ماذا لو نستغني عن قلب اللوز لإخواننا في الصومال

[الظل الخفي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقبل الله صيامكم

لو فرضنا أن الجزائريين وعددهم يناهز الـ 36 مليونا، يأكلون عشرة ملايين قطعة من حلوى (قلب اللّوز) يوميا في رمضان ـ مع الإشارة إلى أن العدد يبدو أكبر من ذلك بكثير حيث يبدو (قلب اللّوز) أكلة (مقدّسة) في رمضان لملايين الأسر الجزائرية.
وبعض الصائمين لا يرضون بما دون القطعتين يوميا ـ ولو افترضنا أن معدّل سعر القطعة الواحدة يقدّر بعشرين دينارا ـ علما أن بعض المحلاّت تبيعه بخمسين دينارا أو أكثر، ومع ذلك تتشكّل طوابير أمامها من أجل (عيون قلب اللّوز) ـ فإننا نصل إلى استنتاج تقديريي بسيط يفيد بأن الجزائريين ينفقون نحو 200 مليون دينار على (قلب اللّوز) يوميا، أي 20 مليار سنتيم·

عشرون مليارا ـ على الأقلّ ـ تُنفق يوميا على (قلب اللّوز)، دون أن نتحدّث عن بقية الحلويات والمشروبات والمأكولات التي يتسبّب بعضها في إصابة المستهلكين بالتُّخمة والتسمّم والقرحة المعدية بعد أن يجد طريقه إلى المعدة ويسلك جزء آخر طريقا آخر إلى المزابل·

ولنفترض أن الجزائريين اتّفقوا يوما ما على عدم تناول (قلب اللّوز) والتبرّع بثمنه لإخوانهم الجائعين جدّا في الصومال، الصّائمين على الدوام، الذين لا يجدون ما يفطرون به ويعجزون عن إحياء سنّة السّحور ببساطة لأنهم لا يملكون ما يتسحّرون به·
وإذا كان من الواضح أن عشرين مليار سنتيم لا يمكنها أن تحلّ مشكلة الجوع في منطقة القرن الإفريقي، فلا شكّ أنها ستحلّ مشكلة جوع آلاف الأشخاص أو على الأقلّ تخفّف من معاناتهم·

ولو افترضنا أن الجزائريين كانوا أكثر (شهامة) من ذلك وقرّروا التنازل عن تناول (قلب اللّوز) طيلة شهر رمضان الكريم رأفة بإخوانهم في الصومال ، فسيكون بين أيديهم 600 مليار سنتيم جزائري من شأنها أن تخفّف كثيرا من مأساة الجائعين ولا تُنقص في الوقت نفسه من أموال ـ ولا صحّة ـ الجزائريين شيئا·

لكن السؤال الكبير هو: هل نستطيع الحياة دون (قلب اللّوز)؟ والسؤال الأكبر هو: كيف سيستطيع الصوماليون ومن هم مثلهم مواصلة الحياة دون طعام؟!

اللهم أغث إخواننا المستضعفين في كل مكان