لكل من يبحث عن مرجع سأساعده - الصفحة 170 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > منتدى العلوم الإجتماعية و الانسانية > قسم البحوث العلمية والمذكرات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لكل من يبحث عن مرجع سأساعده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-09, 21:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة simone مشاهدة المشاركة
ممكن عن ماهية الارطوفونيا

لا تضغط عليه للتحدث امام الاخرين
https://mansourlarbi.yoo7.com/t11102-topic








 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-07, 15:43   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
djiddi
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
الإعاقات الحركية
التصنيفات
الروابط
اصابة الحبل الشوكي الكاملة وغير الكاملة
الموقع العربي لإصابات العمود الفقري والحبل الشوكي ، إصابة الحبل الشوكي الكاملة وغير الكاملة
الإجـلاس السليم ومنع التشوهات
مقالة عن الاجلاس السليم ومن التشوهات الخاص بالعاقة الحركية من موقع مركز دراسات وأبحاث رعاية المعاقين
الاعاقة الحركية
مقالة عن الاعاقة الحركية من موقع فيدو
الاعاقة الحركية عند الطفل
مقالة عن الاعاقة الحركية عند الطفل من موقع دليل الصحة في الاردن
الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي
موقع الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي
الحثل العضلي الدوشيني
مقالة عن مرض الحثل العضلي الدوشيني من موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة
العلاج الوظيفي للمعاقين حركيا
العلاج الوظيفي للمعاقين حركيا من موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة
المركز المثالي للتأهيل
الرمزالبريدي/ 21391 المدينة / جدة
الموقع العربي لإصابات العمود الفقري والحبل الشوكي
الصلب المشقوق ، الشوكة المشقوقة
برنامج الاضطرابات الحركية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
برنامج الاضطرابات الحركية بالتعاون مع برنامج التعاون المشترك في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض
برنامج فوجاتا لتدريب أمهات الأطفال المعاقين حركيا
البرنامج المنزلي للتدخل المبكر لتثقيف الأمهات
تجربة معاق حركيا
تجربة مشعل العبدالله مع عالم الاعاقة
تشوه القدمين عند الطفل
تشوه القدمين الخلقي عند الاطفال حديث الولادة
جمعية مبرة الرحمة للأطفال
قسم العلاج الطبيعي في جمعية مبرة الرحمة للأطفال
دليل أخصائيو العلاج الطبيعي
اخصائيي التاهيل الطبي والعلاج الطبيعي
ضمور العضلات الشوكي
نقاش كامل من منتديات التمريض للجميع عن مرض ضمور العضلات الشوكي
ضمور العضلات الشوكي
مقالة من موقع وراثة تتحدث عن مرض ضمور العضلات الشوكي
عرض لكتاب عن الاعاقة الحركية
عرض كتاب "الاعاقة الحركية والشلل الدماغي" تأليف الدكتور عصام الصفدي
فريق الارادة والتحدي
شخصيات كويتية تتحدى الاعاقة
قبول الأطفال المعاقين جسديا
مقالة بعنوان "قبول الأطفال المعاقين جسديا" من منتديات عالم زمزم
مراكز التأهيل الشامل في المملكة العربية السعودية
مجموعة أرقام وفاكسات لمراكز التأهيل الشامل في المملكة العربية السعودية من موقع وزارة الشؤون الاجتماعية
مركز الرمال الساخنة للعلاج الطبيعي
من منتدى تحدى الاعاقة
مركز هوب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة
يعتبر مركزهوب الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والرابع في العالم استخداما للعلاج المكثف ببذلة الفضاء
مفهوم الإعاقة الحركية وكل ما يختص بها
المنتدى العربي الموحد
ملتقى الاعاقة الحركية
ملتقى الاعاقة الحركية من منتدى الشبكة السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة
منتدى عن الاعاقة الحركية
المنتدى الكويتي للتربية الخاصة
منظومة متكاملة لعلاج وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
مجلة تصدر عن وزارة الصحة العامةومؤسسة حمد الطبية
موقع الرابطة العربية لذوي الاعاقة الحركية
موقع خاص لذوي الاعاقة الحركية
هشاشة العظام عند الأطفال
مقالة عن هشاشة العظام عند الاطفال من موقع مجلة الخطوة
هل من علاج لمرض ضمور العضلات باستخدام الرقية الشرعية ؟
اجابة على السؤال من منتدى الرقية الشرعية


https://www.kscdr.org.sa/ar/fv/disabi...Pages/home.asp









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:46   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
الاضطرابات الحســـــية وكيفية علاجها


لـــــدي الأطفال الذاتويين

إعـــــــــداد

عبدالحليم محمد عبدالحليم
الاضطرابات الحسية وكيفية علاجها لدي الأطفال الذاتويين
إعـــــداد : عبدالحليم محمد عبدالحليم
مقدمة :
يتطور الإنسان وينمو ويُصبح له شخصية مميزة وكيان مستقل ووجهة نظر وقدرة على التعامل مع الحياة بكل صعوباتها من خلال العقل الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي ولكن هذا العقل لا يعمل ولا يستطيع العمل إلا من خلال الحواس (السمع ، البصر ، الشم ، التذوق واللمس) التي هي مصدر المعلومات التي تدخل إلى المخ ولكن هذه المعلومات التي تُرسلها الحواس لن يكون لها قيمة ولن تصل إلى المخ إلا من خلال الأعصاب التي تنقل هذه المعلومات من الحواس إلى المخ ، إذن فالمخ والحواس والأعصاب الناقلة للمعلومات الحسية مثلث لابد أن تكتمل أضلاعه الثلاثة حتى يُصبح ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نتذوقه أو نلمسه له قيمة حقيقية وواضح بالنسبة لنا .
أما إذا كان أحد هذه الأضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن نستطيع الحياة بشكل طبيعي وسوف يتوقف أو يتأخر تطور النمو لدينا . وهذا الأمر هو ما نلحظه لدي العديد من الأطفال الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات غير عادية وشاذة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فاستجابتهم تتميز إما بالبرود والتبلد الشديد وإما بالحساسية الزائدة بشكل لا يتناسب مع شدة أو ضعف المُثير فتكون استجاباتهم أكثر أو أقل حدة من استجابة الأطفال الأسوياء فيما يتعلق بالمُثيرات الحسية مثل الأضواء ، الأصوات ، الألم ، الروائح والملامس .
أنواع الحواس :
هناك ثلاثة أنواع من الحواس أو الحساسية وهي الحواس الباطنية العامة المتمثلة في الحاجات العضوية والحواس الباطنية الخاصة المتمثلة في التوتر العضلي والحركة والتوازن والنوع الثالث هو الحواس المستقبلة للمنبهات الخارجية وهي المتعلقة بالبصر ، السمع ، الشم ، المس والتذوق .
(أ) الحواس الباطنية العامة :
هذا النوع من الحواس يظهر في حالة الأحشاء من امتلاء وافراغ معدة ، أمعاء ، مثانة ....، وتنتقل هذه الحواس عن طريق الأعصاب الموجودة في الأجهزة الحشوية من الجهاز الهضمي الموصلة لقشرة المخ ومن مظاهر هذه الحواس الباطنية العامة الجوع ، العطش ، التعب ، الرعشة ، الضيق ، الارتياح ، الإثارة الجنسية ....الخ . وقد ينتج عن اختلال هذا النوع من الحواس أن يفقد الفرد التمييز بين حالتي الجوع والشبع ، أو يفقد الشهية للطعام ، أو البرود والتبلد أو الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط جداً أو عدم الشعور بالتعب رغم بذل مجهود شديد جداً .
(ب) الحواس الباطنية الخاصة :
وهذا النوع من الحواس أكثر تميزاً من النوع السابق حيث أن له أعضاء خاصة لاستقبال التنبهات موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل وكذلك موجودة في الجزء التوازني من الأذن الداخلية .
وهذا النوع من الحساسية يتأثر بالمنبهات الميكانيكية كالضغط والشدة والاحتكاك والحركة وكل هذه الأمور تتحد في حاسة الحركة والتوازن . ومن مظاهر هذا النوع من الحواس أو الحساسية الإحساس بالضغط العميق والجهد والمقاومة والإحساس بثقل الأجسام والإحساس بوضع الأطراف وحركاتها (المدى ، الاتجاه و السرعة) بالنسبة للجسم ، والإحساس بتوازن الرأس بوضع الجسم وتوازنه بالنسبة إلى قوة الجاذبية (وقوف ، انحناء ، جلوس ، استلقاء و انبطاح) وكذلك الإحساس بتحريك وانتقال الجسم بالنسبة إلى الاتجاهات المكانية فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام وخلف .
(ج) الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية :
هذا النوع من الحواس يتمثل في إحساسنا وإدراكنا للمؤثرات الخارجية والتي تعتمد على كفاءة أجهزة الحواس الخاصة بالسمع ، البصر ، اللمس ، التذوق والشم.
ومن مظاهر هذا النوع من الحواس الإحساس باللمس ، البرودة ، السخونة الطعم المر والحلو ، المالح ، الحامض ، الروائح الذكية ، والكريهة ، روائح التوابل ، تمييز الألوان ، تمييز الأماكن ، الأصوات المرتفعة ، الأصوات الضعيفة ، الموسيقي والغناء ، وغيرها من الكثير من المظاهر الحسية التي تعتمد علي الحواس الخمسة .
وهذا النوع من الحواس وهي الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية هو ما سوف نركز عليه ونوضحه بشكل مفصل
تعريف الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين :-
الاضطراب الحسي هو الخلل أو القصور في أي عضو من أعضاء الحواس Sensory Organs ( العين ، الأذن ، الأنف ، اللسان ، والجلد ) في الخلايا العصبية الحسية Sensory Neurones المسئولة عن توصيل المنبهات أو المُثيرات الحسية الخارجية Sensory Stimulus إلي المخ .
وهذه الاضطرابات الحسية تنتشر بصورة واسعة لدي نسبة كبيرة من الأشخاص الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات حسية غير عادية وغير ثابت للمُثيرات العادية والمؤلمة فقد يُعتقد أن البعض من الأطفال الذاتويين لا يسمعون لأنهم لا يردون عندما يُنادي عليهم ، في حين تجد البعض منهم يُبالغون في ردود أفعالهم تجاه أصوات معينة ، وكذلك الحال فيما يخص البصر حيث نجد بعضهم لا ينظرون إلي آبائهم أو إلي الأشياء التي تجذب الأشخاص العاديين في حين نجدهم يحملقون في الأضواء أو الأشياء التي تلمع أو ذات البريق لفترات طويلة .
وكذلك بالنسبة لحواس اللمس أو الشم فقد يتخذ بعض الذاتويين اللمس والشم طريقة لاكتشاف وتفحص البيئة من حولهم فتجدهم يتعرفون علي كل شئ عن طريق لمسه عدة مرات أو وضعه في الفم أو شمه .
كما أن البعض منهم لديه حساسية شديدة لتغيرات الجو ( البرد والحر ) أو للألم وقد يستجيبون لهذه المُثيرات بردود أفعال تتسم بالبرود والضعف وكذلك نجد بعضهم يقاوم اللمس والاتصال الجسدي ولكنهم من جهة أخري يحبون الدغدغة ... وغير ذلك من العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين .
مظاهر الاضطرابات الحسية :-
تتجلى العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين في مظاهر الحس المختلفة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، السمعية ، والتذوقية .
أولاً : مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية :-
يظن الناس عادة أن الطفل الذاتوي مصاب بالصمم لأنه يتجاهل أصوات مرتفعة جداً كالفرقعة أو صوت انفجار ولايُبدي أي استجابة لتلك الأصوات ، ولكن في الغالب يعلم الوالدين أن طفلهما ليس أصماً بل هو يسمع كل شئ لأنه قد يلتفت عند فتحهم كيس شيبسي أو مغلف شيكولاته أو أي شئ من الأشياء المفضلة لديه . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية ما يلي :  البكاء والصراخ في الأماكن المزدحمة والحفلات وأعياد الميلاد .
 تغطية الأذنين باليدين أو وضع الأصابع فيها .
 الانتباه الشديد للأصوات الضعيفة والرتيبة مثل بندول الساعة .
 سماع صوت الآلات والمحركات .
 صدي صوت تساقط الماء
 فتح وغلق الأبواب بشكل متكرر .
 حب سماع أغاني معينة ذات رتم وإيقاع مرتفع أو منخفض .
 التعلق بسماع الآذان أو موسيقي نشرات الأخبار .
 الهمهمة مع النفس كثيراً .
 البكاء والصراخ عند استخدام الطباشير أو أقلام السبورة أمامه .
 الصراخ والفزع عند سماع صوت مفاجئ .
 الرعب والهلع عند الاقتراب من شاطئ البحر .
 الصراخ والبكاء عند قص الشعر .
ثانياً : مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية :-
ينطبق نفس الحال فيما يتعلق بالمشاكل الحسية البصرية كما هو الحال في المشاكل الحسية السمعية فقد يتجاهل الطفل الذاتويي الأشياء التي يفضل جميع الأطفال رؤيتها في حين قد يظل لفترات طويلة ينظر ويحملق في شيء يدور أو في جزء من لعبة خاصة به كعجلة السيارة مثلاً .
ومن الأشياء الغريبة والمثيرة أن بعض الذاتويين يجدون طريقهم في الظلام ويستطيعون الحصول علي أغراضهم في الغرفة المظلمة بسهولة ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية ما يلي :
 النظر والحملقة في الأضواء بشكل شديد .
 متابعة الظل بشكل قهري .
 تلمس أوجه الآخرين أو أجسادهم
 تقريب الأشياء من أعينهم بشكل مبالغ فيه .
 النظر إلي الأشياء بشكل جانبي .
 الخوف من التأرجح أو ركوب الألعاب التي تدور بسرعة .
 الخوف من صب الماء أو العصير في الكوب .
 ضرب الأرجل بقوة أثناء المشي .
 النظر إلي الماء وهو يتساقط .
 ذر الرمال أو الأشياء الدقيقة في الهواء والنظر إليها باهتمام .
ثالثاً : مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية :-
يُلاحظ علي بعض الذاتويين أنهم غير حساسين للبرد أو الألم فقد يخرج الطفل الذاتوي في البرد القارس دون ملابس ولا يشعر بالألم إذا ما وقع علي الأرض أثناء الجري أو اللعب ، وقد يضرب الطفل رأسه بالحائط أو الطاولة أو الكرسي ويظهر رغم ذلك وكأنه لا يشعر بالألم أثناء فعله ذلك . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية ما يلي :
 رفض العناق .
 رفض التلامس الجسدي .
 التلذذ باللعب العنيف .
 خلع الثياب أمام الناس .
 الشعور بالبرد في طقس دافئ .
 ضرب النفس وعض الأيدي .
 كراهية غسيل الأسنان .
 خلع الحذاء باستمرار .
 الصراخ عند أخذ حمام .
 صحن أو صرير الأسنان Teeth Grinding .
 هز الأجسام إلي الأمام والخلف .
رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
يلاحظ بعض الآباء علي أطفالهم الذاتويين أنهم يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون أجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الأجهزة الكهربائية بالمنزل . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلي :
 رفض استخدام الصابون .
 شم الأطعمة قبل أكلها .
 رفض بعض الأطعمة.
 شم الأدوات والأشياء التي تطالها يديه .
 الاحتفاظ بالأشياء البالية .
خامساً : الاضطرابات الحسية التذوقية :-
توجد لدي بعض الأطفال الذاتويين خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدي البعض منهم تفضل الأطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الأطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ في الفم لفحصه سواء كان هذا الشيء لعبة أو أداة من الأدوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلي :
 وضع الأشياء في الفم .
 تفضيل الأطعمة الحريفة .
 كراهية بعض أنواع الأطعمة ذات القوام الهلامي .
تفسير الاضطرابات الحسية :-
بعض الذاتويين لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن ونسمعها ولا يحسون ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هو السبب الأساسي والرئيسي الذي يجعل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه مربكاً بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن . وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا .
أولاً : الاضطرابات الحسية السمعية :-
إن عملية السمع تتم ليس بالأذن فحسب وإنما بكيفية ذهاب الصوت إلي الأذن ثم إلي المخ وقد اعتدنا علي وصول الصوت إلي عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر أبداً أن الصوت من الممكن أن يذهب إلي عقولنا بطريقة خاطئة ، إلا أن ما يحدث مع الذاتويين عكس ذلك فالصوت قد ينتقل إلي المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها .
لذلك لا يجب أن نعتقد أن الشخص الذاتوي يحصل علي نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هي (تمبل جراندن) وهي امرأة من الأشخاص الذاتويين الذين تقدموا في حياتهم العلمية والعملية بشكل كبير تقول " تعتريني الدهشة مراراً وتكراراً مما يقول الناس أنهم سمعوه لأنه لا يكون هو نفس الشيء الذي سمعته أنا " .
لذلك فإن ما تسمعه أنت هو الشيء الصحيح أما ما يسمعه الذاتوي فهو الشيء الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لا يعتقد بأن ما يسمعه هو الشيء الخاطئ.
والشخص العادي عندما يري ويسمع شيئاً فإن الصوت والصورة يمضيان معاً في ذات الوقت بشكل متوازن وهو يفعل الأمرين ( السمع والرؤية ) بصورة تلقائية دون جهد أما الذاتوي فيدخل في مخه شيئاً واحداً فقط فإذا دخلت الرؤية أو الصورة أولاً فإن عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقي الصوت فقط أو علي العكس يدخل الصوت أولاً ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هي الشيء الوحيد الذي يحصل الشخص الذاتوي عليه .
الذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة :-
تنتشر مظاهر الاضطراب الحسي السمعي لدي الذاتويين بأشكال متنوعة فهذا طفل ذاتوي يُغطي أذنيه بيديه لأن أصواتاً معينة تؤذيه وهذا طفل ذاتوي آخر منزعج بدرجة تصل إلي البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر ( سيشوار ) وذاك شخص آخر لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه . وتذكر ( تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب .
وهؤلاء الأشخاص الذاتويين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جداً بحيث أن هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة تسبب لهم ألماً شديداً الأمر الذي يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذي يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لا يسمعون تلك الأصوات لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا علي مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط.
وهناك من الأشخاص الذاتويين من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جداً لدرجة أنهم يقضون وقتاً طويلاً وهم ينصتون إلي نبضات قلوبهم وتنفسهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جداً يصل إلي حد الهمس مع أنفسهم .
الذاتويين ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :-
وهم علي النقيض من الذاتويين ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائماً تقريب أذنه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وإنما بهدف الاستماع إلي صدي صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء ، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة ، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوي عند الإغلاق .
وهذا النوع من الأشخاص الذاتويين تكون الأعصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ بالغة النقص في الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول علي المعلومات من تلك الأصوات الضعيفة .
وبشكل عام لا يستطيع الشخص الذاتوي تحديد ما يجب أن يُركز عليه ولذلك فعليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلي أذنه وإما أن يغلق سمعه ( من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلي شيء ) فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله فها هي (تمبل جراندن) تقول " قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو ثم أكتشف بعد ذلك أنني أضعت نصفها حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات "
التشابه بين الذاتويين والصُم :-
يظُهر الأطفال الصُم بعض الأعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين ، العصبية والعدوانية في بعض الأحيان ، والسلوك الإنسحابي وهذه الأعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع الذاتويين ويرجع هذا التشابه بين الجانبين إلي القصور أو الحرمان الحسي السمعي أو التشويش السمعي لديهم حيث يؤدي ذلك إلي فهم خاطئ للموقف وبالتالي سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعي والإحساس بالنقص أو الدونية وعدم القدرة علي توصيل ما يرغب فيه إلي الآخرين .
ثانياً : الاضطرابات الحسية والبصرية :-
قد تري حصاناً جميلاً يسير أمامك فتسأل الشخص الذاتوي ما رأيك في هذا الحصان ولكنه يتعجب لسؤالك لأنه لم يري حصاناً كما رأيته أنت لأن بصره كان مثبتاً علي ظل زيل الحصان أو علي صوت وقع أقدام الحصان وهو بذلك لم يري حصاناً كما رأيته أنت .
لذا ينبغي عليك ألا تظن أن ما يبدو لك أو ما يجذب انتباهك قد يجذب انتباه الشخص الذاتوي لأنه ينظر إلي جزء في الشيء ويُركز علي هذا الجزء ويراه بوضوح تام ولكن كل شيء حوله يكون باهتاً ومشوشاً .

الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المفرطة :-
بعض الذاتويين تشغلهم الأشياء الدقيقة الصغيرة فتجد أحدهم يظل ناظراً إلي ذرة غبار لساعات طويلة ، وقد تجد أحدهم يحب رؤية الأشياء من خلال إنعكاسها في الماء وبعضهم يكون بارع جداً في تركيب الأحاجي (Puzzles ) والبعض منهم يستطيع الحصول علي كثير من المعلومات وحفظها من خلال أعينهم لدرجة يستطيعون معها تذكر تفاصيل وصور كتاب كامل بمجرد رؤيته مرة واحدة .
وبعض الذاتويين قد لا يتحملون بعض الأضواء والألوان الفسفورية فتجدهم يرفرفون بأيديهم أمام أعينهم أو يغمضون ويفتحون أعينهم بطريقة سريعة أو يضعون ايديهم عليها . مثل هؤلاء الأشخاص يكون مسار الرؤية لديهم عالي الحساسية حيث تكون الأعصاب الذاهبة من العين إلي المخ شديد الحساسية .
الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المنخفضة :-
علي عكس النوع السابق بعض الذاتويين الذين لديهم حساسية بصرية منخفضة حيث تأتي بعض المشاهد عبر الأعصاب بشكل ضعيف جداً لذلك نجد بعضهم يبذلون جهداً خارقاً لرؤية شيء واضح جداً ، وقد تجد بعضهم يتلمسون بأيديهم الأشخاص لأن الأشخاص والأجسام تظهر لهم كخطوط عريضة ذات حواف مشوشة ولذلك يلجئون إلي تحسس هذه الأجسام حتى يتبينوا ماهي .
وتجد هناك من يضع الأشياء بالقرب من عينيه أو يحركها باتجاهات متعددة أمام العين أو يميل برأسه ليري ما إذا كانت الأشياء لاتزال كما تبدو عليه ذاتها . وبعض هؤلاء الأطفال يتمكن من تبين الارتفاعات لذا لا يكونوا متأكدين عند نزولهم السلم أو مضيهم في الأنفاق وقد يخافون من الأشياء التي تدور بسرعة لأن كل شيء يبدو لهم ضباباً غير واضح وقد يخشون صب الماء في الكوب لأنهم لايستطيعون رؤية حواف الكوب .
وهناك بعض الأشخاص الذاتويين تجد لديهم النوعين السابقين من الحساسية البصرية ( المفرطة والضعيفة ) فقد تكون لديهم حساسية بصرية شديدة جداً في بعض الأحيان وتكون منخفضة في أحيان أخري فتجد بعضهم يضع الأشياء بالقرب من عينه مباشرة لتفحصها ( حساسية ضعيفة ) في حين يكره رؤية الأشياء التي تدور بسرعة ( حساسية مفرطة)
التشابه بين الذاتويين وفاقدي البصر :-
يتشابه فاقدي البصر مع الذاتويين في بعض اللزمات الحركية التي يقومون بها مثل هز الرأس أو لي الأصابع أو تحريك الحواجب أثناء الكلام أو رفع الرأس لأعلي أو تحريك الرأس بشكل قهري أثناء الكلام . ومن الأمور المنتشرة لدي الذاتويين سوء معالجة اللمس فإما أن تجد بعضهم يكره التلامس وإما أن تجد بعضهم يفضل اللعب الجسدي العنيف.
أولاً :- الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة :-
وهناك بعض الذاتويين الذين تكون أعصابهم الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ حساسة جداً الأمر الذي يؤدي أحياناً إلي أن بعضهم يقفزون هرباً من لمسة رقيقة أو حضن من أحد ذويهم لأن هذا اللمس الجسدي يؤذي جلودهم وتري بعضهم يشعر بالبرد في جو حار والبعض الآخر قد يشعر بارتفاع درجة حرارة جسمه في جو شديد البرودة .
وبعضهم يسيئ التصرف والسلوك ولايعلم الآخرين سبباً لذلك إلا أنه قد يكون مرتدياً لملابس ضيقة أو ذات ملمس لايريح جلده وبعضهم يخشي ارتداء أنواع جديدة من الثياب بسبب ذلك ولذلك يكون هناك صعوبة لديهم في التأقلم مع الملابس الجديدة . ولذا تجد أن المنبهات التي يكون لها تأثير بسيط علي معظم الناس يكون تأثيرها سيئ ويصل إلي حد التعذيب بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة ولذلك نجد تمبل جراندن تشير إلي ذلك بقولها " لقد أردت أن أشعر بإحساس جيد لكوني محضونة لكنني عندما كنت أُحضن من قبل الناس كانت المنبهات تغرقني كموجة بحرية هائجة ، وقد استغرقت وقتاً طويلاً كي أتعلم قبول الإحساس بأن أظل ممسوكة ولا أحاول الهروب "
ويقول براد براند وهو شخص من الذاتويين الذين وصلوا لمستوي متقدم من مراحل التعليم والعمل والحياة باستقلالية يقول " إنني كنت أنفر من بعض الناس عندما يلمسوني ليس لأني لا أحبهم وليس خوفاً من ملامسة هؤلاء الأشخاص وغنما خوفاً من عملية التلامس الجسدي نفسها "
الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المنخفضة :
مثل هؤلاء الأشخاص تكون العصاب الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ قليلة الحساسية وبذلك يأتي الحس باللمس عبر تلك الأعصاب ضعيفاً جداًً لذا يجب عليهم أن يحاولوا جاهدين الحصول علي المعلومات من تلك اللمسات الضعيفة ولذلك فقد تجد البعض منهم يضرب نفسه علي رأسه أو يلطم وجهه ، وبعضهم يهزون أجسادهم للأمام وللخلف أو يضعون أنفسهم بين قطع الأثاث المتجاورة أو يضعون أنفسهم تحت وسائد الأريكة ويجعلوا شخص آخر يقف عليها .
رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
هناك بعض الذاتويين الذين ينزعجون من معالجة الروائح النفاذة أو القوية وبعضهم يضع كل شيء علي أنفه ويشم كل شيء تصل يده إليه .
الذاتويين ذوي الحساسية الشمية المفرطة :-
هناك بعض الأشخاص الذاتويين الذين تكون الأعصاب الذاهبة من أنوفهم إلي أدمغتهم حساسة جداً ولذلك تأتى الروائح قوية جداً عبر تلك الأعصاب الأمر الذي يغضبهم ويجعلهم يبكون أو يصرخون أحياناً فقد تجد بعض الذاتويين يكرهون الدخول للحمام وبعضهم يكره دخول المطبخ وبعضهم يكره الجلوس بجوار أي شخص يضع عطراً فتجد أن بعض الأطفال يهربون عند اقتراب آبائهم أو أمهاتهم منهم ليس لأنهم لايحبونهم وإنما يرجع ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الأب أو الأم وليس معني ذلك أن رائحة الأب أو الأم نفاذة أو سيئة وإنما لأن أعصاب الشم لدي هؤلاء الذاتويين حساسة جداً .
وبعض هؤلاء الأطفال يكره بعض الأطعمة لأن لها رائحة نفاذة وحادة وقوية .
الذاتويين ذوي الحساسية الشمية الضعيفة :-
ومثل هؤلاء الأشخاص تجدهم يشمون كل شيء تقع عليه أيديهم أو يحبون بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة والقوية أو تجدهم يحبون الاقتراب من الأفراد الآخرين وشم أجسامهم وذلك لأن أعصاب الحس الشمي لديهم أي الأعصاب الذاهبة من الأنف إلي المخ ضعيفة جداً ولذلك فإن الروائح تصل بصعوبة وبشكل ضعيف .
خامساً : اضطرابات الحسية التذوقية :-
الاضطرابات الحسية التذوقية شأنها شأن الاضطرابات الحسية الأخرى فينقسم المصابون بها إلي قسمين إما ذوي حساسية مفرطة أو مرتفعة وإما حساسية منخفضة أو ضعيفة .
الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية المفرطة :-
بعض الذاتويين تكون العصاب الذاهبة من الفم إلي المخ حساسة جداً تجدهم يرفضون تناول بعض الأطعمة مثل الطعنة التي يصعب مضغها كاللحم أو الدجاج أو بعض الأطعمة الهلامية كالجيلي أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة لأن كل هذه الأطعمة تولد لديهم إحساس سيئ في الفم واللسان والأسنان .
الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية الضعيفة :-
هنا نجد أن بعض الذاتويين يفضلون أكل الأطعمة الحريفة وبعضهم يأكل بعض المواد والأشياء غير الصالحة للأكل مثل التراب أو الخشب وبعضهم يلجأ إلي عض أي شيء تطاله يده وهناك من هؤلاء الأطفال من يضع الأشياء في فمه كمحاولة لاستكشاف الشيء عن طريق طعمه وقوامه وسمكه وهؤلاء الأشخاص تكون الأعصاب الذاهبة من الفم إلي المخ ضعيفة جداً .
أسباب الاضطرابات الحسية :-
يتضح لنا من العرض السابق أن جميع الاضطرابات الحسية السابقة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، الشمية والتذوقية تحدث نتيجة لأحد الأسباب الثلاثة التالية:
1- أعصاب حسية مفرطة أو شديدة تصل بين الحواس والمخ .
2- أعصاب حسية ضعيفة تصل بين الحواس والمخ .
3- أعصاب حسية سيئة في الاتجاهين فأحياناً تكون شديدة الحساسية وأحياناً تكون ضعيفة الحساسية .




علاج الاضطرابات الحسية :-
هناك طريقتان لعلاج أو للتعامل مع الاضطرابات الحسية :-
الأولي :- هي أن تحاول تهيئة الواقع المحيط بالطفل الذاتوي وفقاً لحالته
فمثلاً بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة فمن الأفضل أن تقلل من حدوث المثيرات أو المنبهات الصوتية المرتفعة والمفاجئة وإذا كان سيحدث صوتاً عالياً يمكنك أن تنبه الذاتوي إلي حدوثه ومن الممكن أن تُحدث له صوتاً خفيفاً يحل محل الصوت العالي .
أما الأفراد ذوي الحساسية السمعية المنخفضة فيمكن إشغالهم بمشاهدة مناظر وسماع أصوات وبذلك لاتجعلهم يحاولون سماع صوت واحد فقط ومن الممكن أن توجه انتباههم إلي الأشخاص أو الأشياء التي تصدر هذا الصوت ولاتجعلهم يوجهوا انتباههم فقط لتلك الأصوات وإنما إلي الناس والأجسام التي تصدر تلك الأصوات .
أما بالنسبة لذوي الحساسية البصرية المفرطة يكون من المجدي عدم تعريضهم للأضواء البراقة المبهرة أو الأشياء ذات الألوان الفسفورية أو تحاول تحويل انتباههم عن رؤية تلك الأضواء أو الألوان بأن تعطيه أشياءً تدور أو تضع علي أعينهم نظارات شمسية .
وبالنسبة لذوي الحساسية البصرية الضعيفة فيكون الأمر عكس ذلك فيجب جعل الأضواء أكثر بريقاً أو تجعلهم يستخدمون عدسات مكبرة أو أن تعلمهم أن يحاولوا اكتشاف الشيء بأيديهم بدلاً من وضعه علي العين مباشرة .
وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية المفرطة فيجب عدم تعريضهم للملامس الخشنة وبدلاً من ذلك يتم إعطائهم أشياء ناعمة الملمس وإذا شعروا بالبرد في شهور الصيف فيجب أن تلبسهم ملابس ثقيلة أو أن تعطيهم معاطف ولايجب إلباسهم ملابس ضيقة .
وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية الضعيفة فيكون العكس تماماً فيمكن تعريضهم للأشياء والملامس الخشنة واللعب العنيف معهم وتعريفهم دائماً للضغط الجسدي فتمبل جراند التي اخترعت آلة للضغط تقول " بعد استخدامي للآلة تعلمت أن ألمس القط بشكل أكثر لطافة بحيث قرر البقاء معي بعد أن كان يهرب مني وتعبن عليَّ أن أكون مرتاحة قبل أن أوفر الراحة للقط وقد أعطتني الآلة هذه الراحة وكان للآلة تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي لديَّ وكذلك علي السلوك المفرط في رد الفعل".
أما ذوي الحساسية الشمية المفرطة فيحتاجون عدم تعرضهم للروائح النفاذة كالعطور والصابون أو معجون الأسنان وإذا كانوا في غرف مغلقة فيجب فتح نوافذ الغرفة له لتجديد الهواء الجديد المنعش أو تقوم بإخراجه من الغرفة .
والأشخاص ذوي الحساسية الشمية الضعيفة يحتاجون إلي روائح نفاذة وشديدة وقوية حتي يشعروا بحاسة الشم لديهم ومن الأفضل أيضاً إن أنت جعلتهم ينشغلوا بحاسة أخري غير الشم كأن تجعلهم ينظرون لشيء أو يستمعون لموسيقي أو أي أصوات أخري أثناء تناولهم أو تعرضهم للأشياء ذات الروائح الضعيفة بالنسبة لهم.
والأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المفرطة يجب عليك تغيير ما قد يؤذي أفواههم ويعطيهم شعوراً غير سار فقد يتناولون طعاماً ذات طبيعة هلامية أو يحتاج مضغ فترة طويلة كاللحم أو الدجاج فيكون من الأفضل أن أنت أعطيتهم هذا النوع من الطعام في شكل قطع صغيرة جداً ورقيقة أو تعطيهم ماء كي يشربوا أو قطعاً من الشكولاته .
أما الأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفضة والذي يضعون كل شيء في أفواههم أو لا يأكلون إلا الأطعمة الحريفة فيكون من الأفضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حس أخري غير التذوق ومحاولة وضع الأشياء في أيديهم وأمام أعينهم ويجب تقليل تناولهم الأطعمة الحريفة بالتدريج .

الطريقة الثانية : تهيئة الشخص الذاتوي للتعامل مع الواقع :-
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدي والأنفع والأكثر واقعية . وتتلخص هذه الطريقة في الإصرار علي تعريض الطفل لكل المثيرات القوية والضعيفة وتهيئته للتعامل مع كل المثيرات المختلفة وتقبلها كسماع الأصوات القوية والمفاجئة وفي نفس الوقت الأصوات الخفيفة أو الهامسة أو تعريضهم لجميع أنواع الملابس المختلفة أو الإصرار علي أن نجعله يتعامل مع المثيرات التي ينفر منها .
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع والأكثر واقعية فليس من الممكن تهيئة الواقع للشخص الذاتوي ذوي الحساسية السمعية المفرطة بحيث لاتحدث أصوات قوية أو لا نجعله يتعرض لهذه الأصوات لأننا إذا أمكننا توفير ذلك في البيت وفي المدرسة فلا يُمكننا توفير ذلك في الشارع ، النادي ، السوق ، الحفلات ... وغيرها من المناسبات الأخرى وبالمثل يمكن قياس ذلك علي باقي الحواس الأخرى .
علاقة الحرمان الحسي بالذاتوية :-
والحرمان الحسي هي عملية تتضمن حرمان الفرد من المؤثرات الخارجية والعزل الإدراكي والعزل الاجتماعي وهو ما يعرف أحياناً في الوقت الراهن بعملية غسيل المخ .
وقد قامت النظريات الفسيولوجية والنظريات المعرفية ونظرية التحليل النفسي بدراسة هذه الظاهرة وقد استخلصت الأبحاث المنبثقة عن هذه النظريات مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الأشخاص الذين مروا بعملية الحرمان الحسي ومن هذه الخصائص :
 قلة القدرة علي التركيز .
 تفكك وانحلال في التفكير ( تفكير غير مترابط )
 قلة القدرة علي تفهم الموضوع .
 عدم القدرة علي التعامل مع المعادلات الحسابية .
 اضطراب في الإدراك ويشمل خداع ، أوهام وهلاوس
 قلق وخوف ومزج الواقع بالخيال .
 زيادة القدرة علي الحفظ الصم Rote
 اختلال وظيفة الأنا ( عدم القدرة علي التعامل مع البيئة الخارجية)
 ظهور ظواهر نفسية بدائية مكبوتة ورغبات طفلية .
وعند النظر بإمعان إلي الخصائص السابقة يتضح أن هذه الخصائص أو الظواهر يظهر أغلبها لدي الذاتويين الأمر الذي يُشير إلي أن الاضطرابات الحسية قد يكون لها دوراً أساسياً ورئيسياً في إحداث أعراض الذاتوية https://www.kayanegypt.com/montada/viewtopic.php?t=54

https://www.werathah.com/phpbb/showthread.php?t=4884









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:47   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
الإعاقة الحركية:
لا تقتصر الإعاقة الحركية على إصابة الانسان بالشلل فتوجد إصابات أخرى تتعلق بتلك التى تحدث فى الأعصاب.





وعن أسباب هذا النوع من الإعاقات: حدوث خلل فى الرسائل الكهربائية المنبعثة من المخ والتى تفقد القدرة على الوصول بشكل صحيح للعضلات، حيث أن العضلات هى التى تحرك المفاصل ... حيث يوجد لكل عضلة الوقود والفرامل على كل جانب لتمكنها من التمدد والتقلص. وفى بعض الأحيان مع إصابات المخ يتم إعاقة هذه الرسائل وتسبب تحفيز إحدى جوانب هذه العضلات بشكل زائد، وهذا السلك (العضلة) المنهك يكون غير موصل جيد للكهرباء للتحميل الزائد عليه وبالتالى تتأثر حركة العضلات. وإذا لم تصل الرسالة العصبية لهذه العضلات يكون رد الفعل لها شديد.



تيبس العضلة وتقلصها (Spasticity & Contracture):

هو فرط رد الفعل الطبيعى للعضلة مما يسبب إجهاد غير متكافئ على المفاصل، ومن الممكن أن يؤدى ذلك بدوره إلى توتر العضلة وتقلصها بشكل دائم مما يؤدى قصرها وثباتها على ذلك وعندما يحدث ذلك تتصلب الأرجل والأيدى وتظل على وضع واحد.



التحول العظمى (Heterotopic ossification):

وهو من الاضطرابات الأخرى المتصلة بالعضلات والمفاصل والمتسببة فيها إصابات المخ، والتى تنمو العظام فيها بشكل زائد عن المعدل الطبيعى لها فى الأنسجة اللينة التى توجد حول المفاصل وبذلك تعوق من حركة المفاصل ويأتى الشعور الدائم بوجود جبيرة داخلية.



الاعاقة الجسمية والصحية حالات مختلفة قد تكون ولادية وقد تكون مكتسبة ولكنها عموماً تحد من قدرة الفرد على استخدام جسمه في القيام بالوظائف الحياتية اليومية بشكل مستقل وعادي .
# الاضطرابات العصبية .
# الاضطرابات العضلية / العظمية
# الاضطرابات الصحية المزمنة
الاضطرابات العصبية
# الشلل الدماغي
إعاقة عصبية حركية تنجم عن تلف مراكز التحكم الحركي في الدماغ غالباً ما تقود إلى اضطراب مستوى التوتر العضلي أو عدم التوازن أو فقدان التحكم بالحركات الإرادية
# الصلب المفتوح
اضطراب ولادي فيه كيس بارز أسفل الظهر ويحتوي هذا الكيس في الحالات الشديدة على جزء من الحبل الشوكي والسائل المخي – الشوكي .
# الاستسقاء الدماغي
تجمع السائل المخي – الشوكي بشكل غير طبيعي في الدماغ ممايؤدي الى توسع الجمجمة وتلف الأنسجة الدماغية وبالتالي الإعاقة العقلية
# شلل الأطفال
عدوى فيروسية تؤدي الى تلف الخلايا الحركية في النخاع الشوكي .
# الصرع
اضطراب مفاجىء في النشاط الكهربائي للدماغ يؤدي الى فقدان الوعي وتشنج اطراف الجسم والنوبات التشنجية .
الاضطرابات العضلية / العظمية
# بتر الأطراف
عدم نمو أو غياب طرف أو أكثر من أطراف الجسم وقد يكون السبب ولادياً أو مكتسباً .
# هشاشة العظام
عدم اكتمال نمو العظام وقابليتها للكسر بسبب الاصابات البسيطة
# التهاب العظام
اضطراب في عمليات النمو العظمي بسبب الالتهابات والاصابات .
# الحثل العضلي
اضطراب يتصف بالتدهور المضطرد في عضلات الجسم الإرادية حيث أنها تستبدل تدريجياً بمواد دهنية .
# اضطراب لج – كالف بيرثز
تلف مركز النمو في الجزء العلوي من عظمة الفخذ.
# التهاب المفاصل الروماتيزمي
مرض حاد ومؤلم في المفاصل والأنسجة ينجم عنه تورم وحمى وتيبس.
# التقوس المفصلي
إعاقة ولادية تكون فيها المفاصل مصابة بالتشوه والتيبس مما يقود إلى قصر العضلات وضعفها والحد من مدى الحركة
# انحناءات العمود الفقري
وتشمل البزخ ( انحناء العمود الفقري إلى الأمام ) والجنف ( انحناء العمود الفقري وميلانه ) والحدب ( انحناء العمود الفقري إلى الخلف )
الاضطرابات الصحية المزمنة
# الربو القصبي
# الهيموفيليا .
# السكري .
# فقر الدم المنجلي .
# التليف الحويصلي .
# الإضطرابات القلبية .

تقسم اسباب الإعاقة الحركية على حسب مكان الاصابة
اولا اسباب تتعلق بالمخ
مثل الشلل الدماغى ويعتبر اهم سبب للاعاقة الحركية عند الأطفال, استسقاء الدماغ , اصابات الدماغ مثل السقوط و حوادث الطرق , امرض المخيخ , الامراض الوراثية التى تؤدى لتدهور وظائف المخ , بعد بعض العمليات الجراحية للمخ و الجلطات
ثانيا امراض النخاع الشوكى
مثل الصلب المشقوق , اصابات العمود الفقرى , شلل الأطفال و مرض ضمور الخلايا العصبية (Spinal muscular atrophy), الاورام التى تصيب النخاع الشوكى و المناطق القريبة منه
ثالثا امراض الاعصاب الطرفية و العضلات
مثل ضمور العضلات او الحثل العضلى (Duchann muscular dystrophy), ضمور الأعصاب الطرفية , اصابة الاعصاب مباشرة
قد تكون الإعاقة لاسباب بالجهاز الحركى
تشوه نمو العظام, لين العظام اما وراثى او غير وراثى , هشاشة العظام ( Osteogenesis Imperficta ), امراض المفاصل مثل تيبس المفاصل و التهاب المفاصل المزمن , انحناء العمود الفقرى قد يؤدى للإعاقة اذا لم يتم التدخل الجراحى فى الوقت المناسب حيث انه قد يسبب ضغط مباشر على الاعصاب الطرفية
وقد تكون اسباب الإعاقة غير مباشرة مثل مرض السكرى و الهيموفيليا و امراض الفشل الكلوى المزمن


المصدر: الشبكة السعودية لذوي الاعاقة - القسم: الاعاقة الحركية

https://m3aq.net/vb/showthread.php?t=44869









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:48   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
https://www.t7di.net/vb/showthread.php?t=46590









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:49   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
الاضطرابات الحسية وكيفية علاجها لدي الأطفال الذاتويين

إعـــــداد : عبدالحليم محمد عبدالحليم

مقدمة :
يتطور الإنسان وينمو ويُصبح له شخصية مميزة وكيان مستقل ووجهة نظر وقدرة على التعامل مع الحياة بكل صعوباتها من خلال العقل الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي ولكن هذا العقل لا يعمل ولا يستطيع العمل إلا من خلال الحواس (السمع ، البصر ، الشم ، التذوق واللمس) التي هي مصدر المعلومات التي تدخل إلى المخ ولكن هذه المعلومات التي تُرسلها الحواس لن يكون لها قيمة ولن تصل إلى المخ إلا من خلال الأعصاب التي تنقل هذه المعلومات من الحواس إلى المخ ، إذن فالمخ والحواس والأعصاب الناقلة للمعلومات الحسية مثلث لابد أن تكتمل أضلاعه الثلاثة حتى يُصبح ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نتذوقه أو نلمسه له قيمة حقيقية وواضح بالنسبة لنا .
أما إذا كان أحد هذه الأضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن نستطيع الحياة بشكل طبيعي وسوف يتوقف أو يتأخر تطور النمو لدينا . وهذا الأمر هو ما نلحظه لدي العديد من الأطفال الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات غير عادية وشاذة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فاستجابتهم تتميز إما بالبرود والتبلد الشديد وإما بالحساسية الزائدة بشكل لا يتناسب مع شدة أو ضعف المُثير فتكون استجاباتهم أكثر أو أقل حدة من استجابة الأطفال الأسوياء فيما يتعلق بالمُثيرات الحسية مثل الأضواء ، الأصوات ، الألم ، الروائح والملامس .

أنواع الحواس :
هناك ثلاثة أنواع من الحواس أو الحساسية وهي الحواس الباطنية العامة المتمثلة في الحاجات العضوية والحواس الباطنية الخاصة المتمثلة في التوتر العضلي والحركة والتوازن والنوع الثالث هو الحواس المستقبلة للمنبهات الخارجية وهي المتعلقة بالبصر ، السمع ، الشم ، المس والتذوق .

(أ) الحواس الباطنية العامة :
هذا النوع من الحواس يظهر في حالة الأحشاء من امتلاء وافراغ معدة ، أمعاء ، مثانة ....، وتنتقل هذه الحواس عن طريق الأعصاب الموجودة في الأجهزة الحشوية من الجهاز الهضمي الموصلة لقشرة المخ ومن مظاهر هذه الحواس الباطنية العامة الجوع ، العطش ، التعب ، الرعشة ، الضيق ، الارتياح ، الإثارة الجنسية ....الخ . وقد ينتج عن اختلال هذا النوع من الحواس أن يفقد الفرد التمييز بين حالتي الجوع والشبع ، أو يفقد الشهية للطعام ، أو البرود والتبلد أو الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط جداً أو عدم الشعور بالتعب رغم بذل مجهود شديد جداً .

(ب) الحواس الباطنية الخاصة :
وهذا النوع من الحواس أكثر تميزاً من النوع السابق حيث أن له أعضاء خاصة لاستقبال التنبهات موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل وكذلك موجودة في الجزء التوازني من الأذن الداخلية .
وهذا النوع من الحساسية يتأثر بالمنبهات الميكانيكية كالضغط والشدة والاحتكاك والحركة وكل هذه الأمور تتحد في حاسة الحركة والتوازن . ومن مظاهر هذا النوع من الحواس أو الحساسية الإحساس بالضغط العميق والجهد والمقاومة والإحساس بثقل الأجسام والإحساس بوضع الأطراف وحركاتها (المدى ، الاتجاه و السرعة) بالنسبة للجسم ، والإحساس بتوازن الرأس بوضع الجسم وتوازنه بالنسبة إلى قوة الجاذبية (وقوف ، انحناء ، جلوس ، استلقاء و انبطاح) وكذلك الإحساس بتحريك وانتقال الجسم بالنسبة إلى الاتجاهات المكانية فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام وخلف .

(ج) الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية :
هذا النوع من الحواس يتمثل في إحساسنا وإدراكنا للمؤثرات الخارجية والتي تعتمد على كفاءة أجهزة الحواس الخاصة بالسمع ، البصر ، اللمس ، التذوق والشم.
ومن مظاهر هذا النوع من الحواس الإحساس باللمس ، البرودة ، السخونة الطعم المر والحلو ، المالح ، الحامض ، الروائح الذكية ، والكريهة ، روائح التوابل ، تمييز الألوان ، تمييز الأماكن ، الأصوات المرتفعة ، الأصوات الضعيفة ، الموسيقي والغناء ، وغيرها من الكثير من المظاهر الحسية التي تعتمد علي الحواس الخمسة .
وهذا النوع من الحواس وهي الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية هو ما سوف نركز عليه ونوضحه بشكل مفصل

تعريف الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين :-
الاضطراب الحسي هو الخلل أو القصور في أي عضو من أعضاء الحواس Sensory Organs ( العين ، الأذن ، الأنف ، اللسان ، والجلد ) في الخلايا العصبية الحسية Sensory Neurones المسئولة عن توصيل المنبهات أو المُثيرات الحسية الخارجية Sensory Stimulus إلي المخ .
وهذه الاضطرابات الحسية تنتشر بصورة واسعة لدي نسبة كبيرة من الأشخاص الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات حسية غير عادية وغير ثابت للمُثيرات العادية والمؤلمة فقد يُعتقد أن البعض من الأطفال الذاتويين لا يسمعون لأنهم لا يردون عندما يُنادي عليهم ، في حين تجد البعض منهم يُبالغون في ردود أفعالهم تجاه أصوات معينة ، وكذلك الحال فيما يخص البصر حيث نجد بعضهم لا ينظرون إلي آبائهم أو إلي الأشياء التي تجذب الأشخاص العاديين في حين نجدهم يحملقون في الأضواء أو الأشياء التي تلمع أو ذات البريق لفترات طويلة .
وكذلك بالنسبة لحواس اللمس أو الشم فقد يتخذ بعض الذاتويين اللمس والشم طريقة لاكتشاف وتفحص البيئة من حولهم فتجدهم يتعرفون علي كل شئ عن طريق لمسه عدة مرات أو وضعه في الفم أو شمه .
كما أن البعض منهم لديه حساسية شديدة لتغيرات الجو ( البرد والحر ) أو للألم وقد يستجيبون لهذه المُثيرات بردود أفعال تتسم بالبرود والضعف وكذلك نجد بعضهم يقاوم اللمس والاتصال الجسدي ولكنهم من جهة أخري يحبون الدغدغة ... وغير ذلك من العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين .

مظاهر الاضطرابات الحسية :-
تتجلى العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين في مظاهر الحس المختلفة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، السمعية ، والتذوقية .
أولاً : مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية :-
يظن الناس عادة أن الطفل الذاتوي مصاب بالصمم لأنه يتجاهل أصوات مرتفعة جداً كالفرقعة أو صوت انفجار ولا يُبدي أي استجابة لتلك الأصوات ، ولكن في الغالب يعلم الوالدين أن طفلهما ليس أصماً بل هو يسمع كل شئ لأنه قد يلتفت عند فتحهم كيس شيبسي أو مغلف شيكولاته أو أي شئ من الأشياء المفضلة لديه . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية ما يلي :
o البكاء والصراخ في الأماكن المزدحمة والحفلات وأعياد الميلاد \
o تغطية الأذنين باليدين أو وضع الأصابع فيها .
o الانتباه الشديد للأصوات الضعيفة والرتيبة مثل بندول الساعة .
o سماع صوت الآلات والمحركات .
o صدي صوت تساقط الماء
o فتح وغلق الأبواب بشكل متكرر .
o حب سماع أغاني معينة ذات رتم وإيقاع مرتفع أو منخفض .
o التعلق بسماع الآذان أو موسيقي نشرات الأخبار .
o الهمهمة مع النفس كثيراً .
o البكاء والصراخ عند استخدام الطباشير أو أقلام السبورة أمامه .
o الصراخ والفزع عند سماع صوت مفاجئ .
o الرعب والهلع عند الاقتراب من شاطئ البحر .
o الصراخ والبكاء عند قص الشعر .

ثانياً : مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية :-
ينطبق نفس الحال فيما يتعلق بالمشاكل الحسية البصرية كما هو الحال في المشاكل الحسية السمعية فقد يتجاهل الطفل الذاتويي الأشياء التي يفضل جميع الأطفال رؤيتها في حين قد يظل لفترات طويلة ينظر ويحملق في شيء يدور أو في جزء من لعبة خاصة به كعجلة السيارة مثلاً .
ومن الأشياء الغريبة والمثيرة أن بعض الذاتويين يجدون طريقهم في الظلام ويستطيعون الحصول علي أغراضهم في الغرفة المظلمة بسهولة ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية ما يلي :
o النظر والحملقة في الأضواء بشكل شديد .
o متابعة الظل بشكل قهري .
o تلمس أوجه الآخرين أو أجسادهم
o تقريب الأشياء من أعينهم بشكل مبالغ فيه .
o النظر إلي الأشياء بشكل جانبي .
o الخوف من التأرجح أو ركوب الألعاب التي تدور بسرعة .
o الخوف من صب الماء أو العصير في الكوب .
o ضرب الأرجل بقوة أثناء المشي .
o النظر إلي الماء وهو يتساقط .
o ذر الرمال أو الأشياء الدقيقة في الهواء والنظر إليها باهتمام .

ثالثاً : مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية :-
يُلاحظ علي بعض الذاتويين أنهم غير حساسين للبرد أو الألم فقد يخرج الطفل الذاتوي في البرد القارس دون ملابس ولا يشعر بالألم إذا ما وقع علي الأرض أثناء الجري أو اللعب ، وقد يضرب الطفل رأسه بالحائط أو الطاولة أو الكرسي ويظهر رغم ذلك وكأنه لا يشعر بالألم أثناء فعله ذلك . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية ما يلي :
o رفض العناق .
o رفض التلامس الجسدي .
o التلذذ باللعب العنيف .
o خلع الثياب أمام الناس .
o الشعور بالبرد في طقس دافئ .
o ضرب النفس وعض الأيدي .
o كراهية غسيل الأسنان .
o خلع الحذاء باستمرار .
o الصراخ عند أخذ حمام .
o صحن أو صرير الأسنان Teeth Grinding .
o هز الأجسام إلي الأمام والخلف .

رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
يلاحظ بعض الآباء علي أطفالهم الذاتويين أنهم يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون أجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الأجهزة الكهربائية بالمنزل . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلي :
o رفض استخدام الصابون .
o شم الأطعمة قبل أكلها .
o رفض بعض الأطعمة.
o شم الأدوات والأشياء التي تطالها يديه .
o الاحتفاظ بالأشياء البالية .

خامساً : الاضطرابات الحسية التذوقية :-
توجد لدي بعض الأطفال الذاتويين خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدي البعض منهم تفضل الأطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الأطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ في الفم لفحصه سواء كان هذا الشيء لعبة أو أداة من الأدوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلي :
o وضع الأشياء في الفم .
o تفضيل الأطعمة الحريفة .
o كراهية بعض أنواع الأطعمة ذات القوام الهلامي .

تفسير الاضطرابات الحسية :-
بعض الذاتويين لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن ونسمعها ولا يحسون ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هو السبب الأساسي والرئيسي الذي يجعل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه مربكاً بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن . وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا .

أولاً : الاضطرابات الحسية السمعية :-
إن عملية السمع تتم ليس بالأذن فحسب وإنما بكيفية ذهاب الصوت إلي الأذن ثم إلي المخ وقد اعتدنا علي وصول الصوت إلي عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر أبداً أن الصوت من الممكن أن يذهب إلي عقولنا بطريقة خاطئة ، إلا أن ما يحدث مع الذاتويين عكس ذلك فالصوت قد ينتقل إلي المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها .
لذلك لا يجب أن نعتقد أن الشخص الذاتوي يحصل علي نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هي (تمبل جراندن) وهي امرأة من الأشخاص الذاتويين الذين تقدموا في حياتهم العلمية والعملية بشكل كبير تقول " تعتريني الدهشة مراراً وتكراراً مما يقول الناس أنهم سمعوه لأنه لا يكون هو نفس الشيء الذي سمعته أنا " .
لذلك فإن ما تسمعه أنت هو الشيء الصحيح أما ما يسمعه الذاتوي فهو الشيء الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لا يعتقد بأن ما يسمعه هو الشيء الخاطئ.
والشخص العادي عندما يري ويسمع شيئاً فإن الصوت والصورة يمضيان معاً في ذات الوقت بشكل متوازن وهو يفعل الأمرين ( السمع والرؤية ) بصورة تلقائية دون جهد أما الذاتوي فيدخل في مخه شيئاً واحداً فقط فإذا دخلت الرؤية أو الصورة أولاً فإن عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقي الصوت فقط أو علي العكس يدخل الصوت أولاً ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هي الشيء الوحيد الذي يحصل الشخص الذاتوي عليه .

o الذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة :-
تنتشر مظاهر الاضطراب الحسي السمعي لدي الذاتويين بأشكال متنوعة فهذا طفل ذاتوي يُغطي أذنيه بيديه لأن أصواتاً معينة تؤذيه وهذا طفل ذاتوي آخر منزعج بدرجة تصل إلي البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر ( سيشوار ) وذاك شخص آخر لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه . وتذكر ( تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب .
وهؤلاء الأشخاص الذاتويين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جداً بحيث أن هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة تسبب لهم ألماً شديداً الأمر الذي يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذي يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لا يسمعون تلك الأصوات لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا علي مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط.
وهناك من الأشخاص الذاتويين من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جداً لدرجة أنهم يقضون وقتاً طويلاً وهم ينصتون إلي نبضات قلوبهم وتنفسهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جداً يصل إلي حد الهمس مع أنفسهم .

o الذاتويين ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :-
وهم علي النقيض من الذاتويين ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائماً تقريب أذنه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وإنما بهدف الاستماع إلي صدي صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء ، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة ، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوي عند الإغلاق .
وهذا النوع من الأشخاص الذاتويين تكون الأعصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ بالغة النقص في الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول علي المعلومات من تلك الأصوات الضعيفة .
وبشكل عام لا يستطيع الشخص الذاتوي تحديد ما يجب أن يُركز عليه ولذلك فعليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلي أذنه وإما أن يغلق سمعه ( من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلي شيء ) فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله فها هي (تمبل جراندن) تقول " قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو ثم أكتشف بعد ذلك أنني أضعت نصفها حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات "

o التشابه بين الذاتويين والصُم :-
يظُهر الأطفال الصُم بعض الأعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين ، العصبية والعدوانية في بعض الأحيان ، والسلوك الإنسحابي وهذه الأعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع الذاتويين ويرجع هذا التشابه بين الجانبين إلي القصور أو الحرمان الحسي السمعي أو التشويش السمعي لديهم حيث يؤدي ذلك إلي فهم خاطئ للموقف وبالتالي سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعي والإحساس بالنقص أو الدونية وعدم القدرة علي توصيل ما يرغب فيه إلي الآخرين .

ثانياً : الاضطرابات الحسية والبصرية :-
قد تري حصاناً جميلاً يسير أمامك فتسأل الشخص الذاتوي ما رأيك في هذا الحصان ولكنه يتعجب لسؤالك لأنه لم يري حصاناً كما رأيته أنت لأن بصره كان مثبتاً علي ظل زيل الحصان أو علي صوت وقع أقدام الحصان وهو بذلك لم يري حصاناً كما رأيته أنت .
لذا ينبغي عليك ألا تظن أن ما يبدو لك أو ما يجذب انتباهك قد يجذب انتباه الشخص الذاتوي لأنه ينظر إلي جزء في الشيء ويُركز علي هذا الجزء ويراه بوضوح تام ولكن كل شيء حوله يكون باهتاً ومشوشاً .

o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المفرطة :-
بعض الذاتويين تشغلهم الأشياء الدقيقة الصغيرة فتجد أحدهم يظل ناظراً إلي ذرة غبار لساعات طويلة ، وقد تجد أحدهم يحب رؤية الأشياء من خلال إنعكاسها في الماء وبعضهم يكون بارع جداً في تركيب الأحاجي (Puzzles ) والبعض منهم يستطيع الحصول علي كثير من المعلومات وحفظها من خلال أعينهم لدرجة يستطيعون معها تذكر تفاصيل وصور كتاب كامل بمجرد رؤيته مرة واحدة .
وبعض الذاتويين قد لا يتحملون بعض الأضواء والألوان الفسفورية فتجدهم يرفرفون بأيديهم أمام أعينهم أو يغمضون ويفتحون أعينهم بطريقة سريعة أو يضعون ايديهم عليها . مثل هؤلاء الأشخاص يكون مسار الرؤية لديهم عالي الحساسية حيث تكون الأعصاب الذاهبة من العين إلي المخ شديد الحساسية .

o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المنخفضة :-
علي عكس النوع السابق بعض الذاتويين الذين لديهم حساسية بصرية منخفضة حيث تأتي بعض المشاهد عبر الأعصاب بشكل ضعيف جداً لذلك نجد بعضهم يبذلون جهداً خارقاً لرؤية شيء واضح جداً ، وقد تجد بعضهم يتلمسون بأيديهم الأشخاص لأن الأشخاص والأجسام تظهر لهم كخطوط عريضة ذات حواف مشوشة ولذلك يلجئون إلي تحسس هذه الأجسام حتى يتبينوا ما هي .
وتجد هناك من يضع الأشياء بالقرب من عينيه أو يحركها باتجاهات متعددة أمام العين أو يميل برأسه ليري ما إذا كانت الأشياء لاتزال كما تبدو عليه ذاتها . وبعض هؤلاء الأطفال يتمكن من تبين الارتفاعات لذا لا يكونوا متأكدين عند نزولهم السلم أو مضيهم في الأنفاق وقد يخافون من الأشياء التي تدور بسرعة لأن كل شيء يبدو لهم ضباباً غير واضح وقد يخشون صب الماء في الكوب لأنهم لايستطيعون رؤية حواف الكوب .
وهناك بعض الأشخاص الذاتويين تجد لديهم النوعين السابقين من الحساسية البصرية ( المفرطة والضعيفة ) فقد تكون لديهم حساسية بصرية شديدة جداً في بعض الأحيان وتكون منخفضة في أحيان أخري فتجد بعضهم يضع الأشياء بالقرب من عينه مباشرة لتفحصها ( حساسية ضعيفة ) في حين يكره رؤية الأشياء التي تدور بسرعة ( حساسية مفرطة)

o التشابه بين الذاتويين وفاقدي البصر :-
يتشابه فاقدي البصر مع الذاتويين في بعض اللزمات الحركية التي يقومون بها مثل هز الرأس أو لي الأصابع أو تحريك الحواجب أثناء الكلام أو رفع الرأس لأعلي أو تحريك الرأس بشكل قهري أثناء الكلام .

ثالثاً : الاضطرابات اللمسية :-
من الأمور المنتشرة لدي الذاتويين سوء معالجة اللمس فإما أن تجد بعضهم يكره التلامس وإما أن تجد بعضهم يفضل اللعب الجسدي العنيف.
o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة :-
وهناك بعض الذاتويين الذين تكون أعصابهم الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ حساسة جداً الأمر الذي يؤدي أحياناً إلي أن بعضهم يقفزون هرباً من لمسة رقيقة أو حضن من أحد ذويهم لأن هذا اللمس الجسدي يؤذي جلودهم وتري بعضهم يشعر بالبرد في جو حار والبعض الآخر قد يشعر بارتفاع درجة حرارة جسمه في جو شديد البرودة .
وبعضهم يسيئ التصرف والسلوك ولايعلم الآخرين سبباً لذلك إلا أنه قد يكون مرتدياً لملابس ضيقة أو ذات ملمس لايريح جلده وبعضهم يخشي ارتداء أنواع جديدة من الثياب بسبب ذلك ولذلك يكون هناك صعوبة لديهم في التأقلم مع الملابس الجديدة . ولذا تجد أن المنبهات التي يكون لها تأثير بسيط علي معظم الناس يكون تأثيرها سيئ ويصل إلي حد التعذيب بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة ولذلك نجد تمبل جراندن تشير إلي ذلك بقولها " لقد أردت أن أشعر بإحساس جيد لكوني محضونة لكنني عندما كنت أُحضن من قبل الناس كانت المنبهات تغرقني كموجة بحرية هائجة ، وقد استغرقت وقتاً طويلاً كي أتعلم قبول الإحساس بأن أظل ممسوكة ولا أحاول الهروب "
ويقول براد براند وهو شخص من الذاتويين الذين وصلوا لمستوي متقدم من مراحل التعليم والعمل والحياة باستقلالية يقول " إنني كنت أنفر من بعض الناس عندما يلمسوني ليس لأني لا أحبهم وليس خوفاً من ملامسة هؤلاء الأشخاص وغنما خوفاً من عملية التلامس الجسدي نفسها "

o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المنخفضة :
مثل هؤلاء الأشخاص تكون العصاب الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ قليلة الحساسية وبذلك يأتي الحس باللمس عبر تلك الأعصاب ضعيفاً جداًً لذا يجب عليهم أن يحاولوا جاهدين الحصول علي المعلومات من تلك اللمسات الضعيفة ولذلك فقد تجد البعض منهم يضرب نفسه علي رأسه أو يلطم وجهه ، وبعضهم يهزون أجسادهم للأمام وللخلف أو يضعون أنفسهم بين قطع الأثاث المتجاورة أو يضعون أنفسهم تحت وسائد الأريكة ويجعلوا شخص آخر يقف عليها .

رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :-
هناك بعض الذاتويين الذين ينزعجون من معالجة الروائح النفاذة أو القوية وبعضهم يضع كل شيء علي أنفه ويشم كل شيء تصل يده إليه .
o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية المفرطة :-
هناك بعض الأشخاص الذاتويين الذين تكون الأعصاب الذاهبة من أنوفهم إلي أدمغتهم حساسة جداً ولذلك تأتى الروائح قوية جداً عبر تلك الأعصاب الأمر الذي يغضبهم ويجعلهم يبكون أو يصرخون أحياناً فقد تجد بعض الذاتويين يكرهون الدخول للحمام وبعضهم يكره دخول المطبخ وبعضهم يكره الجلوس بجوار أي شخص يضع عطراً فتجد أن بعض الأطفال يهربون عند اقتراب آبائهم أو أمهاتهم منهم ليس لأنهم لايحبونهم وإنما يرجع ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الأب أو الأم وليس معني ذلك أن رائحة الأب أو الأم نفاذة أو سيئة وإنما لأن أعصاب الشم لدي هؤلاء الذاتويين حساسة جداً . وبعض هؤلاء الأطفال يكره بعض الأطعمة لأن لها رائحة نفاذة وحادة وقوية .
o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية الضعيفة :-
ومثل هؤلاء الأشخاص تجدهم يشمون كل شيء تقع عليه أيديهم أو يحبون بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة والقوية أو تجدهم يحبون الاقتراب من الأفراد الآخرين وشم أجسامهم وذلك لأن أعصاب الحس الشمي لديهم أي الأعصاب الذاهبة من الأنف إلي المخ ضعيفة جداً ولذلك فإن الروائح تصل بصعوبة وبشكل ضعيف .

خامساً : اضطرابات الحسية التذوقية :-
الاضطرابات الحسية التذوقية شأنها شأن الاضطرابات الحسية الأخرى فينقسم المصابون بها إلي قسمين إما ذوي حساسية مفرطة أو مرتفعة وإما حساسية منخفضة أو ضعيفة .
o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية المفرطة :-
بعض الذاتويين تكون العصاب الذاهبة من الفم إلي المخ حساسة جداً تجدهم يرفضون تناول بعض الأطعمة مثل الطعنة التي يصعب مضغها كاللحم أو الدجاج أو بعض الأطعمة الهلامية كالجيلي أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة لأن كل هذه الأطعمة تولد لديهم إحساس سيئ في الفم واللسان والأسنان .
o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية الضعيفة :-
هنا نجد أن بعض الذاتويين يفضلون أكل الأطعمة الحريفة وبعضهم يأكل بعض المواد والأشياء غير الصالحة للأكل مثل التراب أو الخشب وبعضهم يلجأ إلي عض أي شيء تطاله يده وهناك من هؤلاء الأطفال من يضع الأشياء في فمه كمحاولة لاستكشاف الشيء عن طريق طعمه وقوامه وسمكه وهؤلاء الأشخاص تكون الأعصاب الذاهبة من الفم إلي المخ ضعيفة جداً .

أسباب الاضطرابات الحسية :-
يتضح لنا من العرض السابق أن جميع الاضطرابات الحسية السابقة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، الشمية والتذوقية تحدث نتيجة لأحد الأسباب الثلاثة التالية:
1- أعصاب حسية مفرطة أو شديدة تصل بين الحواس والمخ .
2- أعصاب حسية ضعيفة تصل بين الحواس والمخ .
3- أعصاب حسية سيئة في الاتجاهين فأحياناً تكون شديدة الحساسية وأحياناً تكون ضعيفة الحساسية .

علاج الاضطرابات الحسية :-
هناك طريقتان لعلاج أو للتعامل مع الاضطرابات الحسية :-
الطريقة الأولي :- هي أن تحاول تهيئة الواقع المحيط بالطفل الذاتوي وفقاً لحالته :
o فمثلاً بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة فمن الأفضل أن تقلل من حدوث المثيرات أو المنبهات الصوتية المرتفعة والمفاجئة وإذا كان سيحدث صوتاً عالياً يمكنك أن تنبه الذاتوي إلي حدوثه ومن الممكن أن تُحدث له صوتاً خفيفاً يحل محل الصوت العالي .
o أما الأفراد ذوي الحساسية السمعية المنخفضة فيمكن إشغالهم بمشاهدة مناظر وسماع أصوات وبذلك لا تجعلهم يحاولون سماع صوت واحد فقط ومن الممكن أن توجه انتباههم إلي الأشخاص أو الأشياء التي تصدر هذا الصوت ولا تجعلهم يوجهوا انتباههم فقط لتلك الأصوات وإنما إلي الناس والأجسام التي تصدر تلك الأصوات .
o أما بالنسبة لذوي الحساسية البصرية المفرطة يكون من المجدي عدم تعريضهم للأضواء البراقة المبهرة أو الأشياء ذات الألوان الفسفورية أو تحاول تحويل انتباههم عن رؤية تلك الأضواء أو الألوان بأن تعطيه أشياءً تدور أو تضع علي أعينهم نظارات شمسية .
وبالنسبة لذوي الحساسية البصرية الضعيفة فيكون الأمر عكس ذلك فيجب جعل الأضواء أكثر بريقاً أو تجعلهم يستخدمون عدسات مكبرة أو أن تعلمهم أن يحاولوا اكتشاف الشيء بأيديهم بدلاً من وضعه علي العين مباشرة .
o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية المفرطة فيجب عدم تعريضهم للملامس الخشنة وبدلاً من ذلك يتم إعطائهم أشياء ناعمة الملمس وإذا شعروا بالبرد في شهور الصيف فيجب أن تلبسهم ملابس ثقيلة أو أن تعطيهم معاطف ولايجب إلباسهم ملابس ضيقة .
o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية الضعيفة فيكون العكس تماماً فيمكن تعريضهم للأشياء والملامس الخشنة واللعب العنيف معهم وتعريفهم دائماً للضغط الجسدي فتمبل جراند التي اخترعت آلة للضغط تقول " بعد استخدامي للآلة تعلمت أن ألمس القط بشكل أكثر لطافة بحيث قرر البقاء معي بعد أن كان يهرب مني وتعبن عليَّ أن أكون مرتاحة قبل أن أوفر الراحة للقط وقد أعطتني الآلة هذه الراحة وكان للآلة تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي لديَّ وكذلك علي السلوك المفرط في رد الفعل".
o أما ذوي الحساسية الشمية المفرطة فيحتاجون عدم تعرضهم للروائح النفاذة كالعطور والصابون أو معجون الأسنان وإذا كانوا في غرف مغلقة فيجب فتح نوافذ الغرفة له لتجديد الهواء الجديد المنعش أو تقوم بإخراجه من الغرفة .
o والأشخاص ذوي الحساسية الشمية الضعيفة يحتاجون إلي روائح نفاذة وشديدة وقوية حتي يشعروا بحاسة الشم لديهم ومن الأفضل أيضاً إن أنت جعلتهم ينشغلوا بحاسة أخري غير الشم كأن تجعلهم ينظرون لشيء أو يستمعون لموسيقي أو أي أصوات أخري أثناء تناولهم أو تعرضهم للأشياء ذات الروائح الضعيفة بالنسبة لهم.
o والأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المفرطة يجب عليك تغيير ما قد يؤذي أفواههم ويعطيهم شعوراً غير سار فقد يتناولون طعاماً ذات طبيعة هلامية أو يحتاج مضغ فترة طويلة كاللحم أو الدجاج فيكون من الأفضل أن أنت أعطيتهم هذا النوع من الطعام في شكل قطع صغيرة جداً ورقيقة أو تعطيهم ماء كي يشربوا أو قطعاً من الشكولاته .
o أما الأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفضة والذي يضعون كل شيء في أفواههم أو لا يأكلون إلا الأطعمة الحريفة فيكون من الأفضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حس أخري غير التذوق ومحاولة وضع الأشياء في أيديهم وأمام أعينهم ويجب تقليل تناولهم الأطعمة الحريفة بالتدريج .

الطريقة الثانية : تهيئة الشخص الذاتوي للتعامل مع الواقع :-
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدي والأنفع والأكثر واقعية . وتتلخص هذه الطريقة في الإصرار علي تعريض الطفل لكل المثيرات القوية والضعيفة وتهيئته للتعامل مع كل المثيرات المختلفة وتقبلها كسماع الأصوات القوية والمفاجئة وفي نفس الوقت الأصوات الخفيفة أو الهامسة أو تعريضهم لجميع أنواع الملابس المختلفة أو الإصرار علي أن نجعله يتعامل مع المثيرات التي ينفر منها .
وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع والأكثر واقعية فليس من الممكن تهيئة الواقع للشخص الذاتوي ذوي الحساسية السمعية المفرطة بحيث لاتحدث أصوات قوية أو لا نجعله يتعرض لهذه الأصوات لأننا إذا أمكننا توفير ذلك في البيت وفي المدرسة فلا يُمكننا توفير ذلك في الشارع ، النادي ، السوق ، الحفلات ... وغيرها من المناسبات الأخرى وبالمثل يمكن قياس ذلك علي باقي الحواس الأخرى .

علاقة الحرمان الحسي بالذاتوية :-
والحرمان الحسي هي عملية تتضمن حرمان الفرد من المؤثرات الخارجية والعزل الإدراكي والعزل الاجتماعي وهو ما يعرف أحياناً في الوقت الراهن بعملية غسيل المخ .
وقد قامت النظريات الفسيولوجية والنظريات المعرفية ونظرية التحليل النفسي بدراسة هذه الظاهرة وقد استخلصت الأبحاث المنبثقة عن هذه النظريات مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الأشخاص الذين مروا بعملية الحرمان الحسي ومن هذه الخصائص :
o قلة القدرة علي التركيز .
o تفكك وانحلال في التفكير ( تفكير غير مترابط )
o قلة القدرة علي تفهم الموضوع .
o عدم القدرة علي التعامل مع المعادلات الحسابية .
o اضطراب في الإدراك ويشمل خداع ، أوهام وهلاوس
o قلق وخوف ومزج الواقع بالخيال .
o زيادة القدرة علي الحفظ الصم Rote
o اختلال وظيفة الأنا ( عدم القدرة علي التعامل مع البيئة الخارجية)
o ظهور ظواهر نفسية بدائية مكبوتة ورغبات طفلية .
وعند النظر بإمعان إلي الخصائص السابقة يتضح أن هذه الخصائص أو الظواهر يظهر أغلبها لدي الذاتويين الأمر الذي يُشير إلي أن الاضطرابات الحسية قد يكون لها دوراً أساسياً ورئيسياً في إحداث أعراض الذاتوية .
ونترك للقارئ ( المُعلم ) الحكم على هذا الاستنتاج بنفسه من خلال تعامله مع الأطفال الذاتويين .

المراجـــــــــــــع
أولاً المراجع العربية :-
1- أحمد عكاشة (1982) : علم النفس الفسيولوجي ، دار المعارف ، الطبعة السادسة .
2- سميرة عبداللطيف السعد (1992) : معاناتي والتوحد ، دار النشر المؤلفة ، الطبعة الأولي .
3- عبدالحليم محمد عبدالحليم (2004) : الذاكرة لدي المصابين بالذاتوية Autism والمصابين بالتخلف العقلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم النفس ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس .
4- عثمان لبيب فراج (2002) : الإعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة ، المجلس العربي للطفولة والأمومة ، الطبعة الأولي.
5- لورنا وينج (1996) : الأطفال التوحديون ، ترجمة هناء المسلم ، الطبعة الأولي ، غير مبين دار النشر .
6- مركز الكويت للتوحد : رسائل من عالم التوحد " اللغز الذي لم يوجد له حل حتي الآن" مركز الكويت للتوحد .
ثانياً :- المراجع الأجنبية
7.Benneto, L. Rogers, S. (1996); Autism spectrum disorders. In James Jacolison, A.M (Eds.) Psychiatric Secrets. New York, Hanly and Belfast, Inc.
8.Beth, A. (1998); the Development of tools for earlier diagnosis of autism is moving quickly. American Psychological Association (APA), Nov. Vol. (11) 29.
9.Ellis, K.. & Wing, L. (1990); What is autism? Family Services, The National Autistic Society.
10.Fred, R. Volkmar, (1999); Autism and pervasive developmental disorders. Cambridge Monographs in Child and Adolescent Psychiatry, Cambridge University Press.
11.Philip, C. (1995); Abnormal Psychology. Los Angeles, University of California.
12.Robert, B.; Andrew, J.; Philip, K; Preston, V.; Gordan, D. (1992); The Merck manual of diagnosis and therapy. Merck Research Laboratories, Merck & Co. Inc.
13.William, H. & Michael, O. (1993); Exceptional children. New York, Merrill, an Imprint of MacMillan Publishing Company.

عبدالحليم محمد عبدالحليم
13/6/2005
القاهـــرة



https://www.gulfkids.com/ar/index.php...rtCat=9&id=495









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:50   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
لاضطرابات الحسية الجسدية (السيكوسوماتيه)


الاضطرابات الحسية الجسدية






تقييم الأعراض والعلامات: تنشأ الاضطرابات الحسية الجسدية عن خلل يصيب سبل الحس في أي موضع من مسيرها ، بدءاً بالمستقبلات الحسية في الجلد أو تحت الجلد أو العضلات أو الأحشاء ، وحتى مناطق الحس المركزية في قشر الفص الجداري .وبين هذين الموضعين النهائيين تمر الجذور الخلفية ومن ثم تدخل الحبل الشوكي. تتشابك السبل التي تحمل حس الألم والحرور في القرن الخلفي وتمر إلى الجهة المقابلة من الحبل وتصعد إلى المهاد . أما الألياف التي تحمل حس الإدراك الحسي واللمس الخفيف فتصعد في نفس الجهة من الحبل الشوكي وتتشابك في مضيق الدماغ ثم تتصالب في الجسر ثم تصعد إلى المهاد في الجهة المقابلة .
وبما أن الألياف الحسية تتشارك مع الألياف التي تحمل وظائف عصبية أخرى في مسير تشريحي واحد، فإن اضطرابات حس الجسد المنفصلة عن بعضها غير شائعة . هذا وعلى الرغم من أن الأعراض الحسية الجسدية مصدر شكوى لكثير من المرضى ، فقد لا نحصل بفحص المريض على نتائج أكيدة ، مما يجعل الأطباء يعتمدون أكثر على الشذوذات الحركية والانعكاسية لوضع تشخيص تشريحي وسببي للخلل العصبي .

وهكذا فقد بحثت معظم الشذوذات الحسية مع الشذوذات الحركية المرافقة لها ( كما في اضطرابات الأعصاب المحيطية ) أو مع مختلف الأمراض المسببة لها ( كأمراض الدماغ والحبل الشوكي الوعائية أو الورمية ) ولم يبحث هنا سوى قليل من اضطرابات الحس . كما بحثت أمراض السبل الحسية المؤلمة في السابق.

تقييم المريض:
يمكن لاضطرابات حس الجسد أن تنقص الحس أو أن تزيده أو أن تشوهه حسب نمظ الإصابة وشدتها .

يعرف نقص الحس بعدم إدراك المريض لما يلمسه ( نقص الحس أو فقد الحس ) ، أو بعدم إحساسه بالألم أو بالحرارة ( فقد حس الألم والحرور). أما في فرط الحس فيشعر المريض بوخز ( مذل Parasthesias ) ، تلقائياً أو أحياناً بعد حروق الشمس ( فرط الحس Hypperesthesia ) . أما خلل الحس Dysesthesias فهو إحساس مزعج أو مؤلم يحدثه منبه غير مؤلم .

ولا يمكن غالباً بالفحص تأكيد شذوذات الحس الخفيفة التي يشعر بها المريض تلقائياً . وفي مثل هذه الحالة يجب أن يطلب من المريض أن يصف هذا الشذوذ الحسي بما أمكن من الدقة ، وأن يرسم توزعه .

و كثيرون من المرضى يفركون الجزء المصاب بلطفط لإظهار اضطراب الحس ( المذل ) الموضعي . وهذا يسمح للطبيب بتحديد ما إذا كان الشذوذ الحسي يتبع عصباً وحيداً ( كما في الخدر الفخذي المؤلم ) أو عدة أعصاب ( كما في اعتلال الأعصاب ) ، أو جذراً عصبياً ، أو جزءاً من الجملة العصبية المركزية . وعلى الطبيب أن يحاول توثيق الشكاوى الحسية بفحص للحس دقيق .

ويكفي عادة الفحص بالدبوس لاختبار الحس ( يستطيع كثير من المرضى السليمي الحس التفريق بين رأس الدبوس الحاد وطارته الكليلة ) . ويجب أن يجرى اختبار الحس بكل أنماطه من المنطقة المضطربة الحس إلى المنطقة السوية ، وأن يسأل المريض أن ينتبه للحدود بينهما .

يمكن اختبار اللمس بقطعة من القطن ، وحس الاهتزاز بمرنان 128 هرتز ، وحس الوضعة بتحريك المفاصل حركات صغيرة ( يفضل المفاصل الصغيرة كمفاصل الأصابع في اليدين والقدمين ) ويسأل المريض عن اتجاه الحركة . يوضع في يد المريض شيء وهو مغمض العينين ويطلب إليه التعرف عليه ( حس معرفة الأشياء Stereognosis ) كما يطلب إليه تمييز نقطتين تبعدان عن بعضهما 2 - 3 مم في نهاية الأصبع بواسطة فرجار.

والفحوص الحسية العصبية صعبة الإجراء ، ولا سيما إذا كان المريض متعباً ، ولذا يمكن إجراؤها على عدة جلسات ، مع العلم أن حدود اضطراب الحس قد تتغير من فحص لآخر حتى في الاضطراب الثابت .

تزول المنعكسات الوترية باكراً في إصابة الألياف الحسية الغليظة لأن إصابتها تكسر القوس الانعكاسية وتوقف المنعكس الوتري . وهذا يعني دوماً أنه إذا كانت منعكسات المريض الوترية سوية ( ولا سيما منعكس الدابرة ) أنه ليس مصاباً باعتلال عصبي في الألياف الحسية الثخينة .

اضطرابات الحس النوعية :
تحدث اضطرابات حس البدن بشكلين : الأول عندما تصيب آفة بنيوية بؤرية جزءاً من الجملة العصبية التي تنقل الحس .

والأمثلة على ذلك احتبال الأعصاب الحسية كالعصب الفخذي الجلدي الوحشي ) وانضغاط الجزء الحسي من الجذر العصبي في انفتاق القرص ، وحدوث آفة صغيرة تصيب الألياف الشوكية - المهادية المتصالبة في الملتقى الأمامي من الحبل الشوكي ( كالورم والتكهف ) وستبحث الاحتشاءات والأورام الصغيرة التي تصيب الأعصاب الحسية تحت عناوين مناسبة في فصول قادمة .

والمثال الثاني هو عندما يصيب اضطراب استقلابي أو تنكسي الألياف الحسية دون الألياف الحركية . وأحسن مثال على أمراض الجهاز الحسي المنتشرة الواسعة هو اعتلالات الأعصاب الحسية ، ا لحادة أو تحت الحادة ، التي تصاب بها المحورات الحسية أو إصابة خلايا عقد الجذور الخلفية المباشرة.

ومثال آخر ، نادر جداً ، هو فقْدُ حس الألم الشامل الخلفي Congenital Universal Indifference to Pain : الذي يتميز بفقد حس الألم الخلقي في كل الجسم مع بقاء بقية أنماط الحس سليمة . وأساس هذه الحالة الفيزبولوجي المرضي غير معروف .

ينجم اعتلال العصب الواحد أو اعتلال الجذر الواحد ، عادة عن - احتبال العصب المار عبر مناطق ضيقة ( كالثقب بين الفقرية أو مخرج الصدر أو نفق الرسغ ) وأكثرها حدوثاً هو ألم الفخذ المذلي Paresthetica Meralgia وهو اعتلال عصبي حسي ينتج عن احتبال أو انضغاط العصب الفخذي الجلدي الوحشي أثناء مروره تحت الرباط الإربي .

فالأشخاص السمان الذين يلبسون أحزمة مشدودة ، وأولئك ذوو البطون المترهلة المهتزة ، يصابون أحياناً بخدر وحس حرق في الوجه الوحشي الأمامي من الفخذ .

ويثير هذه الأعراض أحياناً الوقوف والمشي المديدان . وقد يساعد في تحسين هذه الأعراض إنقاص الوزن وعدم استعمال الأحزمة . ولكنها تزول تلقائياً في كثير من الحالات . ولعدم وجود ألياف حركية في العصب الفخذي الجلدي الوحشي لا تحدث في إصابته اضطرابات حركية أبداً .

وتحدث متلازمة مماثلة خدراً في الوجه العلوي لإبهام اليد عندما يضغط حزام الساعة المشدود الفرع الجلدي للعصب الكعبري . وقد تقتصر متلازمة نفق الرسغ ومتلازمة مخرج الصدر في بدئهما على الحس فقط ولا تحدثان عجزاً جدياً إلا إذا أصيبت معها الألياف الحركية أيضاً .

اعتلال الأعصاب الحسية او التي يغلب فيها إصابة الحس :
الاسقلابية السموم
الداء السكري
اليوريميا
الداء النشواني الأرسنيك
أكريلاميد
التاليوم
التركلورواثيلين
الأدوية متفرقات
البيريدوكسين
السيسيلاتين
التاليدوميد
الايزونيازيد التأثيرات الجانبية للأخماج
التأثيرات الجانبية للأورام
التهاب المفاصل الرثياني
وسيبحث فيما بعد انضغاط الجذر الحسي وانضغاط السبيل الحسي في الحبل الشوكي كما يحدث في انفتاق القرص بين الفقري أو في داء الفقار الرقبي أو القطني . ويمكن للحلأ النطافي أن يسبب ألماً وفقد حس في توزع الجذر العصبي المصاب .

يمكن لاعتلالات الأعصاب أن تبدأ بضعف الحس وأن تبقى حسية فقط أحياناً . واعتلال الأعصاب الالتهابي الحسي الحاد Sensory Neuroparh Acute Inflmmatory ، أو اعتلال العصبون الحسي الالتهابي ، وهو النظير الحسي لاعتلال الجذور الحركي ( متلازمة غيلان باريه ( Syndrome Guillain -Barr ) . وهو أندر منه .
ويمكن أن يتلو خمجاً عادياً بعدة أسابيع يبدأ سريعاً بألم وفقد الحس . ويمكن لأي منطقة في الجسم أن تصاب وتكون الإصابة متناظرة عادة .

ويصاب هؤلاء المرضى بالعجز الشديد بسبب اضطراب الحس وفقد الاستقبال الحسي في اليدين والساقين مما يمنعهم من المشي والقيام بحركات للدقة . وتزول عادة المنعكسات الوترية . وقد يظهر فحص ال س . د . ش زيادة في الآحين . وتكون سرعة التوصيل العصبي غالباً سوية بينما لا يمكن الحصول على الكمونات الحسية المحرضة. إنذاره على نقيض إنذار متلازمة غيلان - بارية سيء بالنسبة للشفاء ، إذ يبقى المرضى عادة عاجزين بسبب فقد الحس .

وهناك صورة سريرية مماثلة لاعتلال الأعصاب الحسية الالتهابي تصادف أحياناً كتأثير جانبي بعيد للسرطانات . والبدء فيه أيضاً تحت الحاد ولا يشفى . وقد تتشارك معه علامات عصبية مركزية أخرى ( التهاب الدماغ والنخاع ) ، ويتشارك .عادة مع سرطان الرئة صغير الخلايا . ونادراً ما يشفى منه المريض حتى ولو عولج السرطان الأولي المسبب بنجاح . ومرضيته هي تخرب خلايا عقد الجذور الخلفية المرافقة بارتشاحات التهابية موضعة .

اعتلالات الأعصاب الحسية الوراثية نادرة ، النمط الأول منها هو اعتلال جذري عصبي موروث بخلة سائدة ويصيب حس الألم والحرور أكثر من حس اللمس والاستقبال الحسي . وقد يؤدي لتقرحات ثابتة ( الداء الثاقب ) في القدمين . والمرض مترق ببطء. ويوضع التشخيص بالقصة العائلية . والنمطان الثاني والثالث مورثان بخلة صاغرة ويبدآن في الطفولة . والنمط الثالث يتشارك باضطراب في الجملة المستقلة ( خلل الجملة المستقلة أو مرض رايلي - داي Riley - Day ) كما أن الداء النشواني الأسري يسبب أيضاً أشد الأذى لألياف الألم وألياف الجملة المستقلة .

وكثير من اعتلالات الأعصاب الاستقلابية والسمية تبدأ باضطرابات حسية وتبقى كذلك . وينطبق ذلك على اعتلالات الأعصاب السكرية واليورميائية Uremic Neuropathies . ينطبق أيضاً على اعتلالات الأعصاب المسببة عن السيسبلاتن Cisplatin والبيردوكسين Pyridoxine والإيزونيازيد Isoniazid والثاليسومايد Thalidomide .



الكاتب www.medial.com
2009-02-19









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 20:53   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة djiddi مشاهدة المشاركة
من فضلكم اريد بحث حول الاضطرابات الحس الحركية و جزاكم الله كل خير ارجو الرد منكم
بية الحركية (مفهومها, اهدافها, اسسها, علاقتها )







الحركة هي النشاط وهي الشكل الأساسي للحياة وهي في مضمونها استجابة بدنية وحتى نتجنب الخوض في عمارا لتعريفات فان الحركة التي نقصدها هي هي الحركة الهادفة التي تودي إلي النشاط الملحوظ في العضلات الهيكلية أي الحركة الإرادية , ودوما كانت الحركة هي الطريقة الأساسية في التعبير عن الأفكار والمشاعر والمفاهيم وعن ألذات بوجه عام فهي استجابة بدنية ملحوظة لمثير ما سواء كان داخليا ام خارجيا واهم ما يميزها هو ذلك التنوع الواسع في أشكالها وأساليب أدائها كما ان الحركة من طرق التعليم قديما وحديثا فهي تساعد علي اكتساب النواحي المعرفية وتشكيل المفاهيم وحل المشكلات فمن خلا ل الحركة تمكن الإنسان من تحقيق اكتشافات عديدة في بيئته الطبيعية والاجتماعية مما ساعده في نفس الوقت علي اقتصاد جهده وحركاته وتكيف أنماط حياته تبعا لذلك , ولذلك فان الخبرة الحركية خبرة غرضية لانها تساعد الطفل علي مواجهة العالم من حوله لذا فمن واجبنا ان نساعد الأطفال من الجنسين علي ان يكتشفوا إمكانيتهم الحركية ليعلموا ما في استطاعة أبدانهم من قدرات , والحركة هي النمو فكل أشكال النشاط الإنساني تتضمن الحركة وتحتاج اليها , والنظرة الشمولية علي مدى تاريخ الوجود الإنساني توضح أهمية الفترة التي نطلق عليها فترة التربية الحركية لطفولة الإنسان والتي تبدأ عقب ميلاد الطفل وحتى سن البلوغ تقريبا .(18:17:1)

- مفهوم التربية الحركية Movement Education
التربية الحركية او التربية من خلال الحركة( تعمل علي تكيف الطفل مع جسمه ) وهو نظرية جديدة او اتجاه جديد في التربية مثل التعلم عن طريق الخبرة اوالنشاط , وقد ظهرت منذ ظهور العقود الأخيرة بقصد إخراج التعليم المدرسي من صيغته التقليدية العقيمة في مناهج طرق التعليم الي صيغ اكثر فاعلية وايجابية في تكوين الفرد وتنميته الي اقصي ما تؤهله له امكاناته وقدراته ومواهبه .(32:5)
وقد اشتق مفهوم التربية الحركية من مفهوم قديم تحت اسم التربية النفسحركية للأطفال وهو مفهوم استخدم في اوربا الغربية قديما كرد فعل لإخطار ( فروبل , وبستالوتزى ,وجان جاك روسو) وغيرهم من المفكرين التربويين ممن اهتموا بتربية الطفل وتطبيعه اجتماعيا وثقافيا وسرعان ما تم توجيه المفهوم من خلال أراء أفكار لأبان وزملاءه لإكساب الأطفال الخبرات الحركية او نمو العمليات الادراكية الحركية والتعلم الحس حركي وقد بدأت كمجرد أفكار وتوجهات إلي ان أصبحت نظام تربوي شامل متكامل يخاطب الأطفال في مراحل ما قبل المدرسة ورياض الأطفال والتعليم الابتدائي .





ويذكر قاموس علوم الرياضة عام 1992م ان التربية الحركية أخذت تنتشر تدريجيا في انجلترا وبعض دول أوربا علي انها تربية الفعل والأداء الرامية لأقصي تكيف إنساني ممكن للطفل مع البيئة والتغيرات السيئة .
ولقد اتخذ مفهوم التربية الحركية عدة مسميات أطلقت عليه , منها التربية النفس حركية والتربية الادراكية الحركية وكما أوضح بوتشر Bucher ان هناك متردافات استخدمت كوصف للتربية الحركية مثل الحركات الأساسية والاستكشاف الحركي إلا أن المجال كان واسع المدى في تفسير مفهوم التربية الحركية ابتداء من اولئك الذين اعتبروها مجرد وحدة من الوحدات التعليمية لمنهج التربية البدنية في التعليم الابتدائي وصولا الي أولئك الذين فسروها علي انها تعبر عن المجال الإجمالي لحركة الإنسان . (159:1)
ويمثل مفهوم التربية الحركية اتجاه جديدا لاعلي المستويات في التربية البدنية وانما علي المستوى التربوي العام فهي نظام يستهدف طفل التعليم الأساسي , فالعلاقة بين التربية ومفهوم الحركة يمكن ان يتحدد من خلال ثلاثة ابعاد وهي :
* التربية عن الحركة Education Abut Movement:
ويقصد به الشكل العقلي للبحث والاهتمام الذي يناقش أسئلة مثل التأثير الذي تحدثه الحركة في حياة الإنسان وكيف يرتبط النمو بالتحكم الحركي .
*التربية من خلال الحركة Education Through Movement:
وهي تربية تتم عن طريق الحركة البدنية , فهي تعرف الفرد ما يتصل بجسمه ومن خلاله ينمي الفرد لياقته ومفاهيمه وقيمه , لا علي المستوى الحركي فحسب بل علي المستوى الانفعالي والاجتماعي وهو مفهوم اقرب ما يكون للتربية الحركية .
*التربية في الحركة Education In Movement:
وهي تربية تتم بهدف الحركة وجوهرها وفي حد ذاتها وهي تتشكل من القيم الداخلية او الحصائل التي تعد من المكونات الأصلية للأنشطة الحركية مثل الوعي الجسمي وإدراك ألذات والوعي بالمفاهيم الحركية وهو اتجاه يرى أن الأنشطة الحركية ينبغي ان تودي كهدف في حد ذاتها .(156:4)
ويرى جالهيو (Gallhue,1996) وعثمان (1998) ان التربية الحركية أو التربية منخلال الحركة تندرج تحت مفهومين فرعيين متصلين متداخلين هما: تعلم الحركة, والتعلممن خلال الحركة. ومن الصعب الفصل بين المفهومين حيث يحتاج الطفل من خلال الحركةوإتقانها, إلى زيادة معارفه وخبراته المعرفية، بالإضافة إلى اكتساب اللياقة البدنيةوالصحية.
ويقصد بالمفهوم الأول التعلم الحركي أو تعلم الحركة, أن تكون الحركة موضوع التعلموأن تكون المهارة الحركية واللياقة البدنية هدفان أساسيان من التعلم, بعبارة أخرىأن تعلم الحركة أو المهارة هو الهدف الأساسي من التعلم









وهذا بالطبع يتطلبالاستعانة بالعديد من العلوم الحركية الأخرى كالتعلم والتطور الحركي وعلمالفسيولوجيا وعلم النفس والاجتماع الرياضي وغيرهم من العلوم.
أما المفهوم الثاني للتربية الحركية وهو التعلم عن طريق الحركة, وفيه تتسع دائرةالتعلم فتشمل جميع جوانب نمو الطفل وتكون الحركة أداة لتحقيق الأهداف المرجوةالمتمثلة في النمو الجسمي والنمو الاجتماعي والنمو الانفعالي.(8)
- أصول التربية الحركية :
يعتبر ر ودلف لأبان Laban رائد التربية الحركية من خلال دراسته عن الحركة أثناء أقامته في انجلترا من عام 1938م وحتى توفي عام 1958م والذي اعلن ان جسم الإنسان عبارة عن اداة تتم الحركة من خلالها , وان الانسان يتمتع بنوعية خاصة من الحركة لها ما يميزها من حيث التنوع والمدى والاختلاف في انماطها واساليب ادائها واقتنع لابان بالفائدة الكبرى للحركة الاستكشافية وبالتلقائية الكامنة في الحركة وكان معارضا بشدة للجداول الموضوعة للتمرينات البدنية بدون تصنيف حركي والتي تتميز بالجمود والبعد عن الابتكار .(5:2)
- تعريف التربية الحركية :
*تعرف لوجدون واخرون Logedon at al 1997م التربية الحركية بانها :
"عملية تغير مستمرة مدى الحياة فهي عملية للتعلم والتنمية الحركية تبدا من الميلاد وتستمر خلال سلسلة لاتنتهي من التغيرات مدى الحياة".
* ويعرف جودفرى وكيفارت التربية الحركية بانها: " ذلك الجانب من التربية الاساسية الذي يتعامل مع تنمية وتدريب انماط الحركة الطبيعية الاساسية للطفل ".
*تعرفها فاطمة عوض صابر 2006م بانها :
(ا)" هي شكل من إشكال التربية البدنية للأطفال لتعليم الحركات الأساسية واكتساب اللياقة البدنية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية باستثارة قدراتهم المعرفية والحركية واستخدام أسلوب الاستكشاف الفردى في حدود إمكانياتهم وقدراتهم ".
(ب)" هي التعلم بالحركة والتحرك للتعلم "
(ج) هى نظام تربوي مبني بشكل أساسي علي الامكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل (26:6)
* بينما يعرف جالهيو (1996) التربية الحركية على أنها: " تربية تتم عن طريق الحركة البدنية, فهي تعرف الطفل ما يتصل بنفسه وبجسمه, ومنخلالها ينمي لياقته ومفاهيمه وقيمه, على جميع المستويات العقلية والبدنيةوالانفعالية والحركية, وهو مفهوم أقرب ما يكون للتربية البدنية".







إما فريدة عثمان (1985) فتعرف التربية الحركية على أنها "تربية الأطفال عن طريق ممارسةالنشاط الحركي الذي يتناسب وقدراتهم الحركية والبدنية والعقلية, وما ينتج عنه مناكتسابهم لبعض الاتجاهات السلوكية".
*بينما يعرف الديري (1999) التربية الحركية على "أنها ذلك الجزء من التربية الذي يتمعن طريق النشاط البدني الذي يستخدم الجهاز الحركي لجسم الطفل, وما ينتج عنه مناكتساب الفرد لبعض الاتجاهات السلوكية".
*ويعرف الخولي وراتب (1998) التربية الحركية على "أنها نظام تربوي مبني بشكل أساسيعلى الإمكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل". (8)
- اهداف التربية الحركية :
اولا : اهداف خاصة بالمتعلم ( الطفل)
- تشجيع المبادرة والايجابية في الاطفال بحكم تعرضهم في التربية الحركية لمواقف تبدا من واقعهم وقدراتهم وحفزهم علي التعلم .
- تقبل الطفل لذاته ورضاه عن نفسه وثقتها فيها ومادام هو ينمو ويقوم نموه وفق قدراته وامكانياته بصرف النظر عما يبلغه الاخرون .
- التقليل من احتمال وقوع الحوداث والاصابات نتيجة ممارستهم لانشطة التربية البدنية والرياضة من خلال التربية الحركية .
- تنمية قدرة الطفل كعضو في مجموعة والتفكير السليم وحل المشكلات والحكم علي نفسه وتقويم نشاطه .(12:7)
ويرى الدكتور عبد العزيز عبد الكريم المصطفي ان اهداف التربية الحركية تنقسم الي هدفين اهداف رئيسية , اهداف اجتماعية وصحية وانفعالية اولا الاهداف الرئيسية وهي :
-. إكساب الطفل عناصر اللياقة البدنية واللياقة الصحية التي تؤهله للقيام بمتطلباتالعمل اليومي, وذلك من خلال الاشتراك في النشاط الحركي من أجل الترويح.
-. تنمية وتطوير الإدراك الحسي-الحركي لدى الأطفال التي تتلخص في:
· الوعي بالجسم Body Awareness ، معرفة الطفل بأجزاء جسمه وعلاقتها بالحركاتالمختلفة
الوعي المكاني Spatial Awareness ، معرفة الطفل بحجم الفراغ وعلاقته بالأشياءالخارجية
الوعي الاتجاهي Directional Awareness ، معرفة الطفل بالاتجاهات المختلفة (يمينويسار وأمام وخلف).



الوعي الزماني Temporal Awareness ، معرفة الطفل بالوقت
-تنمية المهارات الحركية التي تؤهل الطفل للاشتراك في الأنشطة والألعاب الرياضيةالجماعية والفردية
-تنمية الصفات البدنية, وتقوية أجهزة الجسم الحيوية بما يتناسب والخصائص العمريةللطفل.
النوع الثاني: الأهداف الاجتماعية والنفسية والصحية والانفعالية وهي:
-إكساب الطفل المهارات الاجتماعية عن طريق الاشتراك في الأنشطة والألعاب الحركيةوالرياضية.
-إكساب الطفل مفاهيم السلامة العامة والخاصة المرتبطة بالممارسة البدنية.
- أن يدرك الطفل المفاهيم الثقافية المرتبطة بالنشاط البدني.
- أهمية ممارسة النشاط البدني من أجل الصحة والوقاية من الأمراض.
- أهمية المحافظة على البيئة كالملاعب وكل ما يتعلق بالخدمات العامة.
- تعريف الطفل بأهمية الغذاء الجيد من أجل الصحة
- إكساب الطفل التحكم في الانفعالات في حالات التنافس مع أقرانه.
- ويمكن أن تضيف ما شأت من الأهداف التي تتناسب وعمر الطفل.(8)
ثانيا اهداف خاصة بالمعلم :
- يتعلم دورا جيدا أساسه القيام بالحفز والإرشاد والتوجيه والأخذ والعطاء مع التلاميذ بدلا من الفرض والإملاء والتسلط
- يجعل ما يجري حوله علي الواقع موضوع بحث ودراسة ومصدرا للمعارف والمعلومات المتعلقة بالتربية البنية والرياضة بدلا من مجرد الاعتماد علي ما ورد في كتب مترجمة او غير مترجمة من الخارج .
- يتعلم كيف يتعامل فرديا مع الأطفال وينمي طرائق تدريسية فردية جديدة بدلا من التعليم الجماعي وذلك بحكم مايتاح له من فرص في هذا الاتجاه في التربية الحركية (14:7)

- التربية الحركية وعلاقتها بالتربية الرياضية :

الرقم
عنصر المقارنة
التربية الحركية
التربية البدنية
1
توقيت البدء
اول مرحلة الطفولة
وسط مرحلة الطفولة
2
طرق التدريس
حل المشكلات - الاستكشاف
طرق تدريس التربية البدنية
3
الأدوات المستخدمة
أدوات بسيطة – أدوات محورة
أدوات قياسية
4
ألوان الأدوات
ألوان مميزة تجذب الانتباه
ليس ضروريا اختيار الالوان
5
المنطق
تعتمد علي الحركة
تعتمد علي البدن
6
الجهد ألبدني
النشاط لا يصل للتعب ألبدني
قد يصل للتعب ألبدني
7
اعداد المشاركين
صغيرة
كبيرة
8
مكان التنفيذ
صالة العاب اوملاعب مفتوحة
ملاعب اوصالةالتربية البدنية
9
طبيعة الممارسة
تركز علي الفردية
تركز علي الجماعية








وتعتبر التربية الحركية اهدافا وبرنامجا تمهيديا ملائما للتربية الرياضية باعتبار ان التربية الحركية تبدا مبكرا من الميلاد وحتي البلوغ تقريبا , ولقد كان الفضل في بزوغ شمس التربية الحركية يرجع الي حركة التجريب والبحث العلمي ومراجعة المناهج في سبيل اصلاح المحتوى المنهجي التربوي في التربية الرياضية , وتللك النهضة الرائعة التي فاقت كل التوقعات في مجالات علم النفس الرياضي وعلم الحركة والتعلم الحركي , وكل ذلك توج المفهوم التقدمي الجديد للتربية الحركية ليعبر عن اتجاه تخصصي حديث في التربية الرياضية له اصوله وفلسفته ومبرارته من منطلق اطار مرجعي واضح ومحدد . وعلي الرغم من ان التربية الرياضية تعتمد بشكل اساسي علي انماط الحركة الاساسية اكثر من اعتمادها علي المهارات الحركية الخاصة وخاصة في المدرسة الابتدائية , الا ان مفكرى التربية الحركية اوضحوا ان الحركات الاساسية وانماطها انما تعتبر متطلبا قبليا ورئيسيا وتمهيديا لاغلب المهارات الحركية بانواعها, كما ان التربية الحركية هي اكثر برامج التربية الرياضية تحقيقا لاهداف التربية العامة بمفهومها الشامل . (35:1)
- قيم واغراض التربية الحركية :
1- خبرة التمتع بالحركة
2- تنمية الوعي الحركي وفهم الحركة
3- الخبرة الحركية في حد ذاتها
4- الاستكشاف الحركي وحل المشكلات
5- الانضباط الفردى والتوجيه الذاتي في اتخاذ القرار
6- التعبير عن الذات حركيا وبناء مفهوم داتي وايجابي للطفل
7- بناء صورة جسم ايجابية للطفل
8- الربط السلوكي بين الحركة والوجدان والمعرفة (357:3)

_الأسس العلمية التي تقوم عليها التربية الحركية:
1- الأساس النفس حركي :
مثلما أهتم التربويون بالمجال النفسي تم الاهتمامبالمجال الحركي المرتبط اساساً بمراحل النمو حيث ظهر في هذه الفترة الزمنية إهتمامواضح بالتطور الحركي للإنسان منذ مرحلة ، ما قبل الولادة وحتى مرحلة البلوغ ، حيثتم تحليل هذه المراحل والوقوف على إمكانيات واستعدادت الأطفال وقدراتهم في كل مرحلةمن هذه المراحل .
2- الأساس العلم حركي:
يقصد بالاساس العلم حركي تحليل حركات الانسان علمياً للوقوفعلى حقائق هذه الحركة والعوامل المؤثرة فيها . وتعتبر عملية الوقوف على هذه الحقائقمن الاسس الهامة التي يجب أن تعتمد عليها التربية الحركية
3- الأساس الاجتماعي الثقافي :
يمثل الطفل جزءاً من الاسرة وبالتالي فهو جزء منالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه ، لذلك كان لابد للتربية بصفة عامة والتربية الحركيةبصفة خاصة أن تأخذ في الاعتبار الطفل الذي تتعامل معه فتكون على بينه تامة من جميعالمتغيرات التي تلعب دوراً في تكوين شخصيته .
4- الأساس الفلسفي :
يتلخص الأساس الفلسفي للتربية الحركية في أنها تحتوي علىمجموعة من الأنشطة المتخصصة الموجهة الهادفة ، والتي تندرج تحت مقولة الحركة (الحركة البدنية) في المجال الرياضي والتي ينظمها الفرد او تنظم له وبالتعاون معهفي مواقف تعليمية مختلفة داخل المدرسة او خارجها.(9)


https://www.startimes.com/?t=27435392





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-08, 11:58   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
achiou41
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 12:42   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
smartahmed
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم










رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:55   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم


المقدمة:

التوسع الهائل في النتاج الفكر الإنساني و ما تمخض عنه من كتب و نشرات و دوريات و أبحاث و غيرهما من النتاج الفكري الإنساني الذي فاق الملاين لا بل المليارات من المعلومات،
أصبح هناك حاجة ماسة لترتيب هذا النتاج الهائل من الفكر، و عندما بحث المختصين بجزئية هذا الترتيب وصلوا لقناعة بان ترتيب و تصنيف هذا النتاج لا بد منه و عندما توغلوا بهذا الترتيب
اكتشفوا بأن عليهم الغوص و التعمق بجزئيات لم يتطرق لها احد من قبل، لذلك أوجدوا ما يعرف ألان باسم التوثيق الذي يقوم به متخصصون لكي يوفروا لنا ما نريده من معلومات قد يتطلب
البحث عنها فترات طويلة و قد نجدها بين ثنايا الكتب و المجلدات و البحوث المتخصصة أو لا نجدها وفق العرف البحثي التقليدي، و أيضا فرضت الحاجة على العلماء بأن يقوموا بما عرف لاحقا
بالتحليل، أي تحليل هذه البيانات لكي يستنبطوا منها ما يساعدهم على استرجاع هذا الكم الهائل من المعلومات و البيانات، و في أثناء هذه المرحلة من التاريخ أيضا اضطر العلماء و
الباحثين إلى استخدام بعض الآليات التي تعينهم على الرجوع إلى المعلومة المطلوبة من خلال استخدام ما عرف باسم الفهرسة و التكشيف التي قادتهم لعمل قوائم برؤوس الموضوعات
واستنباط الكلمات الدالة عن موضوعات البحث مما شكل دافعا قويا ليكون هناك كنز عظيم من الكلمات و مرادفتها لكي ييسر عملية البحث و التقصي عن جزئية لا يمكن الوصول لها دون
استخدامه، وهذا الكنز العظيم من الكلمات أطلق عليه اسم المكنز خصوصا عندما دخلت التكنولوجيا الحديثة التي تعتمد على استخدام الأدوات العصرية من حاسبات آلية و نظم تطبيقية و
مصغرات فيلمية و وسائط حفظ مختلفة ساعدت الباحثين و العلماء على الوصول إلى تلك المعلومة بأقل جهد و أسرع وقت و اقل تكلفة و هذا ما يهدف له علم التوثيق بنهاية المطاف.

نبذه عن التوثيق:

منذ فجر التاريخ أحس الإنسان بحاجة ماسة إلى توثيق الأحداث التي مر بها أثباتاً لدورة في المشاركة و صنع تلك الإحداث و تأثيره عليها، ولولا عملية التوثيق التي قام بها الإنسان على
مر العصور لما استطعنا أن نتعرف على الحضارات المختلفة السابقة ولما وصلت إلينا أخبارهم، ونستطيع القول بأن بداية عملية التوثيق المعروفة حاليا كانت مع الحضارات الأولي حيث
استخدم الإنسان طرق وأساليب مختلفة باختلاف الأدوات والمقومات المتاحة في ذلك الوقت والتي تعتمد على الظروف البيئية المحيطة بكل فترة زمنية، و يتجلى ذلك بوضوح في الآثار و
العملات و المخطوطات القديمة التي عثر عليها و التي تضمنت معلومات تشير إلى الحقب الزمنية التي كان يعيش بها صانعي تلك الآثار و التي علمنا من خلالها تفاصيل حياتهم اليومية و
ثقافتهم و عاداتهم و تقاليدهم.
ورغم وجود التكنولوجيا الحديثة التي يسرت عمليات البحث والتحليل التي كانت مستحيلة في السابق يفاجئنا العلماء كل يوم باكتشاف جديد يساهم في التعرف على الحضارات
المختلفة وحل الألغاز المحيطة بها والتي ما زالت قيد البحث والدراسة في عصرنا الحاضر.
ونتيجة لذلك ظهرت في هذا المجال علوم ساهمت في قراءة التاريخ وفق تسلسلها الزمني، وأفرزت تلك العلوم عن ظهور مجموعة من العلماء والباحثين والأخصائيين اللذين حرصوا على
استخدام أساليب ووسائل مختلفة للتوصل من خلالها إلى استكشاف الأحداث التي ما زالت منطوية بين ثنايا التاريخ لتوثيقها، بالإضافة إلى توثيق كافة المستجدات في عصرنا الحالي.


التوثيـق فـي التاريــخ :

تعود بدايات التوثيق إلى عصور ما قبل التاريخ ، أي أن بدايات التوثيق سبقت التدوين الكتابي ، ذلك أن التوثيق بمفهومه الواسع ، أي حفظ الأحداث التاريخية و المعلومات العلمية و نقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها ، ينطبق أيضاً على التناقل الشفاهـي للمعلومات و المعـارف و المهارات ، و لا بد أن نتذكر أن الشعر الجاهلي أسهم في توثيق تاريخ العرب قبل الإسـلام ، وأن ملاحـم هوميروس الشاعر الإغريقي الأعمـى " وثقت " فترة تاريخية كانت غائرة في عمق الذاكرة الإغريقية ، و أن التناقل الشفاهي لملحمتي الأوذيـسة و الإلياذة كان من أول أشكال التوثيق الشفاهي و ذلك قبل تدوينهما بقرون عديدة . و عندما ننظر إلى التوثيق في تاريخ العالم القديم نستطيع أن نلمح أهم محطاته :
* وصلت الحضارتان السومرية و المصرية إلى مستوى عالٍ من
الكتابة التصويرية ، التي اسـتوعبت تدوين الشـعر و الطـب
و المعتقدات الدينية و العلوم .
* اكتشف المصريون نحو 2500 قبل الميلاد ورق البردي ، و بذلك
أصبح من الممكن تبادل الوثائق ، و نقل المعلومات المدونـة من
مكان إلى آخر.
* اكتشف السومريون نحو 1700 قبل الميلاد وسـيطاً آخر و هو
الكتابة على ألواح فخارية ( الرقـم ) و سـجلوا عليها بالكتابة
المسمارية تاريخهم وعلومهم و مبادلاتهم التجارية ، وذلك بعد أن
طوروا كتابتهم التصويرية القديمة إلى كتابة مسمارية .
* ظهرت أولى المكتبات المنظمة و المصنفة في العالم في مصر
و بلاد ما بين النهرين في الألف الثانية قبل الميلاد .
* في القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت في سـورية أول أبجدية فتحت
الطريق أمام الانتشار الواسع للكتابة في العالم القديم ، و أثرت على
الأبجدية اليونانية و التي انطلقت منها فيما بعد الأبجدية اللاتينية .
* في الفترة ( 1450- 1456 ) م أخرجت مطبعة يوحنا غوتنبرغ
أول كتاب مطبوع يتكون من 42 سطراً من الإنجيل ، مما منح
البشرية إمكانية النشر الواسع للنصوص المكتوبة .
* في القرن التاسع عشر ظهر نظام تصنيف ديوي Melvil Dewey،
و هو أشهر و أهم نظم تصنيف المكتبات حتى اليوم .


2- تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :

اخذ علم التوثيق يتوسع بشكل عنكبوتي شمل العالم كله بشبكة مترابطة مع بعضها بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية وقد بدأ ذلك مع بداية البشرية، ففي أواخر القرن التاسع
عشر أصدر العالمان أو تليت ولافونتين ببليوجرافية بغرض تجميع الإنتاج الفكري المنشور، بعدما أحسوا بأن المكتبات التقليدية عاجزة عن تقديم خدماتها بشكل مرضي عنه.
وتعتبر الببليوجرافية التي قام به العالمان أول عمل موثق وأطلقوا على ذلك النشاط الذي قاما به توثيق، و تتالت بعد ذلك الدراسات والأبحاث المهتمة بعلم الببليوجرافية وتطورت إلى إن
وصلت ما هي عليه ألان حيث يُمكننا الحصول على المعلومة بأسرع وقت واقل كلفة وجهد، وهذه العملية بحد ذاتها تعتبر إنجاز للبشرية إن قورن بما كان يحدث قبل ذلك، فمع تطور العلم
ومخرجاته الحديثة أصبح التخصص في مثل هذه العلوم من المتطلبات الرئيسية والأساسية.
فإذ كان العالمان أو تليت و لافونتين ومن جاء من بعدهم من علماء قد قدما لنا خلاصة فكرهم منذ القرن التاسع عشر فإن القرن الحادي والعشرين يتطلب منا المزيد من الجهد والسعي
لتطوير هذا المجال، و في بحثنا هذا حاولنا البحث والخوض في علم التوثيق وهي جزئية تستحق البحث والدراسة علنا نثير اهتمام العلماء لها ونحفزهم للنقاش حولها، ومن هذا المنطلق
نعتقد جازمين إن التوثيق أصبح من ضروريات العصر الحديث.

وهناك الكثير من التعاريف التي أطلقها علماء أفاضل يعرفون بها التوثيق سوف نتطرق للبعض منها و إن اختلفت في صياغتها الغوية، إلا إنها تتفق في مضمونها و من هذه التعريفات ما يلي:-

1- تعريف موريتمر تاوبة
taube:
يعرف موريتمر التوثيق بأنه مجموعة العمليات التي يشتمل عليها توصيل المعلومات المتخصصة و التي تتضمن العمليات التي تكون العمل المكتبي المتخصص إلى جانب العمليات المبدئية
الخاصة بأعداد و نسخ المواد و ما يتبعها من عمليات التوزيع.

2- تعريف جيمس ماك jams mack و روبرت تابلور ROBART TAYLOR:
عرفا العالمان التوثيق بأنه مجموعة من العمليات الأزمة لتجميع و تنظيم و توصيل المعرفة المتخصصة وذلك لغرض توفير أقصى استخدام ممكن للمعلومات التي تشتمل عليها*.

3- تعريف براد فورد BRADFORD:
يرى براد فورد إن التوثيق هو عملية جمع و تصنيف جميع سجلات المعرفة و المعلومات الحديثة و تيسير استعمالها لمن يحتاجها من الباحثين و المخترعين*

4- تعريف قاموس وبستر WABASTR dctinary:
يعرف قاموس وبستر التوثيق بأنه تجميع للمعرفة المسجلة و ترميزها و بثها على إن تعامل هذه المعرفة بطريقة شاملة و بإجراءات متكاملة و مع الاستعانة بعلم المعاني و الوسائل الآلية
بأساليب التصوير المختلفة و ذلك حتى تنال المعلومة اكبر قدر من الإتاحة و الاستخدام.

5- تعريف شبراshera:
يرى شبرا إن التوثيق هو شكل أخر من العمل المكتبي يمتاز عن سابقة بكونه أكثر عمقا في التناول و التحليل الموضوعي و الاهتمام بالتغطية الشاملة في تجميع مصادر المعلومات بصفة
خاصة للمتخصصين في مجال تغطية مركز التوثيق.*

و من مطالعاتنا لهذه التعريفات نرى أنها قد أعطتنا صورة واضحة عن ما هية التوثيق بشكله الواسع منذ القرن التاسع عشر إلى ألان، إلا إننا نرى إن هذه التعريفات لم تتناول الجزئية التي
نطمح للوصول إليها والتي تعطينا المقدرة على التفريق بين التوثيق كعملية إجرائية تمارس على الوثيقة نفسها والتوثيق كعملية ميكانيكية لحفظ ذلك المستند، مما يعطي انطباعا وخلطاً ما
بين التوثيق و التحليل، لذا نرى إن عملية التوثيق هي العملية أو الإجراء الذي يتيح لنا تحليل الوثيقة نفسها و استخلاص المفاتيح الرئيسية التي تسهل عملية الرجوع لها دون الدخول في
ميكانيكية حفظها.
أذن التوثيق هو العملية الفنية التي تسهم في تحديد العناصر الأولية الموجودة في قلب الوثيقة و التي تتيح لنا الأستدل عليها من بين الملاين من الوثائق بكل سهولة ويسر.



ما هو التوثيق ؟
التوثيق هو العلمية المتعمقة في دراسة الوثيقة ويقوم بها أخصائي متخصص بدراسة الوثائق من خلال تحليلها، حيث يغوص الموثق بين ثنايا الكلمات ليكشف لنا ما لا يراه الآخرون وهو عمل
فني جديد متطور أملته طبيعة البحث العلمي الحديثة.


لماذا التوثيق ؟
سؤال تم تداوله بين المهتمين بالشأن التوثيقي لما يمثله من أهميه بالبالغة في العصر الحديث، فبعد اتساع رقعة المعرفة وزيادة الاتصال والتواصل بين مختلف الأدوات العلمية وتطورها لدرجة
أصبح هناك ما يعرف PAPERLESS SOCIETY أي مجتمع بلا ورق، و أصبحت الحاجة ماسة للتوثيق سواء كان ذلك توثيقا لأحداث أو توثيقا فنيا لوثائق الإحداث، و نظرا لتعقد الأمور و تطورها
بسرعة مذهلة و الاندفاع التكنولوجي غير المسبوق حتم علينا إن نتطور معه و نواكبه بعملية توثيق لكي تسهل علينا عملية استرجاع تلك الإحداث و وثائقه، وهنا انتقل التوثيق من
والحجري إلى ألورقي إلى فلمي و إلى ضوئي و من ثم توثيق آلي أو الكتروني مما خلق حاجة ماسة لاتساع رقعة التوثيق بشكل مكثف ومعمق، لكي نصل بالنهاية إلى ما نحتاجه من
معلومة معينة بين ملايين المعلومات التي يحتويها وعاء الحفظ، لذلك لا بد من التوثيق كمرحلة أولى وبعدها يتم حفظ الوثاق أو الوثيقة على أي من وسائط الحفظ المعروفة والمتداولة في
مراكز حفظ الوثائق.


مدخل إلى علم الوثائق:
علم الوثائق من العلوم الأساسية لدراسة التاريخ وقد اتفق العلماء والباحثون على تعريف الوثائق من خلال معنيان كالتالي:

1-المعنى العام للوثائق: اصطلح على أن الوثائق في معناها العام هي كل الأصول التي تحتوي على معلومات تاريخية.
2-المعني الدقيق للوثاق: اصطلح على أن الوثائق في معناها الدقيق هي الكتابات الرسمية أو شبه الرسمية مثل الأوامر والقرارات والمراسيم والبراءات والاتفاقيات والمراسلات السياسية،
والوثائق الشرعية، والكتابات التي تناول مسائل الاقتصاد أو التجارة أوعادات الشعوب أو نظمهم وتقاليدهم أو المشروعات أو المقترحات المتنوعة التي تصدر عن المسئولين في الدولة أو التي
تقدم إليهم أو المذكرات الشخصية أو اليوميات (المصدر - المدخل إلى دراسة الوثائق العربية د.محمد عباس حمودة).

ونشأت في عصرنا الحديث العديد من المجالات لخدمة علم التوثيق مثل:
- العمليات الفنية
- التصنيف
- التحليل
- الفهرسة
- التكشيف
- المكنز

وفيما يلي سوف نقوم بتعريف كل من المجالات السابقة ومدى أهمية كل منها:


في عملية التوثيق:

العمليات الفنية:
ينبغي على دارس علم الوثائق أن يكون على علم ودراية بالعمليات الفنية التي تمكنه من التحقق من جودة الوثيقة التي بين يديه كالتالي:
1- معرفة نوع المداد المستعمل في الكتابة و تركيبته والأقلام التي كتبت بها.
2- أنواع الورق المستعمل وخصائصه.
3- العلامات المائية والألياف التي تتضح عند تعرض الورق للضوء


أهمية العمليات الفنية في التوثيق:
من خلال معرفة العمليات الفنية السابقة يمكن للباحث التثبيت من صحة الوثائق التي تحت يده أو بطلانها وذلك باستخدام بعض الوسائل التي ساهمت في التحقق من الوثيقة مثل بعض
العدسات المكبرة الخاصة، وبواسطة المجهر والتحليل الكيميائي يمكن للدارس معرفة عمر الورق، وأحيانا يمكن الاستعانة ببعض أنواع الأشعة الحمراء والبنفسجية لإظهار الخطوط غير
الواضحة، أو المطموسة، أو المغيرة عمداً، ولا شك في أن هذه الوسائل قد أسهمت في مساعدة الباحث على التثبيت من صحة الوثائق أو بطلانها.


التصنيف:
يعتبر التصنيف هو العامود الفقري لعملية التوثيق، و تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق في وضع الموضوعات المتشابه و المتداخلة و المتشابكة في غالب يمكننا من تسهيل عملية
الرجوع إلى الوثيقة، لأنها تعتبر مثل إمساك طرف الخيط المعقد ببعضه، و تقوم عملية التصنيف على أساس وضع كل موضوع بمكانه المناسب و تجميع ما يتفق مضمونه مع بعضه البعض لكي
يسهل لنا عملية البحث عن ما هو مطلوب، لذلك تعتبر عملية التصنيف هي الخطوة الأولى في عملية التوثيق التي لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها.
و التصنيف يقوم على أساس الموضوع الرئيسي و يتفرع منه عدد من الأفرع ألا متناهية مما يتيح لنا المجال بتتبع الموضوعات وفق منطق الأصل و الفروع.



أهمية التصنيف في عمليات التوثيق:
تكمن أهمية التصنيف في عمليات التوثيق كون إنها من العمليات الأساسية في عمل التوثيق، حيث إننا نقوم بعملية التوثيق لحفظ المعلومات و المستندات الداعمة لها و عليه لا بد من
إتباع أنجع و الطرق و الوسائل التي تسهل لنا عملية استرجع تلك الوثائق و المعلومات و على ذلك لا بد و إن نفرز و نصنف تلك الوثائق و المعلومات وفق منطق لا يمكن لأي موثق إلا أن يتبعه
من خلال وضع ما هو متجانس و متلائم مع بعضه البعض.


التحليل ANALYSES:
يعتبر التحليل علم قائم بذاته وله العديد من الطرق والمفاهيم التي تدعمه، كما أن له أهمية كبيرة بين العلوم الحديثة التي تخدم عملية التوثيق، لذا تعتبر عملية تحليل الوثيقة خطوة
جوهرية في فهم وصياغة و حفظ الوثيقة بين ملايين الوثائق، و يمكننا تعريف التحليل بأنه العملية الذهنية التي يقوم بها الشخص المعني بالتوثيق، فإذ كانت عملية التصنيف هي إمساك
طرف الخيط المعقد مع بعضه، فإن عملية التحليل هي محاولة تفكيك ذلك التعقيد و ربط مختلف المصادر مع بعضها لكي نصل بالنهاية إلى استنتاج يخدم قضية البحث.


أهمية التحليل في عمليات التوثيق:
عندما نقوم بعملية التوثيق لابد وان يعقبها عملية تحليل بيانات الوثيقة بعد تصنيفها أي كان شكلها أو نوعها لنتمكن لاحقا من استرجاعها وفق أسس علمية ترتكز على أربع مبادئ لا
يمكن الاستغناء عنها وهي كتالي:-
تاريخ الوثيقة
مصدر الوثيقة
مستقبل الوثيقة
موضوع الوثيقة

وعندما يختل أي مبدأ من تلك المبادئ ويحيد عن الغرض المنشأ له أصلا تفقد عملية التحليل جوهرها وبالتالي تفقد قيمتها وقيمة الوثيقة التي قد تحمل من المعلومات والبيانات غاية في
الأهمية، فلو ضربنا مثال على ذلك سنجد أن المعلومات التي تحتويها الوثيقة أن لم تصل لمتخذ القرار في السرعة و الدقة و التكلفة المناسبة قد تقود إلى قرار خاطئ يكلف الكثير وعند
محاولة تعديل القرار المتخذ قد يكون له عواقب قانونية تحول دون إتمامه ناهيكم عن المشاكل الإدارية التي ستنشأ بعد ذلك، لذلك نجد أن هذه المبادئ الأربعة مرتبطة مع بعضها البعض برباط
متوالي لا يمكن المساس بأي بداء من تلك المبادئ دون الإخلال بالعناصر الأخرى فيه، ومن هنا تكمن أهمية المحافظة على التوازن بين تلك المبادئ.

لذا فإن عملية التحليل لا يمكن الاستغناء عنها بتاتا طالما نحن نتحدث عن التوثيق لأنها وسيلتنا الوحيدة التي تمكننا من استرجاع تلك الوثيقة، وتعتمد عملية التحليل على مقدرة المحلل
وفهمه للموضوع فهم واضح و صحيح، ويجب أن يكون المحلل لديه المقدرة على ربط المعلومات مع بعضها البعض ليستخلص بالنهاية ما هو مطلوب من تحليل الوثيقة، وتكمن أهمية
دورالمحلل على مقدرته بالربط بين الجزأيات المختلفة التي قد تتراءى للفرد العادي غير ذي أهمية ليستنتج منها ما هو مهم لاتخاذ قرار ما.

مما سبق نستطيع القول أن التصنيف والتحليل هما عمليتين تهدفإن إلى المساهمة في العمليات التوثيقية، وهنا نتساءل هل التصنيف هو مقدمة للتحليل ؟ فالحقيقة العملية المؤكدة
هي إن التصنيف جزء لا يتجزأ من عملية التحليل لآن التحليل يهدف إلى تفحص و دراسة الوثيقة ومحاولة نقلها من شكلها الأصلي إلى حزمة من البيانات القابلة للقراءة و الاستدلال عليها
من بين ملاين الوثائق، و من المسلم به أن الوثائق أي كان نوعها فهي ذات أشكال مختلفة تحمل في طياتها مواضيع متضاربة، الأمر الذي لا يسمح بحفظها دون معرفة جوهرها وتحديد
موضعها وفاقا لمعايير محددة على بطاقات تتوحد في أشكالها ومعلوماتها وأهدافها لغرض البحث العلمي أو للإعلام عامة، في ما تحفظ الوثائق في حافظات خاصة بها تدل على مكان وجودها
على وسائط حفظ العصرية الإلكترونية أو التصوير المصغر الميكروفيلم.

من المؤكد أن عملية التحليل هذه ليست بالسهولة التي يتصورها البعض إذ من المفروض أن التحليل يؤدي إلى مادة فرعية عن الوثيقة الأم بالنسبة لموضوعها، وهذه المادة فرعية بالنسبة
لجوهر المعلومات الأساسية المتوافرة في الوثيقة الأصلية وطبيعي أن المادة الفرعية تأتي متنوعة تبعا لدرجة إعدادها ودقتها ولطريقة التحليل المتبعة في حين أن عملية التحليل هذه تؤدي
إلى إنشاء الملخصات بمعنى أن من المحتم أن يلي التصنيف أيضا وضع الملخصات ليستطاع تحديد موضوعاتها في ضوء جوهر الوثائق فالملخصات وان كانت تحمل نتيجة تحليل للوثيقة
وعلى نحو مكثف فمن المفروض أن تسجل ما مع يتفق والمنهج الوثائقي القائم في المركز أو في الدائرة.

أذان التصنيف هو عملية تنظيم وترتيب الأشياء في مجموعات وفقا لتشابهها، وهذه العملية هي عملية ذهنية تتلخص في تجميع الأشياء المتجانسة وتنظيمها وفقا لتشابهها والتفريق فيما
بينها لدرجة الاختلاف.


الفهرسة:
عملية الفهرسة أيضا جزء لا يتجزأ من عملية التوثيق بمعناها الشامل، وهي عملية إنشاء أدلة الاسترجاع أي كان نوعها أو حجمها، حيث يعتمد الموثق في عملية الفهرسة على محتوى
مادة البحث والأدوات الفنية لمعالجة الوثاق.

وهناك العديد من الأدوات الفنية التي تجرى لفهرسة الوثائق وفق منظور علمي، ويمكن تحديدها على الشكل التالي:-
قوائم التصنيف
التصنيف العشري الكامل
التصنيف التوسعي
تصنيف مكتبة الكونجرس الأمريكية
التصنيف الموضوعي
التصنيف التوضيحي
التصنيف الببلوغرافي
قوائم رؤوس الموضوعات، وهي تعتمد على ثلاثة شعب قائمة على التفرع من ثلاثة أجزاء وهي كالتالي:-
- الموضوع الرئيسي وهو بمثابة الرأس.
- التفريع الأول وهو الفصل.
- التفريع الثاني وهو فرع.



التكشيف:
التكشيف هو احد العمليات التوثيقية التي يستقى منها الكلمات الدالة على الموضوع المراد توثيقه، وتعتبر ضرورية ومتممة لإعداد الفهارس، وعملية التكشيف هي جزء لا يتجزأ من عملية
التوثيق التي تساعدنا بعملية استرجاع المعلومات من خلال الكلمات الدالة و مرادفتها.


المكنز:
المكنز هو من الأدوات الرئيسية في عملية التكشيف، فأي تحليل موضوعي للوثيقة لا يمكن الاستغناء عن المكنز و كلماته الدالة و مرادفتها، بحيث يستخرج المُكشف الموضوعات الرئيسية
ويعبر عنها بواصفات المكنز وهذه الواصفات ستكون مفاتيح البحث داخل قواعد البيانات عن الموضوعات المشمولة بالوثيقة.
إذن المكنز هو الوعاء الذي تتجمع به الكلمات الدالة و مرادفتها و مشتقاتها التي تأتي نتيجة عملية التكشيف و التحليل الموضوعي للوثيقة بحيث يمكننا من البحث عن الكلمة و مشتقاتها و
مرادفتها فلو أخذنا مثالا كلمة برمجة الحاسوب كما جاء بمكنز جامعة الدول العربية يندرج تحتها العديد من المشتقات و المسميات، بحيث تصبح كالتالي:-
برمجة الحواسب الإلكترونية
البرمجة المصغرة
أنظمة البطاقات المثقبة
إدارة برمجة الحاسوب
برامج الحاسوب
البرمجة الرياضية
البرمجة الخطية
البرمجيات
تحليل النظم
تشخيص الأخطاء في علم الحاسوب
توثيق و معالجة البيانات
الحواسب
الخوارزمية
لغات البرمجة
معالجة البيانات


عناصر الوثيقة:
قبل أن تتوغل في رسم دور الوثائق وتتبع نتائجها وأثرها في الحياة المعاصر لابد من دراسة ماهية الوثيقة ومقوماتها العلمية كي يؤخذ بها ويعتمد عليها في التحقيق و التثبت و تعتمد
الوثيقة في الأصل كمستند علمي أو مالي على أربعة أسس هي:
- تاريخ الوثيقة
- مصدر الوثيقة
- مُستقبل الوثيقة
- موضوع الوثيقة
ويمكننا هنا أن نعطي مثلاً على ذلك من خلال عرضنا لقصة "الحجر المؤابي" حيث رويَ في التوراة المحرفة أن الصهاينة لهم انتصارات ساحقة على العرب وأنهم أصحاب حق
وهم من قاموا بإنشاء المدن وشق وحفر الآبار الطرق وبناء القلاع... إلى أخره.
إلى أن تم العثور في الأردن على حجر يعود إلى القرن التاسع قبل الميلاد يعرف اليوم "بالحجر المؤابي" ووجد مكتوب به الحقيقة المنافية لكل ادعاءات اليهود الصهاينة كما زعموا، واعتبر هذا
الحجر وثيقة في أثبات حق العرب وإبطال ادعاءات اليهود لأن العناصر الأساسية للوثيقة توفرت في هذا الحجر كالتالي:
- أن التاريخ مدون بالحجر وهو القرن التاسع قبل الميلاد.
- أن مصدر الوثيقة هي الأرض التي زعم اليهود بأنها ملك لهم.
- أن مُستقبل الوثيقة هم أحفاد من عصروا على هذا الحجر.
- أن موضوع الوثيقة يدحض الادعاء الكاذب من خلال ما تم كتابته على الحجر وتكذيب مزاعم اليهود.



الوثاق أو الموثق:
لم تأخذ الوثائق طرقها إلى العالم إلا بعد أن خضعت للدراسات النقدية وتفرغ لها الباحثون والدارسون، والمتخصصون الذين يدرسون الوثائق ليؤكدوا على الصالح منها للحفظ المستديم وذلك
في ناحيتن: مادية، وجوهرية.
والحقيقة التي لا يرقى إليها الشك فالوثاق هو الخبير الذي يهتم بالوثيقة فيدرس جوهرها ليقرر صلاحيتها للبحث العلمي، أو للحفظ لأن ليس كل ما كتب وثيقة، ومن هنا يأخذ بجمع الوثائق
ويؤمن من بعد ذلك حركتها ضمن خطة مرسومة هادفة أو وفاقا لما يعرف بالنمط الواحد فيصنفها، ويفهرسها و يكشفها ويبثها أن لم تكن بحاجة إلى ترميم، ويسترجعها كلما دعت الحاجة إلى
ذلك وبالتالي يردها إلى الحفظ.
ومن مهام الوثاق "الصيانة" وفاقا للأسس العلمية المقررة وفي الأماكن المناسبة في ظل درجة حرارة مقررة، والأماكن المناسبة تبني وفاقا لمخططات هندسية ملائمة لطبيعة الوثائق،
ومتفقة مع أهداف وغايات هذا العمل التقني، إذن الوثاق والموثوق هما لفظتان لمهمة واحدة.
فإلى جانب ما قدمنا في وظيفة الوثاق فإن مهمته الأساسية تكمن في الإجراءات الفنية التي تتخذ على الوثيقة و ييسير استعمال المعلومات الأصلية التي سجلت في الوثيقة الكتابية
بخاصة: الدوريات والنشرات، التقارير والمواصفات وبراءات الاختراع وما كان مماثلا لها في المدونات الخطية ومن هذا العمل بالذات عرف التوثيق بأنه عملية جمع وتصنيف جميع المدونات
والمعلومات الحديثة، وتيسير استعمالها لطالبيها، إن المعلومات مهما تكن قيمتها العلمية تفقد هذه القيمة أن لم تخضع لعملية التوثيق بمفهومها المتقدم لوظيفة الوثاق أو الموثوق.
وفي الحقيقة ومهما تضاربت الآراء حول التعريف بالمهمة التي يقوم بها الموثق أهي مرتبطة بعلم المكتبات، أم منفصلة عنه، فهي تؤكد على أن التوثيق ما هو إلا جانب من علم المكتبات،
إلا أن له خاصيته وطبيعته ودراساته الخاصة من ناحية في ما تنطبق عليه أكثر النظم المكتبية، وهذه الطبيعة يجب أن يدركها الوثاق ويعمل في ضوئها.



أنواع الوثائق وأشكالها:
عند عرضنا "للحجر المؤابي" كوثيقة يعتد بها لدحض ادعاءات الصهاينة، كان القصد منها تأكيد إن الوثيقة مهما كان شكلها مختلف إلا إنها تتفق بالمضمون الوثائقي الذي يغير من فكرة
معينة و وجهة نظر مترسخة.
و من هنا يمكننا إن نعدد أنواع الوثائق و إشكالها على إنها تنقسم إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:



أ - الوثيقة الكتابية:
لا شك في أن هذا النوع هو الذي يعتد به، ويعتمد عليه لأنه يقوم على واقع ثابت لا يحتاج إلى دراسات مطولة، أو اجتهادات، أو خبرات خاصة قائمة على الترجيح أو التخمين.
ويقصد بالوثيقة الكتابية كل ما دون كمخطوط أو مطبوعة، فالرسالة والدورية في علم التوثيق تعني كل نشرة تحتوي على عدة موضوعات لعدد من الكتاب، أو المحررين ولها اسم خاص هو
عنوانها الذي تعرف به، وتظهر بأجزاء متتابعة وفي مدد محددة، ولزمن معين، وتشتمل عادة:
- الصحف "الجرائد" والتي تهتم بملاحقة الأخبار المحلية أو الدولية ونشرها، وفي نطاق ذلك تظهر المجلات على تعدد موضوعاتها واهتمامها.
- المذكرات وهي ما يدونه المرء سواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً أو عالما أو أديبا أو فنانا، يدونون فيها خواطرهم والأحداث التي عاشوا واقعها، ومحاوراتهم وذكرياتهم.
- التقارير وهي صورة لنتائج علمية، أو تحقيقات إدارية أو عرض لواقع صحي، وبعبارة أخرى كل ما يشتم منه صفة التقرير.
- البيانات وهي ما يعرض فيها وجهات نظر خاصة ومعينة تميط اللثام عن أمر غامض، يحاولون فيها نشر ما ينير أفكار الناس نحو موضوع واحد على الأغلب فيه التأكيد وجهة نظر معينة أو
نفيها، والبيانات وإن اخذ بها البعض كوثائق لاسيما بعد أن يتقادم عليها العهد وتصبح موضع للدراسات النقدية، لا تعتبر دورية حسب المفهوم الفني لأنها لا تصدر على شكل واحد، وفي زمن
محدد أسبوعي، أو شهري، أو فصلي، أو نصف سنوي، وحتى حولي.
إن السجل الثقافي الذي يدون عادة النشاطات الفكرية ويسجل الندوات العلمية، والمناظرات الأدبية، والمحاورات السياسية، وهو أيضا إحصائية تثبت تحقيقات عددية، كما هو تقرير رسمي
يتناول الحياة الفكرية على أوجهها جميعا وربما كان ولا ريب مجموعة محاضر لجلسات المؤتمرات والاجتماعات، وبعبارة أدق فإن الوثيقة الكتابية هي كل ما يعيين الكشف حول حقيقة تاريخية
أو علمية.
و مع التأكيد على إن الوثائق الكتابية مهمة مهما كانت قيمة ما تحتويه إلا إن هناك اختلاف بين الخبراء حول الكتاب والكتيب من حيث قيمتها التوثيقية، فيرى الغالبية منهم إن لا الكتاب
والكتيب لا يعتبر وثيقة إلا إذا كان نادرا ومفقودا ويؤكد على ثوابت يقرها العلم ويطمئن إليها العقل



ب - الوثيقة التصويرية:
هذا النوع من الوثائق في درجة تلي الوثيقة الكتابية والتي تعتبر في علم التوثيق وثيقة مساعدة بمعنى لا يعتد بها وحدها ويعتمد عليها لأن الجوهر فيها موضع ترجيح وتشكيك، ولا ينظر
إليها إلا في حال استطاعت أن تنير جانبا من البحث، وهكذا تساعد على التحقيق والكشف، وهي على الغالب: رسم ما نقل بالزيت، أو بالقلم، أو بالفحم، وصورة، أو نقش في الحجر، أو
كفت في النحاس، أو تنزيل بالخشب، أو تكوين في الجص، وربما كانت هذه الوثيقة المساعدة صورة شمسية تعين على التحقيق، فالهوية الشخصية، وجواز السفر لا يعتد بهما كوثيقتين في
إثبات الشخصية بالرغم من صدورها عن دائرتين رسميتين إلا إذا كان كل منهما يحمل صورة الشخص، والصورة مصدق عليها من مرجع قانوني وممهورة بخاتم الإدارة الرسمية، فالصورة
الشمسية جاءت هنا مساعدة للوثيقة الكتابية التي هي الهوية الشخصية، أو جواز السفر.
في ظل هاتين الوثيقتين الهوية الشخصية و جواز السفر، نجد أنهم كثيرا ما يتم تزويرهم، ولكن مع ذلك لا نستطيع أن ننكر أن الهوية وجواز السفر ليس كل منها وثيقة أصلية، وأخرى مساعدة
بالرغم من التزوير الحاصل فيها، لان هذا التزوير يكتشفه عادة علم السجيلوغرافيا " SIGILLOGRAPHY " الذي له كتبه وخبراؤه خريجو مدارسه المتخصصة في علم التزوير والجريمة.
ومع الصورة الشمسية فاللوحة أيا كان شكلها، والخيالة "السينما"، أو التلفزة اللتان تحتفظان والى أجيال بحقائق عن معارك وحروب في حال تسجيلا حيا، فهي عندئذ أشرطة وثائقية تعيين
على إيضاح جانب كبير من تاريخ ما تعرض له، أما إذا كانت مهيأة في المعامل فلا يعتد بها لاسيما وأنها تعرض وجهة نظر تتفق والمصدر، وعندئذ فلا بد للخصم هنا من أن يصور فيلما آخر
مناقضا، وبين الشريطين يمكن التوصل مع الوثائق الكتابية إلى ما تطمئن إليه النفس، ويثق به العقل.


ج - الوثيقة التشكيلية:
تعتبر هذه الوثيقة كسابقتها في إطار الوثائق المساعدة وربما جاءت في منزلة الوثيقة التصويرية لأنها مماثلة لها في كثير من المقومات، و غالبا ما يكون لها قيمة مالية كبيرة خصوصا عندما
تكون قد صيغت بيد احد المشاهير في العلوم التشكيلية، فالوثيقة التشكيلية في الغالب تشتمل على:
- الآثار المعمارية كقصر الحمراء في غرناطة، ومسجد قرطبة، وقصر أشبيلية، وجامعة القرويين في فأس وقبر السند باد البحري قرب بغداد، وأهرام الجيزة، وجامع شيرشاه في دلهي، وبرج
الحسن الثاني في الرباط، وكنيسة باسيل الطوباوي في موسكو وكنيسة القيامة في القدس وقوس قسطنطين في روما وغيرها من العام الخالدة.
هذه المعالم وإضرابها في أنحاء المعمورة تعتبر من الوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة، وتحدد مظاهر الرفاه، أو مستوى التدين عندها وربما يتوصل الأثريون
في الكشف عن تاريخها إلى نتائج مذهلة في إدارة العمارة ومعرفة أسرارها، والمواد التي استخدمت في إقامتها بعد أن فقدت الوثائقية الكتابية التي خططت لهذه المعالم العظيمة، هذه إذا
وجدت في الأصل.
- التماثيل ومستوى القدرة الفنية في نحتها ومبلغ عبقرية مبدعيها وطاقتهم الخلاقة ولكم يقف السائح عند تمثال أبى الهول في الجيزة يستكشف فيه اهتمام المصريين القدماء في تخليد
ذكراهم، فضلا عن تماثيل عظماء العام التي ترفعها الدول في الساحات العامة والميادين تخليدا لهم وتحديدا لتواريخ ولادتهم زفاتهم، الأمر الذي يدفع بالشعوب إلى تخليد ذكراهم وربما
الانكباب على دراسة مآثرهم في مجالاته إبداعهم، و هذه المعالم والتماثيل والأبنية المنتشرة في أنحاء المعمورة تعتبر من لوثائق المساعدة، إذ تساعد على دراسة حضارات الأمم القديمة و
تحدد مستوى مظاهر الرفاه أو مستوى التدين و مستوى العلمي التي وصلوا لها و ربما يتوصل العلماء إلى نتائج مثيرة و مذهلة في إدارة العمارة و معرفة أسرارها و المواد المستخدمة في
تشيدها.
- المسكوكات من النقود والميداليات والأوسمة وهي ذات قيمة حضارية كبيرة بخاصة قطع النقود الرومانية والأموية التي ضربت لأول عهد العرب بالتحرر من استخدام النقود الأجنبية، فالدينار
الأموي الذي سك من الذهب أو الفضة يكشف عن جوهر هذه الصناعة الأولية ومدى بساطتها وعدم توافق الدنانير جميعا في الشكل إذا ما قيست هذه الدنانير إلى مسكوكات الأمم المعاصرة
في الذهب كالليرة العثمانية الذهبية، أو الليرة الإنكليزية ملك، والبيزوس المكيسكي والليرة الإيرانية، والتي جميعها هي أيضا موضوع نقد رجال المال بخاصة إذا ضاعت معالم الكتابة فيها، أو
بهتت تسننانها الدائرية فيتدنى عندئذ سعر مبادلتها بنقود أخرى حتى نجد أن الليرة الإنكليزية ملك ثمة باب أول، وباب ثان تماما كحال الليرة العثمانية الذهب.
فالنقود القديمة كما الميداليات والأوسمة وثائق مساعدة وربما فيها الزائف والصحيح وبالنظر لقيمتها المادية الكبيرة وبخاصة الدنانير العربية والنقود الرومانية فقد نشط المزورون بتزويرها و
الاستفادة من قيمتها االمعنوية والتاريخية، لذلك فثمة محاولات واسعة في تزويرها وهي تغطيتها بنوع من الزنجار (صدأ)المركب الكيماوي لكي يدل ذلك على سحقها في الزمن فيغلو ثمنها
أضعافا، غير أن علم السجيلوغرافيا كفيل بالكشف عن الزائف من المقلد.



د - الوثيقة السمعية أو المرئية:
وتدخل هذه الوثيقة أيضا كنوع ممن أنواع الوثائق المساعدة وهي في الغالب تسجيلات صوتية أو إذاعية، أو تسجيل أسطواني، أو شريط سينمائي ناطق.
و بالطبع فأن الوثائق الكتابية والتصويرية والتشكيلية لها مظاهر معروفة و مؤكدة ببعض الحقائق والمؤتمنة على معلومات تاريخية أومظاهر حضارية أوقيمة معمارية بالنسبة للأبنية والمعالم، أما
الوثيقة السمعية هذه فقد دخلت في مجموعة الوثائق المساعدة مع التطور المعاصر وبعد ظهور الكهرباء وابتكاراتها الصناعية والآلية، ومن ثمة الإلكترونية التي أغنت هذا النوع من الوثائق
التي يعتمدها الخبراء في دراسة الغناء ومستوى الصوت وطبقاته عند المغنين حيث ينهضون بدراساتهم النقدية و يجعلون المغنين رتبا ودرجات في ضوء براعتهم في الأداء وخبرتهم وثقافتهم
الفنية، في ما ينهض به ألاخرون بدراسة اللهجة الخطابية، أو أسلوب الحوار والنقاش عند رجال السياسة وزعماء العالم فيستندون بذلك إلى دراسة شخصياتهم ومدى تأثيرهم على
الجماهير، أو مبلغ براعتهم ونجاحهم في الحوار، وفي ضوء كل ذلك وإلى جانب الآثار المكتوبة التي تركها هؤلاء الكبار يمكن تجسيد حقائق هؤلاء الرجال الأفذاذ من خلال الوثيقة السمعية أو
المرئية.
لقد دخلت هذه الوثيقة اليوم كل بيت إذ أن كثيرا من العائلات يلذ لها أن تسجل الكلمات الأولى لأطفالهم، خلال مناسبات متعددة ومع تقدمهم في الحياة فتحفظ لهم بذلك تصبح وثيقة غنية
بالعبر والعظات.
في ظل ما تقدم نؤكد على أن الوثائق في جوهرها أربع أنواع، الأصلية، وهي الوثيقة الكتابية، والمساعدة وهي الوثائق التصويرية، والتشكيلية أو السمعية وهي كلها إما مدونة بالقلم أو
منحوتة بالأزميل، أو منقوشة بالحجر أو مسجلة على أشرطة ممغنطة وهي جميعا وعلى تعدد أنوا عها واختلاف أسمائهم تعيين على التثبت والتحقيق.

ومن هنا نستخلص من أشكال و أنواع الوثائق إن لها دورا إنسانيا وحضاريا عظيما وهي تساعد في عملية التوثيق التي تهدف إلى تجمع الوثائق لغرض البحث العلمي، أو التنظيم, والتخطيط،
والتطوير الإداري، وتوفير المعلومات، وكل ما يتعلق بالدراسات المقارنة وقد عبرت تلك الأنواع و الإشكال عن الإنسان وواقعة، فالتعريف بنشأة تاريخ الكتابة يأتي ولا شك تمهيداً لتحديد دور مركز
التوثيق وغاياته، وأقسامه، ووظائف وحداته، وتنظيمه الإداري وعمله التقني وبالتي أثره في الحياة المعاصرة.


أهمية الوثائق والمعلومات في اتخاذ القرار:

أكد العالمان ألكسندر و بيرك في قولاهما عن أهمية الوثائق بأنه لو تحطمت كل الآلات الحديثة ومعامل الذرة وبقيت الوثائق لتمكن رجال العصر من إعادة بناء الحضارة الآلية، ولكن لو ضاعت
الوثائق فان عصر الآلة يصبح شيئا من الماضي، لذلك فان أهمية الوثائق تكمن في قيمتها المعلوماتية والتاريخية التي تحتويها تلك الوثيقة، أما أهميتها في اتخاذ أي قرار فان توفر المعلومة
المطلوبة في الوثيقة يعتبر من الأساسيات التي تشد عود تلك الوثيقة وتعطيها مكانة عالية من بين مختلف الوثائق التي تحمل مختلف المعلومات، لذلك يتضح أن هناك ترابط كبير بين
الوثيقة وما تحمله من معلومة وبين سلامة اتخاذ القرار المطلوب، وهنا يمكننا أن نتخيل لو اتخذ قرار مبنى على معلومة في وثيقة غير متكاملة الأركان ويشوبها الشك في صحة معلوماتها
ويمكن الطعن بها بكل سهول، ماذا يمكن أن يكون شكل وقوة القرار الذي قد يرتبط بمصير دولة أو سيكلف الكثير من المال ؟ فلو أردنا أن نأخذ مثال على أهمية الوثيقة والمعلومات في اتخاذ
القرار فلا نجد أفضل من المعلومة التي سربت بقصد أو بدون قصد للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش رئيس الولايات المتحدة الأمريكية عندما دست كلمتين في احد الخطابات الهامة التي
ألقاها وقال بها أن العراق استورد يورانيوم من النيجر لصنع قنبلة نووية، وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة يشوبها شك كبير وقد يفقد منصبة نتيجة لهذه الكلمات، أما توني بلير رئيس وزراء
بريطانيا قال أن العراق يستطيع استخدام أسلحة الدمار الشامل في غضون خمسة وأربعين دقيقة وأتضح لاحقا أن هذه المعلومة غير دقيقة واعتبر انه ضلل البرلمان وقد يفقد منصبه بسبب
هذه المعلومة غير الدقيقة.

ومن هنا فإن أهمية الوثائق والمعلومات أصبحت في يومنا هذا من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكثير من القرارات ذات أهمية مصيرية.فكلما كانت الوثيقة ومعلوماتها دقيقة كلما كان القرار
سليم والعكس صحيح.


أو من وجهة نظر أخرى:


نـظـم تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :

تختلف تعريفات علم التوثيق باختلاف النقطة التي نرغب بالتركيز عليها ، و لعل أهم و أفضل هذه التعريفات هو :
" التوثيق هو علم السيطرة على المعلومات " .
ذلك أن هذا التعريف ينطبق على نظم التوثيق التقليدية . كما يستوعب الاتجاهات الحديثة لهذا العلم ، فالمعلومات يمكن أن تتضمن جميع أشكال حاويات المعلومات بدءاً من الوثيقة و الكتاب و انتهاء بالصورة و التسجيلات الصوتية و الفيديوية و النصوص الإلكترونية ، كما أن مفهوم السيطرة يتضمن العمليات الفنية التقليدية كالتجميع و الاختزان و الفهرسة و التصنيف و التكشيف ، كما يتضمن الاتجاهات الحديثة كمحركات البحث و المكانز الآلية و الفهرسة الآلية .

الـتـوثـيـق الـتـقـلـيـديـة :
في القرن التاسع عشر بدأت ملامح ظاهرة انفجار المعلومات بالإعلان عن نفسها ، مما دفع بالموثقين إلى استكشاف أساليب جديدة تساعدهم في مواجهة هذه الظاهرة ، و قد كان التحذير الذي ورد على لسان جوزيف هنري ، و هو أحد أهم العاملين في مجـال المكتبات في الولايات المتحـدة و بريطانيا ، إذ أسهم في إنشاء 380 مكتبة في هذين البلدين ، وقد عبر عن قلقه تجاه مستقبل التوثيق عام 1851 قائلاً :
" لقد أثبتت التقديرات أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرين ألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، و تعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية ، و مالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه " .
و يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر، حيث شهد هذا القرن ولادة نظام ديوي للتصنيف ، و شهد انطلاق معظم الأساليب المستخدمة فيما بعد في مجال التوثيق و وضع أسسها العلمية كالفهرسـة و التكشيف و التحليل الموضوعي و التصنيف و الاستخـلاص ، و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق التقليدية :
* الكشافات : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في استرجاع
المعلومات ، و تعنـى الكشافات بتنظيم المقالات و الدراسـات
و البحوث داخل الدوريات أو الصحف أو الكتب ، و يكون تنظيم
الكشافات إما موضوعياً أو ألفبائياً أو زمنياً أو رقمياً .

* المستخلصات : هي ملخصات دقيقة تبنى بصورة علمية وفقاً لقواعد
الاستخلاص التي تتوخى تضمين الملخص كل العناصر الموجودة
في المادة الأصلية ، وتصاغ بأسلوب مشـابه للوثيقة الأصلية مع
وصف ببليوغرافي يسهل استرجاع الوثيقة الأصلية .
و تتنوع المستخلصات وفقاً للهدف من إنشائها فهنالك المستخلصات
الوصفية و المستخلصات الإعـلامية و المستخلصات الموجـزة
(التلغرافية ) .
* الأدلـة : تفيد في الوصول إلى المعلومات الجارية و المتجددة
و تعرف بأنواعها و أماكن وجودها ، و هنالك أنواع عديدة من
الأدلة نوجز أهمها فيما يلي :
- أدلة الأفراد : تعرف بالخبراء المتخصصين في مجال معين .
- أدلـة الهيئات و الجمعيات و المنظمات الدوليـة : تعرف بهـذه الجهات و أعمالها و أقسامها و مهامها و أنظمتها و خدماتها .
- أدلة الدوريات : تعرف بالدوريات و تخصصها و أماكن صدورها .
- أدلة المؤتمرات و حلقات البحث : تعرف بالندوات و غاياتها و أنواعها و أعمالها و توصياتها و البحوث الصادرة عنها .
- أدلة المواد السمعية و البصرية: تعرف بالأشـرطة الصوتية و الفيديوية و الأفلام و الصور و الشرائح الثابتة و الأقراص الليزرية .
* نظم التصنيف : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
المكتبات و دور الأرشـيف ، و يغلب على نظم تصنيف المكتبات
و نظم تصنيف مراكز المعلومات الصحفيـة الطابع الموضوعي ،
و الانتقال من رأس الموضـوع العام إلى رؤوس الموضوعات
الفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشـيف على تصنيف الوثائق
الورادة إليها وفقاً للجهة التي أصدرتها .
* نظم الفهرسة : و هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
مـواد المكتبات و دورالأرشـيف ، و تدل هذه النظم على طريقـة
وصـف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً بحيث
تغطي وصف وعاء المعلومات من جميع الجوانب الممكنة .
* المكانز : هي النظم التي تتضمن كلمات البحث الرئيسة ( الكلمات
المفتاحيـة ) و التي تستخـدم في تخزيـن المعلومات و من ثم
استرجاعها و غني عن البيان أن المكانز هي لغة مقيدة ، أي أن
الواصفات المستخـدمة في الإدخـال يجب أن تكون هـي ذاتها
المستخدمة في الاسترجاع .


4- نـظـم الـتـوثـيــق الحـديثـة :
لعل أول من أشار إلى ضرورة فتح آفاق جديدة أمام نظم استرجاع المعلومات ، بشكل يتجاوز نظم التوثيق التقليدية هو فانيفار بوش الذي كتب مقالاً عام 1945 قال فيه :
" يرجع عجزنا عن الوصول إلى الوثيقة . إلى حد بعيد إلى الافتعال و عدم الدقة في نظم التكشيف ، فحينما توضع بيانات من أي نوع في مكان الاختزان فإنها ترتب هجائياً أو رقمياً ، و يتم الوصول إلى المعلومات ( إذا تحقق ) بتتبعها من فرع إلى آخر"
ثم : " العقل البشـري لا يعمل بهذه الطريقة ، و إنما يعمل بتداعي المعاني أو ترابط الأفكـار ، فهو عندما يحصل على إحـدى المواد ينتقـل في التو و اللحظة إلى الأخرى التي اقترحها تداعي المعاني"


و بذلك يكون " فانيفار بوش " أول من دعا إلى تجاوز نظم التوثيق التقليدية ، و إن الأفكار التي طرحها عام 1945 ، كان لا بد أن تنتظر قبل تحقيقهـا ما يقارب نصـف قرن من الزمـن ، مع تطويـر تقنيات البحـث و الاسترجاع و اعتماد محركات البحث و المكانز الآلية و الشبكات العصبونية ، و مع ظهور النص الفائق ( الممنهل ) Hypertext .
و اليوم تعتمد المكتبات الكبرى في العالم على نظم استرجاع متطورة ، و قد قامت مكتبة الكونجرس و المكتبة البريطانية بتحويل ملايين الكتب من شكلها الورقي إلى الشكل الرقمي ، حيث أصبح بالإمكان اليوم إجراء بحث متطور ليس فقط في عناوين الكتب و موضوعاتها و كلماتها المفتاحيـة ، بل و من خلال البحث عن أية كلمة وردت في الكتاب .
و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق الإلكترونية الحديثة :
* محرك البحث : و هو برنامج ذكي يبحث عن الكلمات و مرادفاتها
في نصوص الكتب أو الوثائق المخزنـة رقمياً ، أو إذا لم تكـن
النصوص مخزنة بشكلها الكامل فإنه يستطيع البحث في نصوص
الملخصات ، كما تتميز بعض هذه المحركات بذكائها و بإمكانيـة
التعلم ،أي أنها يمكن أن تطور أساليب بحثها ذاتياً من خلال تقويم
نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها لحاجات المستفيد في كـل
مرة.
* المكنز الآلي : و هو نظام ذكي يعتمد على استخراج الواصفات من
النصوص المخزنة و إقامة علاقات ترابـط فيما بينها من العام إلى
الخاص و علاقات ترادف ، و يقوم بتطوير و تعديل هذه العلاقات
بشكل آلي ، من خلال تقويم نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها
لحاجات المستفيد .
* النصوص الفائقة ( الممنهلة ) : تقوم النصوص الفائقة ( الممنهلة )
Hypertext بالإحالة فوراً من نص يعالج موضـوع محـدد إلى
نصوص أخرى متعلقة بكلمة وردت في النص ، مما يشكل أساساً
متطوراً للمعلومات المتكاملة ، و يتطابق إلى حد بعيد مع التصور
الذي طرحه فانيفار بوش عام 1945 ، حيث أكد على الانتقال من
فكرة إلى أخرى وفقاً لتداعي المعاني ، و لكن هذا الانتقـال هنا لا
يعتمد على تداعي المعاني لدى القارىء و إنما لدى المؤلـف الذي
يتوقع أين يكمن تداعي المعاني في النص فيحيل في هذه المواقـع
أو الكلمات إلى نصوص أخرى مترابطة مع النص الأصلي .


5- نـظــم الأرشــفـة الـضـوئـيـة :

مع تعاظم حجم الوثائق الحكومية المخزنة في دور الأرشيف ، أصبح من العسير الوصـول إلى هذه الوثائق دون استخـدام الوسائل الإلكترونية ، و من الطبيعي أن الخطوة الأولى في هذا المجال هي إنشاء قواعد معطيات لتوصيف هذه الوثائق و تسهيل الوصول إليها ، أما الخطوة الثانية فهي ربط هذه القاعدة مع مكنز للواصفات التي تحدد بدقة الموضوعات المتعلقة بهذه الوثائق

https://islamiyat.marocs.net/t281-topic









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:58   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
كيفية التوثيق العلمي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

يعتبر التوثيق العلمي و كتابة المراجع في نهاية البحث خطوة هامة في كل بحث ....لذلك سنتطرق هنا الى طرق كتابة هذه المراجع بطريقة صحيحة .


للتوثيق في قائمة المراجع أربعة عناصر أساسية هي :

1-اسم المؤلف :
-يبدأ باسم العائلة أو اللقب لكل المؤلفين ، ثم يكتب الاسم كاملاً في حالة المراجع العربية ، و الحروف الأولى فقط من كل من الاسم الأول و الأوسط للمؤلف في حالة المراجع الاجنبية .

-توضع فاصلة ( ,) بين لقب المؤلف و اسمه لتفصلهما عن بعضهما ، كما توضع فاصلة أيضاً بين مؤلف و آخر مشترك معه في حالة المراجع الاجنبية و ( &) قبل اسم آخر مؤلف مشترك في المرجع إذا كان العمل لأكثر من مؤلف ، و لا توضع الفواصل بين مؤلف و آخر في حالة المراجع العربية و إنما يضاف الاسم مباشرة بعد واو العطف .

2-سنة النشر / تاريخ نشر المرجع :
-يكتب التاريخ بين قوسين بعد إسم المؤلف .
-توضع نقطة بين تاريخ النشر و عنوان الدراسة .


3-عنوان المرجع :
- يأتي عنوان المرجع بعد سنة النشر ، و يتم للاسس التالية :

-يميز العنوان بوضع خط تحته .

-يوضع رقم الطبعة بعد العنوان مباشرة بين قوسين دون أن يفصله عن العنوان فاصلة أو غيرها من علامات الترقيم ، مثل : ( الطبعة الثالثة) .

-توضع نقطة لتفصل العنوان عن العنصر الرابع من عناصر التوثيق و هو معلومات النشر .

-يوضع خط تحت عنوان المرجع إذا كان ضمن " مجلة أو صحيفة أو دورية أو فصل من كتاب ، و كذلك في حالة رسائل الماجستير و الدكتوراه "

-يكتب العنوان مكان المؤلف قبل سنة النشر إذا كان المرجع بدون مؤلف ،و يرتب هجائياً ضمن ترتيب المؤلفين .

-عندما يكون المرجع " فصلاً أو مقالاً من كتاب محرر " يكتب اسم مؤلف الفصل كالمعتاد ف بداية التوثيق ، ثم سنة النشر ، ثم عنوان الفصل ، و بعد العنوان نضع نقطة و نكتب حرف ( في) ، و يليها اسم المحرر أو المحررين كما ورد في غلاف الكتاب مع المحافظة على أن يكون اسم العائلة ( اللقب ) في الآخر ، و نضع كلمة محرر ( أو محررون بحسب عددهم ) بين قوسين يليها فاصلة ثم نكتب عنوان الكتاب مميزاً ، يتبعه قوسان بداخلهما أرقام الصفحات التالي يحتلها الفصل مسبوقة ب ( ص ص ) ، ثم نضع نقطة يليها معلومات النشر .

4-معلومات النشر :
يعتبر أكثر العناصر تعقيداً ، لتعدد و تغير هذه المعلومات ، و من مرجع إلى آخر ،و فيما يلي توضيح لكيفية كتابة معلومات النشر ضمن المرجع الواحد :

-يكتب اسم المجلة كاملاً دون اختصار ، و إذا كانت المجلة الأجنبية فيجب أن تكون الحروف الأولى من كل كلمة في العنوان حروفاً كبيرة .

-يميز اسم المجلة بوضع خط تحته ، ثم توضع فاصلة لتفصل اسمها عن رقم المجلد الذي يوضع تحته خط أيضاً ، ثم يكتب عدد المجلة بين قوسين ، ثم فاصلة لتفصل المجلد و العدد عن أرقام الصفحات ، ثم نقطة .

الان سنتناول كل نوع من انواع المراجع متبوع بمثال توضيحي


توثيق الكتب

*كتاب ذو طبعات مختلفة
مطاوع ، إبراهيم عصمت . (1997) . أصول التربية ( الطبعة الثامنة ) . القاهرة : دار الفكر العربي .

*كتاب مؤلفه مؤسسة
مكتب التربية العربي لدول الخليج ( 1985 ) . الإشراف التربوي بدول الخليج العربي واقعه و تطويره . الرياض : المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج .

*كتاب مترجم
دوران ، رودني .( 1985) . أساسيات القياس و التقويم في تدريس العلوم ( محمد سعيد صباريني و خليل يوسف الخليلي و فتحي حسن ملكاوي , مترجمون) ، الاردن : دار الامل .

*مقال أو فصل من كتاب محرر
الشتاوي ، عبد العزيز و الأحمر ، محمد عادل . (1984) . نتائج دراسة تقارير الدول العربية عن الإشراف التربوي . في : المنظمة العربية للتربية و الثقافي و العلوم ( محرر ) ، الاشراف التربوي في الوطن العربي : واقعه وسبل تطويره ( ص ص . 10 – 17 ) . تونس : المنظمة .

ملاحظة :
•المحرر في المثال السابق مؤسسة و لو كانوا أشخاصاً لكتبت أسماؤهم دون أن تعكس ألقابهم .

•لاحظ أننا وضعنا ( في ) قبل اسم المحرر .

•الجزء الذي يميز في التوثيق هو عنوان الكتاب و ليس عنوان الموضوع.

توثيق الدوريات
الخليلي ، خليل يوسف .( 1989) . الاتجاهات نحو الفيزياء بنيتها و قياسها . أبحاث اليرموك ، 5 (1).


ملاحظة :

5 هو رقم المجلد

1 هو رقم العدد




توثيق الدوريات السنوية " الحوليات "
دمعة ، مجيد إبراهيم . (1987) . التطبيق العملي أو التربية العملية في التدريس . حولية كلية التربية ، 5 ، 107- 129 .

توثيق رسائل الماجستير غير المنشورة
ويح ، محمد عبد الرازق إبراهيم . ( 1996) . الكفاية الداخلية لمعاهد إعداد الدعاة في جمهورية مصر العربية ( دراسة تقويمية ) . رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة الزقازيق ، بنها ، مصر .


ملاحظة :
لاحظ ان الخط تحت نوع الرسالة

توثيق رسائل الدكتوراه
ويح ، محمد عبد الرازق ابراهيم . (1999) . تطوير نظام تكوين معلم التعليم الثانوي العام بكليات التربية في ضوء معايير الجودة الشاملة . رسالة دكتوراه غير منشورة ، جامعة الزقازيق ، بنها ، جمهورية مصر العربية .

البحوث الواردة في مؤتمرات
يونس ، هاني محمد .( 2004) . الاتجاهات الحديثة في إعداد المعلم . بحث مقدم لمؤتمر : إعداد المعلم و تطويره و تدريبه ،وزارة التربية و التعليم ، القاهرة ، جمهورية مصر العربية .

دراسة في مجلة ثقافية
الصديق ، بشرى محمد . ( أغسطس ، 1987) . الطالبة الجامعية همومها و طموحاتها . الاتحاد ، ص34- ص 38 .

رسالة إخبارية مؤلفة من قبل مؤسسة معينة
مركز البحث و التطوير التربوي . ( أيلول ، 1988) . مركز البحث و التطوير التربوي : نشرة دورية إعلامية . إربد ، الاردن : جامعة اليرموك ، مركز البحث و التطوير التربوي .

كتيب برقم متسلسل
علي ، سعيد إسماعيل .( 1987) . الفكرالتربوي العربي الحديث . عالم المعرفة ، ( سلسلة رقم 113 ) .

كتاب يحوي عدة مجلدات أو أجزاء
الحفنى ، عبد المنعم . ( 1978) . موسوعة علم النفس و التحليل النفسي ( جزء 1-2) . بيروت ، لبنان : دار العودة .

منقول .... https://www.meleigi.com/vb/showthread.php?t=426




https://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=23198









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:59   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
بحث كامل حول: مهنة الموثق في الجزائر
Odegaard16
01:55 - 2012/01/24 معلومات عن العضو
الموثق:


مقدمة: التوثيق هو العمود الفقري من الناحية القانونية لكل نظام اقتصادي والضامن الأساسي للمتعاملين لذا قانون التوثيق الصادر بتاريخ 12/07/1988 نظم هذه العملية وحدد اختصاصات الموثق.

تعريف الموثق: الموثق هو ضابط عمومي يتولى تسيير مكتب عمومي للتوثيق لحسابه الخاص وتحت مسؤوليته ويقوم بتحرير العقود وتسجيلها لحفظ أصولها ويمتد اختصاصه إلى كامل التراب الوطني. والتوثيق عرف منذ الحضارة المصرية الفرعونية والحضارة الرومانية ثم الحضارة الإسلامية ثم العصر الحديث.

وفي الجزائر عرفت مهنة التوثيق عدة مراحل من حيث التنظيم والتسيير فإن القانون في هذا المجال هو السائد ويعود إلى سنة 1934 وكان التوثيق له نظامين: نظام مكاتب التوثيق يشرف عليها موثق ويحرر العقد باللغة الفرنسية ويقوم لإجراء تسجيل العقود لدى المحافظة العقارية ونظام آخر يسمى بالمحاكم الشرعية ويحرر عقود باللغة العربية ويتلقون العقود في سجلات ويقدمونها إلى مصالح التسجيل ليصبح لها تاريخ دون إشهارها(انعدام البيانات في العقد). وعمد صدور قانون 70/91 المؤرخ في 15/12/1970 أعاد النظر في تنظيم وتسيير الموثق وبدأ سريان القانون في 01/01/1971 أين ألغى مكاتب التوثيق والمحاكم الشرعية وأنشأ مكاتب للتوثيق تابعة لوزارة العدل وأسندت لها مهمة المحافظة على الأرشيف لتنظيم وتسليم النسخ للأطراف المعنية في هذا المجال.

ثم أعيد قانون جديد رقم 88/27 المؤرخ في 12/07/1988 أعاد تنظيم المهنة وأنشأ مكاتب عمومية يمتد اختصاصها عبر كامل التراب الوطني سيره الموثق لحسابه الخاص وتحت مسؤوليته ويتمتع بصفة الضابط العمومي، ثم ظهر مرسوم تنفيذي 89/144 مؤرخ في 08/08/1989 يحدد شروط الالتحاق بمهنة موثق وممارستها ونظامها الانضباطي وسير أجهزتها.

عدل بمرسوم بتاريخ 19/12/1989 تحت رقم 89/283 ثم بمرسوم تنفيذي جديد رقم 90/81 المؤرخ في 13/03/1990 يحدد كيفية دفع الأتعاب ثم عدل بالمرسوم رقم 91/183 ثم بالمرسوم رقم 91/439.

وبتاريخ 20/08/2006 صدر قانون 06/02 المتعلق بتنظيم مهنة الموثق يحتوي على 72 مادة والذي ألغى قانون رقم 88/27 المؤرخ في 12/07/1988.

يكون الالتحاق بالمهنة عن طريق مسابقة وطنية بموجب قرار من وزير العدل وبناء على اقتراح من الغرفة الوطنية للموثقين.

كيفية الالتحاق:

1. الجنسية الجزائرية.

2. العمر لا يقل عن 25 سنة.

3. التمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية.

4. التمتع بكفاءة بدنية.

عند النجاح فالحائزون على شهادة الكفاءة المهنية للتوثيق بصفتهم موثقين بقرار من وزير العدل حافظ الأختام.

يؤدي الموثق اليمين القانونية أمام المجلس القضائي لمكان تواجد مكتبه.

مهام الموثق:

1. حفظ العقود التي يحررها أو يسلمها للإيداع ويسهر على تنفيذ الإجراءات اللازمة لاسيما التسجيل، الإعلان، النشر، الشهر.

2. حفظ الأرشيف التوثيقي وتسييره.

3. تسليم نسخ تنفيذية للعقود المحررة.

4. التأكد من صحة العقود الموثقة ويقد نصائحه طبقا للقوانين السارية.

5. إعلام الأطراف بالتزاماتهم وحقوقهم والآثار المترتبة والاحتياطات والوسائل المتطلبة عند إبرام العقود.

6. يمكن تقديم الاستشارات في حدود صلاحياته واختصاصه.

7. السر المهني وعدم الإفشاء بالمعلومات.

8. تحرير العقود إلا ما هو مخالف للقانون.

9. يحافظ على الموثق من الإهانة أو الاعتداء بالعنف خلال تأديه مهامه.

حالات المنع:

لايجوز للموثق أن يتلقى العقد الذي:

1. يكون طرفا فيه سواء معني أو ممثل أو مرخص له.

2. يتضمن تدابير لفائدته أو يكون وكيلا أو متصرفا.

3. إذا كان في العقد أحد أقاربه أو أصهاره إلى الدرجة الرابعة.

4. إذا كان في العقد أحد أقاربه أو أصهاره يجمعه مع قرابة حواشي. لايجوز كذلك أن يكون شاهدا في العقد.

5. إذا كان طرفا في مجلس شعبي محلي.

6. يحظر على الموثق القيام بأعمال تجارية، مصرفية، إدارة شركة حضارية لاكتساب عقارات، إعادة بيعها، الأسهم التجارية، حقوق مراثية، الانتفاع من أية عملية يساهم فيها، استعمال أسماء مستعارة، السمسرة، السماح لمساعديه بالتدخل في العقود التي يتلقاها دون توكيل مكتوب.

حالات التنافي:

تتنافى ممارسة مهنة الموثق مع:

1. العضوية في البرلمان.

2. رئاسة أحد المجالس الشعبية المحلية المنتخبة.

3. كل وظيفة عمومية أو ذات تبعية.

4. كل مهنة حرة أو خاصة.

إنابة الموثق أو إدارة المكتب مؤقتا:

- عند غياب الموثق أو حصول مانع مؤقت له، يجب بناء على ترخيص من وزير العدل حافظ الأختام تعيين موثق لاستخلافه، يختاره الموثق أو الغرفة الجهوية، وتحرر العقود باسم النائب ويشار إلى الرخصة، ويكون الموثق مسؤولا مدنيا عن الأخطاء الغير عدمية المرتكبة من طرف النائب.

- عند وفاة الموثق أو عزله أو توقيفه يعين موثق مستخلف بناء على اقتراح من الغرفة الوطنية للموثقين وتنتهي مهامه بعد انتهاء الإجراءات الخاصة بالتصفية.

- إذا توفي الموثق قبل توقيعه العقد وكان موقعا من طرف الأطراف، يمكن لرئيس المحكمة محل تواجد المكتب أن يأمر بتعيين موثق آخر للتوقيع.

هيكلة المهنة وتنظيمها :

طبقا للقانون الجديد 06/02 المتعلق بالتوثيق يمكن إنشاء مجلس أعلى للوثيق يرأسه وزير العدل حافظ الأختام ويدرس كل المسائل ذات الطابع العام بالمهنة، يتكون المجلس الأعلى للتوثيق من:

1. وزير العدل حافظ الأختام رئيسا.

2. مدير الشؤون المدنية لوزراء العدل عضوا.

3. مدير الشؤون الجزائية لوزارة العدل عضوا.

4. رئيس الغرفة الوطنية عضوا.

5. رؤساء الغرف الجهوية أعضاء.

تنشأ كذلك غرفة وطنية للموثقين لها شخصية اعتبارية تسهر على تنفيذ الأعمال الهادفة لضمان احترام المهنة والأعراف وتقود بإعداد مدونة أخلاقيات المهنة.

تنشأ غرف جهوية للموثقين تقوم بمساعدة الغرفة الوطنية.

المجلس التأديبي :

ينشأ على مستوى كل غرفة جهوية مجلس تأديبي يتكون من 7 اعضاء من بينهم رئيس الغرفة رئيسا وينتخب 6 أعضاء من بين أعضاء الغرفة لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

المجلس ينعقد بطلب من وزير العدل حافظ الأختام أو رئيس الغرفة الوطنية للموثقين وينعقد بحضور أغلبية أعضائه ويفصل في الدعوى التأديبية في جلسة مغلقة وبقرار مسبب.

العقوبات التأديبية:

دون الإخلال بالمسؤولية الجزائية والمدنية يتعرض الموثق عن كل تقصير في التزاماته المهنية أو بمناسبة تأديتها إلى العقوبات التأديبية التالية:

1. الإنذار.

2. التوبيخ.

3. التوقيف عن ممارسة المهنة لمدة أقضاها 06 أشهر.

4. العزل.

يتم إبلاغ قرار المجلس التأديبي من طرف رئيس الغرفة الجهوية للموثقين إلى وزير العدل حافظ الأختام، رئيس الغرفة الوطنية للموثقين، الموثق المعني في أجل 15 يوما من تاريخ صدور القرار.

يجوز الطعن في القرا من الأطراف المذكورة في مهلة 30 يوما من تاريخ التبليغ أمام اللجنة الوطنية للطعن.

ملاحظة: تتقادم الدعوى التأديبية بمضي 03 سنوات ابتداء من تاريخ ارتكاب الأفعال (عدم وجود متابعة جزائية).

اللجنة الوطنية للطعن:

تتشكل من 08 أعضاء أساسيين و04 قضاة برتبة مستشار بالمحكمة العليا يعينهم وزير العدل حافظ الأختام من بينهم رئيس اللجنة و04 موثقين تختارهم الغرفة الوطنية للموثقين ويتم تعيين 04 قضاة احتياطيين بنفس الرتبة و04 موثقين احتياطيين من نفس الغرفة.

تمارس اللجنة مهامها لمدة 03 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

يعين وزير العدل حافظ الأختام ممثلا له(نيابة عامة) وكذا موظفا يتولى أمانة اللجنة الوطنية للطعن.

تجتمع اللجنة بناء عن أمر من رئيسها أو معالي وزير العدل أو رئيس الغرفة الوطنية للموثقين.

تستمع للموثق المعني بعد استدعائه برسالة مضمونة للمثول ويجوز له الاستعانة بموثق أو محامي.

تفصل اللجنة في جلسة سرية وبأغلبية الأصوات وبقرار مسبب ما عدا قرار العزل بأغلبية2/3 الأعضاء والنطق يكون في جلسة علنية.

يمكن الطعن في قرار اللجنة الوطنية للطعن أمام مجلس الدولة وفقا للتشريع المعمول به وليس لهذا الطعن أثر موقف بالنسبة لتنفيذ قرارات اللجنة.
تصفح ردود المواضيع في الأرشيف متوفر للأعضاء المسجلين فقط.

https://www.startimes.com/?t=30018751









رد مع اقتباس
قديم 2016-02-09, 19:59   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smartahmed مشاهدة المشاركة
من فضلك بحث حول التوثيق وتعريفه لغة واصطلاحا ووسائل التوثيق ومناهجه وكذلك الهدف منه وجزاك الرحمن أخي الكريم
بحث عن نظم التوثيق


بحث حول نظم التوثيق

نظم التوثيق

نــظــم الــتــوثـيـــق
د.بشار عباس
1- التوثيـق فـي التاريــخ :
تعود بدايات التوثيق إلى عصور ما قبل التاريخ ، أي أن بدايات التوثيق سبقت التدوين الكتابي ، ذلك أن التوثيق بمفهومه الواسع ، أي حفظ الأحداث التاريخية و المعلومات العلمية و نقلها إلى الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة منها ، ينطبق أيضاً على التناقل الشفاهـي للمعلومات و المعـارف و المهارات ، و لا بد أن نتذكر أن الشعر الجاهلي أسهم في توثيق تاريخ العرب قبل الإسـلام ، وأن ملاحـم هوميروس الشاعر الإغريقي الأعمـى " وثقت " فترة تاريخية كانت غائرة في عمق الذاكرة الإغريقية ، و أن التناقل الشفاهي لملحمتي الأوذيـسة و الإلياذة كان من أول أشكال التوثيق الشفاهي و ذلك قبل تدوينهما بقرون عديدة . و عندما ننظر إلى التوثيق في تاريخ العالم القديم نستطيع أن نلمح أهم محطاته :
* وصلت الحضارتان السومرية و المصرية إلى مستوى عالٍ من
الكتابة التصويرية ، التي اسـتوعبت تدوين الشـعر و الطـب
و المعتقدات الدينية و العلوم .
* اكتشف المصريون نحو 2500 قبل الميلاد ورق البردي ، و بذلك
أصبح من الممكن تبادل الوثائق ، و نقل المعلومات المدونـة من
مكان إلى آخر.
* اكتشف السومريون نحو 1700 قبل الميلاد وسـيطاً آخر و هو
الكتابة على ألواح فخارية ( الرقـم ) و سـجلوا عليها بالكتابة
المسمارية تاريخهم وعلومهم و مبادلاتهم التجارية ، وذلك بعد أن
طوروا كتابتهم التصويرية القديمة إلى كتابة مسمارية .
* ظهرت أولى المكتبات المنظمة و المصنفة في العالم في مصر
و بلاد ما بين النهرين في الألف الثانية قبل الميلاد .
* في القرن الثامن قبل الميلاد ظهرت في سـورية أول أبجدية فتحت
الطريق أمام الانتشار الواسع للكتابة في العالم القديم ، و أثرت على
الأبجدية اليونانية و التي انطلقت منها فيما بعد الأبجدية اللاتينية .
* في الفترة ( 1450- 1456 ) م أخرجت مطبعة يوحنا غوتنبرغ
أول كتاب مطبوع يتكون من 42 سطراً من الإنجيل ، مما منح
البشرية إمكانية النشر الواسع للنصوص المكتوبة .
* في القرن التاسع عشر ظهر نظام تصنيف ديوي Melvil Dewey،
و هو أشهر و أهم نظم تصنيف المكتبات حتى اليوم .

2- تعـريــف عـلـم الـتـوثيــق :
تختلف تعريفات علم التوثيق باختلاف النقطة التي نرغب بالتركيز عليها ، و لعل أهم و أفضل هذه التعريفات هو :
" التوثيق هو علم السيطرة على المعلومات " .
ذلك أن هذا التعريف ينطبق على نظم التوثيق التقليدية . كما يستوعب الاتجاهات الحديثة لهذا العلم ، فالمعلومات يمكن أن تتضمن جميع أشكال حاويات المعلومات بدءاً من الوثيقة و الكتاب و انتهاء بالصورة و التسجيلات الصوتية و الفيديوية و النصوص الإلكترونية ، كما أن مفهوم السيطرة يتضمن العمليات الفنية التقليدية كالتجميع و الاختزان و الفهرسة و التصنيف و التكشيف ، كما يتضمن الاتجاهات الحديثة كمحركات البحث و المكانز الآلية و الفهرسة الآلية .

3- نـظـم الـتـوثـيـق الـتـقـلـيـديـة :
في القرن التاسع عشر بدأت ملامح ظاهرة انفجار المعلومات بالإعلان عن نفسها ، مما دفع بالموثقين إلى استكشاف أساليب جديدة تساعدهم في مواجهة هذه الظاهرة ، و قد كان التحذير الذي ورد على لسان جوزيف هنري ، و هو أحد أهم العاملين في مجـال المكتبات في الولايات المتحـدة و بريطانيا ، إذ أسهم في إنشاء 380 مكتبة في هذين البلدين ، وقد عبر عن قلقه تجاه مستقبل التوثيق عام 1851 قائلاً :
" لقد أثبتت التقديرات أن مقدار ما ينشر سنوياً من مصادر المعلومات ، يبلغ نحو عشرين ألفاً من المجلدات ، بما فيها النشرات ، و تعد كلها إضافة إلى رصيد المعرفة البشرية ، و مالم ترتب هذه الكميات الضخمة بطريقة ملائمة فسوف يضل الباحثون سبيلهم بين أكداس الإنتاج الفكري ، كما أن تل المعلومات سوف يتداعى تحت وطأة وزنه " .
و يمكن أن نقول أن علم التوثيق الحديث انطلق في القرن التاسع عشر، حيث شهد هذا القرن ولادة نظام ديوي للتصنيف ، و شهد انطلاق معظم الأساليب المستخدمة فيما بعد في مجال التوثيق و وضع أسسها العلمية كالفهرسـة و التكشيف و التحليل الموضوعي و التصنيف و الاستخـلاص ، و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق التقليدية :
* الكشافات : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في استرجاع
المعلومات ، و تعنـى الكشافات بتنظيم المقالات و الدراسـات
و البحوث داخل الدوريات أو الصحف أو الكتب ، و يكون تنظيم
الكشافات إما موضوعياً أو ألفبائياً أو زمنياً أو رقمياً .

* المستخلصات : هي ملخصات دقيقة تبنى بصورة علمية وفقاً لقواعد
الاستخلاص التي تتوخى تضمين الملخص كل العناصر الموجودة
في المادة الأصلية ، وتصاغ بأسلوب مشـابه للوثيقة الأصلية مع
وصف ببليوغرافي يسهل استرجاع الوثيقة الأصلية .
و تتنوع المستخلصات وفقاً للهدف من إنشائها فهنالك المستخلصات
الوصفية و المستخلصات الإعـلامية و المستخلصات الموجـزة
(التلغرافية ) .
* الأدلـة : تفيد في الوصول إلى المعلومات الجارية و المتجددة
و تعرف بأنواعها و أماكن وجودها ، و هنالك أنواع عديدة من
الأدلة نوجز أهمها فيما يلي :
- أدلة الأفراد : تعرف بالخبراء المتخصصين في مجال معين .
- أدلـة الهيئات و الجمعيات و المنظمات الدوليـة : تعرف بهـذه الجهات و أعمالها و أقسامها و مهامها و أنظمتها و خدماتها .
- أدلة الدوريات : تعرف بالدوريات و تخصصها و أماكن صدورها .
- أدلة المؤتمرات و حلقات البحث : تعرف بالندوات و غاياتها و أنواعها و أعمالها و توصياتها و البحوث الصادرة عنها .
- أدلة المواد السمعية و البصرية: تعرف بالأشـرطة الصوتية و الفيديوية و الأفلام و الصور و الشرائح الثابتة و الأقراص الليزرية .
* نظم التصنيف : هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
المكتبات و دور الأرشـيف ، و يغلب على نظم تصنيف المكتبات
و نظم تصنيف مراكز المعلومات الصحفيـة الطابع الموضوعي ،
و الانتقال من رأس الموضـوع العام إلى رؤوس الموضوعات
الفرعية ، في حين تعتمد دور الأرشـيف على تصنيف الوثائق
الورادة إليها وفقاً للجهة التي أصدرتها .
* نظم الفهرسة : و هي إحدى الأدوات الأساسية المستخدمة في تنظيم
مـواد المكتبات و دورالأرشـيف ، و تدل هذه النظم على طريقـة
وصـف أوعية المعلومات وفقاً لقواعد علمية موضوعة سلفاً بحيث
تغطي وصف وعاء المعلومات من جميع الجوانب الممكنة .
* المكانز : هي النظم التي تتضمن كلمات البحث الرئيسة ( الكلمات
المفتاحيـة ) و التي تستخـدم في تخزيـن المعلومات و من ثم
استرجاعها و غني عن البيان أن المكانز هي لغة مقيدة ، أي أن
الواصفات المستخـدمة في الإدخـال يجب أن تكون هـي ذاتها
المستخدمة في الاسترجاع .

4- نـظـم الـتـوثـيــق الحـديثـة :
لعل أول من أشار إلى ضرورة فتح آفاق جديدة أمام نظم استرجاع المعلومات ، بشكل يتجاوز نظم التوثيق التقليدية هو فانيفار بوش الذي كتب مقالاً عام 1945 قال فيه :
" يرجع عجزنا عن الوصول إلى الوثيقة . إلى حد بعيد إلى الافتعال و عدم الدقة في نظم التكشيف ، فحينما توضع بيانات من أي نوع في مكان الاختزان فإنها ترتب هجائياً أو رقمياً ، و يتم الوصول إلى المعلومات ( إذا تحقق ) بتتبعها من فرع إلى آخر"
ثم : " العقل البشـري لا يعمل بهذه الطريقة ، و إنما يعمل بتداعي المعاني أو ترابط الأفكـار ، فهو عندما يحصل على إحـدى المواد ينتقـل في التو و اللحظة إلى الأخرى التي اقترحها تداعي المعاني"


و بذلك يكون " فانيفار بوش " أول من دعا إلى تجاوز نظم التوثيق التقليدية ، و إن الأفكار التي طرحها عام 1945 ، كان لا بد أن تنتظر قبل تحقيقهـا ما يقارب نصـف قرن من الزمـن ، مع تطويـر تقنيات البحـث و الاسترجاع و اعتماد محركات البحث و المكانز الآلية و الشبكات العصبونية ، و مع ظهور النص الفائق ( الممنهل ) Hyper,,,, .
و اليوم تعتمد المكتبات الكبرى في العالم على نظم استرجاع متطورة ، و قد قامت مكتبة الكونجرس و المكتبة البريطانية بتحويل ملايين الكتب من شكلها الورقي إلى الشكل الرقمي ، حيث أصبح بالإمكان اليوم إجراء بحث متطور ليس فقط في عناوين الكتب و موضوعاتها و كلماتها المفتاحيـة ، بل و من خلال البحث عن أية كلمة وردت في الكتاب .
و نوجز فيما يلي أهم الأدوات المستخدمة في نظم التوثيق الإلكترونية الحديثة :
* محرك البحث : و هو برنامج ذكي يبحث عن الكلمات و مرادفاتها
في نصوص الكتب أو الوثائق المخزنـة رقمياً ، أو إذا لم تكـن
النصوص مخزنة بشكلها الكامل فإنه يستطيع البحث في نصوص
الملخصات ، كما تتميز بعض هذه المحركات بذكائها و بإمكانيـة
التعلم ،أي أنها يمكن أن تطور أساليب بحثها ذاتياً من خلال تقويم
نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها لحاجات المستفيد في كـل
مرة.
* المكنز الآلي : و هو نظام ذكي يعتمد على استخراج الواصفات من
النصوص المخزنة و إقامة علاقات ترابـط فيما بينها من العام إلى
الخاص و علاقات ترادف ، و يقوم بتطوير و تعديل هذه العلاقات
بشكل آلي ، من خلال تقويم نتائج البحث و مدى مطابقتها و تلبيتها
لحاجات المستفيد .
* النصوص الفائقة ( الممنهلة ) : تقوم النصوص الفائقة ( الممنهلة )
Hyper,,,, بالإحالة فوراً من نص يعالج موضـوع محـدد إلى
نصوص أخرى متعلقة بكلمة وردت في النص ، مما يشكل أساساً
متطوراً للمعلومات المتكاملة ، و يتطابق إلى حد بعيد مع التصور
الذي طرحه فانيفار بوش عام 1945 ، حيث أكد على الانتقال من
فكرة إلى أخرى وفقاً لتداعي المعاني ، و لكن هذا الانتقـال هنا لا
يعتمد على تداعي المعاني لدى القارىء و إنما لدى المؤلـف الذي
يتوقع أين يكمن تداعي المعاني في النص فيحيل في هذه المواقـع
أو الكلمات إلى نصوص أخرى مترابطة مع النص الأصلي .

5- نـظــم الأرشــفـة الـضـوئـيـة :
مع تعاظم حجم الوثائق الحكومية المخزنة في دور الأرشيف ، أصبح من العسير الوصـول إلى هذه الوثائق دون استخـدام الوسائل الإلكترونية ، و من الطبيعي أن الخطوة الأولى في هذا المجال هي إنشاء قواعد معطيات لتوصيف هذه الوثائق و تسهيل الوصول إليها ، أما الخطوة الثانية فهي ربط هذه القاعدة مع مكنز للواصفات التي تحدد بدقة الموضوعات المتعلقة بهذه الوثائق ، إلا أن الشكل الأحدث لحفظ الوثائق الورقية يتمثل دون شك في إنشاء نظام الأرشفة الضوئية ، الذي يضمن عدم المساس بالوثيقة الأصلية ، فهو يحيل المستفيد إلى صورة الوثيقة المخزنة في الحاسوب بسهولة وسرعة.
إلا أن النظم الأحدث للأرشفة الضوئية تربط صورة الوثيقة بنظام التعرف على الأحرف ضوئياً OCR ، وبالتالي يستطيع المستفيد أن يشاهد صورة الوثيقة بشكلها الأصلي مع الأختام والتواقيع ، وفي الوقت نفسه يستطيع أن يستفيد من البحث في النص الكامل للوثيقة بعد قراءتها آلياً باستخدام نظام OCR .
6 ـ نـظـام الأرشــيـف الـرقـمــي :
شهد العقد الأخير من القرن العشرين تطورات كبيرة في مجال تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مجال الإدارة ، وبذلك أمكن تقنياً معالجة المعلومات المطلوبة و نقلها في جميع أقسام المؤسسات الرسمية المتباعدة جغرافياً ، تماماً كما لو أن موظفي المؤسسة يعملون في مبنى واحد، وهكذا ظهر اهتمام الأرشيفيين بحفظ واسترجاع هذه الوثائق الرسمية الإلكترونية التي تجري ضمن بيئة إلكترونية بحتة ، وفي جزء هام من هذه الحالات دون استخدام الورق .
إلا أن نجاح نظام الأرشيف الرقمي يتطلب عدة شروط نوجز أهمها فيما يلي :
* لا بد أن تتوافر في النظام المنشود حماية قوية تتحكم بأي تعديل
يطرأ على الوثيقة الأصلية ، وذلك من خلال إجراءات تحـدد
صلاحيات إنشاء الوثيقة بدقـة ، وتحتفظ بنسـخ عن الوثيقـة
الأصلية مع معلومات عن تاريخ إنشائها والجهة التي أنشأتها ،
كما تحتفظ بنسخ عن أية تعديلات أو إضافات تطرأ عليها مع
تاريخ التعديل والجهة التي قامت به .
* لا بد من حفظ جميع المعلومات المتعلقة بالسياق ، مثل علاقـة
الوثيقة بالوثائق الأخرى و الجهة التي أنشأت الوثيقة و الفعالية
التي أنشئت فيها الوثيقة .
* لا بد من حفظ جميع المعلومات المتعلقة ببنية الوثيقة كالتنسيق
وتسجيل استخدام المصطلحات والشكل والوسـط والحقـول
والجداول والهوامش والفصول والأجزاء والصور والأشكال
المتضمنة في الوثيقة .

* لابد من حفظ المعطيات الوصفية ,,,, Data حول الوثيقـة
وهي المعطيات التي تبين كـيفية تسـجيل الوثيقـة ونوعهـا
وموضوعها كما توضح خلفية الوثيقة والأجزاء والسلاسل كما
تتضمن معلومات عن محتوى الوثيقة .
* لا بد من الحفاظ على الوثيقة نفسها بصورة ملائمة للاستخـدام
عبر التطور التكنولوجي المتسارع ، وهذا يتطلب نسخ الوثيقـة
من النظام القديم إلى النظام الأحدث مع التأكيد على الحفاظ على
معلومات السياق والبنيـة والمعطيات الوصفية دون تغيير ، بما
في ذلك شكل الوثيقة وتنسيقها الداخلي .

7 ـ الـنـظــم الـمـتـكـامـلـة الـمـنـدمـجـة :
تتجه نظم التوثيق الحديثة حالياً إلى نظم متكاملة تتيح للمستفيد الذي يستفسر عن موضوع محدد ، مثلاً : إعلان الحرب العالمية الثانية ، أن يقرأ هذا الخبر من الصحف ثم يستمع إلى التسجيل الصوتي للخبر من الإذاعة ، ثم يمكن أن يشاهد أفلاماً وثائقية تسجيلية لأحداث بداية الحرب ، كل ذلك إلى جانب الوثائق الرسمية الصادرة عن الحكومات التي دخلت الحرب في بدايتها ، ونظم التوثيق هذه دخلت طور العمل فعلياً منذ عدة سنوات ، كما لا بد من التأكيد أن هذه النظم أصبحت متاحة على شبكة المعلومات الدولية ( الانترنت ) ، وتعتمد هذه النظم محركات بحث ذكية تبحث عن الكلمة المفتاحية ومرادفاتها ، كما تقبل في الوقت نفسه أسئلة باللغة الطبيعية .https://www.stooob.com/251195.html









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مرجع, يبدة, ساساعده


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 00:08

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc