طلب العلم بالكلام ...تزندق .. - الصفحة 19 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلب العلم بالكلام ...تزندق ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-09-10, 08:34   رقم المشاركة : 271
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الاخوة الافاضل
الذي نفعونا بهذا الموضوع القيم..









 


رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 08:36   رقم المشاركة : 272
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

القدري هو الذي يزعم أن الله لم يخلق أفعال العباد ولم يقدرها عليهم، فمعتقد القدرية أنهم قالوا أولاً: إن الله لم يخلق أفعال العباد. إذاً: هنا أنكروا مرتبة من مراتب القدر وهي الخلق. وقولهم: (ولم يقدرها عليهم) إنكار لمرتبة المشيئة. قال: [ويكذب بخلق الله لها، وينسب الأفعال إلى نفسه دون الله]. كأنه يقول: أنا خالق لفعل نفسي، بدليل: أنني لو أردت أن أقوم الآن لقمت، وإذا أردت ألا أقوم لا أقوم. ونسي أن الله عز وجل قادر على أنه إذا هم بالقيام أقعده الله، وإذا كان واقفاً فأراد أن يجلس ما استطاع أن يجلس، وهذا يدل على أن الخلق بيد الله عز وجل لا بيد العباد، ولذلك جرت مناظرات بين سلفنا رضي الله عنهم وبين القدرية. قال: [عن ابن عباس: كلام القدرية كفر]. لأنه لا ينكر مرتبة العلم ولا مرتبة الكتابة إلا كافر بالله عز وجل [وكلام الحرورية ضلالة]. وقال أيضاً: [لا أعرف الحق إلا في كلام قوم ألجئوا ما غاب عنهم في الأمور إلى الله تبارك وتعالى]. فهذا الكلام يصح أن يكون أصولاً سلفية لترشيد هذه الصحوة الإسلامية فيما يتعلق بمسألة الاعتقاد. فقوله: لا أعرف.
و ابن عباس إذا قال: لا أعرف، فمعنى ذلك: أن الذي لا يعرفه ابن عباس لا يكون ديناً. قال: لا أعرف الحق إلا في كلام قوم ألجئوا - أي: فوضوا - ما غاب عنهم في الأمور إلى الله تبارك وتعالى. يعني: الأمور الغيبية الاعتقادية نفوض الأمر فيها إلى الله عز وجل وإن كان ذلك أكبر من عقولنا. قال: [ وفوضوا أمورهم إلى الله، وعلموا أن كلاً بقضاء الله وقدره ]. يعني: آمنوا بأن القضاء والقدر من عند الله عز وجل وإن كان ذلك أمر فوق طاقة عقولهم إلا أنهم يقولون سمعنا وأطعنا. قال: [أتى عبد الله بن عباس على قوم يتنازعون في القدر. فقال: لا تختلفوا في القدر، فإنكم لو قلتم: إن الله شاء لهم أن يعملوا بطاعته فخرجوا من مشيئة الله إلى مشيئة أنفسهم فقد أوهنتم الله بأعظم ملكه]. أي: وجد قوماً يتخاصمون في القدر فقال: لا تختلفوا في القدر؛ لأن اختلافكم لا يدور إلا على أمرين اثنين لا ثالث لهما، فإن قلتم: إن الله أمر العباد وشاء لهم أن يعملوا بطاعته فخرجوا من طاعته ودخلوا في معصيته بمشيئة أنفسهم فقد أوهنتم الله. أي: سلبتم الله تبارك وتعالى أعظم ملكه وهي الربوبية. [وإن قلتم: إن الله جبرهم على الخطايا]، وعلى فعل المعاصي، فإما أن تكون المعاصي من عند الله عز وجل، وإما أن تكون من عند العبد، فإن كان العبد يعمل المعصية بمشيئته وقدرته وإرادته وقضائه لنفسه وقدره على نفسه فإنه لا دخل حينئذ للإله وللرب تبارك وتعالى في أفعال العباد، فيكون العبد هو الخالق لفعل نفسه وليس الله عز وجل هو الذي خلق، وهذا سلب لصفة الربوبية عن الله عز وجل. [وإن قلتم: إن الله جبرهم على الخطايا ثم عذبهم عليها لقلتم إن الله ظلمهم]. فالقدر ليس هو إلا أمرين اثنين: إما أن يشاء الله عز وجل ويخلق ويكتب ويعلم ويقدر، وإما أن يسلب ذلك ويخلق العبد فعل نفسه، وإما أن الله يجبر العبد على فعل الخطايا ثم يعذبه فإنه حينئذ ظالم، فلا تختلفوا حينئذ لأنكم بين شرين وبين ضلالتين، بل وبين كفرين. قال: [ذكر ابن عباس رضي الله عنه القدر فقال: الزنا بقدر، وشرب الخمر بقدر، والسرقة]. ولذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام: (لا إيمان لمن لم يؤمن بالقدر)، فالإيمان بالقدر فرض، والتكذيب به كفر، والكلام فيه بدعة، والسكوت عنه سنة. ......
لشيخ :حسن ابو الاشبال الزهيري










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 13:09   رقم المشاركة : 273
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم
نور السنة والتوحيد عند أهل الحديث
وظلمات البدع والأهواء

تخيم على غيرهم

إن البقاع المضيئة بالكتاب والسنة في العالم الإسلامي هي بقاع أهل الحديث السلفيين.
وإن البقاع المظلمة في العالم الإسلامي هي بقاع أهل البدع والضلال المخالفين المحاربين لأهل الحديث.

وإن الأحزاب السياسية المعاصرة بما فيهم الأخوان المسلمون وفصائلهم والفرق الضالة بما فيهم جماعة التبليغ يريدون أن
يبقى هذا الظلام مخيما في العالم الإسلامي
مطبقا عليه لا يحركون ساكنا ضده وليس لهم إرادة في تبديده وليس لهم نهج يدفعهم إلى إزاحته وإحلال التوحيد ونور الكتاب والسنة بديلاً عنه، فهم يحافظون على هذا الظلام ولا سيما ظلام الرفض والتصوف بحجة أنهم يحاربون أعداء الإسلام وهم ليسوا كذلك وبحجة نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، وبحجة تجميع المسلمين بما فيهم الروافض ومن غلاة الصوفية لمواجهة أعداء الإسلام.
ثم هم يحاربون أهل الحديث ويضعون في وجوههم شتى العقبات والسدود التي تصد الناس عن الاستضاءة بما عند أهل الحديث من نور التوحيد ونور الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.
فإلى متى تستمر حماية الظلام المطبق على الأمة ومتى يرى المسلمون هذا النور.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى ناقلاً كلام السمعاني - رحمه الله -:
(( فزعم كل فريق منهم ( أي المبتدعة ) أنه هو المتمسك بشريعة الإسلام، وأن الحق الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي يعتقده وينتحله؛ غير أن الله تعالى أبى أن يكون الحق والعقيدة الصحيحة إلا مع أهل الحديث والآثار؛ لأنهم أخذوا دينهم وعقائدهم خلفاً عن سلف وقرناً عن قرن إلى أن انتهوا إلى التابعين، وأخذه التابعون عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأخذه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا طريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس من الدين المستقيم والصراط القويم إلا هذا الطريق الذي سلكه أصحاب الحديث… .

ومما يدل على أن أهل الحديث على الحق أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة من أولها إلى آخرها قديمها وحديثها، وجدتها مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار في باب الاعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون عنها، قلوبهم في ذلك على قلب واحد، ونقلهم لا ترى فيه اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قلّ، بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم؛ وجدته كأنه جاء عن قلب واحد وجرى على لسان واحد، وهل على الحق دليل أبين من هذا؟

قال تعالى: { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً }، وقال تعالى: { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبهم فأصبحتم بنعمته إخواناً } ..

وكان السبب في اتفاق أهل الحديث أنهم أخذوا الدين من الكتاب والسنة وطريق النقل فأورثهم الاتفاق والائتلاف، وأهل البدع أخذوا الدين من عقولهم فأورثوا التفرق والاختلاف؛ فإن النقل والرواية من الثقات والمتقنين قلّما تختلف، وإن اختلفت في لفظة أو كلمة؛ فذلك الاختلاف لا يضر الدين ولا يقدح فيه، وأما المعقولات والخواطر والآراء فقلّما تتفق … .
ورأينا أصحاب الحديث قديماً وحديثاً هم الذين رحلوا في هذه الآثار وطلبوها، فأخذوا عن معادنها وحفظوها، واغتبطوا بها ودعوا إلى اتباعها، وعابوا من خالفهم، وكثرت عندهم وفي أيديهم، حتى اشتهروا بها كما يشتهر أصحاب الحرف والصناعات بصناعاتهم وحرفهم، ثم رأينا قوماً انسلخوا من حفظها ومعرفتها، وتنكبوا عن اتباع صحيحها وشهيرها، وغنوا عن صحبة أهلها، وطعنوا فيها وفيهم، وزهدوا الناس في حقها، وضربوا لها ولأهلها أسوء الأمثال، ولقبوهم أقبح الألقاب، فسموهم نواصب أو مشبهة وحشوية أو مجسمة، فعلمنا بهذه الدلائل الظاهرة والشواهد القائمة أن أولئك أحق بها من سائر الفرق)) [ مختصر الصواعق ص:423-429 ]

وخصوم اهل الحديث الجدد يرددون الطعون التي يطعن بها الشيوعيون والعلمانيون والبعثيون في خصومهم من المسلمين وغيرهم وهي : جواسيس، عملاء أمريكا، وعلماء البلاط، وعلماء الصحون.

نسأل الله للجميع الهداية إلى الحق والرجوع عن الباطل والخروج من ظلام البدع.

كتبـــه :
ربيع بن هادي المدخلي
19 / 5 / 1421 هـ










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 13:37   رقم المشاركة : 274
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الموقف الصحيح من أهل البدع
فضيلة شيخنا العلامة / الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …………. وبعد

شيخنا حفظكم الله، لا يخفاكم ما للجليس من أثر على جليسه، سواءً كان خيراً أو شراً.

ولقد وقع بعض إخواننا السلفيين في هذه الأيام في مخالطة بعض المخالفين للمنهج السلفي على سبيل الصحبة وتوافق الطبع؛ فتجد أن هذا الأخ أقل ما يصاب به هو التبلد تجاه الأفكار المخالفة للعقيدة السلفية، ويشمئز من ذكر القضايا المنهجية.

فنريد منكم حفظكم الله تعالى ذكر كلمه تربوية سلفية؛ تبين خطورة مخالطة هؤلاء، وذكر الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار السلفية، في تبيين خطورة ذلك، وذكر الأمثلة من التأريخ تبين تحول بعض أهل السنة إلى البدعة بسبب مماشاة أهل الأهواء.

بارك الله في عمركم وعلمكم، وجزاكم الله خيراً.

أجاب حفظه الله بقوله :

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله.

{يا أيّها الذين آمنوا اتقوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُسْلِمُونَ ]102[ }.[1]

{يا أيّها الناسُ اتّقُوا ربَّكمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها وبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً واتَّقُوا اللهََ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحامَ إِنَّ اللهَ كان عَلَيْكُمْ رَقِيباً ]1[}.[2]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ]70[ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكمْ ويَغْفِرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً]71[}.[3]

أما بعد،،

فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد
r، وشر الأمور محدثاتها وكلّ محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .

ثم أما بعد :

فإجابةً على هذا السؤال أقول: إن هذه المسألة مهمة جداً وشأنها خطير؛ ولهذا اهتم بها الكتاب والسنة، والسلف الصالح في دواوين الإسلام، وخاصةً ما يتعلق بالعقائد، وبالذات ما يتعلق بالمواقف من أهل البدع والضلال، وأهل الفتن والانحرافات، وجلساء السوء بالذات، ففيما بينوه الشفاء والكفاية لمن أراد لنفسه الخير، وأراد لنفسه أن يحيا حياة تُرضي ربه وتقربه إليه، وتبعده عن النار، لقد اهتم بهذا الموضوع سلفنا الصالح رضوان الله عليهم علماً وعملاً وتطبيقاً، رضوان الله عليهم، فما علينا إن كنا نريد النجاة إلا أن نتبع سبيل هؤلاء المؤمنين الصادقين المخلصين، الذين عرفوا الشريعة الإسلامية عقائدها، ومناهجها، ومقاصدها، ومراميها، فقدموا النصح و البيان و التحذير، لمن أراد الله به خيراً من هذه الأمة، وأراد له النجاة وركوب سفينة النجاة فعلاً، في القرآن الكريم تقرأون قوله تعالى{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلى الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا]7[}[4] فبين الله في هذه الآية واقع وحال أهل الزيغ والأهواء ، وأنهم يتقصدون الشر للأمة، و يتقصدون لهم الفتن ؛ لأن نواياهم ليست بسليمة ، وقلوبهم مريضة ، ويريدون أن يصاب الناس بأدوائهم لأنه كما يقال في المثل (كلما عَمَّت هانت) وفي المثل العامي ( قُطِع ذنب الثعلب فقَطَعَ أذناب الآخرين ) وقد قال الله تبارك وتعالى في الكفار{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين ]100[}[5] .


ويود الكفار والنصارى واليهود للمسلمين أن يرتدوا عن دينهم، ولأهل البدع نصيبٌ كبير من هذا القصد السيئ، ومن إرادة السوء لأهل الخير؛ من هنا يجب الحذر منهم غاية الحذر، وقد نبهَنا الله في هذه الآية التي ذكرناها أن الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ، يتقصدون فتنة الناس في دينهم والانحراف بهم عن دين الله الحق إلى ما هم فيه من البدع والضلال ، وما هم فيه من الشبهات و التخبطات والانحرافات وهم يريدون السوء لمن يثق فيهم، ولمن يجالسهم ويخالطهم؛ ولهذا تراهم يسلكون شتى المسالك لصد أهل الحق، ولا سيما الشباب عن منهج الله الحق، فلهم طرق قد برعوا فيها، وأساليب قد مهروا فيها وربوا عليها شبابهم، فتجده لا يعلم كيف يتوضأ؛ ولكنه يجيد عرض الشبه والتشكيك والتشويه والتنفير من الحق وأهله، قد تجده يجيد هذا إجادة عظيمة والعياذ بالله، ونسأل الله أن ينقذهم من هذه المسالك الشيطانية، وأن ينقذهم من أسباب الهلاك ، الرسول عليه الصلاة والسلام تلا هذه الآية لما تلاها قالفإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فألئك الذين سمى الله فحذروهم) [6] فهؤلاء أهل الأهواء وأهل الزيغ هم الذين يتتبعون المتشابهات، الرسول
r يقصد أن أهل الزيغ الذين يتبعون المتشابه هم الذين يجب أن يحذرهم الناس، فمن علامة أهل البدع، ومن علامة أهل الزيغ أنهم لا يسلكون مسالك أهل السنة في بناء دينهم على الآيات المحكمة، ورَدَّ المتشابهات إلى المحكمات؛ وإنما يتعلقون بما يوافق هواهم، ويستطيعون أن يروجوا به لدعواهم الفاسدة، وبدعهم الضالة؛ كما فعل الخوارج والروافض، والمرجئة، والقدرية؛ فإنهم يتعلقون من النصوص المجملة والمتشابهة بما يوافق هواهم؛ فيضلون به ويضلون الناس، وعلى هذه الشاكلة أهل البدع في كل زمان ومكان، مهما كان نوع بدعتهم، ولا تحتقراً شيئاً من البدع ولا تستصغراً منها شيئا؛ فإن هذه مسالكهم، يَفتن ويَزيغ، ويريد أن يُفتن الناس ويزيغون مثل زيغه، وينحرفوا مثل انحرافه، ويُفتنون مثل فتنته، والعياذ بالله، فأنت ترى الآية بينت حالهم والرسول r بين حالهم وحذر منهم.

وإذا كان قد أمر بهجران الصحابة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك حتى بعد توبتهم، وهم لم يركضوا بهذه فتنة ولم يتحركوا بها، بل تابوا وندموا واعترفوا، ومع ذلك لما وقعوا فيه من المخالفة لأمر الرسول
r ؛ لأنهم متهمون في هذه الحال وقد يكونون متهمين بالنفاق.

فإحسان الظن بأهل الانحرافات، وأهل البدع والضلالات، مخالفٌ لمنهج الله تبارك وتعالى، فلا بد من الحذر منهم، ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام (( فإذا رأيتم من يتبع المتشابه فأولئك الذين لعن الله فاحذروهم )) [7]. ما قال أحسنوا بهم الظن كما يقول الآن كثير من أهل الأهواء: أنتم تتكلمون عن النوايا، أنتم تتكلمون عن المقاصد، يا أخي إذا رأينا عندك شبه وضلالات أنت متهم، الله حذرنا منك، ورسول الله حذرنا منك، كيف لا نحذر منك، وكيف نحسن بك الظن وقد نبهنا الله تبارك وتعالى إلى سوء قصدك، وحذر رسول الله منك، فالرسول
r لماذا ما أحسن الظـن بهؤلاء وهم صحابة وبعضهم بدريون، وتخلفوا لعذر من الأعذار وبينوا، وهو لسبب من الأسباب ما نقول عذر من الأعذار بينوا الحقيقة لرسول الله عليه الصلاة والسلام كما هي، فقال: أما هؤلاء فقد صدقوا ولكن نكل أمرهم إلى الله عز وجل، وحتى يقضي الله فيهم ما أراد سبحانه وتعالى، فأمر رسول الله بهجرانهم إلى أربعين يوم، وبعد أربعين يوم يرسل لهم الرسل أن يعتزلوا نسائهم، هجرهم المجتمع برمته، ما كان يكلمهم أحد أبداً، بقي معهم زوجاتهم يعطفن عليهم، فأمرهم رسول الله باعتزال نسائهم ، أمر الله الرحيم الرؤوف، ورسوله الرؤوف الرحيم عليه الصلاة والسلام يعامل هؤلاء بمثل هذه المعاملة، فالحذر من أهل البدع، وبغضهم وهجرانهم ومقاطعتهم هو السبيل الصحيح لحماية الأصِحَّاء من أهل السنة من الوقوع في فتنتهم ،و التساهل معهم وحسن الظن بهم، والركون إليهم هو بداية في طريق الضلال والانحراف،{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار]113[}[8] ومن أظلم من أهل البدع، أهل البدع شر من الفساق وأهل المعاصي ، ولهذا يقول فقيه البصرة وعاقلهم سلام بن أبي مطيع: لأن ألقى الله بصحيفة الحجاج ، أحب إلي أن ألقاه بصحيفة عمرو بن عبيد ، عمر و بن عبيد[9]، عابد زاهد ما شاء الله، لكن مبتدع ضال، والحجاج، فاجر سفاك مجرم، يرى أنه لو خُيِّر أن يلقى الله بصحيفة الحجاج، وصحيفة عمرو بن عبيد، لاختار أن يلقى الله بصحيفة الحجاج السفاك الظالم الفاجر، لماذا ؟ لإدراكه لخطورة البدع وشناعتها، ويكفينا أن الرسول r كان في كل خُطَبِه أو جُلِها يصفها بأنها شر الأمور، كما في حديث جابر رضي الله عنه قال :كان الرسول r إذا خطب، يعلوا صوته ويحمر وجهه كأنه منذر جيش يقول صَبَّحكم ومَسَّاكم ، ثم يقول: أما بعد، فإن خير الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد r، وشر الأمور محدثاتها [10]، وهي تدخل في قول الله تبارك وتعالى{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ]21[} [11] وقوله {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو]31[}[12] فهؤلاء أتباع أهل البدع، مهما كان هذه البدع تتناوله مثل هذه الآيات، لماذا ؟ لأنهم يقدمون طاعة أمرائهم وسادتهم وقادتهم على طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام، وعلى طاعة الله تبارك وتعالى، وكثير من هو سيلقى الله بهذه الإجابة {ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ]67[ ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً]68[}[13] كثير منهم –لا أقول كلهم- كثير منهم سيلقى الله بهذه الإجابة، خاصة من يتبع هواه في محاربة الحق، والرضى بالباطل بل الدعوة إلى الباطل وتشويه الحق ؛ كما يجري من كثير من الناس في هذه الأيام، تراهم يلبسون مُسوح الإسلام بل مسوح السلفية؛ وهم أشد الناس حرباً على السلفية وأهلها.

فالذي يحترم المنهج السلفي ويحترم العقيدة السلفية ويحترم أهل هذا المنهج سابقهم ولاحقهم، كيف يحسن الظن ويركن إلى أهل الباطل، إن قلت كتاب الله فهو عليك، إن قلت سنة رسول الله فهي حجة عليك، إن قلت أئمة الإسلام فمواقفهم معروفة، ومدوناتهم وتآليفهم معروفة في مجافاة أهل البدع وبغضهم والتحذير منهم- ولا سيما أئمة السنة- كمالك، والأوزاعي، والشافعي، والسفيانين، وأبو حاتم، وأبو زرعة، أئمة الإسلام وجبال السنة،وهم قدوة الأمة، فمن لا يقتدي بهؤلاء ويحيد عن سبيلهم فوالله إنه لمتبع لسبيل الشيطان، ويركض في ميادين الشيطان، مهما أدعى لنفسه.

الآن هات موقف الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام ممن يسب أصحاب محمد
r، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول (( لا تسبوا أصحابي والذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحدٍ ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ))[14] يعني الصحابة فوق القمم، ما هم قمم بل فوق القمم، يعني هم بعد الأنبياء مباشرةً لماذا تسبهم، لماذا تسب أحداً منهم وأنت لو جئت بأعمال الخير كلها وأنفقت جبال الذهب كلها لو صارت جبال الدنيا مثل جبل أحد ذهباً وأنفقته ما بلغت مد أحدهم ولا نصيفه، فكيف تسبهم ،والرسول r يلعن من يسب أحداً من أصحابه؛ ثم تجد هؤلاء الضالين لا يغضبون لأحدٍ من أصحاب رسول الله r ، ويا ويلك إن انتقدت إماماً من أئمة الضلال السابين للأنبياء والصحابة والقائلين بالحلول ووحدة الوجود، يبغضونك ويحاربونك من أجل هذا الضال لا من أجل أصحاب محمد r،فهذا ضلال وأي ضلال ، كثير منهم يزعمون أنهم من أهل السنة وهذا واقعهم وهذا حالهم، فأي احترام عندهم للسنة وقد أهين أصحاب رسول اللهr فلم ينصروهم، ومن كذِبهم وفجورهم أنهم رفعوا عقيدتهم بمنهج الموازنات،ويسمونه بمنهج العدل و الإنصاف ،لماذا لا تنصفون الصحابة ، لماذا ما تنصبون موازينكم هذه أول شيء لنبي من الأنبياء ولأصحاب محمد r هذا دليل أنكم ما أنشأتم مثل هذا المنهج وما تعلقتم به إلا لنصرة الباطل، ونصرة الضلال، ولحماية الضلال وأهله، ولحماية مناهج الضلال، والله لو كنتم صادقين ما اخترعتم هذا المنهج، لو كنتم صادقين لبدأتم بنصرة أصحاب محمد r وإنصافهم ممن افترى عليهم وظلمهم وأهانهم ورمى بعضهم بالنفاق ورمى بعضهم بالردة وفعل وفعل، ومثل هذا مقدس عندكم، مثل هذا مقدس، مجدد، إمام، إلى آخره.

أَبَلَغ هذا الشأو، وبلغ هذه المنزلة بسبه لأصحاب محمد
r أم بسبه لموسى، أم بقوله بالحلول، أم بقوله بوحدة الوجود، أم لتعطيله للصفات، أم بقوله بالاشتراكية، بلغ هذه المنزلة السامية عندكم بهذه الأشياء، وكثير وكثير من المخازي، ومع ذلك هو عندكم قمة، وأصحاب الرسول r في الهامش، وبعيدون عن الهامش، لو كنتم تحترمونهم والله، لو كان هذا الشخص أباكم وجدكم لحاربتموه، ولكن إنما هي الأهواء، وإنما هو الضلال والانحراف والاستهانة بدين الله وحملته، مهما ادعيتم لأنفسكم فهذا الواقع يكشفكم ويفضحكم- على كل حال- أنا أحيل الشباب إلى كتب أئمة السنة لينهلوا منها مباشرة، لا يأخذون من أشرطة فلان، وكتابات فلان، وإنما يأخذوا العلم من مناهله الأصيلة، ويرجعون إلى العلماء فيما يشكل عليهم، وإن الأمر – والله- لجد -ورب السماء- لا سيما والمشاكل بلغت حداً لا نظير له، فالسنة الآن تُحارب، وأهلها يحاربون بمختلف وسائل الإعلام، وفي الكتب وفي الأشرطة والانترنيت وفي كل مكان، ويصورون أهل السنة بأنهم خوارج، !! بل يكفرونهم، فأي فتنة أخبث وأشد على الإسلام والمسلمين من هذه الفتنة الخطيرة التي ملئت الأرض والأجواء والفضاء فنسأل الله العافية.

فنحن نحذر الشباب السلفي من مخالطة هؤلاء، والاستئناس بهم، والركون إليهم، فليعتبروا بمن سلف ممن كان يغتر بنفسه ويرى نفسه انه سيهدي أهل الضلال، ويردهم عن زيغهم وضلالهم؛ وإذا به يترنح ويتخبط ثم يصرع في أحضان أهل البدع.

وقد مضت تجارب من فجر تاريخ الإسلام، فأُناس من أبناء الصحابة لما ركنوا إلى ابن سبأ؛ وقعوا في الضلال.

وأناس من أبناء الصحابة والتابعين لما ركنوا إلى المختار بن أبي عبيد؛ وقعوا في الضلال.

وأناس ركنوا إلى كثير من الدعاة السياسيين الضالين ومن رؤوس البدع؛ فوقعوا في حبائل أهل الضلال.

وكثيرون وكثيرون جداً، ولكن نذكر منهم قصة عمران بن حطان، كان من أهل السنة وهوي امرأة من الخوارج، فأراد أن يتزوجها ويهديها إلى السنة، فتزوجها؛ فأوقعته في البدعة، قبحه الله، وكان يريد أن يهديها فضل بسببها،وكثير من المنتسبين إلى المنهج السلفي يقول: أنا أدخل مع أهل الأهواء لأهديهم فيقع في حبائلهم، عبد الرحمن بن ملجم، و عمران بن حطان، كلهم كان ينتمي إلى السنة ثم وقع في الضلال، وأدى بعبد الرحمن بن ملجم فجوره إلى أن قتل علياً، وأدى بعمران بن حطان فجوره إلى أن مدح هذا القاتل نسأل الله العافية قال :

يا ضـربة من تقي ما أراد بها ***** إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره حيناً فأحسبه ****** أوفى البرية عند الله ميزانا


أكرم بقوم بطون الطير قبرهم***** لم يخلطوا دينهم بغياً و عـدوان

ا[15]
إلى آخر أبيات رديئة قالها في مدح هذا المجرم، بارك الله فيكم.

وحصل لعبد الرزاق من أئمة الحديث أن انخدع بعبادة وزهد جعفر بن سليمان الضبعي، وأنِسَ إليه؛ فوقع في حبائل التشيع.

وانخدع أبو ذر الهروي راوي الصحيح بروايات، وهو من أعلام الحديث، انخدع بكلمة قالها الدارقطني في مدح الباقلاني؛ فجَرَّته هذه الكلمة في مدح الباقلاني ، إلى أن وقع في حبائل الأشاعرة، وصار داعية من دعاة الأشعرية؛ وانتشر بسببه المذهب الأشعري في المغرب العربي، فأهل المغرب يأنسون إليه، ويأتونه ويزورونه، ويبث فيهم منهج الأشعري، وهم قبله لا يعرفون إلا المنهج السلفي؛ فسن لهم سنة سيئة ،[16] نسأل الله العافية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( من دعى إلى هدىً كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعى إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارهم إلى يوم القيامة لا ينقص من أوزارهم شيئاً ))[17] فنسأل الله العافية.

والبيهقي انخدع ببعض أهل الضلال، كابن فورك وأمثاله، وكان من أعلام الحديث.

أنت جاهل وتثق بنفسك، وتغتر بنفسك، وأنت ما عندك علم يحميك؛ فأنت أولى مئات المرات بالوقوع في البدعة من هؤلاء.

و انخدع البيهقي بابن فورك فوقع في الأشعرية ، وكثير وكثير من الناس، وفي هذا العصر أمثلة كثيرة ممن عرفناهم كانوا على المنهج السلفي؛ ولما اختلطوا بأهل البدع ضلوا؛ لأن أهل البدع الآن لهم أساليب، ولهم نشاطات، ولهم طرق - يمكن ماكان يعرفها الشياطين في الوقت الماضي- فعرفوا الآن هذه الأساليب وهذه الطرق وكيف يخدعون الناس، فمن أساليبهم أنك تقرأ وتأخذ الحق وتترك الباطل، كثير من الشباب لا يعرف الحق من الباطل، ولا يميز بين الحق والباطل، فيقع في الباطل يرى أنه حق، ويرفض الحق يرى أنه باطل، وتنقلب عليه الأمور، وكما قال حذيفة رضي الله عنه (( إن الضلالة كل الضلالة أن تنكر ما كنت تعرف، وتعرف ما كنت تنكر )) .

فترى هذا سائر في الميدان السلفي والمضمار السلفي ما شاء الله ما تحس إلا وقد استدار المسكين، فإذا به حرب على أهل السنة، وأصبح المنكر عنده معروفاً، والمعروف عنده منكراً، وهذه هي الضلالة كل الضلالة، فنحن نحذر الشباب السلفي من الاغترار بأهل البدع والركون إليهم .

فأنصح الشباب السلفي :

أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، - يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن - والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول r
حَذَّر ، الرسول r أنذر، الرسول r بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.

فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله - يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.

وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:

أولاً: من كتاب الله .

ثانياً: من سنة رسول الله
r
.

ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً، ونذكر لكم مواقف بعضهم؛ لأن الوقت لا يتسع لاستقصائهم .

أما عمر، فقصته مع صبيغ بن عسل مشهورة و معروفة، إذ كان يقذف ببعض الشبهات في أوساط الناس؛ فاستدعاه عمر، وضربه ضرباً شديداً، وأودعه في السجن، ثم استدعاه مرةً أخرى، وضربه، وأودعه في السجن، ثم في الثالثة قال: يا أمير المؤمنين، إن أردت قتلي فأحسن قتلتي، وإن أردت أن يخرج ما في رأسي فوالله لقد خرج، فلم يأمن جانبه أبداً، بعد كل هذا نفاه إلى العراق، وأمر بهجرانه، فهذه عقوبة بسبب هذه الشبهات الذي كان يقذفها في أوساط الناس، إذا قِستَها بالبدع التي تنتشر من أخف الناس بدعة تجد البون الشاسع بين ما عند صبيغ وما عند هؤلاء المتأخرين من الضلالات؛ لأن هذه أخطر وأشد بكثير وكثير، ولها دعاة، ولها نشاطات- مع الأسف الشديد- على كل المستويات .

وأما علي بن أبي طالب، فيكفي أنه قَتَل الخوارج، الذين قال فيهم رسول الله r
: شر الخلق والخليقة، شر من تحت أديم السماء، وفي هذا الوقت بزغ قرن الخوارج في غاية العنف، وفي غاية الشدة، ولهم من الوسائل والإعلام والدعايات والأعمال والفتك مالا يعلمها إلا الله تبارك وتعالى؛ فكيف يأنس المسلم الصادق إلى من يحب هؤلاء ويواليهم؛ وكيف يثق بمن هذا منهجه وهذه عقيدته وهذا موقفه من الأمة .

وأما عبد الله بن عباس فله كلام شديد في أهل القدر رضي الله عنه، منها قال إئتوني بواحد منهم حتى أعض أنفه، حتى أجدعه، أو كما قال، يعني هكذا سيتعامل مع أهل البدع.


ابن عمر لمَّا بلغه أن قوماً يتقفرون العلم ويقولون أن لا قدر، قال: أبلغهم أنني منهم بَراء، وأنهم مني بُرءاء، لم يفتح ملف وتحقيقات وإلى آخره كما يفعل الآن أهل البدع، يقذفون الناس ظلماً وعدواناً، فإذا ثبت لك شيء من ضلالهم وتكلمت وحذرت منه قالوا: ما يتثبت ، نعوذ بالله من الهوى ولو يأتي ألف شاهد على ضال من ضلالهم لا يقبلون شهادتهم ، بل يسقطونها ، ألف شاهد عدل، على ضال من ضلاَّلهم لا يقبلون شهادته؛ فضيعوا الإسلام وضيعوا شباب الإسلام بهذه الأساليب الماكرة نسأل الله العافية .


ابن عمر لما أخبره واحد، و الثاني يسمع فقط؛ صدقه لأنه مؤمن، عدل، وثقة، وديننا يقوم على أخبار العدول، من قواعده أخبار العدول، فإذا نقل لك الإنسان العدل كلاماً فالأصل فيه الصحة، ويجب أن تبني عليه الأحكام، وحذر الله من خبر الفاسق، فإذا إنسان معروف بالفسق وجاءك بخبر لا تكذبه، تَثَّبَت؛ لأن هناك احتمالاً أن يكون هذا الفاسق في هذا الخبر صادق، تَثَّبَت لا بأس، أما الآن العدل تلو العدل، والعدل تلو العدل يكتب ويشهد ما يُقبل كلامه، ويَنقل كلام الضال بالحروف ما تقبل شهادته، يقولون حاقد، فهذه من الأساليب عند أهل البدع و الفتن في هذا الوقت- نسأل الله العافية- لا يعرفها الخوارج، ولا الروافض، ولا أهل البدع في الأزمان الماضية، وجاءوا للأمة بأساليب وقواعد ومناهج وفتن ومشاكل وأساليب؛ إذا جمعتها –والله – ما يبقى من الدين شيء، إذا جمعت أساليبهم وقواعدهم لا يُبقون من الإسلام شيئاً، ومنها أخبار العدول يريدون أن يسقطونها، ومنهج السلف في نقد أهل البدع يسقطونه بطرق خبيثة، يسموها بالعدل والموازنة بين السيئات والحسنات إلى أخره، وإذا أخذت بهذا المنهج صار أئمتنا كلهم فاسقين، غير عدول، ظالمين، فَجَرَة على هذا المنهج الخبيث.


الشاهد أنَّا كما ذكرنا غير مرة أن الله حذرنا من أهل البدع، وبين أن مقاصدهم سيئة، والرسول
r أكَّدَ ذلك وحذر منهم، حذر منهم عليه الصلاة والسلام، فَهِمَ السلف من هذه النصوص ومن غيرها الكثير والكثير، فهموا منها المواقف السليمة والصحيحة من أهل البدع والضلال، ودَوَّنوا ذلك في كتبهم، وقالوا إن المبتدع لا غيبة له، وأنه يجب التحذير منه، وأن محاربة أهل البدع جهاد، وهو أفضل من الضرب بالسيوف لماذا ؟ لأن هذا يفسد الدين مباشرة، هذا يفسد الدين، الفاسد يفسد الدين، الفاسق معترف بأنه منحرف، وأنه مخالف للدين، ويُحدِّث نفسه بالتوبة، أما هذا لا، هذا يُفسد الدين، ويفسد الناس، لهذا نرى أن الله تبارك وتعالى حارب أحبار اليهود ورهبانهم وعلماء السوء منهم أشدَّ من محاربته للحكام والطغاة الجبابرة لماذا ؟ لأن أولئك ضلالهم وفسادهم معروف وواضح للناس، لكن هؤلاء يلبسون الحق بالباطل، كما قال تبارك وتعالى{لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ]71[}[19]، وهذا حال أهل البدع عندهم شيء من الحق أو شيء من الضلالة يلبسونه بشيء من الحق حتى يروج، طرق ماكرة، فالله سبحانه وتعالى أعلم بعباده، تراه كم صب من اللوم والذم والتحذير والطعن لليهود وعلمائهم وللنصارى لماذا ؟ لأنهم أفسدوا دين الله، وهذا شأن أهل البدع ولهم حظ من هذا الذم الذي يوجهه الله تبارك وتعالى إلى اليهود والنصارى، والدليل قول الرسول r (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))[20] فقد وقع أهل البدع في هذا الشر، وتابعوا اليهود في التأويل وفي التحريف وفي الكذب وفي نشر الباطل والدعاية في الباطل، شاركوهم في كل هذه الأشياء، فالشبه قوية جداً بينهم وبين هؤلاء، وقد أخبر الرسول r أن هؤلاء سيتابعونهم.

فنحن عل كل حال بعد هذا كله ننصح الشباب السلفي أن يُقبلوا على طلب العلم، وأن يحرصوا على معاشرة الصالحين، وأن يحذروا كل الحذر من مخالطة أهل البدع وأهل الشبه والفتن، وهذه النصيحة أرجو أن تلقى آذاناً صاغية من إخواننا طلاب الحق وأهل الحق، ونسأل الله أن ينفعنا وإياهم، وأن يجعلنا وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من أتباع محمدr الذين يُؤثِرون طاعته واتباعه على كل أمر من أمور الحياة هذه، إن ربنا سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .


[1] سورة آل عمران رقم الآية (102)

[2] سورة النساء رقم الآية (1)

[3] سورة الأحزاب رقم الآية ( 70 إلى 71 )

[4] سورة آل عمران رقم الآية (7)

[5] سورة آل عمران (100) .

[6] أخرجه البخاري و مسلم صحيح أبو داود 3/869

[7] سبق تخريجه

[8] سورة هود الآية (113)

[9] سير أعلام النبلاء 7/428

[10] رواه مسلم وغيره الإرواء10/ 608 خطبة الحاجة

[11] سورة الشورى رقم الآية (21)

[12] سورة التوبة رقم الآية (31)

[13] سورة الأحزاب رقم الآية (67 إلى 68)

[14] أخرجه البخاري ومسلم صحيح ابن ماجة 1/32

[15] سير أعلام النبلاء 4/215

[16] سير أعلام النبلاء 17/558

[17] صحيح ابن ماجة1/ الصفحة 41

[18] أخرجه البخاري ومسلم رقم الحديث (5839) صحيح الجامع وصحيح النسائي (4665 ) عن أبي موسى

[19] سورة آل عمران رقم الآية (71)

[20] صحيح ابن ماجة ( 364)










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 14:05   رقم المشاركة : 275
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جواب للشيخ ربيع
حول مسألة اشتراط إقامة الحجة في التبديع
السؤال: شيخنا –حفظكم الله- هناك سؤال يدور بين طلاب العلم، وهو: هل يشترط في تبديع من وقع في بدعة أو بدع أن تقام عليه الحجة لكي يبدع أولا يشترط ذلك، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ابتع هداه أما بعد:

فالمشهور عن أهل السنة أنه من وقع في أمر مكفر لا يكفر حتى تقام عليه الحجة.


أما من وقع في بدعة فعلى أقسام:

القسم الأول: أهل البدع كالروافض والخوارج والجهمية والقدرية والمعتزلة والصوفية القبورية والمرجئة ومن يلحق بهم كالأخوان والتبليغ وأمثالهم فهؤلاء لم يشترط السلف إقامة الحجة من أجل الحكم عليهم بالبدعة فالرافضي([1]) يقال عنه: مبتدع والخارجي يقال عنه: مبتدع وهكذا، سواء أقيمت عليهم الحجة أم لا.


القسم الثاني: من هو من أهل السنة ووقع في بدعة واضحة كالقول بخلق القرآن أو القدر أو رأي الخوارج وغيرها فهذا يبدع وعليه عمل السلف.

ومثال ذلك ما جاء عن ابن عمر -
t - حين سئل عن القدرية قال: ((فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني)) رواه مسلم ( 8 ).

قال شيخ الإسلام رحمه الله في درء تعارض العقل والنقل (1/254) :

" فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل.

ويرُاعون أيضاً الألفاظ الشرعية ، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا. ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.

ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقا وباطلا نسبوه إلى البدعة أيضا ، وقالوا : إنما قابل بدعة ببدعة وردَّ باطلا بباطل" .


أقول:

في هذا النص بيان أمور عظيمة ومهمة يسلكها السلف الصالح للحفاظ على دينهم الحق وحمايته من غوائل البدع والأخطاء منها:

1- شدة حذرهم من البدع ومراعاتهم للألفاظ والمعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل، فلا يعبرون - قدر الإمكان - إلا بالألفاظ الشرعية ولا يطلقونها إلا على المعاني الشرعية الصحيحة الثابتة بالشرع المحمدي.

2- أنهم حراس الدين وحماته، فمن تكلم بكلام فيه معنى باطل يخالف الكتاب و السنة ردوا عليه.


ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة ولو كان يرد على اهل الباطل، وقالوا إنما قابل بدعة ببدعة أخرى، ورد باطلا بباطل ، ولو كان هذا الراد من أفاضل أهل السنة والجماعة، ولا يقولون ولن يقولوا يحمل مجمله على مفصله لأنا نعرف أنه من أهل السنة.


قال شيخ الإسلام بعد حكاية هذه الطريقة عن السلف والأئمة :" ومن هذا القصص المعروفة التي ذكرها الخلال في كتاب " السنة" ([2]) هو وغيره ([3]) في مسألة اللفظ والجبر".

أقول:

يشير – رحمه الله تعالى- إلى تبديع أئمة السنة من يقول:" لفظي بالقرآن مخلوق" لأنه يحتمل حقاً وباطلاً، وكذلك لفظ "الجبر" يحتمل حقاً وباطلاً ، وذكر شيخ الإسلام أن الأئمة كالأوزاعي وأحمد بن حنبل ونحوهما قد أنكروه على الطائفتين التي تنفيه والتي تثبته.

وقال رحمه الله:" ويروى إنكار إطلاق "الجبر" عن الزبيدي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم.

وقال الأوزاعي وأحمد وغيرهما :" من قال جبر فقد اخطأ ومن قال لم يجبر فقد أخطأ بل يقال إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ونحو ذلك .

وقالوا ليس للجبر أصل في الكتاب والسنة وإنما الذي في السنة لفظ – الجبل- لا لفظ الجبر؛ فإنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأشج عبد القيس:" إن فيك لخلقين يحبهما الله : الحلم والأناة فقال: أخلقين تخلقت بهما أم خلقين جبلت عليهما؟، فقال : " بل جبلت عليهما"، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله".

وقالوا إن لفظ " الجبر" لفظ مجمل.

ثم بين أنه قد يكون باعتبار حقاً وباعتبار باطلاً، وضرب لكل منهما مثالاً.

ثم قال :" فالأئمة منعت من إطلاق القول بإثبات لفظ الجبر أو نفيه، لأنه بدعة يتناول حقاً وباطلاً".

وقال الذهبي رحمه الله :" قال أحمد بن كامل القاضي: كان يعقوب بن شيبة من كبار أصحاب أحمد بن المعذل، والحارث بن مسكين، فقيهاً سرياً، وكان يقف في القرآن.

قال الذهبي قلت: أخذ الوقف عن شيخه أحمد المذكور، وقد وقف علي بن الجعد، ومصعب الزبيري، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وجماعة، وخالفهم نحو من ألف إمام، بل سائر أئمة السلف والخلف على نفي الخليقة على القرآن، وتكفير الجهمية، نسأل الله السلامة في الدين.

قال أبو بكر المروذي: أظهر يعقوب بن شيبة الوقف في ذلك الجانب من بغداد، فحذر أبو عبد الله منه، وقد كان المتوكل أمر عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان أن يسأل أحمد بن حنبل عمن يقلد القضاء، قال عبد الرحمن: فسألته عن يعقوب بن شيبة، فقال: مبتدع صاحب هوى.

قال الخطيب : وصفه بذلك لأجل الوقف" السير (12/478).

وقدم داود الأصبهاني الظاهري بغداد وكان بينه وبين صالح بن أحمد حَسنٌ، فكلم صالحاً أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فأتى صالح أباه فقال له: رجل سألني أن يأتيك. قال: ما اسمه؟. قال: داود. قال: من أين؟ قال: من أهل أصبهان، قال: أيّ شيء صنعته؟ قال وكان صالح يروغ عن تعريفه إيَّاه، فما زال أبو عبد الله يفحص عنه حتى فطن فقال: هذا قد كتب إليّ محمد بن يحيى النيسابوري في أمره أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. قال: يا أبت ينتفي من هذا وينكره، فقال أبو عبد الله: محمد بن يحيى أصدق منه، لا تأذن له في المصير إليَّ. [تاريخ بغداد ( 8/374 )].


القسم الثالث: من كان من أهل السنة ومعروف بتحري الحق ووقع في بدعة خفية فهذا إن كان قد مات فلا يجوز تبديعه بل يذكر بالخير ، وإن كان حياً فيناصح ويبين له الحق ولا يتسرع في تبديعه فإن أصر فيبدع.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ((وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم، وإذا اتقى الرجل ربه ما استطاع دخل في قوله : (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)، وفي الحديث أن الله قال : ((قد فعلت))، وبسط هذا له موضع آخر))[معارج الوصول ص:43].

وعلى كل حال لا يجوز إطلاق اشتراط إقامة الحجة لأهل البدع عموماً ولا نفي ذلك والأمر كما ذكرت.


فنصيحتي لطلاب العلم أن يعتصموا بالكتاب والسنة وأن ينضبطوا بمنهج السلف في كل ناحية من نواحي دينهم، وخاصة في باب التكفير والتفسيق والتبديع حتى لا يكثر الجدال والخصام في هذه القضايا.

وأوصي الشباب السلفي خاصة بأن يجتنبوا الأسباب التي تثير الأضغان والاختلاف والتفرق الأمور التي أبغضها الله وحذّر منها، وحذّر منها الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- والصحابة الكرام والسلف الصالح، وأن يجتهدوا في إشاعة أسباب المودّة والأخوة فيما بينهم الأمور التي يحبها الله ويحبها رسوله –صلى الله عليه وسلم-.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه

ربيع بن هادي عمير المدخلي

في 24/رمضان/1424هـ


([1]) الرافضي أو غيره إن كفر الصحابة كلهم أو جلّهم أو فسقهم أو جلّهم فهو كافر.

([2]) (5/129-141).

([3]) يعني مثل اللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (2/357-384)، و الآجري في " الشريعة" (1/526-550).










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 14:22   رقم المشاركة : 276
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة
مثلك يا عنبلي كمثل أبو ونّاس في قوله :

قف على دكة الخمار واسقينا ما قال ربك ويل للذي شربوا بل قال

ويل للمصلينا
تركت كل كتب ورسائل جابر بن حيّان وما ساهم به في فلسفة

العلوم ودعوته للمنهج التجريبي ثم ذهبت لتنقل بعضا مما كتبه

حول ثقافة عصره ولا أرى إلا أنّ الحقد قد أعمى بصيرتك

جابر بن حيّان يا ولدي عالم عظيم الشأن ولا ننتظر ممن هم في

مستواك ليتكلموا عنه بل من صنعوا لك هذا الحاسوب والأدوية

التي تتداوى بها قد أنصفوه من قرون وكبار علماء الكيمياء في

الغرب يعترفون بفضله عليهم فهل بقى لك ولأسلافك عبرة وقيمة ؟

أسلافك الذين أحرقوا كتب العلوم التجريبية ودمروا مظاهر

الحضارة العربية وكفروا علماءها واستحلوا دمائهم هل ننتظر

منهم إنصافا ؟

لهذا أفختر بأن يكون إبن حيّان سلفا لي خير من من أن أفتخر

بأسلاف أكبر همهم التكفير والتفسيق وإستحلال الدماء ونشر

التخلف والخراب .

إبن حيّان قضى حياته في التأمل في خلق الله فأصاب في أمور

وأخطا في الأخرى وأجره على الله أما أسلافك فوبالهم مازال

ينخر بأمتنا إلى يومنا هذا .

ومعلوم أن جابر بن حيان الكوفي ( 737-813م تقريبا) المجهول

عند ابن تيمية، والذي ليس له ذكر بين أهل العلم والدين، هو من

قال فيه مارسلن برتلو (1828م) العالم الفرنسي: أن لجابر في

الكيمياء ما لارسطو طاليس قبله في المنطق(تاريخ العلوم عند

العرب، لعمر فروح). كما لا تخفى منجزات جابر بن حيان العلمية

لدى العقلاء، فهو مكتشف الصودا الكاوية، وحمض النتريك،

وحمض الهيدرو كلوريك، وحمض الكبريتيك، والسموم، وغيرها،

كذلك اعتماده على العمل المخبري والتجارب وعدم الاكتفاء

بالفرضيات النظرية في علم الكيمياء كالتبخير والتقطير وغير

ذلك، ويكفي أن اشهر مواد الدراسة تحمل اسمه؛ وهي مادة

( الجبر) والتي تدرس بكل اللغات في العالم.






أما إن كنت تريد الضحك فأستركك مع فتاوى أسلافك ونظرياتهم

العجيبة المريبة :
يقول سلفي في قصيدة طويلة عريضة يهجي فيها المهندسين
والفيزيائيين لأنهم يقولون بكروية الأرض !!

:

كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا القول مقترنان
والأرض عند ألي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن البنيان
ويقول السلفي عن ظاهرة الرعد :


والرعد صيحة مالك وهو اسمه يزجي السحاب كسائق الأظعان
والبرق شوظ النار يزجرها به زجر الحداة العيس بالقضبان


ويخبرنا سلفي آخر في تفسيره عن نشأة الكون متحديًّا علم الفلك

والفيزياء بكل ما أوتي من قوّة :


يقول الثعلبي : لما خلق الله تعالى الأرض بعث إليها ملكا من تحت العرش فدخل من تحت الأرضين السبع وأخرج احدى يديه من المشرق والأخرى من المغرب وقبض على أطراف الأرض فلم يكن لقدميه قرار فأهبط الله تعالى ثورا من الجنة اسمه نون له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة من القرن إلى القرن خمسمائة عام فاستقر قدم ذلك الثور على الياقوتة الخضراء ثم خلق الله تعالى الصخرة التي قال لقمان لابنه "انها إن تك مثقال حبة فتكن في صخرة"الآية واسم الصخرة صيخور وروي أن في هذه الصخرة تسعة آلاف ثقب في كل ثقب منها بحر لا يعلمه إلا الله فاستقرت تلك الياقوتة الخضراء غليها ولما لم يكن للصخرة قرار أهبط الله تعالى إليها حوتا عظيما من البحر السابع الذي تحت العرش ويقال اسم الحوت بهموت وقيل بلهوت فاستقرت تلك الصخرة على ظهر الحوت وقيل لا يقدر أحد أن ينظر إلى ذلك الحوت من بريق عينيه ولو وضعت بحار الدنيا كلها في إحدى منخريه لكانت كالخردلة في أرض الفلاة فاستقر الحوت على الماء وصار واقفا مكانه لا يتحرك فقال اللهم لك الحمد بك قويت وبحولك استطعت ولولا ذلك لما كان لي قوة على حمل ما استحملتني إياه فائذن لي يا رب بالسجود شكرا لك على ذلك فأذن الله له أن يسجد فأدخل رأسه في الماء ثم غاب ثم أخرجه من الماء فهو يسجد في كل يوم إلى يوم القيامة ثم جعل الله تعالى تحت الماء الهواء وتحت الهواء الظلمة ومن هناك ينقطع علم الخلائق ويروى في بعض الأخبار أن الله تعالى وكل بذلك الحوت ملائكة يأتونه بغذائه في كل يوم وعلى قدر شبعه فيأتونه ن البحر المسجور بألف حوت كل حوت طوله مسيرة يوم وليلة (أما) الثور فوكل الله تعالى ملائكة بغذائه في كل يوم بألف شجرة من بساتين القدرة طول كل شجرة مسيرة يوم وليلة فسبحان القادر على كل شيء .

ويحدثنا سلفي عن قصة نبي الله داود !!

قال وهب بن منبه: لما كثر الشر وشهادات الزور في بني إسرائيل أعطي داود سلسلة لفصل القضاء. فكانت ممدودة من السماء إلى صخرة بيت المقدس، وكانت من ذهب، فإذا تشاجر الرجلان في حق فأيهما كان محقاً نالها والآخر لا يصل إليها. فلم تزل كذلك حتى أودع رجل لؤلؤة فجحدها منه وأخذ عكازاً وأودعها فيه، فلما حضرا عند الصخرة تناولها المدعي، فلما قيل للأخر: خذها بيدك عمد إلى العكاز، فأعطاه المدعى، وفيه تلك اللؤلؤة، وقال: اللهم إنك تعلم أني دفعتها إليه، ثم تناول السلسة فنالها. فأشكل أمرها على بني إسرائيل. ثم رفعت سريعاً من بينهم.
ذكره بمعناه غير واحد من المفسرين. وقد رواه إسحاق بن بشر عن إدريس بن سنان عن وهب به بمعناه"

إقرأ واعتبر من هذا السلفي :


" ن " هو حُوت عَظِيم عَلَى تَيَّار الْمَاء الْعَظِيم الْمُحِيط وَهُوَ حَامِل لِلْأَرَضِينَ السَّبْع !!!! كَمَا قَالَ الْإِمَام أَبُو جَعْفَر بْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْرِيّ حَدَّثَنَا سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : أَوَّل مَا خَلَقَ اللَّه الْقَلَم قَالَ اُكْتُبْ قَالَ وَمَاذَا أَكْتَب ؟ قَالَ اُكْتُبْ الْقَدَر فَجَرَى بِمَا يَكُون مِنْ ذَلِكَ الْيَوْم إِلَى قِيَام السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون وَرَفَعَ بُخَار الْمَاء فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاء وَبُسِطَتْ الْأَرْض عَلَى ظَهْر النُّون فَاضْطَرَبَ النُّون فَمَادَتْ الْأَرْض فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ فَإِنَّهَا لَتَفْخَر عَلَى الْأَرْض وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم مِنْ أَحْمَد بْن سِنَان عَنْ أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَهَكَذَا رَوَاهُ شُعْبَة وَمُحَمَّد بْن فُضَيْل وَوَكِيع عَنْ الْأَعْمَش بِهِ وَزَادَ شُعْبَة فِي رِوَايَته ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ " وَقَدْ رَوَاهُ شَرِيك عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي ظَبْيَان أَوْ مُجَاهِد عَنْ اِبْن عَبَّاس فَذَكَرَ نَحْوه وَرَوَاهُ مَعْمَر عَنْ الْأَعْمَش أَنَّ اِبْن عَبَّاس قَالَ فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَرَأَ " ن وَالْقَلَم وَمَا يَسْطُرُونَ " ثُمَّ قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ عَطَاء عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : إِنَّ أَوَّل شَيْء خَلَقَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ الْقَلَم ثُمَّ قَالَ لَهُ اُكْتُبْ فَكَتَبَ مَا هُوَ كَائِن إِلَى أَنْ تَقُوم السَّاعَة ثُمَّ خَلَقَ النُّون فَوْق الْمَاء ثُمَّ كَبَسَ الْأَرْض عَلَيْهِ .




إقرأ يا عنبلي بحذر لربما لن تمسك بطنك من كثرة الضحك على

مستوى أسلافك .

وإن أردت المزيد فعليك بتفسير الطبري وإبن كثير وكتاب هداية

الحيران في مسألة الدوران للتويجيري .

صدقني أخي الكريم لو تقرأ كتب أسلافك بتجرد تام عن عصبيتك

وتفحصها بعقلك الذي وهبه الله لك فإنّك ستتبرأ منها أيّما تبرأ .

شهادة العدول الصادقين لهم بأنهم على الصراط المستقيم والحق الواضح المبين
شهادة ابن قتيبة:

ألف فقيه الأدباء وأديب الفقهاء الإمام أبو عبد الله بن مسلم بن قتيبة (المتوفى سنة 276ه‍) كتابـًا سماه ((تأويل مختلف الحديث)) دفاعـًا عن سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن حملتها وناقليها وحفاظها أهل الحديث.

قال في مطلع الكتاب: ((أما بعد: أسعدك الله تعالى بطاعته، وحاطك بكلاءته، ووفقك للحق برحمته، وجعلك من أهله؛ فإنك كتبت إليّ تعلمني ما وقفت عليه من ثلب أهلِ الكلام أهلَ الحديث وامتهانهم وإسهابهم في الكتب بذمهم ورميِهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف، وكثرت النحل، وتقطعت العصم، وتعادى المسلمون، وأكفر بعضهم بعضـًا، وتعلّق كل فريقٍ منهم لمذهبه بجنس من الحديث)). ثم ذكر الخوارج وما تعلقت به من الأحاديث في تأييد مذهبها، والمرجئة وما تعلقت به كذلك، والمفوضة وما تعلقت به من الأحاديث، والرافضة وما تعلقت به من الأحاديث في ضلالها وتكفيرها الصحابة، ومفضِّلوا الفقر وما تعلقوا به؛ ثم ذكر طعون الزنادقة في أهل الحديث.

ثم قال: ((باب ذكر أصحاب الكلام وأصحاب الرأي))، فقال: ((وقد تدبرت ـ رحمك الله ـ مقالة أهل الكلام فوجدتهم يقولون على الله ما لا يعلمون، ويفتنون الناس بما يأتون، ويبصرون القذى في عيون الناس وعيونهم تطرف على الأجذاع، ويتهمون غيرَهم في النقل ولا يتهمون آراءهم في التأويل ومعاني الكتاب والحديث وما أودعاه من لطائف الحكمة وغرائب اللغة لا يدرك بالطفرة، والتولد، والعرض، والجوهر، والكيفية، والكميّة، والأينية؛ ولو ردوا المشكل منهما إلى أهل العلم بهما وضح لهم المنهج واتسع لهم المخرج؛ ولكن يمنع من ذلك طلب الرياسة وحب الأتباع واعتقاد الإخوان بالمقالات؛ والناس أسراب طير يتبع بعضها بعضـًا، ولو ظهر لهم من يدعي النبوة مع معرفتهم بأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم الأنبياء، أو من يدعي الربوبية لوجد على ذلك أتباعـًا وأشياعـًا.

وقد كان يجب ـ مع ما يدّعونه من معرفة القياس وإعداد آلات النظر ـ أن لا يختلفوا كما لا يختلف الحُسّاب والمسّاح والمهندسون؛ لأن آلتهم لا تدل إلا على عدد واحد وإلا على شكل واحد؛ وكما لا يختلف حذّاق الأطباء في الماء وفي نبض العروق لأن الأوائل قد وقفوهم من ذلك على أمرٍ واحد، فما بالهم أكثر الناس اختلافـًا لا يجتمع اثنان من رؤسائهم على أمرٍ واحد في الدين؟)).

ثم ذكر تضارب الآراء، واختلاف الأهواء والاتجاهات بين زعماء أهل الكلام، وانتقدهم أشد النقد.

ثم قال: ((ذكر أصحاب الحديث: فأما أصحاب الحديث فإنهم التمسوا الحق من وجهته، وتتبعوه من مظانه، وتقرّبوا من الله تعالى باتباعهم سنن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وطلبهم لآثاره وأخباره برًّا وبحرًا وشرقـًا وغربـًا، يرحل الواحدُ منهم راجلاً مقويـًّا في طلب الخبر الواحد أو السنة الواحدة حتى يأخذها من الناقل لها مشافهة.

ثم لم يزالوا في التنقير عن الأخبار والبحث لها حتى فهموا صحيحَها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، وعرفوا من خالفها من الفقهاء إلى الرأي، فنبّهوا على ذلك حتى نجم الحق بعد أن كان عافيـًا، وبسق بعد أن كان دارسـًا، واجتمع بعد أن كان متفرِّقـًا، وانقاد للسنن من كان عنها معرضـًا، وتنبّه لها من كان عنها غافلاً، وحكم بقول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد أن يحكم بقول فلان وفلان وإن كان فيه خلاف عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

وقد يعيبهم الطاعنون بحملهم الضعيف، وطلبهم الغرائب، وفي الغريب الداء؛ ولم يحملوا الضعيف والغريب لأنهم رأوهما حقـًّا، بل جمعوا الغثّ والسمين، والصحيح والسقيم، ليميزوا بينهما، ويدلوا عليهما، وقد فعلوا ذلك)).

ثم ذكر طائفة من الأحاديث الموضوعة، وذكر نقد المحدثين لها، وتزييفهم إياها وفضح واضعيها.

رحمه الله وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

شهادة الإمام ابن حبان:

قال الإمام الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد التميمي (المتوفى سنة 354ه‍) في مقدمة ((صحيحه)) ـ انظر: ((الإحسان بتقريب صحيح ابن حبان)): (1/20 ـ 23).

بعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهلُه:

((ثم اختار طائفة لصفوته، وهداهم للزوم طاعته من اتباع سبل الأبرار في لزوم السنن والآثار؛ فزيّن قلوبَهم بالإيمان، وأنطق ألسنتهم بالبيان، من كشف أعلام دينه وأتباع سنن نبيه بالدؤوب في الرحل والأسفار وفراق الأهل والأوطار في جمع السنن، ورفض الأهواء، والتفقه فيها بترك الآراء، فتجرّد القوم للحديث وطلبوه، ورحلوا فيه وكتبوه، وسألوا عنه وأحكموه، وذاكروا به ونشروه، وتفقهوا فيه وأصلوه، وفرعوا عليه وبذلوه، وبينوا المرسل من المتصل، والموقوف من المنفصل، والناسخ من المنسوخ، والمحكم من المفسوخ، والمفسر من المجمل، والمستعمل من المهمل، والمختصر من المتقصي، والملزوق من المتفصي، والعموم من الخصوص، والدليل من المنصوص، والمباح من المزجور، والغريب من المشهور، والفرض من الإرشاد، والحتم من الإيعاد، والعدول من المجروحين، والضعفاء من المتروكين، وكيفية المعمول والكشف عن المجهول، وما حُرِّف عن المخزول، وقلب عن المنحول من مخايل التدليس وما فيه التلبيس؛ حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين، وصانه من ثلب القادحين، جعلهم عند التنازع أئمة الهدى، وفي النوازل مصابيح الدجى؛ فهم ورثة الأنبياء ومأنس الأصفياء)).

ثم بعد الشهادة لرسول الله بالرسالة والبلاغ المبين والجهاد وآثار ذلك قال: ((وإن في لزوم سنته تمام السلامة وجماع الكرامة لا تطفأ سرجها، ولا تدحض حججها؛ مَن لزمها عصم، ومن خالفها ندم؛ إذْ هي الحصن الحصين، والركن الركين الذي بان فضله، ومَتُن حبله، من تمسّك به ساد، ومن رام خلافه باد؛ فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجل، والمغبوطون بين الأنام في العاجل)).

وقال (1/105): ((وصف الفرقة الناجية من بين الفرق التي تفترق عليها أمة المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم))، ثم ذكر حديث العرباض بن سارية وفيه: ((فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافـًا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة))([1]).

ثم قال: ((في قوله ـ صلى الله عليه وسلم: ((فعليكم بسنتي)) عند ذكره الاختلاف الذي يكون في أمته بيان واضح، أن من واظب على السنن وقال بها، ولم يعرج على غيرها من الآراء من الفرقة الناجية في القيامة ـ جعلنا الله منهم بمنه)).

ثم قال في (1/107): ((ذكر البيان بأن من أحب الله عز وجل وصفيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإيثار أمرهما وابتغاء مرضاتهما على رضا سواهما يكون في الجنة مع المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم)).

ثم قال في (1/151): ((كتاب العلم: ذكر إثبات النصرة لأصحاب الحديث إلى قيام الساعة))، ثم أورد حديث معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة))([2]).

شهادة الإمام الرامهرزي:

وقال الإمام أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاّد الرامهرمزي (المتوفى سنة 360ه‍) في مقدمة كتابه ((المحدِّث الفاصل)) (ص 1 ـ 4):

((اعترضت طائفةٌ ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله فقالوا بتنقص أصحاب الحديث والإزراء بهم، وأسرفوا في ذمهم والتقوّل عليهم، وقد شرّف الله الحديث وفضّل أهلَه، وأعلى منزلته، وحكمه على كل نحلة، وقدّمه على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به؛ فهم بيضة الدين، ومنار الحجة، وكيف لا يستوجبون الفضيلة، ولا يستحقون الرتبة الرفيعة، وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدين، وأخبروا عن أنباء التنزيل، وأثبتوا ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما عظمه الله عز وجل به من شأن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنقلوا شرائعه ودوّنوا مشاهده، وصنفوا أعلامه ودلائله، وحقّقوا مناقب عترته، ومآثر آبائه وعشيرته، وجاءوا بسير الأنبياء، ومقامات الأولياء، وأخبار الشهداء والصديقين، وعبروا عن جميع فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سفره وحضره، وظعنه وإقامته، وسائر أحواله من منامٍ ويقظة، وإشارة وتصريح وصمت ونطق، ونهوض وقعود، ومأكل ومشرب، وملبس ومركب، وما كان سبيله في حال الرضا والسخط والإنكار والقبول، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها، والنخاعة من فيه أين كان وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه ويفعله، وعند كل موقف ومشهد يشهده، تعظيمـًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه، وأسند إليه؛ فمن عرف للإسلام حقّه وأوجب للرسول حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله شأنه، وأعلى مكانه، وأظهر حجته، وأبان فضيلته، ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحى وأوعية الدين ونقلة الأحكام والقرآن الذين ذكرهم الله عز وجل في التنزيل فقال: { والذين اتبعوهم بإحسان } فإنك إذا أردت التوصل إلى معرفة هذا القرن لم يذكرهم لك إلا راو للحديث متحقق به أو داخل في حيز أهله، ومَن سوى ذلك فربك بهم أعلم)).

ثم ذكر كلامـًا لبعض الحاقدين على أهل الحديث، وبيّن باعث هذا الحقد، ثم ردّ عليه، ثم وجّه نصيحة لطلاّب الحديث فقال: ((فتمسّكوا ـ جبركم الله ـ بحديث نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وتبينوا معانيه، وتفقهوا به وتأدبوا بآدابه، ودعوا ما به تعيرون من تتبع الطرق، وتكثير الأسانيد، وتطلّب شواذ الأحاديث، وما دلسه المجانين، وتبلبل فيه المغفلون، واجتهدوا في أن توفوه حقه من التهذيب والضبط والتقويم، لتشرفوا به في المشاهد وتنطلق ألسنتكم في المجالس، ولا تحفلوا بمن يعترض عليكم حسدًا على ما آتاكم الله من فضله؛ فإن الحديث ذَكَر لا يحبه إلا الذكران، ونسب لا يجهل بكل مكان، وكفى بالمحدِّث شرفـًا أن يكون اسمُه مقرونـًا باسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وذكره متصلاً بذكره، وذكر أهل بيته وأصحابه.

ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدِّث فقال: أَوَ لا أحبّ أن يجتمع اسمي واسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سطر واحد، وحسبك جمالاً عصبة منهم: على بن الحسين بن علي ـ رضي الله عنهم ـ، ومن يليه من ذريته، وأهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبناء المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، وأهل الزهادة والعبادة والفقهاء، وأكثر الخلفاء، ومن لا يدركه الإحصاء من العلماء والنبلاء والفضلاء والأشراف وذوي الأخطار؛ فكيف بمن يسميهم الحشوية والرعاع، ويزعم أنهم أغثار وحملة أسفار؛ والله المستعان)).

شهادة الحاكم:

وقال الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (المتوفى سنة 405ه‍) في مقدم كتابه: ((معرفة علوم الحديث)) (ص 1 ـ 4):

((الحمد لله ذي المن والإحسان والقدرة والسلطان، الذي أنشأ الخلْق بربوبيته وجنسهم بمشيئته واصطفى منهم طائفة أصفياء، وجعلهم بررة أتقياء؛ فهم خواص عباده، وأوتاد بلاده، يصرف عنهم البلايا، ويخصهم بالخيرات والعطايا؛ فهم القائمون بإظهار دينِه، والمتمسكون بسنن نبيه فله الحمد على ما قدر وقضى.

وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ الأولياء دون كتابه، واتباع الخلْق دون نبيه ـ صلى الله عليه وآله سلم ـ؛ وأشهد أن محمدًا عبدُه المصطفى، ورسوله المجتبى، بلّغ عنه رسالته؛ فصلى الله عليه آمرًا وناهيـًا ومبيحـًا وزاجرًا، وعلى آله الطيبين.

أما بعد: فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قلّت مع إمعانهم في كتابة الأخبار، وكثرة طلبها على الإهمال والإغفال دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف، يشتمل على ذكر أنواع علم الحديث، مما يحتاج إليه طلبة الأخبار المواظبون على كتابة الآثار....

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق البصري بمصر، حدثنا وهب بن جرير، ثنا شعبة، عن معاوية بن قرة قال: سمعت أبي يحدِّث عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((لا يزال ناسٌ من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة))([3]).

سمعت أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الحميد الآدمي بمكة يقول: سمعت موسى بن هارون يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول ـ وسُئل عن معنى هذا الحديث ـ فقال: (إن لم تكن هذه الطائفة المنصورة أصحاب الحديث فلا أدري مَن هم).

قال أبو عبد الله: وفي مثل هذا قيل: مَن أَمَّر السنّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحق؛ فلقد أحسن أحمد بن حنبل في تفسير هذا الخبر؛ أن الطائفة المنصورة التي يرفع الخذلان عنهم إلى قيام الساعة هم أصحاب الحديث.

ومَن أحقُّ بهذا التأويل من قوم سلكوا محجّة الصالحين، واتبعوا آثار السلف من الماضين، ودمغوا أهل البدع والمخالفين بسنن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله أجمعين ـ من قومٍ آثروا قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار، وتنعموا بالبؤس في الأسفار، مع مساكنة العلم والأخبار، وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار؛ قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية، وتوابع ذلك من البدع والأهواء، والمقاييس والآراء والزيغ؛ جعلوا المساجد بيوتهم، وأساطينها تكاهم، وبواريها فرشهم.

حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة، ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين، ثنا عمر بن حفص بن غياث قال: سمعت أبي ـ وقيل له: ألا تنظر إلى أصحاب الحديث وما هم فيه ـ قال: هم خيرُ أهل الدنيا.

وحدثني أبو بكر محمد بن جعفر المزكي، ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت أبا بكر بن عياش يقول: (إني لأرجو أن يكون أصحاب الحديث خير الناس؛ يقيم أحدهم ببابي وقد كتب عني، فلو شاء أن يرجع ويقول: حدثني أبو بكر جميع حديثه فعل إلا أنّهم لا يكذبون).

قال أبو عبد الله: ولقد صدقا جميعـًا: أن أصحاب الحديث خير الناس، وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم، وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، وخلوقهم المداد، ونومهم السهاد، واصطلاءهم الضياء، وتوسدهم الحصى؛ فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء، ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس؛ فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تعلم السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم.

سمعت أبا الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: (كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قومُ سوء، فقام أبو عبد الله ـ وهو ينفض ثوبه ـ فقال: زنديق، زنديق، زنديق؛ ودخل البيت).

سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول: سمعت جعفر بن محمد بن سنان الواسطي يقول: سمعت أحمد بن سنان القطان يقول: (ليس في الدنيا مبتدع إلا وهو يبغض أهل الحديث؛ وإذا ابتدع الرجل نزع حلاوة الحديث من قلبه).

سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى يقول: سمعت أبا نصر أحمد بن سلام الفقيه يقول: (ليس شيء أثقل على أهل الإلحاد ولا أبغض إليهم من سماع الحديث وروايته بإسناد).

قال أبو عبد الله: وعلى هذا عهدنا في أسفارنا وأوطاننا: كل من ينسب إلى نوع من الإلحاد والبدع لا ينظر إلى الطائفة المنصورة إلاّ بعين الحقارة، ويسميها الحشوية))ا.ه‍.

أقول: هذه الكراهية والبغضاء والحقد الأرعن ما زال أهل البدع والزيغ يتوارثونه جيلاً بعد جيل إلى يومنا هذا؛ فأشدّ أعدائهم هم أهل الحديث والسنة والتوحيد، والحديث بقال الله قال رسول الله، خصوصـًا فيما يتعلّق بتوحيد الله، وردع البدع أشدّ عليهم من وقع السهام وقرع السيوف وصوت القنابل والمدافع.

شهادة الخطيب البغدادي:

وألّف الإمام الكبير أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (المتوفى سنة 463ه‍) كتاب أسماه: ((شرف أصحاب الحديث)) قال في مقدمته بعد أن ذكر أقوال العلماء في ذم الرأي (من ص 3 ـ 5):

((ولو أن صاحب الرأي المذموم، شغل نفسَه بما ينفعه من العلوم، وطلب سنن رسول رب العالمين، واقتفى آثار الفقهاء والمحدِّثين، لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه، واكتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه؛ لأن الحديث يشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ما جاء من وجوه الوعد والوعيد وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين، والإخبار عن صفات الجنة والنار، وما أعد الله تعالى فيها للمتقين والفجار وما خلق الله في الأرضين والسموات، من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقرَّبين ونعت الصافين والمسبحين.

إلى أن يقول: وقد جعل الله تعالى أهله أركان الشريعة وهدم بهم كل بدعة شنيعة؛ فهم أمناء الله من خليقته، والواسطة بين النبي وأمته، والمجتهدون في حفظ ملته، أنوارهم زاهرة، وفضائلهم سائرة، وآياتهم باهرة، ومذاهبهم ظاهرة، وحججهم قاهرة؛ وكلُّ فئة تتحيّز إلى هوى ترجع إليه، أو تستحسن رأيـًا تعكف عليه سوى أصحاب الحديث فإن الكتاب عدتهم والسنة حجتهم والرسول فئتهم، وإليه نسبتهم، لا يعرجون على الأهواء، ولا يتلفتون إلى الآراء، يقبل منهم ما رووا عن الرسول، وهم المأمونون عليه والعدول، حفظة الدين وخزنته، وأوعية العلم وحملته، إذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع، فما حكموا به فهو المقبول المسموع؛ ومنهم كلّ عالم فقيه، وإمام رفيع نبيه، وزاهد في قبيلته، ومخصوص بفضيلته، وقارئ متقن، وخطيب محسن؛ وهم الجمهور العظيم، وسبيلهم السبيل المستقيم، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر، وعلى الإفصاح بغير مذهبهم لا يتجاسر؛ من كادهم قصمه الله، ومن عاندهم خذله الله، ولا يضرهم من خذلهم، ولا يفلح من اعتزلهم، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير، وبصر الناظر بالشر إليهم حسير، وإن الله على نصرهم لقدير)).

ثم ساق إسناده إلى علي بن المديني قال في حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم))([4]). قال ـ أي: ابن المديني: (هم أهل الحديث، والذين يتعاهدون مذاهب الرسول ويذبون عن العلم، لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئـًا من السنن؛ فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حرّاس الدين، وصرف عنهم كيد المعاندين لتمسّكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين؛ فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى؛ قبلوا شريعته قولاً وفعلاً، وحرسوا سنته حفظـًا ونقلاً، حتى ثبتوا بذلك أصلها، وكانوا أحقَّ بها وأهلَها؛ فكم من ملحد يروم أن يخلط في الشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها فهم الحفاظ لأركانها، والقوامون بأمرها وشأنها، إذا صدف عن الدفاع عنها؛ فهم دونها يناضلون: {أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون} [المجادلة: 22])).

ثم قال (في ص 6): ((قال الخطيب: قد ذكر أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة في كتابه المؤلف في تأويل مختلف الحديث ما يتعلّق به أهل البدع من الطعن على أصحاب الحديث، ثم ذكر من فساد ما تعلقوا به ما فيه مقنع لمن وفقه الله لرشده ورزقه السداد في قصده؛ وأنا أذكر في كتابي هذا إن شاء الله تعالى ما روي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحث على التبليغ عنه، وفضل النقل لما سمع منه، ثم ما روي عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء الخالفين، في شرف أصحاب الحديث، وفضلهم، وعلو مرتبتهم ونبلهم، ومحاسنهم المذكورة، ومعالمهم المأثورة. نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بمحبتهم، ويحيينا على سنتهم، ويميتنا على ملتهم، ويحشرنا في زمرتهم إنه بنا خبير بصير؛ وهو على كل شيء قدير)).

ثم أورد حديث: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثـًا فبلغه))([5])من طرق إلى زيد بن ثابت، وجبير بن مطعم، وعبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنهم.

ثم روى بإسناده إلى سفيان بن عيينة أنه قال: (ما من أحد يطلب الحديث إلاّ في وجهه نضرة لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ((نضر الله امرأً سمع منا حديثـًا فبلّغه))). (ص 10، 11).

ثم أورد روايات في وصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإكرام أصحاب الحديث (ص 11، 12).

ثم أورد حديث: ((بدأ الإسلام غريبـًا وسيعود غريبـًا، فطوبى للغرباء))([6])من طريق أبي هريرة، وعبد الله بن مسعود. ثم قال عقبه: ((قال عبدان: (هم أصحاب الحديث الأوائل )). (ص 13).

ثم أورد حديث: ((ستفترق أمتي على نيف وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة))([7]). ثم روى بإسناده إلى الإمام أحمد بن حنبل أنه قال ـ يعني في الفرقة الناجية: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري مَن هم؟). (ص 13).

ثم ذكر قوله ـ صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة)) من حديث معاوية بن قرة وعمران بن حصين، ثم قال: قال يزيد بن هارون: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري مَن هم؟).

وروى بإسناده إلى عبد الله بن المبارك أنه قال: (هم عندي أصحاب الحديث).

ثم روى ـ أيضـًا ـ بإسناده إلى أحمد بن حنبل وأحمد بن سنان وعلي بن المديني أنهم قالوا: (إنهم أصحاب الحديث، وأصحاب العلم والأثر). (ص 14، 15).

ثم أورد حديثـًا عن علي ـ رضي الله عنه ـ في كون أهل الحديث خلفاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في التبليغ عنه (ص 17، 18).

ثم قال: ((وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إيمان أهل الحديث))، ثم ذكر في المعنى حديثـًا عن عبد الله بن عمرو، وآخر عن عمر بن الخطاب مرفوعين إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ (ص 18، 19).

ثم قال: ((كون أصحاب الحديث أولى بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لدوام صلاتهم عليه)).

ثم أورد في هذا المعنى حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه: ((إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم صلاةً عليّ))، ثم قال: ((قال أبو نعيم ـ رحمه الله: وهذه منقبة شريفة يختصّ بها رواة الآثار ونقلتها؛ لأنه لا يعرف لعصابة من العلماء من الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أكثر مما يعرف لهذه العصابة نسخـًا وذكرًا)). (ص 19، 20).

ثم قال: ((بشارة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بكون طلبة الحديث بعدَه واتصال الإسناد بينهم وبنيه))، وساق حديثـًا في هذا المعنى عن ثابت بن قيس مرفوعـًا، وآخر عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما.

ثم قال: ((ذكر بيان فضل الإسناد، وأنه مما خصّ الله به هذه الأمة))، ثم ذكر جهود أهل الحديث، واهتمامهم بالأسانيد، وتحريهم في الأخذ عن الثقات، واجتهادهم في كتابة الحديث وتتبع طرقه ونقدهم للرواة، وبعدهم عن المحاباة، فلا يحابي أحدهم في الحديث أباه ولا أخاه ولا ولده)).

ثم قال: ((وهذا علي بن المديني وهو إمام الحديث في عصره لا يروى عنه حديث واحد في تقوية أبيه، بل يروى عنه ضدّ ذلك)). (ص 22، 23).

ثم قال: ((كون أصحاب الحديث أمناء الرسول لحفظهم السنن وتبنيهم لها)).

ثم نقل عن أبي حاتم فضل أهل الحديث، وعن عبد الله بن داود الخريبي يقول: سمعت أئمتنا ومن فوقنا أن أصحاب الحديث وحملة العلم هم أمناء الله على دينِه، وحفّاظ سنة نبيه ما عملوا وعلموا.

ثم روى بإسناده إلى كهمس ـ رحمه الله ـ قال: (من لم يحقق أن أهل الحديث حفظة الدين فإنه يعدّ في ضعفاء المساكين الذين لا يدينون لله بدين). (ص 24، 25).

ثم أورد العنوان التالي: وهو كون أصحاب الحديث حماة الدين بذبهم عن السنن، وساق تحت هذا العنوان قول الثوري: (والملائكة حرّاس السماء وأصحاب الحديث حرّاس الأرض)، وقول يزيد بن زريع: (لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد). (ص 25).

ثم قال: ((كون أصحاب الحديث ورثة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما خلفه من السنة وأنواع الحكمة)) وذكر أثرًا عن ابن مسعود: أن السنة هي ميراث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ثم اعتبار الفضيل بن عياض أهل الحديث ورثة الأنبياء، ثم قول الشافعي: (إذا رأيت رجلاً من أصحاب الحديث فكأني رأيت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيـًّا)؛ ساق هذا إلى الشافعي بإسناد صحيح. (ص 25، 26).

ثم قال: ((كونهم الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر))، وروى بإسناده إلى إبراهيم بن موسى أنه سُئل: مَن الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر؟، قال: نحن هم، نقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- افعلوا كذا، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا تفعلوا كذا. (ص 26).

ثم قال: ((كونهم خيار الناس))، ثم روى بإسناده إلى أبي بكر بن عياش أنه قال: (ما قوم خيرٌ من أصحاب الحديث)، وقال: (ما أعلم في الدنيا قوماً خيرًا منهم).

وبإسناده إلى أحمد بن حنبل قال: (ليس قوم عندي خيرًا من أهل الحديث، ليس يعرفون إلا الحديث)، وقال: (أهل الحديث أفضل من تكلم في العلم).

وقال أحمد ـ أيضـًا: (إن لم يكن هؤلاء هم الناس فلا أدري من الناس)، وبإسناده إلى الأوزاعي أنه قال: (لا أعلم أحدًا أفضل من أهل الحديث)، وبإسناده إلى عثمان بن أبي شيبة أنه قال في أهل الحديث: (أمَا إنّ فاسقهم خيرٌ من عابد غيرهم)، وبإسناده إلى أبي يوسف القاضي أنه قال ـ وقد رأى أصحاب الحديث على الباب: (ما على الأرض خيرٌ منكم). (ص 26 ـ 28).

ثم عنون بما يأتي: ((من قال إن الأبدال والأولياء أصحاب الحديث))، ثم ساق قول صالح بن محمد الرازي، ويزيد بن هارون، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل في هذا المعنى ـ أي: أهل الحديث هم أولياء الله هم الأبدال. (ص 8).

ثم أورد عنوانـًا بلفظ: ((من قال: لولا أهل الحديث لاندرس الإسلام)) ثم ساق بإسناده أقوال حفص بن غياث، وأبي داود، وعلي بن المديني في هذا المعنى، ولفظ أبي داود: (لولا هذه العصابة لاندرس الإسلام) يعني: أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار. (ص 29).

ثم قال: ((من قال: إن الحق مع أصحاب الحديث))، وساق أسانيده إلى هارون الرشيد، والوليد الكرابيسي، ومحمد بن قريش العنبري البصري شهادتهم لأهل الحديث: أنهم أهل الحق، ولفظ الرشيد: (طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبت الكفر فوجدته في الجهمية، وطلبت الكلام والشغَب فوجدته في المعتزلة، وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة، وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث). (ص 31، 32).

ثم قال: ((كون أهل الحديث أولى الناس بالنجاة في الآخرة وأسبق إلى الجنة))، ثم ساق بإسناده حديثـًا مرفوعـًا في هذا المعنى، ثم عقبه بأقوال في هذا المعنى أسندها إلى أبي جعفر النفيلي، وإلى أبي مزاحم الخاقاني، وشاذان بن يحيى، وابن المبارك، والحسن بن علي التميمي.

وقول النفيلي: (إن كان على وجه الأرض أحدٌ ينجو فهؤلاء الذين يطلبون الحديث). (ص 32).

ثم تكلم في فضل الرحلة في طلب الحديث وسماعه وكونه فيه خير الدنيا والآخرة، وذم الذين لم يسمعوا الحديث والترغيب في كتابة الحديث وثبوت حجة صاحب الحديث ووصف الراغب في الحديث والزاهد فيه.

ثم قال: ((الاستدلال على أهل السنة بحبهم أصحاب الحديث))، وأسند إلى قتيبة بن سعيد قوله: (إذا رأيت الرجل يحب أهـل الحديـث مثــل يحيـى بن سعيـد القطـان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهوية ـ وذكر قومـًا آخرين ـ فإنه على السنة؛ ومَن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع). (ص 40).

ثم أسند إلى أحمد بن حنبل أن أحمد بن الحسن الترمذي قال له: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قوم سوء؛ فقام أبو عبد الله وهو ينفض ثوبه فقال: زنديق، زنديق، زنديق؛ ودخل بيتَه.

وذكر أقوالاً عن الأوزاعي وغيره: أن من علامة المبتدعة عدم انقيادهم للحديث. (ص 10، 41).

ثم قال:

((من جمع بين مدح أصحاب الحديث وذم أهل الرأي والكلام الخبيث))، وأسند إلى الشعبي وأحمد بن شبويه ومحمد بن عبد الرحمن النسفي أقوالهم في ذم الرأي.

ثم أسند إلى عبيد بن زياد الأصبهاني أنه قال:

دين النبي محمد أخبار

نعم المطية للفتى آثار

لا تخدعن عن الحديث وأهله

فالرأيُ ليلٌ والحديث نهار

ولربما غلط الفتى سبل الهدى

والشمس بازغة لها أنوار

وساق أقوالاً للعلماء في ذم الرأي.

ثم أسند إلى أبي عبد الله محمد بن علي الصوري أنه قال:

قل لمن عاند الحديث وأضحى

عائبـًا أهله ومن يدعيه

أبعلم تقول هذا أبن لي

أم بجهل فالجهل خلْق السفيه

أيعاب الذين هم حفظوا الدين

من الترهات والتمويه

وإلى قولهم وما قد رووه

راجع كل عالم وفقيه

ثم ساق أقوالاً في ذم الكلام وأهله، ومنها قول الشافعي: (حكمي في أهل الكلام: أن يُضربوا بالجريد، ويُحملوا على الإبل، ويُطاف بهم في العشائر والقبائل؛ فيُنادى عليهم: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ بالكلام). (ص 41 ـ 43).

رحمه الله وجزاه الله عن الحديث وأهله خيرًا.

شهادة الإمام ابن تيمية:

وقال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية ـ رحمه الله: (المتوفى 728ه‍) في ((فتاواه)): (4/9- 11):

((من المعلوم: أن أهل الحديث يشاركون كل طائفة فيما يتحلون به من صفات الكمال، ويمتازون عنهم بما ليس عندهم؛ فإن المنازع لهم لا بد أن يذكر فيما يخالفهم فيه طريقـًا أخرى، مثل المعقول، والقياس، والرأي، والكلام، والنظر، والاستدلال، والمحاجة، والمجادلة، والمكاشفة، والمخاطبة، والوجد، والذوق، ونحو ذلك؛ وكل هذه الطرق لأهل الحديث صفوتها وخلاصتها؛ فهم أكمل الناس عقلاً، وأعدلهم قياسـًا، وأصوبهم رأيـًا، وأسدّهم كلامـًا، وأصحهم نظرًا، وأهداهم استدلالاً، وأقومهم جدلاً، وأتمهم فراسة، وأصدقهم إلهامـًا، وأحدهم بصراً ومكاشفة وأصوبهم سمعاً ومخاطبةً، وأعظمهم وأحسنهم وجدًا وذوقـًا؛ وهذا هو للمسلمين بالنسبة إلى سائر الأمم، ولأهل السنة والحديث بالنسبة إلى سائر الملل.

فكل من استقرأ أحوال العالم وجد المسلمين أحدّ وأسدّ عقلاً، وأنهم ينالون في المدة اليسيرة من حقائق العلوم والأعمال أضعاف ما يناله غيرُهم في قرون وأجيال؛ وكذلك أهل السنة والحديث تجدهم كذلك متمتعين؛ وذلك لأن اعتقاد الحق الثابت يقوي الإدراك ويصححه: قال تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى }، وقال: { ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشدّ تثبيتـًا. وإذا لآتيناهم من لدنا أجرًا عظيمـًا. ولهديناهم صراطـًا مستقيمـًا }.

وهذا يعلم تارة بموارد النزاع بينهم وبين غيرهم؛ فلا تجد مسألة خولفوا فيها إلا وقد تبين أن الحق معهم، وتارة بإقرار مخالفيهم ورجوعهم إليهم دون رجوعهم إلى غيرهم، أو بشهادتهم على مخالفيهم بالضلال والجهل، وتارة بشهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض، وتارة بأن كل طائفة تعتصم بهم فيما خالفت فيه الأخرى، وتشهد بالضلال على كل من خالفها أعظم مما تشهد به عليهم.

فأما شهادة المؤمنين الذين هم شهداء الله في الأرض: فهذا أمرٌ ظاهر معلوم بالحس والتواتر لكل من سمع كلام المسلمين، لا تجد في الأمة عظم أحد تعظيمـًا أعظم مما عظموا به، ولا تجد غيرهم يعظم إلا بقدر ما وافقهم فيه، كما لا ينقص إلاّ بقدر ما خالفهم، حتى إنك تجد المخالفين لهم كلهم وقت الحقيقة يقرّ بذلك، كما قال الإمام أحمد: (آية ما بيننا وبينهم يوم الجنائز)؛ فإن الحياة بسبب اشتراك الناس في المعاش يعظم الرجل طائفته، فأما وقت الموت فلا بد من الاعتراف بالحق من عموم الخلْق؛ ولهذا لم يعرف في الإسلام مثل جنازته، مسح المتوكل موضع الصلاة عليه فوجد ألف ألف وستمائة ألف سوى من صلى في الخانات والبيوت.

وكذلك الشافعي، وإسحاق، وغيرهما إنما نبلوا في الإسلام باتباع أهل الحديث والسنة، وكذلك البخاري وأمثاله إنما نبلوا بذلك، وكذلك مالك والأزواعي، والثوري، وأبو حنيفة، وغيرهم إنما نبلوا في عموم الأمة وقُبل قولهم لما وافقوا فيه الحديث والسنة، وما تكلم فيمن تكلم فيه منهم إلا بسبب المواضع التي لم يتفق له متابعتها من الحديث والسنة إما لعدم بلاغها إياه، أو لاعتقاده ضعف دلالتها، أو رجحان غيرها عليها)).

وقال أيضاً في ((مجموع الفتاوى)) (4/23):

((وما يوجد من إقرار أئمة الكلام والفلسفة وشهادتهم على أنفسهم وعلى بني جنسهم بالضلال ومن شهادة أئمة الكلام والفلسفة بعضهم على بعض كذلك فأكثر من أن يحتمله هذا الموضع، وكذلك ما يوجد من رجوع أئمتهم إلى مذهب عموم أهل السنة وعجائزهم كثير، وأئمة السنة والحديث لا يرجع منهم أحد لأن الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد.

وكذلك ما يوجد من شهادتهم لأهل الحديث بالسلامة والخلاص من أنواع الضلال وهم لا يشهدون لأهل البدع إلا بالضلال وهذا باب واسع كما قدمناه.

وجميع الطوائف المتقابلة من أهل الأهواء تشهد لهم بأنهم أصلح من الآخرين وأقرب إلى الحق فنجد كلام أهل النحل فيهم وحالهم معهم بمنزلة كلام أهل الملل مع المسلمين وحالهم معهم)).

وقال في ((مجموع الفتاوى)) (4/26):

((وإذا كانت سعادة الدنيا والآخرة هي باتباع المرسلين، فمن المعلوم أن أحق الناس بذلك: هم أعلمهم بآثار المرسلين، وأتبعهم لذلك فالعالمون بأقوالهم وأفعالهم المتبعون لها: هم أهل السعادة في كل زمان ومكان وهم الطائفة الناجية من أهل كل ملة، وهم أهل السنة والحديث من هذه الأمة فإنهم يشاركون سائر الأمة فيما عندهم من أمور الرسالة ويمتازون عنهم بما اختصوا به من العلم الموروث عن الرســول ممـا يجهلــه غيرهـم أو يكذب به، والرسل -صلوات الله وسلامه عليهم- عليهم البلاغ المبين وقد بلغوا البلاغ المبين، وخاتم الرسل محمد أنزل الله كتابه مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه، فهو الأمين على جميع الكتب، وقد بلغ أبين البلاغ وأتمه وأكمله، وكان أنصح الخلق لعباد الله، وكان بالمؤمنين رؤوفاً رحيماً بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده، وعبد الله حتى أتاه اليقين، فأسعد الخلق وأعظمهم نعيماً وأعلاهم درجةً: أعظمهم اتباعاً وموافقةً له علماً وعملاً)).

وقال -رحمه الله- في ((مجموع الفتاوى))(4/ 55-57):

((ومن العجب أن أهل الكلام يزعمون أن أهل الحديث والسنة أهل تقليد ليسوا أهل نظر واستدلال وأنهم ينكرون حجة العقل، وربما حكي إنكار النظر عن بعض أئمة السنة وهذا مما ينكرونه عليهم، فيقال لهم: ليس هذا بحق فإن أهل السنة والحديث لا ينكرون ما جاء به القرآن هذا أصل متفق عليه بينهم.

والله قد أمر بالنظر والاعتبار والتفكر والتدبر في غير آية ولا يعرف عن أحد من سلف الأمة ولا أئمة السنة وعلمائها أنّه أنكر ذلك، بل كلهم متفقون على الأمر بما جاءت به الشريعة من النظر والتفكر والاعتبار والتدبر وغير ذلك.

ولكن وقع اشتراك في لفظ النظر والاستدلال ولفظ الكلام؛ فإنهم أنكروا ما ابتدعه المتكلمون من باطل نظرهم وكلامهم واستدلالهم فاعتقدوا أن إنكار هذا مستلزم لإنكار جنس النظر والاستدلال، وهذا كما أن طائفة من أهل الكلام يسمى ما وضعه أصول الدين، وهذا اسم عظيم والمسمى به فيه من فساد الدين ما الله به عليم.

فإذا أنكر أهل الحق والسنة ذلك، قال المبطل: قد أنكروا أصول الدين، وهم لم ينكروا ما يستحق أن يسمى أصول الدين، وإنما أنكروا ما سماه هذا أصول الدين، وهي أسماء سموها هم وآباؤهم بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، فالدين ما شرعه الله ورسوله، وقد بين أصوله وفروعه، ومن المحال أن يكون الرسول قد بين فروع الدين دون أصوله، كما قد بينا هذا في غير هذا الموضع، فهكذا لفظ النظر والاعتبار والاستدلال.

وعامة هذه الضلالات إنما تطرق من لم يعتصم بالكتاب والسنة كما كان الزهري يقول: ((كان علماؤنا يقولون: الاعتصام بالسنة نجاة)) ، وقال مالك: ((السنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق)).

وذلك أن السنة والشريعة والمنهاج هو الصراط المستقيم الذي يوصل العباد إلى الله، والرسول: هو الدليل الهادي الخرّيت في هذا الصراط كما قال تعالى: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً}.

وقال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور}.

وقال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.

وقال عبدالله بن مسعود: ((خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وخط خطوطاً عن يمينه وشماله، ثم قال: (( هذا سبيل الله وهذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه))، ثم قرأ: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله})).

وإذا تأمل العاقل الذي يرجو لقاء الله هذا المثال، وتأمل سائر الطوائف من الخوارج ثم المعتزلة ثم الجهمية والرافضة، ومن أقرب منهم إلى السنة من أهل الكلام مثل: الكرامية، والكلابية، والأشعرية، وغيرهم وأن كلاً منهم له سبيل يخرج به عما عليه الصحابة وأهل الحديث ويدعى أن سبيله هو الصواب، وجدت أنهم المراد بهذا المثال الذي ضربه المعصوم الذي لا يتكلم عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)).

وقال – بعد أن ذكر دعاوى غلاة الشيعة والصوفية اختصاصهم بعلم الأسرار واحتجاجهم على ذلك ببعض الأحاديث الموضوعة أو المجملة-((مجموع الفتاوى)) (4/85-86):

((وإذا كان الأمر كذلك فأعلم الناس بذلك: أخصهم بالرسول وأعلمهم بأقواله وأفعاله وحركاته وسكناته ومدخله ومخرجه وباطنه وظاهره، وأعلمهم بأصحابه وسيرته وأيامه، وأعظمهم بحثاً عن ذلك وعن نقلته، وأعظمهم تديناً به واتباعاً له واقتداءً به، وهؤلاء هم أهل السنة والحديث حفظاً له ومعرفة بصحيحه وسقيمه، وفقهاً فيه وفهماً يؤتيه الله إياه في معانيه، وإيماناً وتصديقاً وطاعةً وانقياداً واقتداءً واتباعاً)).

وقال في ((مجموع الفتاوى)) (4/91-92) أثناء مناقشته للمتفلسفة وأهل الضلال:

((وإن قلتم: يمكن الخطاب بها مع خاصة الناس دون عامتهم، وهذا قولهم.

فمن المعلوم أن علم الرسل يكون عند خاصتهم كما يكون علمكم عند خاصتكم، ومن المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع وأحواله وبواطن أموره وظواهرها أعلم وهو بذلك أقوم، كان أحق بالاختصاص به، ولا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول وعلم خاصته مثل الخلفاء الراشدين، وسائر العشرة.

ومثل أبي بن كعب، وعبدالله بن مسعود، ومعاذ ابن جبل، وعبدالله بن سلام، وسلمان الفارسي، وأبي الدرداء، وعبادة بن الصامت، وأبي ذر الغفاري، وعمار بن ياسر، وحذيفة بن اليمان.

ومثل سعد بن معاذ، وأسيد بن حضير، وسعد بن عبادة، وعباد بن بشر، وسالم مولى أبي حذيفة، وغير هؤلاء ممن كان أخص الناس بالرسول وأعلمهم بباطن أموره وأتبعهم لذلك.

فعلماء الحديث أعلم الناس بهؤلاء وببواطن أمورهم وأتبعهم لذلك فيكون عندهم العلم علم خاصة الرسول وبطانته كما أن خواص الفلاسفة يعلمون علم أئمتهم وخواص المتكلمين يعلمون علم أئمتهم وخواص القرامطة والباطنية يعلمون علم أئمتهم وكذلك أئمة الإسلام مثل أئمة العلماء فإن خاصة كل إمام أعلم بباطن أموره)).

وقال في ((مجموع الفتاوى)) (4/95-97):

((ونحن لا نعني بـ ((أهل الحديث)) المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه ومعرفته وفهمه ظاهراً أو باطناً واتباعه باطناً وظاهراً وكذلك أهل القرآن.

وأدنى خصلة في هؤلاء محبة القرآن والحديث والبحث عنهما وعن معانيهما والعمل بما علموه من موجبهما، ففقهاء الحديث أخبر بالرسول من فقهاء غيرهم، وصوفيتهم([8]) أتبع للرسول من صوفية غيرهم، وأمراؤهم أحق بالسياسة النبوية من غيرهم، وعامتهم أحق بموالاة الرسول من غيرهم.

ومن المعلوم أن المعظمين للفلسفة والكلام المعتقدين لمضمونهما هم أبعد عن معرفة الحديث وأبعد عن اتباعه من هؤلاء هذا أمر محسوس بل إذا كشفت أحوالهم وجدتهم من أجهل الناس بأقواله صلى الله عليه وسلم وأحواله وبواطن أموره وظواهرها حتى لتجد كثيرا من العامة أعلم بذلك منهم ولتجدهم لا يميزون بين ما قاله الرسول وما لم يقله، بل قد لا يفرقون بين حديث متواتر عنه وحديث مكذوب موضوع عليه.

وإنما يعتمدون في موافقته على ما يوافق قولهم سواء كان موضوعاً أو غير موضوع فيعدلون إلى أحاديث يعلم خاصة الرسول بالضرورة اليقينية أنها مكذوبة عليه عن أحاديث يعلم خاصته بالضرورة اليقينية أنها قوله وهم لا يعلمون مراده بل غالب هؤلاء لا يعلمون معاني القرآن فضلاً عن الحديث، بل كثير منهم لا يحفظون القرآن أصلاً، فمن لا يحفظ القرآن ولا يعرف معانيه ولا يعرف الحديث ولا معانيه من أين يكون عارفاً بالحقائق المأخوذة عن الرسول.

وإذا تدبر العاقل وجد الطوائف كلها كلما كانت الطائفة إلى الله ورسوله أقرب كانت بالقرآن والحديث أعرف وأعظم عناية وإذا كانت عن الله وعن رسوله أبعد كانت عنهما أنأى حتى تجد في أئمة علماء هؤلاء من لا يميز بين القرآن وغيره بل ربما ذكرت عنده آية فقال لا نسلم صحة الحديث وربما قال: لقوله عليه السلام كذا، وتكون آية من كتاب الله.

وقد بلغنا من ذلك عجائب وما لم يبلغنا أكثر.

وحدثني ثقة: أنه تولى مدرسة مشهد الحسين بمصر بعض أئمة المتكلمين رجل يسمى شمس الدين الأصبهاني شيخ الأيكي فأعطوه جزءاً من الربعة فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم المص حتى قيل له: ألف لام ميم صاد.

فتأمل هذه الحكومة العادلة ليتبين لك أن الذين يعيبون أهل الحديث ويعدلون عن مذهبهم جهلة زنادقة منافقون بلا ريب، ولهذا لما بلغ الإمام أحمد عن ابن أبي قتيلة أنه ذكر عنده أهل الحديث بمكة فقال: قوم سوء، فقام الإمام أحمد وهو ينفض ثوبه ويقول: زنديق، زنديق، زنديق، ودخل بيته فإنه عرف مغزاه.

وعيب المنافقين للعلماء بما جاء به الرسول قديم من زمن المنافقين الذين كانوا على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم-.

وأما أهل العلم فكانوا يقولون: هم الأبدال؛ لأنهم أبدال الأنبياء وقائمون مقامهم حقيقة، ليسوا من المعدمين الذين لا يعرف لهم حقيقة، كل منهم يقوم مقام الأنبياء في القدر الذي ناب عنهم فيه: هذا في العلم والمقال، وهذا في العبادة والحال، وهذا في الأمرين جميعاً. وكانوا يقولون: هم الطائفة المنصورة إلى قيام الساعة، الظاهرون على الحق؛ لأن الهدى ودين الحق الذي بعث الله به رسله معهم.

وهو الذي وعد الله بظهوره على الدين كله، وكفى بالله شهيداً )).

وقال أيضاً في ((مجموع الفتاوى)) (4/139-141):

((فدل الكتاب والسنة: على أن الله يؤتي أتباع هذا الرسول من فضله ما لم يؤته لأهل الكتابين قبلهم فكيف بمن هو دونهم من الصابئة دع مبتدعة الصابئة من المتفلسفة ونحوهم.

ومن المعلوم أن أهل الحديث والسنة أخص بالرسول واتباعه، فلهم من فضل الله وتخصيصه إياهم بالعلم والحلم وتضعيف الأجر ما ليس لغيرهم كما قال بعض السلف: ((أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في الملل)).

فهذا الكلام تنبيه على ما يظنّه أهل الجهالة والضلالة من نقص الصحابة في العلم والبيان أو اليد والسنان وبسط هذا لا يتحمله هذا المقام.

والمقصود التنبيه على أن كل من زعم بلسان حاله أو مقاله: أن طائفةً غير أهل الحديث أدركوا من حقائق الأمور الباطنة الغيبية في أمر الخلق والبعث والمبدأ والمعاد وأمر الإيمان بالله واليوم الآخر وتعرف واجب الوجود والنفس الناطقة والعلوم والأخلاق التي تزكوا بها النفوس وتصلح وتكمل دون أهل الحديث، فهو إن كان من المؤمنين بالرسل فهو جاهل، فيه شعبة قوية من شعب النفاق، وإلا فهو منافق خالص من الذين { إذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}.

وقد يكون من { الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم}، ومن { الذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد})).

ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلام كثير في الثناء على أهل الحديث ينتشر ذلك في كتبه وفتاويه.

شهادة الإمام ابن القيم:

قال شيخ الإسلام إبو عبـد الله محمـد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية (ت751هـ) في قصيدة العديمة النظير الموسومة بـ ((الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)) (ص:320-321)، مادحاً أهل الحديث وذامّاً من يبغضهم ويذمهم:

((فصل: في أنَّ أهل الحديث هم أنصار رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وخاصّته ولا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر:

يا مبغضاً أهل الحديث وشاتماً

أبشر بعقد ولاية الشيطان

أوَ ما علمت بأنَّهم أنصار ديـ

ـن الله والإيمان والقرآن

أوَ ما علمت بأنَّ أنصار الرسو

ل هُمُ بلا شكٍّ ولا نكران

هل يبغض الأنصار عبدٌ مؤمنٌ

أو مُدركٌ لروائح الإيمان

شهد الرسول بذاك وهي شهادةٌ

من أصدق الثَّقلين بالبرهان

أوَ ما علمت بأنَّ خزرج دينه

والأوس هم أبداً بكلِّ مكان

ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله

ما خالفوه لأجل قول فلان

لو وافقوك وخالفوه كنت تشـ

ـهد أنَّهم حقاً أولوا إيمان

لمَّا تحيزتم إلى الأشياخ وانْـ

ـحازوا إلى المبعوث بالقرآن

نسبوا إليه دون كلِّ مقالةٍ

أو حالةٍ أو قائلٍ ومكان

هذا انتساب إولي الفرق نسبةً

من أربعٍ معلومة التبيان

فلذا غضبتم حينما انتسبوا إلى

غير الرسول بنسبة الإحسان

فوضعتمُ لهمُ من الألقاب ما

تستقبحون وذا من العدوان

هم يشهدونكم على بطلانها

أفتشهدونهمُ على البطلان

ما ضرَّهم والله بغضكمُ لهم

إذ وافقوا حقَّاً رضى الرحمن

يا من يعاديهم لأجل مآكلٍ

ومناصب ورياسةِ الإخوان

تهنيك هاتيك العداوة كم بها

من حسرة ومذلّةٍ وهوان

فهذا قليل من كثير في حال أهل الحديث وواقعهم وما قيل من مدح بحق وشهادة بصدق؛ نقلتُ هذا لمن كان على نهجهم في اتباع الكتاب والسنة ليزداد إيمانـًا وثباتـًا، ولمن خدع من المنتسبين إلى السنة بمغالطات وتلبيسات الجهمية والمرجئة وغيرهما من الفرق الضالة فوقع في شيء من التعطيل والتأويل الجهمي أو التخريف الصوفي، أو وقع في مزالق الإرجاء، أو سقط في أفخاخ الجبرية ليعود إلى أصله ويأوي إلى عرينه، فيلزم عرين أهل الحديث، ويكون في ركبهم ويتبع حاديهم.

أهل الحديث همو أهل النبي وإن

لم يصحبوا نفسه أنفاسه صحـبوا

***

دين النبي محمد أخبار

نعم المطية للفتى آثار

لا ترغبن عن الحديث وأهله

فالرأيُ ليلٌ والحديث نهار

ولربما غلط الفتى سبل الهدى

والشمس بازغة لها أنوار

{ ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقـًا. ذلك الفضلُ من الله وكفى بالله عليمـًا } [النساء: 69 ـ 70].

جعلنا الله وإياكم من أتباع أهل الحديث والسلف الصالح، إنه سميعُ الدعاء.

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.


([1]) حديث صحيح، وهو جزء من حديث طويل. أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)): (4/126)، والإمام أبو داود في ((السنن)): (4/201)، والإمام الترمذي في ((السنن)): (5/43)، والإمام ابن ماجه في ((السنن)): (1/15 ـ 16)، والإمام الدارمي في ((السنن)): (1/44 ـ 45)، والإمام ابن أبي عاصم في ((السنة)): (1/17).

انظر: ((إرواء الغليل)) للعلامة الألباني (8/107).

([2]) تقدّم تخريجُه.

([3]) تقدّم تخريجُه.

([4]) تقدّم تخريجُه.

([5]) حديث صحيح: رواه الإمام أحمد في ((المسند)) (5/183)، والإمام أبو داود في ((السنن)): (3/322)، والإمام الترمذي في ((السنن)): (5/33)، والإمام ابن ماجه في ((السنن)): (1/84)، والإمام الدارمي في ((السنن)): (1/86)، والإمام ابن أبي عاصم في ((السنة)):
(1/45)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله)): (1/38 ـ 39).

انظر: ((الصحيحة)) للعلامة الألباني (404).

([6]) حديث صحيح: رواه الإمام مسلم في ((صحيحه)): (1/130)، والإمام أحمد في ((المسند)): (1/398)، والإمام الترمذي في ((السنن)): (5/19)، والإمام ابن ماجه في ((السنن)): (2/1319)، والإمام الدارمي في ((السنن)): (2/402).

([7]) حديث صحيح: رواه الإمام أحمد في ((المسند)): (2/332)، والإمام أبو داود في ((السنن)): (4/197)، والإمام الترمذي في ((السنن)): (5/25)، والحاكم في ((المستدرك)): (1/128).

انظر: ((الصحيحة)) لشيخنا العلامة الألباني (203).

([8]) يعني شيخ الإسلام بذلك أمثال الجنيد والداراني وإبي إسماعيل الأنصاري ولو قال: زهادهم لكان أسلم.










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 15:11   رقم المشاركة : 277
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *jugurtha* مشاهدة المشاركة
القحطاني رحمه الله قال أن من يقول بكروية الأرض هو مدع على

علم الله ومخالف للقرآن والمخالف للقرآن في عقيدتكم إن كان على

إعتقاد وعلم وليس على جهل هو كافر يستتاب وإلا قتل .



أليس إنما يخشى الله من عباده العلماء ؟

ألم يقل القرآن الكريم : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا

كثيرا .....والحكمة في إصطلاح الأولين والآخرين هي الفلسفة ؟

أما الفيزياء فصحيح كلامك فهم ما بين وبين

أما الفلسفة فأكثر علمائها يثبتون وجود خالق عظيم للكون وبعض

علماء الفيزياء الملحدين اليوم يزعمون أن العلم أمات الفلسفة لأن

الفلسفة هي الوحيدة القادرة على مناقشة حججهم وإبطالها .

الفلسفة هي وسيلة وحتى الشيخ إبن تيمية رحمه الله لما أراد الرد

على طوائف الملحدين من دهرية و باطنية درس الفلسفة حتى

أحكمها ولك أن تنظر في كتابه الرد على المنطقيين وغيرها من

رسائله .



كون جبريل عليه السلام له ستمئة جناح هذا لم يرد في القرآن

الذي فيه تفصيل كل شيئ لعقيدة الإنسان وأغلب الظن أنه من

خرافات اليهود أو الحضارات القديمة ونقل للإسلام عن طريق

الإسرائيليات .


[/size]

المعلوم عند أهل الدين أن ملك الموت يقبض الأرواح والمعلوم عند أهل الطب والأحياء أن الطبيعة تقبض الأجساد ولا تناقض في الأمرين .



علماء الفيزياء حين يتكلمون عن المادة فهم يقصدون المادة التي سبقت الإنفجار العظيم الذي أدى لنشوء الكون بما فيه من مجرات وكواكب .

هم بفضل نظريتهم هذه أرسلوا قبل أسابيع روبوتا دقيقا إلى المريخ لإستكشافه و يتحكمون فيه عن بعد ملايين الكم أما نحن فمازلنا نتعصب لتفاسير السلف بل ونتهم كل من خالفها أو إنتقها بأنه زنديق حتى بقينا في آخر الركب .

أما قول أن الله مادة فهذا قول باطل لا شك لكن عند السلفية لا يجوز إثبات أو نفي أن الله جسم أو مادة وكذلك الجوارح والأبعاض عن الله .

قال ابن باز رحمه الله : ( نفي الجسمية والجوارح والأعضاء عن الله من الكلام المذموم ) انظر " تنبيهات في الرد على من تأول الصفات " ( ص 19 .

يقول العلاّمة ابن عثيمين رحمه الله في كتاب شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين ص389

"إِن كان يلزم من رؤية الله تعالى أن يكون جسماً،فليكن ذلك"لكننا نعلم علم اليقين أنه لا يماثل أجسام المخلوقين؛ لأن الله تعالى يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11] .
على أن القول بالجسم نفياً أو إثباتاً مما أحدثه المتكلمون وليس في الكتاب والسنة إثباته ولا نفيه.


حسب كلام الشيخ إبن عثيمين فإن الله يمكن أن يكون جسما ولا يمكن أن يكون جسما لهذا لا يجوز النفي أو الإثبات فالكتاب والسنّة لم يتحدث عن هذا والشيخ نفسه قد إفترض أن يكون الله جسم لا كالأجسام فلا أدري الآن لماذا تقوم قائمتكم حين يصفكم الأشاعرة بالمجسمة .







[/size]



- أما إثارة النّميمة فهي موجودة بين أهل السنّة قبل أن توجد بينهم وبين الأشاعرة يكفيك الفتنة الحاصلة بين الشيخين ربيع المدخلي وعلي الحلبي .

- أما التكفير فيكفيك قول هذا الشيخ :

قال شيخ الإسلام الأنصاري سمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولان وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الانكار على أهل الكلام وتكفير الاشعرية وذكرا عظم شأنه في الإنكار على ابي الفوارس القرمسيني وهجر ابنه إياه لحرف واحد قال شيخ الإسلام سمعت أحمد بن حمزة يقول لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس سألوا ابا عبد الله الدينوري فقال لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي
الاستقامة ج1/ص107

- أما قولك أني أثير النميمة فهل شققت عن قلبي يا سيدي الفاضل ؟؟
[right]-الأشعرية طائفة إسلامية كبيرة ومنهجهم منهج وسطي بين السلفية و المعتزلة بلا تفريط المعتزلة وبلا غلو السلفية كما نبغ منهم علماء كبار في شتى الميادين ومنهم ظهر صلاح الدين الأيوبي ومحمود نور الدين زنكي كبار الفاتحين والأمة في تاريخها لم تبلغ مبلغا من الحضارة العلمية والدينية إلا في عهدهم وعهد المعتزلة .

[/size][size=5]

وأنا بنفسي رددت عليك ووضعت ردودا ومقاطع ترد على ماجاء

في ذلك المقطع .

صحيح قد يكون بعض ما أثيره من تساؤلات وإشكالات قريبا

للإلحاد لكن هذا هو منهج الشك ورسول الله صلى الله عليه وسلم

قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام .

والذي يبني عقيدته على يقين تام بعد شكوك وتأملات خير من

الذي يكون كالريشة إذا هبت شبهة عصفت به وزعزعت إيمانه .





أنا مسلم حر لا أتعصب ولا أتحزب لأي طائفة وأحب الخير لكل

المسلمين ...فكل طائفة تتعصب لشيوخ معينين وكل طائفة فيها

طوائف لهذا أنا أتبع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إعتزل

تلك الفرق كلها .
يها المخبول الظلوم لقد ظلمت نثسك كثيرا لقد تشبعت بالظلال والكفر الصريح حتى الثمال
و
الله الذي لا إلاه غيره لأقل ما تستحق أنك مبتدع ظال مظل
تكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم كحديث جبريل له ستمائة جناح
بدع القدرية

بدع المعتزلة
كإنكار الخلق؟؟؟

جعل منهج الشك الكفري طريقا صحيحا للتوحيد وهو مذهب غلاة الجهمية الكفار

سب السلف بالجملة

الإستهزاء بأهل الحديث ومروياتهم :بن عباس وشعبة وكثير من شيوخ أصحاب الكتب الستة _الكتب الأصول_:ابن بشار وغيره

الإستهزاء بكتب التفسير ككتب إبن كثير و الطبري إمام المفسرن
الدعوة إلى ترك كتب السلف و الدعوة إلى الظحك منها


تمجيد المارقين من أهل البدع الغليظة و سب سادات العلماء ذوا المذاهب المتبعة ومن أجمعة الأمة على إمامتهم و سابق فظلهم: كمالك و أحمد و ابن تيمية









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:00   رقم المشاركة : 278
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ عبد الكريم الحضير في شرحه للسفارنية
يقول _السفاريني_-رحمه الله- تعالى:

أول واجب على العبيد *** معرفة الإله بالتسديد
"أول واجب على العبيد": أول ما يجب على المكلف أن يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولذا جاء في الحديث الصحيح: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) معرفة الإله من خلال معرفة كلمة التوحيد لا إله إلا الله، هذا أول واجب على العبيد، وهذا كونه أول واجب متفق عليه، لكن ما الطريق إلى هذه المعرفة؟ عند أهل السنة النصوص، إضافة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فالله -جل وعلا- خلق عباده حنفاء، فاجتالتهم الشياطين كما في حديث عياض بن حمار ((كل مولود يولد على الفطرة)) فالإنسان يعرف الله بفطرته، بفطرته وما جاء عنه من نصوص الكتاب والسنة، المعرفة إجمالية تحصل بالفطرة، وأن هناك خالق، والتفصيل في نصوص الكتاب والسنة.
المتكلمون يرون أن أول واجب على المكلف النظر، النظر، ينظر في إيش؟ في أدلة التوحيد، ويقصدون بذلك الأدلة العقلية، النظر في الأدلة العقلية، بعض أهل السنة يقرر التوحيد بأدلة عقلية، أدى إليها النظر، لكنهم ليست هي معتمدهم ولا المعول عليه عندهم، هم يعتمدون على ما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ويختلفون في ذلك عن أهل الكلام، يعني إذا وجد العقل موافقاً للنقل فلا مانع من الاستدلال به على أنه ليس بالدليل الأصلي، إنما يكون مساعداً للدليل الأصلي، فهذا الباب توقيف، توقيف، ليس باجتهاد، فإذا ثبت الأمر لله -جل وعلا- في كتابه، وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام- لا مانع من أن نستدل بأدلة عقلية موافقة للأدلة النقلية، ولا نكون بذلك اعتمدنا على العقل؛ لأنا اعتمدنا على النص، وكوننا نذكر هذه الأدلة العقلية؛ لأن بعض الخصوم لا يسلم للأدلة الشرعية، فإذا لم يقتنع بالأدلة الشرعية ونظر في الأدلة العقلية، وهداه الله بسبب هذه الأدلة ما في ما يمنع من أن تذكر هذه الأدلة، كما يذكر أهل العلم ويحشدون الأدلة لبعض المسائل، ويستدلون على بعضها بالواقع وحقائق التاريخ، وأدلة كثيرة لا تثبت بمفردها، لا يثبت بها شيء بمفرده.









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:13   رقم المشاركة : 279
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
يها المخبول الظلوم لقد ظلمت نثسك كثيرا لقد تشبعت بالظلال والكفر الصريح حتى الثمال

و
الله الذي لا إلاه غيره لأقل ما تستحق أنك مبتدع ظال مظل



تكذيب الرسول صلى الله عليه و سلم كحديث جبريل له ستمائة جناح




بدع القدرية




بدع المعتزلة



كإنكار الخلق؟؟؟




جعل منهج الشك الكفري طريقا صحيحا للتوحيد وهو مذهب غلاة الجهمية الكفار

سب السلف بالجملة




الإستهزاء بأهل الحديث ومروياتهم :بن عباس وشعبة وكثير من شيوخ أصحاب الكتب الستة _الكتب الأصول_:ابن بشار وغيره




الإستهزاء بكتب التفسير ككتب إبن كثير و الطبري إمام المفسرن




الدعوة إلى ترك كتب السلف و الدعوة إلى الظحك منها






تمجيد المارقين من أهل البدع الغليظة و سب سادات العلماء ذوا المذاهب المتبعة ومن أجمعة الأمة على إمامتهم و سابق فظلهم: كمالك و أحمد و ابن تيمية

- يبدو أنّك تفوقت على أسامة بن لادن بأشواط في التكفير وإستحلال الدماء .

يا أخي قل عني ما شئت مبتدع...زنديق..أكفر من اليهود والنصارى...مجوسي...هذه هي أخلاقكم وهذا هو مستواكم لما تفلسون في الردود تلجؤون لسياسة التكفير .

- قولكم أن جبريل له ستمئة جناح قول باطل مخالف للقرآن الكريم فكيف يكلم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء وهو له ستمئة جناح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام فهل رسول الله كان يدعوا لمنهج غلاة الجهمية ؟؟

- الإمام الطبري تم قتله من طرف السلف لأنه لم يوافقهم في عقيدتهم السلف كانوا يقولون أن الله سيجلس مع النبي صلى الله عليه وسلم في كرسيه يوم القيامة لكنه الإمام الطبري رد عليهم بقوله : سبحان من ليس له أنيس ولا على العرش جليس .
فتم قتله ورمي الحجارة على داره من طرف أسلافك .

- الشيخ إبن تيمية والله أنا أحبه وأعظمه أكثر منك لكن الفرق بيني وبينكم أني لا أتعصب ولا أقدس أي واحد حتى لا أشابه النصارى الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله .









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:13   رقم المشاركة : 280
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=*Jugurtha*;11534416]ا
............
ألم يقل القرآن الكريم : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا .....والحكمة في إصطلاح الأولين والآخرين هي الفلسفة ؟

الحكمة هي السنة وفي ذالك آثار


كون جبريل عليه السلام له ستمئة جناح هذا لم يرد في القرآن الذي فيه تفصيل كل شيئ لعقيدة الإنسان وأغلب الظن أنه من خرافات اليهود أو الحضارات القديمة ونقل للإسلام عن طريق الإسرائيليات .

تسب أهل الحديث و لا تعترف بهم و تدعوا إلى الظحك عليهم ثم ما شاء الله تظعف حديثا صحيحا
أترك ذلك للقراء ليكتشفوا أكاذيبك

المعلوم عند أهل الدين أن ملك الموت يقبض الأرواح والمعلوم عند أهل الطب والأحياء أن الطبيعة تقبض الأجساد ولا تناقض في الأمرين .؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كذاب أشر

أترك هذا للناس
..........

صحيح قد يكون بعض ما أثيره من تساؤلات وإشكالات قريبا للإلحاد لكن هذا هو منهج الشك ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام .

الشك ناقض من نواقض الإسلام
من مات و هو في حالة الشك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_
والذي يبني عقيدته على يقين تام بعد شكوك وتأملات خير من الذي يكون كالريشة إذا هبت شبهة عصفت به وزعزعت إيمانه .

هذا طريق الأبالسة


شرح الطحاوية للعقل

بطلان اعتماد الشك قبل اليقين في التوحيد

وهناك نظرية خطيرة عند الفلاسفة، وإن كانت قليلة في المتكلمين الذين يدعون الإسلام، لكنها توجد عند فلاسفة ممن يسمون بالفلاسفة الإسلاميين، ووجدت أيضاً في العصر الحديث، جاءتنا عن طريق النظريات الغربية، وقال بها بعض الكتاب المحدثين من المسلمين، وهي قضية الشك قبل اليقين، فهذا مبدأ هدام، ويرتكز على القول بأنه لا ينبغي للمسلم أن يسلم بكل شيء، فإن قيل له: محمد رسول الله فينبغي أن يتثبت من كون محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن قيل له: لا إله إلا الله؛ فينبغي أن يتثبت، وإن قيل له: هناك شيء اسمه بعث فينبغي أن يتثبت، فيخضع القضية أولاً للبراهين العقلية والعلمية، فإن وصل إلى يقين آمن وإن لم يصل إلى يقين فهو في حل من الإيمان، وهذا هو الإلحاد بعينه وهو الزيغ والزندقة، وقد تبناها بعض الكتاب المحدثين حتى كتبوا كتباً مثل (الشك قبل اليقين) وغيرها من الكتب الهدامة التي دخلت على شباب المسلمين وأوجدت عندهم زعزعة في العقيدة وعدم الثقة بالإسلام. فالحاصل أن هؤلاء المتكلمين بعضهم يقول: يجب النظر على كل إنسان، سواء تمكن أو لم يتمكن، فلا بد من أن ينظر، بمعنى: أن يفكر في خالقه، فيفكر في توحيد الله، ولا بد من أن يصل إلى النتيجة بعقله، وبعضهم قال: لا يلزم ذلك كل الناس، وهذا المذهب الثاني هو مذهب القصد إلى النظر، وعليه من يسمون بمعتزلة المتكلمين، وليس بمتكلمي المعتزلة، فالمعتدلون من المتكلمين يقولون: لا يلزم أن نقول: يجب النظر، إنما يجب القصد إلى النظر، فما معنى القصد؟ معناه: محاولة النظر، يعني: أن العاقل إذا بلغ يختلف ذكاؤه، فإن كان ذكياً فعنده القدرة على النظر، فينبغي أن يقصد النظر، فإن توصل إليه فبها ونعمت، وإن لم يكن ذكياً فقد لا يستطيع، فالمهم أن يحاول، هذا معنى القصد، أن يحاول النظر، فيتفكر في أدلة وجود الله وفي وحدانيته، فإن تمكن وإلا كفاه ذلك، فالمهم أن يشرع ويقصد النظر، ويتعمد الشك، وهذا مؤدى الكلام، وهم ما قالوا كذا، لكن قالوا: لا بد من أن يقصد البحث عن أدلة وجود الله وتوحيده، فإن استطاع فبها ونعمت، وإن لم يستطع فهو معذور، والسلف يقولون: لا يجب عليه النظر، فإن كان عاقلاً ذكياً ملماً بدين الله وفقيهاً فله النظر في ذلك بعد اعتقاده توحيد الله ومعرفة ما جاء في الكتاب والسنة. وإن لم يملك هذه الأصول فلا نكلفه ما لا يستطيع، أما إذا أراد ذلك بعقله دون اهتداء بشرع الله فسيهلك؛ لأنه لن يصل إنسان إلى الغيب، ولا سبيل للعقل إلى الغيب أبداً، ولو كان العقل يستطيع أن يعلم الغيب ويصل إليه ما صار غيباً، لو استطاعت العقول أن تتمكن من معرفة الغيب على وجوهه التفصيلية ما سمي غيباً، بل يصير شهادة، حيث صار مدركاً، والمدرك ليس بغيب.









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:17   رقم المشاركة : 281
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بيان مذهب السلف في أول واجب على المكلف وزلل أهل الكلام في ذلك

قال رحمه الله تعالى: [ ولهذا كان الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك، كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم ]. في هذه الكلمات يشير الشارح إلى مذاهب الناس في أول واجب على المكلف، مع أن هذه المسألة محسومة شرعاً عند أهل السنة والجماعة، لكن مع ذلك تنازعت فيها الفرق، ولا شك في أن أول واجب على المكلف هو أن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، هذا أمر بدهي، وإنما النزاع: هل يلزمه إذا بلغ أن ينطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، أم يكفيه إذا كان في بيئة مسلمة أن يكون مع المسلمين ويظهر الإسلام ويصلي ويصوم ويقيم الأركان؟ وهذا الثاني هو الصحيح؛ لأنه لا يلزم الإنسان في الدقيقة التي يبلغ بها سن الرشد أن ينطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله إذا كان بين ظهراني المسلمين، هذا لا يلزم؛ لأنه مسلم في الأصل، ونشأ في المسلمين، فإذا صلى وصام وأقام شعائر الإسلام فهو مسلم، ولو لم يسمع نطقه بالشهادتين؛ لأنه عمل بالمقتضى الذي هو أقوى من النطق، عمل بمقتضى الشهادتين الذي هو أقوى من النطق، ومع ذلك قد يقال من باب التكلف: لو نطق لكان أفضل وإنما يلزم النطق بالشهادتين من دخل في الإسلام بعد الكفر، فهذا يلزمه النطق بهما؛ لأنهما مفتاح الدخول في الإسلام. فكون الشهادة بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أول واجب على المكلف أصل لا يختلف فيه أهل العلم المحققين من أئمة الدين، إنما النزاع جاء بعدما ظهر علم الكلام وظهرت القدرية والمتكلمة من الجهمية والمعتزلة ثم الأشاعرة والماتريدية وغيرهم، فهؤلاء أتوا ببدع عظيمة في هذا الأمر، فقالوا: أول واجب على المكلف أن ينظر، فما معنى ينظر؟ يعني: يشك: من ربك؟ وما أدلة التوحيد؟ ثم كيف يعبد الله؟ ثم يشهد الشهادتين، وهذا إخراج للناس عن الفطرة وإدخال لهم في التيه والضلال والشك، بل هو دعوة إلى الإلحاد والانحراف؛ لأن الإنسان إذا شكك فقيل له: أين رأسك؟ فذهب ليلمسه؛ فإن تشكيكه في الله يؤدي لإثبات وجوده إلى طلبه بالحس! فلا ينبغي أن يكون النظر هو طريق الوصول إلى معرفة الله ووجوده وتوحيده ثم إلى عبادته ثم الخضوع والتسليم له، لا يجوز هذا؛ لأن مقتضى الفطرة أن الإنسان على التوحيد، ومقتضى الفطرة أنه مسلم لله تعالى، فإذا نشأ مسلماً بين المسلمين فهو -بالضرورة- عارف للإسلام وعارف لوجود الله ووحدانيته. ثم إن الدخول في إثبات الوحدانية والتوحيد بالأدلة العقلية لا يستوعبه كل الناس؛ لأنهم ينشئون على الفطرة التي هي الإيمان بالله، ومن حاول أن يزداد يقيناً عن طريق الشبهات العقلية فإنه لن يزداد إلا شكاً، إلا قلة من المتمكنين الذين يريدون أن يثبتوا لبعض الملاحدة أو من في قلوبهم شبهات هذه الأمور؛ أما أن يكون ذلك مسلكاً لكل مسلم يسلك فيه إلى الإسلام أو الإيمان؛ فهذا من الباطل قطعاً، بل يؤدي إلى الشك؛ ولذلك وردت قصة صحيحة رواها كثير من الكتاب في الملل والنحل وغيرهم للرازي المتكلم، وذكرتها أكثر من مرة، لكن لها في هذا الموطن مناسبة. يقولون: إن الرازي مر ذات مرة بعجوز كانت تتشمس أمام بابها ومعه حشد من طلاب علم الكلام وراءه يكتبون ما يقول، فعجبت من هذا الرجل فسألت سؤال الساذج، فقالت: من هذا؟! قالوا: أما تعرفينه يرحمك الله؟! قالت: لا، أهو الملك؟ أهو السلطان؟ قالوا: لا، قالت: أهو الوالي؟ أهو القائد؟ أهو فلان؟ قالوا: لا. ثم قالوا: هذا من يملك على وجود الله ألف دليل، قالت: تباً له، والله تعس، إن كان ذلك ففي قلبه ألف شك، أفي الله شك؟! وهذا نداء الفطرة، فهذه ما عندها شك في وجود الله، وكذلك غيرها من عامة المسلمين، بل إن المتعلمين وطلاب العلم إذا بقوا على فطرتهم فما جاءتهم الشبهات والأهواء فالأصل فيهم التسليم لله تعالى بالجملة، ويحتاجون إلى تفصيل الشرائع فقط وتفصل العقائد التي وردت، وهي غيب لا يعلمه إلا الله. أما مسألة وجود الله فالباحث عنها كمن يجلس في الشمس ثم يقول: اثبتوا لي أن الشمس طالعة، فماذا يقال عنه؟ أهو عاقل؟! بل غير عاقل، ففي عقله خلل.









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:30   رقم المشاركة : 282
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول الشيخ عبد الكريم الخضير في شرحه على السفارنية (تابع)
.......ويستدلون على بعضها بالواقع وحقائق التاريخ، وأدلة كثيرة لا تثبت بمفردها، لا يثبت بها شيء بمفرده.
منهم من يقول: النظر، ومنهم من يقول: القصد إلى النظر، القصد إلى النظر، أول ما تبدأ القصد إلى النظر، ثم بعد ذلك تنظر، ومنهم من يقول: أول واجب على المكلف الشك، لا بد أن تشك، فإذا ملت إلى شيء يكون عن قناعة، لماذا؟ لأنه يريدك أن تعرف الدليل قبل المدلول، تعرف الدليل قبل المدلول، وكل على طريقته في الدليل هل هو عقلي أو نقلي؟ لكن أهل السنة ما يقولون بالشك، فبقي الدليل العقلي عند بعض المتكلمين الذين يوجبون الشك ثم بعد ذلك إذا نظرت لا يكون عن هوى، وإنما يكون صادراً عن دليل يعتمد عليه ويعول عليه عندهم؛ لأنك إذا جنحت وملت إلى شيء قبل النظر في دليله تكون تحكمت، وشيخ الإسلام يقرر أنه لا يمكن الميل إلى قول من الأقوال إلا بعد معرفة ما يرجحه، لكن أحياناً من كون الفارق بينهما بين الأمرين لا يكاد يذكر يقال: إنه ترجيح بالتحكم، كالبدء بأحد الرغيفين أو سلوك أحد الطريقين، طريق يؤدي وطريق يؤدي، أنت لك هدف في غرب الرياض، في غرب الرياض وأنت في شرقها الآن، تقول: أروح مع الدائري الشمالي، أو مع الدائري الجنوبي، إن رحت بدون نظر فأنت رجحت بغير مرجح، وكلاهما يؤدي والمسافة واحدة، لكن إن نظرت تقول: الدائري الشمالي في هذا الوقت أخف من الدائري الجنوبي، فأنت نظرت ثم بعد ذلك، أول معنى شككت ما تدري أيهما أفضل، ثم بعد أن نظرت رجحت فذهبت على بينة، أحياناً تركب السيارة ما تدري تلف يمين وإلا يسار، هذا تحكم، شيخ الإسلام يرجح، يتكلم عن الموضوع بمثل هذا، وأن الترجيح بين شيئين لا بد أن يكون له ما يستند عليه، حتى في الأمور التي يعد من الأمور العادية كسلوك أحد الطريقين والبداءة بأحد الرغيفين عندك رغيفين أخذت واحد وبدأت به، لماذا قدمته على الثاني؟
طالب:........
هذا لكونه أقرب، لكونه أعلى، لكونه اليمين اللي على جهة اليمين، وكونه، هذه من المرجحات، نعم
طالب:........
كيف؟
طالب:....
لا قد يكون واحد منهما أنضج من الثاني، وأنت في شك هل يكفيك واحد أو لا بد من الاثنين تبدأ بالناضج، هذا مرجح لاحتمال أنك قد لا تحتاج إلى الثاني، لكن.
طالب:.....
هاه، إيش هو؟
طالب:....
وأنت لماذا بدأت به؟ لا، هناك أناس عندهم نقص والتردد عندهم كثير في كل شيء، هؤلاء لا عبرة بهم، لا عبرة بهم، يلبس هذا الثوب أو ذا، ثم يطلع ويخرج وينزل ويرجع هذا، هذا بالنسبة لمثل هذا لا شك أنه نقص ومرض، لكن الإنسان السوي هل يأخذ هذا أو يأخذ هذا؟ هناك مرجحات تلقائية، هؤلاء حينما قالوا: لا بد أن يشك، ثم بعد ذلك ينظر؛ لئلا يرجحوا بغير مرجح، ليقف حائراً في أول الأمر ثم بعد ذلك يميل إلى هذا أو إلى هذا، وقصدهم من هذا أن يكون الدليل متبوعاً لا تابعاً؛ لأن بعض الناس حتى في المسائل العملية يصير ذهنه غائباً، يعني درس في الصغر كتاب بعينه، ثم بعد ذلك ترسخ في ذهنه هذه المسائل ويعمل بها، ثم بعد ذلك يسمع قول من يخالف، أو يميل إلى إمام من الأئمة، ثم يسعى جاهداً إلى أن يكون قوله هو الراجح في كل مسألة، فإذا تعسف في استعمال النصوص لخدمة مذهبه، هذا جعل الدليل تابعاً وإلا متبوعاً؟ جعله تابعاً لقول إمامه، لكن إذا مجرد يحفظ مسائل ثم إذا وجد الدليل يخالف هذه المسائل ضرب بهذه المسائل عرض الحائط وأخذ بالدليل، هذا جعل الدليل هو المتبوع، وجعل قول إمامه هو التابع، المقصود أن هؤلاء كل المتكلمون منهم من يرى أن أول واجب هو النظر، ومنهم من يرى أن أول واجب هو النظر، ومنهم من يرى القصد إلى النظر، ومنهم من يقول: الشك، وأهل السنة يرون أن أول واجب على المكلف هو شهادة أن لا إله إلا الله، شهادة أن لا إله إلا الله، وهي المصححة لجميع الأعمال، وقد تكون وقد يكون دليل ذلك الفطرة، يعني ميله إلى ذلك بالفطرة، وقد يحتاج إلى دليل إذا كان عنده شيء من اللوثة، أو شيء عنده مما أثر عليه، يحتاج إلى دليل، ويحتاج إلى نظر، ويحتاج إلى زيادة نظر، لكن ليس هو الأصل، الأصل أن الناس على الفطرة، مفطورون على التوحيد.
طالب:....
أين؟
طالب:........
النظر، تدخل في النظر مباشرة، هاه، والقصد إلى النظر هو ما في شيء إلا، هاه؟
طالب:.......
يعني تدخل فيه من غير قصد ولا نية، النظر مباشرة والقصد إلى النظر تقصد إليه، نعم.

أول واجب على العبيد *** معرفة الإله بالتسديد
قال المصنف: بالنظر في الوجود والموجود، بالنظر في الوجود والموجود، ولا شك أن المصنف متأثر بما قرأه من كتب الكلام، بأقوال متكلمين، ولذلكم لما شرح المقدمة والفرق بين المذاهب السلف والخلف، قال: إن مذاهب السلف يشمل الطوائف الثلاث، يعني أهل السنة ثلاث فرق عنده، وقرر هذا والذين اختصروا كلامه قرروه، لكنه كلام مردود، يعني كيف ينفي ما أثبته الله لنفسه ويكون من أهل السنة؟ ينفي ما أثبتته السنة ونقول: من أهل السنة؟ ومن العجيب والطريف أن السنة كل يدعيها؛ لأنها وصف تشريف، كل يدعيها، إلا الرافضة، هم الذين لا يدعون السنة، ولا يمكن أن يقول، بل عيب، وذم، ذم شديد إذا وصف فلان بأنه سني.
طيب قوله: بالتسديد يعني بالنظر في الوجود والموجود كأنه يقرر أن أول واجب على العبيد معرفة الله بالنظر، أو القصد إليه، على ما يقوله المتكلمون، لكن هذا القول قول محدث، محدث الذي عند أهل السنة والجماعة أنه معرفة الله -جل وعلا- بالفطرة التي تدعمها الأدلة، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [(19) سورة محمد]، {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [(25) سورة الأنبياء]، فالمفروض على العباد، وأول واجب عليهم العلم بذلك، العلم بأنه لا إله إلا الله، وسواءً كان هذا في أوساط المسلمين أو كان من غير المسلمين ويريد الدخول في الإسلام، وحينئذ يكون ما يدل عليه قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)).









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:32   رقم المشاركة : 283
معلومات العضو
*Jugurtha*
عضو نشيط
 
الصورة الرمزية *Jugurtha*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
الحكمة هي السنة وفي ذالك آثار


- السنّة هي ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير .

- الفلسفة كما درس كل طالب جزائري في الباكالوريا هي الحكمة






اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
تسب أهل الحديث و لا تعترف بهم و تدعوا إلى الظحك عليهم ثم ما شاء الله تظعف حديثا صحيحا


أترك ذلك للقراء ليكتشفوا أكاذيبك

- وهل حلال عليكم سب الأشعرية والدعوة للضحك عليهم والقيام بهجائهم ؟؟

-ممكن تبين لي كيف إستطا جبريل عليه السلام وهو لديه ستمئة جناح أن يدخل إلى حراء حراء ويكلم النبي صلى الله عليه وسلم ؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة


كذاب أشر


هل تقدر على أن تبين على أني كاذب ؟؟

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة





الشك ناقض من نواقض الإسلام


من مات و هو في حالة الشك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الله يتولى أمره
فالله وحده يعلم خائنة الأعين ويعلم ما تخفي الصدور ويعمل نيّات عباده
فلا أنت ولا شيوخك ولا فتاويهم تحددون مصير النّاس
بل الله وحده






_
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zizou_setif مشاهدة المشاركة


هذا طريق الأبالسة






بل هو طريق الأنبياء عليهم السلام

إقرأ هذه الآيات البينات لتعرف منهج الأنبياء

يقول الله عز و جل "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ " الانعام 75-79


ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال على ضوء هذا :

نحن أحق بالشك من إبراهيم عليه السلام

فهل هذه هي حقا طريق الأبالسة كما تقول ؟










رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 16:52   رقم المشاركة : 284
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

يقول المكذب لرسول الله_يوغرطة العبد الآبق_:

قولكم أن جبريل له ستمئة جناح قول باطل مخالف للقرآن الكريم فكيف يكلم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء وهو له ستمئة جناح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إليك كم ذكرهبواسطة الشاملة

البخاري

3232 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 10] قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ «رَأَى جِبْرِيلَ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»
__________

[تعليق مصطفى البغا]
3060 (3/1181) -[ش أخرجه مسلم في الإيمان باب في ذكر سدرة المنتهى رقم 174. (قاب قوسين) قدر قوسين أو قدر ما بين الوتر والقوس أو ما بين طرفي القوس. (عبده) محمد صلى الله عليه وسلم / النجم 9 - 10 /. (رأى) أي محمد صلى الله عليه وسلم]
[4575، 4576]
مسلم
باب: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}

[ص:158]

280 - (174) وَحَدَّثَنِي أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ وَهُوَ ابْنُ الْعَوَّامِ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»


281 - (174) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ "، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: 11] ، قَالَ: «رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

282 - (174) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، سَمِعَ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] ، قَالَ: «رَأَى جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

النسائي في الكبري

11470 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: سَأَلْتُ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِهِ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9] ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَهُ سِتُّمِائَةِ جُنَاحٍ "

تخريج أحاديث الكشاف

- قَوْله
عَن ابْن عَبَّاس مَا كنت أَدْرِي مَا فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض حَتَّى اخْتصم إِلَيّ أَعْرَابِيَّانِ فِي بِئْر فَقَالَ أَحدهمَا أَنا فطرتها أَي ابْتَدَأتهَا
قلت تقدم فِي أول الْأَنْعَام
1051 - الحَدِيث الأول
عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أَنه رَأَى جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَة الْمِعْرَاج وَله سِتّمائَة جنَاح
قلت فِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن ابْن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ رَأَى جِبْرِيل فِي صورته وَله سِتّمائَة جنَاح انْتَهَى
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة النَّجْم وَمُسلم فِي كتاب الْإِيمَان فِي سِيَاق حَدِيث الْمِعْرَاج
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث من الْقسم الثَّالِث وَلَفظه قَالَ (رَأَيْت جِبْرِيل عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهَى وَله سِتّمائَة جنَاح ينتثر من ريشه الدّرّ والياقوت) انْتَهَى وَهُوَ أصرح

11478 - أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: 13] , قَالَ: «رَأَيْتُ جِبْرِيلَ عِنْدَ السِّدْرَةِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جِنَاحٍ , يَتَنَاثَرُ مِنْهَا تَهَاوِيلُ الدُّرِّ»



ابن أبي شيبة

358 - نا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: «رَأَى رَسُولُ اللَّهِ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ عَلَى السِّدْرَةِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جُنَاحٍ»
الطيالسي

356 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، قَالَ: مَرَّ بِنَا زِرُّ بْنُ حُبَيْشٍ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَأَلْتُهَ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: 18] ، فَقَالَ زِرٌّ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: «رَأَى [ص:280] جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ»

أخرجه الْبَزَّار من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِسَنَد جيد: سَأَلَ النَّبِي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم جِبْرِيل أَن يرَاهُ فِي صورته؟ فَقَالَ: ادْع رَبك، فَدَعَا ربه فطلع عَلَيْهِ من قبل الْمشرق فَجعل يرْتَفع ويسير، فَلَمَّا رَآهُ فَصعِقَ. وَرَوَاهُ ابْن الْمُبَارك من رِوَايَة الْحسن مُرْسلا بِلَفْظ: فَغشيَ عَلَيْهِ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة: رَأَى جِبْرِيل فِي صورته مرَّتَيْنِ وَلما عَن ابْن مَسْعُود: رَأَى جِبْرِيل لَهُ سِتّمائَة جنَاح.

إتحاف المهرة لبن حجر في أربهة مواظع

حديث (خز حب عه) : " عن عبد الله في قوله: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [سورة: النجم، آية 13] قال: رأى
[ص:198] جبريل له ستمائة جناح ".
خز في التوحيد: ثنا سلم بن جنادة، ثنا أبو معاوية، عن إسحاق الشيباني، عنه، بهذا. وعن يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن أبي إسحاق، به. وعن أحمد بن منيع، ثنا عباد هو ابن العوام، عن الشيباني، به، ورفعه. وعن محمد بن يحيى، عن النفيلي.

حديث (خز حب عه) : " عن عبد الله في قوله: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى [سورة: النجم، آية 13] قال: رأى
[ص:198] جبريل له ستمائة جناح ".
خز في التوحيد: ثنا سلم بن جنادة، ثنا أبو معاوية، عن إسحاق الشيباني، عنه، بهذا. وعن يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن أبي إسحاق، به. وعن أحمد بن منيع، ثنا عباد هو ابن العوام، عن الشيباني، به، ورفعه. وعن محمد بن يحيى، عن النفيلي.

12577 - حديث (حم) : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح ".
أحمد: ثناحسن بن موسى، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق الشيباني، قال: أتيت زر بن حبيش. . . فذكره. وعن عفان، وحسن بن موسى، عن حماد، عن عاصم، عنه، نحوه. وقد تقدم قريبا.

12704 - حديث (حم) : " رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته له ستمائة جناح. . . . " الحديث.
أحمد: ثنا يحيى بن آدم، ثنا شريك، عن جامع، عنه، به. وعن زيد بن حباب، عن حسين، عن عاصم، عنه، نحوه

اللؤاؤ و المرجان
110 - حديث ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِي إِسْحقَ الشَّيْبَانِيّ، قَالَ: سَأَلْتُ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ ما أَوْحَى) قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ
__________
أخرجه البخاري في: 59 كتاب بدء الخلق: 7 باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء

الجامع الصحيح

5777 - رَأيْتُ جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمائَةِ جَناحٍ
(طب) عَن ابن مسعود.

[حكم الألباني]
(صحيح) انظر حديث رقم: 3464 في صحيح الجامع

وغيره كثير

و أترك الحكم للقارئ اللبيب









رد مع اقتباس
قديم 2012-09-10, 18:07   رقم المشاركة : 285
معلومات العضو
فقير إلى الله
عضو محترف
 
الصورة الرمزية فقير إلى الله
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الصارم المسلول
وَأَنَّهُمْ بِتَكْذِيبِهِمُ الْحَقَّ سَوْفَ يَرَوْنَ صِدْقَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، كَمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَهُمْ بِذُنُوبِهِمُ الَّتِي هِيَ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]
وَأَخْبَرَ بِشِدَّةِ كُفْرِهِمْ بِأَنَّهُ لَوْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ، وَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَوْ جَعَلَ الرَّسُولَ مَلَكًا لَجَعَلَهُ عَلَى صُورَةِ الرَّجُلِ إِذْ كَانُوا لَا يُطِيقُونَ أَنْ يَرَوُا الْمَلَائِكَةَ فِي صُوَرِهِمْ، وَحِينَئِذٍ فَكَانَ اللَّبْسُ يَقَعُ لِظَنِّهِمْ أَنَّ الرَّسُولَ بَشَرٌ لَا مَلَكٌ، وَقَالَ تَعَالَى:
{وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} [الإسراء: 90] (90) {أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا} [الإسراء: 91] (91) {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} [الإسراء: 92] (92) {أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 93] (93) {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا} [الإسراء: 94] (94) {قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا} [الإسراء: 95] (95)
أَخْبَرَ سُبْحَانَهُ بِأَنَّ الْآيَاتِ تَأْتِيهِمْ، وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا أَعْرَضُوا عَنْهَا، وَأَنَّهُمْ بِتَكْذِيبِهِمُ الْحَقَّ سَوْفَ يَرَوْنَ صِدْقَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، كَمَا أَهْلَكَ مَنْ قَبْلَهُمْ بِذُنُوبِهِمُ الَّتِي هِيَ تَكْذِيبُ الرَّسُولِ، فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]
وَأَخْبَرَ بِشِدَّةِ كُفْرِهِمْ بِأَنَّهُ لَوْ أَنْزَلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ،
و قال
الوجه الرابع: قوله: "ما هم عليه من الكفر أعظم من سب الرسول" ليس بجيد على الإطلاق وذلك لأن أهل الكتاب طائفتان:
أما اليهود فأصل كفرهم تكذيب الرسول وسبه أعظم من تكذيبه فليس لهم كفر أعظم من سب الرسول فإن جميع ما يكفرون به من الكفر بدين الإسلام وبعيسى وبما أخبر الله به من أمور الآخرة وغير ذلك متعلق بالرسول فسبه كفر بهذا كله لأن ذلك إنما علم من جهته وليس عند أهل الأرض في وقتنا هذا علم موروث يشهد عليه أنه من عند الله إلا العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم وما سوى ذلك مما يؤثر عن غيره من الأنبياء فقد اشتبه واختلط كثير منه أو أكثره والواجب فيما لا نعلم حقيقته منه أن لا يصدق ولا يكذب.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
...تزندق, العلم, بالكلام


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 10:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc