ن أقرب من الله ، تقرب لربك القريب بسجدة في جوف الليل ، بدعوة يخشع معها قلبك ، بعمل صالح لا تحدث به نفسك ، بنشر الخير ونقله للغير ، تقرب ، فإنَّ الشاة إذا كانت أقرب للراعي كانت أسلم من الذئب ، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية .
قال ابن القيم :" وأصل هذا كله أنَّ القلب كلما كان أبعد من الله كانت الآفات اليه أسرع ، وكلما كان أقرب من الله بعدت عنه الآفات ، والبعد من الله مراتب بعضها أشد من بعض : فالغفلة تبعد العبد عن الله ، وبعد المعصية أعظم من بعد الغفلة ، وبعد البدعة أعظم من بعد المعصية ، وبعد النفاق أشد من بعد البدعة ، والشرك أعظم من ذلك كله "
فلا للغفلة ... نعم للذكر
لا للمعصية ... نعم للطاعة
لا للبدعة .... نعم للسنة
لا للنفاق .... نعم للإيمان الراسخ
ولا للشرك ... ونعم للعبودية
حاول كسر قيدك ، فأسرع فوالله فتن كقطع الليل المظلم ، وابتلاءات تحوط من كل جانب ، وبيت الشيطان الذي أسرك فيه يوشك أن يخر عليك سقفه ، فحاول أن تتحرر ، واسرع قبل السقوط .
فوائد من كتاب ساعات الليل غنائم مفقودة
يا صاحب الذنب : قد جاءتك فرصة الغفران.. تعرض كل ليلة.. بل هي أمامك كل حين ولكنها في الثلث الأخير أقرب إلى الظفر والنيل , فعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها». [رواه مسلم].
يا صاحب النعمة : أقبل على ربك بالليل وأدِّ حق الشكر له؛ فإن قيام الليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟! تأمَّل في رسول الله لمَّا قام حتى تفطَّرت قدماه، فقلنا : يا رسول الله مالك ؟ أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخَّر ؟ قال : «أفلا أكون عبدًا شكورًا». [رواه البخاري]. ففي هذا الحديث دلالة قوية على أنَّ قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم.