السلام عليكم ورحمته وبركاته الحمد الله وحده والصلاة على من لا نبي بعده اما بعد
فأولى الاشياء بالحبس هو اللسان ؛ وقد رأيتني في زمن مضى اهاب واحترم الانسان الساكت لامرين لظني انه ما سكت الا لكمال عقله فالصمت من حسن الصمت -هذا عنوان لمؤلف للسيوطي - وثانيهما انه مظانة جهالتي بحاله وكما يقال تكلم لكي اراك ، فانت في سعة حين تصمت حتى تتكلم ، ستعلم حين ينجلي الغبار افرس تحتك ام حمار ، واني ارى كثيرا من الحمقى زانهم في الناس صمتهم على علم بانهم لو تكلموا ما افصحوا ولا فقهوا المستمع فضلا ، واني تاملت حال العلماءفرايتهم في فكر دائم ولا يتكلمون الا بقدر ولا يبتدرون الا ان يكون الحال اعم من السؤال واطغى ، قال تعالى :" لا تعجل به حتى يقضى اليك وحيه وقل ربي زدني علما " حتى فيما يخص طلبة العلم ان يتثبتوا ولا يتعجلوا الحكم ولا الاستدراك ولا التعقيب حتى ينقضي اليهم وحي العلم والحلم والمقابلة والمخابرة وغيرها ، وقرنت كثرة الكلام بخفة العقل وكثرت السقطات ، وكما يقولون من باب الحكمة الصمت عبادة ، تاسيا واستنباطا من الحديث المذكور انفا " من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليقل خيرا او فليسكت " وغيرها مما ذكرت فالله الله في لسانك موردك المحاسن والمغانم او موردك الى الهلكة والموارد المهينة والله اعلم