العمران
هذا ولم يكن خلفاء بني أمية رجال حرب وفتوحات وسياسة وإدارة فقط ,وإنما كانوا رجال بناء وعمران ، وشهد عصرهم العديد من المنشآت المعمارية الدينية والمدنية . والعمارة تمثل ناحية هامة من نواحي الحضارة الإسلامية والعمارة لها جوانب عديدة منها بناء البيوت والقصور والمدارس والجامعات والمستشفيات ودور العبادة ومنها بناء الجسور والقناطر وشق الترع .. الخ .
وقد اهتم الأمويون اهتماما كثيرا بكل هذه النواحي فقد رأيت فيما سبق كيف اتسعت حدود الدولة الأموية الي الحد الذي جعل من الضروري ربط أجزاء هذه الدولة الواسعة بشبكة من الطرق المعبدة حتي يسهل الاتصال بين أطرافها وبين عاصمتها دمشق . وتكون حركة الجيوش كذلك سهله ، وهناك ناحية هامة جعلت الأمويين يهتمون بالطرق وهي فريضة الحج الي بيت الله الحرام فقد كان عليهم أن يعبدوا جميع الطرق التي تربط مكة المكرمة والمدينة المنورة ببقية العالم الإسلامي حتي يسهلوا للحجاج الوصول الي تلك الأماكن المقدسة بدون مشقة ، كما كانت تنتشر علي هذه الطرق الأسواق ولاستراحات التي تزود المسافرين بحاجياتهم من طعام وشراب الخ .
كذلك اعتني الأمويون بمشروعات الري للنهوض بالزراعة ، لأن دولتهم ضمت العديد من الأقطار الزراعية التي تجري فيها أنهار كبيرة مثل الشام ومصر والعراق وفارس ، فكان لابد لكي تنهض الزراعة من تنظيم عملية الري وما يتطلبه ذلك من شق الترع وإقامة الجسور .. الخ .
كذلك اعتني الأمويون ببناء القصور الفخمة ، فقد كان معظمهم ميالا الي الاستمتاع بمباهج الحياة بعد أن توفر لديهم المال الكثير ، فاتجهوا الي بناء القصور والتأنق فيها وتزينها بالزخارف والصور النباتية والهندسية ، وقد اكتشف في السنوات الأخير العديد من القصور التي ترجع إلي العصر الأموي والتي وجدت مزينة بالصور حتي في الحمامات ومعظم القصور الأموية التي اكتشفها علماء الآثار منذ القرن الماضي وجدت في الصحراء ــ صحراء الشام بصفة خاصة ــ وذلك لأن الأمويون كانوا يحبون حياة البادية للاستمتاع فيها بالهدوء والهواء الطلق بعيدا عن وخومة المدن