الطريقة التجانية ودعمها للحملات الإستعمارية - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الطريقة التجانية ودعمها للحملات الإستعمارية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-01-10, 22:42   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
toha39
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي سؤال بسيط

لماذا يكره أصحاب الطريقة التجانية الشيخ عبد الحميد بن باديس؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ففي ولايتنا يسمونه تسمية أستحي من ذكرها









 


قديم 2011-01-10, 23:35   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
حميد أبو نوفل
عضو محترف
 
الصورة الرمزية حميد أبو نوفل
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










قديم 2011-02-02, 12:42   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
saadani
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بالله عليك لقد كان مشايخ الطريقة في زاوية قمار من اكبر مخزني السلاح الموجه للثورة وماثرهم لازالت تحكى لغاية اليوم في الاشعار والاغاني التي يقصدها النساء العجائز










قديم 2011-03-05, 19:47   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
abdel39
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية abdel39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الدور الجهادي للصوفية..وليس الكلام الفارغ

دور الصوفية في مقاومة الاستعمار في إفريقيا


الكاتب :الدكتور عمر مسعود التجاني
لقد كان للصوفية دور كبير في إنتشار الإسلام في إفريقيا ، نشروه فكرا وسلوكا ، وذلك عن طريق القدوة الحسنة المقيمة بين الناس ، نشروا العدل وحرضوا عليه وقاوموا الظلم ، وساووا بين الظلم والكفر، قاوموا الاستعمار لأنهم ربطوا بينه وبين الكفر والظلم ، ولأجل ذلك تعلقت قلوب المسلمين بمحبتهم ، إلا أن البعض رأي فيهم مصانعين للاستعمار وصنايع له جهلا منهم بتاريخ الإسلام في إفريقيا من مصر إلي المحيط الأطلسي غربا والمحيط الهندي شرقا ، فإن سير الأئمة الصوفية تحكي عن ملاحم المقاومة والرفض أكثر مما تروي مظاهر الخضوع والخنوع .
لقد أخطأ المهاجمون في فهم التصوف لأنهم أخطاوا فهم روح الإسلام ورسالته فليس التصوف خمولا ولا انهزاما كما أدعوا وليس التصوف تواكلا وهوانا ورضا بالذل ولو كان هذا ، ما كان صاحبه مسلما كاملا ولا عابدا عارفا بالله.
فالتصوف قوة وبأس ونضال ، إنه تصعيد بالحياة إلي أعلي معرفة وإيمان وايقان. أنه قوة روحية تكمن وراء كل حركة وخاطرة و تعلق بالله وحده يرفع من معنوية الإنسان في الحياة فلا يابه بطغيان طاغية ولاجبروت سلطان ولايزن أعماله ألا بميزان دقيق أساسه مراقبة الله وتحكيم الحق الصرف في كل عمل وفي كل حركة وفي كل خاطرة وفي كل التفاتة .
لقد كانت الحركة الفكرية والتجديدية في الإسلام اثرا لائمة التصوف الإسلامي ولجهودهم الضخمة في نصرة الإسلام والعمل علي النهوض بالمسلمين بل إن الإسلام لم ينتشر في أواسط إفريقيا وفي الممالك النائية في آسيا وفي جزر المحيط الهندي وفي إندونيسيا وفي ماليزيا وأيضا في أوربا في بلغاريا وفي رومانيا وفي بلاد يوغسلافيا وفي البوسنة والهرسك وكوسوفو( بلاد الصقالبة ) لم يكن كل ذلك إلا علي أيدي الدعاة من الصوفية المجاهدين .
وكيف ننسي هذا التراث الروحي الكبير أو ننتقص من قيمته وهو جزء مهم من تاريخنا الوطني والسياسي فهؤلاء الصوفيون الأعلام هم الذين قاوموا طغيان الحكام وانتصروا للشعب في محنته وكافحوا الاستعمار الصليبي والأيطالي والفرنسي والإنجليزي كما كافحوا من قبل ظلم المماليك وطغيانهم ، ( 1 ) لقد كان الصوفية هم من وراء تأهيل المصريين لزعامة العالم الإسلامي بعد سقوط بغداد عاصمة الخلافة وبتأييدهم وحشود مريديهم ومحبيهم انتصر المسلمون علي الصليبيين في حطين وفي دمياط وفي المنصورة وانتصروا علي التتار في عين جالوت وانظر تاريخ الشيخ أحمد الدرديري شيخ الطريقة الخلوتية وانظر تاريخ الشيخ عبدالله الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية وانظر تاريخ الشيخ السادات والشيخ عمر مكرم والشيخ أحمد بن السنباطي وكل هؤلاء صوفيون .
وفي تاريخنا المعاصر برز الشيخ النوراني محمد بن علي السنوسي الصوفي الكبير شيخ الطريقة السنوسية في ليبيا ، هذه الطريقة التي كافحت الجهل والفوضي التي جاهدت الاستعمار الإيطالي في ليبيا جهادا شديدا ، وقد قضي الشيخ الشريف احمد السنوسي حفيد شيخ الطريقة السنوية حياته في كفاح الاستعمار الإيطالي وازعج الدويتش موسيليني زعم الحزب الفاشستي ورئيس الدولة الإيطالية وجهاد الشريف أحمد السنوسي يعتبر من أيام البطولات الخالدة في تاريخنا المعاصر ويكفي الطريقة السنوسية المجاهدة فخرا ان الشيخ عمر المختار هو أحد رجالات هذه الطريقة ومن كبار مقدميها ومن أخلص التلاميذ لقائد الجهاد الأعلي الشيخ الشريف أحمد ابن السنوسي ( 2 )
وكان من قبل الشيخ شمس الدين الدمياطي يرابط في ثغر دمياط في مواجهة العدو وكان الشيخ محمد خفاجي الصوفي الجليل يقيم هو وأسرته في دمياط في جهاد العدو كما هو مدون في تاريخه ولاننسي الشيخ الصوفي المحدث العلامة ضياء الدين الكمشخانوي من كبار رجال الطريقة النقشبندية الذين حاربوا الروس في غزوهم الظالم لمنطقة القوقاز سنة 1280هـ ولا ننسي الشيخ أحمد شاكر بن خليل علامة الروم الذي قاد كتيبة من المتطوعين من تلاميذ الزوايا الصوفية حتي فتحوا مدينة ( علكسانيج) في حرب الصرب وألقي يوم الفتح خطبة الجمعة باسم الخليفة في أكبر كنيسة هنالك .
ومن شواهد الروح الجهادية عن الصوفية ، جهاد شيخ الإسلام الصوفي محمد سعد الدين ( المتوفي عام 1008 ) الذي كان مع السلطان محمد الثالث في حرب ( هنغاريا ) وحضر المعركة المشهورة باسم( أكري) ولا ننسي جهاد السلطان الصوفي تاج الدين إسماعيل في ( دار مساليت ) الذي اعتدي عليه الفرنسيون بعد أن استولوا علي ( أبشه ) في شهر ربيع الثاني 1327 هـ فحاربهم تاج الدين في ( كرندن ) وفي وادي( كجه) شرق الجنينة وهزم جيش الفرنسيين وقتل قائدهم الكابتن ( فينجشون) وغنموا منهم أسلحة وذخائر ثم اعتدي عليه الفرنسيون مرة ثانية بقيادة الكولونيل ( مول) فحاربهم تاج الدين في ( دورتي ) وانهزم جيش الفرنسيين وقتل الكولونيل مول ثم اشتغل الناس بأخذ الغنائم فانقلب النصر هزيمة وقتل السلطان تاج الدين فنال الشهادة في سبيل الله .
ويخبرنا الشيخ المؤرخ العلامة الجبرتي في تاريخه المشهور ماذا فعل الصوفية حينما هاجم الفرنسيون مصر بقيادة الجنرال ( نابليون بونابرت) قال الجبرتي:
خرجت الفقراء ( تلاميذ الصوفية ) وارباب الأشاير ( مقدمو الزوايا) بالطبول الزمور والأعلام والكاسات وهم يضجون ويصيحون ويذكرون بأذكار مختلفة وصعد السيد عمر افندي نقيب الأشراف إلي القلعة فإنزل منها بيرقا كبيرا أسمته العامة ( البيرق النبوي ) فنشره بين يديه من القلعة إلي بولاق وأمامه وحوله ألوف من العامة بالنبابيت والعصي يهللون ويكبرون ويكثرون من الصياح ومعهم الطبول والزمور وغير ذلك وأما مصر فإنها بقيت خالية الطرق ولاتجد بها أحدا سوي النساء في البيوت والصغار وضعفاء الرجال الذين لايقدرون علي الحركة(3).
ويمضي الجبرتي فيعطينا صورة معاصرة في كل تفاصيلها فيقول:
وغلا سعر البارود والرصاص بحيث بيع رطل البارود بتسعين نصفا والرصاص بتسعين وغلا جنس أنواع السلاح وقل وجوده وخرج معظم الرعايا بالنبابيت والعصي والمساوق وجلس مشايخ العلماء بزاوية علي بك ببولاق يدعون ويبتهلون إلي الله بالنصر واقام غيرهم مع الرعايا البعض بالبيوت والبعض بالزوايا والبعض في الخيام ومحص الأمر أن جميع من بمصر من الرجال تحول إلي بولاق ).
ولكن آلية الحرب الفرنسية المتطورة وكفاءة التدريب العالية للجندي الفرنسي والوفرة من السلاح والذخيرة والخطة المدروسة منذ سنوات والخيانة الداخلية كل ذلك كان من جملة العوامل التي جعلت فرنسا تكسب الحرب وتحتل مصر ولكن شيوخ الصوفية الذين هم زعماء الأمة واصلوا الجهاد وأعلنوا به مع الآذان في الصلوات الخمس لقد حاول ( الجنرال نابليون بونابرت ) أن يشتري تعاونهم عن طريق تعظيمهم وتشرفهم وتكريمهم فرفضوا جميع ذلك في أباء المسلم الذي لايرضي إلا بربه (4) .
فرفضت سلطات الأحتلال إدارة جديدة من المصريين بمدينة الإسكندرية وكل من أبرزها ( المسيري ) الذي عينه ( كليبر) رئيسا للديوان بعد تحطيم الاسطول في موقعة ( ابي قير ) وهو منافق من الطراز الرفيع جدا كان نموذجا للقادة الذين يبحث عنهم الفرنسيون بل وكل مستعمر كان رائعا في تمثيله لروح العصر ومساير الزمن ولعله في الأسكندرية وحدها وعلي مائدة ( المسيري) قدم الارز في ثلاثة ألوان رمزا لراية الثورة الفرنسية ولاشك إن ( حلة ) الأرز المثلثة الالوان وأطباقه التي كان يجري توزعها والمساواة والإخاء كان كل ما فهمه المتعاونون عن الثورة الفرنسية ومبادئها وأيضا كما يود الفرنسيون أن يفهموه لهؤلاء المتعاونين ولكن قادة الشعب الحقيقين كانت لهم وجهة نظر أخري .. فعندما جمع نابليون المشاي وأراد تكريمهم .. ( قال الجبرتي ) ( فلما استقروا عنده نهض ( بونابرته ) من المجلس ورجع وبيده طيلسانات ملونة بثلاث ألوان كل طيلسانة ثلاث عروض أبيض وأحمر وكحلي فوضع منها واحدا علي كنف الشيخ الشرقاوي فرمي به علي الارض واستعفي وتغير مزاجه وانتفع لونه واحتد طبعه ( حياه الله ورضي عنه ) فقال الترجمان يا مشايخ انتم صرتم احبابا لساري عسكر وهو يقصد تعظيمكم وتشريفكم بزيه وعلامته فإذا تميزتم بذلك عظمتكم العساكر والناس وصار لكم منزلة في قلوبهم فقالوا له لكن قدرنا يضيع عند الله وعند اخواننا من المسلمين .
علق الاستاذ محمد جلال كشك قائلا :
استاء إمام المدرسة الاستعمارية ( صبحي وحيد مؤلف كتاب اصول المسألة المصرية ) استاء من موقف الشيوخ هذا وعلق عليه بأن احرار أوربا كانوا يتخاطفون هذه الشارة وقتها .. نفس الشارة التي ألقاها المشايخ علي الأرض).
إن ما فعله الشيخ الشرقاوي شيخ الطريقة الشاذلية هو امتداد طبيعي للنشاط الجهادي للسادة الصوفية ولننظر مافعله صديقه الشيخ المهدي ذلك الشيخ الصوفي في معركة ( سنهور ) في 3 مارس 1799م
قال الاستاذ كشك في كتابه ( ودخلت الخيل الأزهر ) ناقلا عن الرافعي في كتابه ( التاريخ العلمي والحربي للحملة الفرنسية ):
وصل المدد إلي الرحمانية وانضم إلي الجنود الذين بها وسارت القوات الفرنسية مجتمعة فالتف برجال المهدي ( وهو اسم وليس لقبا ) يوم 3 مايو بسنهور البحيرة علي مقربة من دمنهور ودات معركة من أشد المعارك هولا قال ( ريبو ) في وصفها إن عدد رجال المهدي كانوا خمسة عشر ألف من الفرسان وإن القتال استمر سبع ساعات كان فيها أشبه بمجزرة فظيعة وهذه الواقعة من أشد الوقائع التي واجهها الفرنسيون في القطر المصري اظهر فيها اتباع المهدي من الفلاحين والعرب شجاعة كبيرة واستخفافا بالموت لا نظير له وبذل الكولونيل ( لفيفر) أقصي ما انتجه العلم والفن في القتال بجعل جيشه علي شكل مربع علي الطريقة التي ابتكرها نابليون وهجم علي الجموع المقاتلة عشرين مرة فكان يحصد صفوفهم حصدا بنيران البنادق والمدافع وكان اتباع المهدي قد غنموا في دمنهور مدفعا فرنسيا فاستخدموه في المعركة وركبوه علي مركبة تجرها الثيران واخذوا يطلقون منه النار علي الفرنسيين واستمر القتال حتي جن الليل وكان الجنود الفرنسيون قد خارت قواهم من القتال ففكر ( لفيفر ) في الانسحاب من الميدان والاتجاه إلي الرحمانية ولكن جموع المهدي لكثرة عددها كانت تسد الطريق امامهم فأمر رجاله ان يضموا صفوفهم ويخترقوا الجموع التي طوقتهم وركب المدافع علي رؤوس المربع لاقتحاح هذه الجموع وانحسبوا من ميدان القتال بعد أن فدحتهم الخسائر ).
إن موقف الشيخ الشرقاوي والشيخ المهدي وهما من أعلام شيوخ الصوفية يذكرنا بموقف ذلك الشيخ الصوفي سليمان المنصوري يقول الاستاذ محمد جلال كشك وهو ينقل عن الجبرتي ويعلق ك
وفي سنة 1148 هـ ، 1735 م ) أصدر السلطان مراسيم واوامر منها ( إبطال مرتبات أولاد وعيال ومنها ابطال التوجيهات وان المال يقبض إلي الديوان ويصرف من الديوان وأن الدفاتر تبقي بالديوان ولاتنزل بها الافندية الي بيوتهم فلما قري ذلك قال القاضي ( التركي ) أمر السلطان لايخالف ويجب طاعته.
فماذا كان موقف الشيوخ في مواجهة هذا التهديد ( قال الشيخ سليمان المنصوري ياشيخ الإسلام هذه المرتبات فعل نائب السلطان وفعل النائب كفعل السلطان وهذا شيء جرت به العادة في مدة الملوك المتقدمين وتداولته الناس وصار يباع ويشتري ورتبوه علي الخيرات ومساجد وأسبلة ولايجوز ابطال ذلك وإذا بطل بطلت الخيرات وتعطلت الشعائر المرصد لها ذلك فلا يجوز لاحد يؤمن بالله ورسوله أن يبطل ذلك وإن امر ولي الأمر بابطاله لايسلم له ويخالف أمره لأن ذلك مخالف للشرع ولايسلم للإمام في فعل مايخالف الشرع ولا نائبه ايضا.. فكست القاضي فقال الباشا هذا يحتاج إلي المراجعة ).
هذه السطور الأخيرة من المرافعة الدستورية للشيخ المنصوري أليست كافية وحدها لكشف زيف كل ما يكتب عن الدور التحضيري الذي لعبته الحملة الفرنسية أو الاستعمار الغربي أو أوربا في المفاهيم السياسية بالعالم الإسلامي؟
هل هنالك حكم بعدم دستورية مرسوم سلطاني أوضح وأجرأ وأكثر دقة من هذا الحكم الذي اصدره الشيخ المنصوري فاسكت القاضي وألزم الباشا أن يقول أن الأمر يحتاج لمراجعة.
هذا المبدأ الخطير الذي يعلنه الشيخ ( المنصوري ) عن اي مرسوم سلطاني يخالف الشريعة أي يخالف الدستور .. الشرع .. يعلنه الشيخ الأزهري في سنة 1148 هـ ( 1735 م) أي قبل سقوط الباستيل بأكثر من نصف قرن قبل أن يفكر أي عقل غربي في الفارة الأوربية بجواز معارضة الملوك فضلا عن أن يجرؤ علي ذلك في مواجهة السلطة ويمثل هذا الوضوح والتحدي .
إن أخر مايمكن أن تعلمه أوربا للشرق الإسلامي هو فكرة بشرية الحاكم ومن ثم افتراض الخطأ أو الصواب في أحكامه الأمر الذي ينبني عليه حق الاعتراض والنقد وبطلان الأحكام الخاطئة .
لقد ظل الصوفية منذ كانوا أعداء للظلم والظالمين وكان شيوخهم نماذج يقتدي بها ومن أشهرهم الشيخ عثمان بن فودي ففي عام 1810م قام الشيخ عثمان بن فودي وهو من كبار شيوخ الطريقة القادرية وجمع جيشا من ( فوتا ) و( ليتاكو ) و( ماسينا) و( سنكوي ) وأعلن الجهاد ودعا إلي رفع الظلم عن أهالي ( جوبر) وعلي ( الحوصة ) واستولت علي ( نساوة ) عاصمة ( جوبر) ثم علي (سكتو) و( كتسينا ) و( زندر ) و( كنو ) و ( زاريا) وغيرها من المدن واقام بين ( نهر النيجر) و( بحيرة تشاد ) دولة جعلت عاصمتها عند ( ورنو) الغربية من(سكتو) وأخذ في توزيع رقعتها حتي وصلت حدودها إلي ( نوبا ) في الجنوب الغربي وإلي ( إدمار ) في الجنوب الشرقي توفي الشيخ بن فودي عام 1815م إثر نوبة من الوجد غشيته .
إن الدول التي أنشاها الشيخ عثمان بن فودي – شيخ الطريقة القادية – قد استمرت الي اربع وتسعين ( 1819م- 1904م) وكان آخر سلاطينها السلطان ( مياسو) 1877 – 1904 الذي لم يستطع أن يقاوم الجيوش الانجليزية بقيادة ( فردرك لجارد) التي احتلت سكتو عام 1904 وقضت علي دولة الإسلام التي اقامها شيخ الطريقة القادرية في بلاد الحوصا.
وحين قامت الحركة المهدية في السودان لازالة المنكر والظلم والطغيان وتحكيم القوانين الوضعية والمكوس وإذلال النفوس المؤمنة شارك الصوفية بمشخيتهم ومريديهم في تلك الحركة وبعض هؤلاء الشيوخ له رايه الخاص في حقيقة مهدية الإمام محمد أحمد بن السيد عبدالله ولكن النظرة العامة التي تمثلت في هدف الثورة المهدية غلبت الرأي الخاص.
فهذا هو الشيخ عبدالباسط الجمري من مشايخ الطريقة السمانية وقد ولاه المهدي علي عريان الدويم وأمره بحصار الدويم فحاصرها حصارا شديدا حتي أن عبدالقادر باشا اضطر إلي إرسال ( جيكلر) من الخرطوم فهاجم العربان في ديمهم وقتل منهم خلقا كثيرا وأخذ الشيخ عبدالباسط الجمري اسيرا وتم إرساله إلي عبدالقادر باشا بالخرطوم الذي اعدمه شنقا فنال الشهادة في سبيل الله .
وهناك الشريف أحمد طه شيخ الطريقة السمانية ( شرق الازرق ) بين أبي حراز ورفاعة ورفع رايات الجهاد واجتمع حوله خلق كثير من البطاحين والشكرية والجعليين والدناقلة وغيرهم من سكان تلك الجهات فأرسل إليه ( جكلر باشا ) كتيبة بقيادة المك يوسف السنجك فاحاط بهم الشريف أحمد طه ورجاله وهزموهم هزيمة منكرة ثم هجم جكلر علي رأس جيش ضخم وارسلوا إلي الشريف ينصحونه بالإستسلام قال قولته المشهورة ( دعوا النصيحة فإني قد أوقدت نارا – يعني نار الجهاد – واريد أن أتدفأ بها ) ووقعت المعركة التي كانت الغلبة فيها للرصاص حتي تراكمت القتلي بعضها فوق بعض وقتل الشريف أحمد طه شهيدا ثم حرقوا قرية الشريف بالدار وحملوا جثته علي جمل وأوا بها إلي ابي حراز ثم قطع جيكلر باشا رأسه وعلقه علي عود ثم أرسله إلي الخرطوم فعلق فيها أياما!! فأنظر إلي هذا الحقد الدفين علي الإسلام وأهله.
وهنالك الشيخ عبدالله ود الشيخ حمد النيل شيخ العركيين كان أميرا علي قومه من قبل المهدي ومعه الشيخ ود البحر وذلك بعد وقعة شيكان فلحقوا بالشيخ محمد ودالبصير شيخ السمانية الذي كان يقاتل صالح المك في منطقة فداسي ونزل شيخ العركيين من جهة جنوب الخندق لمنع المدد من سنار ونزل الشيخ ود البصير في شمال الخندق لمنع المدد من الخرطوم وأرسل صالح المك إلي غردون يطلب المدد ولكن مركز غردون كان حرجا فلم يستطع انجادهم كما أنهم يئسوا من مدد سنار ولكن غردون رفع رتبة صالح المك إلي درجة لواء !! ورفع رتب كل ضابط في جيشه !! تحميسا لهم علي مواصلة القتال!! وماذا تغني رفع الدرجات العسكرية لقوم احاط بهم جند الله ورفع درجاتهم الي مقعد صدق عند مليك مقتدر!! فيئس صالح المك من مواصلة القتال فاستسلم هو وحاميته .
وهنالك الشيخ عبدالقادر أبو الحسين شيخ السمانية اليعقوباب حضر مع المهدي موقعة شيكان ثم ذهب مع أبي فرجة إلي فداسة لمساعدة الشيخ عبدالله ود الشيخ حمد النيل في حربه ضد صالح المك وبعد استسلام الحامية قصد سنار خرج عليه مديرها حسن بك صادق بمعظم العساكر وذلك في 11/7/1884م فأوقعه شيخ السمانية في كمين بين اصحاب الاسلحة النارية من الوراء والحرابة (اصحاب الحراب) والأسلحة البيضاء من الإمام .
وأنظر إلي شيخ الإسلام الإمام العلامة الاستاذ محمد البدوي شيخ الطريقة التجانية أدرك الإمام المهدي وجاهد معه الإنجليز والأترا لكونهم اظهروا الفسوق والطغيان فاستحقوا لذلك التطهير بالسيف ومن مواقفه المشهورة في قول الحق منعه اللورد كرومر المندوب السامي لملك بريطانيا الذي يرجف من هيبته خديوي مصر منعه دخول المسجد بامدرمان وقال ( لايصح دخوله المسجد ) وكان الشيخ الإمام محمد عبده حاضرا فافني بصحة دخوله فقال الشيخ محمد البدوي ( دخوله المسجد لايصح وهو مشرك كافر والله يبارك وتعالي يقول إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام ) ثم إلتفت إلي اللورد كرومر وانتهره نهره شديدة تقهقر لها المندوب السامي البريطاني الذي يرجف من هيبته ملك مضر .
وهنالك الشيخ الطيب احمد هاشم ابن الشيخ أحمد هاشم قاضي بربر وعالمها وأخوه شيخ الإسلام أبوالقاسم أحمد هاشم أدرك المهدية وشارك في حروبها وكان وزيرا للأمير الصوفي الشيخ محمد الخير خوجلي التجاني وكان الشيخ الطيب أحمد هاشم هو التردد بالرسائل بين الامير والمهدي وصحب الشيخ محمد الخير في إمارته علي دنقلا ثم شغل منصب اول مفتي للسودان واقام في الإفتاء مدة ربع قرن .
وهناك الشيخ محمد الخير خوجلي شيخ الطريقة التجانية وأمير المهدية علي بربر ونواحيها هاجر إلي المهدي في كردفان فجعله أميرا علي بربر وأصحبه رسائل إلي رؤوس قبائلها يدعوهم فيها إلي طاعته والجهاد معه ضد الترك فرجع الأمير محمد الخير من عند المهدي في 27/4/ 1884م ونزل في وادي بشارة فلقي الشيخ الصوفي احمد الهدي شيخ الطريقة التجانية فبايعه علي الجهاد ثم سار شمالا بصحبة الشيخ احمد الهدي وهو يدعو الناس في طريقه فيجيبونه حتي دخل المتمة في جيش كبير فلقي فيها الحاج علي ود سعد النفيعابي فبايعه علي الجهاد ثم لحقه الشيخ محمد حمزة السعدابي الذي قطع التلغراف بين بربر والخرطوم وأرسل الامير محمد الخير بعض رجال فقطع التلغراف بين بربر ومصر وكان قطعه من أكبر الضربات علي غردون ثم وصل إلي الدامر فلقي فيها الشيخ الامين أحمد المجذوب شيخ المجاذيب فبايعه علي الجهاد وارسل الشيخ محمد الخير رسالة من الدامر إلي حسين باشا مدبر بربر وضابط الحامية هناك يدعوهم إلي التسليم وثم عاودهم بالإنذار إلي ثلاث مرات فلما راي إصرارهم علي الحرب سير عليهم الجيوش من الدامر تباعا ثم وصل هو إلي بربر 12/5/ 1884م فنزل مع الحاج ود سعد وعبدالماجد أبو لكيلك في حلة ( الدكة ) فحصر بربر من الشمال وأمر ود بنونة السعدابي فنزل في ( قوز الفونج ) وحصرها في الجنوب وحصرها البشاريون والجعليون من الشرق وبدأت المعركة في صبيحة الجمعة 16/5/1884 فكانت ملحمة من أروع الملاحم بقيت أمجادها تراثا للمسلمين وسقطت بربر فسقط غردون فقطع دابر القوم الذين ظلموا .
وهناك الشيخ أحمد الهدي السوارابي – شيخ التجانية - أرسل إليه المهدي سيفا وألف ريال والإمارة علي دنقلا فلما نزل عليه الشيخ محمد الخير في وادي بشار بايعه علي الجهاد وسار معه إلي حصار بربر وارسل خاله ود عبود بخطاب إلي الشيخ الطيب الشايقي السوارابي يستنهضه للجهاد فجمع الشيخ الطيب جموعه ونزل علي دار الحكومة فسيطر علي المواقع فيها واستلب الخزينة والشونة ثم سار في وجه شمالا يستنفر أهل البلاد للجهاد وكان مدير دنقلا مصطفي باشا ياور قد لحق به في منطقة ( الكرو ) شمال ( دبة الفقراء ) وباغت الشيخ الطيب بالهجوم فقتل فيهم مقتلة عظيمة وشتت جموعهم وكان ذلك قبل سقوط بربر بيوم ولما سقطت بربر تحرك الشيخ الهدي في نحو أربعمائة مقاتل وجاء بلاد الشايقية ونادي بالنفير فاجتمع عليه الناس من الشايقية والشيخ النعمان ود قمر شيخ المناصير وبعض بادية الحسانية والهواوير فزحف بهم قاصدا الدبة وهاجم حاميتها التي كانت محصنة بالمدافع فقتل الشيخ نعمان ودقمر شهيدا وقتل من جيش الشيخ احمد الهدي 2700 شهيد ثم جرت الملحمة الكبري في يوم الخميس 4/9/1884م قرب ( كورتي ) وكان معركة عنيفة قتل فيها الشيخ الهدي شهيدا وقطع فيها مصطفي ياور باشا رأس الشيخ أحمد الهدي رحمة الله عليه وارسله إلي سردار الجيش المصري بحلفا وطلب منه أن يرسله إلي الخديوي بمصر فكتب إليه السردار بأنه لم تجر العادة في هذه البلاد بمثل هذه الافعال وقد نعي الإمام المهدي في رسالته التي أرسلها إلي ( زقل) امير دارفور بتاريخ 8 ذي الحجة 1301 هـ الموافق 29/ 12/ 1884م نعي فيها الشيخ أحمد الهدي وأشاد بجهاده في رفع راية الإسلام .
وهناك الشيخ العبيد ود بدر شيخ الطريقة القادرية التي زحف بجيش عظيم علي غردون في الخرطوم وحاصر المدينة من جهة الشرق ومعه أبناؤه الشيخ إبراهيم والشيخ العباس ومعهم الشيخ المضوي أحد شيوخ الطريقة القادرية وكانت أول المعارك في حصار الخرطوم هي المعركة التي قادها الشيخ العبيد ودبدر في 13/3/ 1884م والتي تم فيها ترقية ابراهيم بك فوزي إلي درجة لواء !! ( وعلي طريقة غردون في تحميس ضباطه علي القتال ) ثم توالت سلسلة الاقتحامات والمعارك واستطاع الشيخ العبيد ودبدر ان يصطدم بمحمد علي باشا – أفضل القادة العسكريين لدي غردون – وأن يهزم جيشه وأن يقتل محمد علي باشا وكان وقع هذا الخبر علي غردون شديدا حتي أنه أقام عزاء رسميا عزاه فيه رؤساء العسكرية وقنصل اليونان ثم جرت بعد ذلك الملاحم التي انتهت بسقوط الخرطوم ومقتل غردون باشا وقيام دولة الإسلام.
رضي الله عن السادة الصوفية فقد أبلوا بلاء حسنا في جهادهم الأصغر والأكبر ورفعوا راية الإسلام عالية وكانوا هم النموذج القدوة في تزكية النفس وفي جهاد العدو – الجهاد الأصغر والأكبر – وسوف تظل منارة الإسلام عالية شامخة في سماء المجد ما دام هؤلاء السادة موجودين بيننا .
الجهاد في سبيل الله : الطريقة التجانية أنموذجا
لم يكن الإستعمار الفرنسي بالجزائر احتلالا عسكريا أو استنزافا اقتصاديا فحسب وإنما كان يريد إلغاء شخصية الشعب وتذويبها ، لقد كان الاستعمار في الشرق العربي يعرف أن العرب سيظلون عربا ولذلك لم يفكر يوما من الايام أن يجعلهم انجليزا أو فرنسيين أما في الجزائر فقد حاول أن يجعلهم فرنسيين أو يجعلهم ( لا شيء ) ولذا لاذ الشعب العربي السملم في الجزائر بالدروع التي هي اقوي الدلالات علي شخصيتهم واقوي مايميزه عن أوربا كلها .. دروع الإسلام .. ممثلة في شيوخ الصوفية وكلما كان الإستعمار الفرنسي يمعن في تمزيق شخصية الجزائريين ومحوها كان الجزائريون يزدادون اعتصاما بهذه الدروع.
وكان يوما مشهودا في الجزائر يوم صلي الجزائريون أول جمعة في مسجد(كنشاوة) فهذا المسجد الجزائري القديم كان آخر حصن تحسن به المقاتلون الجزائريون يوم احتل الفرنسيون البلاد فسقط في صحنه أكثر من ثلاثمائة شهيد وكان أول عمل قامت به فرنسا ان حولته إلي كنيسة كاثوليكية ولقد صمم الجزائريون بعد ذلك الثورة في أول نوفمبر أن تكون أول صلاة جمعة لهم في هذه الكنيسة بعد أن أعادوها مسجدا .
وقد كانت ملاحم الصوفية في سبيل الله واستعادة هوية الأمة المسلمة شاهدا ومشهودا فأنظر إن شئت إلي موقف التجانيين والقادريين والشاذليين والدرقاويين وغيرهم .. تري أمرا يملا العين ويشرح الصدر ويعظم في القلب.. خذ الطريقة التجانية مثلا فقد ثار الشريف أحمد عمار ( حفيد الشيخ التجاني) في وجه فرنسا ثورة امتدت لعدة سنوات وفي أوائل سنة 1860 اقتحمت الجيوش الفرنسية بقيادة الجنرال ( سونيز) بلدة عين ماضي مقر الشريف احمد عمار وقمعت الثوار واعتقلت الشريف عمار وسجنته في مدينة الجزائر سنة كاملة ثم قامت في الحرب السبعينية بين فرنسا وألمانيا خافت فرنسا علي وضعها الاستراتيجي في الجزائر أن يهتز فيؤثر علي حربها في أوربا ولم تخش إلا ذلك الرجل – الشريف عمار – فنفته من الجزائر واعتقلته في فرنسا ثم خشيت أن يقوم أخوه الشريف محمد البشير بالثورة أيضا فاعتقلته والحقته بالمنفي وبقيا طوال الحرب السبعينية معتقلين في فرنسا .
ثم جاء ابناء الشريف محمد البشير ليواصلوا الجهاد والحرب علي فرنسا فهذا هو الشريف محمود بن الشريف البشير يتعاون تعاونا وثيقا مع الأمير عبدالكريم الخطابي أمير الجهاد في حرب الريف .
وقد خرج الشريف ابن عمر- وهو الإبن الأكبر للشريف محمد الكبير بن الشريف البشير – وطاف العالم العربي والإفريقي فدخل مصر والسودان والسنغال ومالي ونيجيريا والكنغو يشرح القضية الجزائرية ويدعو المسلمين للتكاتف وتاييد أخوانهم في الجزائر وكانت فرنسا تراقب نشاطه ولما عاد لجزائر تم استجوابه واعتقاله ، وقد نشرت المصور المصرية في عددها الصادر في 14 / 12/ 1956 صور بعض زعماء جيش التحرير الجزائري وكان أحد هؤلاء الزعماء من التجانيين وفي 18/3/1957 أذاعت محطة ( صوت العرب ) من القاهرة أن الفرنسيين اعتقلوا الشريف ابن عمر زعيم التجانيين والسيد باش اغا حميدة والسيد مولودي ووجدوا عندهم صلة وثيقة بالثوار ، وهؤلاء الثلاثة من زعماء التجانيين ، لقد تربي التجانيون علي بغض فرنسا التي حاولت مسح الشخصية المسلمة ومحو الهوية العربية .
وانظر ماكتبه عبدالله شليفر مستشرق أمريكي مسلم له عدة دراسات منها كتاب ( سقوط القدس) وكتاب ( فكرة الجهاد في العصر الحديث ) وقد نشر بحثا بعنوان ( الشيخ عزالدين القسام : حياته وفكره 9 قال في بحثه :
في 21 تشرين الثاني نوفمبر 1935 نشرت صحيفة جيروزلم بوست علي ثلاثة أعمدة في صدر صفحتها الأولي نبأ اصطدام رجال الشرطة البريطانيين بمسلح عرب بجوار (جنيين ) واصفة المسلحين برجال العصابات وقطاع الطرق ذاكرة ان الشيخ عزالدين القسام كان بين القتلي ناعتة إياه بمنظم العصابة غير أن دوائر الاستخبارات البريطانية والصهيونية أعلم بالحقيقة فهي تعرف أن الشيخ عزالدين القسام رئيس لجمعية الشبان المسلمين وخطيب واسع الشعبية في جامع الاستقلال بجوار محطة حيفا الحديدية وماذون في محكمة حيفا الشرعية ثم إنه كان تحت المراقبة وقد استدعي للتحقيق معه ووجه إليه التحذير من الدعوة العلنية للجهاد ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار الصهيوني خلال العقد المنصرم ثم إنه كان متهما بتنظيم سلسلة من الهجمات المسلحة السرية علي المستوطنيين اليهود والموظفين البريطانيين في حيفا وجوارها ابتداء من اوائل الثلاثينيات .. وانتقل إلي جبال بجار ( يعبد ) بين نابلس وجنيين في أوائل تشرين الثاني نوفمبر وبعد مقتل شرطي يهودي عامل في القوات البريطانية طوقت مجموعة عزالدين القسام بقوة كبيرة من الشرطة والجيش البريطاني ودعيت للاستسلام غير أن عزالدين القسام دعا رجاله للمقاومة والاستشهاد وفتح النار علي القوة التي كانت تطوقه وقد الهب تحديه والطريقة التي استشهد به حماس الشعب الفلسطيني.. وبعد خمسة اشهر استطاعت مجموعة من المجاهدين بقيادة أحد رفاق عزالدين القسام أن تنصب كمينا لمجموعة من اليهود في شمال فلسطين وفي الاسابيع اللاحقة نشأت في مختلف أنحاء فلسطين مجموعات من الفدائيين في القري والمدن بقيادة أخرين من انصار عزالدين القسام وبذلك بدأت ثورة عام 1936م
ولد عزالدين القسام في جبلة في منطقة اللاقية في سوريا عام 1882م – 1300 وكان جده وشقيق جده اللذان قدما إلي جبلة من العراق شيخين بارزين في الطريقة القادرية كذلك كان والده عبدالقادر موظفا في المحكمة الشرعية في ظل الحكم العثماني وهناك قول آخر بأن والده كان يتبع الطريقة النقشبندية ايضا والتي لعبت دورا ملحوظا في مكافحة الفتوح الاستعمارية في القرن التاسع عشر في سوريا.
وفي أوائل العشرينات التقي عزالدين القسام بالشيخ الجزائري محمد بن عبدالمالك العلمي الذي عمل علي الحصول علي إذن لزوجة عزالدين القسام وبناته للخروج من سوريا واللحاق بالشيخ في فلسطين وللشيخ الجزائري اثر آخر علي الشيخ عزالدين القسام فهو مقدم في الطريقة التجانية جاب الشرق العربي في اوائل القرن العشرين وأنشا فروعا وزوايا لهذه الطريقة في مصر والسودان وليبيا وسوريا وفلسطين والعراق والجزيرة العربية وادخل عزالدين القسام وثلاثة آخرين في هذه الطريقة حتي بلغ رتبة مقدم فيها وإذا كان عزالدين القسام لم يسع إلي إدخال الآخرين في هذه الطريقة فإن حركة المجاهدين التي بناها في حيفا كانت علي أساس الطريقة التجانية .
في حياة عزالدين القسام شيء يصعب إدراكه حتي علي اشد المعجبين بالحركة القومية العربية فهذا أحمد الشقيري يكتب بتأثر عن محاولته كمحامي قوي شاب للدفاع عن القساميين الذين نجوا بعد معركة ( يعبد) ويشير إلي ذهوله أمام هدوئهم ورباطة جأشهم بانتظار المحاكمة ، لقد اعتقد أحمد الشقيري في بحثه عما يدافع به عنه أن القساميين تعرضوا لتعذيب وإكراه علي الاعتراف والواقع أنهم اعترفوا بحرية باسهامهم في المعركة وقالوا إنهم مجاهدون في سبيل الله ولن يصيبهم إلا ما كتبه الله لهم ) انتهي مانقلناه من بحث المستشرق المسلم عبدالله شليفر.
وفي كتاب ( الإسلام والنصرانية في إفريقيا ) لمؤلفه الفرنسي ( بوني موري) تحت عنوان ( التجانية ):
هنالك الطريقة التجانية مؤسسها أحمد بن محمد التجاني المتوفي في فاس سنة 1782 وكان يتظاهر بالتسامح مغ غير المسلمين ومع هذا ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم تقف التجانية عن استعمال القوة في مخاصمة أقرانهم ونشر العقيدة الإسلامية وأهم مراكز التجانية عين ماضي علي سبعين كيلومترا في الجنوب الشرقي من الأغواط وفي تماسين وهم كثيرون في مراكش ولقد تبع الطريقة التجانية عدد كبير من أهل ( ماسينا) في السودان ( وأهالي فوتا تورو) و ( فوتا جالون ) وأمه ( البله) وصاروا من أشد انصار الإسلام وانضموا حول راية الحاج عمر هذا ابن شيخ مرابط ولد سنة ( 1779 ) في قرية الفار من بلاد ( ديمار) فرباه أبوه وعلمه ثم حج البيت الحرام وزار المدينة وقرأ مدة في الأزهر وعاد إلي (بورنو) سنة 1833 ثم ذهب إلي بلاد الهوسا وأخذ بعظ الناس بالرجوع إلي عقيدة السلف وفي أثناء ذلك جاء أخوه ومضي به إلي بلاد ( فوتا السنغال) فعرج علي بلاد( البمبارا) وحصلت معه هناك حوادث وعوارض كثيرة لكنه تغلب عليها وانضم إليه في بلدة( كونكان ) رجل يقال له محمدو سار علي طريقته وادخل في الإسلام فرقة من ( البله) يقال لهم( الواسو لونكه) ولما عل كلمة الحاج عمر ونظر إليه الناس نظرهم إلي المهدي حشد جيشا صغيرا وآثار جميع مسلمي بلاد( غابون ) وهزم البمبارا الوثنيين شر هزيمة في( مونيا ) واستولي بعدها علي ( كونياكري) سنة 1854 وجعل مقره العام في( نيورو) ثم استولي علي مملكة (سيقو) وعلي بلاد ماسينا وكانت وفاة الحاج عمر سنة 1865م وهو في حرب مع مسينا ثم وقد خلف للطريقة التجانية سلطنة إسلامية عظيمة في وسط بلاد الزنوج الفتيشيين ثم خلف الحاج عمر ابن أخيه ومريدا آخر له اسمه أحمدوا شيخو وحاولا توسيع فتوحات الحاج عمر وآثارا أهالي فوتا تورو والسوننكة الذين في بلاد كاراته والتوكلولور الذين في السنغال علي فرنسا فصار وجود هذه السلطنة التجانية في وسط السودان خطرا عظيما علي سيادتنا وكان تحرير الخلاف هو هذا : هل يتم تمدين السودان الغربي علي يد فرنسا وضباطها المبشرين المسيحيين أم علي يد التجانية رسل الإسلام ؟. فالكولونيل ( ارشينارد) بأخذه( جنة ) و( بندجاقار) أوقف غارة التجانية في هذا القسم من إفريقية ويسر فتح السودان بين يدي المدنية الاوروبية ثم عقب ذلك فتح الكولونيل ( دور غنيس ديبورد) لبلد باماكو واستلحاق القومندان ( غلييني ) لبلاد( فوتا جالون ) وافتتاح الكولونيل ( ارشينارد) لبلاد ( ماسينا ) وتتوجت جميع هذه الفتوحات باحتلال ( تمبكتو) في 10 يناير 1894 مما خلد أعظم الشرف للعساكر الفرنسيين واعاد ذكري ظفر (شارل مارتل ) في بواتييه بسبب ما كان يترتب من النتائج العظام لمستقبل افريقية في ما لو لم يتم هذا الظفر – انتهي كلام ( بوني موري) أنظر كتاب ( حاضر العالم الإسلامي )
فها هو رأي الفرنسيين في الطريقة التجانية وكيف أنهم يعتبرونها أكبر عدو لهم في المنطقة وأنهم هم الذين كانوا يعوقون تقدم الاستعماريين الفرنسيين ولقد علق الاستاذ الامير شكيب أرسلان علي كلمة هذا الكاتب بونه موري التي في آخر المقال اعلاه وهي :
اعاد ذكري ظفر ( شارل مارتل ) في بواتييه بسبب ما كان يترتب من النتائج العظام لمستقبل افريقية في ما مالو لم يتم هذا الظفر : قال :
بشير إلي ان افريقية كانت تكون كلها إسلامية لولا قضاء الفرنسيين علي سلطة التجانية هذه كما أن اوربا كانت تكون إسلامية لولا انتصار شارل مارتل علي العرب في بواتييه وهلي الكلمة التي يتفق عليها مؤرخو الأفرنج.
يقول د. عبدالله عبدالرازق ابراهيم في كتابه ( المسلمون والاستعمار الأوربي لإفريقيا )
وفي عام 1852م أعلن الحاج عمر الجهاد ضد الوثنيين في السودان الغربي واستطاع خلال عشر سنوات أن يسيطر علي تل السودان الغربي من حدود مدينة تمكبت حتي حدود السنغال الفرنسية ورغم أنه اعتبر نفسه مصلحا دينيا وأعلن الزهد في الأمور الدنيوية المؤقتة ألا أنه كان مستعدا لتحقيق أماله من خلال الطرائق السياسية والعسكرية واعتبر الحاج عمر أن رسالته المقدسة هي تنقية الإسلام في السودان الغربي من كل ما علق به من شوائب ووضع حد للوثنية وتطبيق الشريعة الإسلامية ومن هنا وضع نفسه علي رأس دولة إسلامية واتبع اسلوب العنف في تحويل الناس الوثنيين الي الشريعة الإسلامية وقام ببناء المساجد ونشر المدارس القرآنية في كل أرجاء المنطقة التي امتدت إليها حركته الإصلاحية
وكان حماس جيشه واضحا في تطبيق مباديء الشريعة الإسلامية وكان هذا الحماس سببا في زيادة عدد الأتباع الذين انتشروا علي نطاق واسع يدافعون عن الدين ويعيدون للإسلام مجده في هذه المنطقة لدرجة ان حاكم السنغال الفرنسي عبر عن دهشته لهذا الحماس الديني واندفاع المسلمين بكل شجاعة وقوة نحو نيران الفرنسيين سعيا في الاستشهاد في سبيل الله والوطن .
وكان الحاج عمر قد ارسل إلي المسلمين في سانت لويس يطلب منهم شن حرب مقدسة ضد حكامهم الوثنيين والمسيحيين ووعدهم بمحاربة الفرنسيين حتي يطلبوا السلام منه وقال : ( إن الحرب ضد الوثنيين يجب ان تستمر حتي يوافقوا علي دفع الجزية)
وكانت هذه الدعاية التي نشرها الحاج عمر علي طول نهر السنغال ضد الفرنسيين من العوامل التي جعلت القائد الفرنسي فيدهرب يخشي قوة الحاج عمر ويفكر في دراسة الموقف جيدا علي نهر السنغال بل ذهب شخصيا في احدي السفن إلي باكل لمعرفة الاخبار علي الطبيعة وادرك فيدهرب أن الحاج عمر يرغب في أن يدفع الفرنسيون ضرائب له بالإضافة إلي منعهم من اقامة مراكز عسكرية علي طول شواطي النهر واكد فيدهرب في مراسلته المستمر الي باريس علي ان الحاج عمر ينوي شن هجوم شامل علي الفرنسيين اسوة بالأمير عبدالقادر الجزائري وفي فبراير عام 1856 كتب إلي وزير المستعمرات والبحرية قائلا ( إن الحاج عمر ينظم لثورة عامة ضدنا ).
كل هذه الامور كانت سببا في أن يتحفز الفرنسيون لاتخاذ إجراءات عسكرية لمواجهة خطط قائد المسلمين وترتيب علي ذلك قيام الفرنسيين ببناء قلعة في مادينا في مقاطعة كاسو Khasso ووقع فيدهرب معاهدة الصلح والتجارة مع سامبالا ملك كاسو.
وبعد أن ثبت فيدهرب مركز الفرنسيين علي طوال نهر السنغال بدأ يسعي لعقد معاهدة سلام مع الحاج عمر فاصدر قبل سفره إلي باريس تعليمات إلي نائبه موريل بشأن التفاوض مع الحاج عمر علي مشروع الاعتراف به كملك الكارتا مقابل أن يحد من نشاطه في هذه المنطقة .
ويتضح من هذه المحاولات أن الفرنسيين يحاولون التعامل مع الحاج عمر مثلما يتعاملون مع الامير عبدالقادر الجزائري بعد توقيع اتفاق تافنه Tafna معه في عام 1837 ويعني هذا تدعيم موقفهم قبل الدخول في توسيعات كبري وبعد عودة فيدهرب الي السنغال في نهاية عام 1856 بدأ الحاج عمر كفاحه المباشر مع الفرنسيين بمهاجمة مركز مادينا وهو الامر الذي ضيع فرص السلام بين الطرفين وكان الحاج عمر يرغب بعد غزو كارتا في أن يضم وطنه في فوتا تارو إلي المناطق التي سيطر عليها خصوصا وأن سكان المنطقة كانوا من المتعصبين لقضيته وكانوا يكرهون الحكم المسيحي الذي يعتبر بمثابة الشوكة في صدورهم ذلك لأن الفرنسيين يحاولون تدمير القري التي يسكنها اعوان الحاج عمر.
وفي الشهور الاولي من عام 1857 بدأ الحاج عمر هجومه علي قلعة مادينا واحتل أحدي المناطق في كاسو وتدعي تومرو(Tomoro ) دون قتال واقترب من النهر في 14 ابريل هاجم سابوسيري Sabourire عاصمة مقاطعة الفرنسيين لوجو Logo واتخذها مقرا لعملياته العسكرية ضد الفرنسيين وفي العشرين من ابريل وصل جيش المسلمين إلي منطقة مادينا حيث بدأ الحصار وكان الجيش يسير في ثلاثة طوابير بلغ عددها 15000 مقاتل وكانت حامية المدينة تضم 64 رجلا بقيادة بول هول Paul Holle الذي استطاع ارسال احد رجاله الي باكل ليخبر القيادة الفرنسية عن الوضع في مادينا وفعلا صدرت الأوامر لإحدي السفن الفرنسية بالتوجه إلي مكان العمليات العسكرية في مادينا لكن تحطمت هذه السفينة علي احدي الصخور ومنع الحاج عمر رجالها من الوصول غلي القلعة المحاصرة وظلوا في حطام السفينة .
وفي أوائل يونيه قرر فيدهرب أن يقود بنفسه حملة لانقاذ حامية مادينا ووصل بقواته الي حطام السفينة المحاصرة لكن جنودها كانوا ماتوا من الحمي وفي الوقت نفسه كان مصير بول هول وحامية مادينا يتوقف علي حصول حملة الانقاذ ووصل فيدهرب فعلا الي المنطقة في 18 يوليو أي بعد حوالي ثلاثة أشهر من بدء الحصار فوجد عددا من سكان المدينة قد ماتوا جوعا بسبب رفض بول هول الاستسلام لقوات الحاج عمر ونجح فيدهرب في انقاذ مادينا ذلك النجاح الذي كان امتحانا لقوات الحاج عمر حيث توقف نشاطه في المنطقة لمد عامين بل تحرك من سابوسيري ولم يعد لهذه الاماكن إلا في عام 1859 عندما هاجم المركز الفرنسي في ماتلم Matam الذي كان ايضا تحت قيادة بول هول الذي اصاب قوات الحاج بخسارة فادحة حيث نقص عدد الجيش إلي النصف اي من 15000 جندي إلي 7000 جندي .
بعد هذه النكسة التي حلت بقوات الموحدين انسحب الحاج عمر إلي جيومو Guemou التي تبعد حوالي اربعين كيلومترا عن باكل وبني حصنا هناك وبدأ يعرقل تجارة الفرنسيين علي طول نهر السنغال ولهذا قرر فيدهرب تدمير حصن جيومو وعهد بهذه المهمة إلي بعثة استكشافية بقيادة الضابط فارونFaron وفي 25 اكتوبر هاجم فارون الحصن واستولي عليه بعد أن اصيب بعدة جروح لكن الحاج عمر كان قد انسحب منه قبل وصول البعثة الفرنسية وقتل ابن اخي الحاج عمر ودمر الحصن تماما ..
شعر الحاج عمر أن النضال ضد الفرنسيين لن يتوقف وأن طمع الفرنسيين لا حدود له وأن محاولات عقد الصلح معه ماهي إلا مرحلة مؤقتة في خطط الفرنسيين لابتلاع ممتلكاته وضمها للسيطرة الفرنسية ولذا فإنه قرر ترك هذه المنطقة والاتجاه إلي منطقة النيجر علي أمل التحالف مع زعماء المسلمين هناك في محاولة لتوحيد صفوف المجاهدين ضد عدو اوربي يطمع في السيطرة علي بلادهم كانت هذه هي استراتيجية الحاج عمر في مرحلة سدت فيها كل السبل أمام ايقاف التوسع الفرنسي وهي استراتيجية تدل علي بصيرة قوية وعقلية عسكرية تواجه هذه التحديات الأوربية ، لكن أفكار الحاج عمر لم تجد من يفهمها في المناطق الجديدة التي احست انه جاء لغزوها والقضاء عليها فتحالفت ضده وتأمرت عليه في وقت هو في أشد الحاجة إلي مؤازرتها والوقوف معه ضد العدو المشترك ولهذا ضاعت جهود هذا المناضل الإسلامي في صراعات جانبية مع هؤلاء الزعماء المسلمين واضطر إلي الدخول في حروب ضدهم.
وهكذا استشهد هذا المناضل الإسلامي وهو يناضل من أجل بناء دولته الإسلامية عن عمر يناهز السبعين عاما حاول خلالها مقاومة التوسع الفرنسي بكل ما أوتي من قوة وترك لابنائه مسئولية هذا العبء الكبير.
كان جهاد الحاج عمر وابنائه مثالا من الشجاعة والإقدام وكان الإصرار علي المحافظة علي أمبراطورية إسلامية ناشئة في فترة كان التكالب الاوربي علي القارة قد اتخذ شكلا عسكريا وجعل الحاج عمر يخوض المعارك في جبهتين : احداهما داخلية مفككة ومتصارعة والاخري خارجية منظمة وعلي اهبة الاستعداد لخوض المعارك للاستيلاء علي أراضي السملمين لذا كان الجهاد صعبا والمقاومة عنيفة .
كان علي الحاج عمر أن يعمل بشكل مستمر علي استتباب الجبهة الداخلية وان يواصل الجهاد للقضاء علي الوثنيين وفي الوقت نفسه مقاومة أطماع الفرنسيين ومن هنا طال أمد النضال واستمر جهاد الحاج عمر وابنه احمدو مدة قاربت نصف قرن من الزمان ارهق فيها المسلمون الفرنسيين الذين اضطروا الي تغيير القيادة أكثر من مرة وتحملت الميزانية الفرنسية نفقات كثيرة وتكبت القوات الفرنسية اعدادا كبيرة من القتلي والجرحي لكن رغم كل هذا فلقد فعل التسليح الأوربي دوره في هذه اللقاءات وحسم الموقف لصالح الفرنسيين الي حين يستعد المسلمون لجولة جديدة من النضال خصوصا وان مباديء العقيدة قد ترسخت في القلوب ولم تستطع قوي البغي والقهر والعدوان ان تنال منها وهذه من أعظم ثمار جهاد الحاج عمر التكروري الذي استشهد في المعارك العسكرية وهو يدافع عن دين الإسلام وحضارته .
وإذا كان الجهاد في سبيل الله قد واجه المسيحيين في غرب إفريقيا وانتهي اللقاء لصالح قوي المسيحيين ألا أن الطريقة التجانية ظلت كامنة في النفوس عالقة في القلوب بل ازداد المسلمون تمسكا بها وحافظوا علي تقاليدها في وجه التيارات المسيحية والوثنية وظلت هذه الروح الثورية الدينية تمارس نشاطها وتحافظ علي العقيدة الإسلامية حتي هبت كل شعوب المنطقة في وجه الاستعمار الفرنسي واجبرته علي أن يحمل عصاه ويرحل عن أرض القارة الإفريقية التي عادت للإسلام والمسلمين .
كان الحاج عمر مغامرا من نوع جديد ورجلا صلبا لا يلين لديه امال عراض لبناء امبراطورية تتخذ من الشريعة الإسلامية أساسا لها ومنهاجا وما كان يدري ان الطريق مليء بالاشواك وان المنطقة التي اختارها لبناء دولته تكتظ بالمشكلات الداخلية والصراع الأوربي عليها فناضل وكافح وفتح جبهة هنا وجبهة هناك واستخدم اسلوبي الدبلوماسية والحرب كان يهادن في جبهة ليتفرغ للأخري وساعده كل هذا علي نشر الطريقة التجانية التي تعمقت في نفوس الناس وصارت تضارع الطرق الصوفية الأخري ولو فهم المسلمون مايرمي إليه هذا الشيخ المجاهد والجهود التي يبذلها لبناء دولة إسلامية ولو وقفوا بجانبه في صراع الأوروبيين لتغير الوضع تماما لكن للاسف الشديد عاني الحاج عمر من المسلمين والوثنيين الذين تكاتفوا ضده واعتبروه غازيا وعقدوا حلفا ضده وهو في أمس الحاجة لجهودهم وحاصروه في حمد الله وهو يناضل من أجل الوقوف في وجه الفرنسيين وسقط هذا الزعيم شهيدا برصاص المسلمين الذي تتبعوه وحاصروه حتي قضوا علي جهوده واستشهد الحاج عمر وهو في روعة انتصاراته وفي قمة صراعه مع الفرنسيين الذين عانوا كثيرا علي يديه .
ورغم سقوط امبراطورية التوكولور إلا أن اتباع الحاج عمر قد اكتسبوا شهرة القيادة الإسلامية في السودان الغربي وانتشرت التجانية بعد ذلك وقاومت التبشير المسيحي الذي اجتاح امبراطورية التوكلور في أعقاب السيطرة الأوربية ورغم سقوط الامبراطورية سياسيا الا أنها استمرت تمارس حياتها الدينية وحافظت علي تراث الإسلام وحضارته امام موجات الغزو والتوسع الاوربي والتبشير المسيحي.
إن عداوة اهل الطريقة مع سائر المستعمرين معروفة عند المنصفين ولو ذهبنا نقص عليك عداوتهم مع الاستعمار الانجليزي في مصر والسودان وفلسطين لطال بنا الكلام.
وبقي تنبيه يجب أن نلفت النظر إليه أن الصوفية في عداوتهم مع المستعمر لايعادونه لأنهم صوفية وإنما لأنهم مسلمون يغارون علي دينهم ويعلمون ان الإسلام يعلو ولا يعلي عليه وأنه ليس للمسلم أن بذل نفسه كما ورد في الحديث الشريف فمن هذه القاعدة انطلقوا وعن هذا المنظور توجهوا فأهل الإسلام كلهم- صوفية وغيرهم – يد واحدة علي جميع المستعمرين بجميع أنواعهم .
الجهاد في سبيل الله : الطريقة القادرية انموذجا
يقول الدكتور عبدا لله عبدا لرازق إبراهيم في كتابه ( المسلمون والاستعمار الأوربي لإفريقيا ):
من البديهي ونحن نعالج المقاومة الإسلامية للاستعمار الأوروبي للقارة الإفريقية أن نحدد بشكل سريع الملامح الرئيسية لذلك التكالب الاستعماري علي القارة في اواخر القرن التاسع عشر تلك الفترة التي توافقت مع جهاد زعماء المسلمين في القارة وخصوصا في إفريقية جنوب الصحراء ومحاولات زعماء حركات الجهاد أن ينشروا الدين الإسلامي الصحيح بعد قيام حركات الإصلاح والتجديد بزعامة الشيخ عثمان بن فودي في شمال نيجيريا وانتشار حركته علي نطاق واسع وتأثر العلماء المسلمين في غرب القارة بتلك الحركة الإصلاحية التي وجدت صداها في إمبراطورية الحاج عمر الفوتي التكروري وفي الحركة التي قادها الزعيم المسلم الشيخ محمد الأمين في بلاد التكرور أيضا في حركة الجهاد الإسلامي للزعيم الإمام ساموري توري ولم تتوقف هذه الحركة الإسلامية عند هذه المنطقة من غرب القارة بل امتدت إلي منطقة بحيرة تشاد حيث ظهرت حركة زعيم آخر هو رابح فضل الله وامتد هذا الأثر الجهادي إلي بلاد الصومال بزعامة السيد محمد عبدالله حسن ومن الطبيعي ان تواجه هذه الحركات الإسلامية مقاومة عنيفة من الدول الاستعمارية التي كانت قد خططت لاستعمار القارة الإفريقية بعد مؤتمر برلين لعام 1884 – 1885
وبدأ التوسع الفرنسي الكبير في غرب إفريقيا في حوض نهر السنغال حيث التقت القوات الفرنسية بامبراطورية التوكولور بزعامة أحمدو شيخو نجل الحاج عمر الفوتي التكروري زعيم الطريقة التجانية في القارة الإفريقية وخليفة والده في حكم الامبراطورية واستمرت الاشتباكات بين القوات الفرنسية وقوات الشيخ أحمدو حتي انهارت هذه الامبراطورية ودخل الفرنسيون وادي النيجر الأعلي واستولوا علي باماكو في عام 1883م كما التقت مجموعة من الفرنسيين بساموري توري احد قواد المسلمين من بلاد الماندنجو في المنطقة الشاسعة مابين حوض نهري الفولتا العاليا والنيجر وصار خصما عنيدا للفرنسيين ورغم احتلالهم لمعظم مناطقه في عام 1891 إلا أنه لم يهزم نهائيا الا في عام 1898م
ويقول د. عبدالله عبدالرازق ايضا :
إن الصراع بين امارات بلاد الهوصا لم يساعد إلا علي التفرقة وعدم الاستقرار وعدم التركيز علي النواحي الثقافية أو الدينية فصار الدين الإسلامي غريبا بين السكان واختلط العادات الوثنية بالتقاليد الإسلامية وصار الحكام يحملون لقب المسلمين شكلا دون فهم واع لأصول هذا الدين وعندما أحس أحد ابناء الفولاني المسلمين بما ألم بالدين علي ايدي هؤلاء الحكام شبه الوثنيين اعلن الجهاد في سبيل الله لاعادة الدين الإسلامي إلي اصوله وقواعده وصارت إمارة جوبير هي الساحة التي انطلقت منها هذه الثورة الإسلامية الكبري التي غيرت مجري حياة السكان واعادت للدين الإسلامي هناك مكانه لم يحققها في القرون السابقة وصار الجهاد الفولاني لاخماد البدعة واحياء السنة هو العمل الكبير الذي قام به الداعية والمجاهد عثمان بن فودي .. إن هذا الزعيم الذي كان له ولحركته الإسلامية فضل كبير في نشر الدين الإسلامي علي نطاق واسع في غرب إفريقيا ومازالت نيجيريا الإسلامية تدين حتي يومنا هذا لحركة ذلك المجاهد الذي جعلها اكبر دولة إسلامية في غرب افريقيا بل في افريقيا باسرها ولم يتوقف جهاد هذا الرجل عند حدود اعلان حرب علي الوثنيين بل تعداه إلي اقامة دولة إسلامية حملت لقب الخلافة الإسلامية في سوكوتو وظل ابناؤه يحكمون في هذه الدولة الواسعة طوال قرن من الزمان وكان لاحفاده شرف النضال والكفاح ضد الأوروبيين الذين جاؤوا غازين ديار الإسلام والمسلمين فكانوا حماة الدين وشهداء العقيدة الإسلامية في أوائل القرن العشرين .
كانت الهجرة إلي مدينة جودو بداية تأسيس امبراطورية الفولاني التي اتخذت من مدينة سوكوتو عاصمة لها وأخذ الشيخ معه الأنصار والأتباع إلي اطراف الصحراء وهنالك اقروا له بالطاعة والولاء وحلفوا اليمين علي طاعته علي الكتاب والسنة وحمل الشيخ لقب امير المؤمنين ذلك اللقب الذي استمر مع الخلافة حتي نهايتها في عام 1903 كما حمل لقب خليفة في بعض الأحيان وهو اللقب الذي حمله أبناؤه وذريته من بعده .
كانت هذه البيعة بداية الجهاد وايذانا بتأسيس الخلافة الإسلامية ذلك لأن البيعة كانت تعني نقل الجهاد من الدور السلبي إلي الدور الإيجابي الجديد وانتشرت اخبار الجهاد ضد حكام الهوصا واصدر الشيخ ( وثيقة اهل السودان) التي صارت اعلانا رسميا للجهاد حيث حدد الشيخ الاسس التي بني عليها الجهاد واقرت هذه الوثيقة مباديء منها : أن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب اجماعا وان الهجرة من بلاد الكفار واجبة اجماعا وان الجهاد واجب اجماعا وان قتال البغاة واجب اجماعا.
كان الرد العملي علي هذه الوثيقة أن ارسل الحاكم إخوانه الأمراء في كاتسينا وكانو ودورا يطلب منهم يد المساعدة لانه أهمل إطفاء شرارة من النار في إمارته حتي اتسعت رقعتها وزادت حدتها وصار فوق احتماله القضاء علي خطورتها.
تزعم سلطان جوبير جبهة المعارضة ضد الشيخ عثمان وصارت الحرب وشيكة بين المؤمنين والوثنيين ولم يجد الشيخ بدا من اعلان الجهاد في سبيل الله فلبي تلاميذه النداء لأن ارتباطهم به لم يكن مجرد حلقات درس تنتهي بل كان الارتباط عميقا بالحب والتقدير فكانوا له مؤيدين تكبدوا المعاناة وتحملوا عبء الكفاح عندما هاجم الشيخ امارة جوبير إثر قرار حاكمها بتاديب الشيخ عثمان فحدث الالتحام وبدأت الحرب وانتقلت الدعوة من مرحلة السلم إلي مرحلة الهجوم المسلح وبعد أن اغار حاكم جوبير علي قري المسلمين وممتلكات الموحدين .
وفي الرابع من يونيو عام 1804 تقدمت قوات الجهاد بزعامة عبدالله بن فودي الذي اخلي مواقعه في جودو توقعا لهجوم من سلطان جوبير واتجه إلي بحيرة تابكين كونو وعلي ضفاف هذه البحيرة اطبق المسلمون علي قوات البغي والعدوان ودارت عليها الدائرة وهرب من وجد سبيلا لذلك وسقط في ساحة المعركة الكثير وتفرق شمل الاعداء في اول مواجهة حاسمة في الجهاد لكن النصر لم يكن نهائيا لأن قوات المشركين عادت بعد أن جمعت قواتها في عام 1805 وبدأت الهجوم من جديد علي الشيخ وجماعته ودارت معركة تسونسو التي هزم فيها المسلمون في البداية وراح منهم أكثر من ألف قتيل ولكنهم صمدوا للهجوم .
استمرت الحرب سجالا بين الطرفين دون تفوق طرف علي الآخر وتمكنت قوات الجهاد من السيطرة علي إمارة كيبي KEEBE ووواتخذتها عاصمة للجهادوتوالي سقوط امارات الهوصا في إيدي المسلمين حيث سقطت زاريا عام 1805م واستمر النصر حليف الشيخ واتباعه حتي تحقق النصر المبين ودخل عاصمة الإمارة وتسمي الكالاوا في عام 1808 وتم قتل السلطان يونفا مع عدد من اتباعه وانتهت مقاومة الوثنيين وصارت كلمة الذين امنوا هلي العليا وتوافدت القبائل زرافات ووحدانا الي معسكر الشيخ تعلن الدخول في الإسلام والانضمام إلي حلف المسلمين وتوسعت امبراطورية الفولاني وتكونت امارة جديدة واعطي الشيخ اعلانا لاتباعه لاعلان الجهاد في مختلف المناطق فتوسعت رقعة الدولة ودخل الناس تحت راية الجهاد وانتقل الشيخ الي مدينة سيفاوا عام 1809 بينما استقر ابنه محمد بلو في مدينة سوكوتو.
وعادت المنطقة الي حكم المسلمين ولأول مرة تشكلت وحدة سياسية كبري اطلق عليها امبراطورية الفولاني واختلفت التفسيرات حول هذا الجهاد فمنهم من رأي فيه صراعات سياسيا بين الهوصا والفولاني استخدم الفولاني عامل الدين كهدف أو مناورة عسكرية من أجل تحقيق اهدافهم والسيطرة الفولانية علي بلاد الهوصا اما العالم النيجري عبدالله سميث فيري في الحركة أكثر من محاولة مجموعة من الرجال المحرومين من أجل السيطرة السياسية لصالحهم بل هي حركة فكرية تهدف غلي خلق مجتمع مثالي تسوده الشريعة الغراء .
وحاول اعداء الشيخ تفسير الجهاد علي أنه جهاد يخفي وراءه اطماعا سياسية بل ذهب فريق آخر الي أن هذه الثورة قد خططت من أجل مساعدة الفولاني علي السيطرة علي أمور البلاد وتحقيق امتيازات كانوا قد حرموا منها من قبل.
لكن مهما اختلفت الآراء حول اسس الجهاد فإ ن الجميع يتفق علي أن الحركة شمولية ارتكزت اساسا علي الناحية الدينية وأن الشيخ عثمان نفسه حدد الغرض من الجهاد في وثيقة أهل السودان وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والهجرة من بلاد الكفار وتنفيذ احكام الشرع وقتال الملك الكافر الذي لايقول ( لا إله إلا الله)
وقامت دولة الفولاني علي نظام الخلافة الإسلامية وصار الخليفة يشرف علي كل امارات الدولة التي احيت الخلافة الإسلامية التي كانت ايام مجد العباسيين وتاصلت جذور الدعوة الإسلامية فنمت وترعرعت وأتت أكلها فتمسك المسلمون بالشريعة الغراء وساد الأمن الذي كانت تحكم به المنطقة وازدهرت الحضارة الإسلامية في كل ارجاء الامبراطورية .
وفي عام 1812م اقتصر دور الشيخ علي التاليف والوعظ والارشاد بعد ان قسم الامبراطورية الي قسمين قسم شرقي تحت اشراف ابنه محمد بلو والآخر غربي تحت اشراف اخيه عبدالله بن فودي وكرس الشيخ الجزء الباقي من حياته في التأمل والدراسة في مدينة سيفاوا ( SIFAWA ) حتي وافاه الأجل المحتوم في عام 1871م بعد أن ارسي قواعد دولة إسلامية استقرت فيها الخلافة وحكم ابناؤه من بعده مدة قرن من الزمان حتي سقوط هذه الخلافة في أيدي البريطانيين في عام 1903م
لقد لعب ابناء الشيخ واحفاده دورا بطوليا ضد الاستعمار الاوربي الذي تكالب علي مناطق الدولة الإسلامية ابتداء من الربع الأخير للقرن التاسع عشر لكن رغم سقوط الدولة عسكرية إلا أن الاسس التي وضعوها والنظم الإسلامية التي ساروا عليها ادهشت الأوروبيين وجعلتهم عاجزين عن ابدال تلك الحضارة الراسخة بنظم جاؤوا بها فاضطروا للابقاء عليها ولم يحاولوا التدخل في شئون المسلمين في تلك الدولة الإسلامية فعاشت حضارتهم وازدادات ازدهارا حتي يومنا هذا .

المراجع :

1-الامام الجبرتي – كتاب التاريخ ، القاهرة 1965م
2- لوثورب – حاضر العالم الإسلامي ، ترجمة سكيب أرسلان ، القاهرة 1971م
3- محمد جلال كشك ، ودخلت الخيل الأزهر ، القاهرة 1976م
4- صبحي وحيد ، أصول المسألة ، القاهرة 1972م
5- عائشة عبالرحمن بنت الشاطيء، القرآن وقضايا الإنسان ( القاهرة : دار العلم للملايين 1975م
6-عامر النجار : التصوف الإسلامي (القاهرة : دار المعارف 1984م)
7-عبدالرازق الكاشاني : رشح الزلال في شرح الالفاظ المتداولة بين ارباب الاذواق والأحوال ( القاهرة : المكتبة الأزهرية 1995)
8-عبدالحليم محمود : استاذ السائرين ، القاهرة ، المكتبة الازهرية 1988
9-عبدالحميد محمد أحمد : الصوفية في السودان مجلة الفيض العدد الثاني 1998م
10-عبدالرحمن احمد عثمان : في موكب النور في مولد النبي المصطفي الرسول صلي الله عليه وسلم ( المجلس القومي للذكر والذاكرين ، طبع بمطابع جامعة افريقيا العالمية 1998 صفحة 12 ومابعدها.
11-الشيخ عبدالمحمود نورالدائم ، ازاهير الرياض ، في مناقب العارف بالله سيدي احمد الطيب ، القاهرة ، مكتبة الازهر.
12-عبدالوهاب الشعراني ، الانوار القدسية في معرفة القواعد الصوفية ( بغداد : دار احياء التراث العربي 1984م
13-عبداللطيف البوني ، در الصوفية في تدامع القبائل بالجزيرة ، مجلة الفيض العدد الثالث 1998م ص 16
14-عبدالله الأنصاري الهروي : منازل السائرين مع العلل والمقامات ( ايران طهران 1979
15- عون الشريف قاسم ، موسوعة القبائل الأنساب في السودان واشهر اسماء الاعلام والاماكن الخرطوم ، افروقراف للطباعة والتغليف
16-المجلس القومي للذكر والذاكرين : الشيخ الجعلي ملف العدد الثامن ، مجلة الفيض 1999
17-محمد نور ودضيف الله كتاب الطبقات
18-الشيخ عبدالمحمود نورالدائم ، نظرات في التصوف
19-مقابلة مع الشيخ عبدالرحيم البرعي بمسجده في المجاهدين يونيو 1999م
20-مقابلة مع الشيخ بن ادريس الحسن الإدريسي شيخ السجادة الإدريسية بمسيدهم بالموردة يناير 1999م
21-الدكتور محمد ابراهيم ابوسليم : تاريخ الخرطوم ( لبنان – بيروت ، دار الجيل 1979) ص 154
22-المجلس القومي للذكر والذاكرين ، البادراب ملف العدد الأول ، مجلس الفيض 1998م









قديم 2011-03-05, 20:02   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
1976m
محظور
 
إحصائية العضو










B8

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kadirou831 مشاهدة المشاركة
الزوايا والطرق = قنطرة الشرك والبدع
لولا الطريق ما حفظ الدين في المغرب والمشرق









قديم 2011-03-06, 07:24   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
abdel39
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية abdel39
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي الحسد مذموم وليس من أخلاق المؤمن

قالت طائفة من الناس:
إنّ الحسد هو تمني زوال النعمة عن المحسود ، وإن لم يصر للحاسد مثلها. بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط. والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود. وهو نوعان:أحدهما كراهة للنعمة عليه مطلقاً فهذا هو الحسد المذموم وإذا أبغض ذ لك فإنه يتألم ويتأذى بوجود ما يبغضه فيكون ذلك مرضاً في قلبه ، ويلتذ بزوال النعمة عنه وإن لم يحصل له نفع بزوالها. والنوع الثاني: أن يكره فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه فهذا حسد وهو الذي سموه الغبطة وقد سماه النبي صلى الله عليه وسلم حسداً في الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود وابن عمر رضي الله عنهما قال لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق). ورواه البخاري من حديث أبي هريرة ولفظه(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل والنهار فسمعه رجل فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي هذا فعملت فيه مثل ما يعمل هذا. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل: يا ليتني أوتيت ما أوتي هذا فعملت فيه ما يعمل هذا).فهذا الحسد الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم إلا في موضعين هو الذي سماه أولئك الغبطة ، وهو أن يحب مثل حال الغير ويكره أن يفضل عليه.وقد يشكل هنا تسميته حسداً ما دام همه أن ينعم الله عليه بمثل ما أنعم على صاحبه؟ فيقال: مبدأ هذا الحب هو نظره إلى إنعامه على الغير وكراهيته أن يفضل عليه.ولولا وجود ذلك الغير لم يحب ذلك ، فذلك كان حسداً لإنه كراهة تتبعها محبة. واما من أحب أن ينعم الله عليه مع عدم التفاته إلى أحوال الناس فهذا ليس عنده من الحسد شىْ. ولهذا يبتلى غالب الناس بهذا القسم الثاني.وحقيقة الحسد شدة الأسى على الخيرات تكون للناس الأفاضل وهو غير المنافسة.قال صاحب اللسان:إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضيلته أو يسلبهما هو.وقال الجوهري: تمني زوال النعمة عن المنعم عليه وخصه بعضهم بأن يتمنى ذلك لنفسه والحق أنه أعم.وقال النووي: قال العلماء: هو حقيقي: تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصريحة ، ومجازي: هو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها فإذا كانت من أمور الدنيا كانت مباحة وإذا كانت طاعة فهي مستحبة.وقيل :الحسد تمني زوال النعمة عن صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا.وقيل: أن تكره النعم على أخيك وتحب زوالها ، فحد الحسد: كراهة النعمة وحب وإرادة زوالها عن المنعم عليه، والغبطة:ألاّ تحب زوالها ، ولا تكره وجودها ودوامها ، ولكن تشتهي لنفسك مثلها.والمنافسة: هو أن يرى بغيره نعمة في دين أو دنيا ، فيغتم ألا يكون أنعم الله عليه بمثل تلك النعمة ، فيحب أن يلحق به ويكون مثله ، لا يغتم من أجل المنعم عليه نفاسة منه عليه ، ولكن غمّاً ألا يكون مثله. وفي الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله ، فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله ويحب زوالها والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته و لذلك كان إبليس عدوه حقيقة لإن ذنبه كان عن كبر وحسد.وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال والأنفة أن يتقدم عليه نظيره فمتى تعدى صار بغياً وظلماً يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه ، ومن نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس.
وقد اُبتلي يوسف بحسد إخوته له حيث قالوا(لَيوسف وأخوه أحب إلى أبينا منّا ونحن عصبة إنَّ أبانا لفي ضلال مبين) فحسدوه على تفضيل الأب له ولهذا قال يعقوب ليوسف ( لاتقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين) ثم إنهم ظلموه بتكلمهم في قتله وإلقائه في الجبّ وبيعه رقيقاً لمن ذهب به إلى بلاد الكفر فصار مملوكاً لقوم كفار ، وقد قيل للحسن البصري: أيحسِد المؤمن ؟ فقال: ما أنساك إخوة يوسف لا أبا لك؟! ولكن غمه في صدرك فإنه لايضرك ما لم تعد به يداً ولساناً. وقال تعالى في حق اليهود(ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمنكم كفرا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق) يودون أي يتمنون ارتدادكم حسدا ، فجعل الحسد هو الموجب لذلك الودّ ، من بعد ما تبين لهم الحق لإنهم لمّا رأوا أنكم قد حصل لكم من النعمة ما حصل - بل ما لم يحصل لهم مثله حسدوكم. وكذلك في الآية الأخرى( أم يحسدون الناس على ما ءاتهم الله من فضله فقد ءاتينا آل إبراهيم الكتب والحكمة وآتينهم ملكاً عظيماً فمنهم من ءامن به ومنهم من صدّ عنه وكفى بجهنم سعيراً) وقال تعالى( قل أعوذ برب الفلق من شر ماخلق ومن شر غاسق إذا وقب ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا حسد) وقد ذكر طائفة من المفسرين أنها نزلت بسبب حسد اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم حتى سحروه ، سحره لبيد بن الأعصم اليهودي. وقال الله تعالى( ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أُوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) أي مما أُوتي إخوانهم المهاجرون . قال المفسرون: لا يجدون في صدورهم حاجة أي حسداً وغيظاً مما أُوتي المهاجرون. ثم قال بعضهم: من مال الفئ ، وقيل: من الفضل والتقدم ، فهم لا يجدون حاجة مما أُوتوا من المال ولا من الجاه ، والحسد يقع على هذا. وكان بين الأوس والخزرج منافسة على الدين ، فكان هؤلاء إذا فعلوا ما يفضلون به عند الله ورسوله أحب الآخرون أن يفعلوا نظير ذلك ، فهي منافسة فيما يقربهم إلى الله كما قال تعالى( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). والحسد يبقى إلى لحظة نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان قبيل قيام الساعة، وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلا، فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتتركن القلاص نوع من أشرف أنواع الإبل فلا يسعى عليها، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد).

القافلة تسير و....










قديم 2011-04-06, 20:41   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
بن جعفر خالد
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الطريقة التيجانية .يجب على على كل مسلم الإطلاع على معتقداتها الضالة , كل ما جا ء في الموضوع صحيح ومشكور صاحبه لأنه نور المسلمين بهذه الطريقة
اخواني كيف نترك سنة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به وناخذ باقوال شخص يدعي انه إلتقى بالرسول يقضة في بوسمغون بالبض واهداه الفتح العظيم وهي عبارة عن صلاة الفاتح وهي تعدل في فضلها ختمة للقرآن الكريم 6آلاف مرة وكل تسبيح وقع في الكون .......وأن عمر الناس ذهب هباءا الا أصحاب الفاتحي .....فحتى ابوبكر وعمر و......و.......أعمارهم ذهب هدرا لأنهم لم يعرفوا الفاتح التيجانية .........أيعقل هاذا الهراء او اصبح التيجاني نبيا بعد محمد ...بل أكثر حيث يعتقدوا مريدوا الطريقة أن التيجاني يراهم ويسمعهم في كل مكان والأدى من ذلك يملكه الله في بعض المرات الكون ويقول للشيئ كن فيكون .....أستغفر الله هذه بعض من معتقداتهم .....وأصبح التيجاني الاه بما وصف والعياذ بالله ........من أراد معرفة المزيد يقرأ جوهر المعاني وجوهرة الكمال و......كتب تيجانية
نسأل الله والعافية والحمد لله أن نبينا جاءنا بتشريع سماوي لا غبار فيه .....ولا حاجة لنا بأشخاص نصبوا أنفسهم انبياء بل ارباب واستغفلوا العامة والدراويش من اجل المصالح وجمع المال باسم البركة والصالحين










قديم 2011-04-06, 22:36   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بل هي طريقة شيطانية وليس تجانية فهذا قليل عليهاوصلت بهم الجرأءة ابتداع دعاء اسمه جوهرة الكمان
هل تدرون انو قبل قرائتها يجب الاغتسال ثم الوضوء
نعم حتى ولو كنت طاهرا وليس جنبا عليك الاغتسال ثم الوضوء لقراءة هذا الدعاء
الذي اصبح اكثر قيمة من القران الكريم
لاحول ولاقوة الا بالله
يزعمون انها نزلت علي شيخهم التيجاني في بغداد
الطريقة التيجينية اشر من ابليس نفسه
وصلت بهم الجراء ان مسؤولهم لو اعجبته احدى النساء ولو كانت متزوجة ياخذها من زوحها عادي عنذهم
وجواريه وفاسقاته وفاجراته لا يعدون ولا يحصون
يعيشون في مكان مستور مثل الحيوانات تماما
ان من منطقة فيها القيادة العامة للتيجانية في الجنوب
وهذا معروف عليهم
اللهم زلزلهم واخسف بهم مثل اليابان
التيجانية تنظيم صهيوني اجرامي خطير علىالدين و الدولة والمجتمع
ابن باديس يكرهونه
ويسمونه ابن ابليس
الله ينعلهم في الدنيا والاخرة










قديم 2011-04-06, 22:46   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

فيه مقولة مشهورة للابن باديس رحمه الله على هذا الكيان السرطاني
كل الطرق بدع وظلالة الا التيجانية فهي كفر
ولهذا يكرهونه ويسمونه ابن ابليس
مستحيل تجد اعند ابنائهم اسم عبد حميد
لان الشيخ رحمه الله توعدهم بحرب مثل الاستعمار الفرنسي تماما










قديم 2011-04-06, 23:02   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
talbi77
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

كذب المنجمون ولو صدقوا
هناك التابع لطريقة عن جهل وهم العامة وندعوا الله ان يهديهم
نعم ممكن يكونوا عامتنهم شاركو في دعم الثورة وندعواالله ان يقبل جهادهم
اما قادتهم فمن الظاهر يدعمون الثورة لكن باطنهم وما يفعلونه في السر خيانة وتجسس ضد المجاهدين
وان شاء الله لو اعطاني الله العمر
راح ابحث لكم على صورة لهذا الطلسم الشيطاني المسمى جوهرة الكمان
التي هي عندهم اقدس من القران الكريم
وهنا قالو لليهود الملاعين اسكتوا
نحن لا نريد السلفية العلمية التابعة للاستخبارت السعودية للتجند ابنائنا من حيث لا يشعرون ولا نريد الطرق الظالة الشيطانية الخبيثة
نحن نريد اسلام دين وسط
متفتح واصيل في ان واحد










قديم 2011-04-29, 15:25   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
عبدلله
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

صاحب السجادة الكبرى يلقي بين يدي فرنسا "خطبة الإخلاص" الجزائر في 23ـ 1ـ 1350 لمراسل الفتح.

نشرت جريدة La Presse Libre وهي جريدة فرنسية استعمارية يومية كبرى تصدر في عاصمة الجزائر في عددها الصادر يوم السبت 16 مايو (28 ذي الحجة: خطبة طويلة ألقاها الشيخ "سيدي" محمد الكبير صاحب "السجادة الكبرى"ـ أي: رئيس الطريقة الصوفية المسماة بالطريقة التجانية ـ بين يدي الكولونيل سيكوني "الفرنسي" الذي ترأس بعثة من الضباط قامت بنزهة استطلاعية في الجنوب الجزائري، ومهدت "لابريس ليبر" للخطبة بكلمة جاء فيها.

وبعد ما طافت هذه البعثة العسكرية في مدينة الأغواط، سافرت إلى عين ماضي المركز الأساسي للطريقة الصوفية الكبرى "التجانية" ملبين دعوى رئيس هذه الطريقة المحترمة المبجلة الشيخ سيدي محمد الكبير، وبعدما تفرجوا على المدينة ـ يعني قرية عين ماضي ـ وعلى الزاوية ذهبوا إلى القصر العظيم الذي شيد بإيعاز من السيدة الفرنسية مدام أوريلي التجاني "أيّم التجاني"، وفي ردهات هذا القصر الرائعة الجميلة أقيمت مأدبة فخمة فاخرة كبرى لهؤلاء الضباط ولنواب الحكومة العسكرية المحلية بالأغواط وعين ماضي، وفي أثناء شرب الشاي قام حبيبنا حسني سي أحمد بن الطالب، وتلا باسم المرابط سيدي محمد الكبير صاحب السجادة التجانية الكبرى خطبة عميقة مستوعبة للخدمات الجليلة الصالحة التي قامت بها الطائفة التجانية لفرنسا وفي سبيل فرنسا في توطيد الاستعمار الفرنسي، وفي تسهيل مهمة الاحتلال على الفرنسيين، وفي إشارات التعقل كانت تسديها هذه الطريقة لمريديها من "الأحباب"...

ثم قالت الجريدة: وحيث طلب منا نشر هذه الخطبة القيمة فإننا ننشرها فيما يلي: وهنا أوردت الجريدة جانباً كبيراً من الخطبة ـ نصفها أو ثلثيها ـ كله ثناء لا يحصى ولا يعد على فرنسا المستعمرة، فوصفها الخطيب بأنها "أم الوطن الكبرى" وانهال عليها مدحاً وشكراً بما لا يخرج عن معنى ما نسمعه دائماً من دعاتها المأجورين، إلا أنه قال: "حتى اعترفوا لفرنسا بالمدنية والاستعمار، وبأنها حملت عنا ما كان يثقل كواهلنا من أعباء الملك والسيادة، وحملة الأمن والثروة والرخاء والسعادة والهناء...

ولكن المهم من الخطبة هو الجانب الأخير منها، لأنه يحوي اعترافات خطيرة مثبتة بتواريخها، ونحن ننقل هذه الاعترافات حرفياً، ونعرضها على صفحات "الفتح" المجلة التي يثق بها المسلمون جميعاً، ولكل مسلم أن يحكم على هذه الاعترافات بما يشاء.

قال الشيخ سيدي محمد الكبير صاحب السجادة الكبرى "التجانية"، وهو "خليفة" الشيخ أحمد التجاني الأكبر مؤسس هذه الطريقة، وهذا "الخليفة" يسيطر على جميع أرواح "الأحباب" المريدين التجانيين في مشارق الأرض ومغاربها:

... إنه من الواجب علينا إعانة حبيبة قلوبنا مادياً وأدبياً وسياسياً، ولهذا فإني أقول لا على سبيل المنّ والافتخار، ولكن على سبيل الاحتساب والتشرف بالقيام بالواجب... أن تصل بلادنا وقبل أن تحتل جيوشها الكرام ـ كذا ـ ديارنا.

ففي سنة 1838 كان جدي سيدي محمد الصغير ـ رئيس التجانية يومئذ ـ أظهر شجاعة نادرة في مقاومة أكبر عدو لفرنسا، الأمير عبد القادر الجزائري، ومع أن هذه العدو ـ يعني الأمير عبد القادر ـ حاصر بلدتنا عين ماضي، وشدد عليها الخناق ثمانية أشهر، فإن هذا الحصار تم بتسليم فيه شرف لنا نحن المغلوبين، وليس فيه شرف لأعداء فرنسا الغالبين، وذلك أن جدي أبى وامتنع أن يرى وجهاً لأكبر عدو لفرنسا، فلم يقابل الأمير عبد القادر!

وفي سنة 1684 كان عمي سيدي أحمد ـ صاحب السجادة التجانية يومئذ ـ مهّد السبيل لجنود الدوك دوماك، وسهل عليهم السير إلى مدينة بسكرة، وعاونهم على احتلالها.

وفي سنة 1870 حمل سيدي أحمد هذا تشكرات الجزائرين للبقية الباقية من جنود "التيرايور" الذين سلموا من واقعه "ريش ـ هوفن" وواقعه "ويسانبور"، ولكي يظهر لفرنسا ولاءه الراسخ وإخلاصه المتين، وليزيل الريب وسوء الظن اللذين ربما كانا بقياً في قلب حكومتنا الفرنسية العزيزة عليه ـ يعني: من حيث كونه مسلماً ولو بالاسم فقط ـ برهن على ارتباطه بفرنسا ارتباطاً قلبياً، فتزوج في أمد قريب بالفرنسية الآنسة أوريلي بيكار (مدام أو أيّم التجاني بعدئذ)، وبفضل هذه السيدة ـ نعترف به مقروناً مع الشكر ـ تطورت منطقة كوردان هذه ضاحية من ضواحي عين ماضي من أرض صحراوية إلى قصر منيف رائع، ونظراً لمجهودات مدام أوريلي التجاني هذه المادية والسياسية فإن فرنسا الكريمة قد أنعمت عليها بوسام الاحترام من رتبة "جوقة الشرف".

المراسل: وسيدي أحمد هذا لما تزوج في سنة 1870 بهذه المرأة الفرنسية، كان أول مسلم جزائري تزوج بأجنبية،وقد أصدرت هي كتاباً فرنسياً في هذه الأيام أسمته "أميرة الرمال" تعني نفسها، وقد ملأته بالمثالب والمطاعن على الزاوية التجانية، وذكرت فيه أن سيدي أحمد هذا إنما تزوجها على يد الكاردينال لافيجري على حسب الطقوس الدينية المسيحية، وذلك لأن قانون الزواج الفرنسي كان دينياً مسيحياً لا مدنياً، ولما توفى عنها سيدي أحمد هذا خلفه عليها وعلى السجادة التجانية أخوه سيدي علي!...

ولما أنعمت فرنسا بوسام الشرف على هذه السيدة منذ أربعة أعوام، قالت الحكومة في تقريرها الرسمي ما نصه:لأن السيدة قد أدارت الزاوية التجانية الكبرى إدارة حسنة كما تحب فرنسا وترضى، ولأنها كسبت للفرنسيين مزارع خصبة ومراعي كثيرة، لولاها ما خرجت من أيدي العرب الجزائريين "التجانيين"، ولأنها ساقت إلينا جنوداً مجندة من "أحباب" هذه الطريقة ومريديها، ويجاهدون في سبيل فرنسا صفّاً كأنهم بينان مرصوص...

واليوم تعيش هذه السيدة (أيّم التجاني) في مزرعة لها كبرى في ضواحي مدينة بالعباس ـ وهران عيشة المترفين ذوي الرفعة والنعيم، وهي الآن لم تقطع علاقاتها بالزاوية التجانية، بل لا تزال تسيطر عليها، وتقبض على أزمتها، ومع أن الأحباب التجانيين يتبركون بهذه السيدة ويتمسكون بآثارها ويتيممون لصلواتهم على التراب الذي تمشي عليه، ويسمونها "زوجة السيدين"، فإنها لا تزال مسيحية كاثوليكية إلى هذه الساعة، ومن العجيب أن إحدى وستين سنة قضتها كلها في الإسلام وبين المسلمين من (1870 إلى الآن 1930) لم تغير من مسيحيتها شيئاً، وهذا دليل على ما كانت عليه تكنه في قلبها لهؤلاء "الأحباب" الذين حكموها في رقابهم وأموالهم!!.

ولنرجع إلى نقل الاعترفات فنقول: ثم قال سيدي محمد الكبير: وفي سنة 1881 كان أحد "مقاديمنا" سي عبدالقادر بن حميدة مات شهيداً مع الكولونيل فلانير حيث كان يعاونه على احتلال بعض النواحي الصحراوية.

وفي سنة 1894 طلب منا جول كوميون والي الجزائر العام يومئذ أن نكتب رسائل توصية، فكتبنا عدة رسائل، وأصدرنا عدة أوامر إلى أحباب طريقتنا في بلاد الهكار (التوارق) والسودان نخبرهم بأن حملة فوولامي الفرنسة هاجمة على بلادهم، ونأمرهم بأن لا يقابلوها إلا بالسمع والطاعة، وأن يعاونوها على احتلال تلك البلاد، وعلى نشر العافية فيها!!.

وفي سنة 1906ـ 1907 أرسل المسيو جونار والي الجزائر العام يومئذ ضابطه المترجم مدير الأمور الأهلية بالولاية العامة سيدي مرانت برسالة إلى أبي المأسوف عليه سيدي البشير، فأقام عنده في زاوية كوردان شهراً كاملاً لأداء مهمة سياسية، ولتحرير رسائل وأوامر أمضاها سيدي البشير والدي ـ رئيس التجانية يومئذ ـ. ثم وجهت ـ أرسلت ـ إلى كبراء مراكش ـ المغرب الأقصى ـ وأعيانها وزعماء تلك البلاد وجلهم ـ أو قال: وأكثرهم ـ تجانيون من أحباب طريقتنا نبشرهم بالاستعمار الفرنسي، ونأمرهم بأن يتقبلوه بالسمع والطاعة والاستسلام والخضوع التام، وأن يحملوا الأمة على ذلك، وأن يسهلوا على جيوش فرنسا تلك البلاد.

وفي الحرب العالمية الكبرى أرسلنا ووزعنا في سائر أقطار شمال أفريقية منشورات تلغرافية وبريدية استنكار لتدخل الأتراك في الحرب ضد فرنسا الكريمة وضد حلفائها الكرام، وأمرنا أحباب طريقتنا بأن يبقوا على عهد فرنسا وعلى ذمتها ومودتها.

وفي سنة 1913 إجابة لطلب الوالي العام للجزائر أرسلنا بريداً إلى المقدّم الكبير للطريقة التجانية في السنغال سيدي الحاج مالك عثمان ساي نأمره بأن يستعمل نفوذنا الديني الأكبر هناك في السودان لتسهيل مأمورية كلوزيل الوالي العام للجزء الشمالي من إفريقية الغربية ـ أي: لكي يسهل عليه احتلال واحة شنقيط.

وفي سنة 1916 إجابة لطلب المريشال ليوتي عميد فرنسا في مراكش كان سيدي علي ـ صاحب السجادة الرئيس الذي كان قبلي ـ كتب مئة وثلاث عشرة رسالة توصية، وأرسلها إلى الزعماء الكبار وأعيان المغاربة يأمرهم بإعانة فرنسا في تحصيل مرغوبها وتوسيع نفوذها وذلك بواسطة نفوذهم الديني!...

وفي سنة 1925 في أثناء حرب الريف أرسلت أنا ـ حبيبنا ـ المخلص ومريد طريقتنا ومستشارنا المعتبر حسني سي أحمد بن الطالب ـ الذي قرأ هذه الخطبة بلسان سيده ـ إلى المغرب الأقصى، فقام بدعاية كبرى ـ وبروباغندا ـ واسعة في حدود منطقة الثوار، وتمكن من أخذ عناوين الرؤساء الكبار والأعيان الريفيين "والمقاديم" وأرباب النفوذ على القبائل الثائرة، وكتبنا إليهم رسائل نأمرهم فيها بالخضوع والاستسلام لفرنسا، وقد أرسلنا هذه الرسائل إلى "مقدّمنا" الأكبر في فاس، فبلغها إلى المبعوث إليهم يداً بيد.

وبالجملة فإن فرنسا ما طلبت من الطائفة التجانية نفوذها الديني إلا وأسرعنا بكل فرح ونشاط بتلبية طلبها وتحقيق رغائبها، وذلك كله لأجل عظمة ورفاهية وفخر حبيبتنا فرنسا "النبيلة".

والله المسؤول أن يخلد وجودها بيننا لنتمتع برضاها الخالد!. ثم لما ختم خطبته هذه بالثناء العاطر على الموظفين الفرنسيين وعلى الضباط العسكريين واحداً واحداً، ومدح الوالي العام الحالي ووصفه بأنه "المستعمر الأكبر".

وما إن انتهى الشيخ من خطبته حتى نهض ليوتنان كولونيل سيكوني رئيس البعثة العسكرية وشكر الشيخ وأثنى عليه، ثم قال له: "من كمال مروءتك وإحسانك يا سيدي الشيخ (المرابط) أنك لم تذكر ولا نعمة واحدة من النعم التي غمرتني بها، فأنت الذي أنجيتني من التوارق الملثمين، وأنقذتني من أيديهم... وهكذا جعل الكولونيل يذكر مناقب أخرى للشيخ كثيرة.

أ هـ .










قديم 2011-04-29, 15:29   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
عبدلله
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

ويقول بول أودينو:

"خلال السنين الستين الأخيرة كانت التيجانية تقدّم لنا العون، ومنذ سنة 1911م ونحن نستغل نفوذها القوي في جنوبي الغرب وموريطانيا والريف".

ويقول روم لاندو:

"وقد خبر الفرنسيون قضية الطرق الصوفية والدور الذي تلعبه مرات متعددة من قبل، وثمة وثيقتان قلما يعرفها الناس تزودنا بالمعلومات الطريفة: أولاهما رسالة بعث بها قبل قرن من الزمن المارشال (بوجو) أول حاكم للجزائر، إلى شيخ التجانية ذات النفوذ الواسع، إذ أنه لولا موقفها المشبع بالعطف لكان استقرار الفرنسيين في البلاد المتفتحة حديثاً أصعب بكثير مما كان.

ويقول المارشال في نهاية الرسالة: عند ما تشعر بحاجة إلى شيء ما أو إلى خدمة من أي نوع كانت فما عليك إلا أن تكتب إلى مرافقي الذي سيسرّه أن يبلغني رغباتك.

ثم قال (روم لاندو): ووثيقتنا الثانية تلقي ضوءاً على طريقة الإقناع أنها إعلان بعث به خليفة التجاني الذي تلقى رسالة المارشال (بوجو) إلى أتباعه بمناسبة الحرب بين فرنسا والأمير عبد الكريم سنة 1925م يدعو فيه إخوانه إلى مؤازرة الدولة المسيحية ضد مواطنيهم من المسلمين. ويقول الشيخ التجاني محمد الكبير بن البشير في هذا الإعلان: أن فرنسا تكافئ على الخدمات التي تقدّم لها... وفرنسا قد انتصرت مؤخراً في حرب (1914م ـ 1919) على واحدة من أعظم دول أوربا وأقواها. ألا ينصر سبحانه ويمنح عباده من يشاء".

وينقل عن جوليان أنه أثنى على الحكومة الفرنسية قائلاً:

" لقد عرفت الحكومة الفرنسية كيف تجمع المتصوفة الذين سوّلتهم وحمتهم"

فهذه هي إحدى الطرق الصوفية المشهورة في شمال أفريقيا والغرب وبلاد المغرب العربي فصلنا القول فيها لما لها من أهمية ومكانة عند المغفلين والسذج من الناس، ولا زال كثير من الذين أعياهم العلم، وأعماهم التعصب، واستولى عليهم الجهل، وأقعدهم الكسل والبطالة أو أكل أموال الناس بالباطل يعتنقونها ويروجون أباطيلها وينشرون أضاليلها ويؤولون مقولاتها مبتعدين عن الحق حائرين متحيرين، ومن يضلل الله فما له من هاد.

من كتاب " دراسات في التصوف " ص 273 .










قديم 2011-05-05, 12:09   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
كوعليم
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اريد من الاخ الوهابي....ان يتحدث لنا عن الوهابية....من اين جاءت...وما اهدافها....وما هو الاستعمار والارض التي حررتها....وان يعطينا اسم وهابي واحد من الابطال المقاومة المعروفين....وان يذكر لنا اسم احد مشايخ الوهابية ممن يحرضون على الجهاد الحق وليس التكفير والتفجير ..... ارجوا من الاخ ان يجيب حتى يسمع منا ما يسره.... وهذا قبل ان يتكلم عن سادته الذين بدمائهم هو اليوم ينعم بالحرية....لا بالكتيبات السندويتش التي تاتينا من السعوجية










قديم 2011-08-12, 23:18   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
menaceurcom
عضو جديد
 
إحصائية العضو










Hourse وهذا كتاب اخر لمفتي المالكية العلامة محمد الخضر الجكني الشنقيطي

على هذا الرابط
https://ia600404.us.archive.org/28/it...CHTAKHARIF.pdf
او
https://www.9alam.com/forums/showthre...8A%D8%B7%D9%8A










قديم 2011-08-12, 23:28   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ابومحمدالسعيد
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

كل جزائري شارك في تحرير الجزائر باستثناء الحركة و قد ذهبو مع الاستعمار

فلا يتزايد احد على الاخر










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:21

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc