![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
هل تتعارض نظرية التطور مع الاسلام ؟
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 271 | ||||
|
![]() السلام عليكم
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 272 | |||
|
![]() ;السلام عليكم
الموضوع لا يهز العقيدة ..لماذا الغلق ؟ فالمؤمن الصادق لا شيء يهز عقيدته ....من المفروض تطرح مواضيع مثل هذه و مناقشتها لتبيان للناس أنها غير صحيحة و الا سوف يعرفونها بطرق أخرى و يصدقونها أخي الكريم إن دعاة نظرية التطور جميعا مسلمين بان هذا العالم قد جاء بصدفة و هذا ما يتنافى مع الخلق في ديننا و نظرية ميلر كان الهدف منها هو تبيان أن الظروف التي كان في الارض البدائية هي التي سمحت بتطور بعض الجزيئات في مركب الحمض الامينة التي هي الاساس في تكوين البروتين و قد قالوا في بعض المنشورات أن ميلر قد خلق الحياة لكن الحقيقة هي أن تلك الجزيئات كانت غير حية ...يعني أن هاته النظرية هي فاشلة لانها تحتوي على تناقضات.. استخدام آلية تسمى المصيدة الباردة (cold trap) عزل ميلر الأحماض الأمينية من البيئة بمجرد تكونها، لأنه لو لم يفعل ذلك لكانت ظروف البيئة التي تكونت فيها الأحماض الأمينية ستؤدي إلى تدمير هذه الجزيئات في الحال .- و بإعتراف من ميلر ان البيئة التي أستخدم فيها التجربة كانت بيئة غير واقعية ...حيث أن الغازات المستخدمة كانت غير الغازات التي كانت على الارض في الحياة البدائية .... أي ثاني أكسيد الكربون و النيتروجين و لعلمك أن بعض العلماء منهم فيريج وتشين بإعادة نفس تجربت ميلر و بستخدام الغارات ثاني اكيد الكربون و النيتروجين و الهيدروجين لكنهم لم يتحصلوا على اي جزيء من الجزيئات التي تشكل الحمض الامينية... وتوجد نقطة أخرى مهمة تُبطل تجربة ميلر، وهي أن الأكسجين الموجود في تلك الفترة كان كافياً لتدمير جميع الأحماض الأمينية في الجو في الوقت الذي كان يعتقد أنها قد تكونت فيه. وقد تكشّفت هذه النقطة التي أغفلها ميلرعن طريق آثار الحديد واليورانيوم المتأكسد التي وُجدت في الصخور التي يُقدَّر عمرها بنحو 3,5بليون سنة تقريبا. .. هذي الحفريات التي أنت تنصح بملاحظتها و اليوم نظرية ميلر لم تعد تحضى بإهتمام كبير من طرف دعاة نظرية التطور و ذلك بتأكيدهم على أنها تجربة لم تكن قد وضعت في البيئة الصحيحة لها ...أخير أخي أقول إن هؤلاء يحاولون إثبات أن هاته العناصر قد جاءت بصدفة و من ثم بدأت عملية التفاعلات الكميائية و حتى جاءت الصدفة و أتت بالبروتينات و الخلايا .... لكن أقول لك إذا كان الله سبحانه و تعالى قد خلق الارض و سبع سماوات في 6 ايام .... و قادر على أن يخلق مثلهن فأين موضع التطور و مراحله هنا ... ؟؟ إذا كان الانسان قد خلق في احسن تقويم فكيف يكون أول خلقه قرد ؟;ثم تقول لي يجب ان تلاحظي ... لا توجد تجارب صريحة حتى نلاحظها عن هؤلاء ... الزلازل و البراكين ليست بالتجارب حتى نلاحظها لكننا فقط نحاول الكشف عن اسبابها ....;بعنى أن فكرة أن هذا الكون او كل جزيئ في هذا الكون قد جاءت نتيجية لتفاعلات طبيعية فهذا أمر مرفوض .... و لا يقبله العقل ;هم الان متحيرين في أمر الخلية كيف جاءت الخلية ... و المشكلة أنهم عندما قاموا بالولوج في تفاصيلها وجدوا أن فيها تكنولوجيا كبيرة جدا لا يمكن أن تحدث بسبب تطورات او تفاعلات .... و لي عودة... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 273 | ||||
|
![]() اقتباس:
اما الدين فهو ديننا جميعا . لا تعتقدي أنك تغارين عليه أكثر من غيرك . غير أنني لا أعبد السلف و لا أقدس أرائهم . الذي قد يتزعزع هو تصور و فهم معين للخلق . أما إذا كان اجتهاد القدامى في فهم أيات الخلق عقيدة . فلا تناقشي الموضوع . و احتفظي بعقيدتك . و ليس من حقك ان تطالبي بغلق الموضوع فهناك من هو اقدر على المناقشة . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 274 | |||
|
![]() تفضلوا ناقشوا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 275 | ||||
|
![]() اقتباس:
اما تجربة ميلر فلم يقل احد لنا أنها خلقت الحياة , بل اثبتت ان تشكل الاحماض الامينية بشكل غير عضوي أمر ممكن في اجواء. اما عن الاكسجين فغير صحيح ان الاكسجين كان بنسب عالية منذ ثلاثة ملايير سنة . بل إن نسبته ارتفعت حسب درايسة العلماء للصخور على دفعتين و كلاهما كان بعد ظهور الحياة. و تكشف لنا الصخور انه منذ حوالي 700 مليون سنة زادت نسبة الأوكسجين و ادى ارتفاع نسبة الاكسجين في الجو إلى تشكل طبقة الاوزون التي حمت البر من النسب العالية من الاشعاعات الشمسية مما سمح بعدها بظهور الحياة على البر . مرة اخرى ارجو ان تفسري لي لماذا ظهرت الانواع على مدى ملايين السنين من الابسط للاعقد (خلايا . انظمة متعددة الخلايا . لافقاريات . فقاريات . اسماك . برمائيات . زواحف . ثدييات .........انسان ) |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 276 | |||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هدم نظرية التطور في عشرين سؤالاً يسرني في مشاركتيiهذه أن أقدم لكم موضوعاً من أفضل ما كتب على الإطلاق عن نظرية التطور بطريقة مبسّطة ومفهومة وسيكون الموضوع مقسّماً إلى أجزاء أقدمها لكم تِباعاً علماً أن هذا الموضوع هو ملخّص كتابٍ مترجم عن التركية للأستاذ هارون يحيى ولنبدأ الآن سائلين المولى عزّ وجلّ التوفيق والإخلاص: 1 لماذا لا تعتبر نظرية التطور نظرية صحيحة من الناحية العلمية؟ 2 كيف يثبت انهيار نظرية التطور حقيقة الخلق؟ 3 إلى أي مدى تمتد آثار الإنسان؟ ولماذا لا تدعم هذه الآثار نظرية التطور؟ 4 لماذا لا تعد نظرية التطور "الأساس لعلم الأحياء"؟ 5 لماذا لا يعد وجود أجناس مختلفة دليلا على نظرية التطور؟ 6 لماذا يعد الادعاء بوجود تشابه بين جينوم البشر وجينوم القردة بنسبة 99 في المائة وبأن هذا يؤكد نظرية التطور ادعاءً خاطئا؟ 7 لماذا يعد الادعاء بأن الديناصورات تطورت إلى طيور خرافة غير علمية؟ 8 إلى أي تزييف علمي تستند خرافة أن "للأجنة البشرية خياشيم"؟ 9 لماذا يعد وصف الاستنساخ بأنه "دليل على التطور" ضربا من الخداع؟ 10 هل يمكن أن تكون الحياة قد أتت من الفضاء الخارجي؟ 11 لماذا لا تدعم حقيقة أن عمر الأرض أربعة ملايين سنة نظرية التطور؟ 12 لماذا لا تعد ضروس العقل دليلا على التطور؟ 13 كيف تقوض التراكيب المعقدة الموجودة في أقدم الكائنات نظرية التطور؟ 14 لماذا يُصوَّر رفض نظرية التطور وكأنه نبذ للتطور والتقدم؟ 15 ما هو الخطأ في الاعتقاد بأن من الممكن أن يكون الله قد خلق الكائنات الحية بواسطة التطور؟ 16 ما هو الخطأ في الاعتقاد بأن التطور يمكن أن يتأكد في المستقبل؟ 17 لماذا لا يعد تحول الشكل دليلا على التطور؟ 18 لماذا يستحيل تفسير جزيء (dna) بواسطة الصدفة؟ 19 لماذا لا تعتبر المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية مثالا على التطور؟ 20 ما هو نوع العلاقة بين الخلق والعلم؟ وفي المشاركات اللاحقة - إن شاء الله - سيتم شرح النقاط العشرين كلّ نقطة على حدة _________________ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 277 | |||
|
![]() 1لماذا لا تعتبر نظرية التطور نظرية صحيحة من الناحية العلمية؟ تؤكد نظرية التطور أن الحياة على الأرض وليدة الصدفة، وأنها نشأت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. ولكن هذه النظرية ليست قانونا علميا ولا حقيقة مثبَتة، إذ تكمن تحت هذه الواجهة العلمية الكاذبة وجهة نظر عالمية مادية يحاول الداروينيون فرضها على المجتمع. لقد تم تقديم نظرية التطور بوصفها فرضية تخيلية في سياق الفهم العلمي البدائي الذي ساد القرن التاسع عشر، وحتى يومنا هذا لم يدعم هذه النظرية أي اكتشاف أو تجربة علمية. بل على العكس، فإن كل الوسائل التي استخدمت لتأكيد النظرية أثبتت شيئا واحدا ألا وهو: بطلان النظرية. ومع ذلك، يعتقد كثير من الناس حتى الآن أن النظرية حقيقة مثبتة مثل قوة الجاذبية أو قانون الطفو. إذ يجهل بعض الناس الأسس الفاسدة التي تقوم عليها هذه النظرية، وكيف أن العلم يدحضها في كل مناسبة، وكيف أن أنصار التطور يحاولون إبقاءها على قيد الحياة رغم دخولها في طور الاحتضار. ولا يجد أنصار التطور أي أدلة سوى فرضيات غير مؤكدة، وملاحظات مريبة وغير واقعية، ورسوم خيالية، ووسائل إيحاء نفسي، وأكاذيب لا حصر لها، وأساليب احتيال بارعة. وقد كشف العلم الحديث أن التعقيد الموجود في تركيب خلية حية واحدة وفي ترابط نظمها يفوق ذلك الموجود في أي مدينة كبرى. ولا يمكننا أن نتوقع ظهور أجزاء هذا التركيب بمحض الصدفة على مدى ملايين السنين كما تدعي نظرية التطور. ولهذا السبب، يتضح بجلاء من خلال التصميم المعقد لخلية واحدة فحسب أن الله سبحانه وتعالى خلق الحياة. لقد برهنت التجارب العلمية في الواقع استحالة أن تكون أول خلية حية، أو حتى جزيء واحد من ملايين جزيئات البروتين في تلك الخلية، قد نشأت بالصدفة. ولم يثبت ذلك من خلال التجارب والملاحظات فحسب، بل أيضا من خلال حسابات الاحتمالية الرياضية. وبعبارة أخرى، تنهار نظرية التطور عند الخطوة الأولى ألا وهي: تفسير نشوء أول خلية حية. ويستحيل أن تكون الخلية، أصغر وحدة للحياة، قد ظهرت مصادفة كما يريدنا أنصار التطور أن نصدق، ولا تقتصر الاستحالة على هذا الفرض فحسب، ذلك أن تصنيع هذه الخلية غير ممكن حتى في أكثر معامل القرن العشرين تقدما. إن الأحماض الأمينية، التي تمثل وحدات بناء البروتينات المكوِنة للخلية الحية، تعجز عن تكوين الجزيئات العضوية organelles في الخلية مثل الجسيمات الكوندرية mitochondria، أو الريبوسومات ribosomes، أو أغشية الخلايا cell membranes، أو الشبكة السيتوبلاسمية الداخلية endoplasmic reticulum، فضلاً عن تكوين خلية كاملة. ولهذا السبب، يظل الادعاء بأن التطور قد أوجد أول خلية حية بمحض الصدفة نتاجا لوهم قائم كليا على الخيال. وهناك مأزق آخر كبير من وجهة نظر التطور ألا وهو جزيء (DNA) الموجود في نواة الخلية الحية، وهو عبارة عن نظام تشفير يتكون من 3.5 بليون وحدة تتضمن كل تفاصيل الحياة. وفي أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، تم اكتشاف جزيء (DNA) لأول مرة عند دراسة البلّورات بالأشعة السينية، وهو عبارة عن جزيء ضخم يتسم بقدر عال من التميز من ناحيتي التخطيط والتصميم. ولسنوات عديدة، آمن فرانسيس كريك Francis Crick، الحائز على جائزة نوبل، بنظرية التطور الجزيئي، ولكن حتى هو اضطُّر في النهاية للاعتراف لنفسه بأن مثل هذا الجزيء المعقد لا يمكن أن يكون قد نشأ تلقائيا بمحض الصدفة نتيجة عملية تطورية: "لا يسع الإنسان الصادق، المزوَّد بكل المعرفة المتاحة لدينا الآن، إلا أن يعلن أنه، من بعض النواحي، يبدو أصل الحياة في الوقت الحاضر أقرب ما يكون إلى المعجزة". واليوم، أثبتت فروع علمية مثل علم الحفريات، والوراثة، والكيمياء الحيوية، والأحياء الجزيئية استحالة أن تكون الحياة قد نشأت بالصدفة أو أن تكون قد ظهرت من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. ويمثل سجل الحفريات هزيمة ساحقة لنظرية التطور. ذلك أنه من بين كل الحفريات التي اكتشفت على مدار السنين، لا يوجد أي أثر لأي أشكال وسيطة لا بد من توافرها لو كانت الكائنات الحية قد تطورت من طور إلى آخر من أنواع بسيطة إلى كائنات أكثر تعقيدا، كما تدعي نظرية التطور. ولو كانت هذه الكائنات قد وُجدت في الحقيقة، لكانت هناك الملايين، بل البلايين، منها ، ولَما خَلا مكان في العالم من بقاياها الحفرية. وباختصار، يبين سجل الحفريات أن أنواع الأحياء ظهرت فجأة وبكامل تكوينها، ولم تتطور من أشكال بدائية إلى أشكال متقدمة كما تدعي نظرية التطور. وعلى الرغم من كل الأدلة العلمية الواضحة التي تقوض أسس نظرية التطور وتؤكد حقيقة الخلق، فإن أنصار التطور يتجردون من كل أسباب المنطق ويدافعون عن هذا الهراء كلما سنحت لهم الفرصة. لقد حاول أنصار التطور جاهدين أن يجدوا أدلة تدعم نظريتهم المزعومة، ولكنهم في الواقع أثبتوا بأيديهم استحالة حدوث أي عملية تطورية. وختاما، يكشف العلم الحديث عن الحقيقة التالية غير القابلة للجدل: لم تنشأ الكائنات الحية نتيجة صدفة عمياء، بل خلقها الله جل جلاله. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 278 | |||
|
![]() [
2كيف يثبت انهيار نظرية التطور حقيقة الخلق؟ B][/B] عندما نتساءل عن كيفية نشأة الحياة على الأرض، نحصل على إجابتين مختلفتين: الأولى هي أن الكائنات الحية نشأت من خلال التطور. ووفقا لنظرية التطور، التي تتبنى هذا الادعاء، فقد بدأت الحياة مع أول خلية تكونت هي ذاتها بمحض الصدفة أو وفقا لقوانين طبيعية افتراضية قائمة على "التنظيم الذاتي". ومرة أخرى، نتيجة للصدفة والقوانين الطبيعية، نمت هذه الخلية الحية وتطورت، وعن طريق اتخاذها أشكالا مختلفة نشأت على الأرض ملايين الأنواع من الأحياء. أما الإجابة الثانية فهي "الخلق". فقد جاءت كل الكائنات الحية إلى حيز الوجود بعد أن خلقها خالق مبدع. وعندما خُلقت لأول مرة الحياة وملايين الأشكال التي تتخذها، والتي لا يمكن أن تكون قد ظهرت بمحض الصدفة، كان لها نفس التصميم الكامل المتميز الخالي من العيوب الذي يميزها اليوم. وهناك برهان واضح على ذلك يتجسد في حقيقة أنه حتى أبسط أشكال الحياة تتضمن هذه التراكيب والنظم المعقدة التي لا يمكن أبدا أن تكون قد جاءت وليدة الصدفة والظروف الطبيعية. ولا يوجد اليوم ادعاء أو فرضية ثالثة فيما يتصل بكيفية نشأة الحياة. ووفقا لقواعد المنطق، إذا ثبت خطأ إحدى إجابتين محتملتين بديلتين لسؤال ما، فلا بد أن تكون الإجابة الأخرى هي الإجابة الصحيحة. ويطلق على هذه القاعدة، التي تعتبر إحدى القواعد الأساسية في علم المنطق، اسم الاستدلال التخييري disjunctive inference (modus tollendo ponens). وبعبارة أخرى، إذا ثبت أن أنواع الأحياء على الأرض لم تتطور بمحض الصدفة، فإن ذلك يعد دليلا واضحا على أنها تشكلت على يدي خالق. ويتفق العلماء الداعمون لنظرية التطور على عدم وجود بديل ثالث. وقد صدر عن أحد هؤلاء العلماء، دوجلاس فوتويما Douglas Futuyma، التصريح التالي: "إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على الأرض كاملة التطور وإما ألا تكون. وإذا لم تكن قد ظهرت كاملة التطور، فلابد أنها تطورت من خلال إحدى عمليات التحوير عن أنواع كانت موجودة من قبل. وإذا كانت قد ظهرت كاملة التطور، فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة عاقلة غير محدودة القدرة. ويجيب سجل الحفريات على فوتويما نصير التطور، إذ بيّن علم الحفريات أن كل مجموعات الأحياء ظهرت على الأرض في أزمنة مختلفة، وعلى نحو مفاجئ، وفي شكل كامل. وجدير بالذكر أن كل الاكتشافات الناتجة عن الدراسات وعمليات الكشف عن الحفريات التي أجريت على مدار مئة الأعوام الماضية تقريبا بيّنت أن الكائنات الحية ظهرت فجأة وفي شكل كامل وخال من العيوب. وبعبارة أخرى، فإن هذه الكائنات قد "خُلقت". فالبكتيريا، والحيوانات وحيدة الخلية، والديدان، والرخويات، والكائنات البحرية الأخرى اللافقارية، والمفصليات، والأسماك، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات ظهرت كلها فجأة بأعضائها وأجهزتها المعقدة. ولا توجد أي حفريات تبين أيا من الأشكال "الانتقالية" المزعومة التي تربط بينها. وينطوي علم الحفريات على نفس المغزى شأنه في ذلك شأن فروع العلم الأخرى: لم تتطور الكائنات الحية بل خُلقت. ونتيجة لذلك، بينما كان أنصار التطور يحاولون إثبات نظريتهم غير الواقعية، قدموا بأيديهم الدليل على الخلق. وقد اعترف روبرت كارول Robert Carroll، الخبير في حفريات الفقاريات وأحد أنصار التطور المتعصبين، بأن الأمل الدارويني لم يتحقق من خلال الاكتشافات الحفرية: "على الرغم من انقضاء مائة عام على الجهود الحثيثة التي بذلت لجمع الحفريات وعلى وفاة داروين، فسنجد أن سجل الحفريات لم يقدم حتى الآن الصورة التي توقعها داروين للروابط الانتقالية المتنوعة التي لا حصر لها". * كما نعلم، فإن الداروينية تفترض أن الحياة قد نشأت عن سلف واحد مشترك، واتخذت كل أشكالها المتنوعة من خلال سلسلة من التغييرات الطفيفة. وفي هذه الحالة، لا بد أن تكون الحياة قد نشأت أولا في أشكال متشابهة وبسيطة للغاية، ولا بد أن تكون الاختلافات بين الكائنات الحية والتعقيدات المتزايدة فيها قد حدثت مع مرور الوقت. ووفقا للداروينية، ينبغي أن تكون الحياة مثل الشجرة، لها جذر مشترك يتفرع لاحقا إلى غصون مختلفة. ويتم التأكيد على هذه الفرضية باستمرار في المصادر الداروينية، حيث يكثر استخدام مبدأ "شجرة الحياة". ووفقا لمبدأ الشجرة هذا، لا بد أولا أن تنشأ شعبة ما "phylla"، ثم تظهر شعبة أخرى ببطء مع حدوث تغييرات دقيقة خلال فترات زمنية طويلة جدا. هذا ما تدعيه نظرية التطور. ولكن هل هذه هي الكيفية التي سارت بها الأحداث حقا؟ قطعا لا. بل على العكس تماما، كانت الحيوانات شديدة الاختلاف والتعقيد منذ اللحظة الأولى لنشأتها. فقد ظهرت كل شعب الحيوانات المعروفة اليوم في نفس الوقت، في منتصف الحقبة الجيولوجية المعروفة باسم العصر الكمبري. والعصر الكمبري عبارة عن حقبة جيولوجية يُقدّر أنها استمرت لنحو 65 مليون سنة، أي ما بين نحو 570 إلى 505 مليون سنة ماضية. ولكن الظهور المفاجئ لمجموعات الحيوانات الرئيسية قد استغرق فترة زمنية قصيرة من العصر الكمبري، وتعرف هذه الفترة غالبا باسم "الانفجار الكمبري". وقد ذكر ستيفان سي. مِيِر Stephen C. Meyer، وبي. إيه. نِلسون P. A. Nelson، وبول شين Paul Chien، في مقالة تستند إلى دراسة مفصلة للأدبيات في هذا المجال بتاريخ 2001، ذكروا أن "الانفجار الكمبري حدث خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من الزمن الجيولوجي، لم تدم لأكثر من 5 ملايين سنة". وقبل ذلك، لم يكن هناك أي أثر في سجل الحفريات لأي شيء باستثناء الكائنات وحيدة الخلية وبضع كائنات بدائية للغاية من متعددات الخلايا. ونشأت كل الشعب الحيوانية في أكمل شكل وعلى نحو فجائي خلال فترة زمنية قصيرة للغاية تعرف بالانفجار الكمبري. (خمسة ملايين سنة فترة قصيرة للغاية من الناحية الجيولوجية!). وفي هذا الصدد، قدم ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky، الكاتب في جريدة ساينس نيوز Science News journal، التصريح التالي حول الانفجار الكمبري، الذي يشكل مأزقا خطيرا بالنسبة لنظرية التطور: "قبل نصف بليون سنة... ظهرت فجأة أشكال الحيوانات شديدة التعقيد التي نراها اليوم. وترمز تلك اللحظة، في بداية العصر الكمبري للأرض، أي قبل نحو 550 مليون سنة، إلى الانفجار التطوري الذي ملأ البحار بأولى الكائنات المعقدة في العالم". أما فيليب جونسون Phillip Johnson، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد أبرز منتقدي الداروينية في العالم، فقد وصف التناقض بين هذه الحقيقة الحفرية وبين الداروينية: "تتنبأ النظرية الداروينية "بمخروط من التنوع المتزايد" عند تشكل أول كائن حي، أو أول نوع حيواني، تنوَّع بالتدريج وباستمرار ليكوِّن المستويات العليا من الترتيب التصنيفي. ولكن سجل الحفريات الحيواني أقرب إلى المخروط المقلوب رأسا على عقب، مع وجود الشعب في البداية وتناقصها بعد ذلك". وكشف فيليب جونسون، على عكس ما يشاع عن الظهور المرحلي للشعب، أن كل الشعب ظهرت في واقع الأمر فجأة، بل لقد انقرض البعض منها في فترات لاحقة. ومن ثم، فإن النشوء المفاجئ لكائنات حية شديدة الاختلاف وهي في أكمل شكل يعني الخلق، كما قبل بذلك أيضا فوتويما نصير التطور. ومثلما رأينا، فإن كل الاكتشافات العلمية المتاحة تدحض ادعاءات نظرية التطور وتكشف حقيقة الخلق. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 279 | |||
|
![]() 3 لنبدأ بالسؤال التالي: متى ظهر الإنسان على الأرض؟ يبين سجل الحفريات أن ظهور الإنسان يمتد إلى ملايين السنين الماضية.إلى أي مدى تمتد آثار الإنسان؟ ولماذا لا تدعم هذه الآثار نظرية التطور؟ ويتمثل أحد أقدم آثار الإنسان في "آثار الأقدام" التي عثرت عليها عالمة الحفريات الشهيرة ماري ليكي Mary Leakey في سنة 1977 بمنطقة ليتولي Laetoli في تنزانيا. وأثارت هذه البقايا ضجة كبيرة في دنيا العلوم. فقد أشارت البحوث إلى أن تلك الآثار كانت موجودة في طبقة عمرها 3.6 مليون سنة. وكتب Russle Tuttle، الذي شاهد آثار الأقدام، ما يلي: "من الممكن أن يكون هومو سابيانس (إنسان حكيم أو عاقل) صغير حافي القدمين قد خلَّف هذه الآثار ... وعند دراسة كل السمات التشكلية القابلة للتمييز، لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد الذين خلفوا تلك الآثار وبين أقدام البشر العصريين" وفي الواقع، تألفـت آثار الأقدام هذه من 20 أثرا متحجرا لإنسان عصري في العاشرة من عمره و27 أثرا لإنسان يصغره عمرا. وأيد هذه النتيجة مشاهير علماء الأنثروبولوجيا القديمة من أمثال دون جونسون Don Johnson وتيم وايت Tim White، اللذين فحصا الآثار التي اكتشفتها ماري ليكي. وكشف وايت عن أفكاره قائلا: "لا يوجد أدنى شك ... في أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري . فإذا تُرك أحد هذه الآثار اليوم على رمال أحد شواطئ كاليفورنيا، وسئل طفل في الرابعة من عمره عن ماهيتها، سيجيب على الفور أن شخصا ما مشى هناك. ولن يستطيع هذا الطفل، ولا أنت كذلك، التمييز بينها وبين مئات الآثار الأخرى المطبوعة على رمال الشاطئ. " أثارت آثار الأقدام هذه جدلا مهما في أوساط أنصار التطور. ذلك أنهم إذا قبلوا أن هذه الآثار هي آثار أقدام آدمية فسيعني ذلك أن التطور الخيالي الذي صاغوه في أذهانهم من القرد إلى الإنسان لم يعد من الممكن الاعتداد به بعد الآن. ومن بين أقدم المخلفات الإنسانية بقايا كهف حجري عثر عليه لويس ليكي Louis Leakey في ممر ألدوفاي Olduvai Gorge في السبعينيات. وقد عثر على بقايا الكوخ في طبقة عمرها 1.7 مليون سنة. ومن المعروف أن مثل هذا النوع من البنيان، الذي ما زالت هناك نماذج شبيهة له تستخدم في إفريقيا حتى يومنا هذا، لا يمكن أن يبنيه غير (الإنسان الحكيم) Homo Sapiens وتتمثل أهمية هذه البقايا في أنها تكشف أن الإنسان عاش في نفس الوقت الذي عاشت فيه أشباه القردة المزعومة التي يصورها أنصار التطور على أنها أسلافه. وكان لفك الإنسان العصري البالغ من العمر 2.3 مليون سنة، الذي عثر عليه في منطقة هدار Hadar بإثيوبيا، أهمية كبيرة لأنه بيّن أن الإنسان العصري وُجد على الأرض قبل فترة أطول مما توقعه أنصار التطور. وتتمثل إحدى أقدم وأكمل الحفريات البشرية في الحفرية KNM-WT 1500، المعروفة أيضا باسم الهيكل العظمي "لطفل توركانا" “Turkana Child”. وقد وصف نصير التطور دونالد يوهانسون Donald Johanson الحفرية البالغ عمرها 1.6 مليون سنة بالعبارات التالية: "كان طويلا ونحيفا، ويشبه في شكله الجسماني ونسب أوصاله الأفارقة الحاليين الذي يعيشون عند خط الاستواء. وعلى الرغم من صغر سنه، فإن أوصاله تضاهي في مقاييسها تقريبا متوسط مقاييس الذكور البيض البالغين في أمريكا الشمالية". وقد تأكد أن الحفرية خاصة بصبي في الثانية عشرة من عمره، كان سيبلغ طوله 1.83 متر في مرحلة المراهقة. وقال عالم الأنثروبولوجيا القديمة الأمريكي آلان ووكر Alan Walker إنه يشك في أن "بمقدور عالم الحفريات العادي أن يفرق بين الهيكل العظمي الأحفوري وبين الهيكل العظمي لإنسان عصري". ومن الحفريات البشرية التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام تلك التي عثر عليها في أسبانيا في سنة 1995. وقد تم اكتشافها في كهف يدعى جران دولينا Gran Dolina في منطقة أتابويركا Atapuerca بأسبانيا على يد ثلاثة علماء أسبان من جامعة مدريد متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة. وكشفت الحفرية عن وجه صبي في الحادية عشرة من عمره كان يبدو مثل الإنسان العصري تماما، على الرغم من مرور800.000 سنة على وفاته. وقد هزت هذه الحفرية أيضا ما كان مقتنعا به خوان لويس أرساجا فريراس Juan Luis Arsuaga Ferreras نفسه، الذي قاد عمليات الكشف في جران دولينا. وقال فريراس: "لقد توقعنا أن نجد شيئا كبيرا، شيئا ضخما، شيئا منتفخا... شيئا بدائيا. ولكن ما عثرنا عليه كان وجها عصريا تماما" وكما رأينا، فإن الاكتشافات الحفرية تدحض ادعاء "تطور الإنسان". وفي الواقع، يقبل علماء التطور هذه الحقيقة، ويعترفون بأن ادعاء "تطور الإنسان" يفتقر إلى الدليل العلمي. فمثلا، حينما يقولون "نحن ظهرنا فجأة في سجل الحفريات" يعترف أنصار التطور من علمـاء الحفريات من أمثال سي. إيه فيلي C. A. Villie، و إي. بي. سولومان E. P. Solomon، وبي. دبليو. دافيس P. W. Davis بأن الإنسان نشأ فجأة، وبعبارة أخرى بدون سلف تطوري. وقد اضطر مارك كولارد Mark Collard وبرنارد وود Bernard Wood، عالما الأنثروبولوجيا ونصيرا التطور، إلى الاعتراف في مقالة كتباها في سنة 2000 بأن "فرضيات تاريخ تطور السلالات الحالية حول تطور الإنسان لا يمكن الاعتداد بها". وجدير بالذكر أن كل اكتشاف حفري جديد يضع أنصار التطور في مأزق أسوأ من سابقيه، حتى عندما تطالعنا بعض الصحف التافهة بعناوين مثل "اكتشاف الحلقة المفقودة". وكان آخر مثال على ذلك هو الجمجمة الحفرية التي اكتشفت في سنة 2001 وأطلق عليها اسم Kenyanthropus platyops. ويجب ألا ننسى هنا أحدث دليل ساهم في تحطيم ادعاء نظرية التطور بشأن أصل الإنسان ألا وهو، الحفرية الجديدة المسماة Sahelanthropus tchadensis التي اكتشفت في تشاد بوسط إفريقيا في صيف 2002. وأثارت هذه الحفرية عاصفة في عالم الداروينية. وقد اعترفت مجلة ناتشر ذات الشهرة العالمية في مقالها الذي أعلنت فيه خبر الاكتشاف أن "الجمجمة المكتشفة حديثا يمكن أن تقضي على أفكارنا الحالية بشأن تطور الإنسان". كما قال دانيال ليبرمان من جامعة هارفارد: "سيكون لهذا (الاكتشاف) أثر قنبلة نووية صغيرة". ويرجع السبب في ذلك إلى أنه على الرغم من أن الحفرية موضع النقاش عمرها 7 ملايين سنة، فإن لها بنية "تشبه بنية الإنسان" أكثر من بنية قردة الأوسترالوبثيكوس Australopithecus التي يبلغ عمرها 5 ملايين سنة والتي يُزعم أنها "أقدم سلف للبشرية". ويبين ذلك أن الروابط التطورية التي تم تحديدها بين أنواع القردة المنقرضة بناء على المعيار غير الموضوعي والمتحيز للغاية المتصل "بالتشابه مع البشر" إنما هي روابط خيالية تماما. ولا بد أن نشير هنا إلى تعليقات هنري جي Henry Gee، عالم الأنثروبولوجيا القديمة الشهير، حول حفرية القرد المكتشفة حديثا لأنها جديرة بالذكر. فقد كتب جي في مقالته المنشورة في صحيفة الجارديان Guardian عن الجدل الدائر حول الحفرية قائلا: "مهما كانت النتيجة، تُبين الجمجمة، بشكل حاسم، أن الفكرة القديمة المتصلة "بالحلقة المفقودة" ما هي إلا هراء... ولا بد أن يكون جليا جدا الآن أن لب فكرة الحلقة المفقودة، الذي طالما كان موضع شك، لا يمكن التمسك به مطلقا بعد الآن " وكما رأينا، يثمر العدد المتزايد من الاكتشافات عن نتائج مخالفة لنظرية التطور، وليست في صالحها. ولو كانت هذه العملية التطورية قد حدثت في الماضي، فمن المفترض أن نجد لها آثارا كثيرة، كما يفترض أن يقدم كل اكتشاف جديد مزيدا من الدعم للنظرية. وفي الواقع، ادعى داروين في كتاب أصل الأنواع Origin of Species أن العلم سوف يتطور في هذا الاتجاه بالذات. وفي رأيه أن المشكلة الوحيدة التي تواجه نظريته في سجل الحفريات هي نقص الاكتشافات الحفرية. وظل يأمل في أن تكشف البحوث المستقبلية عن حفريات لا حصر لها تدعم نظريته. ومع ذلك، أثبتت الاكتشافات العلمية اللاحقة فعليا أن أحلام داروين ليس لها أي أساس. أهمية البقايا الإنسانية لا شك في أن الاكتشافات المتصلة بالإنسان، التي رأينا بضعة أمثلة منها هنا، تُظهر حقائق مهمة للغاية؛ لا سيما أنها أثبتت مرة أخرى أن ادعاء أنصار التطور بأن سلف الإنسان كان كائنا شبيها بالقرد إنما هو من محض الخيال. ولهذا السبب، يستحيل أن تكون أنواع القردة هذه هي سلف الإنسان. وخلاصة القول، يبين لنا سجل الحفريات أن الإنسان قد جاء إلى حيز الوجود قبل ملايين السنين بنفس الشكل الذي هو عليه الآن، وأنه واصل رحلته إلى الحاضر بدون أي نوع من أنواع النمو التطوري. وإذا كان أنصار التطور يدعون أنهم علماء وأشخاص صادقون بحق، فيجب عليهم في هذه المرحلة أن يلقوا بتطورهم الخيالي من القرد إلى الإنسان داخل سلة المهملات. وتبين حقيقة تمسكهم بشجرة العائلة المزيفة تلك أن التطور ليس نظرية يدافعون عنها باسم العلم، بل هو عقيدة يكافحون لإبقائها على قيد الحياة على الرغم من الحقائق العلمية. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 280 | |||
|
![]() 4 لماذا لا تعد نظرية التطور "الأساس لعلم الأحياء"؟ من بين أحد الادعاءات التي يكثر أنصار التطور ترديدها تلك الكذبة القائلة بأن نظرية التطور هي الأساس لعلم الأحياء... ويقترح أولئك الذين قدموا هذا الادعاء أن علم الأحياء لا يمكن أن يتطور، بل حتى أن يوجد، بدون نظرية التطور.
وينبع هذا الادعاء في الواقع من عمومية منشَؤها اليأس. وجدير بالذكر أن الأستاذ الفيلسوف أردا دينكل Arda Denkel، أحد أبرز الأسماء في ميدان العلوم التركي، قد علق على هذا الموضوع قائلا: "من الخطأ الفادح أن يقترح المرء أن "رفض نظرية التطور يعني رفض العلوم الحيوية والجيولوجية والاكتشافات الفيزيائية والكيميائية". ذلك أنه للوصول إلى مثل هذا الاستدلال (استدلال تخييري هنا)، لا بد أن توجد بعض الافتراضات حول الاكتشافات الكيميائية، والفيزيائية، والجيولوجية، والحيوية تلمح إلى نظرية التطور. ومع ذلك، نجد أن الاكتشافات، أو لسان حالها، لا تلمح إلى النظرية. ومن ثم، فإنها لا تثبتها". وحسبُ المرء أن يتأمل في تاريخ العلم حتى يدرك مدى بطلان وعدم منطقية الادعاء القائل بأن "نظرية التطور هي الأساس لعلم الأحياء". ولو صح هذا الادعاء، لكان معنى ذلك أن العالم لم يعرف العلوم الحيوية إلا بعد ظهور نظرية التطور، وأن كل هذه العلوم وليدة تلك النظرية. ومع ذلك، فالكثير من فروع علم الأحياء، مثل علوم التشريح، ووظائف الأعضاء، والحفريات، نشأت وتطورت قبل نظرية التطور. ومن ناحية أخرى، فنظرية التطور فرضية نشأت بعد هذه العلوم، وحاول الداروينيون فرضها على العلوم بالقوة. وقد استخدم أنصار التطور أسلوبا مشابها لذلك في الاتحاد السوفييتي إبان عهد ستالين. ففي تلك الفترة، اعتبرت الشيوعية، أن فلسفة "المادية الجدلية" dialectical materialism هي الأساس لكل العلوم. وأمر ستالين بأن تتمشى كل البحوث العلمية مع المادية الجدلية. وبهذه الطريقة، كانت كل كتب علم الأحياء، والكيمياء، والفيزياء، والتاريخ، والسياسة، بل حتى الفنون تحتوي على أقسام تمهيدية مفادها أن كل هذه العلوم تستند إلى المادية الجدلية وآراء ماركس، وإنجلز، ولينين. ومع ذلك، تم رفع هذا الالتزام عند انهيار الاتحاد السوفييتي، وعادت الكتب إلى كونها نصوصا علمية فنية عادية تحتوي على نفس المعلومات. وتجدر الإشارة هنا إلى أن التخلي عن سخافات مثل المادية الجدلية لم يتسبب في تخلف العلم، بل أزال عن كاهله الضغوط والالتزامات المفروضة عليه. وفي الوقت الحاضر، لا يوجد سبب يدعو إلى ربط العلم بنظرية التطور. فالعلم يقوم على الملاحظة والتجريب، بينما تعبر نظرية التطور، من ناحية أخرى، عن فرضية متصلة بماض لا يمكن إخضاعه للملاحظة. وفضلا عن ذلك، فالعلم وقوانين المنطق يدحضان دائما ادعاءات النظرية وافتراضاتها. ولن يتكبد العلم، بالطبع، أي خسارة عند تخليه عن هذه الفرضية. وقد عبر عالم الأحياء الأمريكي جي. دبليو. هاربر G. W. Harper عن رأيه حول هذا الموضوع قائلا: "كثيرا ما يدعي البعض أن الداروينية محورية بالنسبة لعلم الأحياء الحديث. ولكن على العكس، إذا اختفت فجأة كل الإحالات إلى الداروينية، سيظل علم الأحياء دون أي تغيير يذكر..." وفي الواقع، سيحدث العكس تماما، إذ سيتقدم العلم على نحو أسرع وأسلم بكثير عندما يتحرر من إلحاح نظرية مليئة بالدوغماتية، والتحيز، والسخافة، والتلفيق. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 281 | |||
|
![]() [5 يحاول بعض أنصار التطور أن يتخذوا من وجود أجناس مختلفة دليلا على صحة نظرية التطور. وفي الواقع، كثيرا ما يصدر هذا الادعاء عن أنصار التطور الهواة الذين لا يملكون قدرا كافيا من المعرفة عن النظرية التي يدافعون عنها. وتقوم الفرضية التي يقترحها أولئك المدافعون عن هذا الادعاء على السؤال التالي: "إذا كانت الحياة قد بدأت، حسبما تقول المصادر الإلهية، برجل واحد وامرأة واحدة، فكيف نشأت مختلف الأجناس؟" وبعبارة أخرى، "إذا كان طول قامة آدم وحواء، ولونهما، وسماتهما الأخرى هي سمات شخصين فقط، فكيف نشأت أجناس ذات سمات مختلفة تماما؟" في الواقع، فإن المشكلة الكامنة وراء كل هذه الأسئلة أو الاعتراضات هي نقص المعرفة بقوانين الوراثة، أو تجاهلها. يعود مصدر هذا التغاير إلى المعلومات الوراثية الخاصة بأفراد ذلك النوع. ونتيجة التزاوج بين أفراد النوع، يحدث تبادل للمادة الوراثية بين صبغيات chromosomes الأم والأب. وهكذا، تختلط الجينات ببعضها البعض وينتج عن ذلك تنوع واسع في السمات الفردية. وفي الأساس، يحمل كل الناس على كوكب الأرض نفس المعلومات الوراثية، ولكن لبعضهم شعر أحمر، ولبعضهم أنف طويل، ولبعضهم قامة قصيرة، ويتوقف كل ذلك على نسبة العبور بين الصبيغيات. ولفهم إمكانية التغاير، دعونا نتخيل مجتمعا يغلب فيه الأفراد السمر ذوو العيون البنية على الأفراد الشقر ذوي العيون الزرقاء. ونتيجة لاختلاط أفراد الجماعتين والتزاوج فيما بينهم، سوف تظهر بمرور الوقت أجيال جديدة سمراء وعيونها زرقاء وأخرى شقراء وعيونها بنية. وبعبارة أخرى، سوف تتجمع الصفات الجسمانية لكلتا المجموعتين في أجيال لاحقة وسينتج عنها أفراد بأشكال جديدة. وعندما يتخيل المرء اختلاط صفات جسمانية أخرى بنفس الطريقة، سيتضح أن تنوعا كبيرا سينشأ عن ذلك. والنقطة المهمة التي ينبغي أن نفهمها هنا هي كالتالي: هناك جينان genes يحكمان كل سمة جسمانية. وقد يسود أحدهما على الآخر، أو قد يؤثران كلاهما على مجريات الأمور بشكل متساو. فعلى سبيل المثال، هناك جينان يحددان لون عيون الشخص؛ أحدهما من الأم والآخر من الأب. وأيا كان الجين السائد، فسوف يتحدد لون عيون الشخص بواسطة هذا الجين. وبشكل عام، تسود الألوان الداكنة على الألوان الفاتحة. وبهذه الطريقة، إذا كان لدى الشخص جينات للعيون البنية والعيون الخضراء، ستكون عيناه بنيتين لأن جين العيون البنية هو السائد. ومع ذلك، يمكن أن يُورَّث اللون الأخضر المتنحي عبر الأجيال ويظهر في وقت لاحق. وبعبارة أخرى، يمكن أن ينجب والدان عيونهما بنية طفلا أخضر العينين، لأن جين اللون الأخضر متـنحٍّ في كلا الوالدين. وينطبق هذا القانون على كل السمات الجسمانية الأخرى والجينات التي تحكمها. إذ إن مئات، بل آلاف السمات الجسمانية، مثل الأذنين، والأنف، وشكل الفم، وطول القامة، وبنية العظام، وبنية العضو وشكله وصفاته، كلها يتم التحكم فيها بنفس الطريقة. ونتيجة لذلك، يمكن أن تُورَّث كل المعلومات اللامحدودة الموجودة في التركيب الوراثي إلى الأجيال اللاحقة دون أن تظهر للعيان. واستطاع آدم وحواء أن ينقلا المعلومات الغنية الموجودة في تركيبهما الجيني إلى الأجيال اللاحقة على الرغم من أن جزءا فقط من هذه المعلومات قد انعكس في هيئتها الجسمانية. وقد أدت العزلة الجغرافية التي حدثت على مدار التاريخ البشري إلى خلق جو تجمعت فيه مختلف السمات الجسمانية في مجموعات متنوعة. وعلى مدار فترة زمنية طويلة، أدى ذلك إلى ظهور مجموعات مختلفة تتميز بتنوع في تركيبها العظمي، ولون بشرتها، وطول قامتها، وحجم جمجمتها. وأدى ذلك بدوره في النهاية إلى ظهور أجناس مختلفة. ومع ذلك، هناك شيء واحد لم تغيره هذه الفترة الزمنية الطويلة مهما تغيرت الصفات وتفاوتت تبقى كل الأجناس جزء من النوع البشري. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 282 | |||
|
![]() 6لماذا يعد الادعاء بوجود تشابه بين جينوم البشر وجينوم القردة بنسبة 99 في المائة وبأن هذا يؤكد نظرية التطور ادعاءً خاطئا؟ تتبنى كثير من مصادر التطور من وقت إلى آخر الادعاء بأن البشر والقردة يشتركون في 99 في المائة من معلوماتهم الوراثية، وأن هذا دليل يدعم نظرية التطور. ويركز هذا الادعاء بشكل خاص على الشمبانزيات، ويزعم أن هذا الكائن هو أقرب القردة إلى الإنسان، ولهذا السبب توجد قرابة بين الاثنين. ومع ذلك، فهذا دليل كاذب قدمه أنصار التطور الذين يستغلون نقص معلومات الشخص العادي حول هذه الموضوعات. ادعاء التشابه بنسبة 99% وسيلة دعائية مضللة ظلت جوقة أنصار التطور تردد لفترة طويلة جدا الفرضية غير المدعمة بالأدلة، القائلة بوجود فرق وراثي ضئيل بين البشر والشمبانزيات. وفي كل أدبية من أدبيات التطور، يمكنك أن تقرأ جملا مثل "نحن نتطابق مع الشمبانزيات بنسبة 99 في المائة" أو "لا يوجد إلا واحد في المائة من جزيء (DNA) يجعلنا بشرا". وعلى الرغم من عدم إجراء مقارنة حاسمة بين جينوم البشر والشمبانزيات، فالأيديولوجية الداروينية دعتهم إلى الافتراض بأنه لا يوجد إلا فرق ضئيل جدا بين النوعين. وفي تشرين أول/2002، كشفت إحدى الدراسات أن الدعاية التي ينشرها أنصار التطور حول هذا الموضوع – شأنها في ذلك شأن الكثير من الدعايات الأخرى- زائفة تماما. ذلك أن البشر والشمبانزيات "لا يتشابهان بنسبة 99%" كما جاء في الحكاية الملفقة التي يسردها أنصار التطور. إذ تبين أن التشابه الوراثي بينهما أقل من 95%. وفي قصة إخبارية نقلها موقع CNN.com بعنوان "البشر والشمبانزيات أكثر اختلافا مما نعتقد Human, chimps more different than thought”، ورد ما يلي: "وفقا لدراسة وراثية جديدة، تبين أن الاختلافات بين الشمبانزي والإنسان أكثر مما كنا نعتقد في الماضي. فلطالما اعتقد علماء الأحياء أن جينات الشمبانزيات والبشر متطابقة بنسبة 98.5 في المائة تقريبا. ولكن روي بريتن Roy Britten، عالم الأحياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ذكر في دراسة نشرت هذا الأسبوع أن هناك طريقة جديدة لمقارنة الجينات أظهرت أن التشابه الوراثي بين الإنسان والشمبانزي لا يتعدى نسبة 95 في المائة تقريبا. وقد استند بريتن في دراسته تلك إلى برنامج كمبيوتر قارن من خلاله 780.000 زوج من بين الثلاثة بلايين زوج الأساسية base pairs الموجودة في حلزون جزيء (DNA) البشري بتلك الخاصة بالشمبانزي. واكتشف فروقا أكثر من تلك التي اكتشفها الباحثون السابقون، واستخلص أن 3.9 في المائة على الأقل من أزواج جزيء (DNA) الأساسية مختلفة. ودعاه ذلك إلى الاستنتاج بوجود اختلاف وراثي جوهري بين النوعين يبلغ 5 في المائة". وفي مجلة نيو ساينتست New Scientist، إحدى المجلات العلمية الرائدة الداعمة بقوة للداروينية، نشرت حول هذا الموضوع مقالة بعنوان "الاختلاف بين جزيء (DNA) في الإنسان والشمبانزي يزداد ثلاثة أضعاف" “Human-chimps DNA difference trebled”، جاء فيها: "نحن أكثر تفردا مما اعتقدنا في السابق، وذلك وفقا لمقارنات جديدة أجريت على جزيء (DNA) في الإنسان والشمبانزي. فلطالما كان هناك اعتقاد بأننا نشترك في 98.5 في المائة من مادتنا الوراثية مع أقرب أقربائنا. ولكن يبدو الآن أن هذا خطأ. وفي الواقع، نحن نشترك في أقل من 95 في المائة من مادتنا الوراثية مع الشمبانزي، وهو ما يعني أن التغاير بيننا وبين الشمبانزيات ازداد ثلاثة أضعاف". وما زال عالم الأحياء روي بريتن وغيره من أنصار التطور يقيّمون هذه النتيجة في ضوء نظرية التطور، ولكن في الواقع لا يوجد سبب علمي يدعو لذلك. ذلك أن نظرية التطور لا يدعمها سجل الحفريات ولا أي بيانات وراثية أو كيميائية حيوية. بل على العكس، تبين الأدلة أن مختلف أشكال الحياة على الأرض ظهرت على نحو فجائي تماما دون أي أسلاف تطورية وأن تعقيد نظم الكائنات يثبت وجود "تصميم بارع". جزيء (DNA) البشري مشابه أيضا لنظيره في الديدان، والبعوض، والدجاج! وعلاوة على ذلك، فإن البروتينات الأساسية المذكورة أعلاه هي عبارة عن جزيئات حيوية شائعة لا توجد فقط في الشمبانزيات، بل إنها توجد أيضا في كائنات حية كثيرة مختلفة كل الاختلاف عن بعضها البعض. كما أن تركيب البروتينات في كل هذه الأنواع مشابه جدا لتركيب البروتين البشري. فعلى سبيل المثال، كشفت التحاليل الوراثية المنشورة في مجلة نيو ساينتست عن وجود تشابه بنسبة 75% بين جزيء (DNA) في الديدان الخيطية وفي الإنسان. ولا يعني ذلك بالقطع أن الاختلاف بين الإنسان وهذه الديدان يبلغ 25% فقط! ومن ناحية أخرى، ذُكر في اكتشاف آخر، ظهر أيضا في وسائل الإعلام، أن المقارنات التي أجريت بين جينات ذباب الفاكهة المنتمي إلى جنس الدروسوفيلا وجينات الإنسان أثمرت عن وجود تشابه بينهما بنسبة 60%. وعند دراسة كائنات حية أخرى غير الإنسان، يتضح عدم وجود أي علاقة جزيئية كتلك التي يدعيها أنصار التطور. وتبين هذه الحقيقة أن مبدأ التشابه ليس دليلا على التطور. "التصميم المشترك": سبب أوجه التشابه من الطبيعي بالتأكيد أن يكون في الجسم البشري بعض أوجه الشبه الجزيئي بالكائنات الحية الأخرى؛ لأنها جميعا مكونة من نفس الجزيئات، وكلها تستخدم نفس المياه والهواء، وكلها تستهلك أطعمة مكونة من نفس الجزيئات. ولا ريب في أن يكون أيضها، وبالتالي تكوينها الجيني، متشابها. ومع ذلك، لا يعد ذلك دليلا على أنها تطورت من سلف مشترك. ومن الممكن أن نوضح هذه المسألة بمثال: تستخدم كل الإنشاءات في العالم مواد متشابهة (قرميد، وحديد، وإسمنت، إلخ). ومع ذلك، لا يعني ذلك أن تلك المباني "تطورت" من بعضها البعض. فقد أُنشئ كل منها بشكل منفصل باستخدام مواد بناء مشتركة. وينطبق ذات الشيء على الكائنات الحية أيضا. ومع ذلك، لا يمكن بالطبع مقارنة التركيب المعقد للكائنات الحية بذلك الموجود في الجسور. ولم تنشأ الحياة نتيجة لصدف غير واعية كما تدعي نظرية التطور، بل نشأت نتيجة لخلق الله، القوي المقتدر، مالك المعرفة والحكمة المطلقتين. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 283 | |||
|
![]() 7 لماذا يعد الادعاء بأن الديناصورات تطورت إلى طيور خرافة غير علمية؟ أهم ما في الطيور هو أنها تملك ذلك العضو الرائع، الجناح. وبخلاف العجائب التكوينية في الأجنحة، فإن وظيفتها أيضا تثير الدهشة، حتى أن الطيران ظل هاجس الإنسان لآلاف السنين، وبذل آلاف العلماء والباحثين جهودا كبيرة لمحاكاته. ولم يتمكن الإنسان من بناء آلات قادرة على الطيران إلا في القرن العشرين. لقد حاول الإنسان بكل التكنولوجيا التي تجمعت لديه على مدار مئات السنين أن يمارس شيئا مارسته الطيور عبر ملايين السنين التي وُجدت فيها. وبإمكان الطير الصغير أن يكتسب هذه المهارة بعد بضع محاولات فقط. كما أن كثيرا من صفات الطيور من الكمال بمكان بحيث تعجز حتى أحدث منتجات التكنولوجيا الحديثة عن مضاهاتها. وعندما يتعلق الأمر بكائنات حية مثل الطيور، يُنحَّى العلم جانبا تماما، لتحل محله قصص أنصار التطور الوهمية. إذ تؤكد نظرية التطور أن أسلاف الطيور هي الديناصورات، أعضاء عائلة الزواحف. ويثير هذا الادعاء سؤالين لا بد من الإجابة عليهما. السؤال الأول هو: "كيف نبتت للديناصورات أجنحة؟" أما الثاني فهو: "لماذا لا يوجد أي أثر لهذا التطور في سجل الحفريات؟" وفيما يتعلق بكيفية تحول الديناصورات إلى طيور، ظل أنصار التطور يناقشون تلك المسألة لفترة طويلة وتوصلوا إلى نظريتين. الأولى هي نظرية "العدو السريع" “cursorial” theory. وتؤكد هذه النظرية أن الديناصورات تحولت إلى طيور من خلال العدو السريع للطيران من الأرض إلى الجو. ويعترض مؤيدو النظرية الثانية على نظرية العدو السريع، ويقولون إن من غير الممكن أن تكون الديناصورات قد تحولت إلى طيور بهذه الطريقة. ويقترحون حلا آخر لهذه المسألة. إذ يدعون أن الديناصورات التي عاشت على أغصان الشجر تحولت إلى طيور لأنها كانت تحاول القفز من غصن إلى آخر. وتعرف تلك النظرية بالنظرية "الشجرية" “arboreal” theory. كما أن الإجابة على السؤال المتعلق بكيفية طيران الديناصورات في الجو جاهزة أيضا: "أثناء محاولتها لاصطياد الذباب".:!: ومع ذلك، ينبغي أولا أن نطرح السؤال التالي على أولئك الذين يدعون أن جهاز الطيران، علاوة على الأجنحة، نشأ من جسم حيوان مثل الديناصور: كيف ظهر في الذباب جهاز الطيران؟ سترى أن أنصار التطور ليس لديهم إجابة. ومن غير المعقول بالتأكيد لنظرية لا تستطيع أن تفسر وجود جهاز الطيران في كائن صغير مثل الذبابة أن تدعي أن الديناصورات تحولت إلى طيور. ونتيجة لذلك، يتفق كل العلماء العقلاء المنطقيين على أن كل ما هو علمي في تلك النظريات هي أسماؤها اللاتينية. ولب المسألة وهو طيران الزواحف ليس إلا نسج من الخيال. وينبغي أن يكون بمقدور أنصار التطور، الذين يدعون أن الديناصورات قد تحولت إلى طيور، إيجاد أدلة على ذلك في سجل الحفريات. فإذا كانت الديناصورات قد تحولت حقا إلى طيور، فلا بد أن توجد كائنات نصفها ديناصور ونصفها الآخر طير عاشت في الماضي وخلفت وراءها بعض الآثار في سجل الحفريات. لقد ادعى أنصار التطور لسنوات طويلة أن طيرا يدعى "أركيوبتركس"“Archaeopteryx” جسَّد هذا التحول. ومع ذلك، فهذه الادعاءات ما هي إلا خدعة كبيرة. خدعة الأركيوبترِكس عاش طير الأركيوبتركس، السلف المزعوم للطيور الحديثة وفقا لأنصار التطور، قبل 150 مليون سنة تقريبا. وترى النظرية أن بعض الديناصورات الصغيرة، مثل الفيلوسيرابتور Velociraptor أو الدروماصور Dromaeosaur، تطورت من خلال اكتساب الأجنحة ثم بدأت في الطيران. ومن ثم، يفترض أن يكون الأركيوبتركس شكلا انتقاليا تفرع عن أسلافه الديناصورات وبدأ في الطيران لأول مرة. ومع ذلك، تشير أحدث الدراسات حول حفريات الأركيوبتركس إلى أن هذا التفسير ليس له أي أساس علمي. فمن المؤكد أن هذا الطير ليس شكلا انتقاليا، إنما هو نوع منقرض من الطيور، لا يوجد بينه وبين الطيور الحديثة أي اختلاف يذكر. ولفترة ليست بعيدة، شاعت بين دوائر أنصار التطور الفرضية القائمة على أن الأركيوبتركس كان "نصف طير" لا يستطيع الطيران على النحو الأمثل. وكان غياب القص sternum (أو عظم الصدر) في هذا الكائن يعتبر أهم دليل على أن هذا الطير لم يكن بمقدوره الطيران كما ينبغي. (والقص هو عظمة موجودة تحت الصدر تتصل بها العضلات اللازمة للطيران. وفي الوقت الحاضر، يُلاحَظ وجود عظم الصدر هذا في كل الطيور القادرة وغير القادرة على الطيران، بل حتى في الخفافيش، التي هي ثدييات طائرة تنتمي إلى عائلة مختلفة تماما). ومع ذلك، فقد دحضت هذه الحجة حفرية الأركيوبتركس السابعة، المكتشَفة في سنة 1992. فقد تبين في هذه الحفرية المكتشفة حديثا، وجود عظم الصدر الذي لطالما اعتقد أنصار التطور أنه كان مفقودا. ووصفت مجلة ناتشر تلك الحفرية على النحو التالي: "تحتفظ العينة السابعة المكتشفة حديثا من الأركيوبتركس بجزء من قص مستطيل لطالما دار شك حول وجوده ولكنه لم يوثَق قط من قبل. ويشهد ذلك على قوة عضلات الطيران في هذا الطائر، ولكن قدرته على الطيران لمسافات طويلة ما زالت موضع جدل" وقد أبطل هذا الاكتشاف الدعامة الأساسية للادعاء القائم على أن الأركيوبتركس كان نصف طير ليس بمقدوره الطيران كما ينبغي. كما أن تكوين ريش هذا الطير أحد أهم الأدلة التي تؤكد أن الأركيوبتركس كان طيرا قادرا تماما على الطيران. ذلك أن التكوين غير المتماثل لريش الأركيوبتركس لا يمكن تمييزه عن نظيره في الطيور الحديثة، وهو يشير إلى أن ذلك الطير كان بمقدوره الطيران على أكمل وجه. وكما قال عالم الحفريات البارز Carl O. Dunbar: "لا ريب في أن يصنف (الأركيوبتركس) تحت فئة الطيور بسبب ريشه ". ويسهب عالم الحفريات روبرت كارول في شرح هذا الموضوع: "تتطابق هندسة ريش الطيران في الأركيوبتركس مع نظيرتها في الطيور الحديثة القادرة على الطيران، بينما تتميز الطيور غير القادرة على الطيران بريش متماثل. كما أن طريقة ترتيب الريش على الجناح تندرج كذلك في نطاق الطيور الحديثة..." وهناك حقيقة أخرى تكشفت من خلال تركيب ريش الأركيوبتركس ألا وهي أنه من ذوات الدم الحار. بينما الزواحف والديناصورات حيوانات باردة الدم تتقلب حرارة جسمها بتغير حرارة البيئة، بدلا من أن تنتظم من داخل الجسم. وتتمثل إحدى أهم وظائف ريش الطيور في المحافظة على استقرار درجة حرارة الجسم. وتبين حقيقة أن للأركيوبتركس ريشا أنه كان طيرا حقيقيا حار الدم يحتاج إلى الحفاظ على ثبات درجة حرارة جسمه، خلافا للديناصورات. تشريح الأركيوبتركس وخطأ أنصار التطور هناك نقطتان مهمتان يستند إليهما علماء الأحياء من أنصار التطور عند ادعائهم بأن الأركيوبتركس كان شكلا انتقاليا، ألا وهما المخالب الموجودة على جناحي الطير وأسنانه. وصحيح أن للأركيوبتركس مخالب على جناحيه وأسنانًا في فمه، ولكن هذه السمات لا تعني أن لهذا الكائن أي علاقة بالزواحف. وإلى جانب ذلك، فهناك نوعان من أنواع الطيور التي تعيش في وقتنا الحاضر، الطَّوْرَق touraco و الهوآتزن hoatzin، لديهما مخالب تمكنهما من التمسك بالأغصان. إن هذه الكائنات طيور كاملة، ولا توجد بها أي صفة من صفات الزواحف. لذا، لا يوجد أي أساس قط للجزم بأن الأركيوبتركس شكل انتقالي لمجرد وجود مخالب على جناحيه. ولا تعني الأسنان الموجودة في منقار الأركيوبتركس أن هذا الطير شكل انتقالي. ويخطئ أنصار التطور بقولهم إن هذه الأسنان من صفات الزواحف، لأن الأسنان ليست سمة نموذجية في الزواحف. وفي الوقت الحاضر، تملك بعض الزواحف أسنانا في حين يفتقر إليها البعض الآخر. وعلاوة على ذلك، فالأركيوبتركس ليس النوع الوحيد من الطيور ذوات الأسنان. وصحيح أنه لا يوجد في الوقت الحاضر طيور ذوات أسنان، ولكن عندما ندرس سجل الحفريات بعناية، يتبين أنه خلال عصر الأركيوبتركس وما تلاه من عصور، بل حتى وقت قريب إلى حد ما، كانت هناك مجموعة مميزة من الطيور يمكن تصنيفها تحت بند "الطيور ذوات الأسنان". وأهم ما في الأمر هو أن بنية أسنان الأركيوبتركس وغيره من الطيور ذوات الأسنان تختلف اختلافا تاما عن بنية أسنان أسلافها المزعومة، أي الديناصورات. وقد لاحظ علماء الطيور المشهورون L. D. Martin، و J. D.Stewart، و K. N. Whetstone أن للأركيوبتركس وغيره من الطيور المشابهة أسنانا محدودة القواعد وممتدة الجذور. بيد أن أسنان الديناصورات ذوات الأقدام theropod dinosaurs، الأسلاف المزعومة لتلك الطيور، مشرشرة ومستقيمة الجذور. كما قارن هؤلاء الباحثون أيضا عظام كاحل الأركيوبتركس بنظيرتها في أسلافه المزعومة، الديناصورات، ولم يلاحظوا أي تشابه بينهما. وكشفت دراسات أجراها علماء تشريح من أمثالS. Tarsitano، و M. K. Hecht، و A. D. Walker أنّ John Ostrom، أحد أبرز الثقات في هذا الموضوع، الذي يدّعي أن الأركيوبتركس تطور عن الديناصورات، قد أخطأ في تفسير ما رآه من أوجه تشابه بين أوصال الأركيوبتركس والديناصورات. فمثلا، حلل إيه. دي. ووكر منطقة الأذن لدى الأركيوبتركس واكتشف أنها شديدة الشبه بنظيرتها في الطيور الحديثة. وفي كتابه أيقونات التطور Icons of Evolution، لاحظ عالم الأحياء الأمريكي Jonathan Wells أن الأركيوبتركس قد تم تحويله إلى "أيقونة" لنظرية التطور، في حين أن الأدلة تبين بوضوح أن هذا الكائن ليس السلف البدائي للطيور. ووفقا لوِلز، فإن أحد المؤشرات على ذلك تتمثل في أن الديناصورات ذوات الأقدام – الأسلاف المزعومة للأركيوبتركس – هي في الواقع أصغر سنا من الأركيوبتركس: "وتظهر لاحقا، الزواحف ذوات الأقدام التي كانت تعدو على الأرض، وتميزت بسمات أخرى غير التي يمكن أن يتوقع المرء أنها من سمات سلف الأركيوبتركس." وتشير كل هذه النتائج إلى أن الأركيوبتركس لم يكن حلقة انتقالية وإنما مجرد طير اندرج تحت فئة يمكن أن يطلق عليها "الطيور ذوات الأسنان". ولا يصح على الإطلاق ربط هذا الكائن بالديناصورات ذوات الأقدام. وفي مقالة بعنوان "زوال نظرية ’الطيور هي ديناصورات “The Demise of the ‘Birds Are Dinosaurs’ Theory”، كتب عالم الأحياء الأمريكي Richard L. Deem عن الأركيوبتركس وادعاء تطور الطيور عن الديناصورات ما يلي: "تبين نتائج الدراسات الحديثة أن أيدي الديناصورات ذوات الأقدام قد اشتقت من الأرقام واحد، واثنين، وثلاثة، في حين أن أجنحة الطيور، على الرغم من تشابههما من ناحية البنية، مشتقة من الأرقام اثنين، وثلاثة، وأربعة... وهناك مشكلات أخرى تواجه نظرية "الطيور هي ديناصورات". فالطرف الأمامي للوحوش ذوات الأقدام أصغر بكثير (بالنسبة لحجم الجسم) من الطرف الأمامي للأركيوبتركس. كما أن "الجناح البدائي" الصغير للوحوش ذوات الأقدام ليس مقنعا جدا، خاصة عند الأخذ في الاعتبار وزن هذه الديناصورات الثقيل للغاية. ويجب ألا ننسى أن الغالبية العظمى من الوحوش ذوات الأقدام تفتقر إلى عظام المعصم شبه الهلالية، وتستعيض عنها بعدد كبير من عناصر المعصم الأخرى التي لا يوجد أي تماثل بينها وبين عظام الأركيوبتركس. وبالإضافة إلى ذلك، ففي كل الوحوش ذوات الأقدام تقريبا، يخرج العصب السادس من الجزء الجانبي من قحف المخ (الجمجمة)، بالإضافة إلى عدة أعصاب أخرى، بينما في الطيور، يخرج هذا العصب من الجزء الأمامي من قحف المخ، عبر فتحة خاصة به. كما توجد مشكلة أخرى صغيرة ألا وهي أن الغالبية العظمى من الوحوش ذوات الأقدام ظهرت بعد ظهور الأركيوبتركس". وتشير هذه الحقائق مرة أخرى بكل تأكيد إلى أن لا الأركيوبتركس ولا الأنواع الأخرى من الطيور القديمة المشابهة له كانوا أشكالا انتقالية. ولا تشير الحفريات إلى أن أنواع الطيور المختلفة تطورت من بعضها البعض. بل على العكس، يثبت سجل الحفريات أن طيور اليوم الحديثة وبعض الطيور القديمة مثل الأركيوبتركس عاشت في الواقع مع بعضها البعض في نفس الوقت. وصحيح أن بعضا من أنواع هذه الطيور، مثل الأركيوبتركس والكونفيوشسورنيس Confuciusornis، قد انقرض، لكن الحقيقة المتمثلة في أن بعض الأنواع التي كانت موجودة فيما مضى قد تمكنت من البقاء حتى يومنا هذا لا تدعم في حد ذاتها نظرية التطور. أحدث الأدلة: دراسة النعامة تفند قصة الطير-الديناصور جاءت أحدث ضربة لنظرية "الطيور تطورت عن الديناصورات" من دراسة أجريت في علم أجنة النعام. فقد ورد في يورِك أليرت Eurek Alert، وهي ندوة علمية تعقدها الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، ما يلي: "قام الدكتوران Alan Feduccia و Julie Nowicki من جامعة نورث كارولينا بتشابل هيل بفتح سلسلة من بيض النعام الحي في مختلف مراحل النمو... قال فيدوتشيا : "يتفق العلماء على أن "أيدي" الديناصورات نمت بها الأصابع الأول والثاني والثالث... ومع ذلك، فقد بيَّنت دراستنا لأجنة النعام بشكل قاطع أنه في الطيور لم تَنْمُ سوى الأصابع الثاني والثالث والرابع... وينشئ هذا مشكلة جديدة لأولئك الذين يصرون على أن الديناصورات كانت أسلاف الطيور الحديثة. فكيف يمكن، مثلا، ليد طير بها الأصابع الثاني والثالث والرابع أن تتطور من يد ديناصور لا يوجد بها سوى الأصابع الأول والثاني والثالث؟ يكاد يكون ذلك مستحيلا"". وفي نفس التقرير، علق دكتور فيدوتشيا، أستاذ ورئيس قسم الأحياء السابق بجامعة نورث كارولينا، تعليقات مهمة أيضا على بطلان وسطحية نظرية "الطيور تطورت عن ديناصورات": ""تواجه هذه النظرية مشكلات لا يمكن حلها". "فبخلاف ما أوردناه للتو هناك مشكلة الوقت، ذلك أن الديناصورات الشبيهة ظاهريا بالطيور ظهرت بعد حوالي 25 إلى 80 مليون سنة من ظهور أقدم طير معروف لنا، والذي يبلغ عمره 150 مليون سنة". وقال فيدوتشيا: "إذا فحص المرء هيكلا عظميا لدجاجة وآخر لديناصور من خلال منظار ثنائي العينيّتين سيبدو الهيكلان متشابهين، ولكن بفحصهما فحصا دقيقا عن كثب ستتكشف فروق كثيرة". "فقد كانت أسنان الديناصورات ذوات الأقدام، مثلا، منحنية ومشرشرة، في حين كانت أسنان أقدم الطيور مستقيمة وغير مشرشرة وشبيهة بالوتد. كما كان لكليهما أساليب مختلفة في زرع الأسنان واستبدالها". وتكشف الأدلة مرة أخرى أن خدعة "الطير-الديناصور" هي مجرد "أيقونة" داروينية؛ أي خرافة لا تلقى دعما إلا لمجرد الإيمان الدوغماتي بالنظرية. حفريات أنصار التطور الزائفة الخاصة بالطير-الديناصور لا شك في أن انهيار ادعاءات أنصار التطور المتعلقة بحفريات مثل الأركيوبتركس أوصلهم الآن إلى طريق مسدود تماما حول أصل الطيور. لذا، اضطر بعض أنصار التطور للجوء إلى الأساليب التقليدية، أي التزييف. ففي التسعينيات، تلقى الجمهور عدة مرات إرهاصات "بالعثور على حفرية نصفها ديناصور ونصفها طير". ونشرت وسائل الإعلام الداعمة لأنصار التطور صورا لتلك الكائنات التي أطلق عليها "الطيور-الديناصورات" وبدأ العمل بالتالي في حملة دولية. ومع ذلك، سرعان ما بدأ يظهر أن الحملة استندت إلى التناقض والتزييف. وكان أول بطل للحملة ديناصورا يدعى سيناصوروبتركس Sinosauropteryx تم اكتشافه في الصين في سنة 1996. وقُدمت الحفرية للعالم بأسره بوصفها "ديناصورا ذا ريش"، وتصدرت أخبارها عددا من عناوين الصحف. ومع ذلك، كشفت التحاليل المفصلة في الشهور التالية أن التراكيب التي صورها أنصار التطور بإثارة على أنها "ريش طير" لا تمت في الواقع للريش بصلة. هكذا قُدمت المسألة في مقالة بعنوان "نتف الريش من الديناصور ذي الريش" “Plucking the Feathered Dinosaur” في مجلة Science: "قبل عام واحد بالضبط، أثار علماء الحفريات ضجة حول صور ما أطلق عليه "الديناصور ذو ريش"، التي تم توزيعها في أروقة الاجتماع السنوي لجمعية الحفريات الفقارية. وقد تصدرت الصفحة الأولى لجريدة نيويورك تايمز عينة السيناصوروبتركس المأخوذة من التكوين اليزيني Yixian Formation في الصين، ورأى البعض أنها تؤكد الأصول الديناصورية للطيور. ولكن في اجتماع جمعية الحفريات الفقارية لهذا العام، الذي عقد في شيكاغو أواخر الشهر الماضي، كان الحكم مختلفا بعض الشيء: فقد قال ما يقرب من ستة علماء حفريات غربيين ممن شاهدوا العينات إن التراكيب ليست ريشا حديثا... ويعتقد عالم الحفريات لاري مارتن من جامعة كنساس بلورنس أن التراكيب هي عبارة عن ألياف كولاجينية بالية تحت الجلد، وبالتالي ليست لها أي علاقة بالطيور". وفي سنة 1999، هبت مرة أخرى عاصفة "الطير-الديناصور". إذ قُدمت للعالم حفرية أخرى اكتشفت في الصين بوصفها "دليلا مهما على التطور". وقامت مجلة National Geographic، برسم ونشر صور خيالية "لديناصور ذي ريش" مستوحاة من الحفرية، وتصدرت هذه الصور عناوين الأخبار في عدد من البلدان. وأطلق في الحال الاسم العلمي أركيورابتور لياونِنجنسز Archaeoraptor liaoningensis على هذا النوع، الذي قيل إنه عاش قبل 125 مليون سنة مضت. ومع ذلك، كانت الحفرية مزيفة لأنها ركِّبت بمهارة من خمس عينات منفصلة. وبعد عام واحد، أثبتت مجموعة من الباحثين، كان من بينهم أيضا ثلاثة علماء حفريات، زيف هذه الحفرية بمساعدة التصوير المقطعي بالأشعة السينية عن طريق الحاسب الآلي. وفي الواقع كان الطير-الديناصور من تدبير أحد أنصار التطور الصينيين. إذ شكل الهواة الصينيون الطير-الديناصور من 88 عظمة وحجر بعد لصقها بالغراء والإسمنت. وتشير البحوث إلى أن الأركيورابتور قد بُني من الجزء الأمامي لهيكل عظمي خاص بطير قديم، وأن جسمه وذيله تضمنا عظاما من أربع عينات مختلفة. ونشرت المجلة العلمية ناتشر مقالة وصفت فيها التزييف على هذا النحو: "تم الإعلان عن حفرية الأركيورابتور بوصفها "الحلقة المفقودة" وزُعم أنها ربما كانت أفضل دليل منذ الأركيوبتركس على أن الطيور تطورت، في الواقع، من أنواع معينة من الديناصورات آكلة اللحوم. ولكن، تبين أن الأركيورابتور تزييف تم فيه تجميع عظام طير بدائي وديناصور دروماصوري غير قادر على الطيران... " ولكن كيف استطاعت National Geographic أن تقدم إلى العالم بأسره مثل هذا التزييف العلمي الهائل بوصفه "دليلا مهما على التطور؟" تكمن الإجابة على هذا السؤال في أوهام المجلة التطورية. فبما أنها كانت تؤيد الداروينية تأييدا أعمى ولم تتردد في استخدام أي أداة دعائية ترى أنها في صالح النظرية، فقد انتهى بها الأمر إلى خلق فضيحة جديدة تشبه "فضيحة إنسان بِلْتداون" Piltdown man scandal كما قبل العلماء من أنصار التطور الأوهام التي رددتها National Geographic. وأعلن Storrs L. Olson، رئيس قسم علم الطيور بالمعهد السِّمِثسوني الأمريكي الشهير، أنه حذر في السابق من أن الحفرية زائفة، ولكن إدارة المجلة تجاهلت تحذيراته. وفي رسالة إلى Peter Raven من مجلة National Geographic كتب أولسون: "قبل نشر المقالة المعنونة "الديناصورات تتخذ أجنحة" في عدد تموز/ يوليو 1998 من مجلة National Geographic دعاني مصور مقالة سلوآن، لو مازاتِنتا، إلى الجمعية الوطنية الجغرافية National Geographic Society لمشاهدة الصور التي التقطها للحفريات الصينية وللتعليق على التحيز الموجود في القصة. في ذلك الحين، حاولت أن أنقل للقائمين على المجلة حقيقة أن هناك وجهات نظر بديلة تلقى تأييدا قويا تخالف ما تنوي الناشونال National Geographic تقديمه، ولكن اتضح لي في النهاية أن National Geographic لم تكن مهتمة بأي شيء عدا المبدأ الدوغماتي الغالب بشأن تطور الطيور عن الديناصورات". وفي تصريح لصحيفة USA Today، قال أولسون: "تكمن المشكلة في أن الناشونال جيوجرافيك عرفت في وقت من الأوقات أن الحفرية مزيفة، لكن هذه المعلومات ظلت في طي الكتمان" وبعبارة أخرى، قال إن الناشونال جيوجرافيك تمسكت بالخدعة، على الرغم من معرفتها بزيف الحفرية التي كانت تصورها على أنها دليل على التطور. وينبغي أن نوضح هنا أن موقف National Geographic هذا لم يكن أول تزييف يتم تنفيذه باسم نظرية التطور. فقد وقعت حوادث كثيرة منذ طرح النظرية لأول مرة. إذ رسم عالم الأحياء الألماني Ernst Haeckel صورا مزيفة لأجنة تأييدا لداروين. كما ركّب أنصار التطور البريطانيون فكاً لإنسان غاب على جمجمة إنسان وعرضوها لنحو 40 سنة في المتحف البريطاني بوصفها "إنسان بلتداون، أعظم دليل على التطور". وقدم أنصار التطور الأمريكيون "إنسان نبراسكا" “Nebraska man” من سن خنزير منفردة. وفي كل أنحاء العالم، تم رسم صور زائفة تدعَى "إعادة التركيب" “reconstructions” لكائنات لم تعش قط على أرض الواقع، بوصفها "كائنات بدائية" أو "بشرًا قردة". وباختصار، استخدم أنصار التطور مرة أخرى الوسيلة التي جربوها لأول مرة في تزييف إنسان بلتداون. إذ ابتدعوا بأنفسهم الشكل الوسيط الذي لم يستطيعوا العثور عليه. واستمر هذا الأمر على مدار التاريخ ليبين مدى الخداع الذي تمارسه وسائل الدعاية الدولية على الجمهور لمصلحة نظرية التطور، وليبين أيضا أن أنصار التطور سيلجئون إلى كل أنواع الكذب من أجل تلك النظرية. |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 284 | |||
|
![]() إ8لى أي تزييف علمي تستند خرافة أن "للأجنة البشرية خياشيم"؟ |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 285 | |||
|
![]() ]
9 لماذا يعد وصف الاستنساخ بأنه "دليل على التطور" ضربا من الخداع؟ إن طرح مثل هذا السؤال أو حتى مجرد تبادره إلى الذهن، يكشف في الواقع عن حقيقة مهمة جدا. فهذه هي الدعاية الرخيصة التي يلجأ إليها أنصار التطور ليجعلوا الناس يقبلون بنظريتهم. وبما أن موضوع الاستنساخ ليس له أي علاقة بنظرية التطور، فلا يمكن أن يكون موضع اهتمام بالنسبة لأي نصير من أنصار التطور المتخصصين. ومع ذلك، فقد حاول بعض أولئك المؤيدين للتطور تأييدا أعمى أن يحولوا موضوعا كالاستنساخ، لا علاقة له البتة بالتطور، إلى دعاية لنظرية التطور. ماذا يعني استنساخ كائن حي؟ يُستخدم في عملية الاستنساخ حمض (DNA) الخاص بالكائن الحي المراد نسخه. ويُستخلص حمض (DNA) من أي خلية في جسم الكائن الحي المستنسَخ، ثم يوضع في خلية بويضة egg cell خاصة بكائن حي آخر من نفس النوع. بعد ذلك مباشرة، ُتعرَّض خلية البويضة لصدمة تحثها على بدء الانقسام. عندئذ يتم وضع الجنين في رحم كائن حي، حيث يستمر في الانقسام. وينتظر العلماء بعد ذلك نموه وولادته. لماذا لا توجد علاقة بين الاستنساخ والتطور؟ يختلف مفهوما الاستنساخ والتطور اختلافا كاملا. إذ تقوم نظرية التطور على الادعاء بأن المادة غير الحية تحولت إلى مادة حية بالصدفة. (لا يوجد أدنى دليل علمي على أن هذا يمكن حدوثه فعليا). ومن ناحية أخرى، فالاستنساخ هو عبارة عن نسخ كائن حي عن طريق استخدام مادة وراثية من خلايا ذلك الكائن. وينشأ الكائن الحي الجديد من خلية مفردة، ثم يتم تحويل العملية الحيوية إلى المختبر وتُكرَّر هناك. وبعبارة أخرى، لا يوجد مجال لحدوث هذه العملية "بالصدفة" – الادعاء الأساسي لنظرية التطور – ولا "لنشوء الحياة في مادة غير حية". إن عملية الاستنساخ ليست دليلا على التطور البتة. ومع ذلك، فهي دليل واضح على قانون حيوي يقوض أساس التطور تقويضا تاما. وهذا القانون هو المبدأ الشهير القائم على أن "الحياة لا يمكن أن تنشأ من غير الحياة"، وقد طرح هذا المبدأ العالم الشهير لويس باستور Louis Pasteur قرب نهاية القرن التاسع عشر. وفيما يتعلق بتقديم الاستنساخ بوصفه دليلا على التطور، بالرغم من الحقيقة الصريحة، فإن تلك خدعة تروج لها وسائل الإعلام. لقد بيَّن التقدم العلمي الذي طرأ في العديد من فروع العلم على مدى الثلاثين سنة الماضية أن نشوء الحياة لا يمكن تفسيره عن طريق الصدفة. فالأغلاط العلمية التي ارتكبها أنصار التطور وتعليقاتهم المتحيزة موثقة توثيقا جيدا، وقد أصبح من غير الممكن الدفاع عن نظرية التطور داخل دنيا العلوم. وقد دفعت هذه الحقيقة بعض أنصار التطور للبحث في مجالات أخرى. ولهذا السبب، نجد أن أشكال التقدم العلمي، مثل "الاستنساخ" أو "أطفال الأنابيب"، استخدمت بتعصب في الماضي القريب بوصفها دليلا على التطور. وليس لدى أنصار التطور شيء إضافي يقولونه للمجتمع باسم العلم، لذلك يلجئون إلى الثغرات الموجودة في معرفة الناس العلمية ومحاولة إطالة عمر النظرية بتلك الطريقة، على الرغم من أن ذلك سيجعل النظرية مثار شفقة ليس إلا. وشأنه شأن كل أشكال التقدم العلمي الأخرى، فالاستنساخ تقدم علمي مهم للغاية يكشف الكثير من الحقائق كما أنه يلقى الضوء أيضا على حقيقة أن الحياة قد خُلقت. تفسيرات أخرى خاطئة للاستنساخ هناك سوء فهم آخر وقع فيه الناس عند تفسيرهم للاستنساخ، ألا وهو أن الاستنساخ يستطيع "أن يخلق بشرا". ومع ذلك، فالاستنساخ لا يحتمل مثل هذا التفسير. ذلك أن الاستنساخ ينشأ نتيجة إضافة معلومات وراثية موجودة فعليا إلى آلية التكاثر في كائن حي موجود فعليا أيضا. وبالتالي لا تُخلَق خلال العملية أي آلية أو معلومة وراثية جديدة. إذ تؤخذ المعلومات الوراثية من شخص موجود فعليا وتوضع داخل رحم أنثى. ويمكّن ذلك الطفل المولود في النهاية من أن يكون "توأما مطابقا" للشخص الذي أخُذت منه المعلومات الوراثية. لذا نجد أن كثيرا من الناس ممن لا يستوعبون ماهية الاستنساخ استيعابا كاملا تدور في أذهانهم أفكار خيالية كثيرة حول الاستنساخ. فعلى سبيل المثال، يتخيل هؤلاء الناس أن الخلية يمكن أن تؤخذ من رجل عمره 30 سنة ليُخلَق رجل آخر عمره 30 سنة في نفس اليوم. ولا يوجد مثل هذا النوع من الاستنساخ إلا في الخيال العلمي، وهو غير ممكن ولن يكون ممكنا قط. ذلك أن الاستنساخ يقوم أساسا على الإتيان إلى الحياة "بتوأم مطابق" لشخص ما بوسائل طبيعية (وبعبارة أخرى في رحم الأم). ولا علاقة لذلك بنظرية التطور، ولا بفكرة "خلق الإنسان". ذلك أن خلق إنسان أو أي كائن حي آخر – وبعبارة أخرى الإتيان بشيء من العدم إلى حيز الوجود – هو قوة خاصة تقتصر على الله وحده. ويؤكد التقدم العلمي ذات الشيء من خلال البرهنة على أن هذا الخلق لا يمكن أن يقوم به إنسان، وهو ما تعبر عنه الآية القرآنية التالية: "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ " (الآية 117 من سورة البقرة). [/] |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لماذا, التطور, الكذب, اسلام, تعارض, توافق, تطور, داروين, نظرية, ؟؟؟؟ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc