"تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات" - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

"تطويـر الذَّات في فنِّ التَّعامل مع الآباء والأمَّهات"

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-03-27, 10:13   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي


القاعدة الثانية: اعلم يقينًا أن بر الوالدين من أعظم وأيسر وأقرب
الطرق لتحقيق السعادة والنجاح في الدنيا.
توضيح القاعدة:كل عاقل يبحث عن تحقيق السعادة والنجاح في حياته الدنيا .
لكن كثير من الناس لا يعرف طريق النجاح ؛فلا يتحقق له ذلك لعدم سيره في الطريق الصحيح.
والسعادة والنجاح في الدنيا لها وسائل وأسباب لتحقيقها ؛فمن فعل أسباب السعادة والنجاح سعد ونجح بإذن
الله.
, ومن أعظم أسباب السعادة والنجاح في الدنيا بر الوالدين ؛فالوالدان عندما يريان من ابنهما البر والرحمة
والشفقة عليهما والإحسان بهما ؛تلهج ألسنتهما بالدعاء له ليل نهار ،فكلما ارتفعت أكفهما بالدعاء كان لهذا
الابن البار أكبر الحظ والنصيب من دعاؤهما .
هذا الدعاء مظِنة الإجابة بإذن الله.
...
عن حزم ابن مهران قال سمعت رجلاً سأل الحسن فقال يا أبا سعيد ما تقول في دعاء الوالد لولده ؟ ؛قال:
نجاة وقال بيده هكذا كأنه يرفع شيئاً من الأرض ؛قال فما دعاؤه عليه ، قال: استئصال ،وقال بيده كأنه
يخفض شيئا.
بل إن كثيراً من الأبناء يُقسم بالله العظيم أيماناً مغلظة أنه ما عرف التوفيق والنجاح إلا منذ أن بر والديه.
وقد تكون طاعة الوالدين في أحنك الظروف راحة وطمأنينة للولد ؛فهذا عبدالله بن الزبير رضي الله عنه ؛لما
حاصره الحجاج في مكة وتخلى عنه الناس دخل على أُمِّه أسماءَ وهي شاكية فقال لها إن الموت لراحة فقالت له
لعلك تَمَنَّيْتَهُ لي ما أُحِبُّ أن أموتَ حتى يأتيَ على أحد طَرَفَيْك إما قُتِلتَ فَأَحتسبك وإما ظَفِرت بعدوك فتَقَرّ
عيني فضحك . فلما كان اليوم الذي قُتِل فيه دخل عليها فقالت له يا بني لا تقبلن منهم خُطَّة تخاف فيها على نفسك الذل
مخافةَ القتل فوالله لضربةٌ بسيف في عِزٍ خيرٌ من ضربةٍ بسوطٍ في ذُلٍ .
فاستبشر عبدالله بكلام أمه رضي الله عنهما ؛وقتل في ذلك اليوم.
...








 


رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:24   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الثالثة: كل أمر يسعد والديك ولا يغضب ربك فلا تتوانى في فعله.
أمر الله سبحانه وتعالى بالإحسان إلى الوالدين، ومن أعظم الإحسان لهما طاعتهما، لكن هذه الطاعة إنما تجب
مالم تكن في معصية الله.
وقد أدرك السلف الصالح هذا المعنى العظيم في فعل كل ما يسعد والديهم ولا يغضب ربهم.
عن محمد بن سيرين قال: كانت النخلة تبلغ بالمدينة ألفاً فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فقطعها من أجل جمارها
فقيل له في ذلك فقال إن أمي اشتهته علي وليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر عليه إلا فعلته .
وكان الإمام أبو حنيفة باراً بوالديه ، وكان يدعو لهما ويستغفر لهما ، يقول عن نفسه : " ربما ذهبتُ بها إلى
مجلس عمر بن ذر ، وربما أمرتني أن أذهب إليه وأسأله عن مسألة فآتيه وأذكرها له ، وأقول له : إن أمي أمرتني أن أسألك عن كذا وكذا ، فيقول : أو مثلك يسألني عن
هذا ؟! ، فأقول : هي أمرتني ، فيقول : كيف هو الجواب حتى
أخبرك ؟ ، فأخبره الجواب ، ثم يخبرني به ، فأتيها وأخبرها بالجواب ، وفي مرة استفتتني أمي عن شيء ،
فأفتيتها فلم تقبله ، وقالت : لا أقبل إلا بقول زرعة الواعظ ،
فجئت بها إلى زرعة وقلت له : إن أمي تستفتيك في كذا وكذا ، فقال : أنت أعلم وأفقه ، فأفتها . فقلت :
أفتيتها بكذا ، فقال زرعة : القول ما قال أبو حنيفة فرضيتوانصرفت.
فرحم الله الإمام الفقيه أبا حنيفة ؛لم يقل أذهب إلى رجل أقل مني علماً حتى أسأله ؛ماذا سيقول الناس عني ؟
بل ذهب بكل بساطة، وقد عرف له القوم قدره، فطلبوا منه الإجابة حتى يعيدوها عليه لترضى أمه.
إن الوالدين ينظران إلى ابنهما مهما على قدره وارتفعت منزلته ،على أنه ذلك الطفل الذي يأمرانه وينهيانه وهما
أعلم بمصلحته من نفسه ويتعاملان معه في غالب الأحوال
انطلاقاً من هذه النظرة .
فدعونا كأبناء نتقبل هذه النظرة من والدينا ،ولا يقل أحدنا أنا العالم الفقيه أو الطبيب الحاذق أو المهندس
البارع أو المسئول الكبير ؛ثم ينتظر أن يتعامل معه والديه من
خلال رؤيته لنفسه أرؤية المجتمع له .
لا يا أخي الكريم إن للوالدين نظرة خاصة فلنقبلها .
كان حيوة بن شريح يقعد في حلقته يعلّم الناس ، فتقول له أمه : " قم يا حيوة ، فألق الشعير للدجاج ،
فيترك حلقته ويذهب لفعل ما أمرته أمّه به.
فرحمه الله ففعله فعل العلماء الربانيين ؛يترك حلقته وكتبه وطلابه ،لماذا ؟
ليلقي الشعير للدجاج !
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:26   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الرابعة: كل أمر يحزن والديك ويغضبهم ولم يوجبه ربك فاجتنبه.
عن مُعَاذٍ قال أوصاني رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قال: "لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئاً وَإِنْ قُتِلْتَ
وَحُرِّقْتَ وَلاَ تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ من أَهْلِكَ وَمَالِكَ
وَلاَ تَتْرُكَنَّ صَلاَةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّداً فإن من تَرَكَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّداً فَقَدْ بَرِئَتْ منه ذِمَّةُ اللَّهِ وَلاَ تَشْرَبَنَّ خَمْراً
فإنه رَأْسُ كل فَاحِشَةٍ وَإِيَّاكَ وَالْمَعْصِيَةَ فإن بِالْمَعْصِيَةِ حَلَّ سَخَطُ
اللَّهِ عز وجل وَإِيَّاكَ وَالْفِرَارَ مِنَ الزَّحْفِ وَإِنْ هَلَكَ الناس وإذا أَصَابَ الناس مُوتَانٌ وَأَنْتَ فِيهِمْ فَاثْبُتْ وَأَنْفِقْ
على عِيَالِكَ من طَوْلِكَ وَلاَ تَرْفَعْ عَنْهُمْ عَصَاكَ أَدَباً وَأَخِفْهُمْ في اللَّهِ" رواه الإمام أحمد في المسند.
والشاهد في هذا الحديث قوله: "وَلاَ تَعُقَّنَّ وَالِدَيْكَ وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ من أَهْلِكَ وَمَالِكَ".
قلت :لو تخيلنا شخص يأمره والداه بأن يطلق زوجته ويترك ماله وهو مع هذا مأمور بعدم عقوق والديه حتى
في هذه الصورة .
عن عبدالله بن عُمَرَ قال: "كانت تَحْتِي امْرَأَةٌ أُحِبُّهَا وكان أبي يَكْرَهُهَا فَأَمَرَنِي أبي أَنْ أُطَلِّقَهَا فَأَبَيْتُ فَذَكَرْتُ
ذلك لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقال يا عَبْدَ اللَّهِ بن عُمَرَ طَلِّقْ امْرَأَتَكَ" رواه الترمذي وحسنه الألباني.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: فيه دليل صريح يقتضي أنه يجب على
الرجل إذا أمره أبوه بطلاق زوجته أن يطلقها وإن كان يحبها فليس ذلك عذرا له في الإمساك ويلحق بالأب
الأم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين أن لها من الحق
على الولد ما يزيد على حق الأب .
فأمر الله الولد في حالة دعوة والديه له ليشرك بربه بعدم طاعتهما فقط فلم يأمره بهجرهما ولا قتالهما ولا
عقوقهما !
,,
بل إن سبحانه وتعالى أمره في الآية الأخرى بمصاحبتهما في الدنيا معروفا
قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورًا} لقمان:15.
قال القرطبي رحمه الله: والآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين ،وإلانة القول
والدعاء إلى الإسلام برفق وقد قالت أسماء بنت أبي بكر
الصديق للنبي عليه الصلاة والسلام وقد قدمت عليها خالتها وقيل أمها من الرضاعة فقالت يا رسول الله إن
أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؛ قال : نعم .
قال السعدي رحمه الله:أي صحبة إحسان إليهما بالمعروف وأما أتباعهما وهما بحالة الكفر والمعاصي فلا تتبعهما.
وسبب نزول هذه الآية مارواه مسلم عن مُصْعَب بن سَعْدٍ عن أبيه أَنَّهُ قال نَزَلَتْ في آيَاتٌ من الْقُرْآنِ قال:
حَلَفَتْ أُمُّ سَعْدٍ أَنْ لَا تُكَلِّمَهُ أَبَدًا حتى يَكْفُرَ بِدِينِهِ ولا تَأْكُلَ ولا تَشْرَبَ،
قالت: زَعَمْتَ أَنَّ اللَّهَ وَصَّاكَ بِوَالِدَيْكَ وأنا أُمُّكَ وأنا آمُرُكَ بهذا قال مَكَثَتْ ثَلَاثًا حتى غُشِيَ عليها من الْجَهْدِ
فَقَامَ ابن لها يُقَالُ له عُمَارَةُ فَسَقَاهَا فَجَعَلَتْ تَدْعُو على سَعْدٍ فَأَنْزَلَ
الله عز وجل في الْقُرْآنِ هذه الْآيَةَ...".
قال مجاهد - رحمه الله -: "لا ينبغي للولد أن يدفع يد والده إذا ضربه، ومن شد النظر إلى والديه لم
يبرهما، ومن أدخل عليهما ما يحزنهما فقد عقهما".
وسئل كعب الأحبار عن العقوق فقال: "إذا أمرك والداك بشيء فلم تطعمهما، فقد عققتهما العقوق كله".
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:26   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الخامسة:لا تقدم عليهما أحدًا كائنًا من كان.
قال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي
القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا}
النساء: .
قال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم: جمع الله تعالى في هذه الآية بين ذكر حقه على العبد وحقوق
العباد على العباد أيضاً ؛ وجعل العباد الذين أمر بالإحسان إليهم خمسة أنواع أحدها من بينه وبين الإنسان قرابة
وخص منهم الوالدين بالذكر لامتيازهما عن سائر الأقارب بما لا يشركونهما فيه فإنهما كانا السبب في وجود
الولد ولهما حق التربية والتأديب وغير ذلك...الخ.
وليس المقصود التقديم بالكلام فقط ؛فبعض الأبناء يزعم أنه لا يقدم أحداً على والديه بلسانه ؛ولكن أفعاله
تخالف ذلك .
,,
فإذا طلبت منه أمه طلباً يتعارض مع موعد أصدقائه ،قدم موعد أصدقائه ومن الأبناء من يحاول أن يعتذر لامه
بطريقة حسنة ومنهم من يذهب إلى موعد أصدقائه ولا يبالي .
ولعل عدم تقديم أحد على الوالدين ولو كانوا أبناء الإنسان وزوجته واضح في قصة الثلاثة النفر الذين آواهم
المبيت إلى غار فسقطت صخرة فصكت مدخل الغار ؛فقال أحدهما بعد اتفقوا أن يدعوا الله بصالح إعمالهم:
فقال أَحَدُهُمْ: اللهم إنه كان لي وَالِدَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَامْرَأَتِي ولي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم فإذا أَرَحْتُ
عليهم حَلَبْتُ فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ فَسَقَيْتُهُمَا قبل بني وَأَنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَوْمٍ الشَّجَرُ فلم آتِ حتى أَمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُمَا
قد نَامَا فَحَلَبْتُ كما كنت أَحْلُبُ فَجِئْتُ بِالْحِلَابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رؤوسهما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا من نَوْمِهِمَا وَأَكْرَهُ
أَنْ أسقى الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ فلم يَزَلْ ذلك دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتى طَلَعَ الْفَجْرُ فَإِنْ كُنْتَ
تَعْلَمُ أني فَعَلْتُ ذلك ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَافْرُجْ لنا منها فُرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ فَفَرَجَ الله منها فُرْجَةً فَرَأَوْا منها
السَّمَاءَ..." متفق عليه.
أما أن ندعي بألستنا عدم تقديم أحد على والدينا وأفعالنا تخالف ذلك فهذا أمر يحتاج إلى إعادة نظر !
يريد منه والده أن يرافقه إلى مناسبة معينة ،ويريد أصحابه أن يأتيهم في الاستراحة ؛فيذهب ويترك أباه !
ويقول أنا لا أقدم أحداً على والدي !
تريد منه أمه أن يذهب بها إلى خالته وتريد منه زوجته أن يذهب بها إلى السوق فيختلق الأعذار حتى تؤجل أمه
زيارة خالته !
ويقول أنا لا أقدم أحداً على والدي !
هل يضحك على نفسه أم على والديه أم على الناس؟
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:27   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة السادسة: تذكر دائمًا ما سبق من إحسانهما.
قال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى
إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل
صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين} الأحقاف:
في هذه الآيات يُذكر الله الإنسان ما سبق من إحسان أمه به ؛كيف أنها حملته كرهاً ووضعته كرهاً ؛وفي الآية
جاء التعبير القراني الكريم بحملته وهناً على وهن.
روى الطبراني في المعجم الأوسط عن جابر بن عبد الله قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله إن أبي أخذ مالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل اذهب فائتيني بابيك فنزل جبريل
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في
نفسه ما سمعته أذناه فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم ما زال ابنك يشكوك أنك تأخذ ماله
قال سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي فقال النبي صلى الله عليه
وسلم إيه دعنا من هذا أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك قال الشيخ والله يا رسول الله ما يزال
الله يزيدنا بك يقينا قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي قال قل وأنا أسمع قال قلت
غذوتك مولودا ومنتك يافعا
تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
لسقمك إلا ساهرا أتململ
تخاف الردى نفسي عليك وإنها
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
كأني أنا المطروق دونك بالذي
طُرقت به دوني فعيناي تهمل
فلما بلغت السن والغاية التي
إليها مدى ما فيك كنت أومل
جعلت جزائي غلظة وفظاظة
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال فعند ذلك أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: "أنت ومالك لأبيك".
فتذكر أخي الكريم دائماً ما سبق من إحسان والديك ؛تذكر ما تحملته أمك من التعب والأذى ،تذكر ما تحمله
أبوك من السهر وما أنفقه من أموال من أجلك .
فهل تجازيهم بالعقوق بعد أن كبر سنهما ورق عظمهما ؟
أما هل تجعلهم يعيشون على شفقة المشفقين وإحسان المحسنين ،وأنت حي تُرزق !
وآسفا على ولد هذا جزاء والديه لديه !
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:30   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة السابعة: لا تسمع لأحد فيهما
بعض الأبناء يحب والديه حباً عظيماً ،ويحاول أن يحسن إليهما غاية الإحسان ؛لكنه يقع بدون أن يشعر تحت
تأثيرات تجعله يتصرف مع والديه تصرفات أهل العقوق.
بعض الزوجات وبعض الأزواج أيضاً كل منهما يريد أن يستأثر بالآخر وهذا في جانب النساء أكبر ؛فتحاول
أن تختلق المواضيع التي تجعل الابن لا يحبذ الذهاب إلى والديه.
فتشكك زوجها في حب والديه لأبنائه ؛وتخبره أنهما يقدمان أبناء أخيك فلان أو أختك فلانة على أبنائنا !
وفي بعض الأحيان قد تقول له إن أمك لا تحبني وتذكر أهلي بسوء وتسوق هذا الكلام وهي غارقة في موجة
عنيفة من البكاء.
هذا بلا شك يجعل في نفس الابن شعور سيء تجاه والديه ،ومع مرور الأيام وتكرار مثل هذا الكلام يزداد
ذلك الشعور السيئ في نفس هذا الابن مما قد ينتج عنه تصرفات أو كلام أو نظرات عقوق .
وكما أن هذا الكلام قد يُنقل من الزوجة ؛فإنه قد يُنقل في أحيان أخرى من الأبناء ،فيكثرون الشكوى من
أجدادهم وجداتهم ،ويتهمونهم بتقديم ابن فلان وبنت فلانة علينا ،ولا يرغبون في زيارتنا لهم ،ودائماً ما
يقومون بضربنا وتوبيخنا بدون أدنى سبب !
إن العلاج الأمثل لهذا الأمر: هو عدم الاستماع لأي كلام يُنقل لك بسوء عن والديك
وخصوصاً من زوجتك وأبنائك .
ثم لنفرض أنهم يقدمان أبناء أخيك أو أختك على أبنائك،فقد يكون ذلك بسبب برهم واحترامهم لهما !
ونحن عندما نطالب والدينا بالعدل في هذا الجانب الذي لا يجب عليهم العدل فيه ؛فهل عدلنا نحن بين أبنائنا مع
أن هذا العدل واجب علينا ؟
ثم ألا يستحق إحسان والدينا معنا في كل الأمور أن نغض الطرف عنهما إن بدر منهما قصور في حقنا.
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:31   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة الثامنة:نجاحك نجاح لوالديك

بعض الناس صاحب همة عالية وطموح بلا حدود، يحب النجاح ويعشق التحدي ،يعيش حياته مع الانجازات؛
يريد أن يأتي كل يوم بجديد مفيد ود لو استطاع أن يحقق في كل ساعة انجاز.
فهل استشعر هذا البطل أن نجاحه نجاح لوالديه، وأن من أعظم ما يدخل السرور على قلوب الآباء والأمهات
تميز أبنائهم.
عن عبد اللَّهِ بن عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ من الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا وَهِيَ
مَثَلُ الْمُسْلِمِ حَدِّثُونِي ما هِيَ فَوَقَعَ الناس في شَجَرِ الْبَادِيَةِ وَوَقَعَ في نَفْسِي أنها النَّخْلَةُ قال عبد اللَّهِ فَاسْتَحْيَيْتُ
فَقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنَا بها فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هِيَ النَّخْلَةُ قال عبد اللَّهِ فَحَدَّثْتُ أبي
بِمَا وَقَعَ في نَفْسِي فقال لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إلي من أَنْ يَكُونَ لي كَذَا وَكَذَا" متفق عليه.
قال ابن حجر في فتح الباري: "ووجه تمنى عمر رضي الله عنه ما طبع الإنسان عليه من محبة الخير لنفسه
ولولده ولتظهر فضيلة الولد في الفهم من صغره وليزداد من النبي صلى الله عليه وسلم حظوة ولعله كان
يرجو أن يدعو له إذ ذاك بالزيادة في الفهم".
قال النووي رحمه الله: "وفيه سرور الإنسان بنجابة ولده وحسن فهمه".
فكيف لو أن أحدنا جعل من النوايا الصالحة التي يرجوها عند تحقيق
النجاح وتقديم المفيد إدخال السرور على والديه.
لا شك أنه بذلك سيتحقق له أجور عظيمة بإذن الله تعالى.
ولذلك أوصي الطلاب المتميزين أن يجعلوا هذه النية الصالحة حاضرة في دراستهم وطلبهم للعلم.
بل يقال إن كل شخص لا يريد أن يفضله أحد إلا ابنه .

فإذا لم نكن نعشق النجاح ولا نهتم بالتميز ؛فلنعشقه من أجل إدخال السرور على قلوب آبائنا وأمهاتنا.

...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:32   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة التاسعة: كما تدين تدان
قال تعالى: {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} الرحمن: .
عن أبي بَكْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما من ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ الله تَعَالَى لِصَاحِبِهِ
الْعُقُوبَةَ في الدُّنْيَا مع ما يَدَّخِرُ له في الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ"رواه الترمذي وأبو داود وصححه الألباني.
وأي رحم أقرب من الوالدين !
بل جاء في الصحيحين عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ
حتى إذا فَرَغَ منهم قَامَتْ الرَّحِمُ فقالت هذا مَقَامُ الْعَائِذِ من الْقَطِيعَةِ قال نعم أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ من وَصَلَكِ
وَأَقْطَعَ من قَطَعَكِ قالت بَلَى قال فَذَاكِ لَكِ، ثُمَّ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اقرؤوا إن شِئْتُمْ {فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم، أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم،
أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} محمد: –
فكما أن من يبر والديه سيبره أبنائه بإذن الله ؛فإن من يعق والديه سيعقه أبنائه إلا أن يشاء الله .
فعلينا أن نستحضر هذا الأمر في أذهاننا ليل نهار عندما نتعامل مع آبائنا وأمهاتنا ؛فمن لم تدعه رحمة والديه
والوفاء بحقهما إلى برهما والإحسان إليهما؛فليدفعه خوفه من عقوق أبنائه وانتصار ربه لوالديه منه على يد أبنائه
؛كما هو واقع ومشاهد ومعلوم.
,,
هذه قصة يرويها أحد بائعي المجوهرات يقول : دخل عليه في المحل رجل وزوجته وخلفه أمه العجوز وتحمل
ولده الصغير..
يقول أخذت زوجته تشتري من المحل وتشتري من الذهب ..
فقال الرجل للبائع : كم حسابك ؟
قال البائع : عشرون ألف ومائة ..
فقال الرجل : ومن أين جاءت المائة..
قال : أمك العجوز اشترت خاتماً بمئة ريال ..فأخذ ابنها الخاتم ورماه للبائع وقال : العجائز ليس لهن ذهب ..
ثم لما سمعت العجوز هذا الكلام بكت وذهبت إلى السيارة ..
فقالت زوجته : ماذا فعلت ؟ ماذا فعلت لعلها لا تحمل ابنك بعد هذا ؟ عياذاً بالله كأنها خادمة عندهم ..
فعاتبه بائع المجوهرات .. فذهب الرجل إلى السيارة وقال لأمه : خذي الذهب الذي تريدين . خذي الخاتم إن
أردت ..
فقالت أمه : لا والله .. لا أريده .. والله لا أريد الخاتم ولكني أريد ان أفرح بالعيد كما يفرح الناس فقتلت
سعادتي سامحك الله" موسوعة القصص الواقعية على الإنترنت.
فماذا ينتظر هذا الابن والعياذ بالله من أبنائه في المستقبل ؟
وهذا رجل كبر أبوه.. فأخذه على دابة (جمل) إلى وسط الصحراء ،فقال أبوه : يا بني أين تريد أن تأخذني .
فقال الابن : لقد مللتك وقد سئمتك .
قال الأب : وماذا تريد ؟ .
قال : أريد أن أذبحك لقد مللتك يا أبي ..
فقال الأب : إن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني عند تلك الصخرة .
فقال الابن : ولمَ يا أبي ؟.
قال الأب : فإني قد قتلت أبي عند تلك الصخرة فاقتلني عندها فسوف ترى من أبنائك من يقتلك عندها!"
موسوعة القصص الواقعية على الإنترنت
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:32   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

القاعدة العاشرة: احذر دعاؤهما عليك
عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لم يَتَكَلَّمْ في الْمَهْدِ إلا ثَلَاثَةٌ عِيسَى بن مَرْيَمَ وَصَاحِبُ
جُرَيْجٍ وكان جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فيها فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وهو يصلى فقالت يا جُرَيْجُ فقال يا رَبِّ
أُمِّي وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ على صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ فلما كان من الْغَدِ أَتَتْهُ وهو يصلى فقالت يا جُرَيْجُ فقال يا رَبِّ أُمِّي
وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ على صَلَاتِهِ فَانْصَرَفَتْ فلما كان من الْغَدِ أَتَتْهُ وهو يُصَلِّي فقالت يا جُرَيْجُ فقال أَيْ رَبِّ أُمِّي
وَصَلَاتِي فَأَقْبَلَ على صَلَاتِهِ فقالت اللهم لَا تُمِتْهُ حتى يَنْظُرَ إلى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا
وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بغي يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فقالت إن شِئْتُمْ لَأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ قال فَتَعَرَّضَتْ له فلم يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ
رَاعِيًا كان يَأْوِي إلى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ من نَفْسِهَا فَوَقَعَ عليها فَحَمَلَتْ فلما وَلَدَتْ قالت هو من جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ
فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فقال ما شَأْنُكُمْ قالوا زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ فقال أَيْنَ
الصَّبِيُّ فجاؤوا بِهِ فقال دَعُونِي حتى أصلى فَصَلَّى فلما انْصَرَفَ أتى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ في بَطْنِهِ وقال يا غُلَامُ من
أَبُوكَ قال فُلَانٌ الرَّاعِي قال فَأَقْبَلُوا على جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُوا نَبْنِي لك صَوْمَعَتَكَ من ذَهَبٍ قال
لَا أَعِيدُوهَا من طِينٍ كما كانت فَفَعَلُوا ...الحديث" متفق عليه.
فجريج على ما كان منه من العبادة والاجتهاد لم تخطئه دعوة أمه ؛فكيف بمن هو قليل العبادة والاجتهاد كثير
العقوق والعناد .
كيف بمن يأخذ أمه بلا رحمة ولا رأفة ليرم بها في دار العجزة .
كيف بمن يقسم أيماناً مغلظة على أبيه بأن لا يدفع له ريالاً واحداً .
كيف بمن يتوسل إليه والديه أن يقف مع أخيه أو أخته ؛فلا يقيم لهذا التوسل مقاماً ولا يقدر له قدراً !
وإذا كان دعاء الوالدين لولدهما أساس التوفيق والنجاح ؛فإن دعاؤهما عليه أساس الخذلان والخسران .
عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ
الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ على وَلَدِهِ" رواه الترمذي وغيره.
ذكر ابن قدامة رحمه الله في كتابه التوابين (ص:239):عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال بينما أنا أطوف
مع أبي حول البيت في ليلة ظلماء وقد رقدت العيون وهدأت الأصوات إذ سمع أبي هاتفا يهتف بصوت حزين
شجي وهو يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم
يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا
وأنت عينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي
يا من إليه أشار الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف
فمن يجود على العاصين بالكرم
قال فقال أبي يا بني أما تسمع صوت النادب لذنبه المستقيل لربه الحقه فلعل أن تأتيني به فخرجت أسعى حول
البيت أطلبه فلم أجده حتى انتهيت إلى المقام وإذا هو قائم يصلي فقلت أجب ابن عم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأوجز في صلاته واتبعني فأتيت أبي فقلت هذا الرجل يا أبت فقال له أبي ممن الرجل قال من
العرب قال وما اسمك قال منازل بن لاحق قال وما شأنك وما قصتك قال وما قصة من أسلمته ذنوبه وأوبقته
عيوبه فهو مرتطم في بحر الخطايا فقال له أبي علي ذلك فاشرح لي خبرك قال كنت شابا على اللهو والطرب لا
أفيق عنه وكان لي والد يعظني كثيرا ويقول يا بني احذر هفوات الشباب وعثراته فإن لله سطوات ونقمات ما
هي من الظالمين ببعيد وكان إذا ألح علي بالموعظة ألححت عليه بالضرب فلما كان يوم من الأيام ألح علي
بالموعظة فأوجعته ضربا فحلف بالله مجتهدا ليأتين بيت الله الحرام فيتعلق بأستار الكعبة ويدعو علي فخرج حتى
انتهى إلى البيت فتعلق بأستار الكعبة وأنشأ يقول:
يا من إليه أتى الحجاج قد قطعوا
عرض المهامه من قرب ومن بعد
إني أتيتك يا من لا يخيب من
يدعوه مبتهلاً بالواحد الصمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي
فخذ بحقي يا رحمان من ولدي
وشل منه بحول منك جانبه
يا من تقدس لم يولد ولم يلد

قال فوالله ما استتم كلامه حتى نزل بي ما ترى ثم كشف عن شقه الأيمن فإذا هو يابس قال فأبت ورجعت ولم
أزل أترضاه وأخضع له وأسأله العفو عني إلى أن أجابني أن يدعو لي في المكان الذي دعا علي قال فحملته على
ناقة عشراء وخرجت أقفو أثره حتى إذا صرنا بوادي الأراك طار طائر من شجرة فنفرت الناقة فرمت به بين
أحجار فرضخت رأسه فمات فدفنته هناك وأقبلت آيسا وأعظم ما بي ما ألقاه من التعيير أني لا أعرف إلا
بالمأخوذ بعقوق والديه فقال له أبي أبشر فقد أتاك الغوث فصلى ركعتين ثم أمره فكشف عن شقه بيده ودعا له
مرات يرددهن فعاد صحيحا كما كان وقال له أبي لولا أنه قد كان سبقت إليك من أبيك في الدعاء لك بحيث
دعا عليك لما دعوت لك قال الحسن وكان أبي يقول لنا احذروا دعاء الوالدين فإن في دعائهما النماء
والانجبار والاستئصال والبوار .
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:33   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الفصل الثالث
وصايا في فن التعامل مع الوالدين
والحديث في هذا الفصل في مبحثين:
المبحث الأول: وصايا في فن التعامل مع الوالدين في حياتهما
المبحث الثاني: وصايا في فن التعامل مع الوالدين بعد موتهما
المبحث الأول:
الوصية الأولى: احرص على ما ينفعهما في الآخرة
من أعظم فنون التعامل مع الوالدين النظر حين التعامل معهم في أمر معين على مردود هذا الأمر عليهما في
الآخرة قبل الدنيا.
وقد كانت هذه النظرة حاضرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .
فعن عن أبي هُرَيْرَةَ قال: "كنت أَدْعُو أُمِّي إلى الإِسْلامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْماً فأسمعتني في رسول اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم ما أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأنا أَبْكِي قلت يا رَسُولَ اللَّهِ إني
كنت أَدْعُو أُمِّي إلى الإِسْلامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فأسمعتني فِيكَ ما أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ
فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهم اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله
عليه وسلم فلما جِئْتُ فَصِرْتُ إلى الْبَابِ فإذا هو مُجَافٌ فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ فقالت مَكَانَكَ يا أَبَا
هُرَيْرَةَ وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ قال فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قالت
ياأَبَا هُرَيْرَةَ أشهد أن لَا إِلَهَ إلا الله وأشهد أن مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قال فَرَجَعْتُ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فَأَتَيْتُهُ وأنا أَبْكِي من الْفَرَحِ قال قلت يا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قد اسْتَجَابَ الله دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ
فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وقال خَيْرًا... الحديث" رواه مسلم.
وقد فعل أبو بكر رضي الله عنه قبل أبو هريرة مثل ذلك ؛ففي قصة ظهور المسلمون لما بلغوا ثمانية وثلاثين
رجلاً ،جاء في آخر القصة قول أبو بكر الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم: "وهذه أمي برة بولدها وأنت
مبارك فادعها إلى الله وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار قال فدعا لها رسول الله ودعاها إلى الله
فأسلمت".
فحرص هذان الصحابيان الجليلان رضي الله عنهما على ما ينفع أمهاتهما في الآخرة ،وهذا من أعظم البر.
بعض الناس يكون له برامج إيمانية مع أصدقائه وزملائه ؛أما أن يكون له برامج مع والديه فلا يهتم بذلك .مع
أنه من المفترض على الأولاد أن يهتموا بما ينفع والديهم في الآخرة ؛ لأنهم أولى الناس بذلك.
...
وهناك برامج إيمانية عملية كثيرة، سوف نوردها وهي ليست خاصة بالوالدين ؛لكني أقترح عليك أن تطبقها
مع والديك ،فسوف تجد لذلك أثراً كبيراً في حياتك ويعود النفع فيها عليك وعلى والديك في الآخرة بإذن
الله؛ومنها:
1- العمرة والحج معهما: رحلة العمرة والحج من أجمل الرحلات وأمتعها وأرجاها وأولاها لحصول الأجر
والثواب ؛فإذا اجتمع مع ذلك أن تكون بصحبة والديك فأتوقع أنها ستكون من الرحلات الخالدة في ذاكرتك
وذاكرتهما أيضاً.
وأنت في هذا الرحلة الجميلة تطبق دور الخادم المطيع والرفيق الشفيق.
فتارة تسألهما ماذا يريدان ؟
وفي أخرى ماذا يأكلان ؟
وعندما تجتمع الحشود في عرفات في الموقف المهيب تدنو منهما وسط ذلك
الزحام وتسألهما الدعاء فيردان عليك بابتسامة الرحماء ؛وكأنهما يقولان لك وهل تتوقع أنا لا ندعو لك حتى
تسألنا ؟
وفي جوار البيت وفي أثناء الطواف تحميهما بجسدك مرة تمشي أمامهما وأخرى خلفهما ،وثالثة عن أيمانهما
ورابعة عن شمالهما .
الله ما أروعها من لحظات وما أجملها من ساعات !
قد يكون بعض القراء جرب ذلك مع زوجته وأبنائه، أو مع أصدقائه وزملائه ؛لكني أدعوك لتجربه مع
والديك.
,,
2- الاشتراك معهما في مشروع خيري دوري: المشاريع الخيرية الدورية كثيرة يصعب حصرها ،فمنها على
سيل المثال كفالة الأيتام أو المساهمة في بناء الأوقاف ،أو توزيع برادات المياه في المساجد أو في أماكن تجمع
العمال
ومنها أيضاً كفالة حلقة تحفيظ أو دار نسائية.
فلماذا لا ندعو والدينا للمساهمة في مثل هذه الأعمال ؛أحدنا إذا أراد العمل في مثل هذه المشاريع قد يدعو
جميع من يعرف باستثناء والديه !
فهل ترى أن والديك لا يحتاجان المشاركة في هذه المشاريع ؟
أو أنك ترى أنهم لن يشاركا في مثل هذه المشاريع ؟
إن كان الاختيار الأول فقد بالغت في حسن الظن بهم؛ فمن منا لا يحتاج أن يقدم صالحاً لنفسه .
وإن كان الاختيار الثاني فقد أسأت لوالديك بسوء الظن بهما.
جرب أخي الكريم وتلطف معهما في الخطاب وسوف تعلم حين ذلك أنك قصرت في عرض ما لديك من خير
على الناس قبل أن تعرضه على والديك .
لا تطلب منهم دفع ألوف الريالات؛ بل مئات أو عشرات أو ريالات دائمة كافية بإذن الله؛ عن عَائِشَةَ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إلى اللَّهِ ؟قال: أَدْوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ" متفق عليه.
وعن عَدِي بن حَاتِمٍ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ
تَمْرَةٍ" رواه البخاري ومسلم.
,,
3-صيام التطوع: وذلك بأن يرتب الأولاد للاشتراك مع والديهم في صيام الأيام الفاضلة ؛كالأيام البيض
،والاثنين والخميس .
يقترح الابن على والديه القيام بهذا العمل ،ويذكرهم بفضل الصيام وعظيم أجره.
والصيام من خير الأعمال التي يجتمع عليها الوالدين مع أولادهم.
فينبغي أن يبادر الأبناء والبنات لطرح مثل هذه المقترحات على آبائهم وأمهاتهم .
فإن أعظم بر يُقدمه الشخص لوالديه أن يحاول إنقاذهم من عذاب الجحيم
ومن أعمال الخير التي يذكر الابن والديه بها صلة الرحم؛ فيحثهم عليها ويرافقهم عند زيارة أرحامهم.
,..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:34   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية الثانية:حاول فهم شخصية والديك
فهم شخصيات من تتعامل معهم يساعدك كثيراً في حسن التعامل وحاجتك للاهتمام بهذا الأمر تختلف
باختلاف من تتعامل معهم .
فمن لا تتعامل معه في الشهر إلا مرة واحدة لست بحاجة لفهم شخصيته كمن تتعامل معه أسبوعياً .ومن لا
تربطك به أي صلة قرابة أو صداقة لست بحاجة لفهم شخصيته كأحد أقربائك أو أصدقائك.
وليس هناك من هو أولى بأن تحاول فهم شخصيته من والديك ،وذلك لعلو مكانتهم وللحساسية الشديدة في
التعامل معهم؛ لأن نتيجة التعامل معهم إما بر أو عقوق والعياذ بالله.
كل إنسان له تركيب نفسي خاص به ،يحب أشياء ويكره أخرى ؛فيحب فلاناً من الناس ولا يحب فلاناً.
ويعجبه طعام معين ولا يعجبه طعام آخر ؛بل يحب الذهاب إلى أماكن معينه ولا يحب الذهاب إلى أماكن
أخرى.
وهذا الاختلاف بين البشر سنة من سنن الله في الحياة.
فالابن البار يهتم بهذا الجانب مع والديه ؛فمن غير المعقول أن تأكل وتشرب مع والديك كل يوم ،ولا تعرف
الطعام الذي يفضلانه .
ومن غير المعقول أيضاً أن تعيش معه طول حياتك ولا تعرف الأماكن التي يحبانها والأماكن التي لا يحبانها.
بل ينبغي أن تعرف من خلال تعاملهم مع الناس وكلامهم في المجالس وفي البيت الأشخاص الذين يرتاحان لهما
ويحبان الجلوس معهم والحديث إليهم ؛والأشخاص الذين لا يحبان الجلوس معهما ولا يرتاحان لهما.
وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من عائشة وهي زوجته ؛فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال لي
رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : "إني لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قالت فقلت من
أَيْنَ تَعْرِفُ ذلك فقال أَمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً فَإِنَّكِ تَقُولِينَ لَا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وإذا كُنْتِ غَضْبَى قُلْتِ لَا وَرَبِّ
إبراهيم قالت قلت أَجَلْ والله يا رَسُولَ اللَّهِ ما أَهْجُرُ إلا اسْمَكَ" متفق عليه.
وقد عرفت عائشة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وهي زوجته فعنها قالت: "كان رسول اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ" رواه البخاري ومسلم.
وقالت: "كان أَحَبُّ الشَّرَابِ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحُلْوَ الْبَارِدَ" رواه الإمام أحمد في المسند
وصححه الألباني.
وكذلك أم سلمة رضي الله عنها عرفت من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فعنها قالت: "كان أَحَبَّ الثِّيَابِ
إلى النبي صلى الله عليه وسلم الْقَمِيصُ" رواه أبو داود وصححه الألباني.
والأمثلة على ذلك في بيت النبوة كثيرة جداً.
ونحن كأبناء نحتاج لفهم شخصيات والدينا ؛فإذا استطعنا فعل ذلك فقد قطعنا شوطاً كبيراً نحو تحقيق برهما .
وفهم الشخصيات ليس أمراً صعباً أو مستحيلاً ؛ وهو يوفر علينا الكثير من الجهد.
فليس من البر أن تحضر لوالديك طعاماً لا يحبانه مثلاً ؛لكنك عندما تحضر لهما الطعام الذي يحبانه من غير
طلب منهما ؛فإنك تكون قد كسبت قدراً كبيراً من رضاهما.
وليس من البر أيضاً أن تُكثر من الثناء دائماً على شخص لا يحبانه في حضورهما !
ومن غاية البر أن تدعو من يحبانه لزيارتك في بيتك وتحتفي به وتكرمه.
هذه بعض الأمثلة والأمثلة على ذلك كثيرة جداً ؛كلها تنطلق من فهم شخصية والديك .
وتخيل أن شخصاً يُريد أن يفوز ببر والديه ورضاهما ؛لكنه لا يهتم بفهم شخصياتهما ؛فسوف يسيء من حيث
يريد الإحسان .
فإذا أراد في يوم من الأيام أن يقدم هدية لوالديه ؛وذهب واشترى نوعاً من الهدايا الثمينة وقدمها لهما ؛فأحضر
أنواعاً من الهدايا التي لا يحبها والديه إطلاقاً .
فهل حقق البر بهذه الهدية ؟
لا أتصور ذلك ؛بل قد يكون أدخل الحزن على قلبي والديه ،فسيقولان وإن لم يصارحانه بذلك ؛ليته لم يصرف
هذه المبالغ في هذه الهدايا ؛ليته أحضر لنا هدايا أخرى طالما أنه سيدفع هذا الثمن الكبير .
ولو اهتم بفهم شخصية والديه لتمكن من إحضار الهدايا التي يرغبان فيها ،وبمبلغ قد يكون أقل من المبلغ
الذي دفعه بكثير.
وفهم الأولاد لشخصيات والديهم يساعدهم في فعل ما يحبان قبل طلبهما وفي ترك ما يبغضان قبل تصريحمها.
وهذه منزلة من البر رفيعة لا يستطيع أن يصل إليها أغلب الأولاد.
...









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:35   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية الثالثة: ابتسم لوالديك
ورد الحث على التبسم في وجوه المسلمين ؛ فعن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم: "تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لك صَدَقَةٌ" رواه الترمذي وصححه الألباني .
وعنه رضي الله عنه قال :قال لِيَ النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَحْقِرَنَّ من الْمَعْرُوفِ شيئا وَلَوْ أَنْ تَلْقَى
أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ" رواه مسلم.
وعن جَرِيرٍ رضي الله عنه قال: "ما حَجَبَنِي النبي صلى الله عليه وسلم مُنْذُ أَسْلَمْتُ ولا رَآنِي إلا تَبَسَّمَ في
وَجْهِي" متفق عليه.
قلت :فإذا كان التبسم في وجوه المسلمين سنة ومستحب ؛فهو في حق الوالدين آكد وأعظم.
والابتسامة لها تأثير عجيب على إدخال السرور والطمأنينة في نفس الطرف الآخر .
فلذلك يحب الناس الرجل كثير التبسم ويخالطونه ويفقدونه ويسألون عنه إن غاب.
,..
الأم والأب: عندما يريان الابتسامة تعلو وجوه أولادهما عند اللقاء بهم يشعران بالراحة والطمأنينة،
ويعتبرانه جزء من شكر ما سبق من جميلهما بل قد يؤثر ذلك على نفسياتهما وحبهما لأولادهما فيقدمان
صاحب الابتسامة على غيره من إخوانه وأخواته.
فإذا أرادا سفراً أو أرادا الذهاب إلى مكان ما ؛فإنهما سيحرصان أن يرافقهما صاحب الابتسامة دون غيره من
أولادهما .
ونحن عندما نعلم عظم الأجر في تبسمنا في وجوه آبائنا وأمهاتنا وما تتركه هذه الابتسامة من أثر طيب على
نفوسهما ؛فعلينا أن نحرص عليها أشد الحرص .
ومن المخجل أن نهتم بأمر الابتسامة عند تعاملنا مع زوجاتنا وأبنائنا ؛بل حتى مع أصدقائنا وزملائنا ثم نهمله
عند تعاملنا مع آبائنا وأمهاتنا.
نعم من حق أولئك علينا أن نتبسم في وجوههم ؛بل من حسن التعامل مع عموم المسلمين التبسم في وجوههم؛
لكن أن نطبق هذا الأمر في حق الأدنى ثم نهمله في حق الأعلى ،فهذا ما لا يؤيده شرع حنيف ولا عقل سليم.
وعندما أوصيك بالتبسم في وجوه والديك ؛فإني أوصيك بالمبالغة في هذا الأمر طالما أنه كفيل بإدخال السرور
على أصحاب القلوب الرحيمة والنفوس الكريمة.
فابتسم ثم ابتسم ثم ابتسم في وجوه والديك؛ وسوف تجد لهذا أثراً على نفسك قبل أن تشاهد أثره على
والديك بإذن الله تعالى.
,..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:36   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية الرابعة: اهتم بتقديم الهدايا لهما
الهدية لها تأثير كبير على تقوية المحبة في القلوب وزيادة الألفة بين النفوس روى الإمام مالك في الموطأ عن عَطَاءِ
بن أبِي مُسْلِمٍ عبد الله الخرساني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا
تَحَابُّوا وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ".
وروى الترمذي عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تَهَادَوْا فإن الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ"
وقد ضعفه الألباني رحمه الله .
والأثر الطيب للهدية على النفوس مشاهد ومعلوم.
وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: "كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عليها" رواه
البخاري.
قال القرطبي رحمه الله: "ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الهدية ؛وفيه الأسوة الحسنة ،ومن فضل
الهدية مع إتباع السنة أنها تزيل حزازات النفوس ،وتكسب المهدي والمُهدى إليه زنة في اللقاء والجلوس ولقد
أحسن من قال هدايا الناس بعضهم لبعض تولد في قلوبهم الوصالا وتزرع في الضمير هوى وودا ،وتكسبهم إذا
حضروا جمالاً آخر؛ إن الهدايا لها حظ إذا وردت ،أحظى من الابن عند الوالد الحدب".
هذا إذا كانت الهدية مهداة إلى عامة الناس ؛فكيف إذا كانت مهداة إلى أولى الناس بالبر والصلة .
بل إن بعض الأمهات إذا أهدى ابنها لها هدية ،لا تزال تذكر هذه الهدية في كل مجلس تجلسه مع قريناتها
؛وتعيد وتكرر ذلك كثيراً .
تقديم الهدايا للآباء والأمهات فن لا يحسنه إلا القليل من الأبناء والبنات.
فتجد بعض من وفقه الله من الأولاد يختلق المناسبات حتى يقدم هدية لأمه أو أبيه.
فهو مستمر في إدخال السرور ورسم البسمة على محيا والديه بين الحين والآخر.
وفي الجانب الآخر هناك فئة من الأبناء مهملة لهذا الأمر غاية الإهمال ،ولا تعيره أي اهتمام.
ففي حياته لم يكلف نفسه تقديم هدية لأحد والديه.
يمرضان ويُشفيان ؛وكأن شيئاً لم يكن!
يسافران ويعودان ؛وكأن شيئاً لم يكن !
تتوالى على والديه الأمور المفرحة ،ولا يهتم بذلك ولا يفكر ولو مجرد تفكير أن يُقدم هدية لوالديه.
قد يكون هذا الشخص من النوع البشري الذي لا يُقيم لمسألة التهادي أي اهتمام مع كل الناس .
وقد يكون مع الأسف يهتم بجانب الإهداء مع الزوجة والأبناء والأصدقاء والزملاء ؛ إلا أنه مهمل له تمام
الإهمال مع والديه !
جرب الإهداء لوالديك ،جربه اليوم ،جربه ولا تتأخر .
صدقني ستلوم نفسك أشد اللوم على غفلتك عن هذه المسألة في ما مضى من عمرك.
وفي الحقيقة أن بعض الناس لديه جمود عظيم في مشاعره ؛فقد يكون والداه يقدمان له الهدايا في مناسباته
السعيدة ،ومع هذا يغفل عن أن يجازيهما على هداياهما على أقل تقدير .
اسأل نفسك متى آخر مرة قدمت هدية لأحد والديك ؟
قد تكون إجابة البعض بأنه لم يسبق أن قدم لهما هدية إطلاقاً !
فأقول له مرة أخرى جرب الإهداء لوالديك !
جربه اليوم !
جربه ولا تتأخر !
,..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:37   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية الخامسة: الخروج بهما في نزهة
أتوقع أن أغلبنا قد جرب الترتيب والتهيئة والخروج في نزهة مع زوجته وأبنائه ؛بل قد وضع الكثير منا لذلك جداول دورية محددة .
وبعضنا قد حدد أيضاً أماكن معينة ليقوم بزيارتها في كل عام.
وهذا أمر محمود متى اقترن بالنية الصالحة من إدخال السرور على قلب الزوجة والأبناء وسلم من المحظورات الشرعية .
لكن كيف يتعامل أحدنا مع والديه في هذا الجانب !
هل أنت من أولئك النفر الذين يرون أن والديهم ليسوا بحاجة للنزهة والخروج من البيت وذلك لكبر سنهم ؛وأن الأولى بكبار السن أن يتركوا الترويح عن النفس وتجديد النشاط للشباب الذين هم بحاجة إلى ذلك وكأنك تريد أن تقول لوالديك: "هل تريدان أن تأخذان زمانكما وزمان غيركما" ؟
أما هل أنت من أولئك النفر الذين يضيقون بوالديهم ذرعاً عندما يرافقونهم ؛ويسرون لزوجاتهم بأنهم تمنوا لو أن والديهم لم يرافقوهم فقد ضيقوا عليهم وأخلوا ببرنامج الرحلة ؟
أما هل أنت من أولئك النفر الذين إذا أراد أحدهم أن يخرج لنزهة أخبر زوجته وأبنائه وبعد أن يعدوا أغراضهم ويتأهبوا للذهاب ؛يمر على والدته مرور الكرام ويسألها سؤال بارد خال من المشاعر والأحاسيس بل فاقد للحب والرحمة ؛هل تريدين أن تذهبي معنا ؟
في وقت ضيق لا تستطيع أن تفعل فيه هذه الأم المسكينة شيئاً من الإعداد والتجهيز فترفض ودموعها تسبق كلامها ،ودت لو ذهبت ،ودت لو استمتعت .
وإذا تحاملت على نفسها وصارعت الوقت ورضيت بالذهاب ؛لم تجد لذهابها قبولاً لديه ولا لدى أبنائه ؛بل يستقبلونها بثقل ويتكلمون معها بالتقسيط المريح ،في موقف لا يليق أن تعيش فيه أم مهما بلغت القسوة في قلب ابنها .
فلماذا لا نكون من أولئك النفر الذين إذا حددوا وقتاً للنزهة ؛ذهبوا لوالديهم يستعطفونهم ويترجونهم أن يرافقوهم ،ويطلبوا منهم أن يحددوا أنسب الأوقات لديهم والأماكن التي يرغبون في الذهاب إليها .
وإذا وافق الوالدان رجع أحدهم فرحاً مسروراً لزوجته وأبنائهم يبشرهم بهذا الخبر السعيد ،ويوصي أطفاله وزوجته بعدم إزعاج والديه خلال الرحلة ،ويوصيهم بتلمس رضاء والديه في موقف إيماني عظيم قد يغيب عن عيون كثير من الناس ؛لكنه مشاهد معلوم عند ملك الملوك.
فإذا كنت منهم فهنيئاً ثم هنيئاً لك ؛وإن لم تكن منهم فحاول أن تكون منهم .
,..









رد مع اقتباس
قديم 2014-03-27, 10:38   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

الوصية السادسة: المسارعة في نقل الأخبار السارة لهما وعدم نقل الأخبار السيئة لهما.
وهذا الفن لا يُحسنه كثير من الأبناء؛ فإما أن يكون وكالة أنباء لا يمر عليه خبر إلا وأبلغه والديه ،بدون تفريق بين السار والمحزن .
وهناك نوع من الأبناء يعد كلماته مع والديه ،فلا ير غب في طول الحديث معهما ،فهو من باب أولى لا يحرص على إبلاغهما بأي خبر.
وقد ذكرنا في القاعدة الثالثة والرابعة أن كل أمر يسعد والديك ولا يغضب ربك فلا تتوانى في فعله؛ وكل أمر يحزن والديك ويغضبهم ولم يوجبه ربك فاجتنبه.
ولا شك أن الأخبار السارة تسعد الوالدين والأخبار السيئة تحزنهما.
فعندما تسمع بخبر نجاح أو مولود لأحد إخوانك فسابق غيرك لإبلاغ والديك ؛لأن هذا الخبر يجلب لقلبي والديك السرور ،ويكون لك أجر إدخال هذا السرور .
وقد جاء في الحديث: أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم .
فكيف إذا كان هذا المسلم أم أو أب !
لا شك أن ذلك أعظم أجراً وأكثر نفعاً.
وفي المقابل فإن إدخال الحزن على المسلم أمر مذموم ؛فلا ينبغي لمسلم أن
يدخل الحزن على قلب أخيه .ولا شك أن النهي عن ذلك في حق الوالدين أشد .
بعض الأبناء –هداهم الله – متخصص في نقل الأخبار المزعجة والمحزنة لوالديه .
فهو يسارع بنقل أخبار الحوادث والأموات لوالديه ؛فإذا مات صديق لوالده توجه مباشرة لوالده وأبلغه بالخبر بدون أي مقدمات .
فيجلب الحزن لوالده ويجرح مشاعره ؛دع غيرك ينقل هذه الأخبار ،هذه الأخبار سوف تصل بطريق أو بآخر ،فلا تحرص على سرعة إيصالها .
قد يقول بعض الأبناء إذا لم أبلغه بذلك فلن يجد من يبلغه أو قد يغضب علي من أجل ذلك !
إذا كان لا مفر من ذلك فحاول أن تقدم للأمر بمقدمة حسنة ،ولا ترم بالخبر على قلبه كالصاعقة ،بل بقدر الإمكان خفف من وقع الخبر عليه.
والحديث عن نقل الأخبار السارة وعدم نقل الأخبار غير السارة للوالدين يسوقنا للحديث عن أمر آخر له علاقة بهذا الأمر !
وهو هل نتلذذ بالحديث مع الوالدين ؟
كثير منا وللأسف الشديد لا يتلذذ بذلك ،بل قد يشعر بالضيق والطفش عند الحديث مع أحد والديه ،ويحاول جاهداً اختصار الحديث غاية الإمكان .
في حين أنه عند الحديث مع أصدقائه يتلذذ بذلك وتمضي عليه الساعات الطوال ولم يشعر بنفسه .
فسبحان الله العظيم أيهم أحق بالبر والإحسان الوالدين أم الأصدقاء ؟
وحتى تشعر بالمتعة في أثناء حديثك مع والديك فتذكر مداعبتهما لك في صغرك وتمرينهما لك على الكلام وتعويدك عليه ،وكلما نطقت بكلمة جديدة زادت فرحتهما وسرورهما بذلك .
فبعد أن أصبحت متحدثاً بارعاً ومتكلماً مميزاً صرفت حديثك وكلامك لغيرهما ،وقد أحسن الشاعر حين قال:
فيا عجباً لمن ربيت طفلاً ألقمه بأطراف البنان
أعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما قـال قافية هجاني
أعلمه الفتوة كل وقت فلما طر شاربه جفاني
وكم هي عظيمة لذة الحديث مع الوالدين، وأجمل من ذلك محاولتك رسم الابتسامة على وجوههما بمداعبتك لهما بأدب واحترام بدون انتقاص أوتجريح.
,..









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
"تطويـر, اللثام, الذَّات, التَّعامل, فنِّ, والأمَّهات"


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:14

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc