السلام عليكم ورحمة الله
بين حلم جديد وواقع مدمر
منذ صغري لم يكن لدي هدف محدد فيما يخص الدراسة والتخصص المستقبلي ، الا انني كنت مجتهدة واحتل دائما المراتب الاولى، اما والداي فكانا يحلمان ان يصبح احد منا – نحن الاخوة – طبيبا ، وكان أملهم معلق بي ، لان مستواي الاكاديمي هو الاعلى بين اخوتي ، لكن لم تكن لدي أي رغبة في الخوض في هذا التخصص إلا أن حلمي دائما هو تحقيق المعدلات العالية وفقط
انتقلت الى الثانوية فبدأت اتهاون في دراستي حتى وصلت الى معدل 12 ! وكنت اقول لا داعي لان اتعب حالي الان، و سافرغ كامل طاقتي في السنة النهائية أي البكالوريا واحقق معدلا عالية ، لكن كنت مخطئة فلا يمكن ان يحقق الطالب معدلا عاليا في البكالوريا وهو لم يركز على قاعدة البكالوريا الا وهي السنة الاولى والثانية ثانوي ، وصلت الى السنة الثالثة ولم يكن لدي أي حماس في تحقيق ما كنت اصبو اليه، وواصلت الدراسة بنفس الوتيرة رغم ان شعبتي - وهي الرياضيات – تتطلب العمل المستمر والجهد الكبير ، انتهى الثلاثي الاول ولم ار نفسي قد حققت ما يلزم وفجأة يئست وقلت لا بأس سأعيد البكالوريا ان لم احصل على معدل جيد ، وبتلك الفكرة اكملت السنة واجتزت امتحان بكالوريا 2011 ببرودة لأحصل على معدل 13 فقط ، عزمت على الاعادة وبشيء لا بأس به من الحماس يتخلله القلق والندم على تضييع سنة سدى ، لكن للاسف حصلت على 15.2 في بكالوريا 2012، وكان بامكاني ان احصل على اكثر لولا الحالة النفسية المزرية التي مررت بها ، فجأة صرت احب مجال الطب ولم اجد أي تخصص يناسبني شخصيا سواه، حتى ان كل من يراني يقول بأن الطب يناسبني جدا لهدوئي ورزانتي، فحتى التعليم أبغضه ، ليس تكبرا -معاذ الله- وإنما ما رأيته في نفسي من عدم وجود أي رغبة فيه ، يا اخوتي لقد غزا الطب قلبي فجأة ودون سابق إنذار ، وليس هناك حل سوى اعادة البكالوريا مرة اخرى ، وهذا ما اراه صعبا وشاقا جدا على نفسي ، لقد غاب عني الحماس والرغبة في الاجتهاد وحل التمارين والحفظ ، رغم انني احس باني قادرة على تحقيق معدل يفوق 17 غير ان حالتي النفسية تصدني صدا ، يا اخوتي انا من مواليد 1992 ودفعة بكالوريا 2013 هم مواليد 1994 وحتى 1995 ، صديقاتي سينتقلن الى السنة الثانية جامعي وانا ما زلت مع البكالوريا ، انا احمد الله على ما وصلت اليه واعلم انه لا يختار لعباده سوى الافضل لكنه سبحانه يحب معالي الامور ، يحب الطموح ، يحب الهمة العالية ، وفوق هذا اريد ان احقق ليس حلمي وحسب وانما حلم والداي ولا اريد ان اخيبهما،،
المشكلة كيف ساتجاوز حالتي النفسية المزرية وابدأ في التحضير للبكالوريا بنفس جديد ، معنوياتي تنخفض يوما بعد يوم وانا حائرة ومبعثرة بين كلام هذا وذاك ، فكل من أسأله ماذا لو كنت مكاني ؟ ما أنت فاعل ؟ يقول مستحيل ان اعيد البكالوريا مرة اخرى ، تضييع سنتين امر صعب جدا ، صرت اتساءل هل فعل هذا شخص ما قبلي ؟؟ ام انها حالة خاصة بي وحدي لا غير ؟! ، هل هذا أمر عادي ؟ ، فكل من اخبره بانني ساعيد للمرة الثانية يقول : هل جننتي ؟!
يا اخوتي هل من محفز ؟ ، هل من مشجع ؟ ، هل من احد فعل هذا وكانت النتيجة ايجابية ومشرفة ؟
لكم مني جزيل الشكر والامتنان مسبقا