مناقب التاريخ الاسلامي - الصفحة 18 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مناقب التاريخ الاسلامي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2018-12-13, 17:15   رقم المشاركة : 256
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

حكم المحراب الذي في المساجد

السؤال

ما حكم بناء المحراب في قبلة المسجد ؟.

الجواب

الحمد لله

المحراب الذي يصلي فيه الإمام في المسجد لم يكن موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ,

ولا في القرن الأول ، وإنما ظهر في القرن الثاني وتتابع المسلمون على بنائه في مساجدهم لما فيه من المصلحة ، كدلالة الداخل إلى المسجد على جهة القبلة .

وقد سئل علماء اللجنة الدائمة :

المحراب في المسجد ، هل كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

فأجابوا :

" لم يزل المسلمون يعملون المحاريب في المساجد في القرون المفضلة وما بعدها ؛ لما في ذلك من المصلحة العامة للمسلمين ، ومن ذلك بيان القبلة ، وإيضاح أن المكان مسجد " انتهى .

" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 6 / 252 ، 253 ) .

وذهب بعض العلماء إلى أن اتخاذ هذه المحاريب بدعة ، ويُنهى عنها

واستدلوا بما رواه الطبراني والبيهقي في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اتقوا هذه المذابح ) . يعني : المحاريب . صححه الألباني في صحيح الجامع (120) .

ولكن يجاب عن هذا الاستدلال بأن المحاريب في هذا الحديث ليست هي المحاريب التي في المساجد

وإنما المراد بذلك صدور المجالس ، فهذا نهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن التصدر في المجلس ، لما يُخشى منه من حصول الرياء أو شيء من العجب في صاحبه .

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : قلت : المحاريب صدور المجالس . انتهى .

وقال ابن الأثير في "النهاية" :

المحْرابُ : المَوْضع العَالي المُشْرِفُ ، وهُو صَدْر المَجْلس أيضاً ، ومنه سُمّي محْراب المسْجد ، وهو صَدْرُه وأشْرَف مَوْضِع فيه . انتهى .

وقال المناوي في "فيض القدير" :

أي : تجنبوا تحري صدور المجالس يعني التنافس فيها، ووقع للمصنف ( يعني السيوطي ) أنه جعل هذا نهياً عن اتخاذ المحاريب في المساجد والوقوف فيها وقال

: خفي على قوم كون المحراب بالمسجد بدعة وظنوا أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن في زمنه ولا في زمن أحد من خلفائه بل حدث في المئة الثانية مع ثبوت النهي عن اتخاذه . . .

ثم قال المناوي : أقول : وهذا بناء منه على ما فهمه من لفظ الحديث أن مراده بالمحراب ليس إلا ما هو المتعارف في المسجد الآن ، ولا كذلك

فإن الإمام الشهير المعروف بابن الأثير قد نص على أن المراد بالمحاريب في الحديث صدور المجالس . .

. واقتفاه في ذلك جمع جازمين به ولم يحكوا خلافه منهم الحافظ الهيتمي وغيره . . . انتهى .

وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن موسى الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال أمتي بخير ما لم يتخذوا في مساجدهم مذابح كمذابح النصارى ) .

وهذا الحديث إن صح ، فالمراد بهذا النهي إذا اتخذت محاريب كمحاريب النصارى ، فإما إن كانت ليست كمحاريب النصارى فلا يُنهى عنها .

وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

عن حكم اتخاذ المحاريب في المساجد ؟ وما الجواب عما روي من النهي عن مذابح كمذابح النصارى ؟

فأجاب : " اختلف العلماء رحمهم الله في اتخاذ المحراب هل هو سنة ، أو مستحب ، أو مباح ؟

والذي أرى أن اتخاذ المحاريب مباح ، وهذا هو المشهور من المذهب ، ولو قيل باستحبابه لغيره لما فيه من المصالح الكثيرة ، ومنها تعليم الجاهل القبلة : لكان حسناً .

وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : " النهي عن مذابح كمذابح النصارى " أي : المحاريب

: فهذا النهي وارد على ما إذا اتخذت محاريب كمحاريب النصارى ، أما إذا اتخذت محاريب متميزة للمسلمين فإن هذا لا ينهى عنه " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 326 ) .

وسئل – أيضاً - :

عدَّ بعض أهل العلم المحاريب في المساجد من البدع ومن التشبه بالكافرين ، فهل هذا القول صحيح ؟

فأجاب :

" هذا القول - فيما أرى - غير صحيح ؛ وذلك لأن الذين يتخذونه إنما يتخذونه علامة على القبلة ، ودليلاً على جهتها .

وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ مذابح كمذابح النصارى : فإن المراد به أن نتخذ محاريب كمحاريب النصارى ، فإذا تميزت عنها زال الشبه " انتهى .

" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 12 / السؤال رقم 327 ) .

والله أعلم .








 


رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 17:21   رقم المشاركة : 257
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

إذا كان عذاب الاستئصال قد رفع بعد نزول التوراة، فلماذا أرسل الله تعالى ملك الجبال ليعذب كفار مكة؟

السؤال

اشتهر عند المفسرين وأهل العلم أن الله عز وجل رفع عذاب الاستئصال بعد نزول التوراة ، واستبدله بالجهاد في سبيل الله ، فكيف نوفق بين هذا واستئذان ملك الجبال للنبي صل الله عليه وسلم ؟

وأيضا عندما طلبوا منه آية معينة ورد أنه قال لهم : سيصيبكم ما أصاب المكذبين من قبلكم ؟


الجواب

الحمد لله


أولا :

نص عدد من أهل العلم على أن بعد نزول التوراة لم يعذب الله تعالى الكفار بعذاب الاستئصال، بل شرع للمؤمنين جهاد هؤلاء الكفرة.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وكان قبل نزول التوراة يهلك الله المكذبين للرسل بعذاب الاستئصال، عذابا عاجلا يهلك الله به جميع المكذبين

كما أهلك قوم نوح، وكما أهلك عادا، وثمود، وأهل مدين، وقوم لوط، وكما أهلك قوم فرعون

وأظهر آيات كثيرة لما أرسل موسى ليبقى ذكرها وخبرها في الأرض، إذ كان بعد نزول التوراة لم يهلك أمة بعذاب الاستئصال " انتهى. "الجواب الصحيح" (6 / 441 - 442).

وقد أوضح الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى مأخذ هذا القول من القرآن؛ أثناء تفسيره لقوله تعالى :

( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ، إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ ، فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ، فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) المؤمنون (45 – 49).

فقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:

" مر عليَّ منذ زمان طويل كلام لبعض العلماء لا يحضرني الآن اسمه، وهو أنه بعد بعث موسى ونزول التوراة، رفع الله العذاب عن الأمم، أي: عذاب الاستئصال، وشرع للمكذبين المعاندين الجهاد

ولم أدر من أين أخذه، فلما تدبرت هذه الآيات، مع الآيات التي في سورة القصص، تبين لي وجهه، أما هذه الآيات، فلأن الله ذكر الأمم المهلكة المتتابعة على الهلاك

ثم أخبر أنه أرسل موسى بعدهم، وأنزل عليه التوراة فيها الهداية للناس !!

ولا يرد على هذا، إهلاك فرعون، فإنه قبل نزول التوراة، وأما الآيات التي في سورة القصص، فهي صريحة جدا، فإنه لما ذكر هلاك فرعون قال:

( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الأولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) فهذا صريح أنه آتاه الكتاب بعد هلاك الأمم الباغية، وأخبر أنه أنزله بصائر للناس وهدى ورحمة .

ولعل من هذا، ما ذكر الله في سورة " يونس " من قولة: ( ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ ) أي: من بعد نوح ( رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ

فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ ، ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ ) الآيات والله أعلم "

انتهى. "تفسير السعدي" (ص 552).

واستدل ابن كثير رحمه الله تعالى لهذا القول؛ بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا أَهْلَكَ اللَّهُ قَوْمًا، وَلَا قَرْنًا، وَلَا أُمَّةً، وَلَا أَهْلَ قَرْيَةٍ مُنْذُ أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ

بِعَذَابٍ مِنَ السَّمَاءِ ؛ غَيْرَ أَهْلِ الْقَرْيَةِ الَّتِي مُسِخَتْ قِرَدَةً، أَلَمْ تَرَ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهَدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ). ) .

رواه الحاكم في "المستدرك" (2 / 408) وقال: " صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ "

ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في"السلسلة الصحيحة" (5 / 327).









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 17:22   رقم المشاركة : 258
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا:

عن عُرْوَةُ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟

قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي

فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ

وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ) .

رواه البخاري (3231) ومسلم (1795).

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: ( سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ أَنْ يَجْعَلَ لَهُمُ الصَّفَا ذَهَبًا ، وَأَنْ تُنَحَّى عَنْهُمُ الْجِبَالُ ، فَيَزْرَعُوا فِيهَا .

فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ شِئْتَ آتَيْنَاهُمْ مَا سَأَلُوا ، فَإِنْ كَفَرُوا أُهْلِكُوا كَمَا أَهْلَكْتُ مَنْ قَبْلَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أَسْتَأْنِيَ بِهِمْ لَعَلَّنَا نَسْتَحْيِي مِنْهُمْ ؟!

فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ: ( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) الآية. ) .

رواه الحاكم في "المستدرك" (2 / 362) وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ " ووافقه الذهبي

وقال الألباني: " ورجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ فهو على شرطهما " من "السلسة الصحيحة" (7 / 1160).

غير أنه اختلف في رفعه ووقفه ، وذكر الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" (2/5) : أن "الأشبه وقفه" . وهو الأكثر في روايته . وينظر : "السلسلة الصحيحة" الموضع السابق .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وقال تعالى: ( وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ).

بين سبحانه أنما منعه أن يرسل بالآيات إلا تكذيب الأولين بها، الذي استحقوا بها الهلاك، فإذا كذب بها هؤلاء استحقوا ما استحقه أولئك من عذاب الاستئصال

وهذا المعنى مذكور في عامة كتب التفسير والحديث، وغيرها من كتب المسلمين، وهو معروف بالأسانيد الثابتة عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان "

انتهى. "الجواب الصحيح" (6 / 431 - 432).

وهذان الحديثان لا يظهر فيهما معارضة لما ذكره أهل العلم من رفع عذاب الاستئصال بعد نزول التوراة، ويبين عدم وجود التعارض أمران:

الأمر الأول: أن التعارض يُتَصوَّر لو أن نصوص الوحي نصت على أن الله أخبر بعدم وقوع عذاب الاستئصال بأهل الكفر مطلقا بعد نزول التوراة، على غرار خبر الله بعدم تعذيب هذه الأمة المسلمة بعذاب الأمم السابقة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ، عَنْ أَبِيهِ ـ وَكَانَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّهُ رَاقَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّيْلَةَ كُلَّهَا حَتَّى كَانَ مَعَ الْفَجْرِ

فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ جَاءَهُ خَبَّابٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بَابُي أَنْتَ وَأُمِّي، لَقَدْ صَلَّيْتَ اللَّيْلَةَ صَلَاةً مَا رَأَيْتُكَ صَلَّيْتَ نَحْوَهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَلْ،

إِنَّهَا صَلَاةُ رَغَبٍ وَرَهَبٍ ؛ سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا ثَلَاثَ خِصَالٍ

فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً، سَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُهْلِكَنَا بِمَا أَهْلَكَ بِهِ الْأُمَمَ قَبْلَنَا، فَأَعْطَانِيهَا

وَسَأَلْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لَا يُظْهِرَ عَلَيْنَا عَدُوًّا مِنْ غَيْرِنَا، فَأَعْطَانِيهَا، وَسَأَلْتُ رَبِّي أَنْ لَا يَلْبِسَنَا شِيَعًا، فَمَنَعَنِيهَا ) رواه النسائي (1638) ، وصححه الألباني في "صحيح سنن النسائي".

لكن نصوص الوحي التي أشارت إلى رفع عذاب الاستئصال عن الكفار

وهي حديث أبي سعيد والآيات التي نبه إليها الشيخ السعدي- هي تخبر عن واقع الأمر الحاصل ، ولم تنص على أن الله أخبر ، أو وعد ، أو أوجب على نفسه ذلك . فتأمل ذلك الفرق المهم بين البابين .

ومما يؤيد هذا أن حديث أبي سعيد نص على وقوع عذاب عام بأهل قرية بعد نزول التوراة حيث مسخوا قردة.

فالحاصل؛ أن الله تعالى لو أطبق الجبال على كفار مكة لما كان فيه معارضة لخبر سابق ، ولا خلف لوعد منه سبحانه وتعالى .

الأمر الثاني:

أهل العلم استنبطوا من نصوص الوحي أن عذاب الاستئصال رفع لأن الله جعل بدل الاستئصال للكفار جهاد المؤمنين لهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" المعروف عند أهل العلم أنه بعد نزول التوراة لم يهلك الله مكذبي الأمم بعذاب من السماء يعمهم

كما أهلك قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وفرعون، وغيرهم، بل أمر المؤمنين بجهاد الكفار؛ كما أمر بني إسرائيل على لسان موسى بقتال الجبابرة "

انتهى من "الجواب الصحيح" (2 / 251).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" وقوله: ( مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى ) يعني: أنه بعد إنزال التوراة لم يعذب أمة بعامة، بل أمر المؤمنين أن يقاتلوا أعداء الله من المشركين "

انتهى. "تفسير ابن كثير" (6 / 239).

وهذا المعنى الذي لأجله رفع عذاب الاستئصال لم يكن موجودا في الفترة المكية من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يشرع الجهاد إلا في المدينة ؛ أما في مكة فكانوا مأمورين بكف الأيدي عن القتال.

قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره لقوله تعالى:

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) البقرة (190).

قال رحمه الله تعالى:

" قوله تعالى: ( وقاتلوا ) هذه الآية أول آية نزلت في الأمر بالقتال .

ولا خلاف في أن القتال كان محظورا قبل الهجرة بقوله: ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )، وقوله: ( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ )، وقوله : ( وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا )، وقوله: ( لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )، وما كان مثله مما نزل بمكة.

فلما هاجر إلى المدينة أمر بالقتال فنزل: ( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ) "

انتهى. "تفسير القرطبي" (3 / 237).

فكان الكفار في الفترة المكية أشبه بالأقوام الذين عذبوا بعذاب الاستئصال

حيث لم يكن المؤمنون حينئذ مأمورين بقتالهم، فناسب أن يواسي الله تعالى نبيه وينصره ، بأن يعرض عليه أن يعذب من كفر برسالته وسعى في إيذائه ، كما نصر الرسل السابقين كنوح وهود وصالح صلى الله عليهم وسلم.

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-13, 17:30   رقم المشاركة : 259
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

هل صح أن الحسين وعبدالله بن عمر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين نكحوا بنات كسرى ؟

السؤال

هل صح أن الحسين وعبدالله بن عمر ومحمد بن أبي بكر رضي الله عنهم أجمعين نكحوا بنات كسرى ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

قصة نكاح الحسين وعبد الله بن عمر ومحمد بن أبي بكر رضوان الله عليهم أجمعين لبنات كسرى ، وردت في بعض كتب التاريخ ؛ ومن ذلك :

قال الزمخشري المتوفى سنة (538 هـ) :

" أبو اليقظان : إن قريشا لم تكن ترغب في أمهات الأولاد حتى ولدن ثلاثا هم خير أهل زمانهم : علي بن الحسين ،

والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله .

وذلك أن عمر رضي الله عنه أتى بنات يزدجرد بن شهريار بن كسرى سبيات

فأراد بيعهن ، فقال له علي : إن بنات الملوك لا يُبعن ، ولكن قوموهن ، فأعطاه أثمانهن ، فقسمهن بين الحسين بن علي ، ومحمد بن أبي بكر الصديق ، وعبد الله بن عمر ، فولدن الثلاثة " .

انتهى من " ربيع الأبرار " (3 / 350) .

لكن هي قصة مشكوك فيها جدا للآتي :

1- القصة كما رأينا لم تذكر بسند موثوق به ، ولم نقف على ذكر لها في كتب أهل العلم قبل الزمخشري

وعنه نقلها من جاء بعده من المؤرخين كابن كثير في " البداية والنهاية " (12 / 479)

والصفدي في " الوافي بالوفيات " (20 / 230)

واليافعي في " مرآة الجنان " (1 / 151) وغيرهم .

إلا أن المبرد - وكان قبل الزمخشري – ذكر في كتابه " الكامل " :

" وكانت أمّ عليّ بن الحسين " سلافة " من ولد يزدجرد ، معروفة النّسب ، وكانت من خيرات النّساء ... " انتهى .

فذكر المبرد هذا الخبر بغير إسناد . والخبر إذا لم يكن له إسناد صحيح ، ولم يتواتر مضمونه ، ويتناقله أهل الفن على وجه القبول والتصديق : لم يكن عمدة في أمره؛ غايته أن يكون من باب الاعتبار ، وقصص التواريخ تحكى .

2- ورد خبر مسند يشبه خبر الزمخشري ، لكن دون ذكر بنات كسرى .

فروى ابن عساكر بسنده عن الأصمعي عن أبي الزناد ، قال : ( كان أهل المدينة يكرهون اتخاذ أمهات الأولاد حتى نشأ فيهم القراء السادة : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فقهاء ، ففاقوا أهل المدينة علما وتقى وعبادة وورعا ، فرغب الناس حينئذ في السراري ) .

انتهى من " تاريخ دمشق " (20 / 57) .

ونقله المزي في " تهذيب الكمال " (10 / 150) عن الأصمعي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد .

و" أمهات الأولاد " جمع لـ " أم ولد " وهي الأمة والجارية إذا جامعها سيدها فولدت له ، فإنها تصير " أم ولد " ولها بعض الأحكام في الفقه تختص بها .

قال ابن قدامة رحمه الله تعالى :

" أم الولد: هي – الجارية - التي ولدت من سيدها في ملكه ...

وكان علي بن الحسين ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله ، من أمهات أولاد .

ويروى أن الناس لم يكونوا يرغبون في أمهات الأولاد ، حتى ولد هؤلاء الثلاثة من أمهات الأولاد ، فرغب الناس فيهن "

انتهى من " المغني " (14 / 580) .

والمشتهر والمقدم في كتب التاريخ والتراجم المعتمدة في تراجم علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب

: أنّ أمهاتهن كن أمهات أولاد فقط ، ولم يشتهر أنهن بنات كسرى ، ومن ذلك :

قال ابن سعد في " الطبقات " (5 / 211) :

" علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأمه : أم ولد ، اسمها غزالة ، خلف عليها بعد حسين : زبيد ، مولى الحسين بن علي فولدت له عبد الله بن زبيد ، فهو أخو علي بن حسين لأمه " انتهى .

وقال البلاذري :

" قالوا: وكانت أم عَلِيّ بْن الْحُسَيْن سجستانية ، تدعى سلافة " .

انتهى من " انساب الأشراف " (3 / 325) .

وقال ابن قتيبة في " المعارف " (ص 214) :

" وأما " عليّ بن الحسين الأصغر " فليس للحسين عقب إلا منه . ويقال : إن أمه سنديّة

يقال لها : سلافة – ويقال : غزالة - خلف عليها بعد " الحسين " : زبيد ، مولى " الحسين بن على " . فولدت له : عبد الله بن زبيد ، فهو أخو " عليّ بن الحسين " لأمه " انتهى .

أما القاسم بن محمد بن أبي بكر ، فقد ذكر ابن سعد في " الطبقات " (5 / 187) :

" القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، وأمه أم ولد يقال لها سودة " انتهى .

وتابعه أهل العلم على هذا ولم يذكروا أنها بنت كسرى ، ولو كانت بنتا لكسرى لذكروا ذلك ؛ لأن هذا مما يشتهر ولا يخفى ، فكيف يذكرون اسمها ويحفظونه ويخفى اسم أبيها مع شهرته ؟!

والكلام نفسه ينطبق على أم سالم بن عبد الله بن عمر ، حيث قال ابن سعد رحمه الله تعالى :
" سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأمه أم ولد "

انتهى من " الطبقات " (5 / 195) .

3- هذه الرواية تعارض بعض ما ثبت أو اشتهر من وقائع التاريخ ؛ ومن ذلك :

- أن محمد بن أبي بكر الصديق كان عمره حين توفي عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يتجاوز13 سنة ، فقد صح أنه ولد في حجة الوداع في السنة 10 للهجرة .

عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله ِ، قال : " إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ

كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أبِي بَكْرٍ " رواه مسلم (1218) .

والخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه توفي سنة 23 للهجرة .

وعلى ما ذكره الزمخشري ، يكون محمد بن أبي بكر نكح بنت كسرى وهو أقل من ثلاث عشرة سنة.

وإذا أردنا الدقة أكثر ، فإن مدن كسرى كالمدائن و بهرسير التي يحتمل أنها كانت مكان إقامة بناته ، فتحها المسلمون في سنة 16 للهجرة

وعمر محمد بن أبي بكر يومئذ ست سنوات ، فهل ينكح النساء في مثل هذه السن ؟!

- المشهور في كتب التاريخ أن يزدجرد كسرى الفرس في عهد عمر رضي الله عنه كان عرشه دائم البعد عن أماكن المعارك ؛ لأنه كان يتنقل بعرشه وأهله مبتعدا كلما اقتربت الجيوش الإسلامية منه .

قال ابن كثير رحمه الله تعالى
:
" قصة يزدجرد بن شهريار بن كسرى الذي كان ملك الفرس لما استلب سعد من يديه مدينة ملكه، ودار مقره ، وإيوان سلطانه ، وبساط مشورته وحواصله ، تحول من هناك إلى حلوان

ثم جاء المسلمون ليحاصروا حلوان ، فتحول إلى الري ، وأخذ المسلمون حلوان ، ثم أخذت الري ، فتحول منها إلى أصبهان ، فأخذت أصبهان

فسار إلى كرمان ، فقصد المسلمون كرمان فافتتحوها ، فانتقل إلى خراسان فنزلها .

هذا كله ، والنار التي يعبدها من دون الله يسير بها معه ، من بلد إلى بلد ، ويبنى لها في كل بلد بيت توقد فيه على عادتهم "

انتهى من " البداية والنهاية " (10 / 163 - 164) .

وقال الطبري رحمه الله تعالى :

" لما رأى المشركون المسلمين وما يهمون به ، بعثوا من يمنعهم من العبور ، وتحملوا ، فخرجوا هرابا ، وقد أخرج يزدجرد - قبل ذلك وبعد ما فتحت بهرسير - عياله إلى حلوان

فخرج يزدجرد بعد حتى ينزل حلوان ، فلحق بعياله ، وخلف مهران الرازي والنخيرجان -

وكان على بيت المال- بالنهروان ، وخرجوا معهم بما قدروا عليه من حر متاعهم وخفيفه ، وما قدروا عليه من بيت المال ، وبالنساء والذراري "

نتهى من " تاريخ الطبري " (4 / 13 - 14) .

فالحاصل ؛ أن أهله وحاشيته كانوا دوما بعيدين عن أماكن القتال في عهد عمر رضي الله عنه ، فمن المستبعد أن يعرض بناته للقتل أو الأسر ، وإنما تفرق شمله وقتل في عهد عثمان رضي الله عنه .

ثالثا :

على فرض صحة هذه الرواية ، فنكاح المسلم لابنة كسرى ليس نقصا ومثلبة ، فقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين صفية وأبوها حيي بن أخطب كان من زعماء اليهود في المدينة .

وفي الوقت ذاته هذا النكاح ليس – في نفسه - فضيلة ولا منقبة للفرس؛ فالفضل بالتقوى وليس بالنسب .

قال الله تعالى : ( يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ) الحجرات /13 .

فالحاصل ؛ أن قصة نكاح الحسين وعبد الله بن عمر ومحمد بن أبي بكر رضوان الله عليهم أجمعين لبنات كسرى ؛ هي قصة لم نقف على دليل موثوق به ، يؤكده وقوعها .

والله أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 17:21   رقم المشاركة : 260
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



أسباب تكفير العلماء لابن سينا .

السؤال

هل ابن سينا حصل منه كفر ؟

الجواب

الحمد لله


ابن سينا هو: أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا البلخي، ثم البخاري، صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق، ولد سنة 370هـ، وتوفي سنة 428هـ.

وكان من القرامطة الباطنية، وله مقالات كفرية مشهورة، ولهذا كفره جمع من العلماء، وحكيت توبته قبل موته، والله أعلم بما مات عليه.

قال ابن القيم رحمه الله: " وكان ابن سينا كما أخبر عن نفسه قال: أنا وأبي من أهل دعوة الحاكم [يعني : الحاكم بأمر الله ، العُبَيْدي ، الذي كان يحكم بمصر] .

فكان من القرامطة الباطنية، الذين لا يؤمنون بمبدأ ولا معاد، ولا ربٍّ خالق، ولا رسولٍ مبعوث جاء من عند الله تعالى" انتهى من "إغاثة اللهفان" (2/ 1031).

ووصفه ابن القيم أيضا بقوله : "الملحد ، بل رأس ملاحدة الملة"

كما في "الصواعق المرسلة" (3/1105) .

وقال ابن حجر رحمه الله: " وقال ابن أبي الحموي الفقيه الشافعي شارح الوسيط

في كتابه الملل والنحل: لم يقم أحد من هؤلاء ، يعني فلاسفة الإسلام ، مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي ابن سيناء، وكان أبو علي أقوم الرجلين وأعلمهما.

إلى أن قال:

وقد اتفق العلماء على أن ابن سيناء كان يقول بقدم العالم، ونفي المعاد الجسماني، ولا ينكر المعاد النفساني.

ونُقل عنه أنه قال: إن الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي، بل بعلم كلي .

فقطع علماء زمانه ، ومن بعدهم من الأئمة ، ممن يعتبر قولهم ، أصولا وفروعا : بكفره، وبكفر أبي نصر الفارابي، من أجل اعتقاد هذه المسائل ، وأنها خلاف اعتقاد المسلمين"

انتهى من لسان الميزان (2/ 293).

وممن كفره: أبو حامد الغزالي في كتابه "المنقذ من الضلال"، ونسب إليه المقولات الثلاث السابقة. انظر: ص144

وفي شأن توبته، قال ابن خلكان رحمه الله: " وقد ضعف جداً وأشرفت قوته على السقوط، فأهمل المداواة وقال: المدبر الذي في بدني قد عجز عن تدبيره فلا تنفعني المعالجة .

ثم اغتسل وتاب وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم على من عرفه ، وأعتق مماليكه ، وجعل يختم في كل ثلاثة أيام ختمة، ثم مات"

انتهى من وفيات الأعيان (2/ 160).

وقال ابن كثير رحمه الله:

" وقد لخص الغزالي كلامه في " مقاصد الفلاسفة "، ثم رد عليه في " تهافت الفلاسفة "

في عشرين مسألة، كفره في ثلاث مسائل منهن ; وهي قوله بقدم العالم، وعدم المعاد الجسماني، وأن الله لا يعلم الجزئيات، وبدّعه في البواقي .

ويقال: إنه تاب عند الموت. فالله سبحانه وتعالى أعلم" انتهى من البداية والنهاية (15/ 668).

والواجب البراءة من إلحاده وكفرياته، والحذر من بدعه وضلالاته .

وأما التوبة : فنرجو أن يكون قد حصل له ذلك.

وينظر للفائدة: جواب السؤال القادم

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 17:27   رقم المشاركة : 261
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بعض المآخذ في عقيدة ابن رشد الحفيد

السؤال

ما هي عقيدة الإمام ابن رشد ، وما حقيقة خلافه مع الإمام أبي حامد الغزالي ؟ جزاكم الله خيراً .

الجواب

الحمد لله

أولا :

ابن رشد اسم مشترك بين ابن رشد الحفيد ، وابن رشد الجد ، وكلاهما يُكنَى بأبي الوليد ، وكلاهما يحمل اسم : محمد بن أحمد ، كما أن كلا منهما تولى قضاء قرطبة .

والمقصود في السؤال هو ابن رشد الحفيد ، المتوفى سنة (595هـ)، المشهور باشتغاله وتأليفه في الفلسفة ، أما ابن رشد الجد فلم يشتغل بها ، وتوفي سنة (520هـ).

قال الأبار :

لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا ، وكان متواضعا ، منخفض الجناح ، يقال عنه : إنه ما ترك الاشتغال مذ عقل سوى ليلتين : ليلة موت أبيه ، وليلة عرسه

وإنه سود في ما ألف وقيد نحوا من عشرة آلاف ورقة ، ومال إلى علوم الحكماء ، فكانت له فيها الإمامة . وكان يُفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه

مع وفور العربية ، وقيل : كان يحفظ ديوان أبي تمام والمتنبي .

ومن أشهر مصنفاته : ( بداية المجتهد ) في الفقه ، و ( الكليات ) في الطب ، و ( مختصر المستصفى ) في الأصول ، ومؤلفات أخرى كثيرة في الفلسفة

اهتم فيها بتلخيص فكر فلاسفة اليونان ، فألف : كتاب ( جوامع كتب أرسطوطاليس ) ، وكتاب ( تلخيص الإلهيات ) لنيقولاوس ، كتاب ( تلخيص ما بعد الطبيعة ) لأرسطو

ولخص له كتبا أخرى كثيرة يطول سردها ، حتى عرف بأنه ناشر فكر أرسطو وحامل رايته ، وذلك ما أدى به في نهاية المطاف إلى العزلة ، فقد هجره أهل عصره لما صدر منه من مقالات غريبة ، وعلوم دخيلة .

قال شيخ الشيوخ ابن حمويه :

لما دخلت البلاد ، سألت عن ابن رشد ، فقيل : إنه مهجور في بيته من جهة الخليفة يعقوب ، لا يدخل إليه أحد ، لأنه رفعت عنه أقوال ردية ، ونسبت إليه العلوم المهجورة ، ومات محبوسا بداره بمراكش .

يمكن مراجعة سيرته في " سير أعلام النبلاء " (21/307-310)

ثانيا :

قد طال الجدل حول حقيقة عقائد ابن رشد ، وكثرت المؤلفات ما بين مؤيد ومعارض ، واضطربت الأفهام في تحديد عقائده ومذاهبه .

ولضيق المقام ههنا عن الدراسة المفصلة لعقائد ابن رشد ، سنكتفي بذكر بعض المآخذ المجملة التي كانت مثار جدل في مؤلفاته :

1- تأويل الشريعة لتوافق الفلسفة الآرسطية :

لعل الاطلاع على ترجمة ابن رشد الموجزة السابقة كاف للدلالة على هذه التوجهات الفكرية لدى ابن رشد ، فقد أُخِذَ بفكر أرسطو ، حتى قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " هو من أتبع الناس لأقوال آرسطو "

انتهى. " بيان تلبيس الجهمية " (1/120)

وحاول جاهدا شرحه وبيانه وتقريره للناس بأسلوب عربي جديد ، وهو - خلال ذلك - حين يرى مناقضة فكر أرسطو مع ثوابت الشريعة الإسلامية ، يحاول سلوك مسالك التأويل البعيدة التي تعود على الشريعة بالهدم والنقض

وكأن فلسفة أرسطو قرين مقابل لشريعة رب العالمين المتمثلة في نصوص الكتاب والسنة ، ولذلك كتب كتابه المشهور : " فصل المقال في تقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال ".

2- اعتقاده بالظاهر والباطن في الشريعة :

يقول ابن رشد :

" الشريعة قسمان : ظاهر ومؤول ، والظاهر منها هو فرض الجمهور ، والمؤول هو فرض العلماء

وأما الجمهور ففرضهم فيه حمله على ظاهره وترك تأويله ، وأنه لا يحل للعلماء أن يفصحوا بتأويله للجمهور ، كما قال علي رضي الله عنه : حدثوا الناس بما يفهمون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله " انتهى.

" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/99) طبعة مركز دراسات الوحدة العربية.

وقد استغرق ابن رشد في تقرير هذه الفكرة الباطنية في كتبه ، حتى إنه جعل من أبرز سمات الفرقة الناجية من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أنها هي " التي سلكت ظاهر الشرع ، ولم تؤوله تأويلا صرحت به للناس "

انتهى. " الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/150).

ولذلك توسع شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الرد على خصوص كلام ابن رشد في هذا الكتاب ، وبيان بطلان التفسير الباطني لنصوص الشريعة

وذلك في كتابيه العظيمين : " بيان تلبيس الجهمية " ، ودرء تعارض العقل والنقل .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وابن سينا وأمثاله لما عرفوا أن كلام الرسول لا يحتمل هذه التأويلات الفلسفية ؛ بل قد عرفوا أنه أراد مفهوم الخطاب : سلك مسلك التخييل

وقال : إنه خاطب الجمهور بما يخيل إليهم ؛ مع علمه أن الحق في نفس الأمر ليس كذلك . فهؤلاء يقولون : إن الرسل كذبوا للمصلحة . وهذا طريق ابن رشد الحفيد وأمثاله من الباطنية " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (19/157) .

3- مال في باب " البعث والجزاء "، إلى قول الفلاسفة أنه بعث روحاني فقط ، بل وقع هنا في ضلالة أعظم من مجرد اعتقاده مذهب الفلاسفة في البعث الروحاني ؛ حيث جعل هذه المسألة من مسائل الاجتهاد

وأن فرض كل ناظر فيها هو ما توصل إليه . قال :

" والحق في هذه المسألة أن فرض كل إنسان فيها هو ما أدى إليه نظره فيها " انتهى.

" الكشف عن مناهج الأدلة " (ص/204)

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" وأولئك المتفلسفة أبعد عن معرفة الملة من أهل الكلام :

فمنهم من ظن أن ذلك من الملة .

ومنهم من كان أخبر بالسمعيات من غيره ، فجعلوا يردون من كلام المتكلمين ما لم يكن معهم فيه سمع ، وما كان معهم فيه سمع كانوا فيه على أحد قولين :

إما أن يقروه باطنا وظاهرا إن وافق معقولهم ، وإلا ألحقوه بأمثاله ، وقالوا إن الرسل تكلمت به على سبيل التمثيل والتخييل للحاجة

وابن رشد ونحوه يسلكون هذه الطريقة ، ولهذا كان هؤلاء أقرب إلى الإسلام من ابن سينا وأمثاله ، وكانوا في العمليات أكثر محافظة لحدود الشرع من أولئك الذين يتركون واجبات الإسلام

ويستحلون محرماته ، وإن كان في كل من هؤلاء من الإلحاد والتحريف بحسب ما خالف به الكتاب والسنة ، ولهم من الصواب والحكمة بحسب ما وافقوا فيه ذلك .

ولهذا كان ابن رشد في مسألة حدوث العالم ومعاد الأبدان مظهرا للوقف ، ومسوغا للقولين ، وإن كان باطنه إلى قول سلفه أميل ، وقد رد على أبي حامد في تهافت التهافت ردا أخطأ في كثير منه ، والصواب مع أبي حامد

وبعضه جعله من كلام ابن سينا لا من كلام سلفه ، وجعل الخطأ فيه من ابن سينا ، وبعضه استطال فيه على أبي حامد ، ونسبه فيه إلى قلة الإنصاف لكونه بناه على أصول كلامية فاسدة

مثل كون الرب لا يفعل شيئا بسبب ولا لحكمة ، وكون القادر المختار يرجح أحد مقدوريه على الآخر بلا مرجح ، وبعضه حار فيه جميعا لاشتباه المقام " انتهى.

" منهاج السنة " (1/255)

4- ولعل من أبرز سمات منهج ابن رشد في كتبه ، وفي الوقت نفسه من أبرز أسباب أخطائه هو عدم العناية بالسنة النبوية مصدرا من مصادر التشريع .

يقول الدكتور خالد كبير علال حفظه الله :

" ابن رشد لم يُعط للسنة النبوية مكانتها اللائقة بها كمصدر أساسي للشريعة الإسلامية بعد القرآن الكريم ، ولم يتوسع في استخدامها في كتبه الكلامية والفلسفية

ففاتته أحاديث كثيرة ذات علاقة مباشرة بكثير من المواضيع الفكرية التي تطرق إليها

كما أن الأحاديث التي استخدمها في تلك المصنفات كثير منها لم يفهمه فهما صحيحا ، وأخضعه للتأويل التحريفي خدمة لفكره وأرسطيته " انتهى.

" نقد فكر الفيلسوف ابن رشد " (ص/97)

هذه بعض الخطوط العريضة التي يمكن أن توضح بعض مآخذ العلماء على عقيدة ابن رشد الحفيد

وهي في محصلها ترجع إلى إلغاء كثير من موازين الشريعة التي ضبط بها الشارع حدودها ، والدعوة إلى سلوك التأويل والاجتهاد في بعض مسلماتها ، انطلاقا من أفكار دخيلة جاءت من حضارات قديمة بائدة .

ولأجل ذلك احتفى به كثير من المحسوبين على التوجهات العلمانية والليبرالية المتحررة اليوم ، حتى نسبوا ريادة الفكر التنويري للفيلسوف ابن رشد

وهم يعلمون أن كثيرا من العلوم الواردة في كتبه تعد من العلوم البائدة التي يجزم العلم الحديث بخطئها ، ولكن غرضهم تمجيد كل فكر متحرر من ثوابت الشريعة ، متحرر من حقائق نصوصها إلى المجازات والتأويلات

وفي الوقت نفسه يلبس لبوس الدين والعلم والفقه ، فرأوا في ابن رشد ضالتهم ، وفي كتبه رائدا لهم ، وإن كنا نحسب أن في كتبه من إظهار التمسك بالشريعة والرجوع إليها ما لا نجده في كتب هؤلاء القوم

وكان عنده من لزوم الجانب العملي في الشريعة ، وتعظيمها في الفقه والقضاء والفتيا ما لا يعجب القوم ، ولا يبلغون معشاره : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ !!

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 17:36   رقم المشاركة : 262
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

التعريف بعبد الله بن إباض .

السؤال

كنت أنا من حوالي سنتين تقريباً على مذهب الإباضية والآن بفضل من الله انتقلت على المذهب السنة بعد إن اجتهدت بأن اقارن بين المذهبين والاختلافات بينهم والحمد لله ارتاح قلبي على مذهب السنة .

..وقد فادني هذا الموقع كثيراً...لكن أهلي ما زالوا على مذهب الإباضية ..وكلما حاولت أن أوضح إلى بعض إخوتي الاختلافات بين المذهبين ..

رغم إنهم غير مقتنعين بكلامي.. كان أخي لي بالمرصاد ويوضح لهم بأن المذهب الإباضي على الحق ويغرس فيهم عقيدة الاباضية. سؤالي : هو لماذا نسب المذهب إلى عبدالله بن اباض

.. ومن جابر بن زيد الذين قالوا عنه الإباضية بأنه هو مؤسس الإباضية ...وهل يوجد كتاب يتحدث عنهم بالتفصيل عن طريق رابط لكي أستطيع أن أنزله عن طريق هذا الموقع ..لكي أفهم الأحداث بالتفصيل...وجزاكم الله خير الجزاء


الجواب

الحمد لله


أولا :

نحمد الله تعالى أن هداك للحق ، ونسأله سبحانه أن يزيدك هدى ، وأن يجعلك سببا لهداية إخوتك .

ثانيا :

شخصية عبد الله بن إباض هي شخصية شبه غامضة، لا يعلم عنها إلا القليل ، غير أن المتفق عليه أنه كان أحد رؤوس الخوارج في النصف الثاني من القرن الهجري الأول ، وأنه مؤسس المذهب الإباضي ، وإليه ينتسبون .

يقول الدكتور محمد عبد الفتاح عليان :

" وعلى الجملة، فإن معظم المؤرخين وكتاب الفرق من أهل السنة يذكرون أن اسم المذهب الإباضي اشتق من اسم عبد الله بن إباض، وتؤيدهم في ذلك جميع المصادر الإباضية "

انتهى، من " نشأة الحركة الإباضية في البصرة" (ص 90).

إلا أن المعلومات المتوفرة عن عبد الله بن إباض هذا شحيحة جدا ولا يمكن من خلالها الإلمام بشخصيته، وقد لمس هذا الزركلي فحاول في كتابه "الأعلام" أن يطيل في ترجمته على غير العادة، حيث قال:

" أطلت في هذه الترجمة على غير ما اعتدته، لأني لم أجد لابن إباض ترجمة مستوفاة في جميع ما كتبه عنه المتقدمون والمتأخرون. "

انتهى. من " الأعلام (4 / 62).

لكن رغم إطالته إلا أن ما ساقه لا يعطي تصورا كاملا لشخصية هذا الرجل، ومع قلة هذه الأخبار فهي غير متفق عليها وفيها اضطراب شديد.

والمشهور عنه :

أن اسمه ونسبه:

"عبد الله بن إباض التميمي الإباضي، رأس الإباضية من الخوارج "

انتهى. من "لسان الميزان" (4 / 418).

وهو من بني تميم من بني صريم بن مقاعس.

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:

" وهؤلاء بنو صريم بن مقاعس:

منهم: عبد الله بن إباض الخارجي، رئيس الإباضية "

انتهى. من "جمهرة أنساب العرب" (ص 218).

والمشهور عنه أنه كان في زمن معاوية رضي الله عنه، وعاش إلى زمن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65 – 86 هـ) . ولا يعرف تاريخ ميلاده ولا تاريخ وفاته.

قال الشيخ ناصر العقل حفظه الله تعالى:

" وابن إباض يعد من طبقة التابعين، ولم تذكر المصادر الموثوقة تاريخ وفاته وولادته، لكنها تجمع أنه عاصر عبد الملك بن مروان المتوفى سنة (86 هــ ) وأنه أحد رؤوس الخوارج.

وقد أجمعت الإباضية قديما وحديثا: على إمامته فيهم ، وانتسابهم إليه "

انتهى. "الخوارج" (ص 47).

وكان من ضمن رؤوس الخوارج، وشاركهم في مساندة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ضد جيش الشام بدافع حماية الحرم وجهاد أهل الشام على حسب معتقدهم .

قال البلاذري رحمه الله تعالى :

" وكان فِي سجنه – أي ابن زياد أمير البصرة - نافع بن الأزرق الحنفي، ونجدة بن عامر الحنفي، وعبد اللّه بن إباض، وعبيدة بن هلال العنزي

وعمرو القنا بن عميرة من بني ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، وكانوا غضبوا للبيت -أي لمكة- فقاتلوا مع ابن الزّبير وهم لا يرون نصره

ولكنهم احتسبوا فِي جهاد أهل الشام. ثمّ إنهم قدموا البصرة فالتقطهم ابن زياد وحبسهم، فيقال إنه كَانَ فِي سجنه من الخوارج مائة وأربعون "

انتهى. من "جمل من أنساب الأشراف" (6 / 12 – 13).

وقال الطبري رحمه الله تعالى :

" وفي هذه السنة – سنة 64 هـ - فارق عبد الله بن الزبير الخوارج الذين كانوا قدموا عليه مكة، فقاتلوا معه حصين بن نمير السكوني، فصاروا إلى البصرة، ثم افترقت كلمتهم فصاروا أحزابا "

انتهى. من "تاريخ الطبري" (5 / 563).

وهم قد فارقوا ابن الزبير بعد مدحه لعثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعد مفارقتهم له سار فريق منهم إلى خراسان ، وسار بعضهم إلى العراق ، ومنهم عبد الله بن إباض حيث استقر بالبصرة مع طائفة من الخوارج.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

" وكان قد التف على عبد الله بن الزبير جماعة من الخوارج يدافعون عنه؛ منهم نافع بن الأزرق، وعبد الله بن إباض، وجماعة من رءوسهم، فلما استقر أمره في الخلافة قالوا فيما بينهم:

إنكم قد أخطأتم؛ لأنكم قاتلتم مع هذا الرجل، ولم تعلموا رأيه في عثمان بن عفان، وكانوا ينتقصون

عثمان، فاجتمعوا إليه فسألوه عن عثمان، فأجابهم فيه بما يسوؤهم، وذكر لهم ما كان متصفا به من الإيمان والتصديق، والعدل والإحسان والسيرة الحسنة، والرجوع إلى الحق إذا تبين له !!

فعند ذلك : نفروا عنه، وفارقوه، وقصدوا بلاد العراق وخراسان، فتفرقوا فيها بأبدانهم وأديانهم ومذاهبهم ومسالكهم المختلفة المنتشرة، التي لا تنضبط ولا تنحصر؛ لأنها مفرعة على الجهل وقوة النفوس، والاعتقاد الفاسد "

انتهى. من "البداية والنهاية" (11 / 667 - 668).

وبعد مفارقتهم لابن الزبير حصل بينهم نزاع عقدي، تفرقوا بسببه؛ حيث إن نافعا الأزرق راسل مَنْ بالبصرة من الخوارج يدعوهم إلى قتال مخالفيهم وتكفيرهم، فاختلف القوم في ذلك.

قال البلاذري رحمه الله تعالى :

" وكتب نافع إِلَى من بالبصرة من الحرورية (الخوارج) يدعوهم إِلَى الجهاد، ويرغبهم فيه، ويحذرهم الدنيا وغرورها، وينهاهم عَن القعود، فلما أتاهم الكتاب

قَالَ أَبُو بيهس هيصم بْن جابر الضبعي بقوله فِي أن الدار دار كفر ، والاستعراض مباح ، وإن أصيب الأطفال فلا حرج عَلَى من أصابهم...

[ومعنى الاستعراض : أي قتال المخالفين لهم ، ومعاملتهم بأحكام المشركين] .

وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن إباض: القوم كفار بالنعم، وليسوا بمشركين .

فَقَالَ لَهُ ابْن بيهس أما نافع فغلا فِي الدين فكفر بغلوه، وأما أنت فقصرت فكفرت بتقصيرك "

انتهى. من "جمل من أنساب الأشراف" (7 / 146 – 147).

وعلى هذا استقر معتقد الإباضية؛ على أن عصاة المسلمين ومخالفيهم هم في الآخرة مخلدون في النار .

أما في الدنيا: فهم كفار نعمة ، وليسوا بمشركين .

وأجازوا مساكنتهم ومعاملتهم ، وأجازوا قتالهم ، من غير أسر لنسائهم ، ولا غنم لأموالهم ، ماعدا الخيل والسلاح.

قال الإسفراييني رحمه الله تعالى :

" أَجمعت الإباضية على القَوْل بإمامة عبد الله بن إباض ، وافترقت فِيمَا بَينهَا فرقا ، يجمعها القَوْل بِأَن : كفار هَذِه الأمة، يعنون بذلك مخالفيهم من هَذِه الأمة : برَاء من الشّرك وَالْإِيمَان

وإنهم لَيْسُوا مُؤمنين ، وَلَا مُشْرِكين ، وَلَكنهُمْ كفار، وأجازوا شَهَادَتهم ، وحرموا دِمَاءَهُمْ فِي السِّرّ ، واستحلوها في الْعَلَانِيَة ، وصححوا مناكحتهم والتوارث مِنْهُم.

وَزَعَمُوا أنهم فِي ذَلِك محاربون لله وَلِرَسُولِهِ لَا يدينون دين الْحق ، وَقَالُوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض ، والذى اسْتَحَلُّوهُ الْخَيل وَالسِّلَاح، فَأَما الذَّهَب وَالْفِضَّة فإنهم يردونهما على أصحابهما عِنْد الْغَنِيمَة "

انتهى. من "الفرق بين الفرق" (ص 82 – 83).









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 17:37   رقم المشاركة : 263
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي



وقال الدكتور ناصر العقل:

" وأشهر مسألة اختلفوا فيها مع غيرهم من فرق الخوارج، بعد أن فارقوا ابن الزبير حيث لم يبرأ من عثمان رضي الله عنهما، وهي:

مسألة الموقف من المخالفين، أي حكمهم على بقية المسلمين :

فأغلب الخوارج يرون ما عداهم من المسلمين كفارا مشركين، يجب قتالهم، ولا يجوز مناكحتهم ولا إرثهم ولا أكل ذبائحهم ، ودارهم دار حرب.

أما الإباضية، فإنها وإن رأت جواز قتال المسلمين أحيانا، إلا أنها تقول : بأنهم كفار نعمة، ويُجْرون عليهم أحكام الموحدين من حيث النكاح والإرث والسبي والغنائم، وجواز معايشتهم والإقامة بينهم "

انتهى. من "الخوارج" (ص 52).

وبهذا انفصل عبد الله بن إباض بجماعته، ونسبوا إليه فلقبوا بـلقب "الإباضية " .

ويقال : إنه ترك مذهبه الخارجي في آخر أمره ، والله أعلم بالحال.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" عبد الله بن إباض التميمي الإباضي، رأس الإباضية من الخوارج، وهم فرقة كبيرة .

وكان هو فيما قيل: رجع عن بدعته، فتبرأ أصحابه منه، واستمرت نسبتهم إليه "

انتهى. " لسان الميزان" (4 / 418).

وينظر ، حول جابر بن زيد جواب السؤال القادم

ونسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه وهو راض عنا ، ونسأل الله تعالى الكريم أن يهدي أهلك إلى الحق وأن يجنبهم طرق الضلال .

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-14, 17:41   رقم المشاركة : 264
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

التابعي جابر بن زيد برئ من مذهب الإباضية

السؤال

كنت أنا من حوالي سنتين تقريباً على مذهب الإباضية والآن بفضل من الله انتقلت على المذهب السنة بعد إن اجتهدت بأن اقارن بين المذهبين والاختلافات بينهم والحمد لله ارتاح قلبي على مذهب السنة .

..وقد فادني هذا الموقع كثيراً...لكن أهلي ما زالوا على مذهب الإباضية ..وكلما حاولت أن أوضح إلى بعض إخوتي الاختلافات بين المذهبين ..

رغم إنهم غير مقتنعين بكلامي.. كان أخي لي بالمرصاد ويوضح لهم بأن المذهب الإباضي على الحق ويغرس فيهم عقيدة الاباضية. سؤالي : هو من جابر بن زيد الذين قالوا عنه الإباضية بأنه هو مؤسس الإباضية .

..ولماذا نسب المذهب إلى عبدالله بن اباض.. وهل يوجد كتاب يتحدث عنهم بالتفصيل عن طريق رابط لكي أستطيع أن أنزله عن طريق هذا الموقع ..لكي أفهم الأحداث بالتفصيل...وجزاكم الله خير الجزاء


الجواب

الحمد لله

جابر بن زيد هو أحد أئمة التابعين ؛ وهو بريء من الإباضية ومذهبهم ، فلا تصح نسبتهم إليه بحال .

وهو " أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي اليحمدي، مولاهم، البصري، الخوفي - بخاء معجمة- والخوف: ناحية من عمان " انتهى. "سير أعلام النبلاء" (4 / 481).

وكان من علماء البصرة في زمانه، وهو من تلاميذ عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وشهد له بالعلم.

قال ابن أبي حاتم رحمه الله تعالى :

" جابر بن زيد أبو الشعثاء الأزدي اليحمدي، روى عن ابن عباس والحكم بن عمرو وابن عمر ...

ثم ساق بسنده أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْبَصْرَةِ نَزَلُوا عِنْدَ قَوْلِ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ، لأَوْسَعَهُمْ عِلْمًا عَنْ كِتَابِ اللَّهِ عز وجل. وَرُبَّمَا قَالَ عَمَّا فِي كِتَابِ الله عز وجل."

انتهى. من " الجرح والتعديل" (2 / 494 – 495).

كما شهد له ابن عمر رضي الله عنهما بالفقه وأهلية الإفتاء.

قال البخاري رحمه الله تعالى:

" وقال لِي صدقة عَنِ الفضل بْن مُوسَى عَنِ ابن عقبة عن الضحاك عن جابر بن زيد قَالَ: لقيني ابْن عُمَر فَقَالَ: يا جَابِر! إنك من فقهاء أهل البصرة، وستستفتى ؛ فلا تفتين إلا بكتاب ناطق

أو سنة ماضية " انتهى. من "التاريخ الكبير" (2 / 205).

وقد كان ذلك؛ فقد احتاج أهل البصرة إلى علمه ، فكان مقصدا لهم في الفتوى.

ذكر ابن سعد رحمه الله بسنده :

عن إياس -ابن معاوية- قال: أدركت البصرة، ومفتيهم : رجلٌ من أهل عُمان؛ جابرُ بن زيد "

انتهى. " الطبقات الكبرى" (7 / 179).

وقد اتفق أهل العلم على توثيقه وجلالته .

قال النووي رحمه الله تعالى:

" جابر بن زيد التابعي ... هو الإمام أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي البصرى التابعي. سمع ابن عباس، وابن عمر ... واتفقوا على توثيقه وجلالته

وهو معدود في أئمة التابعين وفقهائهم، وله مذهب يتفرد به "

انتهى. من " تهذيب الأسماء واللغات" (1 / 141 - 142).

وكانت وفاته رحمه الله تعالى بالبصرة في سنة (93 هـ) .

قال الذهبي رحمه الله تعالى :

" قال أحمد، والفلاس، والبخاري، وغيرهم: توفي أبو الشعثاء سنة ثلاث وتسعين.

وشذ من قال: إنه توفي سنة ثلاث ومائة "

انتهى. "سير أعلام النبلاء" (4 / 483).

ومعلوم أن الإباضية كان منطلقها مدينة البصرة، وربما كان بعضهم من الأزد وهي قبيلة جابر بن زيد رحمه الله تعالى، وعلى هذا لا يستبعد أن هؤلاء

الإباضية كانوا يجالسون جابرا ، وربما يستفتونه لمكانته العلمية ، ولقرب نسبه من بعضهم، ولعله لأجل هذه المجالسات : أباحوا لأنفسهم أن ينسبوا جابرا إلى مذهبهم وعقيدتهم.

وادعاء الإباضية أن جابرا كان على مذهبهم : اتخذه بعضهم - وخاصة المتأخرين منهم - مستندا إلى زعم وادعاء آخر؛ وهو أن جابرا كان هو المؤسس لمذهبهم.

يقول الأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العليان:

" ويفهم مما أورده المؤرخون الإباضيون القدماء ، ممن تحدثوا عن نشأة الإباضية وكتبهم غير مفقودة، أن عبد الله بن إباض هو مؤسس الفرقة الإباضية وإمامها الأول، فيصفه الدرجيني -المتوفي في القرن السابع الهجري- بقوله

: " إمام الطريق وجامع الكلمة لما وقع التفريق، فهو العمدة في الاعتقادات، والمبين لطرق الاستدلالات والاعتمادات ...ورئيس من بالبصرة وغيرها من الأمصار ...." .

وكما يقول البرادى -المتوفي في القرن الثامن الهجري- : " عبد الله بن إباض رأس العقد وإمام القوم " ...

غير أن المؤرخين الإباضيين المتأخرين يعطون لابن إباض دورا ثانويا في نشأة الإباضية، ويؤكدون أن مؤسس دعوتها هو جابر بن زيد الأزدي العماني ...

" انتهى. من " نشأة الحركة الإباضية في البصرة" (ص 96 – 98).

ولعل المتأخرين إنما أكدوا على ذلك ، واعتنوا بهذه النسبة المزعومة أكثر: ترويجا لبدعتهم ، حتى يقبلها المسلمون ، إذا علموا انتسابها إلى إمام معتبر ، من علماء التابعين ، مثل جابر بن زيد !!

ولا يوجد دليل ولا شبهة قوية – يصلح الوقوف عندها ومناقشتها – على أن جابر بن زيد كان هو المؤسس للإباضية.

وقد صرح علماء عصره بأنه لا علاقة له بهذا المذهب الخارجي .

قال علاء الدين مغلطاي رحمه الله تعالى :

" وقال أبو عمر بن عبد البر(عن جابر بن زيد) : كان أحد الفقهاء العلماء الفضلاء، أثنى عليه ابن عباس بالعلم، وحسبك بذلك، انتحلته الإباضية، وادعته وأسندت مذهبها إليه .

وهذا لا يصح عليه، قال ابن سيرين: قد برأه الله تعالى منهم. "

انتهى. من "إكمال تهذيب الكمال" (3 / 122 – 123).

وقال الإمام البخاري رحمه الله تعالى:

" وَقَالَ لنا علي حَدَّثَنَا سُفْيَانُ: قلت لعمرو: سمعت من أَبِي الشعثاء من أمر الإباضية ، أو شيئا مما يَقُولُون؟

فَقَالَ: ما سمعت منه شيئا قط، وما أدركت أحدا أعلم بالفتيا من جَابِر بْن زيد "

انتهى. من " التاريخ الكبير" (2 / 204).

وقال الفسوي رحمه الله تعالى :

" حَدَّثَنَا أبو بكر الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو قَالَ: مَا عَلِمْتُ مِنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ رَأْيَ الْإِبَاضِيَّةِ قَطُّ، وَلَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ "

انتهى. من " المعرفة والتاريخ" (2 / 13).

وروى أبو نعيم الأصبهاني ، بإسناده ، قال:

" حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رُسْتَةَ، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ قَالَ: ثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ، وَذَكَرُوا عِنْدَهَا جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ ، فَقَالُوا: إِنَّهُ كَانَ أَبَاضِيًّا .

فَقَالَتْ: كَانَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ أَشَدَّ النَّاسِ انْقِطَاعًا إِلَيَّ ، وَإِلَى أُمِّي ؛ فَمَا أَعْلَمُ شَيْئًا كَانَ يُقَرِّبُنِي إِلَى اللهِ إِلَّا أَمَرَنِي بِهِ، وَلَا شَيْئًا يُبَاعِدُنِي، عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا نَهَانِي

عَنْهُ، وَمَا دَعَانِي إِلَى الإَبَاضِيَّةِ قَطُّ، وَلَا أَمَرَنِي بِهَا، وَإِنْ كَانَ لَيَأْمُرُنِي أَنْ أَضَعَ الْخِمَارَ، وَوَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى الْجَبْهَةِ "

انتهى. من " حلية الأولياء" (3 / 89).

بل قد ثبت عن جابر بن زيد نفسه رحمه الله أنه تبرأ من هذا المذهب .

روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2 / 495) بسند حسن، قال:

" أخبرنا أحمد بن سنان نا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي هلال عن داود عن عزرة قال: دخلت على جابر بن زيد، فقلت: إن هؤلاء القوم ينتحلونك - يعني الإباضية - ؟

قال: أبرأ إلى الله عز وجل من ذلك " انتهى.

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7 / 181):

" قال: أخبرنا سعيد بن عامر، وعفان بن مسلم قالا: حدثنا همام، عن قتادة، عن عزرة قال: قلت لجابر بن زيد: إن الإباضية يزعمون أنك منهم.

قال: أبرأ إلى الله منهم .

قال سعيد في حديثه: ( قلت له ذلك وهو يموت ) " انتهى.

وهذه الأخبار تقطع ببراءة جابر بن زيد رحمه الله تعالى من مذهب الإباضية ومعتقدها.

ولمزيد التوسع حول هذه المسائل المتعلقة بشخصية جابر بن زيد رحمه الله تعالى

ومؤسس الإباضية عبد الله بن إباض نحيلك على كتاب "نشأة الحركة الإباضية في البصرة" للأستاذ الدكتور محمد عبد الفتاح العليان أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة الأزهر، وهو متوفر على الشبكة.

ونسأل الله تعالى لنا ولكم الثبات على الحق حتى نلقاه وهو راض عنا ، ونسأل الله تعالى الكريم أن يهدي أهلك إلى الحق وأن يجنبهم طرق الضلال .

والله أعلم.


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 14:55   رقم المشاركة : 265
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



ماهي وقعة الحرة؟ ومن هو أول من غزا القسطنطينية؟

السؤال

هل يمكن تبيان وقعة الحرة ، ومن هو أول من غزى القسطنطينية ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

وقعة الحَرَّة، هي فتنة وقعت بين أهل المدينة وجنود يزيد بن معاوية، في سنة ثلاث وستين هجرية .

قال ابن الأثير رحمه الله تعالى، عن يوم الحَرَّة:

" وهو يوم مشهور في الإسلام، أيام يزيد بن معاوية، لما انتهب المدينةَ عسكرُه من أهل الشام الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين

وأمَّر عليهم مسلم بن عقبة المُرِّي في ذي الحجة سنة ثلاث وستين، وعقيبها هلك يزيد. والحَرَّة هذه: أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة، وكانت الوقعة بها "

انتهى من "النهاية في غريب الحديث" (1 / 365).

وسببها كما لخصه ابن حجر رحمه الله تعالى؛ حيث قال :

" وكانت وقعة الحرة في سنة ثلاث وستين، وسببها أن أهل المدينة خلعوا بيعة يزيد بن معاوية لما بلغهم ما يتعمده من الفساد، فأمر الأنصارُ عليهم عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، وأمر المهاجرون عليهم عبد الله بن مطيع العدوي "

انتهى من "فتح الباري" (8 / 651).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" ولما خرج أهل المدينة عن طاعته وخلعوه، وولوا عليهم ابن مطيع وابن حنظلة، لم يذكروا عن يزيد - وهم أشد الناس عداوة له - إلا ما ذكروه عنه من شربه الخمر، وإتيانه بعض القاذورات

لم يتهموه بزندقة كما يقذفه بذلك بعض الروافض، بل قد كان فاسقا، والفاسق لا يجوز خلعه؛ لما يؤدي ذلك إليه من الفتنة ووقوع الهرج، كما وقع زمن الحرة "

انتهى من "البداية والنهاية" (11 / 652).

ولهذا كان بعض أهل المدينة من أفاضل الصحابة غير موافقين على خلع يزيد عن الخلافة؛ بل نهوهم عن فعل ذلك، ومن أشهرهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: ( لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ المَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ، جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ، حَشَمَهُ وَوَلَدَهُ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ القِيَامَةِ )، وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ

وَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايَعَ رَجُلٌ عَلَى بَيْعِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُنْصَبُ لَهُ القِتَالُ، وَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ، وَلاَ بَايَعَ فِي هَذَا الأَمْرِ، إِلَّا كَانَتِ الفَيْصَلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ ) رواه البخاري (7111) .

وعَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطِيعٍ، حِينَ كَانَ مِنْ أَمْرِ الْحَرَّةِ مَا كَانَ، زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: اطْرَحُوا لِأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ وِسَادَةً، فَقَالَ:

إِنِّي لَمْ آتِكَ لِأَجْلِسَ، أَتَيْتُكَ لِأُحَدِّثَكَ حَدِيثًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُهُ

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً ) رواه مسلم (1851).

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :

" وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد، ولا بايع أحدا بعد بيعته ليزيد ... " ا
نتهى من "البداية والنهاية" (11 / 652) .

ولما بلغ يزيد ما فعل أهل المدينة من خلعه، أرسل إليهم جيشا، وأمّر عليه شخصا يدعى مسلم بن عقبة، وكانت فيه غلظة وجرأة، وأمره أن يدعو أهل المدينة ثلاثا إلى الرجوع عن خلعه، فرفضوا

فكانت فتنة، وقتل مسلم بن عقبة خلقا من أهل المدينة ثم أجبر من بقي من أهلها على البيعة ليزيد .

قال ابن حجر رحمه الله تعالى:

" أخرج أبو بكر بن أبي خيثمة بسند صحيح إلى جويرية بن أسماء: سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون ...

لما ولي يزيد وفد عليه عبد الله بن حنظلة وجماعة فأكرمهم وأجازهم، فرجع فحرض الناس على يزيد وعابه ودعاهم إلى خلع يزيد، فأجابوه. فبلغ يزيد فجهز إليهم مسلم بن عقبة

فاستقبلهم أهل المدينة بجموع كثيرة، فهابهم أهل الشام وكرهوا قتالهم، فلما نشب القتال سمعوا في جوف المدينة التكبير، وذلك أن بني حارثة أدخلوا قوما من الشاميين من جانب الخندق

فترك أهل المدينة القتال ودخلوا المدينة خوفا على أهلهم، فكانت الهزيمة، وقتل من قتل، وبايع مسلم الناس على أنهم خول ليزيد، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاء"

انتهى من"فتح الباري" (13 / 70 – 71) .

وقد لُقِّب مسلم بن عقبة هذا بـ"مُسرف" لما ألحقه بأهل المدينة من قتل ونهب.

وقد وردت روايات بتفاصيل فظيعة، مما ألحقه مسلم بن عقبة بأهل المدينة من أذى، والله أعلم بحالها ؛ لكن ظلم مسلم بن عقبة لأهل المدينة ثابت عند أهل العلم، على كل حال؛ ولأجل هذا شنعوا على يزيد بن معاوية.

روى الخلال في كتاب "السنة" (3 / 520)؛ قال:

" أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: ثَنَا مُهَنَّى، قَالَ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ،

قَالَ: هُوَ فَعَلَ بِالْمَدِينَةَ مَا فَعَلَ؟ قُلْتُ: وَمَا فَعَلَ؟

قَالَ: قَتَلَ بِالْمَدِينَةِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَعَلَ، قُلْتُ: وَمَا فَعَلَ؟ قَالَ: نَهَبَهَا " انتهى.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 14:56   رقم المشاركة : 266
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ثانيا :

عن أُمِّ حَرَامٍ: أَنَّهَا سَمِعَت النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: ( أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ البَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا.

قَالَتْ أُمُّ حَرَامٍ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا فِيهِمْ؟

قَالَ: أَنْتِ فِيهِمْ.

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ.

فَقُلْتُ: أَنَا فِيهِمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟

قَالَ: لاَ. ) رواه البخاري (2924) .

وأول جيش غزا مدينة قيصر (القسطنطينية) كان في خلافة معاوية رضي الله عنه، وكان أمير الجيش ابنه يزيد بن معاوية.

عن مَحْمُود بْن الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيّ: أَنَّهُ سَمِعَ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ الأَنْصارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَكَانَ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ:

... قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ ).

قَالَ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ: فَحَدَّثْتُهَا قَوْمًا فِيهِمْ أَبُو أَيُّوبَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَتِهِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا، وَيَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ عَلَيْهِمْ بِأَرْضِ الرُّومِ ... ) رواه البخاري (1186).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" قوله ( عليهم ) أي كان أميرا، وذلك في سنة خمسين وقيل بعدها في خلافة معاوية، ووصلوا في تلك الغزوة حتى حاصروا القسطنطينية "

انتهى من "فتح الباري" (3 / 62).

ثالثا:

قد يشكل كيف كان يزيد بن معاوية أميرا على أول جيش غزا مدينة قيصر، وقد كان من فسقه ما كان ، وفعل بالمدينة وأهلها ما فعل ؟

وجواب ذلك :

أن الوعد بالمغفرة لأول جيش يغزو مدينة قيصر ، لا يلزم منه وقوع المغفرة لكل فرد فرد من جملة هذا الجيش ؛ بل هو وعد عام ، وبيان أن هذا سبب للمغفرة .

لكن السبب قد يمنع منه مانع أقوى ، فيتخلف عن مسببه .

وليس هذا بموجب الجزم بعقابه ، أو بعذابه عند الله ، بل هو ممن خلط عملا صالحا ، فجاهد وغزا ، وآخر سيئا ، بفسقه ، واستباحته من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ما استباح .

قال الله تعالى:

( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة (102).

فعلى عقيدة أهل السنة والجماعة لا إشكال في هذا، فإن الكبائر كالقتل لا يكفر بها صاحبها؛ بل يعتبر فاسقا لا كافرا، والمسلم الذي يخلط بين السيئات والحسنات

ليس محروما من رحمة الله تعالى ومغفرته بل هو تحت مشيئة الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" بل يزيد مع ما أحدث من الأحداث، من قال فيه: إنه كافر مرتد، فقد افترى عليه. بل كان ملكا من ملوك المسلمين كسائر ملوك المسلمين، وأكثر الملوك لهم حسنات ولهم سيئات، وحسناتهم عظيمة

وسيئاتهم عظيمة، فالطاعن في واحد منهم دون نظرائه، إما جاهل وإما ظالم.

وهؤلاء لهم ما لسائر المسلمين، منهم من تكون حسناته أكثر من سيئاته

ومنهم من قد تاب من سيئاته، ومنهم من كفر الله عنه، ومنهم من قد يدخله الجنة، ومنهم من قد يعاقبه لسيئاته

ومنهم من قد يتقبل الله فيه شفاعة نبي أو غيره من الشفعاء، فالشهادة لواحد من هؤلاء بالنار هو من أقوال أهل البدع والضلال "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (4 / 473) .

وقال أيضا:

" افترق الناس في " يزيد " بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق: طرفان ووسط...

والقول الثالث: أنه كان ملكا من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات، ولم يولد إلا في خلافة عثمان، ولم يكن كافرا؛ ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع

" الحسين " وفعل ما فعل بأهل الحرة، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين، وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة "

انتهى من "مجموع الفتاوى" (4 / 481 - 483).

والله أعلم.









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 15:01   رقم المشاركة : 267
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الإمام جعفر الصادق

السؤال

هل يمكنكم تزويدي بسيرة مختصرة عن جعفر بن محمد بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن عليَّ ، المعروف أيضًا بجعفر الصادق ، وهلا تفضلت بذكر بعض كتب السير الموثوقة التي يمكننا القراءة فيها عن سيرته ؟

الجواب

الحمد لله

أولا :

هو الإمام أبو عبد الله جَعْفَرُ الصادق بنُ مُحَمَّدِ الباقر بنِ عَلِيٍّ زين العابدين ابْنِ رَيْحَانَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَحْبُوبِهِ الحُسَيْنِ بنِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهم وأرضاهم .

وَأُمُّه: هِيَ أُمُّ فَرْوَةَ بِنْتُ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ ، وَأُمُّهَا: هِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي بَكْرٍ ، فأمه يتصل نسبها إلى أبي بكر الصديق من جهة أمها ، ومن جهة أبيها أيضا .

وَلِهَذَا كَانَ يَقُوْلُ : وَلَدَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيْقُ مَرَّتَيْنِ .

وُلدَ: سَنَةَ ثَمَانِيْن ، وَرَأَى بَعْضَ الصَّحَابَةِ ، قال الذهبي : " أَحْسِبُهُ رَأَى : أَنَسَ بنَ مَالِكٍ ، وَسَهْلَ بنَ سَعْدٍ " .

ثانيا :

شيوخه وتلاميذه :

حَدَّثَ عَنْ : أَبِيْهِ ؛ أَبِي جَعْفَرٍ البَاقِرِ ، وَعُبَيْدِ اللهِ بنِ أَبِي رَافِعٍ ، وَعُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ ، وَعَطَاءِ بنِ أَبِي رَبَاحٍ - وَرِوَايَتُه عَنْهُ فِي (مُسْلِمٍ) – وَجَدِّه ؛ القَاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ بن أبي بكر ، وَنَافِعٍ العُمَرِيِّ ، وَمُحَمَّدِ بنِ المُنْكَدِرِ

وَالزُّهْرِيِّ ، وَمُسْلِمِ بنِ أَبِي مَرْيَمَ ، وَغَيْرِهِم ، وَلَيْسَ هُوَ بِالمُكْثِرِ إِلاَّ عَنْ أَبِيْه ، وَكَانَا مِنْ جِلَّةِ عُلَمَاءِ المَدِيْنَةِ .

وحَدَّثَ عَنْهُ: ابْنُهُ ؛ مُوْسَى الكَاظِمُ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَيَزِيْدُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الهَادِ - وَهُمَا أَكْبَرُ مِنْهُ - ، وَأَبَانُ بنُ تَغْلِبَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُعَاوِيَةُ بنُ عَمَّارٍ الدُّهْنِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ

فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ - وَسُفْيَانُ، وَشُعْبَةُ، وَمَالِكٌ، وَإِسْمَاعِيْلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَوَهْبُ بنُ خَالِدٍ، وَحَاتِمُ بنُ إِسْمَاعِيْلَ، وَسُلَيْمَانُ بنُ بِلاَلٍ، وَسُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، وَالحَسَنُ بنُ صَالِحٍ، وَالحَسَنُ بنُ عَيَّاشٍ -

أَخُو أَبِي بَكْرٍ - وَزُهَيْرُ بنُ مُحَمَّدٍ، وَحَفْصُ بنُ غِيَاثٍ، وَزَيْدُ بنُ حَسَنٍ الأَنْمَاطِيُّ، وَسَعِيْدُ بنُ سُفْيَانَ الأَسْلَمِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بنُ مَيْمُوْنٍ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ بنُ عِمْرَانَ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ العَزِيْزِ الدَّرَاوَرْدِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ

وَعُثْمَانُ بنُ فَرْقَدٍ، وَمُحَمَّدُ بنُ ثَابِتٍ البُنَانِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ مَيْمُوْنٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، وَمُسْلِمٌ الزَّنْجِيُّ، وَيَحْيَى القَطَّانُ، وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيْلُ، وَآخَرُوْن . ينظر " السير " .

ثالثا :

مكانته في العلم والفضل والسنة، وبراءته من الرافضة ونحوهم من الغلاة ، وعظيم افترائهم عليه :

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بنُ عَدِيٍّ: لَهُ حَدِيْثٌ كَثِيْرٌ عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَابِرٍ، وَعَنْ آبَائِهِ، وَنُسَخٌ لأَهْلِ البَيْتِ.

وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ: الأَئِمَّةُ، وَهُوَ مِنْ ثِقَاتِ النَّاسِ - كَمَا قَالَ ابْنُ مَعِيْنٍ -.

وَعَنْ عَمْرِو بنِ أَبِي المِقْدَامِ ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا نَظَرتُ إِلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، عَلِمتُ أَنَّهُ مِنْ سُلاَلَةِ النَّبِيِّيْنَ، قَدْ رَأَيْتُه وَاقِفاً عِنْدَ الجَمْرَةِ يَقُوْلُ: سَلُونِي، سَلُونِي.

وروى عَلِيُّ بنُ الجَعْدِ: عَنْ زُهَيْرِ بنِ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: قَالَ أَبِي لِجَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ: إِنَّ لِي جَاراً يَزْعُمُ أَنَّكَ تَبرَأُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ؟

فَقَالَ جَعْفَرٌ: بَرِئَ اللهُ مِنْ جَارِكَ، وَاللهِ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ يَنْفَعَنِي اللهُ بِقَرَابَتِي مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَلَقَدِ اشْتكَيتُ شِكَايَةً، فَأَوصَيتُ إِلَى خَالِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ القَاسِمِ.

قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: حَدَّثُونَا عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ ، قَالَ:

كَانَ آلُ أَبِي بَكْرٍ يُدْعَونَ عَلَى عَهْدِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آلَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .

وقال مُحَمَّدُ بنُ فُضَيْلٍ: عَنْ سَالِمِ بنِ أَبِي حَفْصَةَ ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ وَابْنَه جَعْفَراً عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ : يَا سَالِمُ! تَوَلَّهُمَا، وَابْرَأْ مِنْ عَدُوِّهِمَا، فَإِنَّهُمَا كَانَا إِمَامَيْ هُدَىً.

ثُمَّ قَالَ جَعْفَرٌ: يَا سَالِمُ! أَيَسُبُّ الرَّجُلُ جَدَّه ، أَبُو بَكْرٍ جَدِّي، لاَ نَالَتْنِي شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ القِيَامَةِ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَتَوَلاَّهُمَا، وَأَبرَأُ مِنْ عَدوِّهِمَا.

قال الذهبي " هَذَا القَوْلُ مُتَوَاتِرٌ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ إِنَّهُ لَبَارٌّ فِي قَوْلِهِ، غَيْرُ مُنَافِقٍ لأَحَدٍ، فَقَبَّحَ اللهُ الرَّافِضَّةَ ".
وعلق الذهبي على الأثر السابق فقال :

" كَانَ سَالِمٌ فِيْهِ تَشَيُّعٌ ظَاهِرٌ ، وَمعَ هَذَا فَيَبُثُّ هَذَا القَوْلَ الحَقَّ ، وَإِنَّمَا يَعْرِفُ الفَضْلَ لأَهْلِ الفَضْلِ ذُوْ الفَضْلِ ، وَكَذَلِكَ نَاقِلُهَا ابْنُ فُضَيْلٍ شِيْعِيٌّ ، ثِقَةٌ ، فَعَثَّرَ اللهُ شِيْعَةَ زَمَانِنَا ، مَا أَغْرَقَهُمْ فِي الجَهْلِ وَالكَذِبِ ! فَيَنَالُوْنَ مِنْ الشَّيْخَيْنِ

، وَزِيْرَيِ المُصْطَفَى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَيَحْمِلُوْنَ هَذَا القَوْلَ مِنَ البَاقِرِ وَالصَّادِقِ عَلَى التَّقِيَّةِ "

انتهى من " سير أعلام النبلاء " (4/402) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" وَأَمَّا الْكَذِبُ وَالْأَسْرَارُ الَّتِي يَدْعُونَهَا عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ: فَمِنْ أَكْبَرِ الْأَشْيَاءِ كَذِبًا ، حَتَّى يُقَالَ : مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مَا كُذِبَ عَلَى جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " .

انتهى من " مجموع الفتاوى " (4/78).

وقال أيضا :

" الرافضة هم أجهل الطوائف وأكذبها وأبعدها عن معرفة المنقول والمعقول ، وهم يجعلون التقية من أصول دينهم ، ويكذبون على أهل البيت كذبا لا يحصيه إلا الله ، حتى يرووا عن جعفر الصادق أنه قال

: " التقية ديني ودين آبائي " !!

والتقية هي شعار النفاق ، فإن حقيقتها عندهم أن يقولوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، وهذا حقيقة النفاق ، ثم إذا كان هذا من أصول دينهم

صار كل ما ينقله الناقلون عن علي ، أو غيره ، من أهل البيت ، مما فيه موافقة أهل السنة والجماعة ؛ يقولون : هذا قالوه على سبيل التقية . ثم فتحوا باب النفاق للقرامطة الباطنية "

انتهى من " مجموع الفتاوى " (13/263) .

وقال أيضا :

" فالآفة وقعت من الكذابين عليه ؛ لا منه ... حتى إن كل من أراد أن يُنَفِّق أكاذيبه ، نسبها إلى جعفر "

انتهى من "منهاج السنة" (4/54) .

فبراءة الإمام جعفر الصادق من الرافضة وأشباههم من الباطنية ، أشهر من أن تذكر ، وافتراؤهم عليه أكثر من أن يحصى .

ونظرة سريعة في شيوخه ، كعطاء بن أبي رباح والزهري وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد ، وغيرهم ، وكذلك نظرة في تلامذته الذين حدثوا عنه ، كأبي حنيفة وسفيان الثوري وابن عيينة ومالك ومكانته عندهم

واعتزازهم به ، يكشف كذب الباطنية عليه ، فبالله كيف يكون شيوخه الذين تلقى عنهم وتلامذته الذين أخذوا عنه ، هم رموز أهل السنة في عصره ، ثم يكون هو إمام أعدائهم من الرافضة وأشباههم ؟!

وليس هذا حال أهل السنة مع الرافضة في الصادق وحده ، بل مع ابنه وآبائه أيضا .

رابعا :

أما عن الكتب التي ترجمت له ، فلا يكاد يخلو كتاب في السير والأعلام ، من ترجمة للإمام جعفر الصادق ، ككتاب "السير" للذهبي ، و " البداية والنهاية " لابن كثير ، و " وفيات الأعيان " لابن خلكان ، وغيرها .

وقد ألفت في سيرته كتب مفردة خاصة به رحمه الله ، ككتاب " الإمام الصادق" ، حياته وعصره ، آراؤه وفقهه " للشيخ محمد أبو زهرة .

وهناك رسالة صغيرة الحجم : " الإمام جعفر الصادق " للشيخ صالح الدرويش ، وذكر في خاتمتها بعض الرسائل التي ترجمت له ، ومنها :

- كتاب " الإمام جعفر الصادق وآراؤه في الإمامة ": دراسة نقدية لما نسبه إليه الشيعة من الأباطيل " ، لمحمد محفوظ أبو عكاز ، رسالة ماجستير في الشريعة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة .

- كتاب " مرويات الإمام جعفر الصادق في السنة النبوية وأحوال الرواة عنه ونماذج مما نسب إليه " للطيفة إبراهيم الهادي ، رسالة دكتوراة في الشريعة وأصول الدين بجامعة أم القرى .

والله أعلم .









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 15:10   رقم المشاركة : 268
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوعية الإمام الذهبي في وصف المترجمين في السير

السؤال

لماذا يقول الذهبي ـ رحمه الله ـ في بعض تراجمه علی سبیل المثال: " الإمام الحافظ الفاضل"

ثم يقول "شيخ ضال معثر" ، كابن أبي دارم.

وأيضا كيف قال الذهبي في محمد بن إبراهيم الجويني ـ صاحب كتاب "الفرائد السمطين" ـ : هو إمام أوحد کذا وکذا ، مع أنه شیعي ؟


الجواب

الحمد لله

انتهج الإمام الذهبي رحمه الله في كتابه "سير أعلام النبلاء" وفي سائر كتبه منهج الموضوعية والنزاهة، ليؤدي شهادته على الخلق المترجَمين بميزان الحق والعدل، غاية جهده

بعيدا عن المؤثرات المذهبية أو السياسية أو العقائدية؛ الأمر الذي يقتضي من الإمام ذكر الحسنات والسيئات، ليتوج الإيجابيات بوصف مجمل يختصرها ويبرزها

ويتوج السلبيات بوصف آخر مجمل يختصرها ويبرزها، فيظن القارئ أن الإمام متناقض في نفسه، وما ذاك بالتناقض، ولكنه الإنصاف والحيادية.

فمزايا المترجَم يمكن أن يختصرها بوصفه بأنه عالم، أو حافظ، أو فاضل، أو عابد .

ثم إذا أراد أن يبين ما يتجه إليه من نقد أو جرح : وصفه بما فيه حقيقةً من بدعة، أو سوء مذهب، أو فساد مقالة، أو ضلال سبيل، ونحو ذلك من الأوصاف بحسب أحوال المترجَمين.

فإذا قال عن أحدهم إنه حافظ مبتدع، أو عالم ضال، أو فاضل رديء المذهب، فلا ينبغي أبدا أن يظن فيه التناقض؛ لأن كل واحد من هذين الوصفين متجه إلى أحد جوانب شخصية صاحب الترجمة

فحين تتعدد الاعتبارات يرتفع التناقض.

ومن أمثلة ذلك قوله في ترجمة هشام بن الحكم (10/543):

"المتكلم البارع هشام بن الحكم الكوفي، الرافضي، المشبِّه، المعثِّر، وله نظر، وجدل، وتواليف كثيرة". فوصفه بالبراعة في علم الكلام والجدل والتأليف، ومع ذلك وصفه بالمعثر، لما وقع فيه من بدعة التشبيه.

وقد وضح رحمه الله في سياق كلامه معنى وصفه بـ "المعثر"

وذلك في ترجمة ابن خراش، الذي كان حافظا للحديث، ولكنه يقع في الصحابة الكرام ومثالب الشيخين

فقال فيه الذهبي (13/510): "الحافظ، الناقد

البارع ... معثر مخذول، كان علمه وبالا، وسعيه ضلالا نعوذ بالله من الشقاء".

فالعثار عنده هو العلم الذي لم يؤد إلى خشية الله، ولم يهد إلى السنن الأقوم في الاعتقاد أو العمل.
يقول المحقق الدكتور بشار عواد معروف:

"إن النقد أصبح جزءا من مفهومه التاريخي لذلك حاول تطبيقه في كل كتبه. وقد أخطأ كثير ممن فسر نقده لكبار العلماء من غير الرواة، أو الملوك، أو أرباب الولايات أو نحوهم

بأنه من صنف "نقد الرجال"، بل هو حكم تاريخي كانت الغاية منه تقويم المترجم.

والحق أن الذهبي لم ينظر إلى أمثال هؤلاء بالمنظار الذي نظر به إلى الرواة وأشباههم في الأغلب، بل نظر إلى كل طائفة منهم بمنظار يختلف عن الآخر، وهي مسألة قلما انتبه إليها الباحثون

فوقعوا بآفة التعميم، وخرجوا بما ظنوا أنه حقيقة، فذكروا أن المؤرخين المسلمين المتأثرين بالحديث الشريف وعلومه نظروا إلى جميع الناس بمنظار واحد ، هو منظار الحديث والمحدثين.

وقد استطاع الذهبي في "السير" وغيره أن ينظر إلى كل طائفة منهم بمنظار آخر، كوَّن في الأغلب صورة لجِماع رأيه في المترجم.

إن تعدد المناظير هذا ، جعل آراء الذهبي في المترجَمين تبدو لأول وهلة متناقضة مضطربة، نحو قوله في ترجمة صدقة بن الحسين الحداد (المتوفى سنة 573 هـ): "العلامة..الفرضي المتكلم

المتهم في دينه"، فهو هنا قد فرق بين علم الرجل ودينه، وأعطى لكل ناحية تقويما خاصا.

ومن ذلك قوله في ترجمة الشهاب السهروردي (المقتول سنة 587 هـ): "العلامة الفيلسوف. من كان يتوقد ذكاء

إلا أنه قليل الدين" ثم علق الذهبي على إفتاء علماء حلب بقتله، بقوله: "أحسنوا وأصابوا"، وأنه "كان أحمق طياشا منحلا"، ومثل هذا كثير.

وهذا الاختلاف في المناظير وتعددها عند الذهبي ، جعله يراعي في كل طائفة صفات معينة بصرف النظر عن اتفاقه أو اختلافه معهم، فكان ينظر إلى الخلفاء

والملوك والوزراء وأرباب الولايات مثلا من زاوية الحزم والدهاء، والقوة والضعف، والسياسة، والظلم والعدل، وحب العلم والعلماء ونحوها .

مثل قوله في ترجمة قايماز مولى المستنجد "كان سمحا كريما قليل الظلم"

وقوله في ابن غانية: "الأمير المجاهد"، وقوله في مجد الدين ابن الصاحب: "وكان قد تمرد وسفك الدماء، وسب الصحابة، وعزم على قلب الدولة، فقصمه الله"

وقوله في الملك المظفر تقي الدين عمر صاحب حماة: "كان بطلا، شجاعا، مقداما، جوادا، ممدحا، له مواقف مشهودة مع عمه السلطان صلاح الدين "، وغير ذلك كثير.

أما العلماء فكان يراعي فيهم البراعة والمعرفة في العلم الذي تخصصوا فيه، ومن ذلك مثلا الشعراء، فإنه نظر إلى إبداعهم وجودة شعرهم فقومهم استنادا إلى ذلك.

ثم كثيرا ما نجده يقوم بعض المترجمين بعد دراسة بعض كتبهم، ويبين قيمتها العلمية بين الكتب التي من بابتها"

انتهى من "سير أعلام النبلاء" ط الرسالة (المقدمة/ 121)

ويقول أيضا :

"ولعلنا نستطيع فيما يأتي أن نتبين أسس انتقاء التراجم:

1- العلمية: كان الذهبي قد أورد في "تاريخ الإسلام" جميع المشاهير والأعلام، ولم يورد المغمورين والمجهولين

بِعُرفِ أهل الفن في كل عصر لا بعرفنا نحن، إذ لا ريب في أن هناك آلافا من التراجم التي ذكرها لم يسمع بها كثير من المتخصصين في عصرنا.

أما في "السير" فإنه اقتصر فيه على ذكر "الأعلام"، وأسقط المشهورين.

وقد استعمل الذهبي لفظ "الأعلام" ليدل على المشهورين جدا بعرفه هو ، لا بعرف غيره، ذلك أن مفهوم "العَلَم" يختلف عند مؤلف وآخر استنادا إلى عمق ثقافته

ونظرته إلى البراعة في علم من العلوم، أو فن من الفنون، أو عمل من الأعمال، أو أي شيء آخر، لذلك وجدنا أن سعة ثقافة الذهبي، وعظيم اطلاعه، وكثرة معاناته ودربته بهذا الفن

قد أدت إلى توسيع هذا المفهوم بحيث صرنا نجد تراجم في "السير" مما لا نجده في كتب تناولت المشهورين، مثل "المنتظم" لابن الجوزي، و"الكامل" لابن الأثير، و"البداية" لابن كثير

و"عقد الجمان" لبدر الدين العيني، وغيرها"

انتهى من " سير أعلام النبلاء" ط الرسالة (المقدمة/ 109)









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-15, 15:17   رقم المشاركة : 269
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

كيف تم الفتح الإسلامي لــ " إيران " ؟

السؤال


عندي صديق في المدرسة وهو إيراني من أهل السنة ، ولدينا مشروع مدرسي عن تاريخ الشرق الأوسط ، فهل يمكنكم مساعدتنا في معرفة تاريخ الفتح الإسلامي لإيران وكيف دخل الإسلام لإيران ؟

فقد سمعنا أنّهم دخلوا الإسلام أسرع من غيرهم من اليهود والنصارى في بلاد الشام .


الجواب

الحمد لله


كانت إيران قبل الفتح الإسلامي تحت حكم الساسانيين ، وكانت تعاني من كثرة الظلم والفساد والاضطهاد ، وكانت المجوسية هي الدين الرسمي لإيران حتى الفتح الإسلامي.

بدأ الفتح الإسلامي لإيران في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عندما استطاع المثنى بن حارثة سنة 13هـ فتح بعض الأراضي المجاورة لمنطقة السواد.

وفي عهد عمر رضي الله عنه، حاول أبو عبيد الثقفي رضي الله عنه غزو إيران من الجنوب الغربي

والتقى بالفرس في موقعة الجسر سنة 13هـ، فلقي جابان ، فهزم الله المجوس، وأسر جابان، ثم سار أبو عبيد إلى كسكر فالتقى هو ونرسى فهزمه، ثم لقي جالينوس فهزمه. ثم دارت الدائرة على المسلمين

فقتل منهم وغرق خلق كثير ، وقتل أبو عبيد رضي الله عنه .

" سير أعلام النبلاء" (2/ 421) .

ثم أكمل المسلمون فتح إيران بقيادة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سنة 14هـ، إذ ألحق جيش المسلمين بالفرس هزيمة نكراء في موقعة القادسية التي كانت إحدى معارك المسلمين الكبرى.

وذكر أهل التاريخ أَنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَا بَيْنَ السَّبْعَةِ آلَافٍ إِلَى الثَّمَانِيَةِ آلَافٍ، وَأَنَّ رُسْتُمَ قائد الفرس كَانَ فِي سِتِّينَ أَلْفًا منهم .

ولما كان يَوْم الِاثْنَيْنِ مِنَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ، هَبَّتْ رِيحٌ شَدِيدَةٌ فَرَفَعَتْ خِيَامَ الْفُرْسِ عَنْ أَمَاكِنِهَا ، وَأَلْقَتْ سَرِيرَ رُسْتُمَ الَّذِي هُوَ مَنْصُوبٌ لَهُ ، فَبَادَرَ فَرَكِبَ بِغَلَّتِهِ وَهَرَبَ

فَأَدْرَكَهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَتَلُوهُ ، وَقَتَلُوا الْجَالِنُوسَ مُقَدِّمَ الطَّلَائِعِ الْفَارِسِيَّ ةِ، وَانْهَزَمَتِ الْفُرْسُ - وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ - عَنْ بَكْرَةِ أَبِيهِمْ ، وَلَحِقَهُمُ الْمُسْلِمُونَ فِي أَقْفَائِهِمْ ، فَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ الْمُسَلْسَلُونَ بِكَمَالِهِمْ

وَكَانُوا ثَلَاثِينَ أَلْفًا، وَقُتِلَ فِي الْمَعْرَكَةِ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَقَتَلُوا قَبْلَ ذَلِكَ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَمَا قَبْلَهِ مِنَ الْأَيَّامِ أَلْفَانِ وَخَمْسُمِائَةٍ، رَحِمَهُمُ اللَّهُ.

وَسَاقَ الْمُسْلِمُونَ خَلْفَهُمُ الْمُنْهَزِمِينَ حَتَّى دَخَلُوا وَرَاءَهُمْ مَدِينَةَ الْمَلِكِ، وَهِيَ الْمَدَائِنُ الَّتِي فِيهَا الْإِيوَانُ الْكِسْرَوِيُّ.

وَقَدْ غَنِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ وَقْعَةِ الْقَادِسِيَّةِ هَذِهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالسِّلَاحِ مَا لَا يُحَدُّ وَلَا يُوَصَفُ كَثْرَةً، فَحُصِّلَتِ الْغَنَائِمُ بَعْدَ صَرْفِ الْأَسْلَابِ، وَخُمِّسَتْ وَبُعِثَ بِالْخُمُسِ وَالْبِشَارَةِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

" البداية والنهاية " (9/ 630) .

ثم واصل المسلمون تقدمهم في الأراضي الإيرانية ، وتمكنوا من فتح الجزء الجنوبي من إيران ، بينما تقهقر ملكهم يزدجرد الثالث إلى منطقة أصفهان في وسط إيران

وأخذ يجمع الجند في محاولة لاسترداد ما ضاع منه ، وتقابل المسلمون وجند يزدجرد في معركة جلولاء سنة 18هـ انتهت باندحار يزدجرد وجيشه وتقهقره صوب أصفهان.

قال الطبري رحمه الله :

" قتل اللَّه منهم يومئذ مائة ألف ، فجللت القتلى المجال وما بين يديه وما خلفه، فسميت جلولاء بما جللها من قتلاهم "

انتهى من " تاريخ الطبري " (4/ 26) .

ثم التقى يزدجرد بالمسلمين في موقعة نهاوند الفاصلة سنة 21هـ ، حيث انتصر المسلمون انتصاراً مبيناً، ولم تقم للساسانيين قائمة بعدها، وغنم المسلمون مغانم كثيرة مما جعلهم يسمون هذه الموقعة "فتح الفتوح".

قال ابن كثير رحمه الله :

" هِيَ وَقْعَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا لَهَا شَأْنٌ رَفِيعٌ وَنَبَأٌ عَجِيبٌ ، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يُسَمُّونَهَا فَتْحَ الْفُتُوحِ "

انتهى من " البداية والنهاية " (10/ 111) .

واستغرقت سيطرة المسلمين على جميع الأراضي الإيرانية قرابة عشر سنوات؛ بسبب اتساع البلاد

ووعورتها .

ومما ساهم في انتشار الإسلام في إيران : هجرة كثير من القبائل العربية إلى الأراضي الإيرانية والإقامة فيها، واختلاطهم بالإيرانيين.

وظلت إيران قرابة تسعة قرون تتبع مذهب أهل السنة والجماعة ، حتى سيطرت الدولة الصفوية الشيعية عليها سنة 906 هـ.

وانظر:

- "تاريخ الطبري" لابن جرير الطبري .

- "سير أعلام النبلاء" - للحافظ شمس الدين الذهبي .

- "البداية والنهاية" للحافظ ابن كثير الدمشقي.

- "المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام" - د. جواد علي.

- "إيران في ظل الإسلام في العصور السنيّة والشيعية" - د. عبد النعيم حسنين.

- "قادة فتح بلاد فارس" - محمود شيت خطاب.

- "إيران وأفغانستان" - محمود شاكر .

- "إيران منذ فجر التاريخ حتى الفتح الإسلامي" - د. محمد عبد القادر محمد.

والله تعالى أعلم .


و اخيرا

الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر و لنا عوده
ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

و اسال الله ان يجمعني بكم دائما
علي خير


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين









رد مع اقتباس
قديم 2018-12-16, 15:05   رقم المشاركة : 270
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)


اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته



وقفات مع قتل عثمان بن عفان ، وهل بين القتلة أحد من الصحابة ؟


السؤال

يقول الله في القرآن : بأنه رضي عن الصحابة في مواضع عدة ، بما فيها سورة الحشر في معرض حديثه عن " صلح الحديبية "

وقد قال لي أحد الشيعة : بأن قاتل " عثمان " كان في هذه الجماعة ، ونحن نلعن قاتله ، وأنا غير متأكد مما إذا كانت تلك فرية ضد الصحابة صحيحة أم لا ، فيرجى توضيح الأمر .


الجواب

الحمد لله

أولاً:

أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حياته عثمانَ بن عفان أنه ستصيبه بلوى ، وأنه سيموت فيها شهيداً ، وعهد إليه بالصبر على تلك البلوى ، فأطاع عثمان رضي الله عنه نبيَّه ، ولم يخالف أمره ، ولم ينقض عهده .

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( ادْعُوا لِي بَعْضَ أَصْحَابِي )

قُلْتُ : أَبُو بَكْرٍ ؟ قَالَ : ( لَا ) ، قُلْتُ : عُمَرُ ؟ قَالَ : ( لَا ) ، قُلْتُ : ابْنُ عَمِّكَ عَلِيٌّ ؟ قَالَ : ( لَا )

قَالَتْ : قُلْتُ : عُثْمَانُ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ : ( تَنَحَّيْ ) ؛ جَعَلَ يُسَارُّهُ وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا

قُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تُقَاتِلُ ؟ قَالَ : لَا ؛ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا ، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ ".

رواه أحمد ( 40 / 297 ) وصححه المحققون .

وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ ..

. ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ فَقَالَ لِي : ( افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ ) فَإِذَا عُثْمَانُ ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَحَمِدَ اللَّهَ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ ".

رواه البخاري ( 3490 ) ، ومسلم ( 2403 ) .

( حائط ) بستان فيه نخيل .

ثانياً:

عندما حاصره الأوباش الظلمة في داره : عرض عليه الصحابة رضي الله عنهم أن يدفعوا عنه

وأن يقاتلوا دونه : فأبى رضي الله عنه ، وأمرهم بالانصراف عنه ، طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما عهد إليه ، وحتى لا يتسبب في قتل غيره ، وهو يعلم أنه المراد لا غيره .

قال ابن العربي المالكي – رحمه الله - :

وجاء زيد بن ثابت فقال له : إن هؤلاء الأنصار بالباب يقولون : إن شئت كنا أنصار الله مرتين ، قال عثمان : لا حاجة بي في ذلك ، كفوا .

وقال له أبو هريرة : اليوم طاب الضرب معك . قال : عزمت عليك لتخرجن .

وكان الحسن بن علي آخر من خرج من عنده ، فإنه جاء الحسن والحسين وابن عمر وابن الزبير ومروان ، فعزم عليهم في وضع سلاحهم وخروجهم ، ولزوم بيوتهم .

فقال له ابن الزبير ومروان : نحن نعزم على أنفسنا لا نبرح ، ففتح عثمان الباب ودخلوا عليه في أصح الأقوال ، فقتله المرء الأسود "

انتهى من " العواصم من القواصم "( ص 139 - 141 ) .

وكان قتله – رضي الله عنه - في صبيحة يوم الجمعة ، الثاني عشر من شهر ذي الحجة ، من السنة الخامسة والثلاثين للهجرة ، وذلك بعد حصار داره لمدة أربعين يوماً ، وكان سِنُّه عند قتله : اثنتين وثمانين سنة .









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اصول العقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc