|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2020-08-02, 15:46 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاءت نصوص الشريعة في الكتاب والسنة بالوصية بالجار والتأكيد على حقه فقال تعالى : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ) النساء/ 36 . وروى البخاري (5185) ، ومسلم (47) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِي جَارَهُ ) . وروى البخاري (6015) ، ومسلم (2625) عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ) . اختلف العلماء في حد الجار . قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الجار: هو الملاصق لك في بيتك والقريب من ذلك وقد وردت بعض الآثار بما يدل على أن الجار أربعون داراً كل جانب . ولا شك أن الملاصق للبيت جار وأما ما وراء ذلك فإن صحت الأخبار بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فالحق ما جاءت به وإلا فإنه يرجع في ذلك إلى العرف فما عدّه الناس جوارا فهو جوار " انتهى من "شرح رياض الصالحين" (3/ 176) . وقال الشيخ الألباني رحمه الله : " اختلف العلماء في حد الجوار على أقوال ذكرها في " الفتح " (10 / 367) وكل ما جاء تحديده عنه صلى الله عليه وسلم بأربعين : ضعيف لا يصح . فالظاهر : أن الصواب تحديده بالعرف " انتهى من "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (1/ 446) . و بخصوص حقوق الجار قال الشيخ محمد صالح المنجد حُقوق الجار في الإسلام كثيرةٌ، فقد تَناولت الشريعة الإسلامية حقوق الجار وفصّلتها فالجار له حقٌ عظيمٌ في الإسلام ومن حقوق الجار في الإسلام ما يأتي: الإحسان إلى الجار قَولاً وفعلاً. حمايته وتأمينه. ستر عورته. حفظ سره. مشاركته أفراحه. مواساته في مصائبه وأحزانه. تلبية دعوته. زيارته في الظروف الطبيعيّة. عيادته في حالة المرض. تفقّده وتلبية احتياجاته عندما يفقدها مع القُدرة على ذلك. منع الأذى عنه بِجَميع صُوره. مُساعدته في حلّ مشاكله. إقراضه المال إن طلب مع القدرة على الإقراض. السعي في الإصلاح بين الجيران المُتخاصمين. تعليمه العلم الشرعي. مُصاحبته إلى المسجد. مُصاحبته إلى مَجالس العلم. إحسان الظنّ به. الصّبر على أذى الجار. ردُّ الغيبةِ عنه. مُبادرته بالسّلام. تشييع جنازته عند موته. و لنا عودة لنشر موضوع اخر
آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-08-02 في 16:08.
|
||||
2020-08-03, 15:54 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الاستغفار سبب من أسباب حياة القلب وهدايته ونوره ذلك أنه سبب لرحمة الله قال الله تعالى : ( لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) النمل/ 46. وقال بعض السلف : " ما ألهم الله سبحانه عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه " . انتهى من " إحياء علوم الدين " (1/ 313) . والاستغفار من ذكر الله والذكر تحيا به القلوب . قال ابن القيم رحمه الله : " الذِّكْرُ يُثْمِرُ حَيَاةَ الْقَلْبِ " انتهى من "مدارج السالكين" (2/ 29) . والاستغفار دواء القلوب من الذنب الذي هو أساس كل بلية قال قَتَادَةَ: " إِنَّ الْقُرْآنَ يَدُلُّكُمْ عَلَى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ أَمَّا دَاؤُكُمْ فَذُنُوبُكُمْ وَأَمَّا دَوَاؤُكُمْ فَالِاسْتِغْفَارُ " . انتهى من "شعب الإيمان" (9/ 347) . والاستغفار من أعظم أسباب جلاء القلب وصقله وتنظيفه من الرين والوسخ والغفلة والسهو . قال ابن القيم رحمه الله : " قلت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يوماً: سئل بعض أهل العلم أيهما أنفع للعبد التسبيح أو الاستغفار؟ فقال : إذا كان الثوب نقياً : فالبخور وماء الورد أنفع له وإذا كان دنساً : فالصابون والماء الحار أنفع له . فقال لي رحمه الله تعالى : فكيف والثياب لا تزال دنسة ؟ " . انتهى من "الوابل الصيب" (ص: 92). والمراد بالبخور وماء الورد في هذا المثل : التسبيح ونحوه . والمراد بالصابون : الاستغفار لأنه يطهر من الذنب كما ينظف الصابون البدن والثوب . وروى مسلم (2702) عَنِ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "والغين حجاب رقيق أرق من الغيم فأخبر صلى الله عليه وسلم أنه يستغفر الله استغفارا يزيل الغين عن القلب " انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/283) . وروى أحمد (8792) والترمذي (3334) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ فَذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ [ كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ] ) . حسنه الألباني في " صحيح الترمذي "(2654) . فالاستغفار يعيد إلى القلب حياته وبياضه الذي قد يكون فقد شيئا منه بسبب الذنوب . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-07, 17:43 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
اخوة الاسلام السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يستحب للمسلم أن لا يأتي عليه يوم من الأيام إلا ويتصدق فيه والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم قَالَ : ( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلاَّ مَلَكَانِ يَنْزِلاَنِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفاً ) . رواه البخاري ( 1374 ) ومسلم ( 1010 ) . من رحمة الله أن جميع النفقات الواجبة والمستحبة من الزكوات والنفقة على العيال وإكرام الضيف ونحوها كل ذلك داخل في مسمى الإنفاق . قال النووي في شرح حديث (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا) : " قَالَ الْعُلَمَاءُ هَذَا فِي الْإِنْفَاقِ فِي الطَّاعَاتِ وَمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَعَلَى الْعِيَالِ وَالضِّيفَانِ وَالصَّدَقَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ بِحَيْثُ لَا يُذَمُّ ، وَلَا يُسَمَّى سَرَفًا . وَالْإِمْسَاكُ الْمَذْمُومُ : هو الإمساك عَنْ هَذَا " انتهى من "شرح صحيح مسلم" (7/95) . وقال ابن بطال : " معنى هذا الحديث: الحض على الإنفاق في الواجبات كالنفقة على الأهل وصلة الرحم، ويدخل فيه صدقة التطوع، والفرض " انتهى من "شرح صحيح البخاري" (3/439). وأما من يقوم بالصدقات الواجبة في بعض الأيام ثم لا يتصدق بشيء بقية العام فلا يدخل في دعاء الملك عليه بالتلف لأنه قد قام بالواجب عليه والدعاء بالتلف متوجه على من يمتنع عن أداء الصدقات الواجبة . قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : "وأما الدعاء بالتلف : فيحتمل تلف ذلك المال بعينه أو تلف نفس صاحب المال والمراد به : فوات أعمال البر بالتشاغل بغيرها . قال النووي : الإنفاق الممدوح : ما كان في الطاعات وعلى العيال ، والضيفان ، والتطوعات . وقال القرطبي : وهو يعم الواجبات ، والمندوبات لكن الممسك عن المندوبات : لا يستحق هذا الدعاء إلا أن يغلب عليه البخل المذموم بحيث لا تطيب نفسه بإخراج الحق الذي عليه ، ولو أخرجه " انتهى من" فتح الباري " (3/305) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر
|
|||
2020-08-09, 15:50 | رقم المشاركة : 19 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه قال الله عز وجل : ( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران/175 وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة/44 وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة/40 . وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) رواه ابن المبارك في "الزهد" (157) وحسنه الألباني في "الصحيحة" (742). و لنا عودة من اجل استكمال هذا الموضوع |
|||
2020-08-10, 04:00 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته كيف نخاف الله عز وجل ؟ ما هو الواجب علينا فعله لنبلغ هذه المنزلة ؟ كيف تدل محبة الله تعالى على الخوف منه ؟ إن لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية نذكر منها ما يتهيأ به – إن شاء الله - لكل مسلم أن يخاف ربه ، ويخشى عذابه ويلجئه خوفه إلى حسن الظن به سبحانه فمن ذلك : - قراءة القرآن وتدبر معانيه : قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً * وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109 - استشعار عظم الذنب وهوله : روى البخاري (6308) عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ : " إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ ، وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " . - تقوى الله تعالى بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات فهذا يزرع الخوف في القلوب ويحييها بعد مواتها ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه . - تعظيم محارم الله . قال ابن القيم رحمه الله : " الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ. قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ : هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا. وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ " انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) . - معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته . قال ابن القيم رحمه الله : " كلما كان العبد بالله أعلم ، كان له أخوف. قال ابن مسعود: " كفى بخشية الله علماً " ونقصان الخوف من الله إنما هو لنقصان معرفة العبد به فأَعرف الناس أخشاهم لله، ومن عرف الله اشتد حياؤه منه وخوفه له وحبه له، وكلما ازداد معرفة ازداد حياءً وخوفاً وحباً " انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283). - معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2 وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال : قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع ، وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ ) . رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) . وصححه الألباني . وعنه قالَ : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : ( سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ ... ) الحديث وفيه : ( ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ ) . رواه البخاري (660) ، ومسلم (1031) . - تدبر أحوال الخائفين وكيف وصلوا إلى هذه المنزلة بالإيمان والعمل الصالح ، وقيام الليل وصيام النهار ، والبكاء من خشية الله . قال الغزالي رحمه الله : " معرفة سير الأنبياء والصحابة فيها التخويف والتحذير وهو سبب لإثارة الخوف من الله فإن لم يؤثر في الحال أثر في المآل " انتهى من "إحياء علوم الدين" (2/ 237) و مازال للموضوع بقية |
|||
2020-08-10, 16:52 | رقم المشاركة : 21 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته - تدبر آيات العذاب والوعيد وما جاء في وصف النار وحال أهلها وما هم فيه من البؤس والشقاء والعذاب المقيم . - أن تعلم قدر نفسك وأنك ضعيف مهين ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه قال الغزالي رحمه الله : " الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ ، وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا ، وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ ؛ فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " . انتهى من "إحياء علوم الدين" (4/ 155) . - تدبر أحوال الظالمين والعاصين الذين أخذهم الله بذنوبهم ، إلام صاروا ؟ وما هو حالهم اليوم بعد أن باغتهم العذاب ؟ قال تعالى : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ) مريم/ 98 . - تدبر أحوال الناس يوم الفزع الأكبر وما هم فيه من الكرب العظيم قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ) الحج/ 1، 2 وقال عز وجل : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ ) هود/ 103 - سماع المواعظ المؤثرة والمحاضرات المرققة للقلب . عن العرباض بن سارية رضي الله عنه ـ وهو أحد البكّائين قال : ( وَعَظَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغةً ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب ) . رواه الترمذي (2676) ، وأبو داود (4607) وابن ماجه (42) وصححه الألباني. - كثرة ذكر الله : فكثرة الذكر تبعث على استحضار جلال الله وعظمته ومراقبته ومحبته والحياء منه وكل ذلك يبعث على خشيته والخوف منه ومن عذابه ومن حرمانه . - الخوف من مباغتة العقوبة وعدم الإمهال والتمكن من التوبة : قال ابن القيم رحمه الله : " ينشأ - يعني الخوف - من ثلاثة أُمور: أحدها: معرفته بالجناية وقبحها. والثاني: تصديق الوعيد ، وأن الله رتب على المعصية عقوبتها. والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب. فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف وبحسب قوتها وضعفها : تكون قوة الخوف وضعفه فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان فإذا علم قبح الذنب وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة بل يمنعها ويحال بينه وبينها : اشتد خوفه. هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله : كان خوفه أشد. وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها وذكر المعصية والتوعد عليها وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح : هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو " انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-17, 05:05 | رقم المشاركة : 22 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يجب على المسلم حفظ لسانه عما نُهيَ عنه ومن هذه المنهيَّات والتي تساهل بعض الناس في الوقوع فيها كثيراً الغيبة والبهتان والنميمة . الغِيبة : هي ذكر المسلم في غيبته ب ما فيه مما يكره نشره وذِكره والبهتان : ذِكر المسلم بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه والنميمة : هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما . والأدلة في تحريم هذه الأفعال كثيرة نكتفي بذكرِ شيءٍ يسير فقط لوضوح تحريمها : قال تعالى : وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ الحجرات / 12 . عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : ذِكرُك أخاك بما يكره قيل : أفرأيتَ إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتَّه . رواه مسلم ( 2589 ) عن ابن عباس قال : مرَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم على قبرين فقال : أما إنَّهما ليُعذَّبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله قال : فدعا بعسيبٍ رطْبٍ فشقه باثنين ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال لعله أن يخفف عنهما ما لم ييبسا . رواه البخاري ( 213 ) ومسلم ( 292 ) . فعلى كل من وقع منه الغيبة أو البهتان أو النميمة أن يتوب ويستغفر فيما بينه وبين الله فإن علِم أنه قد بلَغ الكلامُ للمُتكلَّم عليه فليذهب إليه وليتحلل منه فإن لم يعلم فلا يُبلغه بل يستغفر له ويدعو له ويثني عليه كما تكلم فيه في غيبته . وكذا لو علم أنه لو أخبره ستزيد العداوة فإنه يكتفي بالدعاء والثناء عليه والاستغفار له . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كانت له مظلمةٌ لأخيه من عرضه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه " . رواه البخاري ( 2317 ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ومَن ظلم إنساناً فقذفه أو اغتابه أو شتمه ثم تاب قبِل الله توبته لكن إن عرف المظلومُ مكَّنه من أخذ حقه وإن قذفه أو اغتابه ولم يبلغه ففيه قولان للعلماء هما روايتان عن أحمد : أصحهما أنه لا يعلمه أني اغتبتك وقد قيل : بل يحسن إليه في غيبته كما أساء إليه في غيبته كما قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته . " مجموع الفتاوى " ( 3 / 291 ) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-20, 04:02 | رقم المشاركة : 23 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته طول العمر للمؤمن الذي يعمل صالحاً خير له من الموت . قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس من طال عمره وحسن عمله ) رواه أحمد والترمذي (110) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . وقال صلى الله عليه وسلم : ( طوبى لمن طال عمره وحسن عمله ) رواه الطبراني وأبو نعيم وصححه الألباني في صحيح الجامع (3928) . وروى أحمد (8195) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كَانَ رَجُلَانِ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً . قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ، فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ فَأَصْبَحْتُ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ ! وَصَلَّى سِتَّةَ آلافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً ! صَلاةَ السَّنَةِ ) . صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2591) . وقال العجلوني في "كشف الخفاء" : إسناده حسن . وقال رجل : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ) قَالَ : فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ ؟ قَالَ : (مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ ) رواه أحمد والترمذي (2330) وصححه الألباني في صحيح الترمذي . قَالَ الطِّيبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ : " إِنَّ الأَوْقَاتِ وَالسَّاعَاتِ كَرَأْسِ الْمَالِ لِلتَّاجِرِ فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَّجِرَ فِيمَا يَرْبَحُ فِيهِ وَكُلَّمَا كَانَ رَأْسُ مَالِهِ كَثِيرًا كَانَ الرِّبْحُ أَكْثَرَ , فَمَنْ اِنْتَفَعَ مِنْ عُمُرِهِ بِأَنْ حَسُنَ عَمَلُهُ فَقَدْ فَازَ وَأَفْلَحَ , وَمَنْ أَضَاعَ رَأْسَ مَالِهِ لَمْ يَرْبَحْ وَخَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا " انتهى . وكان كثير من السلف يبكي عند موته أسفا على انقطاع أعماله الصالحة . ولأجل ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت لأنه يحرم المؤمن من خير الطاعة ولذة العبادة وفرصة التوبة واستدراك ما فات : فعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ , وَلا يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُ إِنَّهُ إِذَا مَاتَ أَحَدُكُمْ انْقَطَعَ عَمَلُهُ وَإِنَّهُ لا يَزِيدُ الْمُؤْمِنَ عُمْرُهُ إِلا خَيْرًا ) رواه مسلم (2682) . فجمع بين النهي عن تمني الموت والنهي عن الدعاء به على النفس . وعند البخاري (7235) بلفظ : ( لا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ ) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-22, 04:52 | رقم المشاركة : 24 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روى البخاري (48) عن ابن مسعود رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ ) . قال النووي رحمه الله : " مَعْنَى الْحَدِيث أنّ سَبّ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقّ حَرَامٌ بِإِجْمَاعِ الْأُمَّة وَفَاعِلُهُ فَاسِقٌ كَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى . ففي الحديث الزجر عن سب المسلم دون تفريق بين الحي والميت . ويتأكد النهي والزجر في حق الميت لأن حرمته باقية وقد تكون أشد ولأنه قد لا يجد من يحمي عرضه ويدافع عنه . وقد روى أبو داود (4899) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا مَاتَ صَاحِبُكُمْ فَدَعُوهُ وَلَا تَقَعُوا فِيهِ ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " . قال في عون المعبود : " ( فَدَعُوهُ ) : أَيْ اُتْرُكُوهُ مِنْ الْكَلَام فِيهِ بِمَا يُؤْذِيه لَوْ كَانَ حَيًّا ( وَلَا تَقَعُوا فِيهِ ) : أَيْ لَا تَتَكَلَّمُوا فِي عِرْضه بِسُوءٍ فَإِنَّهُ قَدْ أَفْضَى إِلَى مَا قَدَّمَ وَغِيبَة الْمَيِّت أَفْحَش مِنْ غِيبَة الْحَيّ وَأَشَدُّ لِأَنَّ عَفْو الْحَيّ وَاسْتِحْلَاله مُمْكِن بِخِلَافِ الْمَيِّت " انتهى وروى البخاري (5067) ومسلم (1465) عن عَطَاء قَالَ حَضَرْنَا مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ جِنَازَةَ مَيْمُونَةَ بِسَرِفَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : " هَذِهِ زَوْجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَفَعْتُمْ نَعْشَهَا فَلَا تُزَعْزِعُوهَا وَلَا تُزَلْزِلُوهَا وَارْفُقُوا فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِسْعٌ كَانَ يَقْسِمُ لِثَمَانٍ وَلَا يَقْسِمُ لِوَاحِدَةٍ " . قال الحافظ رحمه الله : " يُسْتَفَاد مِنْهُ أَنَّ حُرْمَة الْمُؤْمِن بَعْد مَوْته بَاقِيَة كَمَا كَانَتْ فِي حَيَاته " انتهى . وقال البخاري رحمه الله في صحيحه : " بَاب مَا يُنْهَى مِنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ " ثم روى (1393) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَسُبُّوا الْأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ) . و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-08-23, 05:45 | رقم المشاركة : 25 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته بالنسبة لسبّ وغيبة المسلم الفاسق فالأصل في المسلم أنه يحرم الاعتداء على عرضه . عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ ، وَلَا يَخْذُلُهُ ، وَلَا يَحْقِرُهُ . .. بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ رواه مسلم (2564). والمسلم الذي يقع في المعاصي غير المكفرة لا تسقط أخوته الإيمانية. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " ومن أصول أهل السنة: ... لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه وتعالى في آية القصاص: ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ ) وقال: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ) " انتهى من "مجموع الفتاوى" (3 / 151). لكن إن كانت هناك مصلحة شرعية راجحة جاز في هذه الحال غيبته وذكره بما فيه – فقط - من السوء؛ لأجل المصلحة الشرعية المعتبرة. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : " قال العلماء: تباح الغيبة في كل غرض صحيح شرعا حيث تتعين طريقا إلى الوصول إليه " انتهى من " فتح الباري " (10 / 472). ومن ذلك: أن يكون الميت ممن كان يجاهر بالمعاصي وبقي أثره بعد موته فيذكر بالسوء حتى لا يُقتدى به في فجوره وعصيانه ومما يشير إلى ذلك حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: " مَرُّوا بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ " رواه البخاري (1367) ، ومسلم (949). وأمّا حديث النهي عن سبّ الأموات عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لاَ تَسُبُّوا الأَمْوَاتَ فَإِنَّهُمْ قَدْ أَفْضَوْا إِلَى مَا قَدَّمُوا ) رواه البخاري (1393). فإنه يستثنى منه ما سبق مما فيه مصلحة راجحة جمعا بين النصوص. قال النووي رحمه الله تعالى: " فإن قيل: كيف مكنوا بالثناء بالشر مع الحديث الصحيح في البخاري وغيره في النهي عن سب الأموات؟ فالجواب: أن النهي عن سب الأموات: هو في غير المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهر بفسق أو بدعة . فأما هؤلاء: فلا يحرم ذكرهم بشر للتحذير من طريقتهم ومن الاقتداء بآثارهم والتخلق بأخلاقهم. وهذا الحديث محمول على أن الذي أثنوا عليه شرا كان مشهورا بنفاق، أو نحوه مما ذكرنا. هذا هو الصواب في الجواب عنه وفي الجمع بينه وبين النهي عن السب " انتهى من "شرح صحيح مسلم" (7 / 20). وتقيّد هذه الغيبة والسبّ؛ بأمور: الأمر الأول: أن تكون بما يجوز شرعا فلا يجوز الفحش أو الانتقاص من صورته أو تقبيح وجهه، والسخرية منه ونحو هذا. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَّانِ وَلَا الفَاحِشِ وَلَا البَذِيءِ رواه الترمذي (1977) وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ وصححه الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (1 / 634). الأمر الثاني: أن لا يخرج الكلام عنه عن حد الحاجة إلى حدّ الثرثرة وتضييع الأوقات بمثل هذا الكلام. عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ : عُقُوقَ الأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ البَنَاتِ ، وَمَنَعَ وَهَاتِ وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ المَالِ رواه البخاري (2408) ، ومسلم (593) . الأمر الثالث: أن لا يكون بالكذب والمبالغة وأن يحمل عليه ما ليس فيه لما هو معلوم من حرمة ذلك. الأمر الرابع: وأن يكون ذلك بنية مشروعة وليس بنية التشفي أو الفكاهة ونحو هذا. سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " هل يجوزُ غيبةُ تاركِ الصلاةِ أم لا؟ الجواب: الحمد لله، إذا قيل عنه إنه تاركُ الصلاة وكان تاركَها: فهذا جائز. ويَنبغي أن يُشاعَ ذلك عنه ويُهْجَر حتى يُصلي..." انتهى من "جامع المسائل" (1/122). وقال الصنعاني رحمه الله تعالى: " والأكثر يقولون بأنه يجوز أن يقال للفاسق: يا فاسق، ويا مفسد، وكذا في غيبته بشرط قصد النصيحة له أو لغيره ببيان حاله أو للزجر عن صنيعه لا لقصد الوقيعة فيه فلا بد من قصد صحيح " انتهى من "سبل السلام" (8 / 294). و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-25, 05:01 | رقم المشاركة : 26 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته خلق المصائب والآلام فيه من الحكم ما لا يحيط بعلمه إلا الله ومما أطلعنا الله عليه مما هو دال على ذلك : أن في الآلام والمصائب امتحاناً لصبر المؤمن قال تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ) البقرة / 214 . ثم إن عِظَم الجزاء والثواب مع عِظَم البلاء , ولو يعلم الإنسان ما له من ثواب وجزاء في حال صبره على البلاء : لم يجزع . عن جابر رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ) رواه الترمذي (2402) وحسَّنه الألباني في"صحيح الترمذي" . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ : (إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ) رواه الترمذي (2396) ، وابن ماجه (4031) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي" . وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ وَالْمُؤْمِنَةِ فِي نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الترمذي (2399) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" . والمسلم جنته في صدره ، بإيمانه وتقواه ويقينه بالله ويستطيع الإنسان أن يجد السعادة ولو كان مكبَّلاً بأمراض الدنيا كلها فلا نعيم يعدل نعيم الإيمان بالله والرضا بقضائه . قال ابن القيم رحمه الله : سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : "إنَّ في الدنيا جنَّة مَن لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة " وقال لي مرة : " ما يصنع أعدائي بي ؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري إن رحتُ فهي معي لا تفارقني إنَّ حبْسي خلوة ، وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة" . ويَقصد رحمه الله بجنة الدنيا : حلاوة الإيمان ، والتقوى ولذة الأعمال الصالحة "الوابل الصيِّب" (ص 67) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-27, 05:03 | رقم المشاركة : 27 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته موضوع اليوم له هدفين .. الهدف الاول نحتاج نحن المسلمين للثبات على الطاعة وتثبيت القلب وليس لنا إلا الله تدعوه ليثبت قلوبنا على دينه ويصرفها لطاعته . عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ : ( يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ ) . رواه الترمذي ( 2140 ) وابن ماجه ( 3834 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " . فهذا خير خلق الله يسأل الله الثبات فنحن أولى بهذا الدعاء . عَنْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ) . رواه مسلم ( 2654 ) . واعلموا أخوة الاسلام أن النفس إن لم نملأها بالحق : مُلئت بالباطل وإن لم نشغلها بحب الله وحب رسوله : شغلتنا بحب الشهوات والملذات المحرمة وإن لم نعوِّدها على الطاعة : عوَّدتنا على المعصية . ومن عرف من نفسه قصوراً فقد سار في سبيل تربية النفس وهذه المعرفة مما يدعونا إلى تربية أنفسنا وإلى السير في تلكم السبيل سيراًً حثيثاً فليست هذه المعرفة صارفة عن تربية المرء لنفسه وإن من توفيق الله للعبد سعيَه للتغير والتطوير كما قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فمن غيّر لله غيّر الله له . والإنسان مسؤول عن نفسه مسوؤلية فردية ذاتية وسيحاسب ويُسأل فرداً كما قال تعالى ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَانِ عَبْدًا(93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا(94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا(95) سورة مريم و لنا عودة من اجل استكمال الموضوع |
|||
2020-08-28, 05:54 | رقم المشاركة : 28 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته روى مسلم (2788) عن عبيد بن مقسم أنه نظر إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كيف يحكي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يَأْخُذُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ سَمَاوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ بِيَدَيْهِ فَيَقُولُ : أَنَا اللهُ - وَيَقْبِضُ أَصَابِعَهُ وَيَبْسُطُهَا - أَنَا الْمَلِكُ ) حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى الْمِنْبَرِ يَتَحَرَّكُ مِنْ أَسْفَلِ شَيْءٍ مِنْهُ حَتَّى إِنِّي لَأَقُولُ : أَسَاقِطٌ هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ . وروى الإمام أحمد (5414) عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ : ( وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَكَذَا بِيَدِهِ وَيُحَرِّكُهَا، يُقْبِلُ بِهَا وَيُدْبِرُ ( يُمَجِّدُ الرَّبُّ نَفْسَهُ : أَنَا الْجَبَّارُ أَنَا الْمُتَكَبِّرُ ، أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الْعَزِيزُ أَنَا الْكَرِيمُ ) فَرَجَفَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرُ حَتَّى قُلْنَا : لَيَخِرَّنَّ بِهِ . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " السلسلة الصحيحة " (7/596) . فمثل هذه الأحاديث التي فيها تحريك اليد عند ذكر صفة الرب تعالى ليست للتمثيل والتشبيه وكيف يُظن ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولكن مثل هذه الإشارات إنما هي لتحقيق الصفة وإثباتها على الحقيقة ونفي إرادة المجاز عنها فعند تلك الإشارة مع استحضار قوله تعالى : ( ليس كمثله شيء ) يفهم السامع أن المراد الصفة الحقيقية لا المجازية ولا يفهم أن المقصود من ذلك التشبيه والتمثيل لأنه يعلم أن الله ليس كمثله شيء . روى أبو داود (4728) : عن أبي هريرة رضي الله عنه قرأ هَذِهِ الْآيَةَ : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء/58 . قَالَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ إِبْهَامَهُ عَلَى أُذُنِهِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى عَيْنِهِ ) قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : ( رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَؤُهَا وَيَضَعُ إِصْبَعَيْهِ) قَالَ الْمُقْرِئُ [ أحد رواة الحديث ] : يَعْنِي : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ يَعْنِي أَنَّ لِلَّهِ سَمْعًا وَبَصَرًا قَالَ أَبُو دَاوُدَ : وَهَذَا رَدٌّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ . وحديث صحيح ، صححه الألباني وغيره . ورواه البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/ 462) من طريق أبي داود ، ثم قال : " وَالْمُرَادُ بِالْإِشَارَةِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْخَبَرِ تَحْقِيقُ الْوَصْفِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ , فَأَشَارَ إِلَى مَحَلَّيِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ مِنَّا لِإِثْبَاتِ صِفَةِ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ لِلَّهِ تَعَالَى , كَمَا يُقَالُ : قَبَضَ فُلَانٌ عَلَى مَالِ فُلَانٍ , وَيُشَارُ بِالْيَدِ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ حَازَ مَالَهَ وَأَفَادَ هَذَا الْخَبَرُ أَنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، لَهُ سَمْعٌ وَبَصَرٌ لَا عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ عَلِيمٌ إِذْ لَوْ كَانَ بِمَعْنَى الْعِلْمَ لَأَشَارَ فِي تَحْقِيقِهِ إِلَى الْقَلْبِ لِأَنَّهُ مَحَلُّ الْعُلُومِ مِنَّا , وَلَيْسَ فِي الْخَبَرِ إِثْبَاتُ الْجَارِحَةِ تَعَالَى اللَّهُ عَنْ شَبَهِ الْمَخْلُوقِينَ عُلُوًا كَبِيرًا " انتهى . وقال ابن القيم رحمه الله : " وقوله : ( يقبض الله سماواته بيده والأرض باليد الأخرى ثم يهزهن ثم يقول : أنا الملك ) فهنا هز وقبض وذكر يدين ولما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يقبض يديه ويبسطها تحقيقا للصفة لا تشبيها لها كما قرأ : ( وكان الله سميعا بصيرا ) ووضع يديه على عينيه وأذنيه تحقيقا لصفة السمع والبصر وأنهما حقيقة لا مجازا " انتهى من " مختصر الصواعق المرسلة " (ص 391) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-30, 04:45 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الحديث مروي بألفاظ منها : ما رواه البخاري (5776) ومسلم (2224) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال : "َ لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ قَالُوا وَمَا الْفَأْلُ قَالَ كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ". ورواه البخاري (5316) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ ". قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ) لا نافية للجنس ونفي الجنس أعم من نفي الواحد والاثنين والثلاثة لأنه نفي للجنس كله فنفي الرسول صلى الله عليه وسلم العدوى كلها . والعدوى : انتقال المرض من المريض إلى الصحيح وكما يكون في الأمراض الحسية يكون أيضا في الأمراض المعنوية الخلقية ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن جليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه رائحة كريهة. فقوله : ( لا عدوى ) يشمل الحسية والمعنوية وإن كانت في الحسية أظهر . قوله : ( ولا طيرة ) الطيرة هي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو معلوم . قوله : ( ولا هامة ) . الهامة بتخفيف الميم فسرت بتفسيرين : الأول : أنها طير معروف يشبه البومة أو هي البومة ، تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل صارت عظامُةُ هامة تطير وتصرخ حتى يؤخذ بثأره وربما اعتقد بعضهم أنها روحه . التفسير الثاني : أن بعض العرب يقولون : الهامة هي الطير المعروف لكنهم يتشاءمون بها فإذا وقعت على بيت أحدهم ونعقت قالوا : إنها تنعق به ليموت ويعتقدون أن هذا دليل قرب أجله وهذا كله بلا شك عقيدة باطلة . قوله : ( ولا صفر ) . قيل : إنه شهر صفر كانت العرب يتشاءمون به ولاسيما في النكاح . فعلى الإنسان أن يعتمد على الله ، ويتوكل عليه وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل مجذوم ، فأخذ بيده وقال له : " كل " يعني من الطعام الذي كان يأكل منه الرسول صلى الله عليه وسلم لقوة توكله صلى الله عليه وسلم فهذا التوكل مقاوم لهذا السبب المعدي . انتهى من شرح كتاب التوحيد 2/80 و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
2020-08-31, 05:30 | رقم المشاركة : 30 | |||
|
اخوة الاسلام
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته أن المسلم مأمور بدوام خشية الله والخوف من عذابه إلا أنه مأمور أيضا أن يبقي في قلبه فسحة كبيرة من الأمل بالله ورجاء عفوه وإحسانه رجاء يدفع إلى الطمع برحمة الله ولا يدفع إلى الكسل عن العمل الصالح أو الوقوع في المحرمات وهذه أحوال دقيقة يجب على كل مسلم أن يتعلمها ويعامل الله بها . عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ يَقُولُ ( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم (2877) . والله تعالى وسعت رحمته كل شيء وهو أرحم بنا من أمهاتنا وأبائنا ولهذا قال الإمام سفيان الثوري رحمه الله : " ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي فربي خير لي من والدي " انتهى . وقال النووي رحمه الله : " قال العلماء : معنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه قالوا : وفى حالة الصحة يكون خائفاً راجياً ويكونان سواء وقيل : يكون الخوف أرجح فإذا دنت أمارات الموت غلَّب الرجاء أو محَّضه لأن مقصود الخوف الانكفاف عن المعاصي والقبائح والحرص على الإكثار من الطاعات والأعمال وقد تعذر ذلك أو معظمه في هذا الحال فاستحب إحسان الظن المتضمن للافتقار إلى الله تعالى والإذعان له ويؤيده الحديث المذكور بعده : ( يبعث كل عبد على ما مات عليه ) ولهذا عقبه مسلم للحديث الأول قال العلماء معناه : يبعث على الحالة التي مات عليها ومثله الحديث الآخر بعده : ( ثم بعثوا على نياتهم ) " انتهى . "شرح مسلم" (17/210) . ويقول ابن القيم رحمه الله : " وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور وأن حسن الظن إن حمل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور وحسن الظن هو الرجاء فمن كان رجاؤه جاذبا له على الطاعة زاجرا له عن المعصية فهو رجاء صحيح ومن كانت بطالته رجاء ورجاؤه بطالة وتفريطا فهو المغرور " انتهى "الجواب الكافي" (ص/24) . و لنا عودة للاستفادة من موضوع اخر |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc