كيف يقلّ الاختلاف بين المسلمين
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
" فالواجب على الجميع أن ينقادوا إلى كلمة سواء بينهم كلهم، و أن لا يُطيعوا إلا الرسول، و لا يجعلوا معه مَن يكون أقواله كنصوصه، و لا يتّخذُ بعضُهم بعضًا أربابًا من دون الله؛ فلوْ اتفقت كلمتُهم على ذلك، و انقاد كلّ واحدٍ منهم لِمن دعاه إلى الله و رسوله، و تَحاكمُوا كلُّهم إلى السنّة و آثار الصحابة لقَلّ الاختلاف، و إنْ لم يُعدمْ من الأرض؛ و لهذا تجد أقلّ الناس اختلافًا أهل السنة و الحديث؛ فليس على وجه الأرض طائفةٌ أكثر اتّفاقًا و أقلّ اختلافًا منهُم لمّا بنوا على هذا الأصل، و كلما كانت الفُرقة عن أهل الحديث أبعدَ كان اختلافُهم في أنفسهم أشدّ و أكثر، فإنّ مَن رَدَّ الحقّ مَرجَ عليه أمرُه و اختلط عليه، و التبسَ عليه وجهُ الصوابِ فلمْ يَدْرِ أين يذهب، كما قال تعالى : " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ" [ق/5]. إعلام الموقعين 2/173
نقلا من مجلة الإصلاح العدد 28 ص 62.