فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة - الصفحة 19 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

فهرس الحديث والأحاديث الضعيفة و الموضوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-10-27, 17:36   رقم المشاركة : 271
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

روايات مكذوبة في كتاب فضائل الأعمال

السؤال

لقد حضرت محاضرة دينية منذ أيام ، وسمعت فيها بعض الأحاديث التي أرغب معرفة مدى صحتها ، إنها أحاديث متعلقة بالصحابة رضي الله عنهم . لقد ذكر المُحاضِر أن الصحابة بلغوا من الإيمان إلى درجة أنهم كانوا يطلعون

على بعض الأمور الغيبية ، وساق الأدلة التي عزاها إلى كتاب فضائل الأعمال - وهو كتاب معروف لدى جماعة التبليغ -.. من ضمن هذه الأحاديث : أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه مرّ ذات مرة بالمكان الذي وقعت فيه غزوة بدر

فرأى قبراً مفتوحاً ، ورأى في ذلك القبر شخصاً يُعذب ويصرخ : أعطني ماءً.. ولكنه كان يُمنع من أن يأخذ الماء.. وعندما ذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، هذا أبو جهل يُعذب هكذا إلى يوم القيامة

. وحديث آخر : أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً نائماً في المسجد ، فأيقظه وسأله عن إيمانه ، فرد عليه الرجل وقال : إيماني على أكمل حال . فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : وما علامة ذلك ؟

فرد الرجل وقال : أنه يرى عرش الرحمن ، وملائكة الرزق.. - وذكر واحدة ثالثة لا أستذكرها الآن -... فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم : إيمانك كامل فاحرص عليه . فما صحة هذه الأحاديث

وإذا كانت صحيحة فهل معنى ذلك أن الصحابة كانوا يشاهدون بعض الأمور الغيبية ، وما صحة كتاب " فضائل الأعمال " ؟

أرجو التوضيح والتفصيل وجزاكم الله خيراً .


الجواب

الحمد لله


أولا :

أما قصة رؤية عبد الله بن عمر عذاب أبي جهل بن هشام في بدر ، فهذا سرد متنها :

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ( بَيْنَا أَنَا سَائِرٌ بِجَنَبَاتِ بَدْرٍ ، إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ حُفَيرٍ ، فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ ، فَنَادَانِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي ، يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي

فَلَا أَدْرِي ، أَعَرفَ اسْمِي أَوْ دَعَانِي بِدِعَايَةِ الْعَرَبِ ، وَخَرَجَ أَسْوَدُ مِنْ ذَلِكَ الْحُفَيْرِ ، فِي يَدِهِ سَوْطٌ ، فَنَادَانِي : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، لَا تَسْقِهِ ، فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِالسَّوْطِ حَتَّى عَادَ إِلَى حُفْرَتِهِ

فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْرِعًا ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ لِي : أَوَ قَدْ رَأَيْتَهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ . قَالَ : ذَاكَ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، وَذَاكَ عَذَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )

رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/335) قال : حدثنا محمد بن أبي غسان ، ثنا عمرو بن يوسف بن يزيد البصري ، ثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ، عن مالك بن مغول ، عن نافع ، عن ابن عمر فذكره . ثم قال :

"لم يرو هذا الحديث عن مالك بن مغول إلا عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفي " انتهى .

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب عبد الله بن المغيرة الكوفي ، قال فيه أبو حاتم : ليس بقوي ، وقال ابن يونس : منكر الحديث ، وقال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه

وقال النسائي : روى عن الثوري ومالك بن مغول أحاديث كانا [يعني: الثوري ومالكا] أتقى الله من أن يحدثا بها ، وسرد له الإمام الذهبي بعض الأحاديث ثم قال : هذه موضوعات .

انظر : " ميزان الاعتدال " (2/487-488)

قال الهيثمي رحمه الله :

" وفيه عبد الله بن محمد بن المغيرة، وهو ضعيف "

انتهى من " مجمع الزوائد " (3/57)

وقال أيضا :

" وفيه من لم أعرفه "

انتهى من " مجمع الزوائد " (6/81)

وروى ابن أبي الدنيا في " القبور " (ص/93، رقم/92) قال : حدثنا أبي ، ثنا هشيم ، ثنا مجالد ، عن الشعبي : أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إني مررت ببدر فرأيت رجلا يخرج من الأرض

فيضربه رجل بمقمعة معه حتى يغيب في الأرض ، ثم يخرج فيفعل به مثل ذلك مرارا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذاك أبو جهل بن هشام يعذب إلى يوم القيامة .

وهذا كما ترى حديث مرسل ، فالشعبي ليس من الصحابة ولا من كبار التابعين ، وله مراسيل كثيرة عن الصحابة .
وفيه أيضا مجالد بن سعيد ، ضعفه يحيى القطان ، وأبو حاتم ، وأحمد ، وابن معين ، والنسائي وغيرهم

انظر : " تهذيب التهذيب " (10/41)








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-10-27, 17:36   رقم المشاركة : 272
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

أما الحديث الثاني الوارد في السؤال ، فلعل المراد به حديث الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ الأشعري :

( أَنَّهُ مَرَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا . قَالَ : انْظُرْ مَا تَقُولُ ، إِنَّ لِكُلُّ حَقٍّ حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ ؟

قَالَ : عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا ، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ يَتَضَاغَوْنَ فِيهَا . قَالَ : يَا حَارِثَةُ ! عَرَفْتَ فَالْزَمْ - قَالَهَا ثَلَاثًا -)

وقد روي على وجهين : مرسل ومتصل .

أما المرسل : فقد جاء من أسانيد عدة :

1- ابن نمير ، قال : حدثنا مالك بن مغول ، عن زبيد مرسلا .

رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/170)

2- عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن صالح بن سمار وجعفر بن برقان : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مالك ...الحديث .

رواه البيهقي بإسناده في " شعب الإيمان " (13/160) وقال : " هذا منقطع ".

3- أخبرنا معمر ، عن صالح بن مسمار ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال.

رواه ابن المبارك في " الزهد " (1/106)، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (54/227)

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" وهو معضل "

انتهى من " الإصابة " (1/689)

4- قال الحافظ ابن حجر :

" أخرجه – يعني عبد الرزاق - في التّفسير عن الثّوريّ ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن يزيد السلمي قال : قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم للحارث:...."

انتهى من " الإصابة " (1/689)

5- قال ابن أبي شيبة : حدثنا يزيد بن هارون ، أنا أبو معشر، عن محمد صالح الأنصاري : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عوف بن مالك فقال : كيف أصبحت يا عوف بن مالك ؟

انتهى من " الإيمان " لابن أبي شيبة (ص/43)

وأما الوجه المتصل فقد جاء أيضا بأسانيد عدة :

1- من طريق زيد بن الحباب ، ثنا ابن لهيعة ، عن خالد بن يزيد السكسكي ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن محمد بن أبي الجهم ، عن الحارث بن مالك الأنصاري .

رواه عبد بن حميد كما في " المنتخب من المسند " (165)، والطبراني في "المعجم الكبير" (3/166) وعنه أبو نعيم في " معرفة الصحابة " (2/777)، ورواه البغوي في " معجم الصحابة " (2/75)

والبيهقي في " شعب الإيمان " (13/159)

وهذا إسناد ضعيف بسبب ابن لهيعة ، وبسبب محمد بن أبي الجهم ، لم نقف على توثيق له إلا ذكر بعض المترجمين له في الصحابة ، ولكن في ثبوت صحبته نظر .

وقد قال أبو نعيم رحمه الله :

" لا أراه صحابيا " انتهى من " معرفة الصحابة " (1/202)

وقال ابن حجر رحمه الله :

" بل هو من أتباع التابعين ، روى حديثا فأرسله ، فغلط بعض رواته في لفظ متنه "

انتهى من " الإصابة " (6/261)

وقد سكت عنه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (7/224).

وباقي رجاله روايتهم مقبولة .

2- قال البيهقي في " الزهد الكبير " (ص/355) :

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقرئ من كتاب عتيق ، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان ، ثنا زيد بن أبي أنيسة ، عن عبد الكريم –

هو ابن الحارث كما سماه في إسناده ابن مندة -، عن الحارث بن مالك .

وهذا إسناد ضعيف جدا ، فيه أبو فروة يزيد بن محمد ، قال فيه الدارقطني : متروك

. انظر: " موسوعة أقوال الدارقطني " (2/723)

3- قال أبو نعيم رحمه الله :

" ورواه محمد بن الفضل بن عطية ، عن غياث بن المسيب ، عن سليمان بن سعيد بن أبي بردة ، عن الربيع بن لوط ، عن الحارث بن مالك الأنصاري أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه "

انتهى من " معرفة الصحابة " (2/777)

وهذا إسناد متوقف فيه أيضا ، إذ لم نقف على ترجمة مفيدة لسليمان بن سعيد بن أبي بردة ، بل ولم نقف على ذكر له في كتب أهل العلم ، وأيضا فيه غياث بن المسيب ، قال فيه الإمام الذهبي رحمه الله : " مجهول "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (3/338)

والذي يتحصل للقارئ أن جميع الأسانيد السابقة لا تخلو من نكارة وضعف ، فعمادها على المراسيل والمجاهيل والضعفاء ، ومثلها لا يقوي بعضها بعضا

كما أن شواهد الحديث عن أنس بن مالك وأبي هريرة لا تقوي القصة ، ولا تدل على ثبوتها .

لذلك ضعف العلماء هذا الحديث ، ولم نقف على تصحيحه عند أحد منهم .

قال العقيلي رحمه الله :

" ليس لهذا الحديث إسناد يثبت "

انتهى من " الضعفاء الكبير " (4/455)

وقال ابن تيمية رحمه الله :

" في الحديث الذي رواه ابن عساكر مرسلا ، وروي مسندا من وجه ضعيف لا يثبت "

انتهى من " الاستقامة " (1/194)

وقال ابن رجب رحمه الله :

" وهو حديث روي من وجوه مرسلاً ، وروي مسنداً متصلاً من رواية يوسف بن عطية الصفار ، وفيه ضعف ، عن ثابت ، عن أنس ...والمرسل أصح "

انتهى باختصار من " التخويف من النار " (45)

وقال أيضا :

" روي من وجوه مرسلة، وروي متصلا، والمرسل أصح "

انتهى من " جامع العلوم والحكم "(1/127)

وقال العراقي :

" كلا الحديثين – يعني حديث الحارث الأشعري وشاهده حديث أنس بن مالك – ضعيف "

انتهى من " المغني عن حمل الأسفار " (1575)

وقال الهيثمي رحمه الله :

" فيه ابن لهيعة ، وفيه من يحتاج إلى الكشف عنه "

انتهى من " مجمع الزوائد " (1/57)

وقال البوصيري :

" رواه عبد بن حميد بسند ضعيف لضعف عبد الله بن لهيعة "

انتهى من " إتحاف الخيرة المهرة " (7/454)

ثم إن الحديث – على فرض صحته – لا يدل على أن الحارث الأشعري قصد كونه يرى العرش عيانا ، وإنما يريد التمثيل للدلالة على قوة الإيمان بالله عز وجل ، حتى كأنه يرى الغيب رأي العين

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المشهور في تعريف الإحسان : ( أن تعبد الله كأنك تراه )

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :

" أن يشهد العبد بقلبه ذلك شهادة ، فيصير كأنه يرى الله ويشاهده ، وهذا نهاية مقام الإحسان ، وهو مقام العارفين ، وحديث حارثة هو من هذا المعنى

فإنه قال : ( كأني أنظر إلى عرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وإلى أهل النار يتعاوون فيها . فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عرفت فالزم

عبد نور الله الإيمان في قلبه ) وهو حديث مرسل ، وقد روي مسندا بإسناد ضعيف . وكذلك قول ابن عمر لعروة - لما خطب إليه ابنته في الطواف فلم يرد عليه ثم لقيه فاعتذر إليه –

وقال : كنا في الطواف نتخايل الله بين أعيننا ...

" انتهى باختصار من " فتح الباري " لابن رجب (1/212-214)









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-27, 17:37   رقم المشاركة : 273
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثالثا :

كتاب " فضائل الأعمال " واسمه القديم الذي طبع به أولا : " تبليغي نصاب " ، لمؤلفه : محمد زكريا الكاندهلوي ، مليء بالخرافات التي لا يجوز نقلها ولا حكايتها ، فضلا عن الإيمان بمحتواها .

يقول الشيخ حمود التويجري رحمه الله :

" فيه من الشركيات والبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة شيء كثير ، فهو في الحقيقة كتاب شر وضلال وفتنة "

انتهى من " القول البليغ " (ص/11)

ويقول الشيخ شمس الدين الأفغاني رحمه الله :

" لكبار أئمة الديوبندية كتب يقدسها الديوبندية ، وهي مكتظة بالخرافات القبورية والوثنيات الصوفية ، نحو : - وذكر كتبا منها - " تبليغي نصاب " أي : نصاب التبليغ ومنهج التبليغ .

وهؤلاء الديوبندية لم يعلنوا البراءة من هذه الكتب ، ولا حذروا منها ، ولا أوقفوا طباعتها ، ولا منعوا بيعها ولا شراءها ، وأسواق الهند وباكستان وغيرها مكتظة بها "

انتهى من " جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية " (2/776)

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " :

" ما نقل في هذه الكتب – منها كتاب " فضائل الأعمال " - مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة ، والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية

ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم " انتهى من (المجموعة الثانية 2/99)

عبد العزيز بن عبد الله بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – عبد الله بن غديان – صالح الفوزان – بكر أبو زيد .

وقد سبق التحذير من هذا الكتاب في الجواب القادم

رابعا :

أما ادعاء معرفة الغيب من قبل البشر فذلك ما لا يصدر عن مؤمن تقي ، فكيف بالعلماء والصالحين من الصحابة والتابعين

فقد قال الله عز وجل : (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ) الجن/26-27. فإذا كان الأنبياء لا يعرفون الغيب إلا بقدر يسير يطلعهم الله عليه ليكون ذلك آية لهم على نبوتهم

فكيف بغيرهم ممن يدعي معرفة الغيب المطلق ، والاطلاع على اللوح المحفوظ .

جاء في متن " العقيدة الطحاوية ":

" العلم علمان : علم في الخلق موجود ، وعلم في الخلق مفقود ، فإنكار العلم الموجود كفر ، وادعاء العلم المفقود كفر ، ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود وترك طلب العلم المفقود"

وكان من تعليق الشيخ ابن أبي العز الحنفي رحمه الله :

" من ادعى علم الغيب كان من الكافرين "

انتهى من " شرح الطحاوية " (ص/262)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-27, 17:41   رقم المشاركة : 274
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

نقد كتاب فضائل الأعمال لمحمد زكريا الكاندهلوي

السؤال

هل صحيح أن كتاب " فضائل الأعمال " لمحمد زكريا الكاندهلوي يحتوي على العديد من الأمور التي مفادها الشرك ؟


الجواب


الحمد لله

كتاب " فضائل الأعمال " واسمه القديم الذي طبع به أولا : " تبليغي نصاب "

لمؤلفه : محمد زكريا الكاندهلوي

عبارة عن أبواب منوعة في فضائل الأعمال ، كتبها مؤلفها لتكون مرجعا لجماعته " جماعة التبليغ "

فأصبح هذا الكتاب عمدتهم ، يقرؤونه في مجالسهم ، ويدرسونه في مدارسهم ومساجدهم ، وهو مكتوب باللغة الأوردية ، لذلك لم ينتشر في البلاد العربية

وإنما في البلاد التي تنتشر فيها جماعة التبليغ كالهند والباكستان والأفغان .

قال الشيخ حمود التويجري في "القول البليغ" (ص/11) :

" وأهم كتاب عند التبليغيين كتاب "تبليغي نصاب" الذي ألفه أحد رؤسائهم المسمى : محمد زكريا الكاندهلوي ، ولهم عناية شديدة بهذا الكتاب ، فهم يعظمونه كما يعظم أهل السنة " الصحيحين " وغيرهما من كتب الحديث .

وقد جعل التبليغيون هذا الكتيب عمدة ومرجعا للهنود وغيرهم من الأعاجم التابعين لهم ، وفيه من الشركيات والبدع والخرافات والأحاديث الموضوعة والضعيفة شيء كثير ، فهو في الحقيقة كتاب شر وضلال وفتنة " انتهى .

ويقول الشيخ شمس الدين الأفغاني في كتابه "جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية" (2/776) :

" لكبار أئمة الديوبندية كتب يقدسها الديوبندية ، وهي مكتظة بالخرافات القبورية والوثنيات الصوفية ، نحو : - وذكر كتبا منها - " تبليغي نصاب " أي : نصاب التبليغ ومنهج التبليغ

وهؤلاء الديوبندية لم يعلنوا البراءة من هذه الكتب ، ولا حذروا منها ، ولا أوقفوا طباعتها ، ولا منعوا بيعها ولا شراءها ، وأسواق الهند وباكستان وغيرها مكتظة بها " انتهى .

وجاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (المجموعة الثانية 2/97) :

" السؤال : أنا رجل مسلم أعيش في بريطانيا ، أرغب في اتباع منهج أهل السنة والجماعة في جميع أمور حياتي ، وبناء على هذا أحاول قراءة كتب دينية بالأردية

وأثناء قراءتي لبعض الكتب الدينية المؤلفة من العالم الشهير والبارز الهندي والمنتسب إلى جماعة التبليغ الديوبندية ، اسمه : الشيخ محمد زكريا كاندهلوي شيخ الحديث

وجدت في كتابه المسمى : ( تبليغي نصاب ) على الصفحة رقم/113 ، في الفصل الخامس ، قصة نقلها المؤلف من كتاب اسمه : ( رونق المجالس ) ، حيث ذكر قصة التاجر الذي مات وقسم ميراثه بين ابنيه

وقد ترك المتوفى إلى جانب المال الكثير شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الابن الأصغر شعر رأس الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتنازل عن ماله الذي كان يستحقه من وراثة أبيه في حق أخيه الكبير

والذي حصل أن الذي أخذ المال قد أفلس بعد قليل ، والذي أخذ الشعر صار غنيا ، وبعد وفاة الأخ الصغير الذي لديه شعر رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، رأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في منامه

حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له : ( من له حاجة فعليه أن يذهب إلى قبر هذا الأخ الصغير ، ويدعو الله سبحانه وتعالى عند قبره لاستجابة دعائه ) نقلا عن كتاب ( تبليغي نصاب ) .

وكذلك قرأت كتابا آخر اسمه ( تاريخ مشائخ جثت ) للمؤلف السالف ذكره الشيخ : محمد زكريا في صفحة رقم ( 232 ) ، حيث ذكر في هذا الكتاب ،

مرة الشيخ حاجي إمداد الله مهاجر مكي كان في مرض موته ، فزاره أحد معتقديه وحزن على حاله التي كان هو فيها ، فعرف الشيخ حزنه عليه ، فقال : ( لا تحزن ، إن الزاهد العابد لا يموت

بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وإنه يقضي حاجة الناس وهو في قبره ، كما كان يقضي حاجتهم في حياته ) ، نقلا من كتاب :

( تاريخ مشائخ جثت ) .

والمطلوب أحب أن أسمع عن آرائكم الرشيدة في حق كل من ذكر . وكذلك :

أ - هل هو يبقى مسلما - أي : المؤلف - وراوي القصة بعد هذه العقيدة التي ظهرت لنا من خلال كتبه وكلامه ، بينوا لنا مستدلين بالكتاب والسنة ؟

ب - إذا لم يبق مسلما ، فما الدليل من الكتاب والسنة على خروجه من الملة ؟

فكان الجواب :

" ما نقل في هذه الكتب مما ذكر في السؤال من البدع المنكرة ، والخرافيات التي لا تستند إلى حقيقة شرعية ، ولا إلى أصل من كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم

ولا يقول بذلك ولا يعتقده إلا من انتكست فطرته ، وعميت بصيرته ، وضل سواء السبيل .

وادعاء أن شعر الرسول لا يزال موجودا ، وأن من حازه سبب له الغنى ، وادعاء رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يوصي بالدعاء عند قبر هذا الرجل - كل ذلك كذب وافتراء لا دليل عليه

وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الشيطان لا يتمثل بي ) – متفق عليه - فكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بدعاء الله عند القبور

وقد نهى عن ذلك في حياته ، وحذر منه أشد التحذير ، ونهى عن الغلو في الأنبياء والصالحين والتوسل بهم بعد موتهم ، ولم يمت صلى الله عليه وسلم إلا وقد أتم الله به الدين

وأكمل به النعمة ، فلا يزاد على ما شرعه ولا ينقص منه ، واعتقاد أن الدعاء يستجاب عند القبور بدعة لا أصل لها في الشرع المطهر

وقد تؤول بصاحبها إلى الشرك الأكبر إذا دعا المقبور من دون الله أو معه ، أو اعتقد النفع والضر في المقبور ، فإن النافع الضار هو الله سبحانه .

وكذلك اعتقاد أن الزاهد العابد لا يموت ، بل ينتقل من مكان إلى مكان آخر ، وأنه يقضي حاجات الناس في قبره ، كما كان يقضي حاجاتهم في حياته - اعتقاد فاسد من معتقدات الصوفية المنحرفة

ولا دليل على ذلك ، بل دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على أن كل إنسان في هذه الدنيا يموت

قال الله تعالى : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الزمر/30 ، وقال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) الأنبياء/34 ، ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) الأنبياء/35 .

كما دلت الأحاديث الصحيحة أن الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث : علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له

أو صدقة جارية ، وأن الميت في قبره لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ومن كانت هذه حاله فإنه لا يملك ذلك لغيره من باب أولى ، ولا يجوز طلب قضاء الحاجات إلا من الله وحده فيما لا يقدر عليه إلا الله

وطلبها من الأموات شرك أكبر ، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر كفرا أكبر يخرجه من الملة والعياذ بالله ، لإنكاره الأدلة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الدالة على ذلك

وعليه أن يتوب من ذلك توبة نصوحا ، ويعزم على عدم العودة لذلك العمل السيئ ، وأن يتبع ما عليه السلف الصالح أهل السنة والجماعة ليفوز برضا الله وجنته ويسلم من عذابه " انتهى .

كما جاء في "الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة" (1/322) :

" يعتمدون – يعني جماعة التبليغ – في اجتماعاتهم في البلاد العربية على القراءة من " رياض الصالحين " ، وفي البلاد الأعجمية على القراءة من " حياة الصحابة "

و " تبليغي نصاب " والأخير مليئ بالخرافات والأحاديث الضعيفة " انتهى.

والخلاصة أن أهل العلم تتابعوا على التحذير من كتاب " تبليغي نصاب " واسمه الآخر " فضائل الأعمال "، فلا يجوز لعامة المسلمين القراءة فيه ، بل عليهم العناية بكتب السنة الصحيحة

والكتب التي يتبع مؤلفوها منهج أهل السنة والجماعة ، أما الكتب التي تحوي الخرافة والكذب ، فلا ينبغي أن يكون لها محل في قلب المسلم ولا في عقله .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-27, 17:44   رقم المشاركة : 275
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث موضوع في وصف حليب الأم المرضعة

السؤال

( حليب الأم المرضعة رزق من الله ، في الصيف يكون باردا ، وفي الشتاء يكون دافئا ، وهما عرقان لا يعلم أحد مِن خلقه أين هما ) أود معرفة صحة هذا الحديث ومصدره ، وهل هو فعلا مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإذا كان كذلك ، فهل ثبت علميا أن حليب الأم في الصيف يكون باردا ، وفي الشتاء يكون دافئا ، خصوصا عند علماء الغرب . وجزاكم الله خيرا .


الجواب


الحمد لله


أولا :

لم نقف على هذا الحديث في كتب السنة والآثار ، بعد البحث عنه .

لكن ... هناك حديث قدسي قريب من معنى هذا الحديث ، يقول الله تعالى فيه لابن آدم : (فاستخلصت لك في صدر أمك عرقا يدر لبنا ، باردا في الصيف ، حارا في الشتاء ، واستخلصته لك من بين جلد ولحم ودم وعروق) .

رواه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (10/399) بسنده عن محمد بن كعب القرظي قال :

" قرأت في التوراة - أو قال في صحف إبراهيم الخليل - فوجدت فيها : يقول الله :...- فذكر حديثا طويلا فيه الكلام السابق نقله –" انتهى .

ومحمد بن كعب القرظي من التابعين وليس من الصحابة .

والكتب السابقة دخلها التحريف والزيادة والنقصان ، فلا يوثق بما ينقل منها .

على أن هذا الأثر لم يثبت عن محمد بن كعب القرظي ، لأن في الإسناد إليه : موسى بن عبيدة الربذي ، قال فيه الإمام أحمد : ما تحل الرواية عنه ، وقال : منكر الحديث

وكذا قال أبو حاتم ، وقال يحيى بن معين : ضعيف ، يحدث بأحاديث مناكير ، وضعفه الترمذي والنسائي ، وقال ابن عدي : الضعف على رواياته بيِّن .

انظر : "تهذيب التهذيب" لابن حجر (5/553 – 555) .

ثانيا :

أما من حيث الناحية الطبية فيرجع في ذلك إلى الأطباء .

وللوقوف على أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائد حليب الأم يرجى مراجعة مقال الدكتور محمد علي البار ، نشر في " مجلة الإعجاز العلمي "، العدد العاشر ، بعنوان : انحسار الرضاعة خسارة مناعية ".

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:06   رقم المشاركة : 276
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)



اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته




حكم تكرار التأمين ثلاثا بعد قراءة الفاتحة

السؤال

أقول " آمين " بصوت عال مرة واحدة في نهاية سورة الفاتحة في الصلاة ، ولكن – في مكان ما – يقولون : " آمين " بصوت عال ثلاث مرات في نهاية سورة الفاتحة في الصلاة

ما هو الدليل من السنة النبوية لقولهم ثلاث مرات " آمين " ؟


الجواب

الحمد لله


لم نجد في الأدلة الشرعية الصحيحة ما يدل على مشروعية التأمين ثلاث مرات في صلاة الجماعة ، وإنما ورد في ذلك حديث ضعيف لا يثبت عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال :

( رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ قَالَ : آمِينَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ )

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " (22/22)

قال : حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدثني أبي ، ثنا سعد بن الصلت ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيه ، به .

والصواب أنه لا يصح الاستدلال بهذا الحديث على استحباب تثليث التأمين ، وذلك من أوجه عدة :

أولا :

أن الحديث لا يثبت عن وائل بن حجر رضي الله عنه ، فيه علل عدة :

1- عبد الجبار بن وائل لم يسمع من أبيه وائل بن حجر ، كذا قال البخاري ويحيى بن معين وابن حبان والدارقطني وعامة النقاد .

انظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (6/105)

2- تفرد الأعمش برواية هذا اللفظ عن أبي إسحاق السبيعي ، في حين أن كلا من زهير وأبي الأحوص وغيرهما قد رووا هذا الحديث عن أبي إسحاق

وليس فيه اللفظ محل الإشكال : ( ثلاث مرات )، ينظر " المسند الجامع " (15/681) بشار عواد وآخرون.

3- ثم إن سعد بن الصلت لم نجد له توثيقا ولا تجريحا سوى ما قاله الإمام الذهبي رحمه الله : " هو صالح الحديث ، وما علمت لأحد فيه جرحا "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (9/318)

غير أن هذه الكلمة غير كافية في التوثيق ؛ لأنها عارية عن ذكر دليل التوثيق ، هل هو كلام النقاد الذين عاصروه واختبروه

أم هو استقراء أحاديثه ، وإن كان الثاني فماذا يصنع بالحديث الذي بين يدينا في هذه المسألة ، أليس فيها تفرد بحكم لم يرد مثله في السنة الصحيحة !

4- هذا فضلا عن أن حديث التأمين عن وائل بن حجر رضي الله عنه رواه عدة من تلاميذه

من أشهرهم حجر بن عنبس في " مسند أحمد "، وسنن أبي داود (932)، وسنن الترمذي (248)، ولم يذكر أحد منهم هذا اللفظ محل الإشكال .

ثانيا :

ثم على فرض صحة الإسناد فإن معناه محتمل

فقد قال الحافظ رحمه الله :

" الظاهر أن قوله : ( ثلاث مرات ) يعني أنه رآه في ثلاث مرات ، في ثلاث صلوات ، لا أنه ثلّث التأمين " انتهى نقلا من " سبل الهدى والرشاد " للصالحي (8/120)، ولم أقف على هذا التوجيه من كلام ابن حجر في كتبه .

ثالثا :

لم يقل أحد من فقهاء المذاهب الأربعة باستحباب تثليث التأمين ، ولم نجد من ينص على استحبابه سوى ابن حجر الهيتمي في كتابه " الإيعاب " حيث يقول رحمه الله – معلقا على حديث وائل بن حجر السابق - :

" يؤخذ منه أنه يندب تكرير آمين ثلاثا حتى في الصلاة , ولم أر أحدا صرح بذلك "

انتهى نقلا من " حاشية نهاية المحتاج " (1/489)

ولم يوافقه على ذلك محققو فقهاء الشافعية ، ولم يذكره غيره من المتقدمين والمتأخرين ، فيما وقفنا عليه ، بل خالفوه ونصوا على أن المعتمد إفراد التأمين .

يقول الشيخ علي الشبراملسي رحمه الله :

" مجرد أخذه من الحديث لا يقتضي أن الشافعي يقول به ، لجواز أنه اطلع عليه وظهر له فيه ما يمنع من الأخذ به , وقوله : ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) ليس على إطلاقه "

انتهى من حاشية " نهاية المحتاج " (1/489)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:14   رقم المشاركة : 277
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة

السؤال

هل هذا حديث صحيح : عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعلُم آية من كتاب الله والعمل بها خير من مائة ركعة )

الجواب


الحمد لله


أولا :

الحديث المقصود في السؤال هو ما يروى عن أبي ذر رضي الله عنه قال :

قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ :

( يَا أَبَا ذَرٍّ ! لأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ مِائَةَ رَكْعَةٍ ، وَلأَنْ تَغْدُوَ فَتَعَلَّمَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ - عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ - خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُصَلِّيَ أَلْفَ رَكْعَةٍ )

قوله ( لأن تغدو ) أي : خروجك من البيت غدوة ، ( فتعلَّم ) بحذف التاء . ( مائة ركعة )

أي : نافلة . ( عُمل به أو لم يُعمل به ) أي : سواء كان علما متعلقا بكيفية العمل كالفقه ، أو لا ، بأن يكون متعلقا بالاعتقاد مثلا ، وليس المراد أن يكون علما لا ينتفع به .

انتهى من " حاشية السندي على ابن ماجه "

والحديث رواه ابن ماجه في " السنن " (219)

وابن شاهين في " الكتاب اللطيف لشرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن " (رقم/55)

وابن عبد البر في " جامع بيان العلم وفضله " (1/61)، والرافعي في " التدوين في أخبار قزوين ".

جميعهم من طريق العباس بن عبد الله الواسطي ، حدثنا عبد الله بن غالب العباداني ، عن عبد الله بن زياد البحراني ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، فذكره .

وهذا إسناد ضعيف ، فيه علل :

1- عبد الله بن غالب العباداني : ترجمته في " تهذيب التهذيب " (5/310) ليس فيها توثيق أو تجريح ، لذلك قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " مستور "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص/317)

2- عبد الله بن زياد البحراني : ترجمته في " تهذيب التهذيب " (5/222)

وليس فيها جرح أو تعديل له ، لذلك قال الحافظ الذهبي رحمه الله : " لا أدري من هو "

انتهى من " ميزان الاعتدال " (4/102)

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله

: " مستور "

انتهى من " تقريب التهذيب " (ص/304)

3- علي بن زيد بن جدعان : ضعفه أكثر النقاد كأحمد وابن معين والنسائي والدارقطني وغيرهم .

انظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (7/283)

لذلك قال العراقي رحمه الله في حكمه على الحديث :

" ليس إسناده بذاك "

انتهى من " المغني عن حمل الأسفار " (1/16)

وقال البوصيري رحمه الله :

" هذا إسناد ضعيف لضعف علي بن زيد ، وعبد الله بن زياد "

انتهى من " مصباح الزجاجة " (1/30)

وضعف الشيخ الألباني رحمه الله الحديث في " ضعيف ابن ماجه "، و " ضعيف الترغيب والترهيب ".

وقال ابن القيم رحمه الله

– في حديث يروى عن معاذ بنحو حديث أبي ذر -
:
" لا يثبت رفعه "

انتهى من " مفتاح دار السعادة " (1/532)

ثانيا :

ما ثبت في الكتاب والسنة الصحيحة في فضل طلب العلم وتعلم كتاب الله يغني عن الأحاديث الضعيفة

ومع ذلك فقد وردت آثار موقوفة عن بعض الصحابة والتابعين والسلف الصالحين رضوان الله عليهم فيها ما يدل على تفضيل العلم على العبادة ، وأن العالم ما يزال متعبدا لله تعالى في طريق طلبه للعلم .

قال ابن مسعود :

"لا يزال الفقيه يصلي . قالوا : وكيف يصلي ؟ قال : ذكر الله على قلبه ولسانه .

ويروى عن معاذ موقوفا :

تعلموا العلم ، فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عبادة ، ومذاكرته تسبيح" .

وقال ابن عباس :

"تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها .

وفي " مسائل إسحاق بن منصور " قلت لأحمد بن حنبل : قوله : تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها ، أي علم أراد ؟ قال : هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم

. قلت : في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا ؟ قال : نعم" .

وقال أبو هريرة :

"لأن أجلس ساعة فأتفقه في ديني أحب إلي من إحياء ليلة إلى الصباح" .

وقال سفيان الثوري :

"ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية" .

وقال محمد بن علي الباقر :

"عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد" .

انظر هذه الآثار وغيرها في " مفتاح دار السعادة " (1/532) للعلامة ابن قيم الجوزية ، نقلها عن كتب مسندة ككتاب " جامع بيان العلم " لابن عبد البر

وكتب الخطيب البغدادي ، وقد عقد فصلا طويلا هناك في " العلم وفضله وشرفه "، وأطال جدا في بيان فضيلة العلم من عشرات الأوجه (1/219-541)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:18   رقم المشاركة : 278
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لا يصح حديث من قرأ " حم " الدخان في ليلةٍ أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك

السؤال


أريد فقط أن أعرف صحة هذا الحديث ، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ سورة الدخان كل ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك ) رواه الترمذي .

الجواب


الحمد لله


الحديث المقصود في السؤال هو ما يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ " حم " الدخان في ليلةٍ أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك )

رواه الترمذي في " الجامع " (2888)، وابن نصر في " قيام الليل " (ص 69)، وأبو القاسم الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (2/442)، وابن عدي في " الكامل " (6/127)، والثعلبي في " الكشف والبيان " (8/348)

ومن طريقه البغوي في " التفسير " (4/183)، ورواه ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/248)، ، والبيهقي في " شعب الإيمان " (2/484)

جميعهم من طريق عمر بن عبد الله بن أبي خثعم ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة به .

وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب عمر بن عبد الله بن أبي خثعم

حيث جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (7/391) :

" عن أبى زرعة : واهي الحديث ; حدث عن يحيى بن أبي كثير ثلاثة أحاديث لو كانت في خمسمائة حديث لأفسدتها .

وقال أبو أحمد بن عدي : منكر الحديث ، وبعض حديثه لا يتابع عليه .

وقال ابن حبان : يضع الحديث ، لا يحل ذكره إلا على سبيل القدح فيه .

وقال الدارقطني في العلل : ضعيف .

وفي سؤالات البرقاني : متروك .

وقال ابن حزم : ساقط .

وقال أبو بكر البزار : منكر الحديث حدث عن يحيى وغيره بأحاديث مناكير " انتهى .

لذلك حكم أهل العلم على هذا الحديث بالضعف وعدم الثبوت :

قال الترمذي رحمه الله – عقب روايته الحديث - :

" هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وعمر بن أبي خثعم يضعف . قال محمد : وهو منكر الحديث " انتهى .

وحكم عليه ابن الجوزي بالوضع - كما في "الموضوعات" (1/248) - وتبعه أكثر من كتب في الموضوعات .

وكذا حكم الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (14/519، رقم/6734) عليه بالوضع .

تنبيه : وقع في " الكشف والبيان " للثعلبي تسميته عمر بن عبد الله بن أبي السري ، ويبدو أنه تحريف ؛ لأن رواية البغوي من طريق الثعلبي جاء فيها تسميته بأنه : ابن أبي خثعم .

كما وقع في رواية ابن الجوزي للحديث تسمية عمر بأنه " عمر بن راشد "

بناء على أنهما شخص واحد كما في ترجمته في " الضعفاء والمتروكين " لابن الجوزي (2/208)

ولكن الحافظ ابن حجر في " تقريب التهذيب " (441)

قال : " وقد وهم من زعم أنه عمر بن راشد " انتهى.

وانظر جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:20   رقم المشاركة : 279
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يصح حديث في فضل قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة

السؤال

هل من السنة قراءة سورة الدخان ليلة الجمعة ؟

الجواب

الحمد لله


ورد في فضل سورة " الدخان " أحاديث مرفوعة ، ولكن لا يصح منهما شيء :

أما الحديث الأول :

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( من قرأ " حم " الدخان في ليلة الجمعة غُفر له )

رواه الترمذي (2889) من طريق هشام أبي المقدام ، عن الحسن ، عن أبي هريرة به .

ثم قال الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وهشام أبو المقدام يضعف ، ولم يسمع الحسن من أبي هريرة ، هكذا قال أيوب ، ويونس بن عبيد ، وعلي بن زيد .

إذن فللحديث علتان :

1-أبو المقدام هشام بن زياد : اتفقت كلمة المحدثين على تضعيفه ، حتى قال ابن حبان : " يروى الموضوعات عن الثقات ، لا يجوز الاحتجاج به "

. انظر: " تهذيب التهذيب " (11/39).

2-الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة .

لذلك ضعفه ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/ 247)، وابن العربي في " عارضة الأحوذي " (6/35)، والألباني في " ضعيف الترمذي ".

الحديث الثاني :

روى الواحدي في " تفسيره " (4/46) حديثا عن أبي بن كعب بنحو الحديث السابق ، إلا أن في سنده سلَّام بن سليم متهم بالكذب ، لذلك حكم عليه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة " (رقم/4632) بأنه ضعيف جدا .

ورواه أيضا عن أبي بن كعب أحمد بن منيع في مسنده - كما في " إتحاف الخيرة المهرة " للبوصيري (6/89) - ثم قال : هذا إسناد ضعيف لجهالة هارون بن كثير .

الحديث الثالث :

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( من قرأ " حم " الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتاً في الجنة ) .

رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/264)

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" ضعيف جدا ، أخرجه الأصفهاني في " الترغيب والترهيب " (ص 244 - مصورة الجامعة الإسلامية ) عن حفص بن عمر المازني : أخبرنا فضال بن جبير عن أبي أمامة مرفوعاً .

قلت – أي الشيخ الألباني رحمه الله - : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ فضال بن جبير ؛ قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال ، يروي أحاديث لا أصل لها . وبه أعله الهيثمي ؛ فقال (2/ 168) :

رواه الطبراني في " الكبير " ، وفيه فضال بن جبير ، وهو ضعيف جداً. وحفص بن عمر المازني : لا يعرف ؛ كما في " اللسان " " انتهى.

" سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (11/ 191، رقم/5112)

وقد جاء تضعيف هذا الحديث في " فتاوى اللجنة الدائمة " (3/141)

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:33   رقم المشاركة : 280
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما صحة حديث في الحث على العزوبة ، وأوله : ( ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه ) ؟

السؤال

ما صحة هذا الحديث : عن عبد الله بن مسعود قال ‏:‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ‏ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية ، ومن شاهق إلى شاهق ، ومن جحر إلى جحر ) ؟


الجواب

الحمد لله


وجدنا هذا الحديث يُروَى بأسانيد ثلاثة :

الإسناد الأول : يروي به الإمام الخطابي في " العزلة " (رقم/9) من طريق محمد بن يونس الكديمى ، قال حدثنا محمد بن منصور الجشمي ، قال حدثنا سلم بن سالم ، قال حدثنا السري بن يحيى

عن الحسن ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود قال ‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( ‏ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية ، ومن شاهق إلى شاهق ، ومن جحر إلى جحر ، كالثعلب الذي يروغ‏ .‏ قالوا ‏:‏ ومتى ذاك يا رسول الله ؟

قال ‏:‏ إذا لم تُنل المعيشة إلا بمعاصي الله عز وجل ، فإذا كان ذلك الزمان حلت العزوبة‏ . قال ‏:‏ وكيف ذاك يا رسول الله وقد أمرتنا بالتزوج ؟ قال‏ :‏ لأنه إذا كان ذلك الزمان كان هلاك الرجل على يدي أبويه

فإن لم يكن له أبوان فعلى يدي زوجته وولده ، فإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يدي قرابته ‏. قالوا : وكيف ذاك يا رسول الله ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏يَعَيِّرونه بضيق المعيشة ، فيتكلف ما لا يطيق حتى يورده موارد الهلكة ‏)‏

وهذا إسناد ضعيف فيه علل عدة :

1- سلم بن سالم : قال فيه أحمد بن حنبل : ليس بذاك . وقال النسائي : ضعيف . وقال ابن معين : ليس بشيء

. انظر : " ميزان الاعتدال " (2/185)

2- محمد بن يونس الكديمي : أحد المتروكين .

انظر : " ميزان الاعتدال " (6/378)

3- محمد بن منصور الجشمي : لم نقف له على ترجمة .

وقد نص الحافظ ابن حجر على ضعفه بسبب الكديمي

كما في " الكافي الشاف " (201)

الإسناد الثاني : يروي به الإمام أبو نعيم في " حلية الأولياء " (1/25) من طريق عبدالله بن الحسن ، ثنا إسحاق بن وهب ، ثنا عبد الملك بن يزيد ، ثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، عن أبي وائل

عن عبدالله بن مسعود قال : إذا أحب الله عبدا اقتناه لنفسه ، ولم يشغله بزوجة ولا ولد . وقال ابن مسعود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا رجل يفر بدينه من قرية إلى قرية ، ومن شاهق إلى شاهق ، ومن جحر إلى جحر ) .

وهذا إسناد ضعيف أيضا فيه علل :

1- عبد الملك بن يزيد بن فهر – كما في شيوخ إسحاق بن وهب من " تهذيب التهذيب " - : قال فيه الحافظ الذهبي رحمه الله : أتى عن أبى عوانة بخبر باطل في ترك التزويج

لا يُدرَى من هو . كذا في " ميزان الاعتدال " (2/667) .

2- عبد الله بن الحسن بن نصر : ترجمته في " تاريخ بغداد " (9/437) ليس فيها جرح أو تعديل له عن أحد من أهل العلم .

الإسناد الثالث : يروي به الإمام ابن حبان في " الثقات " (8/211) فيقول : حدثنا محمد بن المنذر بن سعيد ، ثنا محمد بن أحمد بن حكيم السيناني ، ثنا أبو روح العابد حاتم بن يوسف

عن ابن المبارك ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر من فج إلى فج ، ومن شاهق إلي شاهق )

وهذا إسناد ضعيف أيضا بسبب :

1- إرسال الحسن البصري .

2- مبارك بن فضالة : قال فيه أبو زرعة يدلس كثيرا وقال أبو داود شديد التدليس .

انظر : " تهذيب التهذيب " (10/31)

الإسناد الرابع : أخرجه الحارث بن أبي أسامة في " المسند " (2/773 من بغية الباحث)، ومن طريقه أبو نعيم في " حلية الأولياء " (2/118) قال الحارث

: حدثنا عبد الرحيم بن واقد , ثنا مسعدة بن صدقة أبو الحسين , ثنا سفيان الثوري , عن أبيه , عن الربيع بن خثيم , عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: ( سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزبة , ولا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق ، أو من جحر إلى جحر ، كالطائر يفر بفراخه وكالثعلب بأشباله

, ثم قال : ما أتقاه في ذلك الزمان راع أقام الصلاة بعلم ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل الناس إلا من خير , ولمائة شاة عفراء أرعاها بسلع أحب إلي من ملك بني النضير , وذلك إذا كان كذا وكذا )

وهذا إسناد ضعيف جدا أيضا بسبب مسعدة بن صدقة ، قال فيه الدارقطني : متروك .

انظر : " ميزان الاعتدال " (4/98).

لذلك قال عنه أبو نعيم : " غريب " انتهى.

الإسناد الخامس : رواه البيهقي في " الزهد الكبير " (ص/183) من طريق جامع بن سودة ، ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب ، ثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من هرب بدينه من شاهق إلى شاهق ، ومن جحر إلى جحر

فإذا كان ذلك الزمان لم تنل المعيشة إلا بسخط الله ، فإذا كان ذلك كذلك كان هلاك الرجل على يدي زوجته وولده ، فإن لم يكن له زوجة ولا ولد كان هلاكه على يدي أبويه

فإن لم يكن له أبوان كان هلاكه على يدي قرابته أو الجيران . قالوا : كيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : يعيرونه بضيق المعيشة ، فعند ذلك يورد نفسه الموارد التي تهلك فيها نفسه )

وهذا إسناد ضعيف أيضا ، فيه جامع بن سوادة : ضعيف يروي أخبارا باطلة

كما في " لسان الميزان " (2/93)

وفيه أيضا تدليس المبارك بن فضالة والحسن البصري .

والحاصل :

أن الحديث ضعيف جدا من جميع طرقه ، لا يقوي بعضها بعضا ، فضلا عن أن الحديث يدعو إلى الترهب والعزوف عن الزواج

وهذا معنى غريب بل منكر في الشريعة ، ليس له شاهد في السنة الصحيحة ، بل الشواهد المتكاثرة على عكسه .

لذلك عقد ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " (2/278) بابا بعنوان : " باب التعزب "

أورد فيه هذا الحديث وغيره ، دلالة على نكارة ورود هذا المعنى في الشريعة .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" ليس معروفا عن النبي صلى الله عليه وسلم "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (18/383)

وحكم الإمام الذهبي على الخبر بالبطلان – كما سبق نقله -

وضعف الحديث الحافظ العراقي في " المغني عن حمل الأسفار " (2/24)

وقال الحافظ السخاوي رحمه الله :

" في معناه أحاديث كثيرة كلها واهية "

انتهى من " المقاصد الحسنة " (ص/329)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" منكر " انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/3270)

وتجد فيها تضعيف أكثر الطرق المذكورة في هذا الجواب أيضا .

أما موضوع العزلة ، والحديث عن المفاضلة بينها وبين الاختلاط بالناس :

فقد سبق الجواب تجده في الرابط التالي



كيفية التحصن من الفتن ؟

التعوذات والأذكار النبوية في الفتن والكروب
كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في الدين ؟
من عوامل الثبات على الدين

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:39   رقم المشاركة : 281
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث موضوع في بكاء اليتيم

السؤال

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن ، فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي ! من ذا الذي أبكى هذا اليتيم الذي غيبت أباه في التراب

فتقول الملائكة : ربنا أنت أعلم . فيقول الله تعالى لملائكته : يا ملائكتي اشهدوا أن من أسكته وأرضاه أنا أرضيه يوم القيامة ) السؤال :

هل الحديث صحيح ، وما إسناده ، وجزاكم الله خيرا ، ووفقكم الله لخدمه هذا الدين ، وجعله الله في ميزان حسناتكم .


الجواب

الحمد لله

أولا :

الحديث الوارد في السؤال يُروى عن اثنين من الصحابة الكرام ، ولكن بأسانيد ضعيفة جدا :

الحديث الأول : عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إنّ اليتيم إذا بكى اهتز لبكائه عرش الرحمن، فيقول الله سبحانه لملائكته: يا ملائكتي! من أبكى هذا اليتيم الذي غيّب أباه في التراب؟ فيقول الملائكة: ربنا أنت أعلم، فيقول الله

: يا ملائكتي! فإني أشهدكم أنّ لمن أسكته وأرضاه أن أرضيه يوم القيامة» فكان عمر إذا رأى يتيما مسح رأسه، وأعطاه شيئا )

رواه ابن عدي في " الكامل " (3/142)، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " (2/269)، والمعافى النهرواني في " الجليس الصالح " (319)، والثعلبي في " الكشف والبيان " (10/230) واللفظ المسوق أعلاه من كتابه .

جميعهم من طريق الحسن بن أبي جعفر ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
وهذا إسناد ضعيف جدا فيه علتان :

1- الحسن بن أبي جعفر : اتفق الأئمة على ضعفه ، حتى قال علي بن المديني : ضعيف ضعيف . وقال فيه البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك

. وقال ابن حبان : غفل عن صناعة الحديث وحفظه ، فإذا حدث وهم وقلب الأسانيد وهو لا يعلم ، حتى صار ممن لا يحتج به وإن كان فاضلا .

انظر ترجمته في " تهذيب التهذيب " (2/260)

2- علي بن زيد بن جدعان : ضعفه النقاد ، حتى قال فيه ابن حبان : يهم ويخطىء فكثر ذلك منه فاستحق الترك .

كما في " تهذيب التهذيب " (7/324)

ولذلك حكم أهل العلم على هذا الحديث بالضعف الشديد والنكارة :

قال ابن عدي رحمه الله

– بعد أن ساق مجموعة أحاديث للحسن بن أبي جعفر -:

" لعل هذه الأحاديث التي أنكرت عليه توهّمها توهما ، أو شُبِّه عليه فغلط "

انتهى من " الكامل " (3/143)

قال الذهبي رحمه الله :

" إسناده ضعيف "

انتهى من " العلو " (ص/96)

وقال ابن عراق :

" في سنده مَن لم أقف لهم على ترجمة "

انتهى من " تنزيه الشريعة " (2/136)

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

" هذا متن منكر جدا مع ضعف إسناده الشديد ، وفيه علل "

انتهى من " السلسلة الضعيفة " (رقم/5852)

وقد روى ابن أبي الدنيا في " النفقة على العيال " (رقم/615) هذا الحديث من طريق درست بن زياد ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب من كلامه .

ولكن درست بن زياد قال فيه أبو زرعة : واهي الحديث . وقال البخاري : حديثه ليس بالقائم .

وهكذا اتفق العلماء على ضعفه كما في " تهذيب التهذيب " (3/209)

الحديث الثاني : وقد روي الحديث أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( إِذَا بَكَى الْيَتِيمُ وَقَعَتْ دُمُوعُهُ فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ تَعَالَى ، فَيَقُولُ : مَنْ أَبْكَى هَذَا الْيَتِيمَ الَّذِي وَارَيْتُ وَالِدَيْهِ تَحْتَ الثَّرَى ؟ مَنْ أَسْكَتَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ )

رواه الخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد " (15/35)

من طريق موسى بن عيسى البغدادي ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك .

وهذا إسناد لا يثبت بسبب موسى بن عيسى ، لم نقف له على ترجمة .

لذلك قال الخطيب رحمه الله :

" هذا حديث منكر جدا ، لم أكتبه إلا بإسناده ، ورجاله كلهم معرفون إلا موسى بن عيسى فإنه مجهول ، وحديثه عندنا غير مقبول "

انتهى من " تاريخ بغداد " (15/35)

وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/168) تحت باب : " بكاء اليتيم "

وقد اتهم الإمام الذهبي موسى بن عيسى هذا بأنه واضع الحديث في أكثر من كتاب

انظر مثلا : " تذكرة الحفاظ " (4/4)، " سير أعلام النبلاء " (14/73)

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :

" كذب "

انتهى من " السلسلة الضعيفة " (5851)

ثانيا :

يكفي في هذا الباب قول الله عز وجل : ( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) الضحى/9.

يقول العلامة السعدي رحمه الله :

" أي : لا تسيء معاملة اليتيم ، ولا يضق صدرك عليه ، ولا تنهره ، بل أكرمه ، وأعطه ما تيسر ، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك "

انتهى من " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان " (ص/928)

ولكن ذلك لا يتعارض مع جواز ضرب اليتيم للتأديب من غير أذى ولا إذلال ، فقد نص العلماء على ذلك .

يقول ابن عابدين رحمه الله :

" وله ضرب اليتيم فيما يضرب ولده "

انتهى من " رد المحتار " (6/426)

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (14/250):

" يجوز ضرب اليتيم لتأديبه بغير إلحاق ضرر به أو أذى أو إذلال " انتهى.

عبد العزيز بن باز – عبد العزيز آل الشيخ – صالح بن فوزان – بكر أبو زيد.

وانظر جواب السؤال القادم

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:43   رقم المشاركة : 282
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

هل يهتز عرش الرحمن لشيء من المعاصي والذنوب ؟

السؤال

هل ورد في السنة أن جريمة الزنا يهتز لها عرش الرحمن ؟

وهل جريمة الزنا وحدها هي التي يهتز لها عرش الرحمن ، أم جريمتا القتل واللواط أيضا ؟

الجواب

الحمد لله


لم نجد في الكتاب والسنة ما يدل على أن عرش الرحمن يهتز لارتكاب شيء من المعاصي والذنوب

والزنا واللواط من فواحش الذنوب وكبائرها ، ولكن لم يرد اهتزاز العرش بخصوص وقوعها ، ولا يجوز دعوى ذلك إلا بدليل شرعي صحيح وصريح .

يقول الإمام الذهبي رحمه الله:

" والعرش خلق لله مسخر ، إذا شاء أن يهتز اهتز بمشيئة الله " انتهى.

" سير أعلام النبلاء " (1/297)

على أننا نبه السائل إلى أنه قد ورد في شأن هذه الفواحش ما هو أشد ، وأفزع لسامعها ، من اهتزاز العرش .

فقد روى البخاري (4634) ومسلم (2760) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( لَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ

وَلَا أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنْ اللَّهِ وَلِذَلِكَ مَدَحَ نَفْسَهُ) وفي الحديث الأخر الذي رواه البخاري (5221) ومسلم (901) من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

قَالَ:( يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ مَا أَحَدٌ أَغْيَرَ مِنْ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَبْدَهُ أَوْ أَمَتَهُ تَزْنِي يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" والغيرة فيها من البغض والغضب ما يدفع به الإنسان ما غار منه ... فالله سبحانه يبغض ذلك ، وهو سبحانه يبغض كل ما نهى عنه ، كما أنه يحب كل ما أمر به ؛ بل الغيرة مستلزمه لقوة البغض

؛ إذ كل من يغار يبغض ما غار منه ، وليس كل من يبغض شيئا يغار منه ؛ فالغيرة أحض وأقوى "

انتهى . قاعدة في المحبة (200- 201) .

والله أعلم .


...........

هل يهتز عرش الله من الطلاق ؟

السؤال


هل يهتز عرش الله من الطلاق ؟.


الجواب

الحمد لله


روي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنه حديث موضوع مكذوب .

وهو ما يُروَى عن عليِّ بنِ أبي طالب رضيَ اللهُ عنه أنّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلَّم قال :

( لا تُطَلِّقُوا ، فإِنَّ الطلاقَ يَهتَزُّ لهُ العَرشُ ) رواهُ ابنُ عديٍّ في "الكامل" (5/112) والخطيبُ في "تاريخِ بغداد" (12/191) ومن طريقِه ابنُ الجوزي في "الموضوعات" (2/277) من طريقِ :

عمرو بنِ جُمَيع عن جُوَيبرٍ عن الضَّحّاكِ عن النزَّال بنِ سبرةَ عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ الله عنه .

قالَ ابنُ الجوزي :

" حديثٌ موضوعٌ ... عمرُو بنُ جميعٍ كان يروي المناكيرَ عن المشاهيرِ ، والموضوعاتِ عن الأثباتِ " انتهى .

وقد حكمَ عليه بالضعفِ والوضعِ كثيرٌ من أهلِ العلمِ منهم :

الخطيبُ البغدادي في "تاريخ بغداد" (12/187) وابنُ القيسراني في "ذخيرة الحفاظ" (2/1147) والسخاويُّ في "المقاصد الحسنة" (ص31)

والشوكانيُّ في "الفوائد المجموعة" (ص139) والصغاني والعجلونِي في "كشفِ الخفاء" (1/361) .

والألباني في "السلسلة الضعيفة" (1/278) حديث رقم (147) .

وليس معنى ضعف الحديث أن الطلاق مباح لا يكرهه الله سبحانه وتعالى ، بل الطلاق مكروه إلى الله ، لا يباح إلا للحاجة . ، فليس للرجل أن يطلق امرأته من غير سبب يبيح ذلك .

قال شيخُ الإسلامِ ابنِ تيمية رحمه الله :

" الأصلُ في الطلاقِ الحظرُ ، وإنما أبيحَ منه قدرَ الحاجةِ " انتهى .

"مجموع الفتاوى" (33/81) .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" الأصل في الطلاق الكراهة ، والدليل : قوله تعالى في الذي يؤلون من نسائهم ( أي يحلفون ألا يجامعوا مدة أربعة أشهر ) : ( فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

وهذا فيه شيء من التهديد ، لكن في الفيء ( أي الرجوع ) قال : ( فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فدل هذا على أن الطلاق غير محبوب إلى الله عز وجل ، وأن الأصل فيه الكراهة ، وهو كذلك " انتهى .

"الشرح الممتع" (10/428) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-10-30, 15:52   رقم المشاركة : 283
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

حديث موضوع في أصل التحيات أنها اسم طائر في الجنة

السؤال

ما صحة هذا القول : التحيات : اسم طائر في الجنة ، على شجرة اسمها الطيبات ، بجوارها نهر اسمه الصلوات ، فإذا قال العبد : التحيات لله والصلوات والطيبات نزل الطائر من الشجرة فانغمس في النهر

ثم نفض ريشه ، فكل قطرة وقعت منه خلق الله منها ملك يستغفر له إلى يوم القيامة .


الجواب

الحمد لله

ليس لهذا الكلام أصل ولا سند عن النبي صلى الله عليه وسلم

فلا تجوز نسبته إلى الشرع

بل يجب التحذير من مثل هذه الأحاديث المكذوبة

وبيان أنها موضوعة لا أصل لها

وأن كل من يساهم في نشرها يناله نصيب من الإثم .

والله أعلم .

الشيخ محمد صالح المنجد


..............

هل ذكرت التحيات في قصة المعراج ؟

السؤال

ما صحة قصة أن لفظ : ( التحيات ) كانت عندما عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء ، ووصل سدرة المنتهى ، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :

( التحيات لله والصلوات والطيبات ، فقال الله : السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، فقالت الملائكة : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين )

فهذه القصة تدرس للأطفال في المدارس لتساعدهم على حفظ التحيات ؟


الجواب

الحمد لله


لا يعرف لهذه القصة أصل ولا سند ، ولم نقف لها على أثر في كتب السنة الصحيحة ، وقصة المعراج ثابتة بتفاصيلها في صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما

وليس فيها شيء عن مناسبة ذكر التشهد المعروف في الصلاة ، وكذلك لم يرد شيء عن هذه القصة حين عَلَّمَ النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة الكرام هذا التشهد .

فقد روى الشيخان : البخاري (6328) ومسلم (402) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ( كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلَاةِ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : السَّلَامُ عَلَى اللَّهِ

السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ ، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ :

إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ ، فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلَاةِ فَلْيَقُلْ : التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .

- فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنْ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ ) .

وغاية ما وقفنا عليه في هذه القصة :

ما تنقله بعض كتب التفسير عند قوله تعالى : ( سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ) يّـس /58 ، فقالوا : " يشير إلى السلام الذي سلمه الله على حبيبه عليه السلام ليلة المعراج إذ قال له

: " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " ، فقال في قبول السلام : " السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين "

انتهى . انظر "روح المعاني" للآلوسي" (3/38) .

وما يذكره بعض شراح السنة عند الكلام على حديث التشهد ، ذكره بدر الدين العيني في "شرح سنن أبي داود" (4/238) ، ونقله الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" عن ابن الملك

وكذلك تذكره هذه القصة في بعض كتب الفقه ، مثل حاشية "تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق" (1/121) ، وفي بعض كتب الصوفية كالقسطلاني والشعراني .

وجميع ذلك ذكر معلق غير مسند ، فلا يجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، كما لا يجوز تعليمه الأولاد الصغار ، لأنه لا يعرف له أصل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم

وقد اتفق أهل العلم على حرمة رواية الأحاديث الموضوعة إلا على سبيل التكذيب والتحذير.

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-02, 16:37   رقم المشاركة : 284
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



حديث لا أصل له أن عمر بن الخطاب قتل الرجل الذي وجد مع امرأته رجلاً آخر

السؤال

أهمني حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في معناه : أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه وجد امرأته تزني ، فطلب منه النبي صلى الله عليه وسلم إعادة النظر

وتكرر الأمر ثلاثاً ، وفي الأخيرة طلب منه أن يأتي عُمر ويقص عليه ذلك ، فلما فعل ضرب عُمر عنقه . أفيدونا بارك الله فيكم في صحة هذا الحديث .

الجواب

الحمد لله


لم نقف على هذا الحديث بعد البحث عنه فيما بين أيدينا من كتب السنة أو الكتب التي اعتنت بنقل آثار الصحابة الكرام رضوان الله عليهم

أو الكتب التي اعتنت بتوثيق فقه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وبيان سياسته وأقضيته .

والذي يغلب على الظن أن هذه القصة مكذوبة لا أصل لها .

ثم إن هذه الرواية الواردة في السؤال لم تذكر سبب قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الرجل ، بل ظاهرها يدل على أنه لا ذنب له

ولم يفعل ما يستحق أن يقتل عليه ، وإنما كان يشكو للنبي صلى الله عليه وسلم حال امرأته ووقوعها في الفاحشة .

ثانياً :

لعله اختلط على من كتب هذا الحديث أو حَدّث به ، لعله اختلط عليه بحديث آخر يُروَى عن أبي الأسود قال : ( اختصم رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما

فقال الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر بن الخطاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انطلقا إليه .

فلما أتيا إليه قال الرجل : يا ابن الخطاب ! قضى لي رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا فقال : ردنا إلى عمر . فردنا إليك . فقال : أكذاك ؟ فقال : نعم . فقال عمر : مَكَانَكُمَا حتى أخرج إليكما فأقضي بينكما .

فخرج إليهما مشتملاً على سيفه ، فضرب الذي قال : رُدَّنا إلى عمر . فقتله ، وأدبر الآخر فاراً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ! قتل عُمَر والله صاحبي

ولولا أني أعجزتُه لقتلني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كنت أظن أن يجترئ عُمَر على قتل مؤمن . فأنزل الله : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ ) الآية ، فهدر دم ذلك الرجل

وبرئ عمر من قتله ، فكره الله أن يسن ذلك بعد ، فقال : ( وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ) النساء/66. )

رواه ابن أبي حاتم في " التفسير " وسنده ضعيف ، وقد ضعفه الحافظ ابن كثير بقوله :

"وهو أثر غريب ، وهو مرسل ، وابن لهيعة ضعيف"

انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (2/351) .

وله شاهد آخر مرسل ، يرويه ضمرة بن حبيب : ( أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى للمحق على المبطل ، فقال المقضي عليه : لا أرضى . فقال صاحبه : فما تريد ؟

قال : أن نذهب إلى أبي بكر الصديق . فذهبا إليه فقال الذي قضي له : قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه ؟ فقال أبو بكر : فأنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه و سلم .

فأبى صاحبه أن يرضى وقال : نأتي عمر بن الخطاب . فأتياه ، فقال المقضي له : قد اختصمنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى لي عليه فأبى أن يرضى ، ثم أتينا أبا بكر الصديق فقال

: أنتما على ما قضى به النبي صلى الله عليه وسلم . فأبى أن يرضى ، فسأله عمر ؟ فقال : كذلك . فدخل عمر منزله فخرج والسيف في يده قد سله فضرب به رأس الذي أبى أن يرضى فقتله

فأنزل الله تبارك وتعالى : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) النساء/65 ) .

رواه ابن دحيم في " تفسيره "

– كما نقله الحافظ ابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " (2/351) – قال : حدثنا شُعَيب بن شعيب ، حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا عتبة بن ضَمْرَة ، حدثني أبي به .

وسنده ضعيف ، فضمرة بن حبيب توفي سنة (130هـ) ، لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم ، وغالب روايته عن التابعين وليست عن الصحابة رضوان الله عليهم ، فالسند غير متصل .

والحاصل : أن هذا الحديث أيضا لا يصح

ولكنه – مع غرابته – يمكن حمله على وجه مقبول ، وهو أن من يرفض حكم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يرضى به ، ويبحث عن حاكم غيره عليه الصلاة والسلام من فعل ذلك ليس بمسلم ، ويكون مرتداً ، وعقوبة المرتد القتل .

أما الحديث الذي ذكره السائل فليس فيه ما يبيح قتل هذا الرجل حسب الرواية التي ذكرت في السؤال .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-11-02, 16:42   رقم المشاركة : 285
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حديث :(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) لم يثبت

السؤال

هناك قول اشتهر على ألسنة الناس على أنه حديث ، ولا أدري صحة ذلك ، (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فأرجو التوضيح .


الجواب

الحمد لله

أولا :

هذا الكلام مع شهرته لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قال الشيخ الألباني رحمه الله :

"لا أصل له مرفوعاً ، وإن اشتهر على الألسنة في الأزمنة المتأخرة"

انتهى من "السلسلة الضعيفة" (8) .

وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " ( المجموعة الثانية 3/269 ) :

" ليس بحديث مرفوع عن الرسول صلى الله عليه وسلم " انتهى.

ثانياً :

أما من حيث المعنى :

فالشق الثاني منه وهو قوله : (واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) فهو صحيح المعنى ، وفيه الحث على العمل للآخرة ، ودوام الاستعداد لها ، وهذا أمر مرغوب مطلوب .

ولهذا المعنى شواهد كثيرة من الكتاب والسنة ، فيها الأمر بالاستعداد للآخرة وللقاء الله بالعمل الصالح والمبادرة بذلك .
وأما الشق الأول منه ، وهو قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) فله وجه مقبول ، ووجه آخر مردود :

أما الوجه المقبول : فهو إذا فهم على أنه دعوة إلى الأخذ بالأسباب ، وبذل الوسع في تحصيل الرزق ، والاهتمام بعمارة الأرض فيما يرضي الله عز وجل .

أو يقال : إن معنى قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) : هو التمهل في عمل الدنيا ، وعدم المسارعة به كعمل الآخرة ، بل يتمهل ويتأنى ويزهد فيه لأنه ـ على افتراض أنه مخلد في الدنيا ـ سيأتيه كل ما يريد من الدنيا

وسيأخذ منها كل ما يريد ، ولكن .. ما لا يأتيه اليوم قد يأتيه غداً ... وهكذا يكون هذا الكلام في الحث على الزهد في الدنيا وليس كما يفهمه كثير من الناس .

قال ابن الأثير رحمه الله :

" الظاهر من مَفْهُوم لفظِ هذا الحديث : أمَّا في الدنيا فَلِلْحثِّ على عِمارتها ، وبقاء الناس فيها حتى يَسْكُن فيها ، ويَنْتَفع بها من يَجيء بعدك ، كما انْتَفَعْت أنت بعَمَل من كان قبلك ، وسَكَنْتَ فيما عَمَرَه

فإنّ الإنسان إذا عَلم أنه يَطُول عُمْرُه أحْكَم ما يَعمَلُه ، وحَرصَ على ما يَكْسِبُه ، وأمّا في جانِب الآخرة فإنه حَثٌّ على إخلاص العمل ، وحُضُور النّيَّة والقَلْب في العباداتِ والطاعات ، والإكْثار منها

فإِنّ من يَعْلم أنه يموت غَداً يُكْثر من عبَادَته ، ويُخْلِص في طاعتِه، كقوله في الحديث الآخر : ( صَلِّ صَلاَة مُوَدِّعٍ ) .

قال بعض أهل العلم : المراد من هذا الحديث غَيْرُ السَّابق إلى الفَهْم من ظاهره ؛ لأنّ النبي صلى اللّه عليه وسلم إنما نَدب إلى الزُّهْد في الدنيا والتَّقْلِيل منها ومن الانْهمَاك فيها والاسْتِمتاع بلَذَّاتها

وهو الغالب على أوَامره ونَواهيه فيما يتعلق بالدنيا ، فكيف يَحُثُّ على عِمارتها والاسْتِكْثار منها ، وإنما أراد - واللّه أعلم - أنّ الإنسان إذا عَلِم أنه يعِيش أبداً قَلَّ حِرْصُه

وعَلِم أنّ مَا يُريدُه لَنْ يَفُوتَه تَحْصِيلُه بتَرْك الحِرْص عليه ، والمُبَادَرة إليه ، فإنه يقول: إن فاتَنِي اليَوْم أدْرَكْتُه غَداً ، فإِنّي أعيش أبداً ، فقال عليه الصلاة والسلام : اعْمَل عَمَل من يَظُنُّ أنه يُخَلَّد

فلا يحْرِص في العمل ، فيكون حَثًّا لَهُ على الترك والتَّقْلِيل بِطَرِيقَة أنيقة ، من الإشَارة والتَّنْبيه ، ويكون أمْرُه لعَمَل الآخِرة على ظاهره ، فيَجْمَع بالأمْرَيْن حَالَة واحدة وهو الزُّهْد والتَّقْلِيل

ولَكِن بلَفْظَيْن مُخْتَلِفَيْن ، وقد اختَصَر الأزهري هذا المعْنى فقال : معْناه : تقْدِيم أمْرِ الآخِرة وأعْمَالِها حِذَارَ المَوْت بالفَوْت على عَمل الدنيا ، وتَأخير أمْر الدنيا كَراهيَة الاشْتِغال بها عن عَمل الآخرة "

انتهى من "النهاية" (1/927) .

ومثل هذا قاله المناوي رحمه الله في "فيض القدير" .

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" هذا القول المشهور ، لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فهو من الأحاديث الموضوعة ، ثم إن معناه ليس هو المتبادر إلى أذهان كثير من الناس من العناية بأمور الدنيا

والتهاون بأمور الآخرة ، بل معناه على العكس ، وهو المبادرة والمسارعة في إنجاز أعمال الآخرة

والتباطؤ في إنجاز أمور الدنيا

لأن قوله : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ) يعني أن الشيء الذي لا ينقضي اليوم ينقضي غداً ، والذي لا ينقضي غداً ينقضي بعد غدٍ ، فاعمل بتمهل وعدم تسرع ، لو فات اليوم فما يفوت اليوم يأتي غداً ، وهكذا .

وأما الآخرة : فاعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ، أي : بادر بالعمل ، ولا تتهاون ، وقدِّر كأنك تموت غداً ، بل أقول : قدِّر كأنك تموت قبل غد ؛ لأن الإنسان لا يدري متى يأتيه الموت .

وقد قال ابن عمر رضي الله عنهما : (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك) .

هذا هو معنى هذا القول المشهور .

إذاً : فالجواب : أن هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن معناه : ليس كما يفهمه كثير من الناس من إحكام عمل الدنيا وعدم إحكام عمل الآخرة ، بل معناه المبادرة في أعمال الآخرة

وعدم التأخير والتساهل فيها ، وأما أعمال الدنيا فالأمر فيها واسع ، ما لا ينقضي اليوم ينقضي غداً وهكذا " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (فتاوى مصطلح الحديث/شروح الحديث والحكم عليها) .

أما إذا فهم قوله : (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) على أنه دعوة إلى الرغبة في الدنيا والتشبث بها ، والحرص على ما فيها من ملذات وشهوات

فهذا فهم مردود ، لا تأتي بمثله الشريعة ، وإنما تأتي دائما بالترغيب في الآخرة ، واتخاذ الدنيا مزرعة وسبيلا إليها .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
سلسله علوم الحديث


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:10

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc