استشارات نفسية و اجتماعية - الصفحة 18 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم خاص لطلبة العلم لمناقشة المسائل العلمية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

استشارات نفسية و اجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2019-10-25, 17:21   رقم المشاركة : 256
معلومات العضو
Zoubir03
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد

السؤال

ما حكم من يحلف على زوجته بالطلاق إن هي فعلت أمرا ما كقطع للرحم ، وكان الزوج حينذاك في حالة غضب شديد لم يتمالك نفسه إلى درجة عدم مقدرته تذكر ما يقول ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع ، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة . وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق

وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق . . . وهكذا . وهذا نوع تلاعب بكتاب الله ، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله

فكيف بمن اتخذ الطلاق ديدنه ، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق ؟

! روى النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا ؟

فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَقْتُلُهُ ؟

قال الحافظ : رجاله ثقات اهـ وصححه الألباني في غاية المرام (261).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم ، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله

: ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل

ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقوله تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) المائدة/ 89 . ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى : لا تكثروا الحلف بالله .

أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل : عليّ الطلاق أن تفعل كذا ، أو عليّ الطلاق ألا تفعل

أو إن فعلت فامرأتي طالق ، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/753).

ثانيا :

قول الرجل لزوجته : إن فعلت كذا فأنت طالق ، أو إن لم تفعلي فأنت طالق ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وقوع هذا الطلاق عند حصول الشرط .

وذهب بعض أهل العلم - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره - إلى أن هذا التعليق فيه تفصيل ، يرجع إلى نية القائل ، فإن قصد ما يقصد باليمين وهو الحث على فعل شيء

أو المنع من فعل شيء ، أو التصديق أو التكذيب ، فإن هذا حكمه حكم اليمين ولا يقع به طلاق ويلزمه كفارة يمين عند الحنث .

وإن قصد بذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند حصول الشرط . وأمر نيته لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية ، فليحذر المسلم من التحايل على ربه ، ومن خداع نفسه .

وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن قال لزوجته : عليّ الطلاق تقومين معي ، ولم تقم معه . فهل يقع بذلك طلاق ؟

فأجابت : " إذا كنت لم تقصد إيقاع الطلاق وإنما أردت حثها على الذهاب معك ، فإنه لا يقع به طلاق

ويلزمك كفارة يمين في أصح قولي العلماء ، وإن كنت أردت به إيقاع الطلاق إذا هي لم تستجب لك وقع به عليها طلقة واحدة "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/86).

ثالثا :

ينبغي أن يُعلم أن أكثر حالات الطلاق إنما تصدر مع الغضب والضيق والانفعال ، لا مع الفرح والانشراح ، فكون الزوج طلق زوجته حال غضبه لا يعني عدم وقوع الطلاق

كما يظنه كثير من الناس ، إلا أن يكون الغضب قد بلغ به مبلغا ، فقد معه الشعور والإدراك ، بحيث صار لا يعي ما يقول ، فهذا لا يقع طلاقه باتفاق العلماء .

أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ إلى حد أن يفقده الشعور والإدراك ، ولكنه كان شديداً بحيث لا يملك الرجل نفسه ، ويشعر وكأنه يدفع إلى الطلاق دفعاً فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق .

وذهب بعضهم إلى أنه يمنع وقوع الطلاق ، وبه كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وهو الراجح إن شاء الله

وانظر بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل والقارئ خطورة التكلم بالطلاق ، في حال الغضب وغيره ، وأنه قد يهدم بيته ويضر نفسه وأهله بسبب عجلته وانفلات لسانه ، نسأل الله العفو والعافية .

فإن كان هذا الذي حلف على زوجته قد بلغ به الغضب إلى هذا الحد لم يقع طلاقه إن شاء الله تعالى .

والله أعلم .

للعلم منقول









 


رد مع اقتباس
قديم 2019-10-26, 17:25   رقم المشاركة : 257
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

[center][left]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zoubir03 مشاهدة المشاركة
الطلاق المعلق والطلاق في حال الغضب الشديد

السؤال

ما حكم من يحلف على زوجته بالطلاق إن هي فعلت أمرا ما كقطع للرحم ، وكان الزوج حينذاك في حالة غضب شديد لم يتمالك نفسه إلى درجة عدم مقدرته تذكر ما يقول ؟.

الجواب

الحمد لله

أولا :

ينبغي للرجل ألا يستعمل الطلاق كلّما حدث بينه وبين أهله نزاع ، وذلك لما يترتب على الطلاق من عواقب وخيمة . وكثير من الرجال يتهاونون بشأن الطلاق فكلما حصل نزاع بينه وبين أهله حلف بالطلاق

وكلما اختلف مع أصحابه حلف بالطلاق . . . وهكذا . وهذا نوع تلاعب بكتاب الله ، وإذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتبر من يطلق امرأته ثلاثاً جميعاً متلاعباً بكتاب الله

فكيف بمن اتخذ الطلاق ديدنه ، فكلما أراد منع زوجته من شيء أو حثها على فعل شيء حلف بالطلاق ؟

! روى النسائي (3401) عن مَحْمُود بْن لَبِيدٍ قَالَ أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا ؟

فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟! حَتَّى قَامَ رَجُلٌ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أَقْتُلُهُ ؟

قال الحافظ : رجاله ثقات اهـ وصححه الألباني في غاية المرام (261).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " هؤلاء السفهاء الذين يطلقون ألسنتهم بالطلاق في كل هين وعظيم ، هؤلاء مخالفون لما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قوله

: ( مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ ) رواه البخاري (2679) ، فإذا أراد المؤمن أن يحلف فليحلف بالله عز وجل

ولا ينبغي أيضاً أن يكثر من الحلف لقوله تعالى : ( وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ) المائدة/ 89 . ومن جملة ما فسرت به الآية أن المعنى : لا تكثروا الحلف بالله .

أمّا أن يحلفوا بالطلاق مثل : عليّ الطلاق أن تفعل كذا ، أو عليّ الطلاق ألا تفعل

أو إن فعلت فامرأتي طالق ، أو إن لم تفعل فامرأتي طالق وما أشبه ذلك من الصيغ ، فإن هذا خلاف ما أرشد إليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

انتهى من "فتاوى المرأة المسلمة" (2/753).

ثانيا :

قول الرجل لزوجته : إن فعلت كذا فأنت طالق ، أو إن لم تفعلي فأنت طالق ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وقوع هذا الطلاق عند حصول الشرط .

وذهب بعض أهل العلم - وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره - إلى أن هذا التعليق فيه تفصيل ، يرجع إلى نية القائل ، فإن قصد ما يقصد باليمين وهو الحث على فعل شيء

أو المنع من فعل شيء ، أو التصديق أو التكذيب ، فإن هذا حكمه حكم اليمين ولا يقع به طلاق ويلزمه كفارة يمين عند الحنث .

وإن قصد بذلك وقوع الطلاق طلقت زوجته عند حصول الشرط . وأمر نيته لا يعلمه إلا الله الذي لا تخفى عليه خافية ، فليحذر المسلم من التحايل على ربه ، ومن خداع نفسه .

وقد سئلت اللجنة الدائمة عمن قال لزوجته : عليّ الطلاق تقومين معي ، ولم تقم معه . فهل يقع بذلك طلاق ؟

فأجابت : " إذا كنت لم تقصد إيقاع الطلاق وإنما أردت حثها على الذهاب معك ، فإنه لا يقع به طلاق

ويلزمك كفارة يمين في أصح قولي العلماء ، وإن كنت أردت به إيقاع الطلاق إذا هي لم تستجب لك وقع به عليها طلقة واحدة "

انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (20/86).

ثالثا :

ينبغي أن يُعلم أن أكثر حالات الطلاق إنما تصدر مع الغضب والضيق والانفعال ، لا مع الفرح والانشراح ، فكون الزوج طلق زوجته حال غضبه لا يعني عدم وقوع الطلاق

كما يظنه كثير من الناس ، إلا أن يكون الغضب قد بلغ به مبلغا ، فقد معه الشعور والإدراك ، بحيث صار لا يعي ما يقول ، فهذا لا يقع طلاقه باتفاق العلماء .

أما إذا اشتد الغضب ولكنه لم يبلغ إلى حد أن يفقده الشعور والإدراك ، ولكنه كان شديداً بحيث لا يملك الرجل نفسه ، ويشعر وكأنه يدفع إلى الطلاق دفعاً فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الغضب لا يمنع وقوع الطلاق .

وذهب بعضهم إلى أنه يمنع وقوع الطلاق ، وبه كان يفتي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه ابن القيم ، وهو الراجح إن شاء الله

وانظر بيان ذلك في جواب السؤال القادم

وإنما أشرنا إلى مذهب الجمهور حتى يدرك السائل والقارئ خطورة التكلم بالطلاق ، في حال الغضب وغيره ، وأنه قد يهدم بيته ويضر نفسه وأهله بسبب عجلته وانفلات لسانه ، نسأل الله العفو والعافية .

فإن كان هذا الذي حلف على زوجته قد بلغ به الغضب إلى هذا الحد لم يقع طلاقه إن شاء الله تعالى .

والله أعلم .

للعلم منقول
قال الله تعالي

وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى° تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) سورة الذاريات:

بارك الله فيك









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-10-26 في 17:26.
رد مع اقتباس
قديم 2019-11-19, 15:15   رقم المشاركة : 258
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

تعرف إلى فتاة ويسأل عن إتمام الزواج

السؤال

هذه قصتي مع الهاتف ، أنا شاب تعرفت على فتاة عن طريق الهاتف ، وتكلمت معها فترة طويلة لمدة خمسة شهور ، وبعد مرور خمسة شهور قالت لي الفتاة إنها تخاف من كلامي معها

لأنه حرام ، وعرضت عليها أن أتزوجها عبر الهاتف بأنها تقول لي : زوجتك نفسي ، وأنا أقول لها : وأنا قبلت الزواج منك . وكان شرطها أنه زواج مع إيقاف التنفيذ ؛ لأن شروطه غير مكتملة

وبعد ذلك تحدد يوم لمقابلة أمها وزوج أمها ، وذهبت وطلبت الفتاة من أمها ووافقت الأم ، ولكن زوج الأم رفض ، وبعد فترة رفضت الأم هي الأخرى ، وفي بعض الأحيان تقول انتظر حتى تنتهي البنت من الجامعة

وتطورت المسألة بيني وبين الفتاة في الهاتف ، وبدأ الحديث يأخذ مجرًى آخر ، أصبحنا نتحدث مثل الأزواج ، وما زلت متمسكا بها أكثر من الأول ؛ لأنها إنسانة طيبة والله أعلم ، وبعد ذلك ندمنا على كل هذا

وبدأنا نحفظ القرآن ، وهو شرطنا الآن حتى نتزوج ، وفي يوم تحكى لي الفتاة قصة غريبة ، أن أمها تركت أباها وهو في المستشفى في آخر أيام عمره ، وطلبت منه الطلاق

وقالت له إنها تحب رجلا ثانيا ، وبعدها توفي الزوج ، وبدأت تدخل الرجل الثاني البيت ، وسألتها الفتاة : من هذا ؟

قالت لها : إنها متزوجة عرفيا ، سألتها الفتاة عن شهور العدة . قالت لها : أنا منفصلة عن أبيك من أكثر من سنة ، وبعد فترة انفصلت عن هذا الرجل ، وتزوجت صديقه ، والغريب أنه كان عنده علم

وبعد زواجها من هذا الرجل انشغلت أكثر من الأول عن أولادها بهذا الزوج الجديد ، الذي يأخذ من أموال اليتامى لكي يرسل الأموال إلى الزوجة الأولى وأولاده ، وبعد فترة أنجب منها .

ملحوظة : حتى وقتي هذا لم أقابل هذه الفتاة ، وهى تعرض علي أن أقابلها وأنا أرفض

. هل هذا الزواج صحيح أم لا ؟

هل أكمل الطريق مع هذه الفتاة أم أبتعد عنها ؟ هل البنت لها ذنب في موضوع أمها ؟

هل البنت ممكن أن تكون مثل أمها في يوم من الأيام ؟

ماذا أفعل ؟

دلوني بعد أن بدأت الفتاة في حفظ القرآن ، وتعرف الصواب من الخطأ .


الجواب

الحمد لله

لقد كان الأحرى بك – أخانا الكريم –

أن تسأل عن الحكم الشرعي قبل أن تُقدم على ما عملت ، وليس أن تبدأ بالخطأ والمعصية ثم تسعى في التفتيش عن مخرج ينجيك مما قدمت يداك

. ونحن نوجهها لك نصيحة ولجميع أبنائنا وإخواننا من شباب المسلمين أن يتقوا الله في أنفسهم

وأن يتقوا الله في قلوبهم وقلوب فتيات المسلمين ، وألا يميلوا عن الصراط المستقيم الذي شرعه الله تعالى ، حيث أمر باجتناب الفتن ، والبعد عن طرق الهوى والشيطان .

يقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا

وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور/21

ويقول تعالى : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة/268
وقال سبحانه : ( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ) النساء/60

ويقول الحق عز وجل : ( إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ ) القصص/15

وأعظم الغفلة حين يعمى القلب عن مراقبة الله ، ويفقد الحسَّ الإيماني الذي يلوم نفسه الخطاءة على معصيتها ويحثها إلى الطاعة

أو حين تقع النفس في المعصية فتشغلها الغفلة عن حقيقة معصيتها ببعض الرسوم والعوارض التي لا أهمية لها .

يقول ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص/33) :

" فالواجب على العاقل أن يأخذ حذره من هذا العدو الذي قد أبان عداوته من زمن آدم عليه الصلاة و السلام ، وقد بذل عمره ونفسه في فساد أحوال بني آدم " انتهى .

إن الزواج الشرعي الذي أحله الله تعالى لعباده معروف معلوم ، لا تسأل أحدا عنه إلا أخبرك : كيف يتزوج الناس في النور ، ويفرحون ، ويفرح لهم إخوانهم وأهلوهم : فالحلال بيِّن ، والحرام بين .

وأما ما فعلته ـ أنت وهي ـ من الزواج الهاتفي : تزوجيني ، زوجتك ..

فهذا كلهلعب بآيات الله ، وتعد لحدوده سبحانه : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ

عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية231) .

أين ولي الفتاة – وهو أخوها الأكبر ، ثم عمها ، وليس زوج أمها - .. وأين الشهود ، وأين المهر ، وأين الإعلان ، أين هي علامات الزواج الشرعي وأماراته ؟!!!

الطريق الصحيح أن تطلبالفتاة من ولي أمرها ، وتنظر إليها النظر الشرعي كي يطمئن قلبك إلى صورتها ومظهرها ، وتقطع خلال ذلك وقبله الحديث معها في

أي موضوع حتى يتم الإيجاب والقبول بينك وبين ولي أمرها برضاها ، ويحضر الشهود ، ويتم العقد ، فإن لم تُفلح في نيل رضى وليها فعليك بالمحاولة مرات أخرى بواسطة أهل الخير والفضل

والله سبحانه وتعالى يقدر لك الخير إن صدقت في طلب الحلال وأخلصت في الدعاء والاستخارة .

ولكن يجب قبل ذلك كله تقديم التوبة الصادقة بين يدي الله تعالى ، وسؤاله العفو عما سلف من الزلل ، ومعاهدته سبحانه على عدم العود .

وحين يتم الزواج بشروطه وأركانه فهو زواج صحيح ، ووقوع والدتها في الإثم والخطيئة لا يعني بالضرورة مشابهة ابنتها لها ، فكثير من الأسر العاصية يخرج من بينها أبناءٌ بررةٌ صالحون

والعكس كذلك ، فإن كنت ترى فيها بوادر الخير والصلاح فاسْعَ في الزواج بها ، ولا تترفع عنها بخطيئة والدتها ، وأمر الهداية في يد الله عز وجل ، ونحن لا نحكم إلا على الظواهر

والله يتولى السرائر .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-19, 15:29   رقم المشاركة : 259
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

خرجت من بيت زوجها وطلب منها عشيقها التزوج منه وهي على ذمة الأول !!

السؤال

أنا فتاة عمري 26 سنة ، تطلقت منذ فترة أسبوع ، بعد أن تركت منزل الزوجية منذ سنة ، وأنا عند أهلي مع طفلي ، وعمره سنتان الآن ، وفي بداية زواجي الذي كان عن حب سكنت معه في منزل والدته

وبدأتْ والدته بالتدخل في كل شيء ، وطلب مني العمل لأساعده على أعباء الحياة وتسديد القرض الذي أخذه لزواجنا ، وبالفعل وجدت وظيفة

وعملت ، وساعدته ، وكان شَرطي الوحيد أن نسكن وحدنا بعيداً عن تدخل والدته المستمر ، ووعدني بذلك ، وكانت والدته هي من يتحكم بكل شيء في البيت

وزوجي كان لا يستطيع أن يعترض وإلا فإنها ستطلب منه الخروج من المنزل ، وهي تعمل كذلك ، أما بالنسبة لزوجي فقد جربته وعشت معه سنتين وجدته خلالها شخصاً آخر غير الذي عرفته في البداية

كان مجرد قناع ، أصبح يأخذ راتبي كله ويعطيني مصروفاً يوميّاً ، وكذلك كلما احتاج للنقود أو ترك عمله يطلب مني أن أبيع من ذهبي ، وبالفعل قمت بذلك ، وهو قام بذلك في بعض الأحيان

وكان يطلب مني أن أستدين من أهلي ، وكنت أفعل ، وبالمقابل هو لم يكن يعطيني شيئاً ، وكنت محرومة من كل شيء ، وكانت جملته لي دوماً ( أنتي تعرفين وضعنا

وتحملي ) وكان يخفي محفظته في السيارة ، ويقول بأنه لا يحق لي أن أعرف ما معه ، أو ليس معه ، وأصبحت المشاكل بيننا تزداد

وكذلك استمررت بطلبي منه بأن يكون لي بيت مستقل لأني لست معتادة أن أكون في بيت الداخل داخل والخارج خارج منه ، حيث له أخت مطلقة ، تعمل ، وتبيت في مكان عملها في فندق خارج ( منطقتنا ) وتأتي للزيارة

وخلال زيارتها تخرج للسهر كل ليلة وتعود بعد منتصف الليل ، وكان هذا الوضع لا يرضيني ولا يعجبني ، وكنت أقول لزوجي المحترم : ماذا سيقول الجيران عن سكان هذا المنزل الذي نحن فيه ؟

هذا عيب ، وكان يجيب : أنا سأتحدث معهم ، أنا لا يعجبني هذا ، وبقي يصبِّرني بكلامه ، وفي النهاية قال لي : هذه عاداتنا وطباعنا ( كونهم من قومية غير عربية ) وأنا لا أستطيع أترك أمي وأختي وحدهما وأسكن بعيداً عنهما

وبقيت مترددة في إخبار أهلي لأنهم جميعاً عارضوا زواجي منه في البداية ولكن أصررت لأني رأيت فيه طيبة الخلق والقلب ، وكم كنت عمياء

وفي النهاية أخبرت أهلي بناء على آخر كلام سمعته وهو يتحدث لوالدته يشكي لها مني وهي تخبره بأن يضربني ، وأن يأخذ الولد مني ، وهذا كان آخر ما حصل ، وتركته ، وذهبت لمنزل أهلي

وحضر بعد أسبوعين ليعرف لماذا تركت المنزل ، ولم أخبره بأني سمعت شيئاً ، وكان ما طلبته منزلاً شرعيّاً وحدي وليس مع أهله

ووافق ، وبعد أن رأينا المنزل وذهب هو لرؤية المنزل غيَّر رأيه ، وبقي الموضوع سنتين خلالها اتهمني بأني على علاقة بأحد ما ، وبأنه يلعب بعقلي عندما شاهد معرفة لوالدي يوصلني من مكان عملي

وجدته يومها صدفة في مكان عملي ، ووجدت زوجي ينتظرني أسفل مكان عملي ، وخوفا من أن يؤذيني طلبت منه أن يوصلني ، وبعدها أرسل أناساً للتشهير بي

وإما أن أعود لمنزل والدته ، أو أطلَّق ، وأن أتنازل عن حقوقي ، فرفضت طبعا ، وعندها أصررت على الطلاق منه ، لم أعد أريد منزلاً ، ورفع عليَّ قضية الطاعة مرتين

وفي النهاية رفعت أنا قضية الطلاق ، ولكن خلال آخر خمسة أشهر كنت قد تحدثت بالصدفة إلى نفس الشخص الذي أوصلني الذي يعرفه والدي ، وهو يكبرني بحوالي 14 سنة

وكنت قد أخبرته بما حصل معي ، ووقف إلى جانبي ، وأفهمني أموراً عن الحياة والناس ، وأن هناك أموراً لا يجب السكوت عنها

وأن هذا الشخص اقتراني به من الأساس كان خاطئاً وبأني لم أسمع نصيحة ورأي الجميع ، وأني أنا المخطئة ، وفيما بعد بدأت أشعر بانجذاب نحوه ، وأنا بداخلي أعرف أن هذا خطأ

وهذا الشعور يؤنبني دوماً ، خاصة وأني أصبحت أحبه ، وأعرف أنه يحبني أيضا ، وهذا أمر لم يكن مخططا له ، والتقينا عدة مرات ، وتقابلنا ، وجلسنا ، وتحدثنا كثيراً

حتى إنه طلب مني أن يتزوجني قبل أن أتطلق ، وأنا أود ذلك لكن أخاف مما قد يحصل فيما بعد من معارضة ، خاصة في الظروف التي نشأتْ فيها هذه العلاقة

وأنا خوفي من الله أن أكون قد أخطأت كوني أحببتُ شخصاً آخر ، وأنا على ذمة رجل آخر ، مع العلم أني تركت زوجي منذ سنة و 3 شهور ، وأنا تطلقت منذ أسبوعين تقريباً . أرشدوني فيما فعلتُ ، هل أنا على خطأ ؟

وهل ما فعلت هو حرام ؟

فأنا في خلاف دائم مع نفسي ، وفي حيرة شديدة ؛ لأني لا أريد أن أغضب الله ، وأن لا أكون قد فعلت معصية
.

الجواب

الحمد لله

أولاً :

لقد وقعتِ في جملة من المخالفات الشرعية الواضحة البيِّنة ، ولذا فقد عجبنا من نهاية رسالتك والتي تقولين فيها " لأني لا أريد أن أغضب الله

وأن لا أكون قد فعلت معصية " !! وعلى كل حال : فإن هذا من شؤم المعصية ، ومن آثارها ، وهو حجب العقل ، وحجب نوره الذي يقود صاحبه للطريق الصحيح المستقيم .

قال ابن القيم – رحمه الله – في بيان آثار المعاصي - :

ومنها : أن المعاصي تُفسد العقل ، فإن للعقل نوراً ، والمعصية تطفئ نور العقل ، ولا بد ، وإذا طُفئ نوره : ضعف ، ونقص ، وقال بعض السلف : " ما عصى اللهَ أحدٌ حتى يغيب عقلُه "

وهذا ظاهر ، فإنه لو حضر عقله : لحجزه عن المعصية ، وهو في قبضة الرب تعالى ، أو يجهر به ، وهو مطلع عليه ، وفي داره ، على بساطه ، وملائكته شهود عليه ، ناظرون إليه

وواعظ القرآن نهاه ، ولفظ الإيمان ينهاه ، وواعظ الموت ينهاه

وواعظ النار ينهاه ، والذي يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة : أضعاف أضعاف ما يحصل له من السرور واللذة بها ، فهل يُقدم على الاستهانة بذلك كله والاستخفاف به ذو عقل سليم ؟! .

ومنها : أن الذنوب إذا تكاثرت : طُبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين ، كما قال بعض السلف في قوله تعالى ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) المطففين/ 14

قال : " هو الذنب بعد الذنب " ، وقال الحسن : " هو الذنب على الذنب ، حتى يعمي القلب " ، وقال غيره : " لما كثرت ذنوبهم ومعاصيهم : أحاطت بقلوبهم " .

وأصل هذا : أن القلب يصدأ من المعصية ، فإذا زادت : غلب الصدأ حتى يصير راناً ، ثم يغلب حتى يصير طَبعاً ، وقفلا ، وختماً ، فيصير القلب في غشاوة وغلاف

فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة : انتكس ، فصار أعلاه أسفله ، فحينئذ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد .

" الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي " ( ص 39 ) .

ونأسف أن نقول لكِ : إن المعاصي التي فعلتيها كل واحدة منها جرَّت أختها ، فأثَّرت على العقل والقلب فأطفأت نورهما .

ثانياً:

وهذه المخالفات التي حصلت منكِ هي :

1. العلاقة المحرَّمة التي أنشأتيها مع زوجك الأول قبل زواجك به ، وهو واضح من خلال قولك إنه كان زواجاً عن حبٍّ ! ومن خلال وقوفك في وجه أهلك الرافضين لتزوجه بكِ

وها أنتِ تعيدين الأمر مع آخر وأنت على ذمة زوج ! .

وقد بيَّنا حكم المراسلة بين الجنسين في أجوبة الأسئلة : الثلاثة القادمة

وانظري – في العلاقات المحرَّمة - : أجوبة الأسئلة من الرابعة حتي السابعة القادمة

2. الظاهر أن وظيفتك فيها اختلاط مع الرجال الأجانب ، فإن كان ظنُّنا في مكانه : فهي معصية ، وإن كانت غير مختلطة – أو ليست في مجال محرَّم كالبنوك وشركات التأمين - : فليس عليك شيء .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال : أصلُ كل بليَّة وشرٍّ ، وهو مِن أعظم أسباب نزول العقوبات العامة ، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة

واختلاط الرجال بالنساء : سببٌ لكثرة الفواحش ، والزنا ، وهو من أسباب الموت العام والطواعين المتصلة .

" الطرق الحُكمية " ( ص 407 ) .

وانظري جواب السؤال التاسع القادم

وللوقوف على حكم عمل المرأة ، وشروط جوازه : انظر جواب السؤال العاشر القادم

وفي جواب السؤال الحادي عشر القادم

وصايا مهمة فيما يتعلق بعمل المرأة المختلط .

3. خروجك من بيت الزوجية دون إذن من الزوج ، وكان هذا الخروج مبنيّاً على كلام سمعتيه من أمه ، ومن شكوى منه بثها لها ، وهذا لا يجعلك في حلٍّ من خروجك من بيت الزوجية دون إذن زوجك

وأنتِ لك الحق في بيت خاص مستقل مع زوجك ، لكن يظهر أنك تنازلتِ عن هذا في أول زواجكِ ورضيتِ بالسكن معه في بيت والدته

فكان الأولى التفاهم معه على الوفاء بشرطه عندما رضيتِ بمساعدته في أعباء الحياة وفي سداد قرضه ، وإلزامه بذلك عن طريق القضاء الشرعي ، أو الحكَّام بينكما من أهل الخير والعلم

وأما تصرفك هذا وخروجك دون استئذان منه : فهو غير جائز ، وقد منع الله تعالى المطلقات الرجعيات من أن يخرجن من بيوتهن بعد الطلاق ، فكيف المتزوجات ؟!

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ

وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً ) الطلاق/ 1 .

4. وأشنع هذه المخالفات الشرعية وأقبحها : هو علاقتك الآثمة بذلك المجرم الآثم ؛ الذي أظهر نفسه على أنه المخلِّص لك من مشكلات الدنيا ، ولبس لباس الناصح الحكيم

فظهر في صورة الحمَل الوديع ، وفي داخله طبعُ الذئاب الكاسرة ، والثعالب الماكرة !!

فكيف رضي هذا المجرم بأن يلتقي بكِ ويحادثك ، ويجالسك ويتبسط معكِ

بل إنه وبكل وقاحة وخساسة يطلب منك الزواج وأنت على ذمة زوج آخر ! والعجيب أنك ذكرتِ عن نفسك أن زوجك الأول قد كان يلبس قناع الطيبة ، وأنك كنت عمياء عندما قبلتِ به زوجاً

فهل تظنين نفسك الآن مبصرة ؟!

لا والله لستِ كذلك ، وإنَّ عماكِ مع زوجك الأول أهون من عماكِ الآن

فأنتِ لم تكوني متزوجة حين كنت على علاقة معه ، أما الآن فإنك وأنت متزوجة كنتِ على علاقة محرمة بذلك المجرم

والذي لم يكتفِ بالإيقاع بينك وبين زوجك ، وتقسية قلبك عليه ، وتبغيضك في الرجوع لبيت الزوجية ، حتى أضاف إلى ذلك كله طلب الزواج منكِ وأنت على ذمة زوج آخر .

فما فعلتيه حرام ، بلا أدنى شك ، وهو قبيح شنيع حتى عند غير أهل الإسلام ، ولا يرضى زوج أن تكون زوجته على مثل حالك ، ولا يمكن لعاقل –

فضلا عن مسلم عالم بأحكام الشرع – أن يوافقك على التزوج من هذا المجرم الذي أبان عن سوء خلقه قبل الزواج ! وهذا يوفر عليك سلوك تجربة أخرى مريرة معه ! وهل تظنين أنه سينسى لك خيانة زوجك معه ؟

وهل تظنين أنه سيثق بك أن لا تعيدي الكرة معه ؟! لا تترددي في قطع العلاقة معه ، فهي علاقة محرمة من جهة ، ومن جهة أخرى فهو لا يصلح أن يكون زوجاً مأموناً وقد صدرت منه تلك الأفعال القبيحة المحرَّمة .

ولمعرفة مواصفات الزوج الصالح فلينظر جوابي السؤالين :الثاني عشر و الثالث عشر القادمين

ثالثاً:

نرجو أن يكون ندمك ، ومحاسبتك لنفسك دليلَ خيرٍ على رجوع للحق ، وعلى حياة نفسكِ اللوامة التي تلومك على القبيح ، وتلومك على التقصير في الطاعات .

وإياك واتباع خطوات الشيطان ، فإنه يورد المهالك

قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا ) النور/ 21 .

ولا تفرطي بفرصة الندم والتوبة ، قبل أن يأتي يوم لا ينفع الإنسان درهم ولا دينار ، ولا حميم ، ولا شفيع ، وقبل أن يعض أصبع الندم

قال سبحانه :( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا . يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ) الفرقان/ 27 – 29 .

ولتطهير نفسك من الذنوب ، وللحافظ على دينك وإيمانك وعفافك ، احرصي على :

1. الصلاة في وقتها بخشوع وخضوع .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ( أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا

لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا ) .

رواه البخاري ( 505 ) ومسلم ( 667 ) .

2. الرفقة الصالحة من النساء المستقيمات على طاعة الله .

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالْجَلِيسِ السَّوْءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْمِسْكِ وَكِيرِ الْحَدَّادِ

لَا يَعْدَمُكَ مِنْ صَاحِبِ الْمِسْكِ إِمَّا تَشْتَرِيهِ أَوْ تَجِدُ رِيحَهُ وَكِيرُ الْحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أَوْ ثَوْبَكَ أَوْ تَجِدُ مِنْهُ رِيحًا خَبِيثَةً ) .

رواه البخاري ( 1995 ) ومسلم ( 2628 ) .

قال الأمام النووي – رحمه الله -

وفيه : فضيلة مجالسة الصالحين ، وأهل الخير ، والمروءة ، ومكارم الأخلاق ، والورع ، والعلم ، والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر ، وأهل البدع ، ومن يغتاب الناس

أو يَكثر فجوره وبطالته ، ونحو ذلك من الأنواع المذمومة .

" شرح مسلم ( 16 / 178 ) .

3. عدم الاستماع للغناء والمعازف واللهو المحرم .

قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) لقمان/ 6،7 .

قال ابن القيم – رحمه الله - :

فأهل الغناء ومستمعوه لهم نصيب من الذم بحسب اشتغالهم بالغناء عن القرآن وإن لم ينالوا جميعه ... يوضحه : أنك لا تجد أحداً عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علماً وعملاً

وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء بحيث إذا عرض له سماع الغناء وسماع القرآن عدل عن هذا إلى ذاك ، وثقل عليه سماع القرآن ، وربما حمله الحال على أن يُسكت القارئ

ويستطيل قراءته ، ويستزيد المغني ، ويستقصر نوبته .

" إغاثة اللهفان " ( 1 / 240 ، 241 ) .

وأخيراً :

قال الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله – :

يجب على المسلم أن يتوب من الذنوب ، ويبادر بذلك امتثالاً لأمر الله سبحانه ، ومن أجل إنقاذ نفسه من عذاب الله وغضبه ، ولا يجوز له أن يستمر على المعصية

أو يؤخر التوبة بسبب طاعة النفس والشيطان ، ولا ينظر إلى لوم الناس ، بل يجب عليه أن يخشى الله ولا يخشى الناس ، ولو كانوا يفعلون المعاصي

فلا يجوز له أن يقتدي بهم ، ويجب عليه أن يلزم أهله بالتوبة

لقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ) التحريم/ 6 ، ولا يداريهم فيما يسخط الله عز وجل .

" المنتقى من فتاوى الفوزان " ( 2 / ص 293 ) .

والله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-19, 15:35   رقم المشاركة : 260
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

المحادثة بين الرجال والنساء عبر برامج المحادثة ( الشات )

السؤال

أنا فتاة مسلمة وأقوم بالدخول على "البالتوك" ثم إلى الغرف الإسلامية حتى أحصِّلَ شيئا من العلم الشرعي

. وعندما أكون في تلك الغرف ، يحدث أحيانا أن يطلب أحد المسلمين (وهو يبحث عن زوجة) أن نتحادث شخصيا (عن طريق التشات) ليتعرف كل منا على الآخر .

وقد طرح علي بعض الأسئلة وهي من قبيل : أين أقيم ، وعمري ، وما إذا كنت متزوجة (بالمناسبة فأنا غير متزوجة) ، وما إذا كنت أعتزم الزواج ، وما إذا كنت أقيم مع أهلي ، وما إلى ذلك .

ومشكلتي هي أني لا أعرف إن كان يجوز لي شرعا أن أقدم مثل تلك المعلومات المتعلقة بي لمسلم من غير محارمي

. هل التحدث كتابة مع شاب يعد معصية حقاً ؟؟.


الجواب

الحمد لله

لا حرج على المرأة المسلمة في الاستفادة من الإنترنت ، ودخول موقع " البالتوك " لهذا الغرض

ما لم يؤد ذلك إلى محذور شرعي ، كالمحادثة الخاصة مع الرجال

وذلك لما يترتب على هذه المحادثات من تساهل في الحديث يدعو إلى الإعجاب والافتتان غالبا

ولهذا فإن الواجب هو الحزم والابتعاد عن ذلك ، ابتغاء مرضاة الله ، وحذرا من عقابه .

وكم جَرَّت هذه المحادثات على أهلها من شر وبلاء ، حتى أوقعتهم في عشق وهيام

وقادت بعضهم إلى ما هو أعظم من ذلك ، والشيطان يخيل للطرفين من أوصاف الطرف الآخر ما يوقعهما به في التعلق المفسد للقلب المفسد لأمور الدنيا والدين .

وقد سدت الشريعة كل الأبواب المفضية إلى الفتنة ، ولذلك حرمت الخضوع بالقول والمصافحة والنظر ، ومنعت الخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية ، و أن هذه المحادثات الخاصة سبب من أسباب الفتنة كما هو مشاهد ومعلوم .

وما جرى معك خير شاهد على صحة ما ذكرنا ، فإن هذه الأسئلة الخاصة ، يصعب على الرجل أن يوجهها إلى فتاة مؤمنة إلا عبر هذه الوسائل التي أُسيء استخدامها .

فاتق الله تعالى ، وامتنعي عن محادثة الرجال الأجانب ، فذلك هو الأسلم لدينك ، والأطهر لقلبك ، واعلمي أن الزواج بالرجل الصالح منة ونعمة من الله تعالى ، وما كانت النعم لتنال بالمعصية .

وقد سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علما بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟

فأجاب :

( لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبية عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها

ويغريها به. وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع بالدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه.

ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير يجب الابتعاد عنها وإن كان السائل يقول : إنه ليس فيها عشق ولا غرام ) انتهى ، نقلا عن : فتاوى المرأة ، جمع محمد المسند ، ص 96

ولاشك أن التخاطب عبر الشات أبلغ أثرا وأعظم خطرا من المراسلة عن طريق البريد ، وفي كل شر .

والله أعلم

الشيخ محمد صالح المنجد.


اخوة الاسلام


اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-11-19 في 15:37.
رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 19:01   رقم المشاركة : 261
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

المراسلة بين الجنسين

السؤال

أنا فتاة مؤمنة بالله ورسوله فهل يجوز لي أن أراسل شاباً بما يعرف بركن التعارف ؟ .

الجواب

الحمد لله

لا تجوز المراسلة بينك وبين شاب غير محرم لك بما يعرف بركن التعارف

لأن ذلك مما يثير الفتنة ويفضي إلى الشر والفساد .

وبالله التوفيق

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 17/67









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 19:03   رقم المشاركة : 262
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حرمة إقامة أحد الزوجين علاقة مع غيره للتسلية

السؤال

ما حكم المسلم الذي يغش زوجته ( بإقامة علاقة مع غيرها سواء أكانت العلاقة بالكلام أم بما هو أبعد عن ذلك ) ؟

وما هو الحكم في المسلمة التي تقيم – على علم – علاقة مع رجل متزوج لمجرد التسلية ؟ .


الجواب

الحمد لله

أولاً :

إقامة علاقة محرَّمة بين أجنبي وامرأة ليس فيه – فقط – غش لزوجته بل فيه – أيضاً – إثم ومعصية لربِّه تعالى

فقد حرَّم الله عز وجل إقامة مثل هذه العلاقات ، وأغلق الطريق والمنافذ التي قد تؤدي إلى الفاحشة الكبرى وهي الزنا ، وهو الذي أشير إليه في السؤال .

والمحاذير التي يقع فيها أصحاب هذه العلاقات كثيرة ، ومنها : الخلوة والمصافحة والنظر وغيرها ، وهي ذنوب جاءت النصوص بتحريمها لذاتها ولما تؤدي إليه من فاحشة الزنا .

ثانياً :

وإقامة المسلمة علاقة محرَّمة مع رجل أجنبي عنها – متزوج أو غير متزوج – هو – أيضاً –

من كبائر الذنوب وهو أكثر إثماً وأكبر فحشاً مما جاء في القسم الأول من السؤال لما يترتب عليه من اختلاط الأنساب أو شك الزوج في أولاده هل هم منه أم لا مما يؤدي إلى الفساد العريض .

وهذه فتاوى لبعض العلماء فيما هو أقل من اللقاءات بين الجنسين ، فكيف بما هو أكثر ؟ :

1. قال الشيخ ابن عثيمين :

لا يجوز لأي إنسان أن يراسل امرأة أجنبيَّة عنه ؛ لما في ذلك من فتنة ، وقد يظن المراسِل أنه ليس هناك فتنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يغريه بها ويغريها به .

وقد أمر صلى الله عليه وسلم مَن سمع الدجال أن يبتعد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه .

ففي مراسلة الشبان للشابات فتنة عظيمة وخطر كبير ، ويجب الابتعاد عنها ، وإن كان السائل يقول إنه ليس فيها عشق ولا غرام .

" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ) .

2. وقال الشيخ عبد الله الجبرين – وقد سئل عن المراسلة مع المرأة الأجنبيَّة - :

لا يجوز هذا العمل ؛ فإنه يثير الشهوة بين الاثنين ويدفع الغريزة إلى التماس اللقاء والاتصال

وكثيراً ما تحدث تلك المغازلة والمراسلة فتناً وتغرس حبَّ الزنى في القلب مما يوقع في الفواحش أو يسببها

فننصح من أراد مصلحة نفسه وحمايتها [ البعد ] عن المراسلة والمكالمة ونحوها ، حفظاً للدين والعرض ، والله الموفق .

" فتاوى المرأة المسلمة " ( 2 / 578 ، 579 ) .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 19:08   رقم المشاركة : 263
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

حكم اتخاذ الأخدان والخليلات

السؤال

أنا أحب رجلاً مسلماً حباً شديداً وأريد أن أتزوجه . وأنا أعلم أن الله يحرم العلاقة غير الشرعية بين الرجل والمرأة. وأشعر بالأسى في نفسي على هذه العلاقة.

أشعر بذلك لأننا نرتبط بهذه العلاقة التي يمقتها الله . وهو لن يتزوجني لأنه فقد احترامه لي.

ماذا يقول القرآن في هذه المسألة ؟


الجواب

الحمد لله


قال الله تعالى :

( فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) النساء 25

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية :

"وقوله تعالى "محصنات" أي عفائف عن الزنا لا يتعاطينه ولهذا قال "غير مسافحات" وهن الزواني اللاتي لا يمنعن من أرادهن بالفاحشة -

وقوله تعالى "ولا متخذات أخدان" قال ابن عباس : "المسافحات" هن الزواني المعلنات يعني الزواني اللاتي لا يمنعن أحدا أرادهن بالفاحشة :

وقال ابن عباس : ومتخذات أخدان يعني أخلاء وكذا روي عن أبى هريرة ومجاهد والشعبي والضحاك وعطاء الخراساني ويحيى بن أبي كثير ومقاتل بن حيان والسدي قالوا : أخلاء

وقال الحسن البصري يعني الصّديق وقال الضحاك أيضا "ولا متخذات أخدان" ذات الخليل الواحد المقرة به نهى الله عن ذلك يعني تزويجها ما دامت كذلك ..

وقال تعالى : ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ

وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) سورة المائدة

قال ابن كثير رحمه الله :

"وقوله " محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان " فكما شرط الإحصان في النساء وهي العفة عن الزنا كذلك شرطها في الرجال وهو أن يكون الرجل محصنا عفيفا

ولهذا قال غير مسافحين وهم الزناة الذين لا يرتدعون عن معصية ولا يردون أنفسهم عمن جاءهم ولا متخذي أخدان أي ذوي العشيقات الذين لا يفعلون إلا معهن كما تقدم في سورة النساء

سواء ولهذا ذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله إلى أنه لا يصح نكاح المرأة البغي حتى تتوب وما دامت كذلك لا يصح تزويجها من رجل عفيف وكذلك لا يصح عنده عقد الرجل الفاجر

على عفيفة حتى يتوب ويقلع عما هو فيه من الزنا لهذه الآية .

. وسيأتي الكلام على هذه المسألة مستقصى عند قوله " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " .

ومن القصص التي تبيّن حرمة اتّخاذ العشيقات وحرمة الزواج بهنّ قصّة مَرْثَدُ بْنُ أَبِي مَرْثَدٍ وَكَانَ رَجُلا يَحْمِلُ الأَسْرَى مِنْ مَكَّةَ حَتَّى يَأْتِيَ بِهِمْ الْمَدِينَةَ

قَالَ وَكَانَتْ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ بِمَكَّةَ يُقَالُ لَهَا عَنَاقٌ وَكَانَتْ صَدِيقَةً لَهُ وَإِنَّهُ كَانَ وَعَدَ رَجُلا مِنْ أُسَارَى مَكَّةَ يَحْمِلُهُ قَالَ فَجِئْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى ظِلِّ حَائِطٍ مِنْ حَوَائِطِ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ قَالَ فَجَاءَتْ عَنَاقٌ فَأَبْصَرَتْ سَوَادَ ظِلِّي

بِجَنْبِ الْحَائِطِ فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَيَّ عَرَفَتْهُ فَقَالَتْ مَرْثَدٌ فَقُلْتُ مَرْثَدٌ فَقَالَتْ مَرْحَبًا وَأَهْلا هَلُمَّ فَبِتْ عِنْدَنَا اللَّيْلَةَ قَالَ قُلْتُ يَا عَنَاقُ حَرَّمَ اللَّهُ الزِّنَا .. فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْكِحُ عَنَاقًا فَأَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيَّ شَيْئًا حَتَّى نَزَلَتْ الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا مَرْثَدُ الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ فَلا تَنْكِحْهَا .

رواه الترمذي 3101

وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ

وكذلك جاء عن عبد الله بن مغفل أن امرأة كانت بغيّا في الجاهلية فمرّ بها رجل أو مرّت به فبسط يده إليها فقالت : مه ، إن الله أذهب بالشرك وجاء بالإسلام فتركها وولّى وجعل ينظر إليها حتى أصاب وجهه الحائط

فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : أنت عبد أراد الله بك خيرا ، إن الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبد خيرا عجّل له عقوبة ذنبه حتى يُوافى به يوم القيامة

. رواه الحاكم 1/349 وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي . يُنظر صحيح الجامع رقم 308 .

فهذه الآيات والأحاديث تدلّ دلالة واضحة على تحريم إقامة علاقة أو صداقة بين الرجال والنساء الأجنبيات ومفاسد هذه وما تؤدي إليه من أنواع البلاء واضحة في الواقع وللعيان

وقد ورد سؤال مشابه برقم 2085 ، نسأل الله أن يباعد بيننا وبين الحرام ، وأن يقينا أسباب سخطه ، وأن يُعيذنا من غضبه وأليم عقابه

وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-20, 19:12   رقم المشاركة : 264
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

لماذا يحرم إقامة علاقة بين المرأة والرجل الأجنبي ؟

السؤال

لماذا لا يمكن للمسلم أن يعطي مواعيد ويتقابل مع امرأة ؟

إنني امرأة نصرانية متشددة ولي صديق مسلم وأحاول فهم هذا.


الجواب

الحمد لله

منع الإسلام من الخلوة بالمرأة الأجنبية ولو كان يعلمها القرآن وهو كتاب الله ، وذلك لأن الشيطان يدخل بينهما

قال نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام :

" ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " . فإذا كانت هذه المرأة ترغب أن تسمع الإسلام وأن تقرأ عنه قراءة مفصلة ففي إمكانها ان تأخذ الكتابات التي كتبت عن الإسلام المترجمة بعدّة لغات

فتأخذ اللغة التي تفهمها حتى إذا فهمت ما يدعوها إلى الإسلام أسلمت .

وإن كانت لا تفهم وتريد من يشرح لها فإنه يجوز إن لم يكن هناك خلوة بحيث يكون معها محرمها أو وجود عدد من النساء وكان الرجل مسلما ثقةً

أو عدد من الرجال الثقات فيجلسون مع هذه المرأة فيعلمونها الإسلام حتى تفهمه ويقيموا الحجة عليها فهذا جائز .

الشيخ عبد الله بن جبرين .

والله عز وجل يريد أن يطهر المسلمين ولذلك حرم عليهم كل وسيلة تؤدي إلى الشر والفساد والفاحشة وأنت تعلمين أيتها السائلة أن الرجل إذا خلا بأمرأة

واقام معها علاقة فإن هذه العلاقة كثيراً ما تتطور إلى ما لا يُحمد عقباه ، وإن الخلوة هي طريق إلى الفساد والوقوع في الفاحشة

ولا يجوز للانسان أن يزكي نفسه وأن يقول أنا لا أتأثر من الخلوة بالنساء .

والاسلام لا ينتظر إلى أن تتطور أمور الشخص في الحرام ، ولكنه يبعده عنه من أول الطريق

وأحكام الشريعة نزلت لعموم الناس ، ولا عبرة بوجود حالات من الخلوة لم تؤد إلى الفاحشة ولا إلى أي استمتاع محرم كاللمس والتقبيل ، فلماذا يُعرض الشخص نفسه للفتنة ؟

أليس إذا جلس رجل مع امرأة أجنبية في خلوة ليس معها أحد قد يقع في نفسها أو في نفسه فعل شيء محرم حتى ولو لم يحدث عملياً ثم مع التكرار قد يحدث فعلاً .

والشريعة في هذا الأمر تحتاط وتغلق الطريق الذي يمكن أن يؤدي إلى الشر .

وإذا كانت هناك أي فائدة عند الرجل تحتاجها امرأة أو العكس فيمكن تحصيلها بإرسالها إليه رسالة أو إرساله إليها دون لقاء

أو يكون اللقاء من وراء حجاب ، أو بوجود أشخاص تزول بهم الخلوة ، هذا مع الحشمة واللباس الساتر .

والله الهادي إلى سواء السبيل .

: الشيخ محمد صالح المنجد


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 19:14   رقم المشاركة : 265
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

علاقة عن طريق النت


السؤال

أنا طالبة في الكلية ، مشكلتي أنني تعرفت على شاب من طريق النت ( الشات) .

كانت العلاقة في بادئ الأمر علاقة احترام وتبادل معلومات إلى أن انقلبت إلى حب وغرام .

والدتي رافضة فكرة الزواج منه ، وتهددني بإخبار والدي بهذه العلاقة ، وأنا لا أستطيع الصبر عنه وهو كذلك ، إذ أخبرني أنه سوف ينتحر إذا لم يتم الزواج بيننا .

أرجو إرشادي فأنا لا أستطيع الابتعاد عنه ولا أريد الزواج من غيره فهل من حلٍّ أر
جوكم ؟.

الجواب

الحمد لله

اعلمي – وفقك الله –

أنَّ ديننا العظيم قد حذرنا أشد تحذير من إقامة العلاقات بين الجنسين خارج نطاق الزواج، وأوصد الباب بشدة أمام مصيبة برامج التعارف التي ذاعت وانتشرت عبر الصحف والمجلات

وشبكة الإنترنت، وما ذلك إلا درءاً للفتنة، ومنعاً لحوادث العشق والغرام التي تؤول بأصحابها غالباً إلى الفواحش الخطيرة ، وانتهاك حرمات الله

والعياذ بالله . أو تؤدي بهم إلى زيجات فاشلة محفوفة بالشك وفقدان الثقة .

وأنت – وفقك الله – أخطأت بادئ الأمر حين دخلت غرفة المحادثة (الشات) قبل أن تعرفي حكمها الشرعي ، ثم وقعتِ في خطأ آخر ، حين أقمت علاقة تعارف وصداقة محرمة مع شاب لا يمت لك بصلة .

فاحذري أن تقعي في خطأ ثالث حين تصرين على إبرام عقد الزواج معه بحجة إخلاصه لك في الحب وخوفاً عليه من الانتحار !!!

فالشاب الذي ظل طوال هذه المدة الطويلة يقيم علاقة مع فتاة أجنبية عبر الشات والهاتف ، هو في الواقع شابٌّ يفتقد الوازع الديني والحياء والأدب، ولا يؤتمن على أعراض المسلمين

كما أنَّ تهديده بالانتحار هو أحد أمرين :

أولهما : إما أن يكون صادقاً في تهديده ، وهذا يعني ضعفاً شديداً في الإيمان ، إذ إنَّ قتل النفس من أكبر الكبائر نسأل الله العافية .

وثانيها : أن يكون كاذبا ً، وهذا يعني انتهازية مقيتة ، وابتزازاً سخيفاً ، تنمُّ عن أنانية فجة ، وتقديساً للمصالح الشخصية

ولو قُدّر لكِ الزواج بهذا الإنسان ، فلن يمضي كبير وقت إلا وتبدأ مرحلة الشكوك ، وسيظل فاقداً الثقةَ بكِ ، أو الاطمئنان لحياته معك

فالفتاة التي حصل عليها عبر المحادثة أو الهاتف وغرف الإنترنت ، غير مأمونة في نظره أن تسعى ثانية لإقامة علاقات مشابهة مع الآخرين ، هذا ما سيشغل تفكيره ويثير قلقه كل حين .

وأخيراً : اعلمي أن هذه النصيحة المقدمة لك إنّما دافعها الحرص عليك ، وإخلاص المشورة لك ، واتعظي بغيرك ممّن وقعن ضحايا العلاقات الغرامية فخسرن الكرامة والمروءة والشرف

وتخلصي - حالاً - من هذا الشاب وأمثاله ، وتوبي إلى الله واستغفريه واحمديه أن حفظك من الوقوع في الفاحشة مع توافر أسبابها ، واحمديه ثانية أن أوجد العقبات في طريق هذا الزواج من رفض الأهل

وابدئي – حرسك الله – حياة جديدة ملأى بالطهر والعفة ، والندم والاستغفار، والبعد عن أسباب الفتن والفواحش ، وأكثري من العمل الصالح وقراءة القرآن ، ومجالسة الصالحات

ومع الوقت ستذوب علاقتك بذاك الإنسان ؛ لأنها قائمة على العواطف غير المنضبطة بضوابط الشرع ، أو زمام العقل الرشيد ، واحذري أن يستخفكِ الشيطان ، ويصور لك استحالة النسيان أو قطع العلاقة للأبد

فما ذلك إلاَّ وساوس كيدية ، ومحاولات إبليسية لإبقائك في جحيم العشق والغرام ، ومن ثم صرفك عن معالي الأمور من صدق العبودية لله

ودوام العمل في مرضاته سبحانه ، هذا ونسأل الله أن يجعل لك من همك فرجاً ، ومن ضيقك مخرجاً

: د. رياض المسيميري









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 19:19   رقم المشاركة : 266
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

همٌّ وغمّ نتيجة علاقة محرَّمة

السؤال

أنا حاليا في وضع عاطفي صعب جداً ولا أفكر في شيء غير الموت . أنا لا أستطيع التفكير في أي شيء يتعلق بمستقبلي أو أي شيء آخر سوى الموت .

ومع ذلك , فإني لا أريد أن أموت الآن ، وأنا آمل من الله القدير الرحمن أن يغفر لي خطيئتي التي ارتكبتها .

المشكلة هي أنني أقمت علاقة حميمة مع امرأة خلال الأشهر القليلة الماضية ، لم تكن عندي أي نية لإقامة أي علاقة محرمة معها إطلاقاً

لكن السبب الذي جعلني أتقرب إليها هو أني أردت إقناعها بالعدول عن قتل نفسها ، لقد كانت مقتنعة بفكرة الانتحار ، وكانت تتعاطى العقاقير بجرعات عالية

كنت أحاول إقناعها وإرشادها كي تعدل عن ارتكاب تلك المعصية (الانتحار) ، وكنت أريد أن أبعدها عن الوقوع في النار ، ولكن الذي حصل هو أن الأمور بدأت تتطور تدريجيا إلى أن تكونت تلك العلاقة بيني وبينها

... نحن لم نمارس الجنس أبدا , ولم تكن لدي أي نية لأقع في الفاحشة معها . هذه المرأة متزوجة . والمشكلة هي أنها تدعي أني وقعت عليها مرة . أنا لا أصدق ما تزعمه لأني لم أخلع ملابسي أبدا , لكنها كانت نصف عارية .

أنا أخاف من أني أكون قد ارتكبت معصية ، ولو أني لم أقع عليها . ولكن ، إن كنت قد وقعت فيما تقوله تلك المرأة , فأنا أخاف أن يكون قد قُضي علي .

أنا لا أصدقها لأني وجدتها لا تضمر لي الخير ، ولأن أمر انتحارها ذلك ربما لم يكن إلا لتتقرب إلي ...

وأنا الآن قلق جداً . ولا أستطيع النوم ولا القيام بأي شيء . أنا نادم على ما حصل . وأدعو الله أن يغفر لي ..

كل ما أردت فعله هو أن أخلص نفسا من النار, لكني الآن أخشى أن أكون قد تسببت في تدمير نفسي .


الجواب

الحمد لله

أولا : عليك أيها الشاب بالتوبة إلى الله من الصّداقة مع تلك المرأة ، فإنّ هذه المعصيةَ التي وقعت فيها ، بسبب تساهلك في هذه العلاقات والخلوة بالنساء ، فإنها معصية لله تستوجب عقابه وعذابه

ثانياً : قطع العلاقة نهائيا مع تلك المرأة ومع أيّ امرأة أخرى أنت على علاقة بها ، لأنّ أغْلَبَ هذه العلاقات تَنْتَهِي بالوقوع في الزنا المحرم أو أيّ نوع من الاستمتاع المحرم والعياذ بالله

حتى وإن كانت في البداية كما تقول علاقات عفيفة فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم . واعلم بأن الخلوة بالمرأة الأجنبية لا يمكن أن تسمى علاقة عفيفة أبداً

والآن عليك بالإسراع والمبادرة بالتوبة إلى الله توبة نصوحا ، وذلك بالندم على ما مضى والإقلاع عن هذه العلاقة والعزم الصادق على عدم العودة إلى أي علاقات محرمة أخرى

فهذه المرأة الخبيثة تحاول أن توهمك وتقنعك أنك ارتكبت معها الفاحشة حتى تتخذ ذلك وسيلة لارتكاب الفاحشة معها مرات أخرى ، وحتى لو كان الأمر كما تزعم هذه المرأة من وقوعك معها في المحرم

فلا تجعل الشيطان يستغل هذه الفرصة و يجعلك تيأس من رحمة الله ، فيتمادى بك حتى يهون عليك أمر الوقوع في الفاحشة مرة أخرى والمداومة على فعلها فيهيئ لك أن التوبة أصبحت أمراً صعباً

والشيطان حريص على أن يتمكن هذا الشعور منك ، ولكن رحمة الله واسعة فبادر بالتوبة

قال تعالى : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الذين أسرفوا على أنفسِهِم لا تَقْنَطُوا من رحمة الله إنَّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنَّه هو الغفور الرحيم ) الزمر/53

فإن الله عز وجل يَغْفِرُ ذنب من صدق وأخلص في توبته ، قال تعالى : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن

يفعل ذلك يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ له العذَاب يومَ القِيَامة ويَخْلُد فيه مُهَاناً إلا من تاب وآمن وعَمِلَ عَمَلاً صالحاً فأولئك يُبَدِّل الله سيئاتِهِمْ حسنات وكان الله غفوراً رحيماً ) الفرقان/69 .

و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلا أَصَابَ مِنْ امْرَأَةٍ قُبْلَةً ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ قَالَ : فَنَزَلَتْ (

وأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِي )ِ ( وفي لفظ )

قَالَ : أَصَابَ رَجُلٌ مِنْ امْرَأَةٍ شَيْئًا دُونَ الْفَاحِشَةِ ، أي دون الزنا في الفرج " رواه مسلم ( التوبة/4964) .

وأكثر من الأعمال الصالحة والصلاة والاستغفار ، وابحث عن رفقة طيبة متدينة لتكون بديلاً عن هذه العلاقات المحرمة المشبوهة ، واعلم أن باب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها وأن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر .

وعليك أخيرا بالمبادرة إلى اتخاذ الطريق الشرعي الذي تحفظ به نفسك بإذن الله وهو الزواج الذي تدرأ به نفسك الوقوع في الحرام .

وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-21, 19:26   رقم المشاركة : 267
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

ترغب في العمل وزوجها يمنعها

السؤال

زوجي لا يسمح لي بالعمل ولا بالدراسة ، وأنا أرى أن عندي وقت فراغ وعندي القدرة على ذلك

فهل يحق له أن يمنعني من العمل أو الدراسة ، هو لا يستمع لي مما يسبب لي الأذى ؟.


الجواب

الحمد لله

الواجب على كلا الزوجين أن يحتكما إلى الشرع في جميع شئون حياتهما ، فما حكم به الشرع وجب تنفيذه وامتثاله ، وهذا هو سبيل السعادة والراحة في الدنيا والآخرة ،

كما قال تعالى : " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا " النساء / 59 .

وبخصوص عمل المرأة وخروجها من منزلها نقول :

1- الأصل هو قرار المرأة في بيتها

وقد دل على ذلك قوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) الأحزاب / 33

وهذا الخطاب وإن كان موجها إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فإن نساء المؤمنين تبع لهن في ذلك

وإنما وجه الخطاب إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لشرفهن ومنزلتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأنهن القدوة لنساء المؤمنين .

ودل على ذلك أيضا : قول النبي صلى الله عليه وسلم " المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان

وإنها لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها ) رواه ابن حبان وابن خزيمة وصححه الألباني في السلسة الصحيحة برقم 2688

وقوله صلى الله عليه وسلم في شأن صلاتهن في المساجد : " وبيوتهن خير لهن " رواه أبو داود (567) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

2- يجوز للمرأة أن تعمل أو تدرس إذا توفرت جملة من الضوابط :

- أن يكون هذا العمل مناسبا لطبيعة المرأة متلائما مع تكوينها وخلقتها ، كالتطبيب والتمريض والتدريس والخياطة ونحو ذلك .

- أن يكون العمل في مجال نسائي خالص ، لا اختلاط فيه ، فلا يجوز لها أن تدرس أو تعمل في مدرسة مختلطة .

- أن تكون المرأة في عملها ملتزمة بالحجاب الشرعي .

- ألا يؤدي عملها إلى سفرها بلا محرم .

- ألا يكون في خروجها إلى العمل ارتكاب لمحرم ، كالخلوة مع السائق ، أو وضع الطيب بحيث يشمها أجنبي عنها .

- ألا يكون في ذلك تضييع لما هو أوجب عليها من رعاية بيتها والقيام بشئون زوجها وأولادها.

3- ما ذكرت من وجود القدرة والرغبة لديك في العمل والتدريس أو الدراسة أمر حسن ، ولعلك تستغلين ذلك في طاعة الله ، كأن تقومي بتدريس فتيات المسلمين في بيتك أو في مركز إسلامي –

وفق الضوابط السابقة – أو ممارسة شيء يعود بالنفع عليك وعلى أسرتك كالخياطة ونحوها ، مما يكون وسيلة للخروج من حالة الملل والشعور بالفراغ .

كما يمكنك أن تلتحقي بإحدى الجامعات الإسلامية المفتوحة ، التي تتيح لك الدراسة عن بعد ، لتزدادي علما وفقها ، مع ما في ذلك من الدرجة والمنزلة عند الله ، فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم

وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء . كما جاء في الحديث الذي رواه الترمذي 2682 وأبو داود 3641 ، والنسائي 158 ، وابن ماجه 223 والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة ، فإن القيام على تربية هذه الذرية لا يدع للمرأة وقتا ولا فراغا ، وهي مأجورة في ذلك كله ، والحمد لله .

وتذكري أن طاعة الزوج واجبة في غير المعصية ، وعليه فإذا أمر الزوج زوجته ألا تخرج لعمل ولا لدراسة وجب عليها امتثال أمره ، وفي ذلك سعادتها ونجاتها ، ففي الحديث الذي رواه ابن حبان في صحيحه

" إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها : ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع برقم 661

ولا ينبغي للزوج أن يستغل هذا الحق في إيذاء مشاعر زوجته ، ومصادرة رأيها

والتعنت في حرمانها من رغباتها ، بل عليه أن يتقي الله عز وجل

وأن يحرص على مشاورة زوجته ومحاورتها ، وتبيين الحكم الشرعي لها ، وتوفير البدائل المباحة التي تسعدها ، وتنمي قدراتها ، وتحقق شيئا من رغباتها.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .

والله أعلم .


اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-23, 17:49   رقم المشاركة : 268
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.


هل تستمرّ في عمل تختلط فيه بالرجال

السؤال

أنا مسلمة ، أبلغ من العمر 31 عاما ، وقد تلقيت أساسيات عن الإسلام لكن بطريقة غربية عموما -

فقد تعلمت في الخارج في جامعة أوروبية ، وعملت بعد ذلك في شركة عالمية كبيرة تتبنى الطريقة المعروفة بـسبيل الكفاءات! Career path.

وقد دأب والداي وأسلوب الحياة التي رُبيت بها على تشجيع طريقة الحياة هذه . وعلاوة على ذلك ، فأنا أعول عائلتي لأنهما (والدي ووالدتي) لا يعملان حاليا .

وأنا أعيش الآن بمفردي في بلد غربي لا عرب فيه ولا مسلمون

. وحيث أني نشأت نشأة إسلامية ، فأنا أجد نفسي منعزلة عن المجتمع من حولي فأنا لا أرغب في حضور الحفلات أو الذهاب إلى البارات أو الخروج في مواعيد مع رجال ...الخ

والخياران المتوفران أمامي هما : أما أن أعود إلى البيت وأعيش تحت مظلة الأب والأم وأبحث عن أي عمل يشغلني وإذا كنت محظوظة فسأجد شخصا أتزوج به. وسيعني ذلك التضحية بالدخل لفترة محددة

على الأقل مما سيؤثر سلبا على عائلتي بالإضافة على التضحية بالمنصب المرموق في الشركة التي أعمل فيها . أو يكون الخيار الثاني وهو الاستمرار في الوظيفة وأعيش على أمل أن أجد مسلما صالحا

يوما ما يساعدني في أن أعيش حياة إسلامية.

ما هو رأي الإسلام حول هذا الموضوع ؟


الجواب

الحمد لله

1. إن الخيارين المطروحين من قِبَل الأخت السائلة هما خياران بين الصواب والخطأ وبين الحلال والحرام .

لذا فإننا لا يمكن لنا أن نشير على أختنا السائلة إلا بحفظ رأس مالها وهو دينها وعفافها وأن تظلّ بين أهلها تحافظ على نفسها وتكون بين من يحميها ، ولعل الله أن ييسر لها عملاً شرعياً وزوجاً صالحاً

ونبشرها بحديث النبي صلى الله عليه وسلم " من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه "

- صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " حجاب المرأة المسلمة " ( ص 49 ) .

2. فكم من أخ وأخت تركوا ما هم عليه من الأعمال والبيئات وقد كانوا يكسبون فيها المال الوفير

فما إن تركوا ذلك لله تعالى -بعد علمهم بما هم عليه من المخالفات - حتى فتح الله لهم طرقاً كثيرة في الرزق ، ووسَّع الله عليهم ، وهدى قلوبهم لأحسن مما كانوا عليه .

ونذكر الأخت السائلة بوالديها ، وأن بقاءها بجانبهما والقيام على رعايتهما أفضل بكثير من الفراق لهما ، ولا تهتم بما يريدانه منها من العمل غير الشرعي ، فالعامة يحرصون على الدنيا

وقد لا يخطر ببالهم المحاذير الشرعية التي تحيط بعمل بناتهم وأولادهم .

3. وأما السعي في هذه الدنيا الفانية على حساب الدين فهذا لا نرضاه لأخواتنا وبناتنا ولا للأخت السائلة .

4. ولا عليكِ من كون الشركة عالمية أو أن معاشها مغرٍ ، فإن ذلك لا يساوى شيئاً إذا كان في سخط الله تعالى ، ويكفي أن معك رجال أجانب في العمل ، فضلا عن كونك في بلدٍ ليس فيه مسلمون

ثمّ قد تسافرين بغير محرم إلى بلاد الكفّار وتقيمين بينهم وقد تسكنين في بيت بمفردك وفي ذلك من الخطر على الدّين والنّفس والعرض ما لا يخفى

وقد دلّت النصوص الشرعيّة على حرمة اختلاط النساء بالرجال وسفر المرأة بغير محرم والإقامة بين ظهراني الكفّار .

5. وانعزالك الذي تحدّثت عنه قد لا يدوم كثيراً بسبب كثرة المغريات ، وقلة المعين والناصح.

وطريق الشر يبدأ بخطوة ، فإذا سلكه الإنسان قد يصعب عليه التفكير بنفسه وآخرته .

ومن فضل الله عليكِ أنك تريدين النصيحة ومعرفة الحكم الشرعي ، فلا تأسفي على الدنيا والشيء اليسير يكفي القانع ، لكنه الطمع الذي يهلك ، ولا يبقي عقلا للتفكير ، ولا ورعاً في السؤال .

5. ليس هناك ما يمنع من أن تبحثي عن عمل شرعيّ وخصوصا أنّ بعض الشركات توظّف أشخاصا في البيوت يقومون بأعمال عبر شبكة الإنترنت وقد يكون هذا بديلا شرعيا وجيدا للنساء المسلمات .

ونسأل الله تعالى أن يأخذ بيدكِ لما فيه نفعك ، وأن يحفظ عليكِ دينكِ ، هو ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد .

والله أعلم .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
قديم 2019-11-23, 17:53   رقم المشاركة : 269
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

مواصفات الزوج المسلم

السؤال

أنا فتاة عمري 18 عاما وقد طُلبت للزواج 5 مرات ورفضتهم جميعاً لأنني كنت صغيرة والآن أفكر بالزواج

وسؤالي هو :

ما هو الشيء الذي يجب أن أبحث عنه لكي أحصل على مسلم جيد ؟

ما هي أهم الأشياء ؟.


الجواب

الحمد لله

نشكر لك حرصك أيتها الأخت السائلة على تحري الصفات التي تعينك على اختيار زوج صالح إن شاء الله تعالى

وفيما يلي ذكْر أهم الصفات التي ينبغي توفرها فيمن تختارينه أو ترضين به زوجا لك ويكون أبا لأبنائك إن قدر الله بينكما أبناء .

- الدين : وهو أعظم ما ينبغي توفره فيمن ترغبين الزواج به ، فينبغي أن يكون هذا الزوج مسلما ملتزما بشرائع الإسلام كلها في حياته ، وينبغي أن يحرص ولي المرأة على تحري هذا الأمر دون الركون إلى الظاهر

ومن أعظم ما يُسأل عنه صلاة هذا الرجل ، فمن ضيّع حق الله عز وجل فهو أشد تضييعا لحق من دونه ، والمؤمن لا يظلم زوجته ، فإن أحبّها أكرمها وإن لم يحبها لم يظلمها ولم يُهنها

وقلَّ وجود ذلك في غير المسلمين الصادقين .

قال الله تعالى : ( ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم )

وقال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )

وقال تعالى : ( والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) رواه الترمذي 866 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 1084 .

- ويستحب مع الدّين أن يكون من عائلة طيبة ، ونسب معروف ، فإذا تقدم للمرأة رجلان درجتهما في الدين واحدة

فيُقدَّم صاحب الأسرة الطيبة والعائلة المعروفة بالمحافظة على أمر الله ما دام الآخر لا يفضله في الدين لأنّ صلاح أقارب الزوج يسري إلى أولاده وطِيب الأصل والنّسب قد يردع عن كثير من السفاسف

وصلاح الأب والجدّ ينفع الأولاد والأحفاد : قال الله تعالى : ( وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك )

فانظري كيف حفظ الله للغلامين مال أبيهما بعد موته إكراما له لصلاحه وتقواه ، فكذلك الزوج من الأسرة الصالحة والأبوين الكريمين فإن الله ييسر له أمره و يحفظه إكراما لوالديه .

- وحسن أن يكون ذا مال يُعفّ به نفسه وأهل بيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله عنها لما جاءت تستشيره في ثلاثة رجال تقدموا لخطبتها : ( أما معاوية فرجل تَرِب ( أي فقير ) لا مال له .. )

رواه مسلم 1480

. ولا يشترط أن يكون صاحب تجارة وغنى ، بل يكفي أن يكون له دخْل أو مال يعفّ به نفسه وأهل بيته ويغنيهم عن الناس . وإذا تعارض صاحب المال مع صاحب الدين فيقدّم صاحب الدين على صاحب المال .

- ويستحب أن يكون لطيفا رفيقا بالنساء ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة بنت قيس في الحديث السابق : ( أما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه ) إشارة إلى أنّه يُكثر ضرب النّساء .

- ويحسن أن يكون صحيح البدن سليما من العيوب كالأمراض ونحوها أو العجز والعقم .

- ويستحب أن يكون صاحب علم بالكتاب والسنة ، وهذا إن حصل فخير وإلا فإنّ حصوله عزيز .

- ويجوز للمرأة النظر إلى المتقدم لها كما يستحب له ذلك ، ويكون هذا النظر بوجود محرم لها ولا يجوز التمادي في ذلك بأن تراه وحدها في خلوة أو تخرج معه لوحدها أو أن يتكرر اللقاء دون حاجة لذلك .

- ويشرع لوليّ المرأة أن يتحرى عن خاطب موليته ويسأل عنه من يعاشره ويعرفه ممن يوثق في دينه وأمانته ، ليُعطيه فيه رأيا أمينا ونُصْحا سديدا .

- وقبل هذا كله ومعه ينبغي التوجه إلى الله عز وجل بالدعاء واللجوء إليه سبحانه أن ييسر لك أمرك وأن يعينك على حسن الاختيار ويلهمك رشدك

ثم بعد بذل الجهد واستقرار رأيك على شخص بعينه يُشرع لك استخارة الله عز وجل

- ولمعرفة صفة صلاة الاستخارة ينظر السؤال القادم

ثم التوكل على الله عز وجل بعد استنفاذ الجهد فهو نعم المعين سبحانه . جامع أحكام النساء للشيخ مصطفى العدوي مع زيادة .

نسأل الله العلي القدير أن ييسر لك أمرك ويلهمك رشدك ويرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله على نبينا محمد .

الشيخ محمد صالح المنجد










آخر تعديل *عبدالرحمن* 2019-11-23 في 17:54.
رد مع اقتباس
قديم 2019-11-23, 17:58   رقم المشاركة : 270
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

كيفية صلاة الاستخارة وشرح دعائها

السؤال

كيف تكون صلاة الاستخارة ؟ وماهو الدعاء الذي يقال فيها ؟.

الجواب

الحمد لله


صفة صلاة الاستخارة قد رواها جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّلَمِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُ أَصْحَابَهُ الاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُهُمْ السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ يَقُولُ :

" إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هَذَا الأَمْرَ

ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ خَيْرًا لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ

قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ فَاصْرِفْنِي عَنْهُ [ واصرفه عني ] وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ . " رواه البخاري 6841 وله روايات أخرى في الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة وأحمد

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :

الاستخارة : اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما .

قوله ( كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة .. في الأمور كلها ) قال ابن أبي جمرة : هو عام أريد به الخصوص , فإن الواجب والمستحب لا يستخار في فعلهما والحرام والمكروه لا يستخار في تركهما ,

فانحصر الأمر في المباح وفي المستحب إذا تعارض منه أمران أيهما يبدأ به ويقتصر عليه . قلت : .. ويتناول العموم العظيم من الأمور والحقير , فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم .

قوله ( إذا هَمَّ ) .. وقع في حديث ابن مسعود " إذا أراد أحدكم أمرا فليقل " .

قوله ( فليركع ركعتين .. من غير الفريضة ) فيه احتراز عن صلاة الصبح مثلا .. وقال النووي في " الأذكار "

: لو دعا بدعاء الاستخارة عقب راتبة صلاة الظهر مثلا أو غيرها من النوافل الراتبة والمطلقة .. ويظهر أن يقال : إن نوى تلك الصلاة بعينها وصلاة الاستخارة معا أجزأ , بخلاف ما إذا لم ينو .

وقال ابن أبي جمرة . الحكمة في تقديم الصلاة على الدعاء أن المراد بالاستخارة حصول الجمع بين خيري الدنيا والآخرة فيحتاج إلى قرع باب المَلِك

, ولا شيء لذلك أنجع ولا أنجح من الصلاة لما فيها من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه مآلا وحالا .

وقوله ( ثم ليقل ) ظاهر في أن الدعاء المذكور يكون بعد الفراغ من الصلاة ويحتمل أن يكون الترتيب فيه بالنسبة لأذكار الصلاة ودعائها فيقوله بعد الفراغ وقبل السلام .

قوله ( اللهم إني أستخيرك بعلمك ) الباء للتعليل أي لأنك أعلم , وكذا هي في قوله " بقدرتك " ويحتمل أن تكون للاستعانة .. وقوله " وأستقدرك "

.. معناه أطلب منك أن تجعل لي قدرة على المطلوب , ويحتمل أن يكون المعنى أطلب منك أن تقدِّره لي , والمراد بالتقدير التيسير .

قوله ( وأسالك من فضلك ) إشارة إلى أن إعطاء الرب فضل منه , وليس لأحد عليه حق في نعمه كما هو مذهب أهل السنة .

قوله ( فإنك تقدر ولا أقدر , وتعلم ولا أعلم ) إشارة إلى أن العلم والقدرة لله وحده , وليس للعبد من ذلك إلا ما قدّر الله له .

قوله ( اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ) .. في رواية .. " ثم يسميه بعينه " .. وظاهر سياقه أن ينطق به , ويحتمل أن يكتفي باستحضاره بقلبه عند الدعاء .

قوله ( فاقدره لي ) .. أي نَجِّزه لي " , وقيل معناه يسره لي .

قوله ( فاصرفه عني واصرفني عنه ) أي حتى لا يبقى قلبه بعد صرف الأمر عنه متعلقا به ,

قوله ( ورَضِّني ) .. أي اجعلني بذلك راضيا فلا أندم على طلبه ولا على وقوعه لأني لا أعلم عاقبته وإن كنت حال طلبه راضيا به ..

والسرّ فيه أن لا يبقى قلبه متعلقا به فلا يطمئن خاطره . والرضا سكون النفس إلى القضاء .

انتهى ملخّصا من شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري .

: الشيخ محمد صالح المنجد









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc