فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-06-30, 03:43   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




لم يصح حديث نبوي في أكل اللبان

السؤال :

هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أكل اللبان يورث الحفظ ويذهب النسيان ويقطع البلغم) ؟


الجواب :

الحمد لله

اللبان – كما يعرفه "المعجم الوسيط" (2/ 814):

" نَبَات من الفصيلة البخورية يفرز صمغا وَيُسمى الكندر".

ويقال له أيضا "حصى لبان"

كما في "الآداب الشرعية والمنح المرعية" (2/ 403) .

هذا النبات لم يرد ذكره في الحديث النبوي الشريف، ولم يسنده أحد من المحدثين، ولا وقفنا له على إسناد في شيء من المسانيد والسنن والجوامع والأجزاء.

اللهم إلا ما أورده عبد الملك بن حبيب القرطبي (ت238هـ) في جزء له مختصر في الطب والعلاج بالأغذية، أورده معلقا بدون إسناد، فقال (ص41): " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكل اللبان يُورث الْحِفْظ وَيذْهب النسْيَان وَيقطع البلغم)

وعلق عليه ابن حبيب بقوله: "أكل اللبان يذهب البلغم، وكل ما أذهب البلغم فهو يذهب النسيان ويورث الحفظ".

وهذا – كما هو معروف عند علماء الحديث – غير كاف في تصحيح الحديث أو قبوله، بل يبقى حديث معلقا حتى نقف على إسناده وأصله .

وما دام لم يثبت فلا يجوز لأحد التحديث به، ولا نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)

رواه البخاري (109)

والله أعلم.








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 03:47   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث موضوع في بدء الخلق

السؤال :

قرأت عن بداية الخلق في أحد الكتب أن الله سبحانه وتعالى خلق ياقوتة خضراء لا يعلم طولها وعرضها إلا الله ، ثم نظر إليها بعين الهيبة فذابت وصارت ماء ، ثم وضع عرشه علي الماء ؛ أريد التحقق من صحة ما قرأت .

الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني في "كتاب العظمة" (2/546) برقم : (192) ، فقال :

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الطَّوِيلُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْخُرَاسَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي عِصْمَةَ نُوحِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمَاءَ خَلَقَ مِنَ النُّورِ يَاقُوتَةً خَضْرَاءَ ...) الحديث بطوله .

وهذا حديث موضوع

نوح بن أبي مريم متهم بالوضع

قال مسلم وغيره: متروك الحديث.

وقال الحاكم : وضع حديث فضائل القرآن الطويل .

وقال البخاري : منكر الحديث .

وقال ابن حبان : كان ممن يقلب الأسانيد

ويروى عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.

"ميزان الاعتدال" (4/ 279)، "المجروحين" (3/ 48) .

والراوي عنه حبيب بن أبي حبيب ، كذبه الإمام أحمد ، وقال أبو داود : كان من أكذب الناس، وقال أبو حاتم: متروك الحديث، روى عن ابن أخي الزهري أحاديث موضوعة، وقال ابن حبان:

أحاديثه كلها موضوعة ، ولا يحتشم حبيب في وضع الحديث على الثقات وأمره بين في الكذب .

"تهذيب التهذيب" (2/ 159) .

وقال المطهر ابن طاهر المقدسي في "البدء والتاريخ" (1/ 148):

" وفي كتاب أبي حذيفة عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضى الله عنه : " أن الله لما أراد أن يخلق الماء خلق من النور ياقوتة خضراء - ووصف في طولها وعرضها وسمكها ما الله به عليم

- قال: فلحظها الجبار لحظة ، فصارت ماء يترقرق ، لا يثبت في ضحضاح ولا غير ضحضاح، يرتعد من مخافة الله ، ثم خلق الريح فوضع الماء على متن الريح ، ثم خلق العرش فوضعه على متن الماء، فذلك قوله تعالى : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) ".

وهذا باطل أيضا ، جويبر هو ابن سعيد الأزدي ، متروك

كما قال الدارقطني والنسائي وغيرهما ، وضعفه ابن المديني جدا .

"ميزان الاعتدال" (2/222) ، "التهذيب" (2/106)

وأبو حذيفة هو إسحاق بن بشر، صاحب كتاب المبتدأ.

كذبه علي بن المديني ، وقال ابن حبان: لا يحل حديثه إلا على جهة التعجب، وقال الدارقطني: كذاب متروك.

"ميزان الاعتدال" (1/ 184) .

والله تعالى أعلم .

هذا حديث موضوع ، لا يجوز أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا إلى ابن عباس رضي الله عنهما .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 03:50   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الاستخفاف بالله سبحانه على جهة الهزل

السؤال

سؤالي بخصوص صديق لي كان يمزح بجهل ، فأثناء ما كان يمزح مع صديق آخر استفزه الأخير ، فالتقط الأول سماعة الهاتف وقال بكل جهل: "لابد أن أخبر الله". ثم استمر قائلا في الهاتف: "مرحبا الله" كأنه يتكلم إلى الله ، وأنا أعلم أن هذا لا يجوز لكن هل هذا شرك؟

الجواب


الحمد لله

وبعد ، فالإيمان بالله تعالى مبني على تعظيمه سبحانه وإجلاله والانقياد له ، ولذا عاب الله الكافرين وأخبر أنهم إنما أشركوا به سبحانه غيره لما لم يقدروا الله حق قدره فقال :

( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) الزمر /67 .

فالله جل شأنه هو العظيم الذي تكاد السماوات تتفطر من عظمته كما قال سبحانه :

( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الشورى/5 .

ومن تفكر في مخلوقات الله رأى طرفا من آثار عظمته سبحانه ، يقول النبي صلى الله وسلم في وصف الكرسي والعرش : ( ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1/223) .

ولا يجتمع في القلب الواحد تعظيم الله عز وجل مع الاستخفاف به ولذا كان الاستهزاء بالله تعالى أو بآياته ورسله كفر كيفما وقع جدا أو هزلا قال الله تعالى في سورة التوبة :

( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ) التوبة 64-66 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وهذا نص في أن الاستهزاء بالله و بآياته وبرسوله كفر وقد دلت هذه الآية على أ ن كل من تنقص رسول الله جادا أو هازلا فقد كفر"

الصارم المسلول (2/70)

وقال القاضي أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن عند هذه الآية : " لا يخلو أن يكون ما قالوه ـ أي المنافقين ـ من ذلك جدا أو هزلا ، و هو ـ كيفما كان ـ كفر ؛ فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة " اهـ .

وقال العلامة السعدي : " إن الاستهزاء بالله ورسوله كفر يخرج عن الدين لأن أصل الدين مبني على تعظيم الله وتعظيم دينه ورسله والاستهزاء بشيء من ذلك مناف لهذا الأصل ومناقض له أشد المناقضة " .

وما قاله هذا الرجل فيه استخفاف بالله سبحانه ـ تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ـ ، وتنزيل لله ـ جل شانه وعز سلطانه ـ منزلة البشر ، في الخطاب والكلام ، وهذا كفر لا يشك فيه من له أدنى معرفة بدين الله ، ولا يقدم عليه إلا جاهل طافح الجهل ، أو رجل لا يعرف قلبه لله وقارا !!

ثم زاد كفر الاستهزاء واللعب كفرا وضلالا ، قول هذا البائس : ( لا بد أن أخبر الله ) ؛ فهل يحتاج الله تعالى إلى خبر الجاهل الظلوم ؟!!

( إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) آل عمران/5 .

فعلى هذا المسكين أن يجدد إيمانه ، ويدخل في الإسلام من جديد ، ويتوب إلى الله تعالى من هذا الكفر الصراح ، وليستكثر ـ فيما بقي من عمره ـ من الصالحات والخيرات ، ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، لعل الله تعالى أن يتجاوز عنه ، ويغفر له جهله وعدوانه .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 03:55   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

( الرحمن على العرش استوى ) حقيقة لا مجازا .

السؤال :


نرى في القرآن العديد من الآيات التي تصف الله بأنه سبحانه فوق عرشه ؛ كما في سورة الملك ، وطه ، بالإضافة إلى سؤال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية أين الله

هل الله فوق العرش حقيقة أم مجازاً؟

سبب سؤالي هو وجود العديد من تراجم معاني القرآن المختلفة

فهل يوجد أي حديث أو تفسير لابن عباس (رضي الله عنهما) حبر القرآن يمكن منه معرفة إن كان ذلك من باب المجاز أم لا ؟


الجواب :

الحمد لله

أولا :

أثبت الله تعالى لنفسه صفة " الاستواء على العرش " في أكثر من موضع من القرآن ، فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) طه/ 5 ، وقال تعالى : ( ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ ) الأعراف/ 54 ، يونس/ 3 ، الرعد/ 2 ، الفرقان/ 59 ، السجدة/ 4 ، الحديد/ 4 .

فالاستواء صفة فعلية للرب تعالى ، أثبتها له أهل السنَّة والجماعة ، على الوجه اللائق به عز وجل ، من غير تحريف لمعناها ، كما يقول من يقول : إن معناه : "الاستيلاء" ! ، ولا تمثيل لها باستواء المخلوق ، فإن الله جل جلاله لا يشبهه أحد في ذاته ، ولا يشبهه أحد في صفاته .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :

" أصل الاستواء على العرش : ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمة السنة ، بل هو ثابت في كل كتاب أنزل ، على كل نبي أرسل " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " ( 2 / 188 ) .

ويقول الإمام محمد ابن إسحاق بن خزيمة رحمه الله :

" فنحن نؤمن بخبر الله جل وعلا : أن خالقنا مستو على عرشه ؛ لا نبدل كلام الله ، ولا نقول قولا غير الذى قيل لنا ؛ كما قالت المعطلة الجهمية : إنه استولى على عرشه ، لا استوى ؛ فبدلوا قولا غير الذى قيل لهم ، كفِعْل اليهود : لما أمروا أن يقولوا : حِطَّة ، فقالوا : حنطة ؛ مخالفين لأمر الله جل وعلا ، كذلك الجهمية"

انتهى من "التوحيد" (1/233) .

ويقول الإمام أبو الحسن علي بن مهدي الطبري ، وهو من شيوخ الأشاعرة الأولين : (ت: 380هـ) :

" ومما يدل على أن الاستواء ـ ههنا ـ ليس بالاستيلاء : أنه لو كان كذلك ، لم يكن ينبغي أن يخص العرش بالاستيلاء عليه دون سائر خلقه ، إذ هو مستول على العرش على سائر خلقه ، وليس للعرش مزية على ما وصفته " .

انتهى من "تأويل الآيات المشكلة" لابن مهدي (178) .

فنؤمن بأن الله تعالى قد استوى على العرش ، استواء حقيقيا يليق بجلاله سبحانه، ليس كاستواء البشر ، ولكن كيفية الاستواء مجهولة بالنسبة لنا ؛ ولذا ، فإننا نفوض كيفيته إلى الله ، كما قال الإمام مالك وغيره لما سئل عن الاستواء : "الاستواء معلوم، والكيف مجهول"

انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيمية (3/25) .

قال الإمام الدارمي رحمه الله ، تعليقا على قول الإمام مالك السابق :

" وصدق مالك ؛ لا يُعقَل منه كيف ، ولا يُجهل منه الاستواء ، والقرآن ينطق ببعض ذلك في غير آية "

انتهى من " الرد على الجهمية " (ص/105) .

وقال الإمام يحي بن عبد العزيز الكناني ، رحمه الله :

" أما قولك : كيف استوى ؛ فإن الله لا يجري عليه : (كيف) ؛ وقد أخبرنا أنه استوى على العرش ، ولم يخبرنا كيف استوى ؛ فوجب على المؤمنين أن يصدقوا ربهم باستوائه على العرش ، وحرُم عليهم أن يصفوا كيف استوى ؛ لأنه لم يخبرهم كيف ذلك ، ولم تره العيون في الدنيا فتصفه بما رأت ، وحرم عليهم أن يقولوا عليه من حيث لا يعلمون ؛ فآمنوا بخبره عن الاستواء ، ثم ردوا علم (كيف استوى) إلى الله"

انتهى ، نقله ابن تيمية في "درء تعارض العقل والنقل" (6/118) .

ثانيا :

أجمع سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين إثبات الصفات الواردة لله تعالى في الكتاب والسنة على الحقيقة لا المجاز

قال ابن عبد البر رحمه الله :

" أهل السنة مجمعون عَلَى الْإِقْرَارِ بِالصِّفَاتِ الْوَارِدَةِ كُلِّهَا فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِيمَانِ بِهَا وَحَمْلِهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ لَا عَلَى الْمَجَازِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يُكَيِّفُونَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ وَلَا يَحُدُّونَ فِيهِ صِفَةً مَحْصُورَةً

وَأَمَّا أَهْلُ الْبِدَعِ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ كُلُّهَا وَالْخَوَارِجُ فَكُلُّهُمْ يُنْكِرُهَا وَلَا يَحْمِلُ شَيْئًا مِنْهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّ مَنْ أَقَرَّ بِهَا مُشَبِّهٌ ، وَهُمْ عِنْدَ مَنْ أَثْبَتَهَا نَافُونَ لِلْمَعْبُودِ ، وَالْحَقُّ فِيمَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ بِمَا نَطَقَ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ وَسُنَّةُ رَسُولِهِ وَهُمْ أَئِمَّةُ الْجَمَاعَةِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ "

انتهى من " التمهيد" (7/ 145) .
.
ثالثا :

روى الحاكم (3116)

والطبراني في " المعجم الكبير" (12404) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : " الْكُرْسِيُّ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَالْعَرْشُ لَا يُقْدَرُ قَدْرُهُ "

وقال الحاكم عقبه : " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي .

ورواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (590) ولفظه :

" إِنَّ الْكُرْسِيَّ الَّذِي وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَمَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ، وَمَا يُقَدِّرُ قَدْرَ الْعَرْشِ إِلَّا الَّذِي خَلَقَهُ " .

وقال أبو منصور الأزهري رحمه الله في "التهذيب" (10/ 33):

" الصحيحُ عَن ابْن عَبَّاس فِي الكُرْسِيّ مَا رواهُ الثَّوْريُّ وغيرهُ عَن عمارٍ الدُّهْنِي عَن مُسْلمٍ البَطِينِ عَن سعيد بن جُبَيْرٍ عَن ابْن عباسٍ أَنه قَالَ: " الكُرْسِيُّ: موضعُ القدمينِ ، وأَما العَرْشُ فإنَّهُ لَا يُقدرُ قدرهُ " وَهَذِه روايةٌ اتفقَ أَهْلُ العلمِ على صِحتها "

انتهى ، وينظر : " البداية والنهاية " لابن كثير (1/ 13) ، " الإبانة الكبرى" لابن بطة (7/ 325) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" العرش هو ما استوى عليه الله تعالى ، والكرسي موضع قدميه ؛ لقول ابن عباس رضي الله عنهما: " الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره " .

انتهى من" مجموع فتاوى ورسائل العثيمين " (5/ 34) .

فقول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى : ( وسع كرسيه السموات والأرض ) : " الكرسي موضع القدمين " يدل دلالة واضحة على أن الاستواء حقيقي وليس مجازيا .

ولهذا قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله : " وهو بنفسه على العرش ، بكماله ، كما وصف "

انتهى من "الرد على الجهمية" (ص/55) .

وقال ابن القزويني رحمه الله

: " ومن قال : العرش ملك ، أو الكرسي ليس بالكرسي الذي يعرف الناس : فهو مبتدع "

انتهى ، نقله "قوام السنة الأصبهاني" في "الحجة" (1/249) .

وأما اختلاف ترجمات القرآن الكريم في ذلك ، فهي كاختلاف تفاسيره بالعربية ، وأولى من ذلك ؛ فإن التفسير بالعربية يختلف بحسب فهم المفسر ، وتأثره بمذهبه العقدي ، وفكره الكلامي ، ثم قدرته على التعبير عن ذلك بعبارة مطابقة لما يعتقده ، وهذا كله موجود في المترجم ، وأعقد من ذلك ، فإنه ينقل من لغة إلى لغة ، ومعلوم ما يكتنف ذلك من الصعوبات والمشكلات .

والله تعالى أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 04:00   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا تعارض بين نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا واستوائه على العرش

السؤال

عندما يُطرح علي السؤال "أين الله ؟" ، أجيب ، بأنه "فوق السماوات السبع والعرش".

لكن، إذا أخذنا الحديث الذي فيه أن الله ينزل للسماء السفلى في آخر جزء من الليل

فإذا سأل شخص ، أين الله ؟

وذكر بأن الوقت (عند طرح السؤال) هو آخر ثلث من الليل ، فماهو الرد الذي يقال له ؟

ونقطة أخرى هي أن بعض الناس يقولون بأن الجزء الأخير من الليل هو مستمر في كل الوقت ( في مكان ما من الأرض وفي وقت محدد من الزمن ) ، ومن ذلك فإنهم يستنتجون أن الله ليس على عرشه .


الجواب


الحمد لله

يجب علينا أولا معرفة عقيدة أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته . فعقيدة أهل السنة والجماعة هي إثبات ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ، ويعتقدون ما أمرهم الله باعتقاده فقال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

وقد أخبرنا الله سبحانه عن نفسه فقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) الأعراف/54 وقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) طه/5 وغيرها من الآيات التي فيها ذكر استواء الله تعالى على عرشه .

واستواء الله تعالى على عرشه ، علوه عليه بذاته ، علوا خاصا يليق بجلاله وعظمته لا يعلم كيفيتها إلا هو .

وقد ثبت كذلك في السنة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل في الثلث الأخير من الليل فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ رواه البخاري( كتاب التوحيد/6940) ومسلم (

صلاة المسافرين/1262) .

والنزول عند أهل السنة معناه : أنه ينزل سبحانه بنفسه إلى السماء الدنيا نزولاً حقيقيا يليق بجلاله ولا يعلم كيفيته إلا هو .

ولكن هل يستلزم نزول الله عز وجل خلو العرش منه أو لا ؟ قال الشيخ ابن عثيمن في مثل هذا السؤال : نقول أصل هذا السؤال تنطُّعٌ وإيراده غير مشكور عليه مورده ، لأننا نسأل هل أنت أحرص من الصحابة على فهم صفات الله ؟ إن قال : نعم . فقد كذب . وإن قال : لا . قلنا فلْيَسَعْكَ ما وسعهم

فهم ما سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقالوا : يارسول الله إذا نزل هل يخلو منه العرش ؟ وما لك ولهذا السؤال ، قل ينزل واسكت يخلو منه العرش أو ما يخلو ، هذا ليس إليك ، أنت مأمور بأن تصدِّق الخبر ، لا سيما ما يتعلق بذات الله وصفاته لأنه أمر فوق العقول .

مجموع فتاوى الشيخ محمد العثيمين 1/204- 205

قال شيخ الإسلام رحمه الله

في هذه المسألة : والصواب أنه ينزل ولا يخلو منه العرش ، وروح العبد في بدنه لا تزال ليلاً ونهاراً إلى أن يموت ووقت النوم تعرج .. قال : والليل يختلف فيكون ثلث الليل بالمشرق قبل ثلثه بالمغرب ونزوله الذي أخبر به رسوله إلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم وإلى سماء هؤلاء في ثلث ليلهم لا يشغله شأن ..

انظر مجموع فتاوى ابن تيمية 5/132

والاستواء والنزول من الصفات الفعلية التي تتعلق بمشيئة الله . فأهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك ، ولكنهم في هذا الإيمان يتحاشون التمثيل والتكييف ، أي أنهم لا يمكن أن يقع في نفوسهم أن نزول الله كنزول المخلوقين واستواءه على العرش كاستوائهم ، لأنهم يؤمنون بأن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

ويعلمون بمقتضى العقل ما بين الخالق والمخلوق من التباين العظيم في الذات والصفات والأفعال ولا يمكن أن يقع في نفوسهم كيف ينزل ؟ وكيف استوى على العرش ؟ والمقصود أنهم لا يكيِّفون صفاته مع إيمانهم بأن لها كيفية لكنها غير معلومة لنا وحينئذ لا يمكن أبداً أن يتصور الكيفية .

ونحن نعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو حق لا يناقض بعضه بعضاً لقول الله تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) ولأن التناقض في الأخبار يستلزم تكذيب بعضها بعضاً وهذا محال في خبر الله تعالى ورسوله .

ومن توَهَّم التَّناقض في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما إما لقلَّة علمه أو قصور فهمه أو تقصيره في التدبر ، فليبحث عن العلم وليجتهد في التدبر حتى يتبين له الحق . فإن لم يتبين له الحق فليَكِل الأمر إلى عالمه وليكُفَّ عن توهُّمِه وليقل كما قال الراسخون في العلم : ( آمنا به كل من عند ربنا ) وليعلم أن الكتاب والسنة لا تناقض فيهما ولا بينهما اختلاف . والله أعلم

انظر فتاوى ابن عثيمين 3/237- 238

وتوهّم تعارض النزول إلى السماء الدنيا مع الاستواء على العرش والعلو فوق السماء ناشئ عن قياس الخالق على المخلوق ، وإذا كان الإنسان لا يتصوَّر بعقله غيبيات مخلوقة كنعيم الجنة فكيف يستطيع أن يتصور الخالق عز وجل علام الغيوب ، فنؤمن بما ورد من الاستواء والنزول والعلو لله ونثبته كما يليق بجلاله وعظمته .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 04:10   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح حديث أن من رضي بيسير الرزق دخل الفردوس ؟

السؤال

: هل يمكنك أن تخبرني من فضلك ما إذا كان هذا الحديث صحيحا : سوف يُجزَى الشخص مقعدًا في جنة الفردوس إذا رضي بأقل الرزق

الجواب :

الحمد لله

أولا :

الحديث المذكور في السؤال :

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (2/225)

ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (2/288)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (9271)

من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ، قال حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :( مَنْ قَضَى نَهْمَتَهُ فِي الدُّنْيَا ، حِيلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَهْوَتِهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَمَنْ مَدَّ عَيْنَهُ إِلَى زِينَةِ الْمُتْرَفِينَ ، كَانَ مَهِينًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاءِ ، وَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْقُوتِ الشَّدِيدِ صَبْرًا جَمِيلًا ، أَسْكَنَهُ اللَّهُ مِنَ الْفِرْدَوْسِ حَيْثُ شَاءَ ) .

والحديث ضعيف ، لا يثبت ، وفيه أكثر من علة :

فيه " فضيل بن مرزوق " ، وثقه ابن معين في رواية الدوري (1298)

وضعفه في أخرى كما في "المجروحين" (2/209) .

وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/75)

:" سألت أبى عن فضيل بن مرزوق فقال : هو صدوق صالح الحديث يهم كثيرا يكتب حديثه ، قلت: يحتج به؟

قال: لا "انتهى .

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/209):

" مُنكر الحَدِيث جدا ، كَانَ مِمَّن يخطئ على الثِّقَات ، ويروي عَن عَطِيَّة الموضوعات ، وَعَن الثِّقَات الْأَشْيَاء المستقيمة ، فَاشْتَبَهَ أمره ، وَالَّذِي عِنْدِي أَن كل مَا روى عَن عَطِيَّة من الْمَنَاكِير يلزق ذَلِك كُله بعطية ، وَيبرأ فُضَيْل مِنْهَا ، وَفِيمَا وَافق الثِّقَات من الرِّوَايَات عَن الْأَثْبَات يكون محتجا بِهِ ، وَفِيمَا انْفَرد على الثِّقَات ، مَا لم يُتَابع عَلَيْهِ : يُتنكب عَنْهَا فِي الِاحْتِجَاج بهَا "انتهى .

وفيه " إسماعيل بن عمرو البجلي " ، ضعفه النسائي كما في "الضعفاء والمتروكين" (85)

وأبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (2/190)

وابن عدي كما في "الكامل" (1/525)

وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/336)

:" صاحب غرائب ومناكير " انتهى .

والحديث ضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/248)

فقال :" رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ وَالْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ ، وَضَعَّفَهُ الْجُمْهُورُ ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ ". انتهى ،

وكذلك ضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف الجامع" (5655) .

وللحديث طريق آخر تالف ، أخرجه قوام السنة في "الترغيب والترهيب" (1455)

من طريق محمد بن أيوب الأنماطي ، قال ثنا إبراهيم بن عبد الجبار المصري ، ثنا خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني ، ثنا شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن البراء بن عازب به .

وفيه أكثر من علة أيضا :

فيه خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم الخراساني ، وثقه ابن معين ، وقال أبو زرعة وأبو حاتم : لا بأس به

وقال العقيلي : في حفظه شيء . انظر "تهذيب الكمال" (8/123)

وقال ابن عدي في "الكامل" (3/36) :" ليس بذاك" ، انتهى

وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/281)

:" كَانَ مِمَّن يخطئ حَتَّى خرج عَن حد الْعَدَالَة لكثرته، لَا يُعجبنِي الِاحْتِجَاج بِهِ إِذَا انْفَرد ". انتهى

وهنا قد انفرد عن شعبة بهذا الحديث فلا يقبل منه مع ضعف حفظه .

وفيه إبراهيم بن عبد الجبار المصري ، مجهول لم يترجم له أحد .

وفي معناه أيضا : ما أخرجه ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (304)

من طريق كادح بن رحمة الزاهدي ، وابن الفاخر في "موجبات الجنة" (222)

وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1366)

من طريق عنبسة بن عبد الرحمن ، كلاهما ( كادح ، عنبسة ) عن الْمُعَلَّى بْن عِرْفَانَ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ قَنَعَ بِمَا رُزِقَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ).

والحديث موضوع :

فيه المعلى بن عرفان ، متروك الحديث ، قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/149) :" قال ابن معين: ليس بشيء ، وقال البخاري: منكر الحديث ، وقال النسائي: متروك الحديث " انتهى.

وكلا الراويين عنه كذاب: فالأول كادح بن رحمة

قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (3/399) :

" قال الأزدي وغيره :" كذاب " . انتهى

وقال أبو نعيم الأصبهاني في "الضعفاء" (200)

:" روى عن الثوري ومسعر أحاديث موضوعة ". انتهى ،

وقال ابن حبان في "المجروحين" (2/229) :

" كَانَ مِمَّن يروي عَن الثِّقَات الْأَشْيَاء المقلوبات حَتَّى يسْبق إِلَى الْقلب أَنه كَانَ الْمُتَعَمد لَهَا ، أَو غفل عَن الإتقان حَتَّى غلب عَلَيْهِ الأوهام الْكَثِيرَة ، فَكثر الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته فَاسْتحقَّ بهَا التّرْك ". انتهى

والثاني عنبسة بن عبد الرحمن ، كذاب أيضا

قال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (6/403)

:" متروك الحديث كان يضع الحديث " انتهى.

وقد قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1366)

بعد روايته للحديث :" عنبسة والمعلى متروكان ، وكذلك قال النسائي وغيره ، وقال ابن حبان : كلاهما يروي الموضوعات لا يجوز الاحتجاج بهما "انتهى .

وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (1616) :" موضوع " .

ثانيا :

وأما ما يشير إليه مضمون الحديث ، من أن من قنع بما آتاه الله : فهو من الفائزين المفلحين ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يكفي المسلم ، وينفعه واعظه ، ويغنيه عن تلك الغرائب والواهيات .

فمن ذلك :

ما رواه مسلم (1054) عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) .

ومن ذلك أيضا : ما أخرجه الترمذي في "سننه" (2349) ، وابن حبان في "صحيحه" (541) من طريق حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ الخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ عَمْرَو بْنَ مَالِكٍ الجَنْبِيَّ ، أَخْبَرَهُ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :( طُوْبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الإِسْلامِ ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافاً ، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِهِ ) .

والحديث إسناده صحيح ، صححه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (830) .

والحاصل :

الحديث الوارد في السؤال : لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم . ويغني عنه ما ورد في البشارة بالفلاح والفوز لمن كفاه الله هم العيش ، وقنع بالقليل ، وحد الكفاف منه .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 04:14   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حول ما ذكره البعض أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعب مع أبي بكر الصديق فأصيب أبو بكر فجاءت أمه تحنو عليه .

السؤال :

سمعت قصة من بعض الناس أن النبي عليه السلام في صغره كان يلعب مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأصيب أبو بكر رضي الله عنه ، فجاءت أمه تحنو عليه وتسليه ، فبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخيل أنه لو كانت أمه حية لفعلت كما فعلت أم الصديق

فهل القصة صحيحة ؟

وأين ذكرت ؟


الجواب :

الحمد لله


فإن هذه القصة التي أوردها السائل الكريم لا أصل لها ، وقد بحثنا عنها جهدنا فلم نجد لها ذكرا في كتب السنة ، ولم يذكرها أحد ممن صنف في السيرة النبوية .

والذي نص عليه أهل العلم أنه كانت بين أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة صحبة ، وأنه صلى الله عليه وسلم عرض عليه الإسلام فلم يتباطأ .

قال ابن حجر في "الإصابة في تمييز الصحابة" (4/145)

في ترجمة أبي بكر :" وصحب النبيّ صلى اللَّه عليه وسلّم قبل البعثة ، وسبق إلى الإيمان به " انتهى .

أما ما ذكره السائل فلم نقف له على أصل .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 04:25   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث واهٍ في وقوع أربع فِتن قبل الساعة .

السؤال:

هناك حديث عن الفتنة الدهماء ، وأنها تطوف بالشام ، وتغشى بالعراق

سؤالي هل نحن في هذه الفتنة ؛ لأن الذي رأيناه وعشناه من تنازع وفرقة بين أهل البيت الواحد والحارة الواحدة ، والتهجير الذي حصل ، مجرد التفكير فيه تكاد تطيش منه العقول ؟

وما معنى تغشى في العراق ؟


الجواب:


الحمد لله

قال نعيم بن حماد المروزي رحمه الله في "كتاب الفتن" (89):

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( تَأْتِيكُمْ بَعْدِي أَرْبَعُ فِتَنٍ، الْأُولَى يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالثَّانِيَةُ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالْأَمْوَالُ، وَالثَّالِثَةُ يُسْتَحَلُّ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَالْأَمْوَالُ

وَالْفُرُوجُ، وَالرَّابِعَةُ صَمَّاءُ عَمْيَاءُ مُطْبِقَةٌ، تَمُورُ مَوْرَ الْمَوْجِ فِي الْبَحْرِ، حَتَّى لَا يَجِدَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ مِنْهَا مَلْجَأً، تُطِيفُ بِالشَّامِ، وَتَغْشَى الْعِرَاقَ، وَتَخْبِطُ الْجَزِيرَةَ بِيَدِهَا وَرِجْلِهَا، وَتُعْرَكُ الْأُمَّةُ فِيهَا بِالْبَلَاءِ عَرْكَ الْأَدِيمِ ، ثُمَّ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يَقُولُ فِيهَا: مَهْ مَهْ، ثُمَّ لَا يَعْرِفُونَهَا مِنْ نَاحِيَةٍ إِلَّا انْفَتَقَتْ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى).

وهذا الحديث ضعيف جدًا، لا يصح ، لعدة أسباب :

أولا : جهالة من حدث به عن أبي هريرة رضي الله عنه .

ثانيا : إسحاق بن أبي فروة ضعيف جدا : قال أحمد قال البخاري: تركوه. وقال الجوزجانى: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن إسحاق بن أبى فروة. وقال أبو زرعة وغيره: متروك.

"ميزان الاعتدال" (1 /193).

ثالثا : ضرار بن عمرو متروك أيضا ، قال ابن معين: لا شيء .

وضعفه البخاري والعقيلي وابن الجارود وغيرهم .

انظر: "لسان الميزان" (3 /202).

رابعا: يحيى بن سعيد العطار ، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث، وقال

الدارقطني: ضعيف، وقال ابن عدي: له مصنف في حفظ اللسان فيه أحاديث لا يتابع عليها وهو بين الضعف

وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به، وقال الساجي: عنده مناكير .

"تهذيب التهذيب" (11/ 221) .

خامسا: نعيم بن حماد صاحب كتاب الفتن فيه كلام مشهور ، وهو ضعيف صاحب مناكير

قال ابن رجب رحمه الله:

" نُعَيْمٌ هَذَا وَإِنْ كَانَ وَثَّقَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَئِمَّةِ، فَإِنَّ أَئِمَّةَ الْحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بِهِ الظَّنَّ، لِصَلَابَتِهِ فِي السُّنَّةِ، وَتَشَدُّدِهِ فِي الرَّدِّ عَلَى أَهْلِ الْأَهْوَاءِ، وَكَانُوا يَنْسُبُونَهُ إِلَى أَنَّهُ يهِمُ، وَيُشَبَّهُ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَحَادِيثِ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُمْ عَلَى مَنَاكِيرِهِ، حَكَمُوا عَلَيْهِ بِالضَّعْفِ، فَرَوَى صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ عَنِ ابْنِ مُعِينٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْهُ فَقَالَ: لَيْسَ بِشَيْءٍ وَلَكِنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ، قَالَ صَالِحٌ: وَكَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حَفْظِهِ

وَعِنْدَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لَا يُتَابَعُ عَلَيْهَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: يَصِلُ أَحَادِيثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ، يَعْنِي أَنَّهُ يَرْفَعُ الْمَوْقُوفَاتِ، وَقَالَ أَبُو عَرُوبَةَ الْحَرَّانِيُّ: هُوَ مُظْلِمُ الْأَمْرِ، وَقَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ: رَوَى أَحَادِيثَ مَنَاكِيرَ عَنِ الثِّقَاتِ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إِلَى أَنَّهُ كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ "

انتهى من "جامع العلوم والحكم" (2/ 394)

فالحاصل :

أن هذا إسناد شديد الضعف ، واه جدا ، لا تقوم بمثله حجة ، ولا يعتمد عليه في النقل عن نبي الله صلى الله عليه وسلم .

وذكر الفتن الأربعة ، ووصفها : ورد من طرق أخرى ، وله شواهد ، عامتها لا تخلو من ضعف وانقطاع ، ولا تقوم بشيء منها حجة .

وفي سنن أبي داود (4241) : عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ:

( يَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ أَرْبَعُ فِتَنٍ، فِي آخِرِهَا الْفَنَاءُ ) .

هكذا مختصرا ، وهو أيضا حديث ضعيف ، لجهالة الراوي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

ينظر : "السلسلة الضعيفة للألباني" (10/381) .

وينظر أيضا للفائدة : "العراق في أحاديث الفتن" (374-375) .

وقوله : ( تغشى العراق ) يعني: تنزل بالعراق ، وتصيب أهل العراق، حتى تعمّهم ، مِن غشي الشيءَ: إذا لابسه ، والغشاء: الغطاء، وقال تعالى : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ ) الدخان/ 10- 11 ، يعني : يعمهم .

"تفسير السعدي" (ص771).

ومن أسماء القيامة: الغاشية ، سميت بذلك لأنها تغشى الناس وتعمهم .

"تفسير ابن كثير" (8/384) .

أما فتنة الدهيماء ، فقد ورد فيها حديث عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا ، حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟

قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي ، إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ، ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ، لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً، فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ :

فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ، إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) .
رواه أبو داود ( 4242 ) ، وأحمد ( 6168) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

ولا شك أننا في زمان الفتن واختلاط الأمور، فيحصل الهرج والقتل ، ويفتن الناس في دينهم، ويتسلط أعداء الله على عباده المسلمين، وعلى ديارهم وبلادهم ، وقد وقع بأهل الشام وأهل العراق من الفتن ما هو معلوم .

ولكننا لا نستطيع أن نقطع أن هذه هي فتنة الدهيماء التي ورد بها الحديث ؛ لأنه ما زال بالأمة خير كثير، ففيها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطلب العلم وتحصيله ونشره ، فلا ينبغي لأحد أن ييأس ، ويظن أن هذا هو زمان الفتن الذي يسبق قيام الساعة، ولا أمل للناس بعده ، فهذا قول غير صحيح ، وتنزيل للأحاديث على غير الواقع ، وفيه يأس وإحباط ، وانصراف عن التوكل على الله وحسن الظن به .

نسأل الله أن يرفع البأس والشدة والفتنة عن بلاد المسلمين .

والله أعلم.


..........

ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن ؟

السؤال:

أقرأ في بعض المنتديات أن جميع علامات الساعة الصغرى قد ظهرت ، ويكتبون بأنه لم يبق شيء عن قيام الساعة ، فما مدى صحة كلامهم ؟ .

الجواب :

الحمد لله


يقسِّم بعض العلماء علامات الساعات إلى كبرى ، وصغرى ، ويقسمها آخرون إلى ثلاثة أقسام ، ويجعلون بينهما " وسطى " ، ويمثلون له بخروج " المهدي " .

وعلامات الساعة الصغرى يصلح تقسيمها إلى ثلاثة أقسام : قسم منها انقضى ، وقسم لا يزال يتكرر ، وقسم لم يحدث بعدُ .

وفي ظننا أن هذا التقسيم هو الذي يكون فيه إجابة الأخ السائل عما يتكرر من الكلام في أن أشراط الساعة وعلامات الصغرى قد انقضت كلها .

وقد حصر هذه الأقسام بأحاديثها : الشيخ عمر سليمان الأشقر حفظه الله في كتابه القيِّم " القيامة الصغرى "

وسنحاول تلخيص المواضع التي خارج السؤال ، ونبسط القول في مبحث موضوع السؤال .

قال الشيخ عمر سليمان الأشقر - حفظه الله - :

والعلامات الصغرى يمكن تقسيمها إلى قسمين : قسم وقع ، وقسم لم يقع بعدُ ، والذي وقع قد يكون مضى وانقضى ، وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة ، بل يبدو شيئاً فشيئاً ، وقد يتكرر وقوعه وحصوله ، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي .

ولذلك سنعقد لعلامات الساعة أربعة فصول :

الأول : العلامات الصغرى التي وقعت وانقضت .

الثاني : العلامات الصغرى التي وقعت ، ولا تزال مستمرة ، وقد يتكرر وقوعها.

الثالث : العلامات الصغرى التي لم تقع بعد .

الرابع : العلامات الكبرى .

أ. علامات الساعة التي وقعت :

ونعني بها العلامات التي وقعت وانقضت ، ولن يتكرر وقوعها ، وهي كثيرة ، وسنذكر بعضاً منها :

1. بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاته
.
2. انشقاق القمر .

3. نار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل ببُصرى – بلدة في الشام - .

4. توقف الجزيَة والخراج .

ب. العَلامَات التي وقعت ، وهي مستمرة ، أو وقعت مَرة وَيمكن أن يتكرّر وقوعُها :

1. الفتوحَات والحروب .

وقد فتحت فارس والروم وزال ملك كسرى وقيصر ، وغزا المسلمون الهند ، وفتحوا القسطنطينية ، وسيكون للمسلمين في مقبل الزمان ملك عظيم ينتشر فيه الإسلام ويذل الشرك ، وتفتح روما مصداقاً ؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم القائل : ( لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ ) –

رواه أحمد ( 28 / 154 ) وصححه محققو المسند -
.
2. قتال الترك والتتر .

3. إسناد الأمر إلى غيَر أهله .

4. فسَاد المسلمين .

5. ولادَة الأمّة ربتها ، وَتطاول الحفَاة العراة رعَاة الشاة في البنيان .

6. تداعي الأمم عَلى الأمَّة الإسلاميَّة .

7. الخسف والقذف وَالمسخ الذي يعَاقب اللَّه به أقواماً من هَذه الأمّة .

8. استفاضة المَال .

9. تسليم الخاصَّة ، وفشو التجَارة ، وقطع الأرحََام .

10. اختلال المقاييس :

أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن المقاييس التي يُقَوَّم بها الرجال تختل قبل قيام الساعة ، فيقبل قول الكذبة ويصدق ، ويرد على الصادق خبره ، ويؤتمن الخونة على الأموال والأعراض ، ويخون الأمناء ويتهمون ، ويتكلم التافهون من الرجال في القضايا التي تهم عامة الناس ، فلا يقدمون إلا الآراء الفجّة

ولا يهدون إلا للأمور المُعْوجة ، فقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ ) ، قِيلَ : وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : ( الرَّجُلُ التَّافِهُ يتكلم فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ ) –

رواه ابن ماجه ( 4036 ) وصححه الألباني في " صحيح ابن ماجه " -
.
11. شرطة آخر الزمَان الذين يجلدون الناس .

ج. العلامَات التي لم تقع بَعدُ :

1. عودَة جزيرة العَرب جنَّات وَأنهاراً :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا ) رواه مسلم ( 157 ) .
وعودتها جنات وأنهاراً إما بسبب ما يقوم أهلها به من حفر الآبار

وزراعة الأرض ونحو ذلك مما هو حاصل في زماننا ، وإما بسبب تغير المناخ ، فيتحول مناخها الحار إلى جو لطيف جميل ، ويفجر خالقها فيها من الأنهار والعيون ما يحول جدبها خصباً ، ويحيل سهولها الجرداء إلى سهول مخضرة فيحاء ، وهذا هو الأظهر ، فإنه يحكي حالة ترجع فيها الجزيرة إلى ما كانت عليه من قبل .

2. انتفَاخ الأهلّة :

من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) –

رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5898 ) .

وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) -

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " ( 5899 ) .

3. تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ :

روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ )

فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند .

4. انحسَار الفرات عَن جَبل من ذهَب :

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا ) ، وفي رواية : ( يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ ) .

وفي رواية عند مسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو ) .

ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) .

ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب .

والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء .

5. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة :

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ) .

وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ،

وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته " .

وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه .

6. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة :

من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة .

عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ )

رواه أبو داود ( 4250 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو .

وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر .

7. إحراز " الجهجَاه " الملك :

الجهجاه رجل من قحطان سيصير إليه الملك ، وهو شديد القوة والبطش ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ قَحْطَانَ يَسُوقُ النَّاسَ بِعَصَاهُ )

رواه البخاري ( 3329 ) ومسلم ( 2910 ) .

وفي رواية لمسلم ( 2911 ) : ( لاَ تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِى حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ " الْجَهْجَاهُ " ) .

ويحتمل أن يكون هذا الذي في الرواية الأخيرة غير الأول ، فقد صَحَّ في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن هذا الجهجاه من الموالي ، ففي سنن الترمذي ( 2228 ) عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ الْمَوَالِي يُقَالُ لَهُ " جَهْجَاهُ " ) .

والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك .

8. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء :

عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) –

رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) – واللفظ له - ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - .

والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها .
والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .

والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير .

وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه .
والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها .

9. خروُج المَهدي :

ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الله تبارك وتعالى يبعث في آخر الزمان خليفة يكون حكماً عدلاً ، يلي أمر هذه الأمة من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من سلالة فاطمة ، يوافق اسمه اسم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واسم أبيه اسم أبي الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد وصفته الأحاديث بأنه أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، يملأ الأرض عدلاً ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً ، ومن الأحاديث التي وردت في هذا :

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي )

رواه الترمذي ( 2230 ) وأبو داود ، وفي رواية لأبي داود ( 4282 ) قال : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّى - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِى - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِى وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِى يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) .

" القيامة الصغرى " ( 137 – 206 ) باختصار ، وتهذيب .

وبه يتبين أنه ثمة تسع علامات للساعة الصغرى لم تظهر بعدُ ، ويتبين أن ما يتكرر من كلام كثير من الناس أن علامات الساعة الصغرى قد ظهرت كلها ولم يبق إلا " المهدي " قول عارٍ عن الصحة .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-06-30, 04:34   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

لا يصح في ذمّ البربر حديث.

السؤال :

ما صحة هذه الأحاديث في ذم البربر ؟

1. قال: " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي وصيف بربري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن قوم هذا أتاهم نبي قبلي فذبحوه وطبخوه وأكلوا لحمه وشربوا مرقه ) "كتاب الفتن" (1/266) .

2. قال أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سريج قال: عن ثنا عبد الله بن نافع قال : حدثني بن أبي ذئب عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال : " جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أين أنت؟)

قال: بربري ، فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: (قم عني) ، قال بمرفقه كذا، فلما قام عنه ، أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (إن الإيمان لا يجاوز حناجرهم أو ترياقهم)" "مسند أحمد بن حنبل" (2/367 )

3. قال أحمد بن حنبل : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا بن لهيعة عن القاسم بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن القاسم بن البرجي عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها) "مسند أحمد بن حنبل"(2/221 )

. 4. قال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا وهب الله بن راشد المعافرى ثنا حيوة بن شريح عن بكر بن عمرو المعافري عن مشرح بن هاعان عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الخبث سبعون جزء، للبربر تسعة وستون جزءا وللجن والإنس جزء واحد) "المعجم الكبير"(17/299).

5. قال بن عساكر بسنده عن يزيد بن سنان: حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: ( ولد لنوح ثلاثة، سام وحام ويافث، فولد سام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد حام القبط والبربر ولا خير فيهم ) "تاريخ دمشق" (62/277) .


الجواب :


الحمد لله

أولا :

البربر: هم السكان الأصليون لشمال إفريقيا ، من حدود مصر الغربية إلى المحيط الأطلسى، وهم ليسوا سلالة نقية ، ولكنهم أخلاط سلالية وحضارية متعددة على مر التاريخ ، ويسكنون الآن مناطق منفصلة متباعدة في الصحراء الكبرى ، من واحة سيوة إلى موريتانيا ، وجبال الأطلس في المغرب والجزائر.

ويعود مصطلح البربر في الأغلب إلى الأصل اللاتينى بربارى، أى: الشعوب الأجنبية بالنسبة إلى الرومان.

"الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي" (12/ 3) بترقيم الشاملة .

ثانيا :

لا فضل لعربي على عجمي ، ولا لجنس من أجناس البشرية على جنس آخر ، إلا بالتقوى ، كما قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات/ 13.

وقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ".

رواه أحمد (22978) وصححه الألباني في "الصحيحة" (2700)

ثالثا :

هذه الأحاديث المذكورة لا يصح منها شيء :

أما الحديث الأول : فرواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1/ 276) فقال:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعِي وَصِيفٌ بَرْبَرِيُّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ قَوْمَ هَذَا أَتَاهُمْ نَبِيُّ قَبْلِي فَذَبَحُوهُ وَطَبَخُوهُ، فَأَكَلُوا لَحْمَهُ، وَشَرِبُوا مَرَقَهُ ).

وهذا إسناد موضوع ، عنبسة بن عبد الرحمن ، قال ابن معين: لا شيء، وقال أبو زرعة: واهي الحديث منكر الحديث، وقال أبو حاتم: متروك الحديث كان يضع الحديث، وقال البخاري: تركوه وقال الأزدي: كذاب، وقال ابن حبان: هو صاحب أشياء موضوعة لا يحل الاحتجاج به.

"تهذيب التهذيب" (8/ 143)

ويحيى بن سعيد شيخ نعيم بن حماد هو العطار ، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الاحتجاج به، وقال الساجي: عنده مناكير.

تهذيب التهذيب" (11/ 194)

ونعيم غير محتج به أصلا .

أما الحديث الثاني : فقال الإمام أحمد في مسنده (8803):

حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوْأَمَةِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ " قَالَ: بَرْبَرِيٌّ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " قُمْ عَنِّي "، قَالَ: بِمِرْفَقِهِ هَكَذَا، فَلَمَّا قَامَ عَنْهُ، أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( إِنَّ الْإِيمَانَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ )

فقال الإمام أحمد – كما في "المنتخب من علل الخلال" (ص: 67)-:

" هذا حديث منكر " .

وضعفه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/ 234)

وكذا ضعفه الألباني في "الضعيفة" (7/390)

وقال محققو المسند : " إسناده ضعيف، ومتنه منكر ".

وورد بلفظ : (البربري لا يجاوز إيمانه تراقيه)

قال الألباني في "الضعيفة" (3377) : " منكر "

أما الحديث الثالث :

فرواه الإمام أحمد أيضا (7064) من طريق ابْن لَهِيعَةَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْبَرحِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ أَخْرَجَ صَدَقَةً، فَلَمْ يَجِدْ إِلَّا بَرْبَرِيًّا، فَلْيَرُدَّهَا )

وهذا إسناد ضعيف من أجل ابن لهيعة ، وهو معروف بضعفه وسوء حفظه .

انظر : "التهذيب" (5/328)

والقاسم بن البرحي مجهول ، قال الذهبي :

" لا يدري من ذا، وخبره منكر: (من أخرج صدقة فلم يجد إلا بربريا فليردها)، وفي الإسناد أيضا ابن لهيعة " انتهى .

"ميزان الاعتدال" (3/ 369)

والحديث ضعفه محققو المسند .

وأما الحديث الرابع :

فرواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8672) والفسوي في "المعرفة" (2/489)

من طريق عَبْد اللَّهِ بْن صَالِحٍ، حَدَّثَنِي اللَّيْث، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْخُبُثُ سَبْعُونَ جُزْءًا، فَجُزْءٌ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَتِسْعَةٌ وَسِتُّونَ فِي الْبَرْبَرِ) .

وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث

قال الحافظ في "التقريب" (ص: 308):

" صدوق كثير الغلط ، وكانت فيه غفلة " .

ويزيد بن أبي حبيب لم يسمع من أبي قيس، وانظر : "الضعيفة" (2535) .

وله شاهد رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (824)

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَفَّافُ الْمِصْرِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ، ثَنَا وَهْبُ اللهِ بْنُ رَاشِدٍ الْمَعَافِرِيُّ، ثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ، عَنْ مِشْرَحِ بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ مرفوعا به.

ومشرح بن هاعان ، قال ابن حبان : " يروى عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها، والصواب في أمره ترك ما انفرد من الروايات والاعتبار بما وافق الثقات " .

"المجروحين" (3/ 28) .

والخفاف شيخ الطبراني لم نجد له ترجمة .

والحديث ضعفه الألباني في "الضعيفة" (6/ 45) .

وأما الحديث الخامس:

فرواه البزار (7820)

وابن عساكر في "تاريخه" (62/277)

من طريق مُحَمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، قَال: حَدَّثني أبي، عَن يَحْيَى بن سَعِيد، عَن سَعِيد بن الْمُسَيَّب، عَن أبي هُرَيرة، قَالَ: قَالَ رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم: (ولد لنوح سام وحام ويافث فولد لسام العرب وفارس والروم والخير فيهم، وولد ليافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة، ولاَ خير فيهم، وولد لحام القبط والبربر ولا خير فيهم ).

وهذا إسناد واه ، يزيد بن سنان هذا متروك ، تركه النسائي وغيره ، وقال ابن معين: ليس بشيء ، وقال ابن حبان : " كَانَ مِمَّن يخطىء كثيرا حَتَّى يروي عَن الثِّقَات مَالا يشبه حَدِيث الْأَثْبَات، لَا يُعجبنِي الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذا وَافق الثِّقَات ؛ إِذا انْفَرد بالمعضلات؟ ".

"ميزان الاعتدال" (4/427) ، "المجروحين" (3/ 106)

وقال الحافظ العراقي رحمه الله :

" وقد ورد من غير طريق يزيد بن سنان، رواه ابن عدي في "الكامل" من رواية سليمان بن أرقم، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، وسليمان بن أرقم: متروك الحديث.

ورواه ابن عدي -أيضاً- في "الكامل" من ترجمة يزيد بن سنان أيضاً، وقال: عامة حديثه غير محفوظ. وقال النسائي: يزيد بن سنان متروك الحديث.

ولا يصح هذا الحديث عن أبي هريرة من سائر طرقه " .

انتهى من"محجة القرب إلى محبة العرب" (ص: 82)

وخلاصة الجواب :

أنه لا يصح في ذم البربر حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يتفاضل الناس بالتقوى، وهي ميزان الحب والبغض والقرب والبعد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا الأجناس ولا أنواع الناس.

والله تعالى أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:20   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



هل صح حديث أن الرسول عندما وصل الى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه..الحديث

السؤال :

هذا الحديث منتشر في المجموعات الواتس اب ما صحته أفيدونا جزاكم الله خيرا روي ان الرسول عندما وصل إلى العرش ليلة المعراج أراد أن يخلع نعليه فنودي لماذا تخلع نعليك ؟

فقال : الهي خشيت عاقبة الطرد ومرارة الرد وان يقال لي كما قيل لأخي موسى ، فنودي يا محمد إن كان موسى أراد فأنت المراد وان كان موسى أحب فأنت المحبوب وان كان موسى طلب فأنت المطلوب وأنت القريب وأنت الحبيب . فسلني ما تحب فأني سميع مجيب .

فقال الرسول الكريم : الهي لا أسالك آمنة التي ولدتني ولا حليمة التي أرضعتني ولا فاطمة ابنتي ، وإنما أسالك أمتي فقيل له : يانبي الرحمة

ما أشفقك على هذه الأمة ، أمتك خلق ضعيف وانأ رب لطيف وأنت نبي شريف ولا يضيع الضعيف. بين اللطيف والشريف فوعزتي وجلالي لأقسمن القيامة بيني وبينك شطرين أنت تقول أمتيأمتي وانا أقول رحمتي رحمتي .... صلوا على البدر المنير والسراج الوهاج


الجواب :

الحمد لله

أولا:

هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا وجود له في دواوين السنة فيما نعلم .

لكن قصة خلع النعل : ذكرها اللكنوي ، وأنكرها ، في "الآثار المرفوعة في الأخبار الموضوعة" (92-93):

"وَلْنَذْكُرُ هَهُنَا بَعْضَ الْقِصَصِ الَّتِي أَكْثَرَ وُعَاظُ زَمَانِنَا ذِكْرَهَا فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ ، وَظَنُّوهَا أُمُورًا ثَابِتَةً مَعَ كَوْنِهَا مُخْتَلِقَةً مَوْضُوعَةً.

فَمِنْهَا؛ مَا يَذْكُرُونَ من أَن النَّبِي لَمَّا أُسْرِيَ بِهِ لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ إِلَى السَّمَوَات العلى ، وَوَصَلَ إِلَى الْعَرْشِ الْمُعَلَّى : أَرَادَ خَلْعَ نَعْلَيْهِ ، أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى لِسَيِّدِنَا مُوسَى حِينَ كَلَّمَهُ: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طوى) . فَنُودِيَ مِنَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى: يَا مُحَمَّدُ! لَا تَخْلَعْ نَعْلَيْكَ فَإِنَّ الْعَرْشَ يَتَشَرَّفُ بِقُدُومِكَ مُتَنَعِّلا ، وَيَفْتَخِرُ عَلَى غَيْرِهِ مُتَبَرِّكًا، فَصَعِدَ النَّبِيُّ إِلَى الْعَرْشِ وَفِي قَدَمَيْهِ النَّعْلانِ وَحَصَلَ لَهُ بِذَلِكَ عِزٌّ وَشَأْنٌ.

وَقَدْ ذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ جَمْعٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَدَائِحِ الشِّعْرِيَّةِ ، وَأَدْرَجَهَا بَعْضُهُمْ فِي تَأْلِيفِ السَّنِيَّةِ ، وَأَكْثَرُ وُعَاظِ زَمَانِنَا يَذْكُرُونَهَا ، مُطَوَّلَةً وَمُخْتَصَرَةً ، فِي مَجَالِسِهِمُ الْوَعْظِيَّةِ.

وَقَدْ نَصَّ أَحْمَدُ الْمُقْرِي الْمَالِكِيُّ فِي كَتَابِهِ "فَتْحِ الْمُتْعَالِ فِي مَدْحِ خَيْرِ النِّعَالِ"، وَالْعَلامَةُ رَضِيُّ الدِّينِ الْقَزْوِينِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي الْزُرْقَانِيُّ فِي "شَرْحِ الْمَوَاهِبِ اللَّدُنِّيَّةِ" : عَلَى أَن هَذِه الْقِصَّة مَوْضُوعة بِتَمَامِهَا ، قَبَّحَ اللَّهُ وَاضِعَهَا .

وَلَمْ يَثْبُتْ فِي رِوَايَةٍ مِنْ رِوَايَاتِ الْمِعْرَاج النَّبَوِيّ ، مَعَ كَثْرَة طرقها : أَن النَّبِي كَانَ عِنْدَ ذَلِكَ مُنتعِّلا، وَلا ثَبَتَ أَنَّهُ رَقِيَ عَلَى الْعَرْشِ ؛ وَإنْ وَصَلَ إِلَى مَقَام : دَنَا مِنْ رَبِّهِ فَتَدَلَّى ، فَكَانَ قَابَ قوسين أَو أدنى ، فَأَوْحَى رَبُّهُ إِلَيْهِ ربه مَا أَوْحَى" انتهى

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:26   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سياق غريب منكر لحديث سؤال جبريلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم .

السؤال

ما صحة هذا الحديث؟

أخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله علية السلام في غزوة تبوك إذ عارضنا رجل مترجب – يعني طويلاً- فدنا من النبي – صلى الله علية واله وسلم – فأخذ بخطام راحلته فقال: ( أنت محمد ) ؟

قال: نعم قال: إني أُريد أن أسألك عن خصال لا يعلمها أحد من أهل الأرض إلا رجل أو رجلان فقال: سل عما شئت قال: يا محمد ما تحت هذه- يعني الأرض -؟

، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟ قال: أرض قال : فما تحتها ؟ ، قال: خلق ، قال: فما تحتهم ؟

قال أرض حتى انتهى إلى السابعة،(أي عد سبع أراضين) ” إلى قول ” قال: فما تحت الثرى؟

ففاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء؟

فقال: انقطع علم المخلوقين عند علم الخالق أيها السائل، ما المسؤول بأعلم من السائل. قال: صدقت، أشهد أنك رسول الله يا محمد، أما إنك لو ادعيت تحت الثرى شيئًا، لعلمت أنك ساحر كذاب، أشهد أنك رسول الله، ثم ولى الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس هل تدرون ما هذا؟

قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا جبريل ))


الجواب :

الحمد لله

هذا الحديث ذكره الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (5/ 274)، فقال :

قَالَ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدِهِ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى الْهَرَوِيُّ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ : قُلْتُ: ابْنُ الْفَضْلِ الْأَنْصَارِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَأَقْبَلْنَا رَاجِعِينَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ، فَنَحْنُ مُتَفَرِّقُونَ بَيْنَ وَاحِدٍ وَاثْنَيْنِ، مُنْتَشِرِينَ، قَالَ: وَكُنْتُ فِي أَوَّلِ الْعَسْكَرِ: إِذْ عَارَضَنَا رَجُلٌ فَسَلّم ثُمَّ

قَالَ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَمَضَى أَصْحَابِي وَوَقَفْتُ مَعَهُ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أَقْبَلَ فِي وَسَطِ العَسْكَر عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ، مُقَنَّع بِثَوْبِهِ عَلَى رَأْسِهِ مِنَ الشَّمْسِ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا السَّائِلُ، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ قَدْ أَتَاكَ. فَقَالَ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقُلْتُ: صَاحِبُ البَكْر الْأَحْمَرِ. فَدَنَا مِنْهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِ رَاحِلَتِهُ، فَكَفَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فقال: أَنْتَ مُحَمَّدٌ؟ قَالَ: (نَعَمْ). قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ خِصَالٍ، لَا يَعْلَمُهُنَّ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (سَلْ عَمَّا شِئْتَ). فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَيَنَامُ النَّبِيُّ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ). قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟

قَالَ (مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ). فَقَالَ صَدَقْتَ. فَقَالَ: مَا لِلرَّجُلِ مِنَ الْوَلَدِ وَمَا لِلْمَرْأَةِ مِنْهُ؟ فَقَالَ: (لِلرَّجُلِ الْعِظَامُ وَالْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ، وَلِلْمَرْأَةِ اللَّحْمُ وَالدَّمُ وَالشَّعْرُ) قَالَ: صَدَقْتَ. ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا تَحْتَ هَذِهِ، يَعْنِي الْأَرْضَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَلْقٌ). فَقَالَ: فَمَا تَحْتَهُمْ؟

قَالَ: (أَرْضٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْأَرْضِ؟ قَالَ (الْمَاءُ) قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْمَاءِ؟ قَالَ: (ظُلْمَةٌ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الظُّلْمَةِ؟

قَالَ: (الْهَوَاءُ). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الْهَوَاءِ؟ قَالَ: (الثَّرَى). قَالَ: فَمَا تَحْتَ الثَّرَى؟ فَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ، وَقَالَ: (انْقَطَعَ عِلْمُ الْمَخْلُوقِينَ عِنْدَ عِلْمِ الْخَالِقِ، أَيُّهَا السَّائِلُ، مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ). قَالَ: فَقَالَ: صَدَقْتَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟

) قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: (هَذَا جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).

ثم قال ابن كثير :

" هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ جِدًّا، وَسِيَاقٌ عَجِيبٌ، تَفَرَّدَ بِهِ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا، وَقَدْ قَالَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لَيْسَ يُسَاوِي شَيْئًا، وَضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: لا يعرف.

قُلْتُ: وَقَدْ خَلَّطَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي شَيْءٍ، وَحَدِيثٌ فِي حَدِيثٍ .

وَقَدْ يَحْتَمِل أَنَّهُ تَعَمَّد ذَلِكَ، أَوْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ فِيهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ" انتهى .

والقاسم هذا قال أبو حاتم : ضعيف ، مضطرب الحديث، حدثنا عنه الأنصاري بحديثين باطلين ، وقال أبو زرعة: منكر الحديث.

"الجرح والتعديل" (7/ 113)

فهذا الحديث بهذا التمام ضعيف جدا ، وفيه نكارة ظاهرة .

وحديث جبريل حديث مشهور ، بغير هذا السياق

رواه مسلم (8) من حديث عمر رضي الله عنه ، ورواه هو (9)

والبخاري (50) ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

وبعض هذا الحديث صحيح ، لكن من وجوه أخرى ، لا تشهد لهذا الحديث ، ولا يتقوى بها في شي

فقوله عن النبي : (تَنَامُ عَيْنَاهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ) صحيح:

فروى البخاري (3570)

عن أَنَس بْن مَالِكٍ، أنه حدّث عَنْ لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَسْجِدِ الكَعْبَةِ، فقال: " جَاءَهُ ثَلاَثَةُ نَفَرٍ، قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَيْهِ، وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِ الحَرَامِ، فَقَالَ أَوَّلُهُمْ: أَيُّهُمْ هُوَ؟ فَقَالَ أَوْسَطُهُمْ: هُوَ خَيْرُهُمْ، وَقَالَ آخِرُهُمْ: خُذُوا خَيْرَهُمْ. فَكَانَتْ تِلْكَ، فَلَمْ يَرَهُمْ حَتَّى جَاءُوا لَيْلَةً أُخْرَى فِيمَا يَرَى قَلْبُهُ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَائِمَةٌ عَيْنَاهُ وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ، وَكَذَلِكَ الأَنْبِيَاءُ تَنَامُ أَعْيُنُهُمْ وَلاَ تَنَامُ قُلُوبُهُمْ، فَتَوَلَّاهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ عَرَجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ "

وروى أحمد (2483)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّا نَسْأَلُكَ عَنْ خَمْسَةِ أَشْيَاءَ، فَإِنْ أَنْبَأْتَنَا بِهِنَّ، عَرَفْنَا أَنَّكَ نَبِيٌّ وَاتَّبَعْنَاكَ، فَأَخَذَ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ إِسْرَائِيلُ عَلَى بَنِيهِ، إِذْ قَالُوا: اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ، قَالَ: ( هَاتُوا ) قَالُوا: أَخْبِرْنَا عَنْ عَلامَةِ النَّبِيِّ، قَالَ: ( تَنَامُ عَيْنَاهُ، وَلا يَنَامُ قَلْبُهُ ) .

قَالُوا: أَخْبِرْنَا كَيْفَ تُؤَنِّثُ الْمَرْأَةُ، وَكَيْفَ تُذْكِرُ؟ قَالَ: ( يَلْتَقِي الْمَاءَانِ، فَإِذَا عَلَا مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ أَذْكَرَتْ، وَإِذَا عَلَا مَاءُ الْمَرْأَةِ مَاءَ الرَّجُلِ آنَثَتْ )

وحسنه محققو المسند ، وانظر "الصحيحة" (1872)

وقوله : يَا مُحَمَّدُ، مِنْ أَيْنَ يُشْبِهُ الْوَلَدُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ؟ قَالَ: (مَاءَ الرَّجُلِ أَبْيَضُ غَلِيظٌ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ رَقِيقٌ، فَأَيُّ الْمَاءَيْنِ غَلَبَ عَلَى الْآخَرِ نَزَعَ الْوَلَدُ) : يشهد له الحديث المتقدم .

وعند مسلم (315) من حديث ثوبان مرفوعا :

( مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ، فَإِذَا اجْتَمَعَا، فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللهِ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ، آنَثَا بِإِذْنِ اللهِ ) .

والله تعالى أعلم .

هذا حديث غريب منكر بهذا السياق ، وحديث جبريل حديث مشهور ، رواه البخاري ومسلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:30   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مراتب الدين الإسلامي

السؤال

هل للدين الإسلامي مراتب ، وما هي مراتبه ؟.


الجواب :

الحمد لله

وبعد : فإن للدين الإسلامي ثلاث مراتب وهي : الإسلام ، والإيمان ، والإحسان . وكل مرتبة لها معنى ، ولها أركان .

فالمرتبة الأولى : الإسلام وهو لغة : الانقياد والإذعان .

وأما في الشرع : فيختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :

الحالة الأولى : أن يطلق مفرداً غير مقترن بذكر الإيمان فهو حينئذ يراد به الدين كله أصوله وفروعه من اعتقاداته وأقواله وأفعاله ، كقوله تعالى : ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران/19

وقوله تعالى : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة/3 ، وقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) آل عمران/85 . ولذا عرفه بعض أهل العلم بقوله : هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله .

الحالة الثانية : أن يطلق مقترنا بالإيمان فهو حينئذ يراد به الأعمال والأقوال الظاهرة كقوله تعالى : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) الحجرات/14

وفي صحيح البخاري ( 27 ) ومسلم ( 150 )

عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ : فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ

فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ : فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا عَلِمْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : مَا لَكَ عَنْ فُلانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ "

فقوله صلى الله عليه وسلم : "أو مسلما " ؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا : يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة .

والمرتبة الثانية : الإيمان وهو في اللغة : التصديق المستلزم للقبول والإذعان .

وفي الشرع : يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان أيضا :

الحالة الأولى : أن يطلق على الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام فحينئذ يراد به الدين كله كقوله عز وجل : ( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ) البقرة /257 ، وقوله تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) المائدة/23

وقوله صلى الله عليه وسلم : " إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " أخرجه مسلم ( 114 ) . ولهذا أجمع السلف على أنه : " تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب ـ ، وقول باللسان ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية "

ولهذا حصر الله الإيمان فيمن التزم الدين كله باطنا وظاهرا في قوله عز وجل : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ) الأنفال/2-4

وقد فسر الله تعالى الإيمان بذلك كله في قوله تعالى : ( ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ) البقرة/177

وفسره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كله في حديث وفد عبد القيس في صحيح البخاري ( 53 ) ومسلم ( 17 ) فقال : " آمركم بالإيمان بالله وحده قال : أتدرون ما الإيمان بالله وحده ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة وصيام رمضان ، وأن تؤدوا من المغنم الخمس " .

وقد جعل صلى الله عليه وسلم صيام رمضان إيمانا واحتسابا من الإيمان وكذا قيام ليلة القدر وكذا أداء الأمانة وكذا الجهاد والحج واتباع الجنائز وغير ذلك وفي صحيح البخاري ( 9) ومسلم ( 35 ) : " الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " والآيات والأحاديث في هذا الباب يطول ذكرها .

والحالة الثانية : أن يطلق الإيمان مقرونا بالإسلام وحينئذ يفسر بالاعتقادات الباطنة كما في حديث جبريل وما في معناه وكما في قول النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء الجنازة : "اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان " أخرجه الترمذي ( 1024 ) وقال : حسن صحيح ، وصححه الألباني كما في صحيح سنن الترمذي ( 1 / 299 ) وذلك أن الأعمال بالجوارح وإنما يتمكن منها في الحياة فأما عند الموت فلا يبقى غير قول القلب وعمله .

والحاصل أنه إذا أفرد كل من الإسلام والإيمان بالذكر فلا فرق بينهما حينئذ بل كل منهما على انفراده يشمل الدين كله وإن فرق بين الاسمين كان الفرق بينهما بما ذكر ( وهو أي الإسلام يختص بالأمور الظاهرة على الجوارح والإيمان بالأمور القلبية الباطنة ) وهو الذي دل عليه حديث جبريل الذي رواه مسلم في صحيحه ( 8 )

عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ ؟

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ ، وَتَصُومَ رَمَضَان ،َ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا . قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمَانِ . قَالَ : " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ : صَدَقْتَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟

قَالَ : أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ . قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ ؟ قَالَ : "مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ" قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ " قَالَ : ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ، ثُمَّ قَالَ لِي:" يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ " ؟

قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : " فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ"

والمرتبة الثالثة : الإحسان وهو في اللغة : إجادة العمل وإتقانه وإخلاصه .

وفي الشرع يختلف معناه بحسب إطلاقه وله حالتان :

الحالة الأولى :

أن يطلق على سبيل الإفراد غير مقترن بذكر الإسلام والإيمان ، فيراد به الدين كله كما سبق في الإسلام والإيمان .

الحالة الثانية :

أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه : تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين غيره صلى الله عليه وسلم لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات .

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن مرتبة الإحسان على درجتين وأن للمحسنين في الإحسان مقامين متفاوتين :

المقام الأول وهو أعلاهما : أن تعبد الله كأنك تراه وهذا يسميه بعض العلماء (مقام المشاهدة ) وهو أن يعمل العبد كأنه يشاهد الله عز وجل بقلبه فيتنور القلب بالإيمان حتى يصير الغيب كالعيان فمن عبد الله عز وجل على استحضار قربه منه وإقباله عليه وأنه بين يديه كأنه يراه أوجب له ذلك الخشية والخوف والهيبة والتعظيم .

المقام الثاني : مقام الإخلاص [والمراقبة ]

وهو أن يعمل العبد على استحضار مشاهدة الله إياه واطلاعه عليه وقربه منه فإذا استحضر العبد هذا في عمله وعمل عليه فهو مخلص لله تعالى لأن استحضاره ذلك في عمله يمنعه من الالتفات إلى غير الله ، وإرادته بالعمل . وهذا المقام إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول

. ولهذا أتى به النبي صلى الله عليه وسلم تعليلا للأول فقال : " فإن لم تكن تراه فإنه يراك " وفي بعض ألفاظ الحديث : " فإنك إلا تكن تراه فإنه يراك" فإذا تحقق في عبادته بأن الله تعالى يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره ولا يخفى عليه شيء من أمره فحينئذ يسهل عليه الانتقال إلى المقام الثاني وهو دوام استشعار قرب الله تعالى من عبده ومعيته حتى كأنه يراه . نسأل الله من فضله العظيم .

يراجع معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي ( 2 / 20 – 33 ، 326 – 328 ) ( المجموع الثمين 1 / 49 ، 53 ) ( جامع العلوم والحكم 1/ 106 ).









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:34   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من علمني حرفا صرت له عبدا " هل هو حديث نبوي؟

السؤال :


هل هذا الحديث صحيح: "من علمني حرفًا صرت له عبدًا". وهل معناه صحيح؟


الجواب :


الحمد لله

أولا :

فإن هذه المقولة المشهورة " من علمني حرفا صرت له عبدا " ، ليست بحديث منقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال محمد الأمير المالكي في " النخبة البهية في الأحاديث المكذوبة على خير البرية" (367)

:" من عَلمنِي حرفا صرت لَهُ عبدا ". ليس بِحَدِيث ، وَالَّذِي ورد:" من علم عبدا آيَة من كتاب الله فَهُوَ لَهُ عبد ". انتهى

وهذا الحديث الذي عناه الشيخ محمد الأمير المالكي جاء بلفظ مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ) .

والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/112)

وابن عدي في "الكامل" (1/478)

والبيهقي في "شعب الإيمان" (2023)

والشجري في "الأمالي" (425)

من طريق عبيد بن رزين.

وأخرجه تمام في "الفوائد" (354)

من طريق عبد الوهاب بن الضحاك :

كلاهما عن إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ ، قال حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْأَلْهَانِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ مَنْ عَلَّمَ عَبْدًا آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ ، فَهُوَ مَوْلَاهُ لَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَخْذُلَهُ ، وَلَا يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِ ).

والحديث لا يصح .

فيه " عبيد بن رزين " ، مجهول .

قال الذهبي في "ذيل الضعفاء والمتروكين" (254)

:" عبيد بن رزين اللاذقي: عن إسماعيل بن عياش ، مجهول ، والحديث منكر ". انتهى

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (541)

:" فيه عبيد بن رزين اللاذقي ، ولم أر من ذكره ". انتهى

وأما من تابعه وهو " عبد الوهاب بن الضحاك " ،

فهو كذاب ، كذبه أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (6/74) .

ثانيا :

لا شك أن مكارم الأخلاق ، ومحاسن الآداب : التواضع للعالم ، خاصة الذي علم الإنسان أعظم العلم ، وهو العلم بالله ، وبكتابه ، وسنة نبيه ، وما يرضي رب العالمين عنه .

ومن شيم الكرام : الاعتراف بحق المعلم ، ما عاشوا .

وقد ورد عن شعبة بن الحجاج أمير المؤمنين في الحديث مثل هذا المعنى .

فقد روى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/185) عن شعبة أنه قال :

" من كتبت عنه أربعة أحاديث : فأنا عبده حتى أموت ". انتهى

وروى الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (318)

عن شعبة أيضا أنه قال :" كنت إذا سمعت من الرجل الحديث

كنت له عبدا ما حيي ، فكلما لقيته ، سألته عنه ". انتهى

ولا يخفى أن "مقام العبودية" الطوعية هنا : هو مقام الأدب ، والتوقير ، والاعتراف بالفضل ، وحفظ الجميل ، ومعرفة الحق ، والوفاء للمعلم أبد الدهر .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:40   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل صح أن هذا الذكر ( اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي ) من أذكار الوضوء؟

السؤال


: هناك حديث صحيح لابن القيم ، وابن الملقن ، والنووي ، وغيرهم عند الوضوء : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ فسمعته يقول ويدعو : ( اللهم اغفر لي ذنبي ، ووسع لي في داري ، وبارك لي في رزقي ) فقلت يا نبي الله سمعتك تدعو بكذا وكذا ، قال : (وهل تركت من شيء ؟

) . أنا أقول هذا الدعاء في الوضوء، فهل من السنة قول هذا الدعاء عند الوضوء ؟

فأنا أقول البسملة في أوله مع النية في القلب ، وأتشهد في آخره ، وأقول اللهم اجعلني من المتطهرين التوابين، وأرجو شرح الحديث لفهم المعنى الصحيح ، وفي أي وقتٍ يقال.


الجواب :

الحمد لله

الحديث الذي ذكره السائل حديث مختلف في صحته ، والراجح ضعفه ، وبيان ذلك كما يلي :

أولا : تخريج الحديث ، والحكم عليه .

أخرجه أحمد في "مسنده" (19574)

والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (80)

وأبو يعلى في "مسنده" (7273)

وابن أبي شيبة في "مصنفه" (29391)

ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (581)

والطبراني في "الدعاء" (656) ، من طريق المعتمر بن سليمان ، قال سمعت عباد بن عباد بن علقمة ، عن أبي مجلز لاحق بن حميد ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: ( أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى ، وَقَالَ: ( اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) .

وعند أحمد بلفظ اللهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي ذَاتِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) .

والحديث رجاله ثقات .

وقد اختلف أهل العلم في سماع أبي مجلز لاحق بن حميد من أبي موسى الأشعري رضي الله عنه .

فذهب النووي ، والذهبي ، وابن العماد ، إلى أنه لقي أبا موسى الأشعري .

قال النووي في "تهذيب الأسماء" (ص592)

:" سمع لاحق هذا جماعات من الصحابة ، منهم ابن عمر ، وابن عباس ، وأنس بن مالك ، وأبو موسى الأشعرى ". انتهى

وقال الذهبي كما في "العبر في خبر من غبر" (1/99) :

" لقِي كبارَ الصحابة كأَبي موسى

، وابن عباس ". انتهى

وقال ابن العماد في "شذرات الذهب" (1/128) :

" لحق كبار الصحابة كأبي موسى وابن عباس ". انتهى

وذهب الحافظ ابن حجر ، ورجحه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص95)

إلى أنه لم يسمع من أبي موسى رضي الله عنه .

قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263) :

" وأما حكم الشيخ ( يقصد الإمام النووي ) على الإسناد بالصحة : ففيه نظر ؛ لأن أبا مجلز لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين ، فيما قاله علي بن المديني ، وقد تأخرا بعد أبي موسى ، ففي سماعه من أبي موسى نظر .

وقد عُهد منه الإرسال ممن لم يلقه ، ورجال الإسناد المذكور رجال الصحيح ، إلا عباد بن عباد ، وهو ثقة ، والله أعلم ". انتهى

وبناء على هذا الاختلافي سماع أبي مجلز ، من أبي موسى ، اختلف أهل العلم في صحة هذا الحديث :

فصححه النووي في "الأذكار" (ص29)

وابن القيم في "زاد المعاد" (2/354)

وابن الملقن في "البدر المنير" (2/279) .

وضعفه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263)

والشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص95) .

والراجح – والله أعلم – ضعف الحديث ، وذلك لأنه لو فرضنا أن أبا مجلز سمع من أبي موسى ، فإنه مدلس ، وقد عنعن ، فلا يقبل حديثه إلا إذا صرح بالتحديث .

قال ابن حجر في "طبقات المدلسين" (31)

:" أشار بن أبي خيثمة عن ابن معين إلى أنه كان يدلس ، وجزم بذلك الدارقطني ". انتهى









رد مع اقتباس
قديم 2018-07-04, 16:41   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

متى يقال هذا الذكر – على فرض صحته - ؟

اختلف أهل العلم في موضع الإتيان بالذكر :

فمنهم من يرى أنه من الأذكار المتعلقة بالوضوء ، إما في أوله عند التسمية ، وإما بعد الفراغ منه.

ومن هؤلاء النسائي حيث بوب عليه في "عمل اليوم والليلة" فقال :" ما يقول إذا توضأ " ، وابن الجزري حيث جعله في "عدة الحصن الحصين" (ص70) بعد التسمية في أول الوضوء .

ومن هؤلاء الهيثمي حيث بوب عليه في "إتحاف الخيرة المهرة" (1/341)

فقال :" باب ما يقال بعد الوضوء "

وجعله ابن حجر الهيتمي في "تحفة المحتاج" (239)

والرملي في "نهاية المحتاج" (1/196)

والمناوي في "فتح القدير" (2/139)

مما يقال بعد الوضوء .

وأشار عبد الحق الإشبيلي إلى أنه يحتمل الأمرين : عند الوضوء ، أو بعد الفراغ منه . فقد بوب عليه في "الأحكام الكبرى" (3/513) ف

قال :" بَاب مَا يَقُول عِنْد الْوضُوء وَإِذا فرغ مِنْهُ ". انتهى

والزرقاني حيث قال في "شرح مختصر خليل" (1/131) :

" الأولى قوله فيه وبعده ". انتهى

ومن أهل العلم من يرى أنه مما يقال بعد الصلاة .

ومن هؤلاء الطبراني حيث بوب عليه فقال :" باب جَامِعُ أَبْوَابِ الْقَوْلِ فِي أَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ ".

وسبب الخلاف ، اختلاف الرواة في ضبط لفظ الحديث :

فرواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (29391)

ومسدد كما في "إتحاف الخيرة المهرة" (581)

ومحمد بن أبي بكر المقدمي وعارم أبو النعمان كما عند الطبراني في "الدعاء" (656)

بلفظ :" عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:" أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ ، فَتَوَضَّأَ ، وَصَلَّى ، وَقَالَ .." .

وخالفهم محمد بن عبد الأعلى ، كما عند النسائي في "عمل اليوم والليلة" (80)

فرواه بلفظ :" قَالَ أَبُو مُوسَى: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَوَضَّأَ ، فَسَمِعْتُهُ يَدْعُو .. ".

قال ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/263)

:" وروينا هذه الزيادة في الطبراني الكبير من رواية مسدد وعارم والمقدمي كلهم عن معتمر ، ووقع في روايتهم فتوضأ ثم صلى .. " .

ثم قال :" وهذا يدفع ترجمة ابن السني حيث قال:( باب ما يقول بين ظهراني وضوئه ) لتصريحه بأنه قاله بعد الصلاة ، ويدفع احتمال كونه بين الوضوء والصلاة ". انتهى

ومن أهل العلم من جمع بين الأمرين ، فقرر أنه من أذكار الوضوء ، والصلاة أيضا .

وذلك لورود نفس الذكر من طريق أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلاً قَالَ:( يَا رَسُولَ اللهِ سَمِعْتُ دُعَاءَكَ اللَّيْلَةَ ، فَكَانَ الَّذِي وَصَلَ إِلَيَّ مِنْهُ أَنَّكَ تَقُولُ:" اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي " قَالَ: فَهَلْ تَرَاهُنَّ تَرَكْنَ شَيْئًا ) .

أخرجه الترمذي في "سننه" (3500)

وضعفه الشيخ الألباني في "ضعيف سنن الترمذي" (3748) .

ومن هؤلاء ابن القيم حيث وضعه في "زاد المعاد" (2/353)

تحت فصل " فِي هَدْيِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَذْكَارِ الْوُضُوءِ " .

ووضعه كذلك في هديه في الصلاة (1/254)

فقال :" وَكَانَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ أَيْضًا: ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَوَسِّعْ لِي فِي دَارِي ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا رَزَقْتَنِي ). انتهى ، وكذلك الإمام الشوكاني حيث قال في "تحفة الذاكرين" (ص182) بعد ذكره الروايتين :" فالحديث من أذكار الصلاة ، ومن أذكار الوضوء باعتبار مجموع الروايات ". انتهى

والراجح أنه مما يقال بعد الصلاة ، أو في الصلاة ، وليس من أذكار الوضوء ، وذلك لما يلي :

أولا : أن أكثر رواة الحديث ذكروا الصلاة ، بعد الوضوء ، كما تقدم .

ثانيا : أنه قد ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال يقول هذا الذكر بعد الصلاة ، كما في "مصنف ابن أبي شيبة" (3050) من طريق يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُوسَى إذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَبَارِكْ لِي فِي رِزْقِي ) . والأثر صحح سنده الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص96) .

ثالثا :

وأما معنى الحديث ، فهو كما يلي :

قال الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (3/102)

:" ( اللَّهم اغفر لي ذنبي ) أصل الغفر : التغطية والستر ، أي غط ذنبي واستره ، بأن لا تعاقبني عليه ، فلا يظهر أثره ، حتى كأنه غطاء وستر .

فهما كناية عن عدم أثره ومحوه بالكلية.

( ووسع لي في داري ) الدار تعم دار الدنيا والآخرة والبرزخ .

فتوسيع دار الدنيا : الرضى بها ، والقناعة ، واتساعها للضيق .

ويحتمل أن يراد توسيعها حقيقة ، بأن يوسعها تعالى كذلك .

ودار البرزخ يجعلها واسعة برحمته ، وإدخال الروح والريحان ونحوه .

ودار الآخرة كذلك ، وغيره من الزلفى .

( وبارك لي في رزقي ) البركة : الزيادة والنماء ، وهو مطلوب للعبد في أرزاقه وغيرها ، أو بالرضا به والقناعة ". انتهى

والحاصل :

أن الحديث مختلف في صحته ، والراجح ضعفه كما تقدم .
وعلى فرض صحته ، فقد اختلف أهل العلم في موضع الإتيان به ، على ما مر تفصيله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc