُّنة والجماعة لما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النَّبوية في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -رغبة فيما عند الله، من الثَّواب الجزيل، والجزاء الجميل)[الباعث الحثيث (181)].
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- :(وَأَمَّا ما شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ فقَدْ ثَبَتَ بِالنُّصُوصِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ عُثْمَانَ وَعَلِيًّا وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْرَ وَعَائِشَةَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، بَلْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» .
وَأَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ وَعَمْرُو بْنُ العاص وَمُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هُمْ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَهُمْ فَضَائِلُ وَمَحَاسِنُ.
وَمَا يُحْكَى عَنْهُمْ فكَثِيرٌ مِنْهُ كَذِبٌ، وَالصِّدْقُ مِنْهُ - إنْ كَانُوا فِيهِ مُجْتَهِدِينَ، فَالْمُجْتَهِدُ إذَا أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِن أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ، وَخَطَؤُهُ مغفور لَهُ.
وَإِنْ قُدِّرَ أَنَّ لَهُمْ ذُنُوبًا فَالذُّنُوبُ لَا تُوجِبُ دُخُولَ النَّارِ مُطْلَقًا إلَّا إذَا انْتَفَتْ الْأَسْبَابُ الْمَانِعَةُ مِنْ ذَلِكَ، وَهِيَ عَشْرَةٌ: مِنْهَا التَّوْبَةُ، وَمِنْهَا الِاسْتِغْفَارُ، وَمِنْهَا الْحَسَنَاتُ الْمَاحِيَةُ، وَمِنْهَا الْمَصَائِبُ الْمُكَفِّرَةُ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِنْهَا شَفَاعَةُ غَيْرِهِ، وَمِنْهَا دُعَاءُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْهَا مَا يُهْدَى لِلْمَيِّتِ مِنْ الثَّوَابِ كَالصَّدَقَةِ وَالْعِتْقِ عنهم، وَمِنْهَا فِتْنَةُ الْقَبْرِ، وَمِنْهَا أَهْوَالُ الْقِيَامَةِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ«خَيْرُ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِي بُعِثْت فِيهِ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»وَحِينَئِذٍ فَمَنْ جَزَمَ فِي وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ أَنَّ لَهُ ذنوبًا يَدْخُلُ بِها النَّارَ قَطْعًا فَهُوَ كَاذِبٌ مُفْتَرٍ، فَإِنَّهُ لَوْ قَالَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ لَكَانَ مُبْطِلًا، فَكَيْفَ إذَا قَالَ مَا دَلَّتْ الدَّلَائِلُ الْكَثِيرَةُ عَلَى نَقِيضِهِ،فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ بما نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَمِّهِمْ أَوْ التَّعَصُّبِ لِبَعْضِهِمْ بِالْبَاطِلِ فَهُوَ ظَالِمٌ مُعْتَدٍ)[مجموع الفتاوى(4/431-432)].












قديم 2012-08-23, 09:18   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أنّه قتله بسبب تشيعه وولائه لعلي بن أبي طالب ليس غيرُ



هذه هي النُّقطة التي كثُرتْ فيها الأقوال، وسالتْ فيها الأقلام، وهي قولُهم وادِّعاؤُهم أنَّ جُرمَ وجنايةَ حجرِ بنِ عدِيّ الوحيدةَ هي ولايتُه وحبُّه الكبيرُ لعلي بنِ أبي طالب-رضي الله عنه-، حتى إنَّهم لقَّبوه بـ (شهيد الولاء).
وممَّا ينبغي أن يعلم ولا ينكر هو أن حجر بن عدي كان من المقربين من علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - وأمراءه، وهذا أمرٌ محمود، وشرفٌ مرغوب، ولكنَّ الْمَفتونين استغلُّوا هذه الجزئية، مع ما جرى بين علي ومعاوية -رضي الله عن الجميع- ليدَّعُوا ما ادَّعَوْه، وحشدوا -كعادتهم- الأحاديث والآثار الباطلة والقصص الواهية ليثبتوا التهمة الشنيعة لمعاوية-رضي الله عنه وأرضاه-.
أمَّا ما يخصُّ سبب القتل فإن الذي يذكره أهل التَّاريخ والسِّيَر في سبب مقتل حجر بن عدي هو أنَّه –رحمه الله- كان شديد الإنكار على الولاة أمام النَّاس، بل كان يجمع النَّاس على ذلك، حتى أنَّه خرج مرَّة مع جماعةٍ بالسِّلاح ثم رجع.
والقطرةُ التِّي أفاضت الكأس أنَّ زيادَ بنَ أبِيه- أميرَ الكوفة من قِبَل معاوية- خطب خطبةً أطال فيها، فقام حُجْر بنُ عدي في المسجد مناديا بالصَّلاة، فمضى زياد في الخطبة، فما كان من حجر إلاَّ أن حَصَبَهُ هو وأصحابُه بالْحَصا، فكتب زيادٌ إلى معاويةَ ما كان من حُجر، وقد كان حجرٌ يفعل مثل ذلك مع المغيرةَ بنِ شعبةَ والي الكوفة قَبْلَ زياد، فلمَّا أُخِذ إلى معاوية رأى-رضي الله عنه- أنَّ من المصلحة قتلَه.
وسبب تشدُّد معاويةَ في قتل حجر هو محاولة حُجر البغي على الجماعة، وشقّ عصا المسلمين، وذلك يعتبر من السَّعي بالفساد في الأرض، وخصوصاً في الكوفة التِّي خرج منها جزء من أصحاب الفتنة على عثمانَ-رضي الله عنه- فأراد معاويةُ استئْصالَ الفتنةِ بقتلِ حجر، وهذا يعدُّ من السِّياسة الشرعية، خاصَّة من رجلٍ يُوصف بأنَّه من دُهاة العرب([1]).
ومعلوم أنَّ التَّعزير من الإمام قد يصل إلى القتل إذا كانت المصلحة في ذلك، وهذا هو مذهبُ واختيارُ جمعٍ من أهل العلم, يقول ابن القيم-رحمه الله- مبينا مذاهب العلماء في التَّعزير بالقتل: (وَأَبْعَدُ الْأَئِمَّةِ مِنْ التَّعْزِيرِ بِالْقَتْلِ: أَبُو حَنِيفَةَ، وَمَعَ ذَلِكَ فَيُجَوِّزُ التَّعْزِيرَ بِهِ لِلْمَصْلَحَةِ، كَقَتْلِ الْمُكْثِرِ مِنْ اللِّوَاطِ، وَقَتْلِ الْقَاتِلِ بِالْمُثْقَلِ.
وَمَالِكٌ: يَرَى تَعْزِيرَ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ بِالْقَتْلِ، وَوَافَقَهُ بَعْضُ أَصْحَابِ أَحْمَدَ، وَيَرَى أَيْضًا هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَدَ وَالشَّافِعِيِّ: قَتْلَ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدْعَةِ )[الطرق الحكمية(224)].
ويقول ابنُ فرحون المالكي-رحمه الله-: ( وَإِذَا قُلْنَا: إنَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاكِمِ أَنْ يُجَاوِزَ الْحُدُودَ فِي التَّعْزِيرِ، فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَ بِالتَّعْزِيرِ الْقَتْلَ أَوْ لَا؟ فِيهِ خِلَافٌ، وَعِنْدَنَا يَجُوزُ قَتْلُ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا كَانَ يَتَجَسَّسُ بِالْعَدُوِّ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ بَعْضُ الْحَنَابِلَةِ، وَأَمَّا الدَّاعِيَةُ إلَى الْبِدْعَةِ الْمُفَرِّقُ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُ يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ. وَقَالَ بِذَلِكَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّةِ فِي قَتْلِ الدَّاعِيَةِ كَالْجَهْمِيَّةِ وَالرَّوَافِضِ وَالْقَدَرِيَّةِ، وَصَرَّحَ الْحَنَفِيَّةُ بِقَتْلِ مَنْ لَا يَزُولُ فَسَادُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ)[تبصرة الحكام(2/297)].
ويقول ابنُ عابدين الحنفي-رحمه الله-[حاشية ابن عابدين(4/243)].: ( وَالْمُبْتَدِعُ لَوْ لَهُ دَلَالَةٌ وَدَعْوَةٌ لِلنَّاسِ إلَى بِدْعَتِهِ وَيَتَوَهَّمُ مِنْهُ أَنْ يَنْشُرَ الْبِدْعَةَ - وَإِنْ لَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِهِ - جَازَ لِلسُّلْطَانِ قَتْلُهُ سِيَاسَةً وَزَجْرًا، لِأَنَّ فَسَادَهُ أَعْلَى وَأَعَمُّ حَيْثُ يُؤَثِّرُ فِي الدِّينِ. وَالْبِدْعَةُ لَوْ كَانَتْ كُفْرًا يُبَاحُ قَتْلُ أَصْحَابِهَا عَامًا، وَلَوْ لَمْ تَكُنْ كُفْرًا يُقْتَلُ مُعَلِّمُهُمْ وَرَئِيسُهُمْ زَجْرًا وَامْتِنَاعًا)
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-: (وَمَنْ لَمْ يَنْدَفِعْ فَسَادُهُ فِي الْأَرْضِ إلَّا بِالْقَتْلِ قُتِلَ، مِثْلَ الْمُفَرِّقِ لِجَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَالدَّاعِي إلَى الْبِدَعِ فِي الدِّينِ، قَالَ تَعَالَى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وَفِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: ((إذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الْآخَرَ مِنْهُمَا)) وَقَالَ: ((مَنْ جَاءَكُمْ وَأَمْرُكُمْ عَلَى رَجُلٍ وَأَحَدٍ يُرِيدُ أَنْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ)). ((وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَتْلِ رَجُلٍ تَعَمَّدَ عَلَيْهِ الْكَذِبَ))، ((وَسَأَلَهُ ابْنُ الديلمي عَمَّنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ؟ فَقَالَ: مَنْ لَمْ يَنْتَهِ عَنْهَا فَاقْتُلُوهُ))، فَلِهَذَا ذَهَبَ مَالِكٌ وَطَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد إلَى جَوَازِ قَتْلِ الْجَاسُوسِ، وَذَهَبَ مَالِكٌ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ إلَى قَتْلِ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدَعِ)[مجموع الفتاوى(28/108-109)].
قال الذَّهبي-رحمه الله- [سير أعلام النبلاء(3/463)] في ترجمة حجر بن عدي: (كَانَ شَرِيفاً، أَمِيْراً مُطَاعاً، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، مُقْدِماً عَلَى الإِنْكَارِ؛ مِنْ شِيْعَةِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - شَهِدَ صِفِّيْنَ أَمِيْراً، وَكَانَ ذَا صَلاَحٍ وَتَعَبُّدٍ.
قِيْلَ: كَذَّبَ زِيَادَ بنَ أَبِيْهِ مُتَوَلِّي العِرَاقِ وَهُوَ يَخْطُبُ، وَحَصَبَهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَكَتَبَ فِيْهِ إِلَى مُعَاوِيَةَ.
فَعَسْكَرَ حُجْرٌ فِي ثَلاَثَةِ آلاَفٍ بِالسِّلاَحِ، وَخَرَجَ عَنِ الكُوْفَةِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ، وَقَعَدَ، فَخَافَ زِيَادٌ مِنْ ثَوْرَتِهِ ثَانِياً، فَبَعَثَ بِهِ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ) .
وقال محبُّ الدِّين الْخَطِيب-رحمه الله-[العواصم من القواصم(212)]. ملخصًا الكلامَ حول هذِه الْمَسألة: (حجر بن عدي الكندي عدَّه البخاري وآخرون من التابعين. وعده البعض الآخر من الصحابة. وكان من شيعة علي في الجمل وصفين. وروى ابن سيرين أن زيادا - وهو أمير الكوفة - خطب خطبة أطال فيها، فنادى حجر بن عدي " الصلاة! " فمضى زياد في خطبته، فحصبه حجر وحصبه آخرون معه. فكتب زياد إلى معاوية يشكو بغي حجر على أميره في بيت الله، وعد ذلك من الفساد في الأرض. فكتب معاوية إلى زياد أن سرح به إلي... فلما جيء به إلى معاوية أمر بقتله.
فالذين يريدون أنَّ معاوية قتله بحق يقولون: ما من حكومة في الدُّنيا تعاقب بأقلَّ من ذلك من يحصب أميره وهو قائم يخطب على المنبر في المسجد الجامع، مندفعا بعاطفة الحزبية والتشيع. والذين يعارضونهم يذكرون فضائل حجر ويقولون: كان ينبغي لمعاوية أن لا يخرج عن سجيته من الحلم وسعة الصدر لمخالفيه. ويجيبهم الآخرون بأن معاوية يملك الحلم وسعة الصدر عند البغي عليه في شخصه، فأما البغي على الجماعة في شخص حاكمها وهو على منبر المسجد فهو ما لا يملك معاوية أن يتسامح فيه، ولا سيما في مثل الكوفة التي أخرجت العدد الأكبر من أهل الفتنة الذين بغوا على عثمان بسبب مثل هذا التسامح، فكبدوا الأمة من دمائها وسمعتها وسلامة قلوبها ومواقف جهادها تضحيات غالية كانت في غنى عنها لو أن هيبة الدولة حفظت بتأديب عدد قليل من أهل الرعونة والطيش في الوقت المناسب. وكما كانت عائشة تود لو أن معاوية شمل حجرا بسعة صدره، فإن عبد الله بن عمر كان يتمنى مثل ذلك. والواقع أن معاوية كان فيه من حلم عثمان وسجاياه، إلا أنه في مواقف الحكم كان يتبصر في عاقبة عثمان وما جر إليه تمادي الذين اجترأوا عليه)
ومن عجيب صنيعهم وصريح كذبهم ادعاؤُهم أنَّ سبب حصب حجر وأصحابه لزياد أثناء خطبته هو شتمه لعلي وسبّه في خطبته، وهم كعادتهم يستدلون بآثار أسانيدها واهية أو لا أسانيد لها أصلا.
والأقبح من هذا قولهم بأن معاوية-رضي الله عنه- كان يأمر ولاته بسب علي وآله ولعنهم فوق المنابر، ودون إثبات هذا خرط القتاد، بل الثابت عنه-رضي الله عنه- التصريح بفضلهم ومنزلتهم.
أما ما يذكره بعض المؤرخين من الروايات فلا يلتفت إليه لأنهم أوردوها بأسانيد واهية وأغلبها من روايات الشيعة الرَّوافض، وعذرهم أنهم أوردوها بأسانيدها، ومن أبرز هؤلاء المؤرخين الطبري –رحمه الله- الذي يقول في مقدمة تاريخه:
( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجها في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا)[تاريخ الطبري(1/8)].
وقد عقد الآجري-رحمه الله- في كتابه العظيم الشريعة بابا بعنوان: (بَابُ ذِكْرِ تَعْظِيمِ مُعَاوِيَةَ لِأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِكْرَامِهِ إِيَّاهُمْ) وأورد تحته عدة أحاديث تدل على حسن صنيع معاوية-رضي الله عنه- مع أهل البيت، ومما أورده فيه:
-ما أخرجه بسنده الصحيح(1959) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ قَالَ: كَانَ مُعَاوِيَةُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- إِذَا لَقِيَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: مَرْحَبًا بِابْنِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَأَهْلًا, وَيَأْمُرُ لَهُ بِثَلَاثِمِائَةِ أَلْفٍ، وَيَلْقَى ابْنَ الزُّبَيْرِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فَيَقُولُ: مَرْحَبًا بِابْنِ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَابْنِ حَوَارِيِّهِ وَيَأْمُرُ لَهُ بِمِائَةِ أَلْفٍ.
- وما أخرجه بسنده الحسن(1961)عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَاءَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ فَضْلٌ عَلَى يَزِيدَ إِلَّا أَنَّ أُمَّكَ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ وَأُمَّهُ امْرَأَةٌ مِنْ كَلْبٍ لَكَانَ لَكَ عَلَيْهِ فَضْلٌ, فَكَيْفَ وَأُمُّكَ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟.













قديم 2012-08-23, 09:19   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شبهةأنَّ النَّبي-صلّى الله عليه وسلّم- قد شهد لحجر بن عدي ومن قُتِل معه بالخير وبظلم قاتلهم


والجواب أن هذا الحديث المستشهد به لذلك ضعيف لا يصح، وهو ما رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/457) وابن عساكر في تاريخ دمشق(12/226) قال: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، قَالَ: دَخَلَ مُعَاوِيَةُ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: مَا حَمَلَكَ عَلَى قَتْلِ أَهْلِ عَذْرَاءَ: حُجْرٍ وَأَصْحَابِهِ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَأَيْتُ قَتْلَهُمْ صَلَاحًا لِلْأُمَّةِ، وَإِنَّ بَقَاءَهُمْ فَسَادٌ لِلْأُمَّةِ فَقَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:
(سَيُقْتَلُ بِعَذْرَاءَ نَاسٌ يَغْضَبُ اللهُ لَهُمْ، وَأَهْلُ السَّمَاءِ).
قال الألباني-رحمه الله- مخرجا هذا الحديث: (وهذا إسناد ضعيف. رجاله كلهم ثقات، لكنه معضل، فإن أبا الأسود هذا - واسمه: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل - من أتباع التابعين، ولذلك قال ابن كثير عقبه في "البداية" (6/55): "وهذا إسناد ضعيف منقطع". وبالانقطاع أعله الحافظ أيضاً في ترجمة حجر من "الإصابة". وأعله الحافظ ابن عساكر بعلة أخرى وهي الوقف، فقال عقبه: "ورواه ابن المبارك عن ابن لهيعة فلم يرفعه". ثم ساق إسناده إليه عن ابن لهيعة: حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال: أن معاوية حج فدخل على عائشة -رضي الله تعالى عنها- فقالت يا معاوية! قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه؟! أما والله! لقد بلغني أنه سيقتل بـ (عذراء) سبعة رجال يغضب الله تعالى لهم وأهل السماء. قلت وهذا منقطع أيضاً سعيد بن أبي هلال من أتباع التابعين أيضاً، على أن أحمد وغيره رماه بالاختلاط)[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة(13/712)(6324)].
وأوردوا كذلك أثرا عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه- أخرجه كذلك سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ(3/320)، ومن طريقه البيهقي في دلائل النبوة(6/456)، و ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/227) قال: حَدَّثَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: (يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ, سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَةُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ, مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ الْأُخْدُودِ فَقُتِلَ حُجْرٌ وَأَصْحَابُهُ).
قال ابن كثير بعد إيراد هذا الأثر في البداية والنهاية(8/55): (ابْنُ لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ).












قديم 2012-08-23, 09:19   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة
أنَّ الصحابة-رضوان الله عليهم- أنكرُوا على معاوية-رضي الله عنه- وبكوا على فقد حُجْر بن عدي



أغلب ما يذكره الفتّانون في هذا الباب لا يصلح، غاية ما في الأمر أن عائشة-رضي الله عنها- تمنت لو أن معاوية عفا وصفح عن حجر وعامله بحلمه، فأجابها معاوية بأنه رأى المصلحة في قتله حقنا للدماء وإخمادا للفتنة.
فقد روى ابن عساكر في تاريخ دمشق(12/239) بسنده من طريق الإمام أحمد عن عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ أَوْ غَيْرِهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ الْمَدِينَةَ دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَتْ: (أَقَتَلْتَ حُجْرًا؟) فَقَالَ: (يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي وَجَدْتُ قَتْلَ رَجُلٍ فِي صَلَاحِ النَّاسِ خَيْرًا مِنِ اسْتِحْيَائِهِ فِي فَسَادِهِمْ).
فهذا الأثر يبين لك أن معاوية لم يقتل حجرا لهوى أو حبا للقتل, كما يحلو لبعض الجهلة أن يصوره، وإنما قتله حفاظا على مصلحة المسلمين من الفتنة والفساد.
وأما ما أوردوه من بكاء ابن عمر-رضي الله عنهما- لما سمع بموت حجر بن عدي[2]، فليس فيه ما يقتضي تجريم معاوية بل إنما بكى رحمه الله- لما يقع في الأمة من الفتن وقد كان-رضي الله عنه- من أشد الصحابة نفورا عنها حتى إنه لم يدخل فيما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عن الجميع-.
كما أنه بكى من حبه لحجر بن عدي، فقتل معاوية لحجر من باب التعزير والمصلحة لا يقتضي أنه رجل سوء، فهناك من أقيم عليهم الحد من الصحابة ومع ذلك نترضى عنهم ونعتقد محبتهم.
وفي الأخير أختم بكلام قيّم لأبي بكر ابن العربي – رحمه الله - وهو يبين هذه القضية أتم التوضيح، حيث قال-رحمه الله-: ( فإن قيل: قتل حجر بن عدي - وهو من الصَّحابة مشهور بالخير-صبرًا أسيرًا، يقول زياد: وبعثت إليه عائشة في أمره فوجدته قد فات بقتله، قلنا: علمنا قتل حجر كلنا، واختلفنا: فقائل يقول قتله ظلمًا، وقائليقول قتله حقًا .
فإن قيل: الأصل قتله ظلمًا إلا إذا ثبت عليه ما يوجب قتله: قلنا:الأصل أن قتل الإمام بالحق، فمن ادعى أنه بالظلم فعليه الدليل. ولو كان ظلمًا محضًا لما بقي بيت إلا لعن فيه معاوية. وهذه مدينة السلام دار خلافة بني العباس - وبينهم وبين بني أمية ما لا يخفى على النَّاس - مكتوب على أبواب مساجدها: "خير الناس بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم".
ولكن حجرًا - فيما يقال - رأى من زياد أمورا منكرة فحصبه، وخلعه، وأراد أن يقيم الخلق للفتنة، فجعله معاوية ممن سعى في الأرض فسادًا.
وقد كلمته عائشة في أمره حين حج، فقال لها: دعيني وحجرًا حتى نلتقي عند الله. وأنتم معشر المسلمين أولى أن تدعوهما حتى يقفا بين يدي الله مع صاحبهما العدل الأمين المصطفى المكين، وما أنتم ودخولكم حيث لا تشعرون، فما لكم لا تسمعون؟).
فو الله إن كلامه الأخير منهج سار عليه أهل السُّنة فنجَوا، وضلَّ عنه المبدِّلون فهلكوا
قال الأوزاعي-رحمه الله-: ( اصْبِرْ نَفْسَكَ عَلَى السُّنَّةِ, وَقِفْ حَيْثُ وَقَفَ الْقَوْمُ, وَقُلْ بِمَا قَالُوا, وَكُفَّ عَمَّا كَفُّوا عَنْهُ, وَاسْلُكْ سَبِيلَ سَلَفِكَ الصَّالِحِ, فَإِنَّهُ يَسَعُكَ مَا وَسِعَهُمْ,... وَلَوْ كَانَ هَذَا خَيْرًا مَا خُصِصْتُمْ بِهِ دُونَ أَسْلَافِكُمْ, فَإِنَّهُ لَمْ يُدَّخَرْ عَنْهُمْ خَيْرٌ خُبِّئَ لَكُمْ دُونَهُمْ لِفَضْلٍ عِنْدَكُمْ, وَهُمْ أَصْحَابُ نَبِيِّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِينَ اخْتَارَهُمْ وَبَعْثَهُ فِيهِمْ, وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ بِهِ, فَقَالَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29])[شرح اعتقاد أصول أهل السنة والجماعة(1/174)].
وفي الأخير لا بدَّ أن نتنبه لمسألة مهمة جدا وهي أنَّ معاوية-رضي الله عنه وأرضاه- عالم من علماء المسلمين، له-كما لهم- حقُّ الاجتهاد
وهو في ذلك إمَّا: مصيبٌ له أجران، أو مخطئ له أجر الاجتهاد، وعليه فلو سلَّمنا أنَّ معاوية-رضي الله عنه- أخطأ في اجتهاده هذا لما جاز لأحد كائنا من كان أن يتكلم عليه بسوء، أو يجعل ذلك سببا للقدح فيه، ومن عجيب صنيع القوم أنَّهم يبيحون لغير الصَّحابة الاجتهاد في مسائل الدِّين الكبار، ولا ينكرون عليهم اختلافهم، في حين أنَّهم ينكرون على أعلم النَّاس بكلام الله وكلام رسوله-صلى الله عليه وسلم- ذلك.
قال ابن حزم-رحمه الله- وهو يتكلم عن معاوية-رضي الله عنه- واجتهاده : (فَلهُ أجر الِاجْتِهَاد فِي ذَلِك وَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِيمَا حُرِم من الْإِصَابَة كَسَائِر المخطئين فِي اجتهادهم الَّذين أخبر رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- أَن لَهُم أجرا وَاحِدًا وللمصيب أَجْرَيْنِ.
وَلَا عجبَ أعجبُ مِمَّن يُجِيز الِاجْتِهَاد فِي الدِّمَاء وَفِي الْفروج والأنساب وَالْأَمْوَال والشَّرائع الَّتِي يدان الله بهَا من تَحْرِيم وَإِيجَاب، ويعذر المخطئين فِي ذَلِك، وَيرى ذلك مُبَاحا لليث، وأبي حنيفَة، وَالثَّوْري، وَمَالك، وَالشَّافِعِيّ، وَأحمد، وَدَاوُد، وَإِسْحَاق، وَأبي ثَوْر، وَغَيرهم كزفر، وَأبي يُوسُف، وَمُحَمّد بن الْحسن، وَالْحسن بن زِيَاد، وَابْن الْقَاسِم، وَأَشْهَب، وَابْن الْمَاجشون، والمزني، وَغَيرهم، فواحد من هَؤُلَاءِ يُبِيح دم هَذَا الْإِنْسَان، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كمن حَارب وَلم يقتل أَو عمل عمل قوم لوط وَغير هَذَا كثير، وَوَاحِد مِنْهُم يُبِيح هَذَا الْفرج، وَآخر مِنْهُم يحرمه، كبكر نَكَحَهَا أَبوهَا وَهِي بَالِغَة عَاقِلَة بِغَيْر إِذْنهَا وَلَا رِضَاهَا وَغير هَذَا كثير، وَكَذَلِكَ فِي الشَّرَائِع والأوامر والأنساب، وَهَكَذَا فعلت الْمُعْتَزلَة بشيوخهم كواصل وَعَمْرو وَسَائِر شيوخهم وفقهائهم، وَهَكَذَا فعلت الْخَوَارِج بفقهائهم ومفتيهم، ثمَّ يضيقون ذَلِك على من لَهُ الصُّحْبَة وَالْفضل وَالْعلم والتقدم وَالِاجْتِهَاد كمعاوية وعمروا وَمن مَعَهُمَا من الصَّحَابَة -رَضِي الله عَنهُم- وَإِنَّمَا اجْتهد فِي مسَائِل دِمَاء كَالَّتِي اجْتهد فِيهَا الْمفْتُون، وَفِي الْمُفْتِينَ من يرى قتل السَّاحر وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْحر بِالْعَبدِ، وَفِيهِمْ من يرى قتل الْمُؤمن بالكافر، وَفِيهِمْ من لَا يرَاهُ، فَأَي فرق بَين هَذِه الاجتهادات، واجتهاد مُعَاوِيَة وَعَمْرو وَغَيرهمَا لَوْلَا الْجَهْل والعمى والتخليط بِغَيْر علم)[الفصل في الملل والأهواء والنحل(4/124)].










قديم 2012-08-23, 11:25   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
جويرية بنت أبي العاص الفاروق
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جويرية بنت أبي العاص الفاروق
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

فمما لا جدال فيه بين العقلاء أنّ مِن أعظم الناس ِفضلاً؛ صحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذين بلغوا مراتب الكمال, واهتدى بهم الضلال, واختصهم الله بأعظم الفضائل وأطيب الخصال، وما وُجِد خُلقٌ إلا وقد أخذ منه الصحابةُ الحظّ الأوفر, وسبقوا إليهِ سبقاً عظيماً.
بــــــــآآرگـ الله فيـــــگـــ ونفعنآآ وأيـــــــآآگــم










قديم 2013-05-12, 21:30   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
سمير. الجزائري
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية سمير. الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك مثل هذه المواضيع ترفع للفائدة










قديم 2013-06-02, 23:51   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

يرفع الموضوع حتى يعرف شيعة المنتدى
الذين يستعملون التقية- الكذب- و سيعرفون
و الطاعنون في معاوية رضي الله عنه قدر هذا الصحابي الجليل و ثناء السلف عليه و حبهم له و منهم علي رضي الله عنه. الطعن في معاوية رضي الله عنه بانكار صحبته و عدم الترضي عليه هو كما قال السلف باب عريض للطعن في غيره من الصحابة الكرام رضي الله عنهم و أرضاهم.










قديم 2013-06-03, 17:07   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا اخوي الفاضلين كريم الحنبلي والاخ رضا بارك الله فيكم على هذا المجهود المميز










قديم 2013-06-03, 17:31   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
كلمات مبعثرة
عضو محترف
 
الصورة الرمزية كلمات مبعثرة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قال صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدااااااااااا

كيف ستواجهون الرسول صلى الله عليه وسلم وانتم تدافعون على من قتل حفيده والدي احل اهل العلم لعنه كيف لا وقد ارتكب جريمة قتل

حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ادا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه وانتم تمجدوه هنا ربي يهديكم










قديم 2013-06-03, 18:10   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمات مبعثرة مشاهدة المشاركة
قال صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدااااااااااا

كيف ستواجهون الرسول صلى الله عليه وسلم وانتم تدافعون على من قتل حفيده والدي احل اهل العلم لعنه كيف لا وقد ارتكب جريمة قتل

حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ادا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه وانتم تمجدوه هنا ربي يهديكم
يعني أنت تميلين دائما الى اعتقاد ما يخالف اعتقاد السلف و أنت مبتدئة كما تقولين!!!!!!!!
الله المستعان.
احذري فان هذا الطريق يؤدي الى التشيع و بعده الى ...................

ما تعتقدينه خطأ في خطأ معاوية رضي الله عنه لم يقتل أحدا من أهل بيت النبي
و لم يحل أحد من أهل العلم لعنه اللهم الا الروافض الملاعين. فاحذري.

وأنصحك باحترام الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان كما كان عليه السلف الصالح
و هاك أقوالهم و شهاداتهم فيه رضي اله عنه و أرضاه.

1- قال الموفق بن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد:
"ومعاوية خال المؤمنين, وكاتب وحي الله, وأحد خلفاء المسلمين –رضي الله تعالى عنهم".
2- وقال شارح الطحاوية:
"وأول ملوك المسلمين ومعاوية, وهو خيرملوك المسلمين".

3-وقال الذهبي في سير النبلاء:
"أمير المؤمنين ملك الإسلام".

4-وروى البيهقي عن الإمام أحمد أنه قال:
"الخلفاء أبو بمر وعمر وعثمان وعلي. رضي الله عنهم.
فقيل له: فمعاوية.قال لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمان علي من علي ورحم الله معاوية".

5- وروى ابن أبي الدنيا بسنده إلى عمر بن عبدالعزيز :
أنه قال:"رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم –في المنام وأبو بكر وعمر جالسان عنده, فسلمت عليه, وجلست فبينا أنا جالس أتي بعلي ومعاوية فأدخلا بيتا, أجيف الباب, أنا أنظر فما كان أسرع من أن خرج علي وهو يقول قضي لي ورب الكعبة, ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول غفر لي ورب الكعبة".

6- وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي:
"أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية, فقال له:ولم؟ لأنه قاتل عليا, فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم, وخصم معاوية خصم كريم, فأيش دخولك أنت بينهما, رضي الله تعالى عنهما".

7- وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي ومعاوية :
فقال: " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون .
وكذلك قال غير واحد من السلف.

8- وسئل ابن المبارك عن معاوية.فقال :
"ماذا أقول في رجل قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"سمع الله لمن حمده", فقال معاوية خلفه: ربنا ولك الحمد".
ومعلوم أن "سمع" بمعنى استجاب فمعاوية حصل له هذا الفضل وهو الصلاة خلف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- والرسول –صلى الله عليه وسلم-قال"سمع الله لمن حمده" ومعاوية رضي الله عنه كان ممن يصلي وراءه ويقول: ربنا ولك الحمد.
فقيل له- أي ابن المبارك –أيهما أفضل هو أو عمر بن عبدالعزيز. فقال:"لتراب في منخري معاوية مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خير وأفضل من عمر بن عبدالعزيز".

9- وسئل المعافى بن عمران:
أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فغضب , وقال للسائل "أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين؛ معاوية حاحبه,وصهره,وكاتبه,وأمينه على وحي الله".

10- وقال الفضل بن زياد"
"سمعت أبا عبدالله – وقد سئل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له: رافضي- فقال:"إنه لم يجرىء عليهما إلا وله خبيءة سوء؛ وما انتقص أحد أحدا من الصحابة إلا وله داخلة سوء".

11- وقال ابن المبارك عن محمد بن مسلم عن إبراهيم بن ميسرة قال:
"ما رأيت عمر بن عبدالعزيز ضرب إنسانا قط إلا إنسانا شتم معاوية فإنه ضربه أسواطا".

12- وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي:
"معاوية ستر لأصحاب محمد- صلى الله عليه وسلم- فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه".
وهذه النقول المتقدمة أكثرها في كتاب البداية والنهاية لابن كثير في ترجمة معاوية.
في المجلد الثامن 139/130









قديم 2013-06-03, 18:17   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كلمات مبعثرة مشاهدة المشاركة
قال صلى الله عليه وسلم اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدااااااااااا

كيف ستواجهون الرسول صلى الله عليه وسلم وانتم تدافعون على من قتل حفيده والدي احل اهل العلم لعنه كيف لا وقد ارتكب جريمة قتل

حتى ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال ادا رايتم معاوية على منبري فاقتلوه وانتم تمجدوه هنا ربي يهديكم


نصيحتي لك اختي تثبتي قبل ان ترمي احد ببهتان وظلم . وتأدبي مع ذكر الصحابي الجليل ..وقبل ان تأتي بحديث تثبتي عن صحته وليس هكذا فقط لمجرد نثر الكذب توعد رسول اللهُ صلى الله عليه وسلم , من يكذبُ عليه متعمداً بأشد أنواع العذاب ، وتواترت الأحاديث في بيان عظم جريمة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وبينت أن من كذب على رسول الله , قد تبوأ معقده من النار

عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ تَعَمَّدَ عَلَيَّ كَذِبًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار " . متفق عليه.
هل معاوية رضي الله عنه قتل الحسين رضي الله عنه اثبتي ذلك بالدليل والحجج وليس فقط مجرد كلام وطعن دون بينة هذا دين وليس لعبة ابتها الاخت ...:
https://islamqa.info/ar/ref/140984

يحتج علينا الرافضة بهذا الحديث ( قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه ) .

الرد على الشبهة

هذا الحديث لا يصُح بكل طرقه حيث :


[فيه] عباد بن يعقوب الرواجني ، كان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك .
[فيه] الحكم بن ظهير الفزاري ، كان يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويروي عن الثقات الأشياء الموضوعات .
[فيه] أحمد بن محمد بن بشر ، كان يقلب الأسانيد للأخبار حتى غلب قلبه أخبار الثقات وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه فاستحق الترك .


[فيه] عبد الرزاق بن همام الصنعاني ، فيه مناكير .


[فيه] أبي هارون العبدي ، ضعيف .


راجع تعليقات على المجروحين لأيوب السختياني 165 ، تهذيب التهذيب لأيوب السختياني 8/74 ، تهذيب التهذيب للعقيلي 2/428 ، تهذيب التهذيب لابن حبان 5/110 ، المجروحين لابن حبان 2/163 و 1/304 و 1/173 ، الكامل في الضعفاء لابن عدي 6/543 و 2/382 ، تذكرة الحفاظ لابن القيسراني 34 ، ذخيرة الحفاظ لابن القيسراني 1/320 ، الموضوعات لابن الجوزي 2/265 و 2/266 ، منهاج السنة لابن تيمية 4/378 ، ميزان الاعتدال للذهبي 1/572 و 2/380 و 2/613 ، البداية والنهاية لابن كثير 8/135 و 8/136 ، تنزيه الشريعة لابن عراق الكناني 2/8 ، الفوائد المجموعة للشوكاني 407 ، دفاع عن الحديث للألباني 112 ، السلسلة الضعيفة للألباني 4930 .



وهذا حديث موضوع مكذوب .


فقد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، والألباني في " الضعيفة " ، وقال : موضوع .


والموضوع مكذوب لا تجوز روايته ، وناقله يأثم إذا نسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

فانظر إلى دعاوى الرافضة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم ودعاواهم العريضة في محبة آل البيت ، ثم يتناقلون أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم !

والسؤال الذي يتوجّه للرافـضة – إلزاما لهم بِما استدلّوا به – :
لِم لَم يقتلوا معاوية رضي الله عنه ؟!

ولِم تنازل الحسن بن عليّ رضي الله عنهما لِمعاوية عن الخلافة ؟
لأنه سيِّد ، أراد حقن دماء المسلمين ، وحقق بذلك نبوّة جدّه صلى الله عليه وسلم القائل : إن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يُصْلِح به بين فئتين عظيمتين مِن المسلمين . رواه البخاري
وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنهما إقرار مِنه بِخلافة معاوية رضي الله عنه .

أتدري لِم يطعن الرافضة في الصحابة ؟

يُجيبك إمام دار الهجرة – الإمام مالك بن أنس – قبل أكثر من ألف سنة بقوله عن الرافضة : قومٌ أرادوا الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين .

ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم : فإن القدح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم .

والله تعالى أعلم .




فضيلة الشيخ /

عبد الرحمن السحيم حفظه الله









 

الكلمات الدلالية (Tags)
معاوية, الله, الدفاع, الصاحبي, حملة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:03

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc