|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
اهم المقالات الفلسفية لا تفوتوها
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2014-04-12, 13:08 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي
|
||||
2014-04-12, 13:08 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
الموضوع: تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 13:09 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
مقالة جدلية حول الاحساس والادراك الإحساس والإدراك الأسئلة: - هل الإحساس الخالص وجود؟ - هل يمكن الفصل بين الإحساس والإدراك؟ - هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أمارتباط بالتجربة الحسية ؟ مقدمة: يعيش الإنسان في بيئة مادية واجتماعية تحيطبها آثارها من كل جانب وفي كل الحالات هو مطالب بالتكيف معها ومن الناحية العلميةوالفلسفية تتألف الذات الإنسانية من بعدين أساسيين, أحدهما يتعلق بالجانب الاجتماعيوالآخر ذاتي يتعلق بطبيعة ونوعية الاستجابة, هذه الأخيرة منها ما هو إحساس ومنها ماهو تأويل وإدراك, فإذا علمنا أن الإنسان يعيش في بيئة حسية وأن الأشياء تظهر منظمةفي الواقع فالمشكلة المطروحة: - هل الإدراك إدراك لنظام الأشياء أم ارتباطبالتجربة النفسية ؟ الرأي الأول(الأطروحة): انطلق أنصار هذه الأطروحة من فكرةعامة أن الإدراك يرتبط بسلامة الأعضاء لأنه من طبيعة حسية ومعنى ذلك أنه إذا لميوجد عضو لما وجد أصلا إدراك, ويتحدثون عن العوامل الموضوعية المتمثلة في الشيءالمدرك {إن الإنسان لا يدرك بعض الأصوات إذا زادت عن حدّها أو ضعفت}, تعود هذهالنظرية إلى "أرسطو" الذي قال {من فقد حاسة فقد معرفة} ومن حججهم الحجة التمثيليةإن التمثال بمقدار زيادة الحواس تزداد معارفه مثله مثل الإنسان, حتى قيل في الفلسفةالإنجليزية{العقل صفحة بيضاء والتجربة تخطّ عليها ما تشاء}وشعارهم {لا يوجد شيء فيالأذهان ما لم يكن موجودا في الأعيان}, غير أن هذه النظرية لم تتضح معالمها إلا علىيد "ريبو"الذي لاحظ أن النشاط العضلي يصحب دائما بإدراك, وان الإنسان يتعلم خصائصالمكان(الطول, العرض, العمق) من التجربة الحسية, قال في كتابه [السيكولوجياالألمانية]{إن حالة الشعور التي ترافق بعض أنواع الحركات العضلية هي الأصل فيإدراكنا للطول والعمق والعرض} والحقيقة أن هذه النظرية هاجمت التيار العقلي بلوأثبتت عجزه كما أكدت على دور وأهمية التجربة الحسية, قال "مولينو" {إذا علَّمناالأكمة قليلا من الهندسة حتى صار يفرق بين الكرة والمكعب ثم عالجناه فسقي ثم وضعناأمامه كرة ومكعب فهل يستطيع قبل التجربة الحسية أن يدررك كلا منهما على حدى وأنيفصله على الآخر}, ويرى "سبنسر" أن البصر هو أهم حاسة في إدراك موقع الأشياء وإذاافترضنا وجود سلسلة من الحروف (أ, ب,ج, د) فإن انتقال البصر من (أ)إلى(ب) ثم(ج ود) بسرعة بعد إحساس بالجملة كاملة لأن الأثر لا يزول إلا بعد مرور 1\5 من الثانية, وأكد على نفس الفكرة "باركلي" الذي تحدث عن الإحساس اللمسي البصري. نقد: مايعاب على هذه النظرية هو المبالغة في التأكيد على دور الحواس وإهمال العقل ثم أنالحيوان يمتلك الحواس ومع ذلك لا يدرك. الرأي الثاني(نقيض الأطروحة): أسسأنصار هذه الأطروحة موقفهم من مشكلة الإدراك بقولهم أن نظام الأشياء هو العاملالأساسي, أي كلما كانت الأشياء منظمة يسهل إدراكها, ولهذا حاربت هذه النظريةالاعتماد على فكرة الجزء (التجزئة) ودافعت عن فكرة الكل, وتعود هذه النظرية إلى "وايتمر"و"كوفكا"و"كوملو" هؤلاء العلماء اعتمدوا على طريقة مخبرية من خلال إجراءالتجارب, وكانت أكثر تجاربهم أهمية تلك التي قام بها "وايتمر" حول الرؤية الحركيةوكل ذلك تم في جامعة فرانكفورت عام 1942, هذه النظرية جاءت ضد العضوية التي اعتمدتعلى منهجية التحليل والتفكيك فكانت تقسم الموضوع إلى إحساساته البسيطة, ومثال ذلكالغضب أو الفرح فيدرسون وضعية العينين والشفتين والجبين, ثم بعد ذلك يؤلفون هذهالإحساسات البسيطة ويقدمون تفسيرا لتلك الظاهرة بينما "الجشتالت" يرون أن الغضب لايوجد في العينين أو الشفتين بل في الوجه ككل والفكرة التي نأخذها عن الإنسان أفضلوأوضح عندما نركز في كامل الوجه بدلا لتركيز على الأشياء مفككة, وهكذا رفض "الجشتالت" التمييز بيم الإحساس والإدراك وعندهم لا وجود لإحساس خالص كما دافعوا عنالعوامل الموضوعية المتمثلة في الشيء المدرك ولم يهتموا بالعوامل الذاتية, ووقفتهذه النظرية التجريبية أننا {نرى القلم في الماء منكسرا رغم أنه في الحقيقة ليسكذلك} وحصروا مراحل الإدراك في ثلاثة مراحل [إدراك جمالي] يتم دفعة واحدة ثم [الإدراك التحليلي] الذي يعقبه [الإدراك التركيبي التفصيلي], وقالوا أن هناك خصائصومميزات أطلقوا عليها اسم عوامل الإدراك وذكروا منها (عامل التشابه) أي {كلماتماثلت وتشابهت سهل إدراكها} و(عامل الصورة أو الخلفية) وكذلك عامل التقارب وملخصالأطروحة أن الصورة أو الشكل الذي تظهر به الأشياء هو العامل الأساسي فيإدراكنا. نقد: إن التركيز على الصورة والشكل هو اهتمام بالعوامل الموضوعيةوإهمال للعوامل الذاتية ثم أننا نجد نفس الأشياء ولكن الأشخاص يختلفون في حقيقةإدراكنا. التركيب: إن الموقف التجريبي لا يحل مشكلة الإدراك لأن التركيز علىالحواس هو تركيز على جزء من الشخصية, والحديث عن الصورة أو الشكل كما فعل "الجشتالت" هو إهمال لدور العقل وهذا ما أكدت عليه النظرية الظواهرية التي وقفتموقفا وسطا جمعت فيه بين الحواس والعقل والشعور أي ربط الإدراك بكامل الشخصية, قال "مارلوبنتي" {العالم ليس هو ما أفكر فيه وإنما الذي أحياه}, والحقيقة أن الإدراكليس و مجرد فهم المعنى جافة وآلية بل هو الوصول إلى عمق المعنى, ولا يكون ذلك إلابالشعور, ومثال ذبك عند الظواهرية أن الفرق بين العجلة الخشبية الفارغة والعجلةالتي تحمل ثقلا هو فرق في الشعور أي أننا نختلف في إدراكنا للشيء الواحد اختلافالشعور والشخصية ككل. الخاتمة: ومن كل ما سبق نستنتج: الإدراك لا يرتبطبالعوامل الذاتية المتمثلة في الحواس ولا العوامل الموضوعية المتمثلة الصورة أوالشكل بل يرتبط بالشخصية ككل.(الحواس والعقل والشعور). |
|||
2014-04-12, 13:46 | رقم المشاركة : 19 | |||
|
nnn je pense pas yhotona 3la lidrak hada l3am psk that chhal mn khatra |
|||
2014-04-12, 15:51 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
السؤال : أثبت الأطروحة القائلة : " إن اللاشعور حقيقة علمية " |
|||
2014-04-12, 15:52 | رقم المشاركة : 21 | |||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 15:52 | رقم المشاركة : 22 | |||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 15:53 | رقم المشاركة : 23 | |||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 15:54 | رقم المشاركة : 24 | |||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 15:55 | رقم المشاركة : 25 | |||
|
الموضوع : تحليل مقال فلسفي |
|||
2014-04-12, 15:55 | رقم المشاركة : 26 | |||
|
مقالة حول الشعور( جدلية) : |
|||
2014-04-12, 15:57 | رقم المشاركة : 27 | |||
|
مقالة فلسفية:هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق ردهإلى اللاشعور؟ هل كل ما نفهمه من السلوك الشعوري يمكن أن نفهمه عن طريق ردهإلى اللاشعور؟ ♣إذا سلمنا بان الإنسان يعيش حياة نفسية شعورية فان ه>االتسليم يدفعنا إلى التقرير بان جميع تصرفات الإنسان واعية ولكن ما هو ملاحظ عندالإنسان العادي انه يسلك سلوكات في بعض الأحيان ويجهل أسبابها إذا ما لفتنا انتباههإليها ، فهل يعني هذا أن الإنسان العادي لا يعيش حياة شعورية فقط أو بالأحرى هليمكن أن تفسير دائما سلوكات الإنسان بأنها سلوكات شعورية ؟ او هل يعي دائما أسبابسلوكه؟ ☻إن هذه التسؤولات المطروحة على تمثل في الفلسفة مواقف متعارضةومتعاندة بين الفلاسفة والعلماء فمنهم من رد جميع تصرفات الإنسان إلى الحياةالنفسية الشعورلية فقط وبالتالي فلا وجود إلى حياة لاشعورية ومنهم من رد سلوكالإنسان إلى الحياة النفسية أللشعورية ولكل هؤلاء حججهم وبراهنهم ☻ق1 انالموقف الذي يرد جميع التصرفات الإنسان إلى الحياة النفسية الشعورية فقط الاتجاهالكلاسيكي في عصر النهضة الأوربية الذي راس الفيلسوف ديكارت حيث يرى بان ما هو عقليهو بالأساس شعوري ورفض قبول إمكانية وجود عمليات عقلية غير مشعور بها أي لاواعيةعلى اعتبار ان " مادمت كلمة عقلي تعني حين تعريفها شعوري فليس يمكن ان يكون شيءعقلي ولاشعور لنا به" وهذا الراي الاخير اخذ به كل من هوسرل وجان بول سارتر ومما هومعلوم ان الكوجيطو الديكارتي القائل انا افكر اذن انا موجود فان اساس بنائه قائماعلى اثبات الوجود الانساني انطلاقا من مبدا التفكير وماهيته وممارسته الشك الذييحصبل في مجال الوعي او الشعور الانساني وما فعله هوسرل " مؤسس المنهجالفينومنولوجي" في علم النفس هو مجرد تجاوز نطاق الضعف في الكوجيتو الديكارتي عنطريق الربط بين الشعور وموضوع الشعور حيث لايمكن تصور الشعور بدون موضوع ينصب عليهيقول هوسرل: " في كتابه تاملات ديكارتية " " كل شعور هو شعور بموضوع ما او شيء منالاشياء بحيث لايبقلى هناك فاصل بين الدذات والموضوع " وعلى هذا الاساس كان الشعورعند الفلاسفة الكلاسيكين بكل خبراته كالتذكر والتخيل والانتباه والادراك مجالاللتفكيلر او بؤرة له والتعقل بمختلف وظائفه العقلية كالتصور والقياس والاستنباطوالتجريد والتعميم والاستقراء ... فالتفكير عندهم ما نشعر ونعيه من عمليات عقليةوإذا اعتبر ديكارت ان اساس الوجود قائم على الشعور وبنسينا يعتبر قبل ديكارت اناساس اثبات خلود النفس هو شعور وان الانسان كما يقول " اذ تجرد عن تفكيره في كل شيءمن المحسوسات والنعقولات حتى عند شعوره ببدنه فلا يمكن ان يتجرد عن تفكيره فانهموجود وانه يستطيع أن يفكر" فان الشعور يعتبر اساس التفسير وتحديد الحقائق داخليةكانت او خارجية فبالشعور نحكم على هذه الشخصية او تلك وباشعور نتمكن من تحديدالعالم الخارجي نظرا لما يتضمن من عمليات عقليةمتعددة ومتكاملة وتداعيما لهذاالموقف اما ادراك المرء لذاته لايكون ادراكا غير مباشر وانما ادراك مباشرنة فلا احدمن الناس يتعرف على ذاته بواسطة الغير او بواسطة الناس او بواسطة وسيلة من الوسائلوانما يدرك تخيله واحاسيسه وذكرياته بنفسه فلاوجود للحياة النفسية الا الحياةالشعورية لان وجوده قائم عليه ☻نقد : اذا سلمنا بماذهب اليه الاتجاهالكلاسيكي في اثبات الحياة الشعورية ورد جميع سلوكات الانسان وفهمها ، فكيف نفسرمصدر بعض السلوكات التي تصدر عن النسان ولايعي اسبابها كالهفوات التي يقع فيهاالانسشان كاخطاء القلم وزلات اللسان وحالة الهذيان ☻ق2 ان الموقف الذي يردعلى فهم السلوك الى اللاشعور يمثله العالم سيغموند فرويد وحقيقة هذا الموقف ممثلافي تاكيدهç ان كل سلوك وكل فعل يمكن ارجاه الى الشعور الى فهمه كما انه ليس كل شيءفي الانسان قابل الى ان يصبح شعور ا شعوريا مدركا لان الكثير من تجارب الانسانوخبراته وذكرايته وا فكاره هي بالاساس لاشعوريةوبناء على ذلك فان اللاشعور يفترضكمشروع كل المشروعية كما يقول فرويد ومن الأدلة التى برهن بها على اثبات الشعور الىالحياة النفسية ورد السلوك اليه مثل النسيان والهفوات... التي تتجلى في سلوكلالنسان كواقع سيكولوجية غير متمتعة بشهادة الشعور وليست معروفة الاسباب وهذا مايؤديالى التسليم والاعتراف ماع فرويد بان هناك حياة لاشعورية وان اللشعور ليس تعبيرمجازي لاوجود له واقعيا بل ان مفهوم اللاشعور يعبر عن واع سيكولوجي حقيقي تدل عليهعمليات الكبت المسبب للمريض كما اثبته فريد عند الناس المرضى ومن ثمة رفض فريد موقفاللاسفة الذي ينكر امكانية وجود حياة نفسية لاشعورية لانهم لايفرقون ما بين ماهوشعوري وما هو نفسي وانهم لايستطيعون ان يعقلوا ان هناك ثمة شيء نفسي ولاشعور في انواحد وذهب فرويد الى ابعدمن ذلك قصد اثبات اللاشعور ومفعوله على السلوك حيث يرى انحياتنا النفسية هي اساسها لاشعوري بمعنى انتهى الى اعتبار ان كل شيء هو في المقامالاول لاشعوري " وعلى اساس هذا القول بفرضية اللاشعور اقان فرويد التحديد النفسيكاسلبوب في العلاج النفسي او فهم تفسير السلوك بصفة عامة وجعله فيها يعد كنظريةمتكملة في تفسير الحياة النفسية للانسان وكل نشاطته وابداعته المختلفة .♣نقد ان فرضية اللاشعور عند فريد فرضية قابلة للنقض على اساس اللاشعور عند فرويداكتشفه عند الناس المرضى وافترضه كمشروع لا يزال بعد غير قابل للتحقق فلسي بالضرورةاذا كانت عند الالانسان ارعاض عصبية ليس لها يبررها من الناحية العضوية، نبرها منالناحية النفسية بالضرورة ، كذلك ان لايمكن ارجاع جميع النشاطات الى الحياةاللاشعورية لان الجزء الكبير من الحياة النفسية يعيه النسان وهو الشعور. ونتيجة لكلماسبق يمكننا القول الحياة النفسية عند الانسان شعورية ولا شعورية واذا ما لايمكنفهمه من السلوك الشعوري يمكن فهمه باللاشعور. |
|||
2014-04-12, 15:58 | رقم المشاركة : 28 | |||
|
الإشكالية الأولى : إدراك العالم الخارجي المشكلة الثالثة : الشعور واللاشعور مقدمة : طرح المشكلة إذا كنا نحكم على الإنسان بأنه الكائن الحي الوحيد القادر على التحكم في سلوكاته وتوجيهها بشكل حر ومسؤول، فإن ذلك يعود مبدئيا إلى أنه كائن واع لذاته الباطنية من جهة، ولما يحيط بها في العالم الخارجي من جهة أخرى، فلولا الوعي ( الشعور ) لما كان حرا ولا مسؤولا ، بل ولا منتجا لأفكار ولا مبدعا لثقافة وحضارة. لكن هل هذا يعني أن الشعور مصباح يضيء كل جوانب الحياة النفسية ؟ ألا يوجد فينا مجال مظلم لا تتسرب إليه أضواء هذا المصباح ؟ ـ الشعور كإحاطة بالحياة النفسية ومعرفتها: 1 ـ مفهوم الشعور :هو مجموع العمليات العقلية أو الحالات النفسية التي يعيها الفرد ويستطيع استرجاعها في لحظة ما. الشعور عند علماء النفس هو : (( إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله إدراكا مباشرا وهو أساس لكل معرفة )) فالشعور إذن : (( هو معرفة النفس لأحوالها وأفعالها مباشرة )). 2 ـ مميزات المعرفة الشعورية : أ ـ المعرفة الشعورية أولية: لأنها معرفة مباشرة تمارسها الذات بذاتها، بلا وسائط ، لهذا قال لالاند: (( إن الشعور معطى أولي غير متميز، ومادة لكل حياة نفسية )). ب ـ المعرفة الشعورية ذاتية: فهي ملك خاص، وعالم مستقل مليء بالعواطف والأحلام والرغبات والأفكار والذكريات، ولكن كلها في أعماق الذات وخفاياها النفسية، ولا يمكن لأحد الاطلاع عليها أو كشفها، فهي من خصوصية (( الأنا )) وحده في الإخبار عنها. ج ـ المعرفة الشعورية لها هوية : فالمعرفة الشعورية بكل أحوالها وأفعالها، وتعدد مجالات الحياة النفسية وتنوعها إلا أنها متضامنة وأجزاؤها متكاملة في كل، له هوية هو الأنا الشخصي، بمعنى أن المعرفة الشعورية تقوم على إرجاع كثرة الأحوال النفسية وفعاليتها إلى وحدة النفس المدركة (( فالشعور إذن وحدة في كثرة )). د ـ المعرفة الشعورية لها اتصال: فالحياة الشعورية مضمون متكامل، يعبر عن ديمومة متداخلة الفترات بين الأحوال الشعورية الحاضرة والأحوال السابقة ، ولعل هذا ما أشار إليه ابن سينا حينما اعتبر أن الإنسان السوي إذا تأمل نفسه يشعر أن ما تضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي، وسيظل يشعر بها طيلة حياته أي (( أن الشعور تغير في اتصال )). ويمكن إجمال القول : (( أن الشعور وحدة في كثرة، وتغير في اتصال )).مل أمل أ أمل أمل 3 ـ مراتب الشعور: إذا كانت المعرفة الشعورية بهذه المميزات، هل معنى هذا أن الموضوعات الشعورية متساوية أمام الشعور، أم أن الشعور بها مراتب ودرجات؟ أ ـ الشعور العفوي : وهو الشعور الذي تعيشه الحياة النفسية بشكل تلقائي طبيعي بعيدا عن القصد والتوجيه الإرادي، فهو نشاط شعوري بسيط، يسجل الواقع كما هو ، غني وزاخر بالموضوعات والحالات الانفعالية، أو العقلية أو الفاعلة، يسيره في الغالب قانون التداعي الحر. ب ـ الشعور الإرادي ( التأملي ) : وهو شعور قصدي تعايشه الذات المدركة بنوع من اليقظة والتركيز والانتباه، بحيث تعي أحوالها وما يجري في نفسها ومجموع التغيرات التي تطرأ عليها، وقدرتها على تحليل موضوع معرفتها، وأن تنقله إلى الغير، ومثال ذلك ما يفعله الأستاذ مع مشكلة معينة وتفكيك أجزائها، أو تحليل عنصر منها ، هذا يقتضي القصد، والانتباه والتركيز على موضوع المشكلة. ج ـ الشعور الهامشي : وهي موضوعات أو حالات شعورية، قريبة من الشعور الإرادي، لكنها خافتة وغير واضحة، نظرا لاهتمامنا بموضوعات أخرى أهم منها ( التأملية )، فالتلميذ الذي يركز انتباهه ووعيه مع أستاذه للتعامل مع مشكلة الدرس يشعر في نفس الوقت بما يحيط بم من وسائل وأدوات وأشخاص وفضاء خارجي، لكنه شعور غير واضح وهامشي بالنسبة لموضوع الدرس. 4 ـ طبيعة الشعور: إن الشعور كنشاط لا يخرج عن أن يكون شعورا بالذات، أو شعور الذات بالموضوعات، ويتميز هذا النشاط الشعوري بصفات وخصائص من أهمها : أ ـ الشعور شخصي ( الذاتية ) :بمعنى أن لكل شخص شعوره الخاص بالمواقف التي يعيشها يوميا مع غيره ، فكل شخص يشعر بأحواله وظروفه شعورا داخليا لا يشاركه فيه أحد ولا يستطيع أي كان أن يعرف طبيعته أو شدته ودرجته ، والدليل على ذلك أن الشعور بالحالات الانفعالية يختلف باختلاف الأشخاص ، فإذا اشترك أشخاص في رؤية موقف مفرح فإن شعور كل منهم بالفرح يختلف عن شعور الآخر، ومن ثمة كان الشعور حالة ذاتية خالصة. ب ـ الشعور اصطفائي ( الانتقاء ) :إننا لا نأخذ من العالم المحيط بنا كل ما يطرحه هذا العالم من مواقف و أشياء و حوادث بل نختار دائما ما نحتاج إليه ويتماشى مع ميولنا واهتماماتنا ، فالفلاح والطبيب والمعلم والفنان والعالم إذا لاحظوا موقفا ما لا يدركونه بنفس الكيفية أو إذا رأوا شيئا ما لا يدركونه نفس الإدراك ، فما يراه الفنان في الشجرة لا يراه الحطاب ولا النجار ، وما يراه الحطاب أو النجار أو الفنان لا يراه عابر السبيل في الحر الشديد ج ـ الشعور تيار متدفق و متغير: إن الشعور دائم التغير، في كل لحظة غيره في اللحظة السابقة ، ولذلك تجد أحكامنا تختلف حسب الظروف المحيطة بنا، وأحوالنا تنتقل من الحزن إلى السرور إلى الغضب إلى الشك . إنه تيار متدفق لا يعرف السكون ، والحياة النفسية تتغير من حال إلى حال فهي لا تسير في خط مستقيم، والتعارض القائم بين الحالات النفسية هو ما يمكننا من إدراكها بوضوح فنحن لا نكتشف قيمة الشيء إلا بعد فقدانه ، فقيمة الصحة تدرك بوضوح في حالة المرض، ولحظات السعادة تكتشف في لحظات الشقاء. د ـ الشعور متصل وواحد ( الديمومة ) : إن تغير الحالات الشعورية لا تعني أن الشعور مركب من وحدات منفصلة ، بل هو بمثابة سلسلة متصلة الحلقات ، يقول وليام جيمس : (الشعور تيار متواصل ومتدفق باستمرار حالاته السابقة تؤثر في حالاته الحاضرة ) إذن فالحالات الشعورية تتعاقب في الزمان مثل تعاقب الليل والنهار طيلة حياة الإنسان . وـ الشعور كيفي لا كمي وزماني لا مكاني: مادام الشعور ديمومة كما يقول هنري برغسون فلا بد أن يتصف بخاصية الكيفية ، بمعنى أن الحياة النفسية الشعورية نوعية وبالتالي لا يمكن تقديرها تقديرا كميا أو قياسها كما تقاس الأشياء المادية ،والدليل على ذلك أننا لا نستطيع أن نقيس الشعور بالحرية أو الشعور بالسعادة إلى غير ذلك من الحالات النفسية . الشعور كمبدأ وحيد للحياة النفسية: يعتقد أصحاب هذه النظرية أن الحياة النفسية بمختلف حوادثها تقوم على أساس الشعور ، وكان الفيلسوف الفرنسي رونيه ديكارت (1596 ـ 1650) من بين الفلاسفة الذين عبروا عن هذه النظرية ، حيث انطلق من مسلمة أولوية الفكر على الوجود وبين أن النفس البشرية لا تنقطع عن التفكير إلا إذا انعدم وجودها، وقد أكد ديكارت على أنه (( لا توجد حياة نفسية خارج الروح إلا الحياة الفيزيولوجية )) وأن الشعور باعتباره حدسا يقدم لنا معرفة تامة ولا يخطئ في معرفة ما يجري من حوادث في عالمنا الداخلي وفقدان الشعور بها دليل قاطع على زوالها ، إذ لا وجود لحياة نفسية لا نشعر بها بدليل أننا لا نستطيع القول بأن الإنسان يشعر في هذا الحال ولا يشعر في ذاك ، مادام الاستمرار من خصائص الشعور. كما يقول آلان : (( إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر دون أن يشعر بتفكيره ))، وهذا ما رآه من قبل ابن سينا (980 ـ 1037م) وأوضح أن الإنسان السوي إذا ما تأمل في نفسه يشعر أن ما تتضمنه من أحوال في الحاضر هو امتداد للأحوال التي كان عليها في الماضي ، وسيظل يشعر بتلك الأحوال طيلة حياته ، لأن الشعور بالذات لا يتوقف أبدا . إذن الشعور هو أساس الحياة النفسية من بدايتها إلى نهايتها ، والقول بوجود حياة نفسية لا شعورية هو من باب الجمع بين النقيضين في الشيء الواحد ، فإذا كانت الحياة النفسية في جوهرها شعورية فمن المستحيل أن تكون لا شعورية ، وما دام الأمر كذلك فالشعور يبقى الأساس الوحيد للحياة النفسية . مناقشة : إن هذه الفكرة قوبلت باعتراض لما طابقت بين النفس والشعور إذ ليس كل ما هو نفسي شعوري ، بل إن ما هو نفسي أوسع مما هو شعوري ، وقد بينت معطيات علم النفس الحديث أن الحياة النفسية ليست مطابقة دائما للحياة الشعورية ، حيث برهن علماء النفس على أن ماهو نفسي قد يكون مطابقا لما هو شعوري في بعض الحالات، لكن قد يتطابق مع أمر آخر لا شعوري ، فهناك أفعالا يقوم بها الإنسان بكيفية عفوية آلية دون تدخل من الشعور الواعي ويطلق عادة على مثل هذه الأفعال باللاشعور . فما هو اللاشعور ؟ اللاشعور كأساس نفسي عميق ومؤثر على السلوك : 1 ـ مفهوم اللاشعور : اللاشعور كلمة نشير بها إلى مجموعة الحوادث النفسية التي لا نشعر بها، وتؤثر في سلوكنا كالذكريات المنسية والأحلام والرغبات المكبوتة . أو هو مجموعة من الحوادث النفسية التي لا نشعر بها . 2 ـ مقدمات اكتشاف اللاشعور : يعتبر الفيلسوف الألماني ليبنتز ( 1646 ـ 1716 )أول من أكد وجود إدراكات لا شعورية وأتبعه في ذلك فلاسفة آخرون أمثال شوبنهاور و هاملتون ، لكنهم برهنوا على وجود هذه الحالات اللاشعورية برهانا عقليا لم يصمد أمام النقد بسبب تناقض فكرة اللاشعور مع وجود النفس المستند إلى الشعور، إذ كيف تقول عن شيء لا تشعر به أنه موجود؟ لكن لجوء علم النفس في القرن 19 إلى التجريب وتحول علماء النفس من دراسة الشعور إلى دراسة السلوك والتركيز على وحدة الحادثة النفسية ووحدة الشخصية وتكاملها ،وهذا ما جعل الأطباء في القرن 19 يفكرون في المشكلة التي كانت مطروحة وتتعلق بمعالجة مرض الهستيريا، فقد كانوا يرون أن الاضطرابات النفسية والعقلية ترجع إلى أسباب عضوية يمكن علاجها بوسائل مادية كالعقاقير . ولكن الطب في الواقع لم يهتد إلى الأسباب العضوية المفترضة مما حمل بعض الأطباء وفي مقدمتهم بيرنهايم ( 1837 ـ 1919 ) على إرجاعها إلى أسباب نفسية ، فلجأوا إلى استخدام التنويم المغناطيسي لمعالجة مرض الهستيريا ، وهذا ما لفت انتباه الطبيب النمساوي سيغموند فرويد ( 1859 ـ 1939 ) الذي انشغل بالمشكلة وتتبع معالجة مرض الهستيريا بواسطة التنويم المغناطيسي ، فسافر إلى باريس سنة 1885 لمشاهدة تجارب شاركو (1825 ـ 1913) في التنويم المغناطيسي . ولكن متابعته للتجارب التي قام بها رفيقه الطبيب جوزيف بروير ( 1842 ـ 1925 ) لمعالجة المرض نفسه قد برهنت له بما فيه الكفاية على أن أعراض مرض الهستيريا مصدرها بعض الخبرات الماضية التي ترجع إلى الشعور أثناء عملية التنويم ،فقد لاحظ بروير أن المريض إذا تذكر مرضه شفي منه وزالت عنه أعراضه ، كما لاحظ أنه بالإمكان تخليص المريض من بعض الاضطرابات عن طريق التعبير عما يشعر به . ومن هنا استنتج فرويد أن هناك علاقة وطيدة بين بعض الأعراض العصبية والذكريات المنسية وهي العلاقة التي كشف عنها التنويم . لكن نتائج العلاج بالتنويم كانت محدودة لأن المريض سرعان ما يعود إلى ما كان عليه ، كما أن بعض المرضى ليس لهم قابلية للتنويم مما جعل فرويد يتخلى عنه ويبحث عن وسيلة أخرى ، فاهتدى إلى منهج التحليل النفسي. 3 ـ ظهور التحليل النفسي: يعتبر فرويد المؤسس الحقيقي لمدرسة التحليل النفسي ، والتحليل النفسي هو بمثابة منهج علاجي ، ونظرية في تفسير الأحوال النفسية والأمراض العصابية المختلفة، ويقوم على قاعدة أساسية تعتمد كأسلوب للعمل هي (( طريقة التداعي الحر ))، التي تقتضي على المريض أن يبوح ويفصح عن كل شيء يجري في ذهنه ونفسه وقد تأكد فرويد من أن أعراض مرض الهستيريا تنشأ نتيجة لإخفاء بعض الذكريات والأحداث المكبوتة ، وأن تذكر هذه الذكريات والأحداث أثناء التداعي يساعد كثيرا على زوال الأعراض التي يعاني منها المريض ، وهذا ما مكنه في النهاية من اكتشاف عالم اللاشعور وقد أزاح بذلك الستار عن وجود حوادث نفسية أخرى تقابل الحوادث الشعورية . 4 ـ أدلة وجود اللاشعور : يتلخص مفهوم اللاشعور عند فرويد في تلك الحوادث النفسية الباطنية التي تؤثر في سلوك الإنسان ، وتجعله يقوم بحركات وتصرفات دون وعي ، وقد استدل فرويد على وجود اللاشعور من خلال الوقائع التالية : تتمثل أولا في النسيان وفقدان الذاكرة فنحن أحيانا ننسى لأننا لا نريد لا شعوريا تذكر حادث أو شيء ما لم يسببه لنا تذكره من آلام أو لأننا لا نرغب فيه . وتتمثل ثانيا في أخطاء الإدراك فنحن أحيانا ندرك بعض الوقائع لا كما هي في الواقع بل كما نرغب نحن أن تكون ، فنكون في مثل هذه الحالات عاكسين لرغبات مكبوتة لدينا على وقائع ومواقف جديدة فنراها كما لو أنها معروفة لدينا. وتتمثل ثالثا في تداعي الأفكار فاللاشعور كثيرا ما يتدخل في توجيه أفكارنا المتداعية دون قصد منا كأن أكون مشغولا مثلا بموضوع معين ويحدث أن أسمع اسم شخص يماثل اسم شخص آخر عزيز علي أو مكروه لدي كرها شديدا فيتجه فكري دون شعور مني إلى تذكر تجربتي مع ذلك الشخص كيف التقيت به ؟ وأين ؟ ومتى ؟ ومن كان معنا ؟ وكيف افترقنا ؟ وتتمثل رابعا في العواطف التي لا تتعرف عليها إلا في ظروف خاصة تدفعها للظهور فجأة وبشكل حاد كمن يحب شخصا بصورة مفاجئة وبمرور الزمن يكتشف أنه كان مخطئا في حبه ذلك وتتمثل خامسا في الأحلام فنحن كثيرا ما نقوم في أحلامنا بأعمال كنا في يقضتنا عاجزين عنها بسبب غفلة الرقيب المشرف على تنظيم المرور بين الشعور واللاشعور. هذه هي أهم الأدلة التي تثبت وجود اللاشعور ، ولكن ماهي مكانة اللاشعور في الحياة النفسية ؟ 5 ـ مستويات الجهاز النفسي : لقد نظر فرويد للحياة النفسية في ضوء اكتشافه للاشعور نظرة جديدة مخالفة لنظرة علم النفس التقليدي ، متأثرا في ذلك بفكرة الأجهزة السائدة في البيولوجيا وعلى هذا الأساس فقد رأى أن الجهاز النفسي مكون من ثلاث قوى أساسية : الهو : ويمثل عمق منطقة اللاشعور التي تتجمع فيها الدوافع والميول والرغبات الصادرة عن الغريزة الجنسية والتي يسميها فرويد ( الليبيدو ) أي ميل الإنسان إلى اللذة وتجنب الألم ، وهذه الغريزة الجنسية هي مصدر الطاقة النفسية المحركة لنشاط الإنسان وإبداعاته في مختلف الميادين . الأنا : والمقصود منه الشعور الذي يصاحب مختلف السلوكات التي يقوم بها الشخص خلال حياته الواقعية ، ويتكون من مختلف الإحساسات والعمليات العقلية ، فالأنا من حيث هو شعور يمثل الذات الواعية التي تتصرف وفق مقتضيات الظروف والأحوال . الأنا الأعلى : ويتشكل من العادات والتقاليد والمعتقدات والقيم التي اكتسبها الفرد من الأسرة والمجتمع ، وانطبعت في نفسه ، والتي أصبح بموجبها يميز بين الخير والشر وبين الحسن والقبيح وبين الحلال والحرام وبين المباح والممنوع . وقد حلل فرويد العلاقة بين هذه الأقسام الثلاثة ، وبين أن العلاقة بين الهو والأنا الأعلى هي علاقة تناقض ، ذلك أن الميول والرغبات المتولدة عن الليبيدو تسعى دائما إلى التعبير عن ذاتها في الواقع وتحقق مطالبها بطريقة مباشرة ولكن الأنا الأعلى بمختلف محتوياته يقف في وجهها ويمنعها من الخروج إلى ساحة الشعور فلا تظهر ولا تتحقق ، إذن هناك صراع مستمر بين الدوافع اللاشعورية وبين الأنا الأعلى ، ولكن الأنا أو الشعور يتدخل وينظم العلاقة بينهما فهو من جهة يخضع لأوامر ونواهي الأنا الأعلى ولا يخالفها ، وهو من جهة ثانية يراقب الدوافع اللاشعورية ولا يسمح بالخروج إلا للدوافع المعقولة التي يرضى عنها الأنا الأعلى أما الدوافع المحرمة والممنوعة فيكبتها ، وعلى هذا الأساس فالشعور هو مصدر أو أساس التوافق بين الهو والأنا الأعلى وفشله في إحداث التوازن بينهما يؤدي في نظر فرويد إلى تكوين العقد والأمراض النفسية ، وإذا كان الشعور هو مجرد حارس ، وكان الأنا الأعلى عائقا بالنسبة لإشباع الميول والرغبات ، فهذا يعني أن اللاشعور مصدر نشاط الإنسان وفعاليته في مختلف الميادين فهو إذن الأساس المتين الذي تقوم عليه الحياة النفسية عند فرويد . 6 ـ من الليبيدو إلى الغريزة العدوانية: لقد اعتبر التحليل النفسي أن جميع دوافع الإنسان ورغباته يمكن ردها إلى هاتين الغريزتين فقط : غريزة الحياة ( أو الغريزة الجنسية ) وغريزة الموت ( أو العدوان والتدمير ). أ ـ دور الليبيدو ( الغريزة الجنسية ): تتجلى غريزة الحياة في كل ما يقوم به الإنسان من أعمال إيجابية بناءة قصد المحافظة على كيانه واستمرار وجوده، ولقد توسع فرويد في مفهوم الغريزة الجنسية، فلم يقصرها على التناسل أو التكاثر، بل قد جعل من الغريزة الجنسية مصدر كل محبة وحنان ، كما أنها تشمل جميع مظاهر اللذة الحسية والعاطفية، والغريزة الجنسية بمعناها الواسع في أبحاث التحليل النفسي تشتمل على الميول الجنسية التي تستهدف الإنسال والتكاثر، كما أنها تشتمل على مظاهر الحب والود بين الآباء والأبناء، وحب الذات، وحب الأصدقاء، وحب الحياة ، وحب الإنسانية جمعاء. ب ـ دور الغريزة العدوانية: أما الجانب الآخر من الدوافع فيتمثل في غريزة الموت التي تظهر في السلوك التخريبي والهدم والعدوان على الغير ( كما في الحرب ) والعدوان على النفس ( كما في الانتحار )، وعند فرويد فإن العدوان ينشأ من كبت الميول المختلفة ثم تطورت هذه الفكرة عنده وأصبح ينظر إلى العدوان على أنه استعداد غريزي، ويصبح الإنسان بناء على هذه الفكرة عدوا لأخيه الإنسان بالفطرة والغريزة، وتنحصر رسالة المجتمع في تهذيب هذه الدوافع، ولا تبدو غريزة العدوان في اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان وحسب، وإنما تبدو أيضا في الرغبة في تدمير الجمادات وتحطيمها. هل اللاشعور يمثل نظرية علمية قائمة بذاتها أم يظل مجرد افتراض فلسفي ؟ أولا : بين المنهج العيادي والتفسير النظري: 1 ـ التحليل كمنهج عيادي: مما لا شك فيه أن التحليل النفسي كشف عن فعاليته وجدواه في علاج بعض الاضطرابات العصبية، كما كشف عن مدى تأثير تجارب الطفولة المبكرة في سلوكات الراشدين، وأصبحت الدراسات والنتائج التي استخلصها التحليل النفسي لقضايا اللاشعور تنير الكثير من الجوانب في سلوك المجرمين والمنحرفين والمجانين والفاشلين، وقد عززت هذه الدراسات الجاني الإنساني فأصبح عدد من المنحرفين يدخلون المستشفيات بعد أن كان يلقى بهم قديما في غياهب السجون، أو يظلون عرضة للسخرية والامتهان. 2 ـ نظرية اللاشعور من الوجهة التفسيرية: إن إجرائية فرضية اللاشعور تبرز في أن كثيرا من مظاهر الحياة النفسية لا يمكن أن تفسر عند الوقوف عند الحياة الشعورية في مظاهرها المختلفة، ولذلك فإن مجهود المحلل النفسي يتركز على ملاحظة مظاهر الشعور ذاتها ملاحظة دقيقة ليتمكن من أن يكتشف المظاهر اللاشعورية التي تختبئ وراءها، إنها تساعدنا على إلقاء الضوء على حالات المرض النفسي. ـ لكن رغم كل هذه النتائج لنظرية فرويد ، هل يعد ما ذهب إليه صحيحا ؟ وهل يوضع في مصاف النظريات العلمية الكبرى أم انه مجرد افتراض؟ إن نظرية اللاشعور عند فرويد ، ومنهج التحليل النفسي الذي أسسه لم يلق الاتفاق ولا الإجماع، بل ثارت ضده الكثير من الاعتراضات، وحتى الرفض الكلي. ثانيا: الفرضية والفرضيات المضادة: إن المبالغات التي حفل بها التحليل النفسي مع مؤسسه الرائد قد أدت إلى الشك في الطبيعة العلمية لفرضية اللاشعور، بل أن تلاميذ المدرسة كانوا أول من عارضوا هذه النظرية ، فالفريد آدلر رأى أن اللاشعور ليس مرده إلى الليبيدو، بل هو راجع إلى الشعور بالقصور، فالمصاب بقصور عضوي يسعى إلى تعويض هذا القصور ، وكل ما فسره فرويد بالكبت فسره آدلر بعقدة القصور، أما كارل يونغ فقد عارض هو الآخر أستاذه ورأى أن النظرية الجنسية كما وضعها فرويد غير كافية لأنها لا تتناول إلا جانبا واحدا من المشكلة، فينبغي أن تضاف إليها الحاجة إلى السيطرة، وبذلك فقد وضع نظرية في اللاشعور الجمعي، فلا شعورنا ليس مليئا بالأزمات التي نكون قد عشناها أثناء طفولتنا فقط، بل وكذلك بالأزمات التي مرت بها الإنسانية جمعاء. وفضلا عن ذلك فقد بلغ الاعتراض على نظرية التحليل النفسي إلى حد أن هناك من أنكر حتى وجود اللاشعور، فهذا الطبيب النمساوي ( ستيكال ) الذي قال: (( لا أومن باللاشعور، لقد آمنت به في مرحلتي الأولى، لكنني بعد تجاربي التي دامت ثلاثين سنة وجدت أن كل الأفكار المكبوتة إنما تحت شعورية، وأن المرضى يخافون دائما من رؤية الحقيقة )). كما يرفض ( سارتر ) فكرة اللاشعور، ويعتبره مجرد خداع، حيث يرى أن السلوك الإنساني يجري دائما في مجال الشعور. الخاتمة: حل المشكلة إن الحياة النفسية تتأسس على ثنائية متكاملة قوامها الشعور واللاشعور، الشعور بحوادثه وأحواله التي بدونها لا يتأتى للإدراك وسائر الوظائف العقلية الأخرى أن تتفاعل فيما بينها أو مع العالم الخارجي، واللاشعور بمخزونه المتنوع كرصيد ثري يمكن في آن واحد من استكشاف تاريخ الفرد وكذا تقويم سلوكه. |
|||
2014-04-12, 16:07 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
mais ma9alat chwiya mahoumch mtwess3in surtout ta3 cho3or faradiya 3ilmiyaaa |
|||
2014-04-12, 19:58 | رقم المشاركة : 30 | |||
|
يارب يجعله في ميزان حسناتك وبارك الله فيك اختى...foza |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المقالات, الفلسفية, تفوتوها |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc