يروي أحدهم :كنت أشاهد فيلما هنديا ، شدني لمدة ساعتين ، الأبطال زوجين متقدمين في السن ، كانت الزوجة مصابة بالزهايمر و كلنا نعرف الحالة التي يكون عليها مريض الزهايمر " النسيان "
خلايا الدماغ تموت تدريجيا .
ليس هذا المهم في قصة الفيلم ما شدّني فعلا هو معاملة الرجل لزوجته ، اعتنائه الشديد بها ، يعد الطعام ، يمشط شعرها يساعدها على قضاء كل حوائجها الخاصة . و يبكي سرا حين تقول له من انت احيانا .
كان يخشى فراقها كثيرا ، كلما ذهبا الى مراجعة الطبيب كان يخبره ان حالتها تزداد سوءا ، كانت تساله عما اخبره به الطبيب كان يقول لها انها على احسن حال و كان يداري دموعه ، كانت من حين لاخر تخرج من البيت و تتوه ، تنسى طريق العودة ، فيخرج للبحث عنها و يبذل قصارى جهده ليعود بها الى البيت . حسنا هكذا كان البطل محبا وفيا مخلصا و رجلا باتم معنى الكلمة ، فلجات الى خلوتي بيني و بيني ابحث عن ابطال على أرض الواقع ، تذكرت جارتي العجوز التي أصيبت و هي في سنتها الستين ، بالزهايمر ، كنا نذهب لزيارتها فحاولت تذكر حضورا لزوجها ، صور كثيرة لم يكن له وجود مطلقا ،، لم يكن مهتما لآمرها الا ابنها و ابنتها ، طافا بها عيادات طبيه و مستشفيات ، أجريا كل فحوصات الاشعة و تحاليل الدم و ما الى غير ذلك ... و كنت آراقب وجوههما المحبطة اليائسة ، فهذا المرض يطلق عليه بالموت البطيء ، لا حل له و لا دواء لا يمكنهم الا الابقاء على نشاط الخلايا المتبقية قدر الامكان . كانا خير ابن و ابنة
لكن الزوج كان يقف من بعيد يراقب بصمت غير مبال كانها لم تكن لمدة 40 سنة امراته و شريكة حياته و قضت معه الجيد و السيء من الايام الخوالي ، هل كان خائفا من التكاليف ؟ ابنه كان يدفع و لا اعتقد ان الزوجة بحاجة للنقود بقدر ماهي بحاجة الى الدعم المعنوي لكنه تخلى عليها ، و اكتفى باستقبال الزائرين و تبادل الحديث و السهر مع الرجال من اقارب العائلة و الضحك و اللهو .
ثم تبادر الى ذهني خاطر بائس ، هل كان ينتظر موتها ؟ هل شكلت عبئا عليه ؟ هل هذه قيمة المراة عند هذا النوع من الرجال ؟ و هل هم رجال ؟ هل تزوجها لتنجب له ، تطبخ له ، تتحمل كل عيوبه ، تتستر على شره ثم يخطفها المرض و تتدهور صحتها فتكون مثلها مثل الاريكة ، هل كل هذه السنين لم تثر فيه اية مشاعر تجاه هذه المسكينة التي ضحت معه ، حتى مجرد الشفقة لا ؟
هل سيتزوج ثانية ، ليجد خادمة اخرى ،، لن استغرب
إليكم الخط