حُسْنُ الْخُلُقِ - الصفحة 18 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حُسْنُ الْخُلُقِ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-01-28, 04:58   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة isslam4dz مشاهدة المشاركة
كتمان الأسرار سبب من أسباب النجاح

وأدوم لأحوال الصلاح
بارك الله فيك


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mouradalili مشاهدة المشاركة
شكرا لك أخي الكريم جعلها الله في ميزان حسناتك
اللهم امين

و الشكر موصول لك اخي الكريم
و جزاك الله عني كل خير


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
بارك الرحمن فيك يا دكتور على مواصلة الموضوع رضي الله عنك
وجعلة في ميزان حسناتك .
اللهم امين

يسعدني كثيرا حضورك المميز مثلك

بارك الله فيك
و جزاك الله عني كل خير








 


رد مع اقتباس
قديم 2021-03-01, 08:40   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
pharmacie1801.
بائع مسجل (ج)
 
إحصائية العضو










افتراضي

مقال جميل احسنت










رد مع اقتباس
قديم 2021-03-02, 05:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pharmacie1801. مشاهدة المشاركة
مقال جميل احسنت
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك الطيب مثلك

بارك الله فيك









رد مع اقتباس
قديم 2021-01-28, 05:16   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ

معنى الكَظْم لغةً:

أصل مادة كظم يَدُلُّ على معنًى واحد

وهو الإمساك، والجَمعُ للشَّيء

وأَصْل الكَظْم: حَبْسُ الشَّيء عن امتلائه

يقال: كَظَمْت القِرْبَة، إذا ملَأْتها.

ويقال: كَظَمْت الْغَيْظ، أَكْظِمُه كَظْمًا

إِذا أمْسَكت على ما في نفسك منه


[3309] ((مقاييس اللُّغة)) لابن فارس (5/184)

((الكشف والبيان عن تفسير القرآن)) للثَّعلبي (3/165)

((لسان العرب)) لابن منظور (12/519).


قال المناوي:

(الكَظْم: الإمْسَاك على ما في النَّفس من صَفْحٍ أو غَيْظٍ)


[3310] ((التَّوقيف على مهمَّات التَّعاريف)) (ص 282).

معنى الغَيْظ لغةً:

الغَيْظ: الغَضَب، وقيل: الغَيْظ غَضَبٌ كامنٌ للعاجز

[3311] كامن: من كمَنَ يَكمُن، كُمُونًا، فهو كامِن

بمعنى اختفى وتوارى في مكان لا يَفطن له أحد

تقول: )كمن الغيظُ في الصدر

( ((معجم اللغة العربية المعاصرة)) (3/1960).


وقيل: هو أشدُّ من الغَضَب

وقيل: هو سَوْرَته وأوَّله. وغِظْت فلانًا

أَغِيظُه غَيْظًا. وقد غَاظَه، فاغْتَاظ. وغَيَّظه

فتَغَيَّظ، وهو مَغِيظ


[3312] ((لسان العرب)) لابن منظور (7/450)

وانظر: ((النِّهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/402)

((جمهرة اللُّغة)) لابن دُريد (2/932)

((الصِّحاح)) للجوهري (3/1176).


وقال الأصفهاني: (الغَيْظ: أشدُّ الغَضَب

وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فَوَرَان دم قلبه)


[3313] ((المفردات)) (ص 619).

معنى كَظْم الغَيْظ اصطلاحًا:

كَظْم الغَيْظ: تجرُّعه، واحتمال سببه، والصَّبر عليه

[3314] ((فتح الباري)) لابن حجر (1/179).

ويقال: كَظَم غَيْظَه، أي: سكت عليه

ولم يُظْهِره بقولٍ أو فعلٍ

مع قُدْرته على إيقاعه بعدوِّه


[3315] ((تفسير القرطبي)) (4/206)

((معجم ديوان الأدب)) لأبي إبراهيم الفارابي (2/186).


وقال ابن عطيَّة:

(كَظْم الغَيْظ: ردُّه في الجَوْف

إذا كاد أن يخرج مِن كَثْرَته، فضبطه ومَنَعَه)


[3316] ((المحرر الوجيز)) (3/233).

الفرق بين الغَيْظ والغَضَب

قال ابن عطيَّة: (الغَيْظ: أصل الغَضَب، وكثيرًا ما يتلازمان

ولذلك فسَّر بعض النَّاس الغَيْظ بالغَضَب

وليس تحرير الأمر كذلك، بل الغَيْظ: فعل النَّفس

لا يظهر على الجوارح.

والغَضَبُ: حالٌ لها معه ظهورٌ في الجوارح

وفعلٌ ما ولا بدَّ، ولهذا جاز إسناد الغَضَب إلى الله تعالى

إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم

ولا يُسْند إليه تعالى غيظٌ)


[3317] ((المحرر الوجيز)) (1/509).

وقال أبو هلال العسكري:

(الفَرْق بين الغَيْظ والغَضَب:

أنَّ الإنسان يجوز أن يغْتَاظ مِن نفسه

ولا يجوز أن يغضب عليها

وذلك أنَّ الغَضَب: إرادة الضَّرر للمغضوب عليه.

ولا يجوز أن يريد الإنسان الضَّرر لنفسه.

والغَيْظ يقرب من باب الغمِّ)


[3318] ((معجم الفروق اللُّغويَّة)) (ص 130).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ









رد مع اقتباس
قديم 2021-01-29, 05:37   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في كَظْم الغَيْظ في القرآن الكريم

- قال الله تعالى:

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران: 133-134].

قال ابن عاشور: (الكاظمين الغَيْظ

وكَظْم الغَيْظ: إمسَاكه

وإخفاؤه حتى لا يظهر عليه

وهو مأخوذ من كَظْم القِرْبة إذا مَلَأَها وأمسك فَمَها

قال المبرِّد: فهو تمثيلٌ للإمْسَاك مع الامتلاء

ولا شكَّ أنَّ أقوى القُوَى تأثيرًا على النَّفس القُوَّة الغَاضِبة

فتشتهي إظهار آثار الغَضَب

فإذا استطاع إمْسَاك مظاهرها، مع الامتلاء منها

دلَّ ذلك على عزيمةٍ راسخةٍ في النَّفس

وقهر الإرادة للشَّهوة

وهذا من أكبر قُوى الأخلاق الفاضلة)


[3319] ((التَّحرير والتَّنوير)) (4/91).

قال الطِّيبي: (وإنَّما حُمِد الكَظْم

لأنَّه قَهْر للنَّفس الأمَّارة بالسُّوء

ولذلك مدحهم الله- تعالى- بقوله:

وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [آل عمران: 134]

ومن نهى النَّفس عن هواه، فإنَّ الجنَّة مأواه

والحور العين جزاءه.

قلت: وهذا الثَّناء الجميل، والجزاء الجزيل

إذا ترتَّب على مجرَّد كَظْم الغَيْظ

فكيف إذا انضَمَّ العَفو إليه، أو زاد بالإحسان عليه)


[3320] ((مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح)) للقاري (8/3181).

- قال الله تعالى:

وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصِّلت: 34-35].

قال الزَّجَّاج: (وما يُلَقَّى هذه الفِعلة وهذه الحالة

-وهي دفع السَّيئة بالحسنة-

إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا على كَظْم الغَيْظ، واحتمال المكروه)


[3321] ((التفسير الوسيط)) للواحدي (4/36)

((تفسير البغوي)) (4/134).


- وقال تعالى:

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ

وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ [النَّحل: 126].

قال الطَّبري: (يقول -تعالى ذكره- للمؤمنين:

وإن عاقبتم أيُّها المؤمنون مَنْ ظَلَمَكم واعتدى عليكم

فعاقبوه بمثل الذي نالكم به ظالمكم مِنْ العقوبة

ولئن صبرتم عن عقوبته

واحتسبتم عند الله ما نالكم به مِن الظُّلم

ووَكَلْتم أمره إليه

حتى يكون هو المتولِّي عقوبته

لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ

يقول: للصَّبر عن عقوبته بذلك

خيرٌ لأهل الصَّبر احتسابًا، وابتغاء ثواب الله

لأنَّ الله يعوِّضه مِن الذي أراد أن يناله بانتقامه

من ظالمه على ظُلْمه إيَّاه من لذَّة الانتصار

وهو من قولهلَهُوَ كِنَايَة عن الصَّبر، وحُسْن ذلك

وإن لم يكن ذَكَرَ قبل ذلك الصَّبرَ

لدلالة قوله: وَلَئِن صَبَرْتُمْ عليه)


[3322] ((تفسير الطبري)) (17/322).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ









رد مع اقتباس
قديم 2021-01-30, 05:38   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الترغيب في كَظْم الغَيْظ في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي هريرة رضي الله عنه

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة

إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب))

قال النَّوويُّ: (فيه كَظْم الغَيْظ

وإمْسَاك النَّفس عند الغَضَب

عن الانتصار والمخاصمة والمنازعة)


[3324] ((شرح النَّووي على مسلم)) (16/162).

قال المناوي: (... ((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة)).

بضمٍّ، فَفَتْح، مَن يَصْرَع النَّاس كثيرًا

أي: ليس القَوِيُّ من يقدر على صَرْع الأبطال مِن الرِّجال.

((إنَّما الشَّديد)). على الحقيقة.

الذي يملك نفسه عند الغَضَب.

أي: إنَّما القوىُّ -حقيقةً- الذي كَظَم غَيْظَه

عند ثَوَرَان الغَضَب، وقاوَم نفسه، وغَلَب عليها

فحوَّل المعنى فيه من القُوَّة الظَّاهرة إلى الباطنة)


[3325] ((التيسير بشرح الجامع الصَّغير)) للمناوي (2/321).

- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ما من جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله

مِن جَرْعَةِ غَيْظٍ كظمها عبد ابتغاء وجه الله))


[3326] رواه رواه ابن ماجه (3396)

وصححه الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (3396)


والمعنى: (ما مِن جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله تعالى

مِن جَرْعَة غَيْظٍ، كَظَمَها عبدٌ. مع القُدْرَة على التَّنفيذ

شبَّه جَرْع غَيْظِه وردَّه إلى باطنه بتجرُّع الماء

وهي أحبُّ جَرْعةٍ يتجرَّعها العبد

وأعظمها ثوابًا، وأرفعها درجةً

لحَبْس نفسه عن التَّشَفِّي

ولا يحصل هذا العِظَم إلَّا عند القُدْرة على الانتقام

وبكفِّ غضبه لله تعالى، ابتغاء وجه الله تعالى)


[3327] ((فيض القدير)) للمناوي (5/476).

- وعن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه

عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

((مَنْ كظم غيظًا، وهو يستطيع أن يُنفذه

دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق

حتى يخيِّره في أيِّ الحور شاء))


[3328] رواه أبو داود (4777)، والتِّرمذي (2021)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن التِّرمذي)) (2021).


(لأنَّه قهر النَّفس الأمَّارة بالسُّوء

والنَّفس مجبولة -في مثله- على الانتقام

والمجازاة بالإساءة.

ولذا كان ذلك مِن آداب الأنبياء والمرسلين

ومِن ثمَّة خدَم أنسٌ المصطفى عشر سنين

فلم يَقُل له في شيء فعله: لِمَ فعلته؟

ولا في شيء تركه: لِمَ تركته؟

حتى يخيِّره في أي الحور شاء. فيختار ما شاء منهنَّ)


[3329] ((بريقة محموديَّة)) للخادمي (3/400).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ









رد مع اقتباس
قديم 2021-01-31, 05:23   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

فوائد كَظْم الغَيْظ

1- اعتداد الجنَّة له بجعل صاحبه معدًّا ومهيئًا للجنَّة:

قال الله تعالى:

وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ

أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء

وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ [آل عمران: 133-134].


2- عِظَم الأجر به وتوفيره:

عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((ما من جَرْعَةٍ أعظم أجرًا عند الله

من جَرْعَة غَيْظٍ كَظَمَها عبد ابتغاء وجه الله)).


أخرجه أحمد (6114) واللفظ له

3- خضوع العدو وتعظيمه للذي يكظم غيظه:

عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما في قوله تعالى

: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [المؤمنون: 96]

قال: الصَّبر عند الغَضَب، والعفو عند الإساءة

فإذا فعلوا عظَّمهم عدوُّهم، وخضع لهم.


4- دلالة قهر الغَضَب به على الشِّدة النَّافعة

ففي الصَّحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه

أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:

((ليس الشَّديد بالصُّرَعَة

إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب)).


أخرجه البخاري (6114)، ومسلم (2609)

5- التَّغلُّب على الشَّيطان:

عن أنس، أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم:

مرَّ بقوم يَصْطَرِعون، فقال: ((ما هذا؟

فقالوا: يا رسول الله، فلانٌ الصَّريع

لا ينتدِب له أحدٌ إلَّا صَرَعه

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ألَا أدلُّكم على من هو أشدُّ منه؟

رجلٌ ظلمه رجلٌ، فكَظَم غَيْظَه فغلبه

وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحبه))


[3338] رواه البزَّار كما في ((كشف الأستار)) (2/439)

وحسَّن إسناده لألباني في ((سلسلة الأحاديث الصَّحيحة)) (3295).


6- يعين على ترك الغَضَب:

قال ابن حجر: (استحضار ما جاء في كَظْم الغَيْظ

من الفضل يعين على ترك الغَضَب)


[3339] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/521).

7- سببٌ في دفع الإساءة بالإحسان

والمكروه بالمعروف، والقهر باللُّطف:

قال الله تعالى:

وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ

فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ

وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصِّلت: 34-35].


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-01, 05:43   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نماذج في كَظْم الغَيْظ

من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم


- عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:

((كنت أمشي مع النَّبي صلى الله عليه وسلم وعليه

بُردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية

فأدركه أعرابيٌّ، فجذبه جذبةً شديدةً

حتى نظرت إلى صفحة عاتق النَّبي صلى الله عليه وسلم

قد أثَّرت به حاشية الرِّداء من شدَّة جذبته

ثمَّ قال: مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه

فضحك، ثمَّ أمر له بعطاء))


[3347] رواه البخاري (3149)، ومسلم (1057).

قال النَّوويُّ: (فيه احتمال الجاهلين، والإعراض عن مقابلتهم

ودفع السَّيئة بالحسنة، وإعطاء من يُتألَّف قلبه

والعفو عن مرتكب كبيرةٍ -لا حدَّ فيها- بجهله

وإباحة الضَّحك عند الأمور التي يُتعجَّب منها في العادة

وفيه كمال خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم

وحِلمه وصفحه الجميل)


[3348] ((شرح النَّووي على مسلم)) (7/147).

- عن عائشة رضي الله عنها

زوج النَّبي صلى الله عليه وسلم

أنَّها قالت للنَّبي صلى الله عليه وسلم:

((هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟

قال: لقد لقيت من قومك ما لقيت

وكان أشدُّ ما لقيت منهم يوم العقبة

إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال

فلم يجبني إلى ما أردت

فانطلقت وأنا مهموم على وجهي

فلم أستفق إلَّا وأنا بقرن الثَّعالب، فرفعت رأسي

فإذا أنا بسحابة قد أظلَّتني

فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني

فقال: إنَّ الله قد سمع قول قومك لك

وما رَدُّوا عليك

وقد بعث إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئت فيهم

فناداني مَلَك الجبال، فسلَّم عليَّ

ثمَّ قال: يا محمد، فقال، ذلك فيما شئت

إن شئت أن أُطْبِق عليهم الأَخْشَبَين؟

فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم:

بل أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده

لا يشرك به شيئًا))


[3349] رواه البخاري (3231) واللَّفظ له، ومسلم (1795).

قال ابن حجر: (وفي هذا الحديث:

بيان شفقة النَّبي صلى الله عليه وسلم على قومه

ومزيد صبره وحلمه

وهو موافقٌ لقوله تعالى:

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ [آل عمران: 159]

وقوله: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [الأنبياء: 107])


[3350] ((فتح الباري)) (6/316).

نماذج في كَظْم الغَيْظ

من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم


أبو بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه:

- عن أبي برزة، قال: (كنت عند أبي بكر رضي الله عنه

فتغيَّظ على رجلٍ، فاشتدَّ عليه

فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أضرب عنقه؟ قال: فأذهبت كلمتي غضبه، فقام، فدخل

فأرسل إليَّ، فقال: ما الذي قلت آنفًا؟

قلت: ائذن لي أضرب عنقه. قال: أكنت فاعلًا لو أمرتك؟

قلت: نعم، قال: لا والله

ما كانت لبشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم )


[3352] رواه أبو داود (4364)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4364).


قال أحمد بن حنبل:

(أي لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلًا إلَّا بإحدى الثَّلاث

التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفرٌ بعد إيمان

أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس

وكان للنَّبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل.

قلت: وفيه دليل على أن التعزير ليس بواجب

وللإمام أن يعزِّر فيما يستحق به التأديب

وله أن يعفو فلا يفعل ذلك)


[3353] ((معالم السنن)) للخطابي (3/296).

عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:

- عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما

قال: (قدم عيينة بن حصن بن حذيفة

فنزل على ابن أخيه الحرِّ بن قيس

وكان من النَّفر الذين يُدنيهم عمر،

وكان القُرَّاء أصحاب مجالس عمر ومشاورته

كهولًا كانوا أو شبَّانًا

فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي

هل لك وجه عند هذا الأمير؟

فاستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه

. قال ابن عبَّاس: فاستأذن الحرُّ لعيينة

فأَذِن له عمر، فلمَّا دخل عليه قال: هِيْ يا ابن الخطَّاب!

فوالله ما تعطينا الجَزْل، ولا تحكم بيننا بالعدل.

فغَضِب عمر، حتى همَّ أن يوقع به

فقال له الحرُّ: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى

قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ

وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199]

وإنَّ هذا من الجاهلين

والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه

وكان وقَّافًا عند كتاب الله)


[3354] رواه البخاري (4642).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ كَظْم الغَيْظ









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-02, 05:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الوسائل المعينة على كَظْم الغَيْظ

1- أن يعرف المرء الأجر المترتِّب

على كَظْم الغَيْظ والعفو عن المخطئين

ويستشعر أنَّه بذلك يطلب الأجر والثَّواب

من عند الله تبارك وتعالى.

2- إنَّ رحمة المخطئ والشَّفقة عليه داعيةٌ لكَظْم الغَيْظ

وإخماد نار الغَضَب، وهذا السَّبب قد بيَّنه القرآن الكريم

حيث قال الله تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم:

فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ

لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ

وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ [آل عمران: 159].

3- من الأسباب كذلك أن يربِّي المؤمن نفسه

على سعة الصَّدر

فإنَّ سعة الصَّدر تحمل الإنسان على الصَّبر في حال الغَضَب

والعفو عند المقدرة

لذا قيل -قديمًا-:

(أحسن المكارم؛ عفو المقْتدر، وجود المفْتقر)


[3340] ((صيد الأفكار)) لحسين بن محمد المهدي (1/590).

وقبل ذلك قول الله تبارك وتعالى:

وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ [الشُّورى: 43].

4- كذلك فإنَّ شرف نفس المرء واتِّصافه بعلوِّ الهمَّة

من الأسباب المؤدِّية إلى كَظْم الغَيْظ

فهو يترفَّع عن التَّلفُّظ بما يُنزل نفسه

ويحطُّ من قدرها

5- ومن الأسباب كذلك: الحياء من التَّلبُّس بأخطاء المخطئ

ومقابلته فيما يفعل

قال بعض الحكماء:

(احتمال السَّفيه خيرٌ من التَّحلِّي بصورته

والإغضاء عن الجاهل خيرٌ من مُشَاكلته)


[3342] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (253).

6- ومن ذلك أيضًا: تعويد النَّفس وتدريبها على خُلُق الصَّبر

فهو خير معين في مواقف الغَضَب.

7- ومن الأسباب أيضًا: أن يقطع المرء الملاحاة

والجدل في مواقف الخصومة

وأن لا يتمادى في السُّباب والشَّتائم

فقد حُكي أنَّ رجلًا قال لضرار بن القعقاع:

(والله لو قلت واحدة؛ لسمعت عشرًا!

فقال له ضرار: والله لو قلت عشرًا؛ لم تسمع واحدة)


[3344] ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (254).

8- أن يقدِّم المرء مصلحة الاجتماع

والأُلفة على الانتقام للنَّفس

فإنَّ ذلك يحمِله على كَظم غَيْظه، والتَّنازل عن حقِّه

ولهذا أثنى النَّبي صلى الله عليه وسلم

على الحسن رضي الله عنه بقوله:

((ابني هذا سيِّدٌ، ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين))


[3345] رواه البخاري (3629) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.

9- تذكير النَّفس بما في الانتقام من نفرة القلوب

عن المتشفى به، ومن نسبته إلى الخفَّة والطَّيش

وأشدُّ من ذلك على الرؤساء:

إعمال الحيلة عليهم في طلب الخلاص منهم

متى عُرفوا بسرعة البطش ومعالجة الانتقام


[3346] ((بدائع السلك في طبائع الملك)) لابن الأزرق (1/113).

اخوة الاسلام

و لمن يريد الاطلاع علي المزيد

يمكنه من خلال الروابط التالية


نماذج من كَظْم الغَيْظ من حياة الأمم السَّابقة

أمثالٌ وحِكمٌ في كَظْم الغَيْظ

كَظْم الغَيْظ في واحة الشِّعر

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل الاستفادة من خلق اخر









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-03, 05:27   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

خُلُقِ المزَاح

معنى المزَاح لغةً:

المزاح: الدُّعابة، وهو نقيضُ الجِدِّ

من مزَح يمزَح مَزحًا ومِزاحًا ومُزاحًا ومُزاحة

وقد مازحه ممازحة ومِزاحًا

والاسم المزاح، والمزاحة أيضًا


[3616] ((لسان العرب)) لابن منظور (2/593).

معنى المزَاح اصطلاحًا:

المبَاسطة إلى الغير على جهة التَّلطُّف

والاستعطاف، دون أذيَّة


[3617] ((تاج العروس)) للزبيدي (7/117).

الفرق بين المزَاح وبعض الصِّفات

- الفرق بين المزَاح والهَزْل:

أنَّ الهَزْل يقتضي تواضع الهازل لمن يهْزِل بين يديه

والمزَاح لا يقتضي ذلك

فالملِك يُمَازِح خدمه وإن لم يتواضع لهم تواضع الهازل

لمن يهْزِل بين يديه، والنَّبي يُمَازِح

ولا يجوز أن يُقال يهْزِل.

ويقال لمن يسخر: يهْزِل، ولا يقال: يمزح


[3618] ((الفروق اللُّغويَّة)) للعسكري (ص 255).

- الفرق بين المزاح والاستهزاء:

أنَّ المزَاح لا يقتضي تحقير من يمازِحه، ولا اعتقاد ذلك

فالتَّابع يُمَازِح المتبوع من الرُّؤساء والملوك

ولا يقتضي ذلك تحقيرهم ولا اعتقاد تحقيرهم

ولكن يقتضي الاستئناس بهم

والاستهزاء يقتضي تحقير المسْتَهْزَأ به، واعتقاد تحقيره


[3619] ((الفروق اللُّغويَّة)) للعسكري (ص 254).

وقيل: المزاح: الإيهام للشَّيء في الظَّاهر

وهو على خلافه في الباطن

من غير اغترارٍ للإيقاع في مكروه

. والاستهزاء: الإيهام لما يجب في الظَّاهر

والأمر على خلافه في الباطن، على جهة الاغترار


[3620] ((الفروق اللُّغويَّة)) للعسكري (ص 255).

- الفرق بين المزَاح والمجُون:

أنَّ المجُون هو صلابة الوجه، وقلَّة الحياء

من قولك: مَجَن الشَّيء، يَمْجُن مُجُونًا

إذا صَلُبَ وغَلُظَ، ومنه سُمِّيت الخشبة

التي يَدقُّ عليها القَصَّار الثَّوب: مِيجَنة.

والمجُون كلمة مُولَّدة، لم تعرفها العرب

وإنَّما تعرف أصلها...

المزاح الإيهام للشيء في الظاهر

وهو على خلافه في الباطن

من غير اغترار للإيقاع في مكروه.

والاستهزاء الإيهام لما يجب في الظاهر

والأمر على خلافه في الباطن على جهة الاغترار


[3621] ((الفروق اللُّغويَّة)) للعسكري (ص 255).

- الفرق بين المزَاح والمدَاعَبة: !

فرَّق بعضهم بين المدَاعَبة والمزَاح

بأنَّ المدَاعَبة: ما لا يُغْضِب جِدُّه

والمزَاح: ما يُغْضِب جِدُّه


[3622] ((التيسير بشرح الجامع الصَّغير)) للمناوي (1/367).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ المزَاح









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-04, 05:31   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الأحاديث الواردة في المزَاح

- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إنِّي لأمزح، ولا أقول إلَّا حقًّا))


[3623] رواه الطَّبراني في ((المعجم الصَّغير)) (2/59) (779).

وحسَّن إسناده الهيثمي في ((مجمع الزَّوائد)) (8/92)

وصحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (2494).


قال المناوي وهو يشرح هذا الحديث:

(إنِّي لأمزح. أي: بالقول، وكذا بالفعل

وتخصيصه بالأوَّل ليس عليه مُعَوَّل.

ولا أقول إلَّا حقًّا. لعصمتي

عن الزَّلل في القول والعمل

وذلك كقوله لامرأة... ((لا يدخل الجنَّة عجوز))


[3624] رواه الترمذي في ((الشمائل)) (240)

وصححه الألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (2987)


وقوله لأخرى: ((لأحملنَّك على ولد النَّاقة))

[3625] رواه أبو داود (4998)، والترمذي (1991)

، وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4998).


وقيل لابن عيينة: المزَاح سُبَّة. فقال: بل سُنَّة

ولكن مَن يُحْسِنه. وإنَّما كان يمزح

لأنَّ النَّاس مأمورون بالتَّأسِّي به، والاقتداء بهديه

فلو ترك اللَّطافة والبشاشة، ولزم العُبُوس والقُطُوب

لأخذ النَّاس مِن أنفسهم بذلك على ما في مخالفة الغريزة

من الشَّفَقة والعناء، فمَزح ليمزحوا)


[3626] ((فيض القدير)) (3/13).

- عبد الرحمن بن أبي ليلى قال

((حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه

فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم

فقال: ما يضحككم؟

فقالوا: لا إلا أنَّا أخذنا نبل هذا ففزع

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا))


[3627] رواه أبو داود مختصرا (5004)

بلفظ: ((حبل)) بدلًا من ((نبل))

وأحمد (5/362) (23114) واللفظ له.

وصححه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5004)


قال الطَّحاوي: (ففي هذا الحديث

ذكر ما فعله الرَّجل المذكور فيه

مِن أَخْذ كِنَانة صاحبه -ليرْتَاع بفقدها-

على أنَّ ذلك عنده مباحٌ له

فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:

((لا يحلُّ لمسلم أن يروِّع مسلمًا))

فكان قوله ذلك له -بعد فعله ما فعله-

ممَّا هو من جنس ما كان فعله نُعَيْمان بسويبط

وما كان فعله عبد الله بن حذافة -في حديث علقمة المدلجي-

بأصحابه ليضحكوا من ذلك

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم

في حديث أبي ليلى لفاعل ما ذُكر فعله إيَّاه فيه:

((لا يحلُّ لمسلم أن يروِّع مسلمًا))

فكان ذلك تحريمًا منه لمثل ذلك

ونسخًا لما كان قد تقدَّمه، ممَّا ذكرناه في هذا الباب

ممَّا تعلَّق به من تعلَّق ممَّن يذهب إلى إباحة مثله

إن كان مباحًا حينئذ، واللهَ نسأله التوفيق)


[3628] ((شرح مشكل الآثار)) (4/309، 310).

- عن أنس بن مالك رضي الله عنه

قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحسنَ الناسِ خُلُقًا

وكان لي أخٌ يُقالُ له أبو عُمَيرٍ -قال: أحسِبُه- فَطيمٌ

وكان إذا جاء قال: (يا أبا عُمَيرٍ، ما فعَل النُّغَيرُ؟

نُغَرٌ كان يَلعَبُ به))


[3629] رواه البخاري (6129)، ومسلم (2510).

قال ابن حجر وهو يعدِّد فوائد الحديث:

(وفيه جواز الممَازَحة، وتكرير المزْح

وأنَّها إباحة سنَّة لا رخصة

وأنَّ مُمَازَحة الصَّبي الذي -لم يميِّز- جائزة

وتكرير زيارة الممْزُوح معه

وفيه ترك التَّكبُّر والتَّرفُّع

والفرق بين كون الكبير في الطَّريق فيتَوَاقَر

أو في البيت فيَمْزَح)


[3630] ((فتح الباري)) لابن حجر (10/584).

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ المزَاح









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-04, 17:48   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
Ali Harmal
مشرف منتدى الحياة اليومية
 
الصورة الرمزية Ali Harmal
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما شا الله يا دكتور حفظك ربي وجزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-05, 05:37   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ali harmal مشاهدة المشاركة
ما شا الله يا دكتور حفظك ربي وجزاك الله خيرا
الحمد لله الذي بفضلة تتم الصالحات

اسعدني حضورك المميز مثلك
و في انتظار مرورك العطر دائما

بارك الله فيك
و جزاك الله عنا كل خير









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-05, 05:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

حُكم المزَاح

المزَاح مباحٌ، وقد يُسْتَحبُّ إذا كان فيه تَطْيِيب نفس المخَاطَب

ومؤانسته بالضَّوابط الشَّرعية، وقد يكون منهيًّا عنه

إذا أفرط فيه صاحبه أو داوم عليه

أو كان فيه تحقيرٌ أو استهزاء أو كذب

أو ترويع لمسلم أو نحوه ممَّا فيه ضرَر.

قال النَّوويُّ: (اعلم أنَّ المزَاح المنهيَّ عنه

هو الذي فيه إفراط ويُداوَم عليه، فإنَّه يُورث الضَّحك

وقسوة القلب، ويُشغل عن ذكر الله

والفِكْر في مهمَّات الدِّين

ويؤول في كثيرٍ من الأوقات إلى الإيذاء، ويُورث الأحقاد

ويُسقط المهابة والوَقار

فأمَّا ما سَلِم مِن هذه الأمور

فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يفعله على النُّدرة

لمصلحة تَطْيِيب نفس المخَاطب ومؤانسته، وهو سنَّةٌ مستحبَّة)


[3643] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (7/3061).

قال الغزالي: مِن الغلط أن يُتَّخذ المزَاح حرفةً

ويُتَمَسَّك بأنَّه صلى الله عليه وسلم مَزَح،

فهو كمن يدور مع الزنج حيث دار، وينظر رقصهم

ويتمسَّك بأنَّه صلى الله عليه وسلم

أذن لعائشة أن تنظر إليهم)


[3645] ((فتح الباري)) (10/526، 527).

أضرار المزَاح المذموم

1- الإفراط والمبالغة في المزَاح مَضْيَعة للوقت

وشاغلٌ عن ما هو أهمُّ، فالمداومة عليه

تدلُّ عدم تقدير للزَّمن المهْدَر

الذي كان ينبغي أن يستغلَّ فيما هو أولى.

2- الإكثار من المزَاح، يجلب كثرة الضَّحك، وقسوة القلب

وقد مرَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم

على قوم يتضاحكون ويتمازحون

فقال لهم -عليه الصَّلاة والسَّلام-:

((أكثروا من ذكر هاذم اللَّذَّات))


[3649] رواه الترمذي (2307)، والنسائي (4/4)

وابن ماجه (3453)، وأحمد (2/292)


فنبَّههم إلى ما يُلين قلوبهم

بدل ما هم فيه من كثرة الضَّحك الذي يقسِّي القلب.

3- المزَاح المذموم يؤول في كثيرٍ من الأحيان إلى الإيذاء

وتوريث الأحقاد، فينبغي تجنُّبه.

4- المزاح المذموم وكثرته

يُذهِب المهابة من قلوب النَّاس

لهذا المكثر من المزاح، ويُذهِب عنه الوَقار.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ المزَاح









رد مع اقتباس
قديم 2021-02-06, 06:22   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

المزَاح المحمود

وهو ما سَلِم من المحظورات الشرعية

ولم يغلب على صاحبه

وكانت فيه مصلحة، وتحققت فيه الضوابط الشرعية.

قال النَّوويُّ: (فأمَّا ما سَلِم من هذه الأمور

فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم

يفعله على النُّدرة

لمصلحة تَطْيِيب نفس المخَاطَب ومؤانسته، وهو سنَّةٌ مستحبَّة)


[3650] ((مرقاة المفاتيح)) لملا علي القاري (7/3061).

ضوابط المزَاح المحمود

1- ألا يكون فيه استهزاء بشيء من أمور الدِّين:

فالاستهزاء بالدِّين، يُعتبر ناقضًا مِن نواقض الإسلام

ومُخْرِجًا لصاحبه من الملَّة، قال سبحانه وتعالى

:وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ

قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ

لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التَّوبة: 65-66].


2- أن لا يتضمَّن المزَاح سخريةً أو استهزاءً بالآخرين:

وما أكثر هذه الآفة في المزَّاحين

ولا يخفى أنَّ السُّخرية بالآخرين

تُعتبر كبيرةً من الكبائر، قال سبحانه وتعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ

عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء

عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ

بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ

وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11].


3- أن يكون هذا المزَاح بصدق:

فلا يُدخِل المازح فيه الكذبَ من أجل إضحاك من حوله

فقد جعل النَّبي صلى الله عليه وسلم هذا ضابطًا لمزْحِه

الذي يجب علينا أن نتأسَّى به فيه

وذلك عندما قال له الصَّحابة -رضوان الله عليهم-

: يا رسول الله، إنَّك تداعبنا! قال: ((إنِّي لا أقول إلَّا حقًّا))


[3651] رواه التِّرمذي (1990)، وأحمد (2/340) (8462)

وقال -عليه الصَّلاة والسَّلام-:

((ويلٌ للذي يحدِّث فيكذب ليضحك به القوم

ويلٌ له، ويلٌ له))


[3652] رواه أبو داود (4990)، والتِّرمذي (2315)

4- أن لا يترتَّب عليه ضرر على الآخرين:

وذلك مثل ترويع الشَّخص بقصد المزَاح معه

فقد نهى النَّبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك

فعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال

((حدثنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أنهم كانوا يسيرون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه

فأخذها، فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم

فقال: ما يضحككم؟

فقالوا: لا إلا أنَّا أخذنا نبل هذا ففزع

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يحل لمسلم أن يروع مسلمًا))


رواه أحمد (5/362) (23114) واللفظ له

5- أن لا يتَّخذ المرء المزَاح دَيْدَنه وعادته:

وإنَّما يكون كالملح في الطَّعام

فإنَّ الإكثار من المزَاح مُذْهِب للمروءة

ويُفقد الشَّخص الهيبة

وقد يؤدِّي إلى أن يجعل الشَّخص عرضةً لسخرية الآخرين منه

. كما ينبغي عليه ألا يبالغ في المزَاح، ولا يطيل فيه.

6- أن يراعي الشَّخصَ الذي يمزح معه:

فما كلُّ أحدٍ يُمْزَح معه

ولا بدَّ من إنزال النَّاس منازلهم في المزَاح

فقد قيل: (لا تمازح الشَّريف فيحقد عليك

ولا الدَّنيَّ فيجترئ عليك)


[3654] ((التَّمثيل والمحاضرة)) للثعالبي (ص 448).

فلا يكون مع مَن لا يليق بهم المزْح

ممَّن يحرجهم لمكانتهم

ولا يكون مع السُّفهاء؛ حتى لا يجترئوا على المازح.


7- أن يخلو من المعاصي التي كثيرًا ما تصاحب المزَاح غير المنضبط:

وذلك كالغيبة والهَمْز واللَّمز.

8- اختيار الوقت المناسب للمزاح:

وهذا من الضَّوابط المهمَّة للمَزْح، فليس كلُّ وقتٍ يَصلُح للمِزَاح

ولا كلُّ زمانٍ تليق فيه الدُّعابة.


فوائد المزَاح المحمود

- المزَاح المعتدل يحبِّب الشَّخص إلى النَّاس

ويُكسبه وُدَّهم، ويجعله مرغوبًا محبوبًا.

- مؤانسة الأصحاب، وإدخال السُّرور عليهم.

- التَّخفيف عن النَّفس، وإبعاد الملَالة والسَّأَم عنها.


و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ المزَاح









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:32

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc