كن طفلاً يستمتع بكأس شاي يشربه .. أو إصبع شوكولاته يتذوقه..
أو وجبة يتعاطاها بسرور منفرداً مع نفسه، أو مع من يحب ..
(لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ) [النور/61] .
كن طفلاً يتطلع للسفر .. ويحلم بالأشياء الجميلة ويضحك للنكتة دون أن يدقق فيها إن كانت تستحق أو لا تستحق..!
ويتذكر أنه سينام فَيُسرّ لهذه المنحة الربّانية التي ستدخله في سبات يستعيد به حيويته وتوازن قواه أو يرى فيه أطياف من أحبهم ..
حاول أن تقرأ الجمال في وردة تتفتح .. أو بساط أخضر من الزرع يمتد أمام ناظريك أو ماء ينساب في جدوله، أو عصفور يغرد, أو طفل يلهو ببراءة فيخطئ ويصيب ..!
سنكون أكثر سعادة حين نكون أكثر براءة وعفوية في التعبير عن مشاعرنا لأنفسنا ولمن حولنا
ولمن نعرف، ولمن لا نعرف ..
التعبير عن المشاعر ليس بوحاً بأسرار نووية !
سنكون أكثر سعادة حين نتخلى عن كبريائنا وتعاظمنا, ونتواضع ونستمع إلى حديث النفس واحتجاجها على تجاهلنا لضرورتها ومتطلباتها!
سنكون أكثر سعادة حين نلقي الأحلام المثالية المتعالية عن الواقع في خططنا المستقبلية..
ونأخذ موقعنا الطبيعي في الحياة دون احتقار أو ازدراء للنفس ..!
ودون نفخ أو تضخيم بعضها حيث لا تستحق ..
سنكون أكثر سعادة حين ندقق في اللحظة التي نعيش فنقرأ فيها مليارات النعم، هل قلت مليارات؟ كلا !! بل ترليونات..
سنن العطاء الإلهي المتدفق، ترليونات الخلايا العاملة في أجسادنا، ومثلها في الهواء والماء والبر والبحر والجو، فضلاً عن المشاعر والأحاسيس التي لا تدخل في عالم المادة الإيمان مثلاً .. الحب الذوق اللغة الحنين الإعجاب الأمل...!!
ربما نكون أكثر سعادة حين ندرك أن السعادة ليست طرداً يأتينا بالبريد من حيث نريد أو لا نريد ..!
ولا شهادة أو مستوى نحصل عليه ..
إنها إحساس اللحظة الآنية إذا أحسنّا استثمارها.. وقررنا أن نجعلها سعيدة
وأن نطارد أشباح الحزن والهم والغم والخوف والكره والحقد والبغضاء والحسد والقائمة الطويلة من المشاعر السلبية التي تغتال فرحتنا ..
ونكون أكثر سعادة عندما نقرر أن نكون أكثر سعادة ...!!
"سلمان العودة"