[ قصائد مختارة........
فلـــــــســـفة الحـــــــــــيــــــاة
أيهذا الشاكي وما بك داء
كيف تغدو إذا غدوت عليلا..
إن شر الجناة في الأرض نفس
تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..
وترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقها الندى إكليلا..
هو عبء على الحياة ثقيل
من يظن الحياة عبء ثقيلا..
والذي نفسه بغير جمال
لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..
فتمتع بالصبح ما دمت فيه
لا تخف أن يزول حتى يزولا..
أيهذا الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا..
(كُن بَلسَماً) ـ للشاعر إيليا أبي ماضي
كن بلسماً إن صار دهرك أرقما
وحلاوة إن صار غيرك علقما
إن الحياة حبَتــك كــــلَّ كنوزها
لا تبخلن على الحياة ببعض ما ..
أحسِنْ وإن لم تجـــزَ حتى بالثنـا
أيَّ الجزاء الغيث يبغي إن همى ؟
مَن ذا يُكافئ زهرة فواحـــــة ؟
أو مَن يثيب البلبـــــــل المترنما ؟
عُدَّ الكرام المحسنين وقِســـــهم
بهما تجــــد هـــــذين منهم أكرما
يا صاح خُذ عِلمَ المحبة عنهما
إني وجدتُ الحب عِلما قيِّمـــــــا
لو لم تَفُح هذي، وهذا ما شَدا
عاشت مذمـــمة وعاش مذمـمـــا
فأعمل لإسعاد السِّوى وهنائهم
إن شِئتَ تسعد في الحياة وتنعمـا
أَيقِظ شُعورَك بالمحـــبة إن غـفا
لَو لا الشعور الناس كانوا كالدُمى
سَجِّلْ !
أنا عربي ..
ورقم بطاقتي خمسون ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ ..
وتاسِعُهم ... سيأتي بعد صيفْ !
فهل تَغضب ؟
سجل !
أنا عربي
وأعمل مع رفاق الكدح في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهم رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ ..
ولا أتوسَّلُ الصَّدَقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمام بلاط أعتابك
فهل تغضبْ ؟
سجل !
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لَقَبِ
صبُورٌ في بلادٍ كُلُّ ما فيها
يعيش بفَوْرةِ الغضب
جذوري ..
قبل ميلاد الزمان رستْ
وقبل تفتُّحِ الحقبِ
وقبل السرو والزيتونْ
وقبل ترعرع العشبِ ..
أبي ... من أسرة المحراث
لا من سادةٍ نُجُبِ
وجدي كان فلاحاً
بلا حسبٍ .. ولا نسبٍ !
يُعَلمني شموخ الشمس قبل قراءة الكتبِ
وبيتي ، كوخُ ناطورٍ
من الأعوادِ والقصبِ
فهل تُرضيك منزلتي ؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ !
سجل !
أنا عربي
ولون الشعر فحميُّ
ولون العين بنيُّ
وميزاتي :
على رأسي عقالٌ فوق كوفِيَّهْ
وكفي صلبةٌ كالصخر ...
تخمشُ من يلامسها
وعنواني :
أنا من قريةٍ عزلاء ... منسيَّهْ
شوارعها بلا أسماء
وكل رجالها ... في الحقل والمحجرْ
فهل تغضب ؟
سجل !
أنا عربي
سلبت كروم أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تترك لنا .. ولكل أحفادي
سوى هذي الصخورِ ..
فهل ستأخذُها
حكومتكم ... كما قيلا !؟
إذن!
سجل ... برأس الصفحة الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحد
ولكني ... إذا ما جعتُ
آكلُ لحم مغتصبي
حذارِ ... حذارِ ... من جوعي
ومن غضبي !!
الشاعر محمود درويش
_________________
بالمناسبة لقد قمت بحفظ هاته القصيدة لكن للاسف لم يتبقى في ذاكرتي الا جزء بسيط فقط