|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2013-11-29, 18:54 | رقم المشاركة : 16 | ||||
|
مقآلهه " وظآئف آللغة (جدليَهه)
|
||||
2013-12-01, 17:14 | رقم المشاركة : 17 | |||
|
ظَنَنتُ آنّ صيغَهه آلسؤآل كآفيَهه لتحديد آلطريقَـهه و آنّني فيْ غنَى عنْ ذكرهَآ
لآ علَيكِ آختيْ ، جُزيْتِ كلّ خيْــرْ ، يكفيكِ آنّكِ قدْ آهتممتِ بمطآلبنَآ من خلآل آلتفآتتكِ آلطيّبَهه هذههِ وفّقكِ آلمولَــــــى ♥ |
|||
2013-12-06, 23:15 | رقم المشاركة : 18 | |||
|
بارك الله فيك جعلك من أهل الجنة. |
|||
2013-12-11, 12:57 | رقم المشاركة : 19 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2013-12-11, 18:45 | رقم المشاركة : 20 | |||
|
سلام جميل |
|||
2013-12-11, 18:56 | رقم المشاركة : 21 | ||||
|
اقتباس:
بالنسبة الى سقراط يقال عنه وجودي لانه يتكلم عن الجوانب النفسية للانسان ولكن في الحقيقة المذهب الوجودي يعتبر من اخر المذاهب ظهورا ظهر ليعيد الاهتمام بالجانب الوجداني للانسان بعدما افسدته النهضة الاوربية القائمة على المادة بالنسبة لقول ديكارت : " انا افكر اذن انا موجود " فهو يعتبر التفكير دليل على وجوده اما سارتر فهو يقول :" انا افكر اذن فقد كنت موجودا " اي الانسان يوجد اولا ثم يفكر ثانيا |
||||
2013-12-11, 19:08 | رقم المشاركة : 22 | ||||
|
اقتباس:
من الامثلة على ذلك : سؤال ماهي الروح ؟ هو مشكلة واشكالية في نفس الوقت مشكلة لانه قضية بسيطة لاتقبل التجزئة واشكالية لانه لا يقبل حلا الاستنساخ هو مشكلة علمية ولكنه اشكالية اخلاقية |
||||
2013-12-11, 19:56 | رقم المشاركة : 23 | |||
|
بارك الله فيك |
|||
2013-12-13, 07:31 | رقم المشاركة : 24 | ||||
|
اقتباس:
أهلا أختي https://www.4shared.com/get/eo_pzFwY/_____.html
أكيد عدم الخروج عن النطاق الفلسفي لكن لا يوجد حرج في تقديم حجج علمية و حجج منطقية و حجج تاريخية و واقعية لكن تبقى اللغة لغة فلسفية لا أدبية اليكِ هذه المقالة قد تساعدكِ كثيرا أ - طرح المشكلة : إن الإنسان العاقل بطبيعته فضولي يدفعه عالمه الداخلي(النفس) و عالمه الخارجي(المحيط) إلى التساؤل لاكتساب المعرفة خاصة اليقينية و منه التحرر من الجهل لذلك كانت الأسئلة وسيلته لفك التعقيدات و إجلاء الغموض و من بين هذه الأسئلة ما يثير القضايا المستعصية فنسميها مشكلة و أخرى تثير معضلة جوهرية تحتاج أكثر من حل نسميها إشكالية فما الفرق بينهما ؟ و ما طبيعة العلاقة بينهما ؟ ب – محاولة حل المشكلة أوجه الاختلاف ـ المشكلة هي وضعية تنطوي على التباسات يمكن البحث عن حلول لها . وهي عن عبارة عن قضية جزئية . ـ أما الإشكالية فهي قضية تحتمل الإثبات و النفي معا ، وتثير قلقا نفسيا و الباحث فيها لا يقتنع بحل ، كما أنها تعتبر معضلة تحتاج إلى أكثر من حل و بالتالي فهي قضية مركبة . أوجه الاتفاق ـ كلاهما تثير الدهشة و الإحراج لأنهما ينطويان على أسئلة انفعالية . ـ كلاهما يحتاج إلى حل لأنهما يؤديان إلى وجود أسئلة . طبيعة العلاقة بينهما يوجد تداخل بين المشكلة و الإشكالية لأنه هناك تأثير متبادل بينهما ـ المشكلة تؤثر في الإشكالية : لأنها قضية جزئية تساعدنا على الاقتراب من فهم الإشكالية . مثال ذلك لفهم الإشكالية : " الفكر بين المبدأ و الواقع " يجب فهم و دراسة المشكلات الجزئية و هي : كيف ينطبق الفكر مع نفسه ، وكيف ينطبق مع الواقع . ـ كما أن الإشكالية بدورها تؤثر في المشكلة لأن المشكلة تحتاج إلى الإشكالية التي هي المعضلة الكبرى أي الكل فإذا كانت للمشكلات تحتاج حلول جزئية فهي تحتاج إلى الحل الكلي للمعضلة الكبرى . الرأي الشخصي : إلا أن اصح الآراء هو الرأي القائل بأن العلاقة الموجودة بين المشكلة و الإشكالية تنطوي على جانبين : فهي انفصال من ناحية التعريف لأن هناك تمايز بينهما و اتصال من ناحية الوظيفية لأن كلاهما يكمل الآخر جـ ـ حل المشكلة نستنتج في الأخير أن مسألة العلاقة بين المشكلة و الإشكالية تدرس على مستوى القمة بين العلماء و الفلاسفة وليس للعامة حاجة لهم في التمييز بين الألفاظ قصد التعبير عما يواجههم من مشكلات في حياتهم . لكن على الرغم من ذلك علينا إزالة المفارقة بين اللفظين ، لأنهما حتما يختلفان من خلال السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه كإشكالية أولا ، بحيث نكاد لا نجد الجواب المقنع له ، وبين مشكلة سرعان ما تزول وينتهي أمرها مجرد التفكير فيها بطريقة عقلانية و فاعلة و هذا الرابط فيه معلومات ممكن تحتاجينها |
||||
2013-12-13, 12:27 | رقم المشاركة : 25 | ||||
|
اقتباس:
شكرا استاذ كمال .. فقط اردنا وضع النقاط على الحروف .. لأن الخطاب هنا موجه لطلبة عقولهم في طور التشكيل ، لذلك لابد ان تتشكل على معلومات سليمة وصحيحة ودقيقة ومحددة ... وليس هدفي التقليل من شأن أحد... وأقدر الرسالة التي يقدمها الاستاذ في التعليم الثانوي ، باعتباري استاذ سابق في التعليم الثانوي لمدة 18 سنة |
||||
2013-12-13, 16:59 | رقم المشاركة : 26 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2013-12-25, 14:59 | رقم المشاركة : 27 | |||
|
اذا فيه مجال ممكن المقالات المتعلقة بكل درس |
|||
2013-12-25, 15:39 | رقم المشاركة : 28 | |||
|
راني محتاجة لي يفهمني درس الاخلاق ماراني فاهمة فيه والو |
|||
2014-03-20, 22:57 | رقم المشاركة : 29 | |||
|
قرص الموفق في الفلسفة ( مقالات ونصوص لكل الوحدات ) https://www.mediafire.com/download/62...pv/mowafak.zip |
|||
2014-03-20, 23:01 | رقم المشاركة : 30 | |||
|
شاهية الحاجة لي مراكيش فاهمتها ؟ هذا تلخيص لدرس المشكل الأخلاقي ممكن يساعدك لـقـيـت الـقـيـمـة اهـتـمـامـا بـالـغـًا مـن كـثـيـر مـن روّاد الـفـكـر الـفـلـسـفـي، وأقـطـاب الـدراسـات الأخـلاقـيـة الـقـدمـاء والـمـعـاصـريـن. وقـد عـبـر هـؤلاء عـن الـقـيـمـة بـتـعـابـيـر مـخـتـلـفـة، وأطـلـقـوا عـلـيـهـا أسـمـاء عـديـدة مـثـل : الـخـيـر الأسـمـى - والـكـمـال. ويـبـدو أن أول مـن اسـتـخـدم الـقـيـمـة بـالـمـعـنـى الـفـلـسـفـي وهـو فـي الـلـــغـة الألـمـانـيـة wert وعـمـل عـلـى نـشـره ( لـوتـزLotz ) والـلاّهـوتـي ( ريـتـشـل Ritchl) وعلـمـاء الاقـتـصـاد الـنـمـسـاويـون بـوجـه خـاص، أمـثـال : ( مـانـجـر Menger ) و ( فـون وايـزر Von wieser ) وغـيـرهـمـا. أمـا اسـتـعـمـال الـنـاس لـلـقـيـمـة فـهـو اخـتـلاف مـطّـاطـي كـثـيـر الـمـرونـة فـالـنـاس يـتـحـدثـون عـنـهـا بـمـعـنـى ( الـفـائـدة ) وبـمـعـنـى ( الـمـنـفـعـة )، وهـو مـانـلاحـظـه عـنـدهـم عـنـدمـا يـتـحـدثـون عن الـمـاء مـثـلا أوالـهـواء أو الـغـذاء أو الـدواء، كـمـا يـقـصـدون الفـائـدة الروحيـة الدينـيـة عنـدمـا يتحـدثـون عـن فـائـدة الـصـلاة والـصـوم فـي تـرويـض الـنـفـس. وتـسـتـعـمـل الـقـيـمـة كـذلـك بـمـعـنـى ثـمـن الـسـلـع، أو قـيـمـة الأشـيـاء بـمـقـارنـتـهـا بـالـدراهـم ويـسـتـخـدمـون الـقـيـمـة كـذلـك بـمـعـنـى الـمـكـانـة والـقـدـر عـنـدمـا يـتـحـدثـون عـن الاشـخـاص. كـمـا تـدل الـقـيـمـة عـلـى الأهـمـيـة الـعـاطـفـيـة مـثـل مـانـقـول عـن الأشـيـاء الـقـديـمـة الـتـي ألـفـنـاهـا بـأنـهـا عـزيـزة عـلـيـنـا، أو عـن الأشـخـاص الـذيـن نـحـبـهـم ونـرتـاح إلـى مـعـاشـرتـهـم. وتـطـلـق الـقـيـمـة عـلـى الـشـيـئ فـي ذاتـه، كـمـا نـحـكـم عـلـى الـعـلـم بـقـيـمـة عـلـيــا وعـلـى الـجـهـل بـقـيـمـة دنـيـا، وعـلـى الـلـون الـغـامـض والـلـون الـفـاتـح فـي الـلـبـاس مـثـلا بـالـنـسـبـة لـلـسـيـّـدات الـمـسـنـات. وإذا انـتـقـلـنـا إلـى الـجـانـب الـعـلـمـي الـفـكـري، نـجـد الـقـيـمـة تـسـتـعـمـل من طرف عـلـمـاء الاقـتـصاد، والـفـلاسـفـة، ورجـال الأخـلاق والـسـيـاسـة وغـيـرهـم. ولـذلـك تـعـددت تـعـريـفــات الـقـيـمـة ولـم يـتــفــق حـولـهـا الـعـلـمـاء والمـفـكرون ونـسـأل الآن : مـامـعـنـى الـقـيـمـة ؟ 1 - مـعـنـى الـقـيـمـة : قـيـمـة الـشـيـئ فـي الـلـغـة قـدره وقـيـمـة الـمـتـاع ثـمـنـه، وقـيـمـتـه مـن الـنـاحـيـة الـذاتـيـة هـي الـصـفـة الـتـي تـجـعـلـه مـرغـوبـا ومـطـلـوبـا. أمـا الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة اصـطـلاحـا فـتـطـلـق عـلـى مـا يـدل عـلـى لـفـظ الـخـيـر بحيث تـكون قـيـمـة الـفـعـل تـابـعـة لـمـا يـتـضـمـنـه مـن خـيـريـة. 2 - مـشـكـلـة الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة : إن الإنـسـان عـلـى مـسـتـوى حـيـاتـه الإنـسـانـيـة، ومـسـتـوى أفـعـالـه الإراديـة الـتـي هـي مـدار الـدراسـات الأخـلاقـيـة. لايـخـضـع فـي سـلـوكـه لـلـغـرائـز كـمـا هـوالـحـال بـالـنـسـبـة الـى الـحـيـوان، ولا يـكـتـفـي بـفـهـم الـعـالـم الـمـحـيـط بـه وإصـدار الأحـكـام الـواقـعـيـة عـلـيـه. بـل يـهـمـه أن يـفـعـل ويـعـرف مـاهـو الـسـلـوك الأفـضـل مـن بـيـن أنـواع الـسـلـوك الـمـمـكـنـة. لـذلـك نـجـده يـتـردّد بـيـن أفـعـال عـديـدة لـيـخـتـار أفـضـلـهـا بـالـنـسـبـة إلـيـه، ولـذلـك أيـضـا يـضـطـر إلـى اصـدار أحـكـام قـيـمـة عـلـى أفـعـالـه أو أفـعـال غـيـره. وتـنـشـأ الـمـشـكـلـة الأخـلاقـيـة عـنـده أسـاسـا مـن الـصـراع الـذي يـجـده فـي نـفـسـه بـيـن أهـوائـه ودوافـعـه الـغـريـزيـة، ومـطـالـبـهـا الـمـنـحـطـة الـمـقـتـرنـة بـالـلـذة والألـم، وبـيـن الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة ومـطـالـبـهـا الـمـرتـبـطـة بـالـمـثـل الـعـلـيـا والـقـيـم الـسـامـيـة كـالـخـيـر والـعـدل والـصـدق. وإلـى جـانـب الـصـراع بـيـن الـقـيـم الأخـلاقـيـة والـمـيـول الـذاتـيـة يـقـوم نـوع آخـر مـن الـصـراع بـيـن بـعـض الـواجـبـات بـاعـتـبـارهـا قـيـمـا مـتـعـادلـة تـتـدخـل فـي تـحـديـد الـسـلـوك. لـذلـك يـضـطـر الإنـسـان إلـى تـرتـيــبـهـا فـي سـلـم مـن الـقـيـم قـصـد حـل الـمـشـكـلـة الأخـلاقـيـة الـتـي اعـتـرضـتـه فـي حـيـاتـه. ولـكـن الإنـسـان يـسـعـى مـن جـهـة أخـرى إلـى قـيـم عـامـة تـمـكـنـه مـن تـقـيـيـم سـلـوكـه وتـوجـيـهـه، والـبـحـث عـن هـذه الـقـيـم الـعـامـة الـمـوجـهـة لـلـسـلـوك هـو مـوضـوع الأخـلاق. يـتـضـح مـمـا سـبـق أن الأخـلاق مـعـيـاريـة لاتـكـتـفـي بـمـا هـو كـائـن، بـل تـسـعـى إلـى تـصـوّر مـايـجـب أن يـكـون، وتـصـدر أحـكـامـا قـيـمـيـة عـلـى أفـعـالـنـا، وتـسـتـهـدف فـرض قـواعـد وواجـبـات عـلـى الـسـلـوك الإنـسـانـي. 3- طـبـيـعـة الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة : إذا سـألـت تـاجـرا عـن سـعـر سـجـائـر مـثـلا : فـسـيـجـيـبـك بـأنـهـا تـسـاوي 30 ديـنـارا مـثـلا، وإذا تـأمـلـت فـي الـمـسـألـة فـسـتـدرك أن الـتـاجـر يـعـطـي قـيـمـة اقـتـصـاديـة لـعـلـبـة الـدخـان. وأن عـلـبـة الـدخـان تـوجـد خـارج ذاتـك وذاتـه وكـذلـك إلـى (30 ) ديـنـارا. وهـكـذا فـالـقـيـمـة الاقـتـصـاديـة تـعـبـر عـن عـلاقـة مـوضـوع هـو فـي مثـالـنـا عـلـبـة الـسـجـائـر، بـمـوضـوع آخـر هـو فـي مـثـالـنـا (30) ديـنـارا. أما إذا رأيـت شـخـصا يـساعد مـريـضـا أو كـفـيـفـا فـسـتـحـكـم عـلـيـه بقـيـمـة أخـلاقـيـة لا قـيـمـة اقـتـصادية، وسـتردّد بـيـنـك وبـيـن نـفـسـك أن هذا الـشـخـص رحـيـم، أو صـاحـب فـضـل أو فـاعـل خـيـر وكـلـهـا قـيـم أخـلاقـيـة. أمـا إذا تـأمـلـت فـي الـمـسـألـة، فـسـتـجـد أن هـذا الـشـخـص مـوجـود خـارج ذاتـك، أمـا فـكـرة الـرحـمـة أو الـفـضـيـلـة أو الـخـيـر فـإنـهـا مـوجـودة فـي ذاتـك أنـت، وكـل مـاقـمـت به أنـك أضـفـيـتـهـما عـن الـفـعـل حـيـن أعـجـبـك. وهـكـذا فـالـقـيـمـة الأخـلاقـيـة عـكـس الـقـيـمـة الاقـتـصـاديـة تـعـبـر عـلاقـة ذات بـمـوضـوع. خـصـائـص الـقـيـة الأخـلاقـيـة : تـتـصـف الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة بـخـصـائـص هـي : أ - الـتـعـدي والـتـعـالـي : إن الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة تـتـجـاوز الـواقـع إلـى مـايـجـب أن يـكـون عـلـيـه هـذا الـواقـع. فـعـنـدمـا تـقـول لـشـخـص يـجـب عـلـيـك أن تـكـون صـادقـا، أو مخـلـصا فـأنـت تـطلـب منه أن يـتـجـاوز ماهـو عـلـيـه إلـى مـايـجـب أن يكـونـه. ب - الإبـطـانـيـة : فـالـقـيـمـة الأخـلاقـيـة رغـم اتـصـافـهـا بـالـتـعـالـي إلاّ إنـهـا تـصـدر عـن الـشـعـور، لـذلـك تـكـون دائـمـا مـوضـع حـبـنـا وتـقـديـرنـا وتـضـحـيـتـنـا، فـنـحـن نـحـب الـخـيـر ونـضـحـي فـي سـبـيـلـه. والـواجـب كـقـيـمـة أخـلاقـيـة يـتـصـف بـالـتـعـدّى والـتـعـالـي لأنـه يـتـجـاوز واقـعـنـا، ويـتـصـف بـالإبـطـانـيـة لأنـه يـغـريـنـا ويـجـذ بـنـا نـحـو أدائـه، ونـشـعـر بـالارتـيـاح إذا قـمـنـا بـه. جـ - الـتـدريـجـيـة : لـيـسـت الـقـيـم عـلـى درجـة واحـدة مـن الأهـمـيـة بـالـنـسـبـة لـنـا، بـل هـي عـلـى درجـات مـتـفـاوتـة، فـواجـبـي نـحـو أسـرتـي أكـثـر قـيـمـة وأهـمـيـة مـن واجـبـي نـحـو ذاتـي، وأقـل أهـمـيـة مـن واجـبـي نـحـو وطـنـي وهـكـذا. د - الـمـجـمـوعـيـة : إن الـواجـب الـعـام يـبـدوا واجـبـا لـجـمـيـع الـنـاس ولـيـس لـفـرد واحـد وأفـعـال الـخـيـر تـبـدو خـيـريـة لـكـل الـنـاس. وهـكـذا فـعـنـدمـا يـحـكـم أحـدنـا عـلـى فـعـل مـعـيـن بأنه فـعـل حـسـن، إنـمـا يـقـصـد ضـمـنـيًـا بـأنـه كـذلـك بـالـنـسـبة لـجـمـيـع الـنـاس الـذيـن يـكـونـون فـي نـفـس ظـروفـه. إن هـذه الـخـصـائـص عـنـد مـا نـتـأمـلـهـا جـيّـدا نـسـتـنـتـج أن الـقـيـم لـيـسـت مـوضـوعـيـة بـصـورة مـطـلـقـة كـمـا تـصـوّر أفـلاطـون، ورونـي لـوسـيـن، وادوارد مـور E. Moore وذلـك لأن الـقـول بـمـوضـوعـيـة الـقـيـم يـضـعـهـا خـارج الإنـسـان وهـو حـامـلـهـا ويـصـعـب عـلـيـنـا تـحديـدهـا بـمـعـزل عـن الـشـخـص وخـبـرتـه بـالإضـافـة إلـى أن الانـسـان هـو الـذي يـقـيـم الأشـيـاء، وإلـى أن قـيـم الأشـيـاء ذاتـهـا لـيـسـت ثـابـتـة. فـقـيـمـة هـذا الـقـلـم الـذي أكـتـب بـه تـخـتـلـف مـن شـخـص لآخـر ولـدى الـشـخـص الـواحـد حـيـن يـكـون فـي حـاجـة إلـيـه وحـيـن لايـحـتـاجـه. والـقيمة كذلك ليست ذاتية بالإطلاق كما زعم الكـثيرون ومنهم ( دوركـايـم Durkheim ) وزكـي نجـيـب مـحـمـود وإن كـانـت أقـرب مـنـهـا إلـى الـذات مـنـهـا إلـى الـمـوضـوع. وذلـك لأن الـقـول بـذاتـيـة الـقـيـم لايـفـسـر اتـفـاق الـنـاس حـول بـعـض الـقـيـم، كـمـا يـؤدي إلـى الـفـوضـى والاضـطـراب. وإذن فـالـقـيـم تـقـع بـيـن الـذاتـيـة والـمـوضـوعـيـة، ولـذلـك كـانـت الأخـلاق عـلـمـا وفـنًّـا.. 4 – أسـاس الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة : يـعـتـبـر الإ لـزام الأخـلاقـي الـمـحـور الـذي يـدور حـولـه كـل الـنـظـام الأخـلاقـي،لأنـه إذا فـقـد الالـزام فـي الأخـلاق انـعـدمـت الـمـسـؤولـيـة، وانـتـفــت الـعـدالـة، وحـلـت الـفـوضـى فـي حـيـاة الإنـسـان. وإذا تـأمـلـنـا قـيـمـة الـخـيـر الأخـلاقـي وجـدنـاهـا تـتـمـتـع بـسـلـطـة آمـرة تـلـزم الـجـمـيـع بـتـلـك الـضـرورة الـتـي يـسـتـشـعـرهـا كـل فـرد. ويـعـمـل عـلـى تـنــفـيـذ أو امـرهـا والـسـؤال الـمـطـروح هـو : مـن أيـن تـسـتـمـد هـذه الـقـيـمـة سـلـطـتـهـا ؟ أو مـاهـو مـصـدر الإلـزام الأخـلاقـي ؟ أ - الـمـذهـب الـعـقـلـي : نـشـأ الاتـجـاه الـعـقـلـي فـي الـفـلـسـفـة الإغـريــقــيـة الـتـي اعـتـبـرت أن مـوضـوع الأخـلاق هـو دراسـة كـل مـا يـتـضـمـنـه الـخـيـر الأسـمـى الـمـرغـوب فـيـه لـذاتـه ولـيـس بـإعـتـبـاره وسـيـلـة لـتـحـقـيـق غـايـة. أنـصـار هـذا الـمـذهـب يـؤكـدون أن الأخـلاق لاتـسـتـقـى مـن الـتـجـربـة الاجـتـمـاعـيـة ولامـن الإحـسـاس بـالـلـذة أو الـمـنـفـعـة، وإنـمـا تـسـتـقـى مـن الـعـقـل بـاعـتـبـاره الـخـاصـيـة الإنـسـانـيـة الـوحـيـدة الـقـادرة عـلـى الـتـمـيـيـز بـيـن الـخـيـر والـنـشـر. ويـعـتـبـر الـفـلـيـسـوف الألـمـانـي كـانـط Kant ) 1724 - 1804 ) أحـسـن مـمـثـل لـهـذا الـمـذهـب. فـنـحـن فـي نـظـر كـانـط لانـزن أحـكـامـنـا الأخـلاقـيـة بـالـقـيـاس إلـى نـتـائـجـهـا الـلـذيـذة، أو الـنـافـعـة، أو الـطيـبّـة، أو الـمـؤلـمـة، أو الـضـارة، أو الـسـيـئـة، ولـكـنـنـا نـزنـهـا بـالـقـيـاس إلـى قـاعـدة عـامـة صـالـحـة لـلـتــطـبـيـق عـلـى جـمـيـع الأفـراد ومـسـتـقـلـة عـن جـمـيـع الـنـتـائـج. وإذن فـالـفـعـل الـخـلـقـي لايـكـون أخـلاقـيـا إلاّ إذا صـدر عـن ( الإرادة الـخـّيـرة ) ولايـتـم إلاّ إذا كـان صـادرًا عـن أمـر مـطـلـق أو صـريـح. وهـذا هـو الإلـزام، وهـو شـرط ضـروري فـي الأخـلاق الـكـانـطـيـة. فـالإنـسـان الـكـانـطـي لايـؤدي واجـبـه الأخـلاقـي كـإنـسـان مـعـزول ووحـيـد، وإنـمـا يـؤديـه كـمـمـثـل لـلإنـسـانـيـة بـرمـّتـهـا وهـو فـي أدائـه لـلـواجـب كـأنـه يـشـرع لـنـفـسـه ولـلإنـسـانـيـة كـلـهـا فـي نـفـس الـوقـت. ولـذلـك نـجـد كـانـط يـمـيـز بـيـن نـوعـيـن مـن الأوامـر هـي : الـنـوع الأول : الأوامـر الـشـرطـيـة : وهـي الأوامـر الـمـرتـبـطـة بـمـا يـحـقـقـه الـفـعـل مـن نـتـائـج مـثـل الأمـر الـتـالـي : " إجـمـع الـمـال لـكـي تـشـتـري مـنـزلاً " أو الأمـر الـتـالـي : " أهـتـم بـأي مـريـض كـي أنـال ثـروتـه بـعـد وفـاتـه ". الـنـوع الـثـانـي : الأوامـر الـقـطـعـيـة : وهـي الـتـي تـطـيـعـهـا الإرادة لـذاتـهـا، مـن أجـل مـا يـنـطـوي عـلـيـه مـن خـيـر فـي ذاتـهـا مـثـل الأمـر الـتـالـي : " أفـعـل الـواجـب لـلـواجـب ". وهـذا الأمــر الأخـيـر هـو وحـده الأمـر الـمـطـلـق لاتـصـافـه بـالـصـوريـة الـمـطـلـقـة والـتـحـرر مـن الأهـواء والـمـيـول، والـصـدور عـن الإرادة الخـيـّرة. غـيـر أن عـدم كـفـايـة الإرادة الـخـيـرة كـمـصـدر وحـيـد لـلأخـلاق، دفـع بكـانـط إلـى افـتـراض مـجـمـوعـة مـن الـمـسّـلـمـات لـتـأسـيـس الأخـلاق ألاَ وهي : " الاعـتـقـاد ؛ فـي وجـود الـلـه، وخـلـود الـروح وحـريـة الإرادة " وقـد وضـع كـانـط ثـلاثـة قوانين أساسية لـلأخـلاق مـعـتـقـدا أنـهـا صـالـحـة لإرشـاد الـنـاس فـي كـل زمـان ومـكـان وهـي : أ - قـاعـدة الـتـصـمـيـم : " إعـمـل كـمـا لـو كـنـت تـريـد أن يـصـبـح عـمـلـك قـانـونًـا كـلـيّـا عـامًـا ". ب - قـاعـدة الـغـائـيـة : " اعـمـل دائـمـا عـلـى أسـاس تـعـتـبـر فـيـه الـشـخـص الإنـسـانـي فـي نـفـسـك وفـي الاخـريـن، غـايـة لا وسـيـلـة. جـ - قـاعـدة الـحـريـة الإنـسـانـيـة : " افـعـل بـحـيـث يـمـكـنـك أن تـعـتـبـر نـفـسـك فـي وقـت واحـد مـشـرعـا ومـنـفـذا فـي مـجـتـمـع مـن الأشـخـاص الأحـرار. مــنــاقــشــة : إن انـطـلاق كـانـط مـن الإرادة الـخـيـرة سـاعـده عـلـى وضـع الأخـلاق فـي مـوضـعـهـا الـصـحـيـح، أي فـي الـفـعـل الأخـلاقـي نـفـســه، وهـو مـا يـؤكـد مـشـروعـيـتـهـا وجـعـل مـن الـعـقـل الإنـسـانـي عـقـلا إنـسـانـيـا حـقًـا مـوجـودا لـدى كـل الـنـاس، ولـيـس مـجـرد هبة مـن الآلـهـة لـلـخـاصّـة مـن الـنـاس كـمـا اعـتـقـد ( أفـلاطـون )، ولا هـو عـبـارة عـن مـلـكـة التأمـل وفـهـم الـقـدرة عـلـى تـحـقـيـق أقـصـى غـايـات الـسـعـادة كـمـا فـهـم ( أرسـطـو). غــيـر أن أخـلاق ( كـانـط ) جـاءت أخـلاقـا مـتـسـمـة بـالـصـوريـة والـجـمـود، ومـتـجـاهـلـة لـمـشـاعـر الـنـاس وأحـاسـيسـهـم، وهـي أخـلاق صـالـحـة لـتـوجـيـه كـائـن عـاقـل بـصـورة خـالـصـة، لامـشـاعـر لـه ولاعـواطـف. ومثـل هذا الانـسـان لانـجـده فـي الـواقـع، بـل هـو إنـسـان مـوجـود فـي عـقـل ( كانـط ) وحـده، كـمـا هـو الـحـال بـالـنـسـبـة لـ ( فـأر والـديـزنـي ) الـذي هـو فـأر يـقـوم بـأعـمـال لايـقـوم بـهـا الـفـأر الـحـقـيـقـي. وهـكـذا فـالـنـاس فـي حـيـاتـهـم الـيـومـيـة لايـسـلـكـون وفـق أوامـر عـقـولـهـم فـقـط. بـل يـسـلـكـون وفـق عـقـولـهـم ومـشـاعـرهـم وعـواطـفـهـم، وحـسـب الـظـروف الاجـتـمـاعـيـة الـتـي تـحـيـط بـهـم. أمـا الإرادة الـخـيـرة كـمـا صـورهـا ( كـانـط ) فـقـد جـاءت صـوريـة سـلـبـيـة لاتـهـدف إلـى شـيـئ محـدد فـي الـواقـع، فـعـنـدمـا يـأمـرنـا ( كـانـط ) بـأن لانـعـمـل عـمـلا إلاّ إذا عـرفـنـا أن ذلـك الـعـمـل يـمـكـن تـعـمـيـمـه لـكـل الـنـاس. فـإنـه بـهـذا يـكـفـنـا عـن أي عـمـل لايـجـعـلـنـا نـسـلـك سـلـوكـا إيـجـابـيًـا. لـذلـك قـال ( جـاكـوبـي ) : " إن الإرادة الـخـيـرة عـنـد كـانـط إرادة لاتـريـد شـيـئـا ". هـذا ونـلاحـظ مـن جـهـة أخـرى أن ( كـانـط ) لـم يـلـتـزم إلـى الـنـهـايـة بـتـأسـيـس الأخـلاق عـلـى الـعـقـل، ودعـا كـمـا رأيـنـا سـابـقـا إلـى ضـرورة الـتـســلـيـم أو الإيـمـان بـمـبـادئ مـيـتـافـيـزيـقـيـة هـي : وجـود الـلـه - وخـلـود الـروح - وحـريـة الإرادة. ومـع كـل هـذا تـعـتـبـر نـظـريـة كـانـط انـعـطـافـا هـامّـا جـدّا فـي تـاريـخ الأخـلاق، إذ جـعـلـت مـن الـواجـب غـايـة فـي ذاتـه، ولـيـس وسـيـلـة لـغـايـة أسـمـى مـنـه. وجـعـلـت الإنـسـان يـبـدو وكـأنـه الـسـامـي الـدائـم الـسـمـوّ الـرامـي إلـى بـلـوغ مـثـل أعـلـى لا يـمـكـن بـلـوغـه. ب - مـذهـب الـلـذة والـمـنـفـعـة : الـلـذة والـمـنـفـعـة عـنـد أصـحـاب هـذا الـمـذهـب، ومـنـهـم إبـيـقـور EPICUR ( 342 - 306 ق.م ) الـذي يـرى أنـه لـمـا كـان كـل حـيـوان وكـل إنـسـان يـرغـب فـي الـمـلاذّ ويـسـتـمـتـع بـهـا كـخـيـر أسـمـى، ويـسـتـبـشـع الآلام كـشّـر مـحـض ويـنـفـر مـنـهـا. كـان الـخـيـر الـمـطـلـق إذن هـو الـلـذة والـشر الـمحـض هو الألم، وعـلـيـه فـالـلـذة والألـم هـمـا مـصـدر الإلـزام الأخلاقي. أمـا أصـحـاب الـمـنـفـعـة ونـذكـر مـنـهـم بـنـتـام Bentham ( 1748 - 1832 ) الـذي بـيـن أن مـبـدأ الأخـلاق هـو الـمـنـفـعـة الـتـي هـي كـل لـذة أو كـل سـبـب إلـى الـلـذة. أمـا جـون سـتـوارت مـيـل MillJ.s ( 1806 - 873 ق.م ) فـقـد وافـق بـنـتـام عـلـى اعـتـبـار أن تـحـقـيـق أكـبـر قـدر مـن الـمـنـفـعـة لأكـبـر قـدر مـن الـنـاس، هـو أسـاس الأخـلاق وهـدفـهـا، وهـو مـصـدر الإلـزام فـيـهـا. ويـذهـب أصـحـاب هـذا الـمـذهـب أنـه يـجـب أن نـنـظـر فـيـمـا يـنـتـجـه الـعـمـل مـن الـلـذائـد والآلام لا لأنـفـسـنـا فـقـط بـل و لـلـنـوع الـبـشـري، بـأجـمـعـه، ويـنـبـغـي الأّ نـقـصـر نـظـرنـا عـلـى الـلـذات الـمـبـاشـرة الـحـاضـرة، وبـل يـشـمـل أيـضـا الـلـذات غـيـر الـمـبـاشـرة والـبـعـيـدة، ثـم نـجـمـع مـايـنـتـجـه الـعـمـل مـن آلام ولـذات، فـإن رجـحـت لـذاتـه فـهـو خـيـر وإن رجـحـت آلامـه فـهـو شـر. مــنــاقــشــة : إن الـلـذة إن كـانـت مـوجـودة ضـمـن الـقــيـم، إلاّ أنـهـا لـيـسـت هـي الـقـيـمـة الـمـطـلـقـة ولاهـي الـخـيـر الأعـظـم. فـهـي إذن لـيـسـت مـقـيـاسـا لـلـخـيـر بـل هـي مـجـرد صـورة مـن صـوره. أمـا أصـحـاب الـمـنـفـعـة فـنـرد عـنـهـم بـأنـه مـن الـصـعـب جـدا الـتـوفـيـق، بـيـن مـنـافـع الـنـاس ومـصـالـحـهـم الـمـضـطـربـة ومـاهـو الـمـعـيـار الـذي نـفـاضـل بـه بـيـن مـنـافـع الـنـاس فـيـمـا بـيـنـهـم، وفـيـمـا بـيـنـهـم والـحـيـوانـات. فـالـقـول بـأن مـصـدر الإخـلاق هـو الـلـذه أوالـمـنـفـعـة هـو تـفـسـيـر لـلأعـلـى بـالأدنـى، وحـط مـن قـدر الإنـسـان وقـيـمـه الـسـامـيـة، وربـط لـحـيـاتـه كـلـهـا بـالـعـالـم الـمـادي عـلـى حـسـاب الـعـالـم الـروحـي. فـالـمـنـفـعـة إذن مـثـل الـلـذة لـيـسـت الـمـقـياس الأخـلاقـي الـوحـيـد، ولا تـصـلـح وحـدهـا كـمـصـدر لـلإلـزام الأخـلاقـي. ب - الـمـذهـب الاجـتـمـاعـي : لـم يـنـظـر أصـحـاب هـذا الـمـذهـب للإنـسـان عـلـى أنـه كـائـن مـجـرد مـنـزوع مـن الـواقـع، بـل نـظـروا إلـيـه عـلـى أنـه كـائـن مـنـخـرط فـي مـحـيـط تـحـيـط بـه ظـروف مـعـيـنـة، يـتـأثـر بـهـا ويـؤثـر فـيـهـا. ولـذلـك رفـضـوا الـخـيـر كـضـرورة عـقـلـيـة، واعـتـبـروه مـجـرد مـصـطـلـح تـعـارف عـلـيـه فـي زمـان ومـكـان مـحـدديـن، وهـو مـتـغـيـر بـتـغـيـر الـنـاس وتـغـيـر الـظروف والأوضـاع الاجـتـمـاعـيـة. ولذلك حاول هؤلاء ومنـهـم عـلـى الـخـصـوص دور كـايـم و( لـيـفـى براول L. Bruhl ) إرجـاع الأخـلاق إلـى عـلـم الاجـتـمـاع يـقـول دور كـايـم : "إن الـمـجـتـمـع هـو مـصـدر الـقـيـم الـخـلـقـيـة وأن هـنـاك ضـمـيـرا جـمـعـيـا لـه سـلـطـة قـويـة عـلـى الأفـراد ". و يـقـول أيـضـا : " إن الأخـلاق تـبـدأ حـيـث تـبـدأ حـيـاة الـجـمـاعـة إذ أن الـتـفـانـي ونـكـران الـذات لامـعـنـى لـهـمـا إلاّ فـي هـذا الإطـار ".إنـه عـلـى هـدي الـضـمـيـر الـجـمـعـي يـخـضـع الـمـجـتـمـع أفـراده لـنـمـط مـن الـتـربـيـة الأخـلاقـيـة يـخـتـاره لـهـم، ومـن هـنـا تـنـشـأ فـي نـفـس كـل فـرد طـائـفـة من الالتزامات الحـتـمـيـة الـتـي لايـمـكـنـهـا الـتـمـلـص مـنـهـا إلا بـنـوع مـن انـتـهـاك الـحـرمـات. وعـلـيـه فـالـضـمـيـر الـفـردي الـذي يـأمـرنـا كـأفـراد ويـشـعـرنـا بـالـنـدم والإثـم، أو بـالـسـرور والـغـبـطـة مـا هـو إلاّ صـدى وانـعـكـاس لـلـضـمـيـر الـجـمـعـي، لأن الـمـجـتـمـع هـو مـصـدر الـقـيـم ومـصـدر الإلـزام ومـا تـمـسـكـنـا بـالـقـيـم إلا تـمـسـك بـالـمـجـتـمـع الـذي لايـمـكـنـنـا الانـفـصـال عـنـه. أمـا لـيـفـي بـراول فـقـد ذهـب بـعـيـدا، ويـرى أنـه مـادام الـمـثـل الأخـلاقـي مـتـجـسـم فـي الـضـمـيـر الـجـمـعـي، ومـادامـت مـلاحـظـة الـواقـع الأخـلاقـي مـمـكـنـة فـي الـعـادات الاجـتـمـاعـيـة فـلاّبـد مـن دراسـة الأخـلاق دراسـة وضـعـيـة عـلـمـيـة كـمـا تـدرس الـعـلـوم الـفـيـزيـائـيـة مـوضـوعـاتـهـا بـعـيـدا عـن الـتـفـلـسـف والـتـأمـل الـنـظـري. مــنــاقــشــة : أصـحـاب هـذا الـمـذهـب يـؤهـلـون الـمـجـتـمـع، ويـهـمـلـون الـجـانـب الـفـردي فـي الأفـعـال الأخـلاقـيـة وجـعـلـوا مـن الأخـلاق مـجـرد عـادات اجـتـمـاعـيـة غـيـر ثـابـتـة. ولـكـن إذا كـان الـمـثـل الأخـلاقـي مـجـرد واقـعـة اجـتـمـاعـيـة والـواجـب الأخـلاقـي انـعـكـاس للإرادة الـجـمـاعـيـة، فـلـمـاذا يـنـبـغـي عـلـيـنـا أن نـخـضـع لـهـذه الإرادة ؟ ومـادامـت هـذه الإرادة أمـرا واقـعـا لا أكـثـر، فـلـمـاذا نـسـلـم بـقـيـمـتـهـا ؟ الـعـلـم لايـمـكـنـه أن يـجـيـبـنـا عـلـى هـذيـن الـسـؤالـيـن وأمـثـالـهـمـا لأن الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة تـتـجـاوز حـدود الـعـلـم لـتـمـيـزهـا بـخـاصـيـة الـتـعـالـي كـمـا مـّر بـنـاه فـمـا يـجـب أن يـكـون، لـيـس كـائـنـا ومـا لـيـس كـائـنـا لايـمـكـن لـلـعـلـم الـذي يـعـتـمـد الـمـلاحـظـة دراسـتـه. لـكـن أحـسـن مـا قـدمـه أنـصـار الـمـذهـب الاجـتـمـاعـي هـو تـوجـيـه عـلـمـاء الأخـلاق وفـلاسـفـتـهـا إلـى الاهـتـمـام بـالانـسـان فـي ظـروفـه وشـروط حـيـاتـه الـواقـعـيـة. أمـا أن يـؤسـسـوا أخـلاقـا عـلـى الـعـلـم، فـأمـر لايـبـدو أنـه مـمـكـن الآن عـلـى الأقـل. لأن الـعـلـم يـهـمـل الـمـثـل الـعـلـيـا والـمـبـادئ الأخـلاقـيـة الـعـامـة، وهـذا الإهـمـال يـزيـد الـمـشـكـل الأخـلاقـي تـعـقــيـدا بـدل حـلـه. وقـد قـال ألـبـيـر بـاي وهـو مـن اتـبـاع هـذا الـمـذهـب : " إن قـراءة الـواقـع الاجـتـمـاعـي عـلـى نـحـو مـبـاشـر لاتـكـفـي لـحـل جـمـيـع الـمـشـكـلات الـتـي تـعـتـرض سـبـيـل الـفـاعـل الأخـلاقـي لأن مـايـصـنـع لايـسـوّغ مـايـجـب أن يـكـون ". هـ - آراء مـفـكـري الإسـلام : اتـفـق الـمـفـكـرون الإسـلامـيـون مـن مـعـتـزلـة وأشـاعـرة وغـيـرهـم فـي أن مـصـدر الـتـكـلـيـف فـي جـمـيـع الأحـكـام الـتـكـلـيـفـيـة أو الـوضـعـيـة هـو الـلـه سـبـحـانـه و تـعـالـى ولـذلـك قـالـوا الـحـكـم هـوخـطـاب الـلـه الـمـتـعـلـق بـأفـعـال الـمـكـلـفـيـن. ولـكـن اتـفـاقـهـم هـذا لـم يـمـنـع مـن اخـتـلافـهـم فـيـمـن يـعـرّفـنـا بـهـذه الأحـكـام وخـصـوصـا الـمـعـتـزلـة والأشـاعـرة. رأي الـمـعـتـزلـة : يـرى الـمـعـتـزلـة بـزعـامـة واصـل بـن عـطـاء الـمـتـوفـي سـنـة 131 هـ أن الـحـسـن والـقـبـح عـقـلـيـان لايـتـوقـف إدراكـهـمـا عـلـى الـشـرع أي أن الـعـقـل هـوذاتـنـا الأسـاسـيـة فـي الـتـرجـيـح والـتـمـيـيـز بـيـن الـخـيـر والــشـر، وبـالـتـالـي هـو مـصـدر الإلـزام الأخـلاقـي. وقـد بـنـى الـمـعـتـزلـة مـوقـفـهـم هـذا عـلـى عـدد مـن الـحـجج نـذكـر منـها : أ - إنـه لـو لـم يـكـن الـحـسـن والـقـبـح مـعـلـومـيـن قـبـل ورود الـشـرع لاسـتـحـال أن يـعـلـمـا عـنـد وروده، ويـكـون الـشـرع قـد جـاء بـمـا لايـعـقـلـه الـسّـامـع ولايـتـصـوره. ب - لـو لـم يـكـن الـحـسـن والـقـبـح أو الـخـيـر والـشـر عـقـلـيـيـن لـحـسـن مـن الـلـه كـل شـيـئ. مــنــاقــشــة : الـدلـيـل الأول غـيـر سـديـد لأن الـمـتـوقـف عـلـى الـشـرع لـيـس تـصـور أو إدراك الـحـسـن والـقـبـح ولـكـن الـمـتـوقـف عـلـيه هـو الـتـصـديـق، وهـنـاك فـرق كـبـيـر بـيـن الـتـصـور والـتـصـديـق، فـالإنـسـان قـادر عـلـى تـصـور الـشـر والـخـيـر حـتـى قـبـل ورود الـشـرع، ولـكـن تـصـديـقـه بـهـمـا وامـتـثـا لـه لـلـخـيـر وتـركـه لـلـشـر لا يـكـونـان بـنـفـس الـدرجة عنده، إذا كان مؤمنا مذعـنا للّـه، أو كان كـافـرا غـيـر مـذعـن لـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى. والـدلـيـل الـثـانـي نـاقـص أيـضـا لأن الـحـسـن والـقـبـح بـمـعـنـى صـفــة الـكـمـال والـنـقـصـان لانـزاع فـيـهـمـا بـيـن الـعـلـمـاء فـي أنـهـمـا عـقـلـيـان سـواء عـنـد الأشـاعـرة أوعـنـد الـمـعـتـزلـة ولـذلـك لا داعـي لـطـرح الـمـسـألـة مـادام لاخـلاف حـولـهـا. رأي الأشـاعـرة : وهـم أتـبـاع أبـي الـحـسـن الأشـعـري الـمـتـوفـي سـنـة 324 هـ يـؤكـدون أن الـحـسـن والـقـبـح اعـتـبـاريـان لاذاتـيـان، لأن الأفـعـال لا تـوصـف بـذاتـهـا بـأنـهـا حـسـنـة أو قـبـيـحـة بـل مـرجـع ذلـك إلـى الــشـرع، فـمـا يـأمـر بـه الـشـرع ويـصـفـه بـالـحـسـن هـو حـسـن أو خـيـر، ومـا يـنـهـي عـنـه الـشـرع ويـصـفـه بالـقـبـح هـو قـبـيـح أو شـر. وقـد اسـتـدلـوا عـلـى مـوقـفـهـم بـعـدة حـجـج نـذكـر مـنـهـا : أ - لـو كـان الـحـسـن أو الـقـبـح مـن الـصـفـات الـذاتـيـة فـي الـفـعـل لـكـان ذلـك مـضـطـردا ولـمـا تـخـلـف عـنـه مـطـلـقـا، بـل يـبـقـى الـفـعـل حـسـنـا دائـمـا أو قـبـيـحـا دائـمـا، ولـكـن الـواقـع يـؤكـد أن الـكـذب قـد يـحـسـن، بـل ويـجـب إذا تـرتـب عـنـه إنـقـاذ بـريء مـن يـد قـاتـل ويـحـسـن عـلـى الـمـريـض حـيـن يـكـذب عـلـيـه الـطـبـيـب حـتـى لا يـتـأثـر نـفـسـيـا، فـيـزيـد عـلـيـه مـرضـه اشـتـدادًا. وهـكـذا فـالـدلـيـل ضـعـيـف كـمـا رأيـنـا لأن الـقـبـح الـذاتـي لا يـنـافـي الـحـسـن الـعـارض. فـفـي مـثـالـنـا الـكـذب فـي ذاتـه حـرام، لـكـنـه لـيـس حـرامـا عـلـى الـمـريـض، أو فـي حـالـة إنـقـاذ بـريء. ب - والـدلـيـل الـثـانـي عـنـدهـم أنـه لـوكـان الـحـسـن والـقـبـح عـقـلـيـيـن لـكـان الـلـه غـيـر مـخـتـار فـي أحـكـامـه. لأنـه سـيـكـون مـقـيـدا فـي تـشـريـعـه الأحـكـام بـمـا فـي الأحـكـام ذاتـهـا مـن حـسـن أو قـبـح. ولـكـن هـذا الـدلـيـل بـدوره ضـعـيـف، لأن مـوافـقـة حـكـم الـلـه لـلـحـكـمـة لا يـوجـب الاضـطـرار، فـالـقـاضـي الـذي يـصـدر حـكـمـا مـوافـقـا لـلـشـريـعـة يـعـتـبـر مـخـتـارا فـي حـكـمـه لا مـضـطـرا، فـهـنـاك فـرق كـبـيـر بـيـن مـن يـوجـب على نـفـسه فعـلامّـا، وبـيـن مـن يـجـبـر عـلـيـه مـن طـرف الغـيـر. 5 - اسـتـنـتـاج عـام : إنّ مـصـدر الإلـزام الأخـلاقـي كـمـا. اتـضـح لـنـا لا يـكـمـن فـي الـعـقـل وحـده ولا فـي الـمـجـتـمـع وحـده ولا فـي الـلـذة والـمـنـفـعـة أيـضـا، كـمـا أكـد ذلـك الـقـرآن الـكـريـم فـالـقـرآن وإن كـان يـؤكـد أن الـحـاسـة الـخـلـقـيـة انـبـعـاث داخـلـي فـطـري فـي الإنـسـان قـادر بـعـقـلـه عـلـى الـتـمـيـيـز بـيـن الـخـيـر والـشـر بـواسـطـة إلـهـام مـركـوز فـي نـفـسـه " ونـفـس ومـا سـّـواهـا فـألـهـمـهـا فـجـورهـا وتـقـواهـا ". فـإن هـذه الـقـوة الـفـطـريـة إذا تـركـت وحـدهـا فـسـتـكـون عـاجـزة عـن أن تـهـتـدي إلـى مـعـرفـة الـخـيـر كـل الـخـيـر فـي جـزئـيـاتـه وكـلـيـاتـه. وإذن فـهـي فـي حـاجـة دائـمـة إلـى الـعـقـل والـوحـي مـعًـا لأن الـضـمـيـر غـيـر مـعـصـوم مـن الـخـطـا، بـل هـو عـلـى عـكـس مـا ادّعـى ( روسـو ) وأتـبـاعـه حـاسـة نـاقـصـة بـحـكـم ارتـبـاطـهـا بـقـدرة الإنـسـان الـمـحـدودة. ولـمـا كـان عـقـل الإنـسـان قـادرا فـقـط عـلـى مـعـرفـة الـقـانـون الأخـلاقـي، لا عـلـى إبـداعـه، فـهـو فـي حـاجـة إلـى عـقـل ( الـلـه ) الـذي أبـدع الـقـانـون وطـبـعـه فـيـه كـفـكـرة فـطـريـة بـهـا يـسـتـنـصـح عـقـل الإنـسـان الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى فـي أحـكـامـه وتـصـرفـاتـه وإذا تـأمـلـنـا الأحـكـام الـقـرآنـيـة أو الـشـرعـيـة، وجـدنـاهـا تـقـرن دائـمـا بـيـن الـحـكـم والـقـيـمـة الأخـلاقـيـة مـمـا يـؤكـد أنـهـا لاتـضـعـنـا فـي جـبـريـة مـطـلـقـة بـقـول الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـي : " قـل هـل يـسـتـوي الـخـبـيـث والـطـيـب ولـو أعـجـبـك كـثـرة الـخـبـيـث". الـمـائـدة/ 100. و يـقـول : " ولـبـاس الـتـقـوى ذلـك خـيـر ". الأعـراف/26 يـقـول الـدكـتـور مـحـمـد عـبـد الـلـه دراز فـي كـتـابـه ( دسـتـور الأخـلاق فـي الـقـرآن ) : " إن الـعـقـل الإلـهـي فـي هـذا الـمـجـال - مـجـال الأخـلاق - أكـثـر تـشـددا مـن الـعـقـل الإنـسـانـي، فـهـو لا يـريـد أن يـتـمـسـك بـشـكـل حـكـمـه، ويـجـعـل مـنــه الـمـبـدأ الأول لـلإلـزام الأخـلاقـي، وإنـمـا هـو يـلـجـأ بـدوره إلـى معـيار آخر فـيحيـلنـا إلـى جـوهـر الـواجـب ذاتـه، إلـى كـيـفـيـة الـعـمـل وإلـى قـيـمـتـه الـذاتـيـة. " وهـكـذا فـالأخـلاق الإسـلامـيـة تـعـمـل عـلـى تـوجـيـه الإنـسـان مـن خـلال تـركـيـب الـمـثـل الأعـلـى الـشـامـل الـقـادم مـن أعـلـى، مـن عـنـد الـلـه، مـع الـواقـع الـراهـن الـذي لـيـس سـوى إيـضـاح وبـيـان، حـتـى يـتـضـح الـدلـيـل الـمـمـتـاز لـضـمـيـرنـا. 6 - سـلـم الـقـيـم وإشـكـالـيـة تـعـارض الـواجـبـات : قـلـنـا فـي الـتـمـهـيـد أنـه إلـى جـانـب الـصـراع الـقـائـم بـيـن الـقـيـم الأخـلاقـيـة والـمـيـول والـرغـبـات الـذاتـيـة، هـنـاك صـراع آخـر نـجـده قـائـمـا بـيـن الـواجـبـات الأخـلاقـيـة ذاتـهـا، لأنـهــا طـرحـت أمـامـنـا كـقـيـم مـتـعـادلـة. ولـذلـك تـجـدنـا مـضـطـريـن إلـى تـرتـيـبـهـا حـسـب سـلـم مـعـيـن قـصـد الـبـحـث عـن الـخـروج مـن هـذه الـمـشـكـلـة أو هـذا الـصـراع. ونـقـول الآن إن الـقـيـم ذاتـهـا لـيـسـت عـلـى مـسـتـوى واحـد مـن الأهـمـيـة والـعـمـق والـشـمـولـيـة والـمـحـتـوى والـشـدة فـمـتـطـلـبـات الإنـسـان الـيـومـيـة مـن أكـل وشـرب ولـبـاس ومأوى قـيـم ومـؤسـسـات المـجـتـمـع والعـلاقـات الـرابـطـة بـيـن أفراده قـيـم، والأعـمـال والـنـشـاطـات الـتـي نـقـوم بـهـا قـيـم، والـمـثـل الـعـلـيـا الـتـي نـؤمـن بـهـا ونـضـحـي فـي سـبـيـلـهـا قـيـم أيـضـا. وهـكـذا، فـالـقـيـم تـحـاصـر الإنـسـان وتـسـتـولـي عـلـيـه لـكـنـنـا إذا قـارنـاهـا فـيـمـا بـيـنـهـا وجـدنـا مـثـلا أن الـقـيـم الـمـتـعـلـقـة بـمـطـالـب الـجـسـم تـسـعـى إلـى جـعـل الإنـسـان حـيـوانـا، والـقـيـم الـمـتـعـلـقـة بـمـطـالـب الـمـجـتـمـع تـمـيـل إلـى أن تـجـعـل مـنـه حـيـوانـا نـاطـقـا أو اجـتـمـاعـيـا أمـا الـقـيـم الـعـلـيـا فـتـمـيـل إلـى أن تـجـعـل مـنـه إنـسـانـا بـمـعـنـى الكلـمـة، أو إنـسـانـا يـسـاوي أمـة كـمـا جـاء فـي الـقـرآن عـن إبـراهـيـم الـخـلـيـل عـلـيـه الـسـلام. وإذن فـالـمـطـلـوب - مـن الإنـسـان - حـيـن تـتـعـارض الـواجـبـات الـمـطـروحـة أمـامـه أن يـخــتـار الـواجـبـات الأكـثـر قـربـا مـن جـانـبـه الإنـسـانـي دون أن يـكـون فـي ذلـك عـادمـا لـجـانـبـه الـحـيـوانـي. وبـالـنـسـبـة لـلأخـلاق يـبـقـى الـخـيـر الأسـمـى هـو الـقـيـمـة الـنـهـائـيـة الـتـي عـلـيـه أن يـعـمـل لـهـا ويـضـحـي فـي سـبـيـلـهـا، لأن وجـوده يـتـطـلـبـهـا لـكـي يـسـتـقـيـم، ووجـودهـا يـتـطـلـبـه لـكـي يـعـطـيـهـا مـعـنـى ولا كـرامـة لإنـسـان لا يـحـتـرم هـذه الـقـيـمـة ويـعـمـل فـي سـبـيـل تـجـسـيـدهـا فـي الـواقـع. 7 - أسـئـلـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي : أ - أذكـر خـصـائـص الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة ؟ ب - مـاهـو مـصـدر الإلـزام الأخـلاقـي عـنـد الاجـتـمـاعـيـيـن ؟ جـ - مـاهـو مـصـدر الإلـزام الأخـلاقـي عـنـد الأشـاعـرة ؟ والـمـعـتـزلـة ؟ ومـا حـجـج كـل فـريـق ؟ د - هـل الـقـيـم الأخـلاقـيـة عـلـى درجـة واحـدة مـن الأهـمـيـة ؟ 8 - أجـوبـة الـتـصـحـيـح الـذاتـي : أ - تـتـمـيـز الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة بـخـصـائـص هـي : الـتـعـّـالـي - الإبـطـائـيـة - الـتـدريـجـيـة - الـمـجـمـوعـيـة. مـلاحـظـة : أنـظـر شـرح كـل خـاصـيـة فـي الـبـنـد رقـم (2) ب - الـمـجـتـمـع فـي رأي الاجـتـمـاعـيـيـن أمـثـال ( دور كـايـم ) بـاعـتـبـاره حـقـيـقـة تـتـعـدى الأفـراد هـو مـصـدر الـقـيـم الأخـلاقـيـة، فـالـقـيـم الأخـلاقـيـة إنـعـكـاس لـلـضـمـيـر الـجـمـعـي الـمـتـمـيـز بـالإكـراه والـسـلـطـة الـخـارجـيـة. مــنــاقــشــة : الاجـتـمـاعـيـون يـخـطـئـون حـيـن يـوحـدون بـيـن الـفـرد والـمـجـتـمـع ثـم يـلـغـون الـفـرد تـمـامـا، ويـعـطـون الـمـجـتـمـع سـلـطـة مـطـلـقـة عـلـى الأفـراد مـتـنـاسـيـن أن بـعـض الأفـراد كـالـمـصـلـحـيـن والـزعـمـاء كـثـيـرا مـا يـفـرضـون أنـفـسـهـم عـلـى الـمـجـتـمـع. ثـم إذا كـانـت الـقـيـمـة الأخـلاقـيـة مـجـرد واقـع اجـتـمـاعـي قـائـم، فـلـمـاذا نـخـضـع إلـيـهـا وهـي لاتـمـثـل مـثـلاً أعـلـى يـنـبـغـي أن يـكـون. جـ - لـلإجـابـة عـلـى الـسـؤال (ج) أنـصـحـك بـالـعـودة إلـى عـنـوان ( رأي الـمـفـكـريـن الإسـلامـيـيـن ) وادرسـه دراسـة مـعـمـقـة جـادة وبـالـبـحـث عـن الـمـوضـوع فـي كـتـب أخـرى عـن الـمـعـتـزلـة والأشـاعـرة مـثـل كـتـاب " الـمـعـتـزلـة ومـشـكـلـة الـحـريـة " لـمـحـمـد عـمـارة. د - لـيـسـت الـقـيـم عـلـى درجـة واحـدة مـن الأهـمـيـة، والـقـيـم الـمـاديـة لاتـسـاوي الـقـيـم الـروحـيـة فـي الـقـيـمـة، والـقــيـم الـعـامـة لا تــسـاوي الـقـيـم الـخـاصـة، فـواجـبـي نـحـو وطـنـي يـفـضـل ويـسـبـق واجـبـي نـحـو ذاتـي أو نـحـو أسـرتـي. والـقـيـم ذات الـبـعـد الاجـتـمـاعـي لاتـسـاوي فـي الـقـيـمـة الـقـيـم ذات الـبـعـد الإنـسـانـي، وهـكـذا. |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
للمساعدة, الفلسفة, فضاء |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc