التّعريف بفنّ القصّة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > خيمة الأدب والأُدباء > فنّ القصّة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التّعريف بفنّ القصّة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-06, 16:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
إفــــــــــــرازات عــــلى الــــــــــــدرب



هامش ثاني :

ارتمى على كرسي توسط المقهى ، طلب فنجان قهوة ، تتبع بنظره أسراب الذباب التي حطت رحالها فوق الطاولات ، نظر إلى النادل يرتدي بدلة رُسمت عليها خارطة تبين إحدى البيئات الملوثة التي تبلغ بها كثافة – الذباب – أقصاها ، جال بنظره في زوايا المقهى ، في كل طاولة يلتفت نفر من الشباب يتبع بنظرات شاردة حجرات – الديمينو- التي ملّت الحركة و العمل المتواصل ، بينما راح البعض الآخر يصرخ في إصرار: - و الله عشرة ،،شوف ،،-
و اكتشف البعض الآخر موهبتهم في الدردشة و مقدرتهم على إدارة الحوارات و التحكم في حركات جيوش – الحشرات الزاحفة – التي ملئت بها المقهى ،،
ارتفع صوت المؤذن عاليا معلنا صلاة العصر ، نظر صاحبنا إلى مدخل المقهى ، لا أحد يتحرك ، لعلهم لم يسمعوا الآذان ، صاح المؤذن في إصرار :- حي على الفلاح- تحركت الشفاه في ملل معلنة : - صدق الله العظيم – ثم انكبت الرؤوس على رقع -الديمينو- تلتهم حجراتها التهاما غير مبالية بصاحبنا، حوقل في سره ، و انطلق صـوب المسجد .

.
صورةٌ واقعيّة تشهدُ على مرارةِ الوضع الذي يحمِلُنا على ثقلِ الأنفاس
المتقطّعة خلف جدران تُخفي تمرّد النّفسِ وخمولِها في تأديةِ حقٍّ
من حقوقِ الخالق
حقٌّ هو واجِبُ كلِّ مسلمٍ مؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله،
كلّ مؤمنٍ يحفظُ حقوق الصّلاة ويعرف قيمتها التي ترفعُ البلاء
و تُقيلُ العناء وتُطمئِن النّفوس..

هكذا يتخلّى المسلم عن أهمّ ركنٍ، فيفقِد رحمة الله بانسياقه
خلف اللّهو الذي يهديه له الشّيطان في طبقٍ مفخّخ.

فكيف ينتظرون كرم الله وفضله وهم لا يسعون لعبادته
وذكره؟؟
ويريدون أن تعمّهم الأرزاق في حينِ يتسبّبون في إبعاد أرزاقِهم..

ولن أضيف غير قوله تعالى في سورة النّساء،
بعد باسم الله الرّحمن الرّحيم:

"‏فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"

صدق الله العظيم
،،،،

حفظك الله أخي و جعل كلماتِك منبرا يسطع منها نورٌ يهدي القلوب
تقديري واحتِرامي








 


آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-11-06 في 16:21.
رد مع اقتباس
قديم 2009-10-23, 15:54   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ساجدة الروح
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ساجدة الروح
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

احيي فيك رحابة صدرك
انا دوما في ردودي التي تحمل بين طياتها نقدا اختم بجملة ويبقى اهل مكة ادرى بشعابها
فعلا لانه هناك دوما اختلاف في الاراء حتى بين العلماء
اما عن جملة مد يده آليا كانت غير واضحة في الكتابة وليس المعنى كنت اود منك تصحيحها فقط باستبدالها لاف المد
تحياتي الك










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-08, 19:59   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على مساهماتك ، ودمت القارئة الوفية والأديبة الألمعية التي تزودنا في كل مرة بجملة نصائح وتوجيهات تنير لنا دروب الابداع .
ويعجبني فيك التواصل المستمر مع إبداعات الكتاب والمبدعين .










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-25, 13:12   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

... هنا كثير من المتعة ... فاتني الشيء الكثير ..ولكني ساتواصل










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-25, 21:17   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي قصة جديدة : صوت من الذاكرة

صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
-لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
-آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
-آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
-آه ،، آه .
-لماذا تضحك ؟!
-آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-25, 21:20   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي قصة جديدة : صوت من الذاكرة

صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
-لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
-آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
-آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
-آه ،، آه .
-لماذا تضحك ؟!
-آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-30, 15:11   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
صــــوت مــن الذاكــــــــــرة

يبدأ العداد ،، دقات قلبي مضطربة ، أحس بالخوف ، تملأني المأساة ، رباط العنق يشدني إلى ذاتي شدا ، يد باردة تربت على كتفي ، التفت ، لا أعثر على أحد ، يزداد فزعي، تختلط الأصوات الآدمية و أصوات الأجراس في ذاكرتي ، تتراقص الأشباح أمام ناظري، أبصر وجوه كل الذين أعرفهم وقد كساها السواد ، تتقشر بشرتهم من فرط الألم الذي يمزق أضلعهم ،، أصرخ ، أمد يدي إلى صوت استغاثتهم، أقبض على الريح ، أبحلق في المجهول ، أجري ، أقف ،، أدور ،، أسقط ،،أنهض ،، أركض،، و تضيع كل الحركات الإرادية فأصبح كديك ينوس من شدة الألم ،، تسقط القاذورات على رأسي ، أرفع بصري إلى أعلى ، رداد الأوساخ قادم من شرفة العمارة : ألعن الزمن الدوار ، أتذكر كل هذه المساحة التي انتصبت فيها العمارات الشاهقة كانت في وقت ما أرضا زراعية تدر على مالكيها أرباحا جمّة : يوم جاء- الكولون - بكلابهم المدربة على نهش لحوم إخوانهم – الكلاب – كما كانوا يسموننا ، يوما وقف جدي ،، آه نعم جدي ، أتذكر الآن ملامح وجهه جيدا ، ضيق العينين ، دقيق الأنف ، تنزل على جبهته شعرات بيض ترقص على أنغام الريح ، كـان وجهه صلبا أو قل قاسيا و قد استمد ذلك من قسوة الأيام و غطرستها ،، نعم ، وقف جدي و معه كل أبناء القرية النائمة في حضن الجبل ، رأيته يتمرغ في التربة و يقسم أن لا يتركها لهؤلاء الغرباء ، كان موقفا مؤثرا أبكانا جميعا ، و لحق به نفر من صناديد القرية ،، آه ،، يكاد رأسي ينفجر كلما تذكرت ذلك الحادث ، أحس بالدم العاتم يغزو قلبي و يحتل مساحة وجهي معلنا غضبي و حنقي ،، كانت الكلاب تنهش لحم – محبي الأرض – ثم حملوهم إلى الثكنات في سيارات – الجيب – و لم يمض أسبوعا حتى علمنا أن أجسادهم تعانق ميــاه أحد الآبار القريبة من القرية ، أما أرواحهم فبقيت تحوم حول الأرض في انتظار من يأخذ بثأرها كفراشات تطحلبت على بتلات زهرة ربيعية تمتص رحيقها و تعلن وجودها و حياتها ،،
أمسح عن عيني القذى ،، أنظر إلى هذه العمارات و قد زينت بألوان زاهية من الأقمشة فأصبحت كصورة فقدت إطارها فاختلطت ألوانها و تناشزت ،، أبصر مئات الرؤوس المدلاة من الشرفات ، كلها تطلبا شيئا ، تبرز الآباط وتنطلق الروائح الكريهة و تنزل الأوساخ كوابل من السماء فتشكل البرك و المستنقعات في الأسفل ، تحتل أسراب - الناموس – و بعوض الأنوفيل - هذه المساحات ، أحوقل ، استغفر الله من الزمن الغدار الدوار ، أجري ، رنين السيارات يجبرني على اقتفاء الرصيف ، أحشر نفسي مع الجموع الحاشدة المتزاحمة ، أحس بوخز الأقدام المتدلاة على أعمدة – الرصيف - ، يعترضني فوج من بناء حواء ، حركاتهن سريعة مضطربة كجيش منهزم وراءه جيش – الحجاج – بنظراته السوداء و سراويله المضغوطة و شعره المتجعد المتدلي على الأكتاف العريضة التي ملّت التسكع و الراحة ، أحوقل ، أهمس مع نفسي ،،- وذلك اضعف الإيمان - ،أتذكر مسرحية كانت قد عرضت في إحدى الحفلات المدرسية و هزني الحوار الذي دار بين تلميذين ، أتذكر ذلك جيدا و موجة التصفيق التي رافقته :
-لو أصبحت غنيا ، ماذا تشتري ؟!
-آه ،، وقتها سأشتري بقرة سمينة!
-آه ، إنه يقول بقرة ، ياله من غبي ! ! ، أما أنا فإذا أصبحت غنيا سأشتري سيارة.
-آه ،، آه .
-لماذا تضحك ؟!
-آه ، آه سيكون منظرك مضحكا غريبا و أنت تحلب السيارة .
ابتسم رغما عني ’ سألت نفسي : كم من شاب سيحلب سيارته عام 2010 ؟! أركض من جديد رغم ثقل الزمن الذي ضغط على رجلي فأجبرني على –التعرج-، أتحسس العرق البارد المتصبب من جسدي ، أرتطم بالأرض يتجدد النزيف .. يعاودني الغثيان ، أرتطم على الأرض .
صوت يأتيني من بعيد ، رغما عني يدخل الأذن عنوة ، عدد من الأطفال يحيط بي ، ربما أعتبر في نظرهم مجنونا أو معتوها ، يسألني أحدهم :- ما هو أجمل شكل هندسي ؟! – تذكرت أنه سمعه من بطل إحدى المسلسلات التي عرضت سابقا ، ولا شعوريا نطقت : / الدائرة : لأن نقطة البداية هي نقطة النهاية /يقهقه الجميع ، أحس بالانقباض ، اختنق ، مازال الصوت يتردد على مسمعي رغم إعراضي عنه :/هذا قليل في الثمانين ،،ياويح اللي عاش لعام ألفين ، نأكل لحم بني آدمين و إلا الحجر و البلاتين .. / .
تهزني هذه الكلمات ، أحاول القيام ، تشدني المأساة إلى الأرض ، يساعدني أحد الشباب على القيام ، أشد على يده في قوة و إصرار ، أصرخ بكل قواي :/أنتم الأمل ،، أنتم الأمل ../ ثم أسقط أرضا ، أتلمس الدم المتفجر من أعماقي أحس بلُزُوجة طاغية ، أصرخ ثم .... أهب من فراشي فزعا ،، استغفر الله ، ثم ارفع يدي في دعاء لا ينتهــي.
لأبدأ من حيثُ أنهيت،
أستغفِرُ الله لأقول..
أين جيلُ اليوم ليشهدَ تصميمَ لوحتِك؟
لِيتذوّقَ حقيقةً بِطعمِ الصّراحة..
لِيُداعِبَ خلفَ المعنى الواحِدِ معانٍ خطّتها لهفتُك..
لهفةٌ لانتِفاضةِ عقولٍ..
بِخمولِها تُوقِّعُ ضياعَ حقوقٍ تُلوّنها دِماءُ أبرِياء
وعلى هذه الصّفحةِ البيضاء،
جدُّك مِثالٌ للشّهامةِ وعزّةِ النّفس..
يكتالُ حقوقه بِمكيالِ الشّرف،
ويدوسُ الذلّ بِأقدامِ الرّجولة،
وعشقه للونِ التّربة عِشقٌ طفوليٌّ بمعنى الأصالة
ومهما كانت نِهايتُهُم مُحزِنة..
إلاّ أنّها بطوليّةٌ راسِخةٌ ملامِحُها..
لن تقوى تقلّباتُ الزّمن على إتلافِ رائِحةِ شخصِهم الزكيّةِ..
ولو اجتمعت روائِحُ الدّنيا..
،،،
شدّتني دقّةُ وصفِك،
و مهارةُ نسجِك..
وحملني لفظُ " البقرة ".." السيّارة "..
" الأرض ".." العمارة "
لِمكانٍ بين الأمسِ واليوم..
فهل تُرانا نجِدُ لنا مُستقبلاً يأوي شرودَنا..
ونحنُ من تجاهلنا ماضينا فأبكيناه
و أضعنا حاضِرَنا فبالعارِ صقلناه..
لأعودَ باستغفاري لإلهٍ نرجوه بخيرٍ نويناه،
و ندعوه أن ننالَ رِضاه
ــــــــــــ
أخي محرز،
في كلِّ مرّة تأتينا بجديدٍ يُنعِشُ الذّاكرة
و يُثلِجُ صدورنا بأفكارِك النيّرة

احترامي لِشخصِك









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-11-30 في 15:16.
رد مع اقتباس
قديم 2009-11-26, 12:43   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
يوسُف سُلطان
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية يوسُف سُلطان
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام العضو المميّز في منتديات الخيمة 
إحصائية العضو










افتراضي

.. هذا السحر ليس من هواية يُعتصر ...هذا أسلوب مدرسة ..ويشرفني ان قبلتني تلميذا ..
لك التحية اخي محرز










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-26, 18:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
زيتوني محرز
عضو مشارك
 
الأوسمة
وسام الإبداع 
إحصائية العضو










افتراضي

أخي سلطان 42 :
هذا من كرمك وحسن خلقك وجميل القيم التي تحملها ....
ليس هناك تلميذ وأستاذ ، كلنا يتعلم من مدرسة الحياة التي تعج بالمواقف والأحداث ..
علينا دائما ان نشكر العمر سراب التي فتحت لنا هذا الفضاء للبوح والإلتقاء .










رد مع اقتباس
قديم 2009-11-29, 00:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زيتوني محرز مشاهدة المشاركة
أخي سلطان 42 :
هذا من كرمك وحسن خلقك وجميل القيم التي تحملها ....
ليس هناك تلميذ وأستاذ ، كلنا يتعلم من مدرسة الحياة التي تعج بالمواقف والأحداث ..
علينا دائما ان نشكر العمر سراب التي فتحت لنا هذا الفضاء للبوح والإلتقاء .
لا شكر على واجب أخي محرز..
سأعود إن شاء الله لقراءة نصّك..وسبب ابتعادي الملحوظ
هو مشكل في متصفّحي يعسّر عليّ انزال الرّدود او حتى المواضيع بسهولة
تحياتي لك وللأخ سلطان









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-08, 22:08   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
العمرالضائع
رحــمه الله
 
إحصائية العضو










New1 قبل ان تطلع الشمس :مهداة الى صاحب : مدينة الجراح

سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر :

قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-09, 10:30   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمرالضائع مشاهدة المشاركة
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر :
قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع
محزِنةٌ كلِماتُك أيّها العمر الضّائِع..
قرأتها عيناي فاعتلى المشهَدُ مشارِف العقل فاعتقلتني حرارةُ الألم لتجعل قلبي دامع
رغم أنّي أجهلُ إن كانت الأحداث واقعيّة، إلاّ أنّي استسلمتُ لصِدقِ بوحِك الذي جعل أنفاساً لْنسجِك و أكادُ أجزِم أنّ القصّة واقعيّة
و الله أعلم...
طبعاً هذه حالة من عشرات الحالات التي تحدثُ يوميّاً و تحصِدُ أرواح البشر بما فيهِم البراءة..
قد نَعودُ إلى أقدارِنا لنقول أنّ ما حصل مع هذا الصّغير قدر محتوم، ولكن أين ثباتُ العقلِ و أين التأنّي ..؟؟
و قد أصبحت طُرُقاتُنا معابِر موتٍ يُهدّدُنا في كلّ مكانٍ وزمان..
فاللّوم لا يقعُ بهذه الحالة على الصّغير بل الكبيرُ من أوجب التحلّي بالحذر و الانتِباه لأجسادٍ قد لا تقوى على مواجهةِ أدنى ألم.
.......
أيّها العمر الضّائِع،
لا بأس بِمحاولتِك التي جسّدت لنا لوحةً صادقة بطريقة بسيطة تسهّل الفهم،
حيث لامست أفكارك مشاعرنا..
،،،
جميلٌ أن تُنوّع في كتاباتِك و الأجملُ أن تقتحِم بثقةٍ هذا المجال..
موفّق أخي..
تحيّاتي و احتِرامي









آخر تعديل صَمْـتْــــ~ 2009-12-09 في 10:38.
رد مع اقتباس
قديم 2009-12-09, 20:42   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
العمرالضائع
رحــمه الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمرالضائع مشاهدة المشاركة
سمح لنفسي ثقة في كرمك ان اهدي اليك هذه القصة القصيرة المنواضعة جدا ـ والتي تصبح مقبولة اذا نشرفت بمرورك
انا احيانا اكتب القصة عندما يخاصمني الشعر :
قبل ان تطلع الشمس
بعدما تفقد ادواته ، وضع المحفظة على ظهره وشد احزمتها ككل يوم ،توجه الى الباب ليخرج
متوجها الى المدرسة، وسبقته الام الشابة الى الباب لتفتحه ،وخلف الباب توقف ونظر اليها
فانحنت براسها وطبعت على جبينه قبلة ،كما تفعل كل صباح.ثم سالها: اين ابي؟
اجابت:لديه شغل ،لقد خرج قبل ان تستيقظ.
لم يخرج وبقي يحدق في وجهها،عرفت ما يريد فهوت براسها مرة اخرى وقبلته فقال:
هذه قبلة لابي وخرج متوجها الى المدرسة.
كنت اقف على جانب الطريق انتظر الحافلة وبيدي احمل المحفظة ،وبين الحين والحين
انظر في الساعة ، وكلي خشية من ان يفوتني الوقت كما حدث لي عدة مرات .
وانا واقف لمحته من بعيد ،يريد قطع الطريق نظر يمنة ويسرة ثم اندفع مسرعا ، على
ظهره المحفظة ويداه في جيبه اتقاء للبرودة في هذه الصبيحة ،وفي المنتصف تماما شاهد
سيارة مسرعة قادمة من بعيد .قدر في نفسه انها ربما تصل اليه ،جرىليعبر بسرعة
وشاهدته يتعثر ويسقط على الارض ،والتفت بسرعة وهو يحاول النهوض لكن السيارة
كانت اسرع منه ....يا للهول: مرت فوق جسمه الصغير ،رايتها ترتج قليلا ولكنها
مضت مسرعة.
احدالمارة وهو شيخ كان يحمل سلة من الخبز،وضعها بسرعة واتجه نحو الصبي ،
فحمله بين يديه ، وعاد الى ناحيتي فوضعه على الارض وصاح:ليطلب احد الاسعاف.
تجمعنا حول الصغير :الشيخ وانا وامراة كانت تمر الى جانب طلبة وغيرهم
صبي صغير جميل ،عيناه واسعتان وجبينه ناصع ،كانت شفتاه الصغيرتان مطبقتين
عليهما شيء من الدم.بينما عيناه تتفحصان الوجوه المحيطة به كانه يبحث عمن يخلصه
وجسمه يرتجف بشدة ،لست ادري ان كان ذلك بفعل الخوف او البرد والارجح
كلاهما معا.
وكانت رجلاه تفحصان الارض وهو يتلوى ، وقد تجمعت تحته بركة من الدم
انحنى عليه الشيخ في وقار: لا تخف انظر الينا نحن معك .لكن عينيه ظلتا تبحثان
وبلحظة استقرتا على عيني انا ! بقيت محدقا في عينيه برهة ،وانحنيت فوضعت يدي
على شعره الاشقر الجميل وظلت عيناه في عيني ، كانه يقول لي شيئا ، فطبعت على جبينه
قبلة ، شممت منه رائحة عطر جميلة ،لا شك ان امه هي التي عطرت راسه.
اثر تلك القبلة رايت اشراقة في وجهه : هل كان ينتظرها ؟
قبل وصول الاسعاف بدقيقة تمدد الصغير ، ولم يتوقف عن تحريك راسه ورجليه، ثم
جحظت عيناه وانقطعت انفاسه بعد حشرجة قصيرة .لكن عينيه متجهتان نحوي
لن اقدر على وصف شعوري مهما حاولت ،بقيت جامدا في مكاني ....لقد عجزت عن الحركة
كنت ارى رجل الاسعاف يحمل الصغير ويضعه في السيا رة كاي متاع وينطلق بعيدا......
لاحظت الشيخ ينصرف متمتما ، بينما علا حديث الطلبة المارين وساروا بعيدا.
بقيت وحدي كشاهد اثبات ، رجعت ورائي خطوات وجلست على الارض انظر الى مكان الصغير:
بقع من الدم تقاطعت فوقها خطوط كانت بفعل رجليه الصغيرتين. بينما ظلت نظراته في عيني
راسخة في ذهني لا تفارقني !
رحلت ايها الصغير عن عالمنا محملا بكثير من الالم .
رحلت قبل ان تطلع شمس ذلك الصباح ،وتطبع على جبينك قبلة وداع اخيرة .عجبا : نظراته لا تفارقني !
ما اجملك ايها الصغير ! هل كنت تعرف اني معلم واردت وداعي؟
كنت احدث نفسي وانا جالس على الرصيف،ودموعي تنزل من عيني حارة علي خدي الباردين
بينما بدات قطرات من رذاذ المطر تسقط فتبلل وجهي وثيابي، فرحت بها لانها تغسل دموعي
فلا احرج ، لاني احب ان ابكي وحيدا لا احد يراني كعادتي دائما........
8/12/2009 العمر الضائع


هل من ردود؟









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-09, 21:11   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
صَمْـتْــــ~
فريق إدارة المنتدى ✩ مسؤولة الإعلام والتنظيم
 
الصورة الرمزية صَمْـتْــــ~
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز المشرف المميز 2014 وسام التقدير لسنة 2013 وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام أفضل مشرف وسام القلم الذهبي لقسم القصة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العمرالضائع مشاهدة المشاركة
هل من ردود؟
ما يجب أن تعلمه أخي أنّ هذا القسم يكاد يخلو من روّاده..فإن كان البعض منهم يدخل لقراءةِ القصص فلا تجِدُ ردّا منه كما لو كانت القصّة أقلّ أهميّة من غيرٍها من فنون الأدب..أو كما لو كان كاتِبُها لا يحتاجُ لدعمٍ معنويّ ولو بمجرّد كلِمةِ شكرٍ تشجيعيّة..
تمنّيت أن يكون القسم أكثر نشاط و حركة ولكن لا حياة لِمن تُنادي،
لهذا فأرجو أن لا يتضاءلَ عزمُك من أوّلِ محاولةٍ لك في هذا المجال الذي يهمّني أن ينالَ حقّه تماما كباقي أقسام الأدب.
فصبرا جميلا أيّها الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2009-12-09, 21:25   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
العمرالضائع
رحــمه الله
 
إحصائية العضو










افتراضي

اخني الاديبة الفاضله :
ليست هذه اول محاولة لي فلدي كثير من القصص
كما ان لي كثير من القصائد نشر بعضها
لكني احببت هذا المنتدي وما دامت هوايني الشعر والادب فقد انست فيه اهلا واحبابا
خاصة ان وجودك اختي الفاضله يضفي عليه مسحة خاصة وروحا من الجمال اضافة الى بعض الاقلام الشابة مثل اريج /سمارى/سعادي/ الهيبة........
اما عني فاني احضر واشارك في عدة ندوات وملتقيات
لكن مرورك وكلماتك نبقى دائما محببة الى قلوبنا /اشكرك كثيرا على اهتمامك










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
القصّة))((¤¤))°°, بفنّ, خاصّ, °°((¤¤))((قِسم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 01:34

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc