الإبقاء على سن 60 سنة للتقاعد.. وإلغاء المسبق والنسبي
اعترف،أمس، الوزير الأول عبد المالك سلال، بأن الجزائر تمر بوضع اقتصادي صعبوتواجه عوائق حقيقية وغدا غامضا، ومع ذلك تبدي مقاومة جيدة لتراجع مواردهاالمالية بأكثر من النصف، وفيما أعلن إلغاء جزئيا لامتحانات البكالورياوإعادة المواد المسربة منها، عبر عن دعم الحكومة لوزيرة التربية نورية بنغبريط، ومواصلة إصلاحاتها، معتبرا تسريب بعض المواد مؤامرة لوقف الإصلاحأراد أصحابها ضرب استقرار وأمن البلاد.
وقال سلال في الكلمة التي ألقاها لدى افتتاحه أشغالاجتماع الثلاثية الـ19: "أقولها من دون ديماغوجية، الوضع صعب والعوائقحقيقية والغد غامض، إلا أن الجزائر تقاوم جيدا"، مشيرا إلى أن الجزائرتعاني من تراجع أسعار النفط، ومن تراجع مواردها المالية بأكثر من النصف إلاأن الجزائر تقاوم، واستدل بمجموعة من المؤشرات الاقتصادية التي تؤكد أنقدرة الجزائر على تحسين نموها قائمة، على اعتبار تراجع فاتورة الوارداتبنسبة تجاوزت 13 بالمائة هذه السنة، واستقرار نسبة التضخم عند 4.11بالمائة، مع تواصل ارتفاع القروض الموجهة للاستثمار بنسبة 9 بالمائة، وطمأنسلال بخصوص احتياطات الصرف التي قال إنها كفيلة بتغطية نفقات الجزائرلأربع سنوات قادمة في حدود 136.19 مليار دولار مع سيولة نقدية في البنوكتصل إلى 1.684 مليار دينار.
وقارن سلال بين وضعية الجزائر ودول أغنى منها، أجبرها تراجع أسعارالنفط على مضاعفة أسعار الوقود وتقليص الدعم الاجتماعي وقطع الماءوالكهرباء وإحالة الموظفين إلى البطالة التقنية، وعند هذا الطرح قال سلالبوجود من راهن على زعزعة الجزائر، التي صانتها حكمة الشعب الرافض لخطابالخوف والهلع والمغامرة السياسية.
وخرج سلال عن نص الثلاثية وملفاتها، ليقف عند فضيحة التسريبواعتبرها غشا طال كل القطاعات يستدعي محاربته، ومعاقبة كل متورط لأن الأمريتعلق بمحاولة ضرب إصلاحات المنظومة التربوية ومن خلالها هدم المجتمعوالمساس بالكيان الوطني والأمن القومي وزعزعة الاستقرار.
وفوض سلال وزيرة التربية لمهمة الإعلان الرسمي اليوم عن برنامجإعادة المواد المسربة في البكالوريا، مؤكدا تضامن الحكومة معها ودعمإصلاحاتها، ومشددا على أن العدالة ستضرب بقوة المتورطين، مشيرا إلى إجراءاتجديدة ستحكم عمل الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات وتوعد المتقاعسينبالعقاب.
سلال الذي استغل لقاء الثلاثية التي تناولت ملفات اجتماعيةواقتصادية من بينها النموذج الاقتصادي الجديد للتنمية للفترة وتقييم العقدالاقتصادي والاجتماعي ومنظومة التقاعد، جدّد استعداد الحكومة للتشاوروالحوار حول كل القضايا، مؤكدا تمسك الدولة بالسياسة الاجتماعية وإقرارالعدالة بين فئات المجتمع وتحقيق توازن الأقاليم وتكافؤ الفرص والإنصاف،وقال إن الجهاز التنفيذي سيلتزم بذلك خلال التعديلات التشريعية القادمةلقانون العمل ومنظومة التقاعد المبنية على التضامن الذي يفرض القيامبإصلاحات عليها.
وفي رسالة سياسية صريحة، قال مسؤول الجهاز التنفيذي "الوطن آمنومستقر ويقوده المجاهد الذي اختاره المواطنون والذي تقف خلفه بكل التزام كلمؤسسات الدولة"، مضيفا أن "الجزائر حرة وسيدة في قرارها السياسيوالاقتصادي"، داعيا إلى "المساهمة في رفع تحدي جزائر القرن 21 بعد أن باشرتمسارا هائلا في التجديد الوطني"، مبرزا أنه رغم "الذين أعمى الحقد بصيرتهمفالجزائر ستبقى واقفة وإذا كانت أسعار البترول قد انخفضت فوحدة الشعب ثروةلن تفقد أبدا قيمتها".
وإن أشار سلال إلى "الصعوبات الاقتصادية "التي تعيشها الجزائر،أكد أن هذا لن يجعلها تتنكر لالتزاماتها مع من يبدؤون حياتهم العملية أوالذين يعملون اليوم وأولئك الذين هم في راحة مستحقة بعد سنوات طويلة منالجهد"، أي فئة المتقاعدين، وعلى نقيض دورات الثلاثية السابقة أعلن سلالاستحداث لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات اجتماع الثلاثية التي فتحت ثلاثة ملفاتهي النموذج الاقتصادي الجديد وتنفيذ العقد الاقتصادي والاجتماعي في مجالاتالاستثمار والشغل ومراجعة نظام التقاعد.
وردا على الشكاوى المتجددة لبعض المتدخلين من "الباترونا" بخصوصالصعوبات التي تعترض استثماراتهم من عقار صناعي وتمويل مالي، قال سلال إنتنصيب محمد لوكال كمحافظ جديد لبنك الجزائر خلفا لمحمد لكصاسي المبعد يمثل "مؤشرا قويا" على الإرادة في دعم الاستثمار، مشيرا إلى أن "المحافظ الجديدمصرفي وقادم من البنوك، وهي المرة الأولى التي يعين فيها مصرفي على رأس بنكالجزائر".
وفيما أعطى سلال إشارات قوية لمراجعة نظام التقاعد الذي سيتضمنهمشروع قانون خاص يعمل عليه فوج عمل خاص، طمأن بالإبقاء على السن القانونيةللتقاعد عند 60 سنة، وقالت مصادر "الشروق" من داخل قاعة الأشغال المغلقة إنالاتجاه العام للنقاش ميّل كفة إلغاء التقاعد النسبي والتقاعد المسبق.
المصدر: الشروق ليوم الأحد 05جوان2016