"الجيش الحر": دمشق سقطت من الناحية العسكرية:
وطن- وكالات
أكد مسئول الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل فهد المصري أنه ومع سيطرة الجيش الحر على محطة مرج السلطان الإستراتيجية الهامة والسيطرة على كتائب الصواريخ والدفاعات الجوية كافة في الريف الدمشقي، تصبح العاصمة السورية ساقطة من الناحية العسكرية.
وقال: "النظام فقد كل نظم الصواريخ والدفاعات الجوية وأصبح محاصرًا في دمشق بطوق ناري يضيق شيئًا فشيئًا".
وأوضح المصري أن الجيش الحر بدأ للمرة الأولى في استخدام الأسلحة المضادة للطيران، التي غنمها من مستودعات السلاح في المناطق العسكرية التي حررها.
وأضاف أن الجيش الحر قد تمكن بواسطة هذه المضادات من إسقاط طائرتي ميغ في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وكان ضباط منشقون عن جيش بشار الأسد قد أعلنوا عن تأسيس "تجمع الضباط الأحرار" بهدف وضع الأسس الصحيحة لبناء الجيش السوري الجديد.
وكشف هؤلاء الضباط عن نيتهم في التعاون مع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي أنشئ مؤخرًا في الدوحة.
وجاء ذلك في شريط فيديو منشور على موقع "يوتيوب" الإلكتروني يظهر فيه عشرات الضباط بلباس عسكري في قاعة مغلقة وضابطًا يتلو بيانًا.
وقال البيان: "قررنا نحن ضباط سوريا الأحرار الإعلان عن تأسيس تجمع الضباط الأحرار بقيادة العميد محمود أيوب، والذي سيضم كافة الضباط العاملين في الجبهات، وسيكون هذا التجمع النواة الحقيقية للجيش السوري الجديد مستقبلاً".
روسيا وأمريكا وفرنسا يتسابقون للاستفادة من وضع سقوط النظام
على وقع الانتصارات التي يحققها الثوار السوريون وتراجع قوات بشار الأسد في عموم أنحاء سورية، أفادت مصادر أميركية رفيعة أن دبلوماسيين روسا عمدوا إلى الاتصال بنظرائهم الأميركيين "للتباحث في الشأن السوري لمرحلة ما بعد الأسد".
ويقول المسؤولون الأميركيون إن الاتصالات الروسية أخذت شكلا مستعجلا وطارئا، إذ حاول المسؤولون الروس التحادث معهم أثناء عطلة عيد الشكر، والتي تمتد أربعة أيام كان آخرها أول من أمس.
وأضاف أحد المسؤولين الأميركيين أن "رسالة روسية وصلتني تقول إن علينا التباحث في موضوع سورية، فالقتال وصل ساحة العباسيين في دمشق".
وأضاف أنه يعتقد أن الروس حاولوا الاتصال كذلك بالفرنسيين، ولكنهم سمعوا تصلبا فرنسيا ضد الموقف الروسي، ما دفع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إلى مهاجمة فرنسا علنا. وتابع: "سنقوم بالاتصال بالفرنسيين لتبين الموضوع".
وأوضح المسؤول الأميركي قائلا: "يبدو أن الروس يحاولون الحصول على مكاسب للمعارضين السوريين المقربين منهم مثل هيئة التنسيق". وتابع: "أبلغنا الروس أنهم لا يعتبرون أن الائتلاف السوري المنبثق عن لقاء الدوحة يمثل كل المعارضة السورية، وأن على المجتمع الدولي الأخذ بعين الاعتبار، في المرحلة المقبلة، أن هناك عددا من المعارضين ممن لم يشتركوا في الإعمال العسكرية، وممن آثروا الحل السياسي، وأن لهم دورا في المستقبل".
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فقد طالب الروس من واشنطن "العمل معاً من أجل إنهاء الوضع القائم بصورة سلمية"، والحفاظ "على الدولة السورية وتأكيد مشاركة الجميع في المرحلة المقبلة بمن فيهم بعض المعارضين الذين تعتبرهم روسيا غير متمثلين في إعلان الدوحة".
في هذه الأثناء، كثر الحديث داخل أروقة القرار الأميركي عن ضرورة قيام واشنطن بالإشراف على توحيد وتنظيم صفوف "الجيش السوري الحر" للتسريع من عملية سقوط نظام دمشق، ولضمان وجود قوة عسكرية يمكنها ضمان أمن سورية بعد انهيار الأسد.
ومن جانب آخر، يرى فجيفري وايت، الباحث في "معهد واشنطن"، أن "وتيرة الحرب تتسارع بشكل غير مسبوق"، وأن "هناك إمكانية كبيرة أن نرى انهيارا مفاجئا للنظام على وجه السرعة". ويضيف: "ليس مرجحا ذلك، لكنه محتمل، ثم يصبح الشباب ممن يحملون السلاح هم المسؤولون عن الأمن في سورية".
إمكانية الانهيار هذه دفعت واشنطن إلى محاولة الإسراع في تنظيم صفوف الثوار. ويقول المسؤولون الأميركيون إن "مشاركة الولايات المتحدة في تنظيم الثوار تتطلب أربعة إلى ستة أسابيع".
وفي هذا السياق، نقل المعلق في صحيفة "واشنطن بوست"، دايفيد اغناتيوس، عن مصادر قولها إنه "من أجل إقامة وحدة عسكرية (بين الثوار)، ستحتاج وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي ايه) إلى الضغط على أجهزة الاستخبارات الصديقة من أجل تجميع تمويلها ووسائل دعمها الأخرى خلف قيادة موحدة".
وكتب اغناتيوس أن المسؤولين الاميركيين يأملون في أن تحصل هذه العملية في غضون الشهر المقبل، فيما يعتقد قادة الثوار أن هذه المدة ستكون متأخرة جداً".
لكنَ المتابعين الاميركيين يعتقدون أن عملية توحيد الجهود العسكرية للثوار السوريين ستكون "شاقة ومضنية"، بسبب التباين في وجهات نظر الجهات الداعمة لها.
ويقول المسؤولون الأميركيون: "هناك جهات تقدم دعما أكبر للمجموعات الإسلامية، وهناك جهات قلقة بسبب النشاط الكردي وتحصر دعمها بالمجموعات العسكرية التي تتصدى له، وهناك من الثوار السوريين من يتسلمون مساعدات من رجال أعمال عرب من دون المرور بأجهزة الاستخبارات الإقليمية أو الدولية، وهو ما يعقد أكثر مجهود تحديد من يفعل ماذا".
على أن الاتجاه العام لواشنطن، "منذ اليوم الأول"، هو توحيد صفوف المعارضة والثوار السوريين، إذ يكرر المسؤولون الأميركيون أنهم كانوا من أوائل المطالبين بتوحيد صفوف المعارضة، على غرار ما حصل في الدوحة.