الامم المتحدة ومنتدى العظام الإسلامية un bone forum islamique - الصفحة 17 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الامم المتحدة ومنتدى العظام الإسلامية un bone forum islamique

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-05-07, 00:17   رقم المشاركة : 241
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

Si on arrive un peu en retard à la prière de icha à la mosquée??

--------------------------------------------------------------------------------

Salam Ahlikoum

Si on arrive un peu en retard lors de la prière de icha à la mosquée, en fait juste au début de la prière l'imam récite la fatiha et juste au moment de la sourate qui suit j'arrive et je continue avec eux est-ce cet prière est quand même valable ou est-ce que je doit la refaire chez moi?

barrak'Allah oufikoum









 


قديم 2010-05-07, 00:18   رقم المشاركة : 242
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

Femmes du Prophète Mohamed (saaw)

--------------------------------------------------------------------------------

Comment pouvons nous expliquer que le prophète Mohamed (saaw) est eu 12 femmes, alors qu’il n’en est permit que 4 dans le coran ?










قديم 2010-05-07, 00:19   رقم المشاركة : 243
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

Islam et Sciences

--------------------------------------------------------------------------------

Salam à tous,

Voilà je suis d'origine Musulmane et je m intéresse vraiment à notre belle religion.

Parmi vous y en a t il qui pourraient m indiquer des ouvrages qui traitent de l Islam et de la Science et ou des Sciences?

Je vous en remercie par avance,

Salam aïlikoum,










قديم 2010-05-07, 00:20   رقم المشاركة : 244
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

rappel important

--------------------------------------------------------------------------------

salam

ne regardez plus de match a la tv, c'est clairement interdit

Q : Quel est l’avis de l’islam sur la pratique du sport en short ? Qu’en est-il du fait de regarder les autres le pratiquer habillés ainsi ?
R : La pratique du sport est permise tant qu’elle n’empêche pas la personne de faire ses obligations. Si c’est le cas, elle devient interdite. Si par contre le sport occupe la plupart du temps de la personne et devient comme une obsession, alors ceci est une perte de temps, et le moins qu’on puisse dire dans ce cas, c’est qu’il est déconseillé.

Si le sportif ne porte qu’un short qui fait apparaître ses cuisses ou plus que cela, alors la pratique du sport devient interdite dans ces conditions. En effet, les jeunes doivent se couvrir les cuisses, et il n’est pas permis de regarder des sportifs jouer alors qu’ils ont les cuisses découvertes.

Fatwa de cheikh Otheimine

Fatâwâ Islâmiyya (Fatwas islamiques), vol. 4, page










قديم 2010-05-07, 00:21   رقم المشاركة : 245
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

Les mort dans leur tombes

--------------------------------------------------------------------------------

salam,

Je sais que les musulmans qui sont mort restent dans leur tombe jusqu'au jugement dernier.

Mais qu'en est-il des non musulman










قديم 2010-05-08, 18:58   رقم المشاركة : 246
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

نبذة:

لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً.


--------------------------------------------------------------------------------

سيرته:

لما مات آدم عليه السلام قام بأعباء الأمر بعده ولده شيث عليه السلام وكان نبياً. ومعنى شيث: هبة الله، وسمياه بذلك لأنهما رزقاه بعد أن ق ُت ِل َ هابيل. فلما حانت وفاته أوصى إلى أبنه أنوش فقام بالأمر بعده، ثم بعده ولده قينن ثم من بعده ابنه مهلاييل - وهو الذي يزعم الأعاجم من الفرس أنه ملك الأقاليم السبعة، وأنه أول من قطع الأشجار، وبنى المدائن والحصون الكبار، وأنه هو الذي بنى مدينة بابل ومدينة السوس الأقصى وأنه قهر إبليس وجنوده وشردهم عن الأرض إلى أطرافها وشعاب جبالها وأنه قتل خلقاً من مردة الجن والغيلان، وكان له تاج عظيم، وكان يخطب الناس ودامت دولته أربعين سنة.

فلما مات قام بالأمر بعده ولده يرد فلما حضرته الوفاة أوصى إلى ولده خنوخ، وهو إدريس عليه السلام على المشهور.










قديم 2010-05-08, 18:59   رقم المشاركة : 247
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

إنَّ المتَتَبِّعَ للمواضع التي ذُكِر فيها الإصلاحُ في القرآن يظهر له بوضوح ـ لا يدع مجالاً للشكِّ ـ أنَّ هذه الكلمة وما يتفرَّع منها من ألفاظ واشتقاقات، وما يُستوحى منها من معانٍ ومدلولات، قد تبوّأت مكانًا عليًّا في هذا الكتاب، إذْ عُدَّتْ من جملة أخلاقه وفضائله التي دعا إليها وحثَّ على التزامها والتَّحلِّي بها، ويكفي للدِّلالة على أهميَّتها وبروزها أنْ ذُكِرت أكثرَ من مائةٍ وسبعين مرَّة بأساليبَ متنوِّعةٍ وسياقاتٍ مختلفةٍ ومدلولات تَخْلُصُ إلى أنَّ كلَّ ما يؤدِّي إلى الكفِّ عن المعاصي ومجانبة الفساد، أو إلى فعلِ الطَّاعات واتِّباع الرَّشاد فهو إصلاح.
فالإصلاح ـ ومنه الصَّلاح ـ كما يقولُ أهل اللُّغة والبيانِ : نقيضُ الإفساد، وهما مختصَّان في أكثر الاستعمال بالأفعال، وقُوبِلَ في القرآن تارةً بالفساد، وتارةً بالسَّيِّئَةِ.

فمِنَ الأوَّلِ قولُه تعالى: ﴿وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا﴾ [الأعراف: 56]، ومِنَ الثَّاني قوله تعالى : ﴿خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾ [التوبة: 102].
وممَّا يُشَرِّفُ الإصلاحَ ويجعله آيةَ الصَّلاح ودليلَ الفلاحِ أنَّ اللهَ تولاَّه بنفسه استحقاقًا وفضلاً، ونسبَه إلى نفسِه الكريمةِ صفةً وفعلاً، وحملَ عليه هذا الإنسانَ حثًّا وترغيبًا ليكون لرسالته أهلاً، فكان إصلاحُه له تارةً بخَلْقِه إيَّاهُ صالحًا، وتارةً بإزالةِ ما فيهِ منْ فسادٍ بعد وُجودِه، وتارةً بالحكم له بالصَّلاح كما قال تعالى :﴿وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ [محمد: 2]، ﴿وَأَصْلِحْ لِي ذُرِّيَّتِي﴾[الأحقاف: 15]، ﴿يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [الأحزاب: 71]، ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ﴾ [يونس: 81].

ومن هُنا يتبيَّن مَدَى التَّلاَزُم الموجودِ بين الصَّلاح والإصلاح، وكلاهُما أَشَادَ بهما القرآنُ بحيث لا يَنْفَكُّ أحدُهما عن الآخر؛ لأنَّ الصَّلاح يكون في النَّفس أوَّلاً ثم يتعدَّى إلى الإصلاح للنَّفس، وبوجُودهما تكتملُ الفضيلةُ ويؤولُ التَّغيير إلى استقامةِ الحال.
لكن في الإصلاح معنًى زائدًا على الصَّلاح، وهو ما يحصُل فيه منَ النَّفْعِ المتعدِّي بخلاف الصَّلاح الَّذي قد لا يتعدَّى النَّفع القاصر، وإن كان مِن لازمِه أن يُؤَدِّيَ إلى الإصلاح؛ لأنَّه ثمرةٌ له؛ ولذا قالوا: «الصَّالحون يبنون أنفسَهم، والمصلِحُون يبنون غيرَهم«.

وقد جعل الله من مِنَنِهِ على المصْطَفَيْنَ من عباده إصلاحَ أعمالهم وتوفيقَهم لعمل الصَّالحات؛ فقال : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [الأحزاب: 71]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ [محمد: 2]
وفي طليعةِ من أصلحَهم الله وجعلَهم أئمَّةً في الصَّلاح والإصلاح الرُّسلُ عليهم السَّلام، كما قال في حقِّ خليله إبراهيم: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾[البقرة: 130]، وقال في حقِّ عيسى: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: 46]، وقال في غيرهم: ﴿وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾ [الأنعام: 85]، وقال: ﴿وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ﴾[الأنبياء: 85-86]

وإذا كانت مهمّةُ الرُّسلِ والأنبياءِ الإبلاغَ والإنذارَ وإقامةَ الحجَّة على النَّاس، فهي لا تخرج عن كونها مهمَّةَ إصلاحٍ وتغييرِ ما حلَّ بالأَنْفُسِ والهِمم، والشُّعوب والأُمَمِ من فسادِ التَّصوُّر والاعتقاد، وانحرافِ العبادة والسُّلوك، وسوءِ التَّعامل والتَّدبير، قال تعالى على لسان شعيب ؛ في معرض قيامه بواجب النُّصح والتَّذكير لقومه: ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود: 88]، ولما اسْتَخْلَفَ نبيُّ الله موسى أخاه هارونَ ـ عليه السلام ـ في قومه أوصاه بقوله: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ﴾[الأعراف: 142].
ولهذا رَبط الله في كثيرٍ من الآياتِ بين ذكر التَّوبةِ وذكرِ الإصلاحِ، ففي التَّوبة التَّخلُّص من الذنوبِ والمآثمِ، وفي الإصلاح السُّمُوُّ بالنَّفس إلى حيث الفضائلُ والمكارمُ، وفي هذا إشارةٌ إلى ما يعبِّر عنه العلماءُ ﺑـ «التَّخْلِيَةِ وَالتَّحْلِيَةِ»؛ فكلُّ مُصْلِحٍ يبدأ بالتَّوبةِ للتَّطهير ورفعِ الأدناسِ، لينتهيَ إلى إحداث التَّغييرِ وإصلاحِ النَّاس، وفي هذا يقولُ الله: ﴿فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [المائدة: 39]، ويقول: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً﴾ [النساء: 146].

ويقول: ﴿ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النحل: 119].
وممَّا يدلُّ على فضيلةِ الإصلاح اتِّساعُ ميادينه ورحابةُ مجالاتِه، فَبِقَدْرِ ما تكثُر بين النَّاس المنازعاتُ، وترتفعُ في مجالسهم الخصوماتُ، ويتهدَّدُ بناءُ الأُسَرِ والبُيُوتَاتِ وتَسُوءُ علاقاتُ الأفرادِ والجماعاتِ، بقدرِ ما تكثُر ميادينُ الإصلاح وتَتَّسِعُ حلولُه وتتعدَّدُ أساليبُه وطرقُه حتَّى إنَّه لَيَسَعُ النَّاسَ في دمائِهم وأموالهم وأقوالهم وأفعالهم وكلِّ ما يقعُ فيه الإفسادُ والاعوجاجُ وتَطولُه يَدُ البغيِ والإجرامِ.

إنَّه إصلاحٌ شاملٌ وعادلٌ يجمع بين متخاصِمين، ويقرِّب بين متباعدين، ويَمْحُو شحناءَ المتعاديَين، يبدأ من الأهل وذَوِي الأرحامِ، ليعمَّ الأنسابَ والجيرانَ والخِلاَّن والإخوان إلى أن ينتهي بعموم الناس على اختلاف مشاربهم وطبائعهم بلا تخاذلٍ أو تهاونٍ، ودون تَعَلُّلٍ أو تَسويغ، قال الله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 224] أي لا تَتَعَلَّلُوا بالأَيْمَانِ لتتركوا البِرَّ والتَّقوى والإصلاح بين الناس.
للإصلاحِ في الأسرة وبيتِ الزَّوجيةِ دورٌ في الحفاظ على كَيَانِهَا وأفرادِها قبل اسْتِعْصَاء الحلول وتفاقُمِ المُشكِلاتِ، قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا﴾[النساء: 35]، وقال تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [النساء: 128].

وله بين أصحابِ الحقوق في الوصايَا والأوقاف والولاياتِ إسهامٌ في حفظِ عقودِهم ومعاملاتهم ورعاية شؤُونهم وصَوْنِها من الجَوْرِ والانحراف ومن تعرُّضِها للإهمال والضَّياع، قال تعالى: ﴿فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾[البقرة: 128]، وقال في شأن اليتامى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾[البقرة: 220].
وأمَّا في نطاق جماعةِ المؤمنين وطوائفِ المسلمين فَلَهُ سُلْطَانُ الحُكْمِ عليهم وإلزامُهم بما يحفَظ عليهم وِئَامَهُمْ ويقوِّي أَوَاصِرَهُم ويدفعُهم إلى تقوى الله وطاعته كما في قوله في مطلع سورة الأنفال: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾[الأنفال: 1].

وحتّى في الحالات الشَّاذَّة التي قد يصل فيها الأمر إلى التَّقاطع والتَّدابر؛ بل إلى التَّقاتل والتَّناحُرِ، فإنَّ الله نَدَب إلى الإصلاح لما فيه من قطع السَّبيل على الأعداء، وحفظِ الأموال وحَقنِ الدِّماء، فقال جلَّ ذِكرُه: ﴿وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا﴾[الحجرات: 9].
وإذا كان إفسادُ ذاتِ البَيْنِ يَحْلِقُ الدِّينَ، ويُذْكِي العَدَوات ويفرِّق بين الأحباب ويزيل ودَّ الأصحاب، فإنَّ إصلاحَ ذاتِ البَيْنِ يُذهب وَغَرَ الصَّدْرِ، ويَلُمُّ الشَّمْلَ، ويعيدُ الوِئامَ ويُصلِح ما فَسَد على مَرِّ الأيَّامِ، فهو لهذا مَبْعَثُ الأمنِ والاستقرار، ومَنْبَعُ الأُلْفَةِ والمحبَّة، ومصدرُ الهدوء والاطمئنان، وآيةُ الاتّحاد والتّكاتف، ودليلُ الأخوَّة وبرهانُ الإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾[الحجرات: 10].

وللإصلاح في كتاب الله فِقْهٌ لا بدَّ أن يُفهم ويُسمع، ومَسلكٌ يَجِبُ أن يُقْتَفَى ويُتَّبَعَ وإلاَّ آلَتْ جهودُ المُصلحين إلى الفشل، وعَجزت مساعيهم عن إصلاح العَطَلِ أو تَدَارُكِ الخَلَلِ، وأوَّل ما ينبغي العمل به في أوَّل خطوة من خطوات التَّغيير والإصلاح، تصحيحُ النِّيَّة وتسخيرُ القصدِ لابتغاء مرضاةِ الله وحدَه، وتجنُّبِ الأهداف الشَّخصية والأغراض الدُّنيوية الزَّائلة، قال تعالى: ﴿لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾[النساء: 114].
وهذا فقهٌ في الإصلاح دقيقٌ؛ لأنَّ فَشَلَ كثيرٍ منْ مَسَاعِي الصُّلْحِ فَبِسَبَبِ تَسَرُّبِ الأخبارِ وفُشُوِّ الأحاديث وتَشْوِيشِ الفُهُوم ممَّا يعكِّر أجواء الاتِّصال، ويقضي على رُوح المبادرةِ والامتثالِ.

والحاصل أنَّ للإصلاح في القرآن ميدانًا رَحبًا، تضيقُ الخُطَبُ والمقالاتُ عن سَرْدِهِ وتناوله، ويَكفيه شرفًا وفضلاً أنَّ كلَّ ما أدَّى إلى الطَّاعة وامتثال الأمر والتمسُّك بالكتاب فهو إصلاحٌ والمتحلِّي به هو من المُصْلِحِين ﴿وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾[الأعراف: 170].
وأنَّ المُصلِحَ يكون في نجاةٍ وأَمْنٍ ونعمةٍ إذا حلَّ بالمفسدين العقابُ والخوفُ والنِّقْمَةُ، ﴿فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾[هود: 116-117].

وأنَّه لا صَلاح ولا إصلاح يُعيد للأمَّة الإسلاميَّة اليومَ ما فَقَدَتْهُ من عزِّ الأخلاقِ وسُمُوِّ المنزلةِ وشَرَفِ السُّؤْدَدِ إلاَّ بما صَلَحَ عليه الأوَّلون من رجالاتها وأبنائها، ونسائها وبناتها.
فاللَّهم أصلحْ للمسلمين أحوالَهُم وخُذْ بأيديهم إلى مَرَاتِعِ الصَّلاح، ووفِّقهم لسلوك سبيل الإصلاح في كلّ ما يأتون ويَذَرون ويقولون ويفعلون إنَّك وليُّ ذلك والقادر عليه.










قديم 2010-05-08, 19:01   رقم المشاركة : 248
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

سبحان الله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بكماله وجلاله، حمداً يُوازي نعمته علينا بالإسلام العظيم ، و يُكافىء مَنِّهِ علينا بالقرآن الكريم ...والصلاة والسلام على خير المُرسلين، النبي الأُمِّي، الصادق الأمين ، الذي تلقى القرآن من لَدُن حكيم عليم ، فبلَّغَهُ وتحمل من أجل ذلك ما تحمَّل حتى أوصله إلينا ، فصِرنا- بفضل الله - مسلمين ، وبعد.

فإن طفلٌ في جوفه القرآن ، أو شيءٌ من القرآن ، أو طفل يُحِبُّ القرآن لهو نورٌ في الأرض يتحرك وسط الظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية ، وصِرنا نخشى اتساع رقعته في الأعوام القادمة .

وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- قد اعتبر زمانه زمان فِتن لأن الريح كشفت جزءاً من كعب امرأة رغما ًعنها ، ورآه هو عن غير قَصد... فماذا نقول عن زماننا؟!!!!!

بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!

وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم ، فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ،

لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة .،

.وعساه أن ينير لهم أيامهم ،

ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .

وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما – على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ،

فأرجو الله تعالى أن ينفع بها، وله الحمد والمِنَّة .
د.أماني زكريا الرمادي


--------------------------------------------------------------------------------

لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا؟!!

إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة ...ولعل ما يلي هو بعضها:

1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذي تولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن أطفالنا إذا أحبوه تمسَّكوا بتعاليمه، ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً

2- لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر، وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ، وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي به مولانا في هدأة الأسحار (1) ،"فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيه على آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرف تشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً لنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن ... وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً "( 2)

3. لأن القرآن الكريم هو" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكر والوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية ، ومقياس النقاء و الأصالة " (3)...فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته، واستقامته، وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته ، وغزارة علمه .

4--"لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّوا على ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً ،أو وزيراً،أو رئيساً ، فيجعل القرآن العظيم له دستوراً ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذ الصِّغَر"(4)

5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل ، ليس فقط من شرور الدنيا والآخرة ، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان .... ففم ينطق بكلام الله ويحفظه يأنف ،ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذب وسائر آفات اللسان .

6-- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم ، وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً ، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً - كفانا الله وإيَّاكم شر تضييع أبناءنا- ولن نجد أكثر أماناً من القرآن نبثه في عقول وأرواح أطفالنا حِفظاً لهم من كل أنواع الضَّياع !!!!

7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!

فإذا أحب الطفل القرآن الكريم،أصبح فهمه يسيراً عليه، مما يولِّد لديه ذخيرة من المفاهيم والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكار الهدامة التي تغزو فِكرَهُ من كل مكان.

8- لأننا مٌقبلون-أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم:أن فيه " تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمها وكأنها هي الأم !!!!

فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .

9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبه غيرهم ...كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوم يكون المسلم في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .

10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ، فهو من عباده الصِّغار،لذا فمن حقه علينا أن نحترمه ، وأن نعطيه حقه من الرعاية ،والتأديب... ولقد قال صلى الله عليه وسلم:"أدّبوا أولادكم على ثلاث خِصال: حب نبيكم ، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظل عرش الرحمن يوم لا ظِل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" رواه الطبراني )( 4)

11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربط المسلمين بربهم، ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وما أحوج أطفالنا- حين يشبُّوا- لأن يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقت اشتدت فيه الهجمات على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان !!!!

كيف أغرس في قلب طفلي حب القرآن؟!!!

إن الهدف المرجو من هذا الكتيب هو مساعدة الطفل على حب القرآن الكريم ، من أجل أن يسهُل عليه حِفظه ، وفهمه ، ومن ثمَّ تطبيقه .

ومن أجل ذلك علينا أن نبدأ من البداية ، وهي اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة ،

فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخ المناسب لنمو هذه البذور ...حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات ، يسُرُّ القلب والعين .

بعد ذلك تأتي المراحل التالية ، والله المستعان عليها:

أولاً : مرحلة الأجِنَّة :

في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلى طَور ... ولك أن تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!

فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثر بما يحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية ، حتى أنه "يتذوق الطعام التي تأكله وهي تحمله، ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة !!!" (5) ، (6)

كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى "بذكاء الجنين (7)

أما أحدث هذه الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولة عن تحديد الطباع المزاجية للطفل ، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو ما زال في رحمها ، فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها ، و حرص الأم على مزاولة المشي وتمرينات ما قبل الولادة ، فإن الحامل تحتاج أيضاً إلى العناية بحالتها النفسية ، لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هورمونات تمر إلى الجنين من خلال المشيمة ، ،فإذا تعرض الجنين إلى ضغوط نفسية مستمرة ، فإنه سيكون في الأغلب طفلاً عصبياً ، صعب التهدئة، ولا ينام بسهولة ... بل وربما يعاني من نشاط مُفرِط ، وًمن نوبات المغص " (8)

إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك- على الجنين ، لأنه جزء منها ... لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلى القرآن أو تلاوته ينتقل إلى الجنين ، مما يجعله أقل حركة في رحمها، وأكثر هدوءا ً، بل ويتأثر بالقرآن الكريم ... ليس في هذه المرحلة فقط ،وإنما في حياته المستقبلية أيضاً!!

ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم (9)

،ويؤكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي"-الحاصل على الدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام- في قوله : " إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقا ً بالقرآن "(4)

كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلى آيات القرآن الكريم ، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً على سماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد ، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات ، وينجذب نحوه كلما سمعه وهولا يزال رضيعاً !!!!!

لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد من ارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ، ما يزيد من فرصة الإقبال على تعلُّمه وحِفظه فيما بعد.)(10)

ثانياً : مرحلة ما بعد الولادة حتى نهاية العام الأول :

تبدأ هذه المرحلة بخروج الجنين إلى الدنيا حيث أول محيط اجتماعي يحيط به ، لذا فإنها تعد الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل ، ولها تأثيرها الحاسم في تكوين التوازن الانفعالي والنضوج العاطفي ، فلا عجب إذن أن يركز المنهج الاسلامي على إبداء عناية خاصة بالطفل في هذهِ المرحلة، "فالطفل في أيامه الأولى، وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوِّض ما اعتاده وأِلفه وهو في وعاء أمه ."(11)

لذا نرى المولى سبحانه يوصي الأم بأن ترضع طفلها حولين كاملين ، ويجعل هذا حقاً من حقوق الطفل ، كما نراه –عز وجل - يكفل للأم في هذه الفترة الطعام والكساء هي ورضيعها ،كما جاء في قوله سبحانه وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمعروف)البقرة:233]

ولقد فطن العرب منذ آلاف السنين إلى تأثير فترة الرضاعة على تكوين شخصية وطباع الطفل فكانوا يختارون لأبنائهم المرضعة حسنة الخُلُق ، الودودة .

ولطالما عجبت كاتبة هذه السطور من السيدة "آمنة بنت وهب" التي ألقَت بوليدها الوحيد بين أحضان امرأة أخرى يلتقم ثدياً غير ثديها، وينهل من حنان غير حنانها، وهي التي مات عنها زوجها ، وهي بعد لم تزل عروسا ً زُفت إليه منذ شهور...ولكن التفكير في مصلحة الوليد كان فوق كل هذه المشاعر والأحاسيس، فقد كانت مكة تعد بلاد حَضَر، وكان العرب يرجون لأبناءهم جوا ًبدوياً ينشئون فيه " لكي يبتعدوا عن أمراض الحواضر، و تقوى أجسامهم ، وتشتد أعصابهم، ويتقنون اللسان العربي في مهدهم "(12)

كما كانت الصحابيات-رضوان الله عليهن - يُغنِّين لأطفالهن من الذكور أثناء الرضاعة أغاني تُحفِّز على البطولة والرجولة ، لترسخ هذه المعاني في أذهانهم منذ نعومة أظفارهم!!!

فما بالنا بالأم التي ترضع وليدها على نغمات القرآن المرتل بصوتٍ ندي .... ألا يعينه ذلك على حب القرآن الكريم؟!!

وفي عصرنا الحالي ، نرى "علماء النفس -على اختلاف مشاربهم- يولون هذه المرحلة أهمية قصوى باعتبارها الهيكل الذي تُبنى الشخصية على أساسه. ، فنراهم يُجرون دراسات حول ما يسمى بذكاء الرضيع ، ثم يقومون بمحاولات تربويية لاستغلال هذه الفترة في تنشئة أطفال عباقرة "(13)

ومن ثم ، فإن الأم التي تُرضع طفلها على صوت ندِيٍ يتلو القرآن الكريم ، فإن الراحة و السكينة والاطمئنان والحنان الذين يشعر بهم الطفل وهو بين أحضان أمه سيرتبطون في عقله اللاواعي بالقرآن الكريم... ومن ثَمَّ يصبح القرآن بالنسبة للطفل- فيما بعد- مصدرا ًللأمن والاطمئنان والسعادة ، ونوعاً آخر من الزاد الذي يشبع قلبه وروحه ،كما كانت الرضاعة تشبع بطنه وتُسعد قلبه، فإذا كانت الأم هي التي تتلو القرآن مجوَّداً ، فإن ذلك يكون أقرب لوجدان الطفل وأشد تأثيراً فيه ، وأهنأ له ولأمه .

ولنا أن نتخيل هل سيظل طفل كهذا يصرخ طوال الليل أو يكون نومه مضطرباً وهو محفوف بالملائكة بسبب القرآن الكريم ؟!!!!

ولعل الفائدة ستعم أيضاً على الأم، حيث يعينها الاستماع إلى القرآن على هدوء النفس وراحة الأعصاب في هذه الفترة، مما يجنِّبها ما يسمى باكتئاب ما بعد الولادة الذي تُصاب به معظم الوالدات .

ثالثاً:في العام الثاني من حياة الطفل:

تلعب القدوة -في هذه المرحلة- دورا ًهاماً ورئيساً في توجيه سلوك الطفل، لذا فإنه إذا شعر بحب والديه للقرآن من خلال تصرفاتهما فإن هذا الشعور سوف ينتقل إليه تلقائياً ، ودون جهد منهما ،

فإذا سمع أبيه يتلو القرآن وهو يصلي جماعة مع والدته ،

أو رأى والديه –أو مَن يقوم مقامهما في تربيته – يتلوان القرآن بعد الصلاة ، أو في أثناء انتظار الصلاة ،

أو اعتاد أن يراهما يجتمعان لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة في جو عائلي هادىء.... فإنه سيتولد لديه شعور بالارتياح نحو هذا القرآن .

وإذا لاحظ أن والديه يفرحان بظهور شيخ يتلو القرآن وهما يقلِّبان القنوات والمحطات ، فيجلسا للاستماع إليه باهتمام وإنصات ، فإنه سيتعلم الاهتمام به وعدم تفضيل أشياء أخرى عليه.

.وإذا رآهما يختاران أفضل الأماكن وأعلاها لوضع المصحف ، فلا يضعان فوقه شيء ، ولا يضعانه في مكان لا يليق به ، بل ويمسكانه باحترام وحُب ... فإن ذلك سيتسلل إلى عقله اللاواعي ...فيدرك مع مرور الزمن أن هذا المصحف شيءٌ عظيم ، جليل ، كريم ، يجب احترامه، وحُبه وتقديسه .

من ناحبة أخرى ، إذا تضايق الطفل من انشغال والديه عنه بتلاوة القرآن و أقبل عليهما يقاطعهما ، فلم يزجرانه ، أو ينهرانه، بل يأخذه أحدهما في حضنه ، ويطلب من الطفل أن يقبِّل المصحف قائلاً له : " هذا كتاب الله ، هل تقبِّله؟!!" فإن الطفل سيشعر بالوِد تجاه هذا الكتاب.

وإذا رأى الأم تستمتع بالإنصات لآيات القرآن الكريم وهي تطهو أو تنظف المنزل، ورأى نفس الشيء يحدث مع والده وهو يقوم بترتيب مكتبته مثلاً, أو رَيّ الحديقة....فإن ذلك يجعله يفضِّل أن يستمع إليه هو الآخر حين يكبر وهو يؤدِّي أعمالاً روتينية مشابهة

رابعاً: منذ العام الثالث حتى نهاية الخامس:

يقول فضيلة الشيخ ، الدكتور "محمد راتب النابلسي":" من دراستي في التربية علمت أن أخطر سن في تلقي العادات والتقاليد و المبادىء والقيم ، هو سن الحضانة، ثم سن التعليم الابتدائي .

ويستطرد شيخنا قائلاً:" إن الطفل يستطيع أن يحفظ القرآن في سِنِي حياته الأولى ، فإذا كبر فهم معانيه، ولكن بعد أن يصبح لسانه مستقيماً بالقرآن ، فيشب وقد تعلم الكثير من الآداب"

كما يؤكد الدكتور "يحي الغوثاني"- المتخصص في الدراسات القرآنية - أن" الطفل إذا حفظ القرآن منذ صغره اختلط القرآن بلحمه ودمه "(14)

لذا ففي هذه السن-غالباً - يمكننا أن نبدأ بأنفسنا تعليمه تلاوة القرآن تلاوة صحيحة، فإن لم يتيسر ذلك ، فلا بأس من اختيار معلمة أو معلم ، يكون طيب المعشر ، لين لجانب،حازم في رفق ، ذو خُلُقٍ قويم ، واسع الأُفُق ، وأن يكون مُحِبَّاً لمهنته... كي ينتقل هذا الحب إلى تلاميذه ، مع ملاحظة أننا "لا ينبغي أبداً أن نُجبر الطفل على حفظ القرآن أو نضربه إذا لم يحفظ، بل يجب أن تكون جلسة الاستماع إلى القرآن أو حفظه من أجمل الجلسات وأحبها إلى قلبه ،وذلك من خلال تشجيعه بشتى الصور المحببة إلى قلبه، من مكافآت مادية ومعنوية ، وغير ذلك...فإذا كان مَن يحفِّظه يتَّبع أسلوباً عنيفاً أو غير محبَّب فلنستبدله على الفور إن نهيناه ولم ينتهَِ" (15)

وهناك ملاحظة هامة ، وهي مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال :

*فإن كان طفلك غير متقبل للحفظ في هذا السن ، فعليك أن تُمهله حتى يصير مهيَّأً لذلك، مع الاستمرار في إسماعه القرآن مرتلا ً.

*أما إذا كان لدى طفلك القُدرة والاستعداد قبل هذا العمر ، فيجب أن تنتهز هذه الفرصة ، وتشكر الله على هذه النِّعمة ، فتشجعه وتعينه على حفظ القرآن الكريم، كما حدث مع "زهراء" الطفلة السعودية التي حفظت سوراً من القرآن الكريم مع إتقان كامل لمخارج الحروف..

وهي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام !!!! (16)

***

وكذلك الطفل الإيراني "محمد حسين " الذي كانت والدته تصطحبه معها في جلسات لحفظ القران الكريم ، وهو لم يتجاوز السنتين , وكانت وقتها تحفظ الجزء الثلاثين من القران الكريم، فلما عادت في إحدى الأيام للبيت ، كان محمد يلعب ويردد شيئا, اراد والده ان يسمع ما الذي يقوله بهذا الاهتمام ، فاستغرب كثيرا عندما علم انه يردد الجزء الثلاثين من القرآن الكريم ، فذهب الى زوجته متسائلا منذ متى و أنتِ تحفِّظينه الجزء الثلاثين من القران الكريم ؟!!

فاستغربت الزوجة قائلة:أنا لم أفعل على الإطلاق، فذهب الوالد اليه مرة اخرى وحاول ان يمتحنه بالجزء الثلاثين فوجد أنه يحفظه بشكل جيد . حينها علم أن لولده ذو السنتين قابليه لحفظ القران , ففرح كثيرا وبدأ معه مشوار الحفظ ،فلما بلغ محمد سن الخامسه كان قد أكمل حفظ القران الكريم!!!

وبعد ذلك حاز محمد على شهادة دكتوراه في العلوم القرآنية من جامعة لندن وكذلك حاز على شهادة الدكتوراه الافتخارية في علوم القران من جامعة الحجاز !!!!

و كم هي مفيدة ومؤثرة كلمات والده الذي قال :" إن محمد حسين ليس إلا طفل عادي قد يفوق أقرانه بالقليل من الفطنه، لكن هناك الكثير من الاطفال الأذكياء الذين لم يفكر أحد باستغلال ذكائهم ، فالذي ساعد ابني هو أنني في البيت مع زوجتي واطفالي نردد القران في الصباح والمساء وان سكتنا نَسمعه من المسجل أو التلفزيون فكيف لا يحفظ القران طفل مثل علم الهدى؟(هذا هو اللقب الذي يلقِّبه به أبوه )
وينصح والده الآباء قائلاً:""لكي يكون لديك طفل مثله عليك أنت أن تغير ما في نفسك كي يسير طفلك في مَسارك"!!!

ويختم والده كلامه قائلاً:""في النهاية أود أن أقول أنه كلما ردَّدَ ابنك أغنية، فأعلم انه قادر على أن يحفظ ويردد القرآن كما حفظ تلك الأغنية!!!( 17)

***

هناك أيضاً الطفل الإيراني " مهيار حسين " الذي وُلد وهو غير قادر على النُّطق، وظل كذلك حتى الخامسة من عمره... ولكنه بعد ذلك تمكن-بفضل الله - من أن يحفظ القرآن الكريم ، بأرقام الآيات والأحزاب والأجزاء، وَجِهة الصفحات .، وانطلق لسانه فأصبح يرتل القرآن ترتيلاً !!!!( 18)

***

وفي هذه المرحلة(ما بين العام الثالث والخامس ) ينبغي أن نعلِّم الطفل الأدب مع كتاب الله ،" فلا يقطع أوراقه، ولا يضعه على الأرض، ولا يضع فوقه شيئاً ، ولا يدخل به دورة المياه ، ولا يَخُط به بقلم "(19)وأن يستمع إليه بانتباه وإنصات حين يُتلى.

ومن معالم هذه المرحلة الولع بالاستماع إلى القصص، لذا يمكننا أن ننتقي للطفل من قصص القرآن ما يناسب فهمه وإدراكه ، مثل:قصة أصحاب الفيل، وقصة ميلاد ونشأة نبينا محمد صلىالله عليه وسلم، وقصة موسى عليه السلام مع الخِضر، وقصته مع قارون ، وقصة سليمان عليه السلام مع بلقيس والهدهد ،وقصة أصحاب الكهف ....بشرط أن نقول له قبل أن نبدأ:

" هيا يا حبيبي لنستمتع معاً بقصة من قصص القرآن "!!!!

ومع تكرار هذه العبارة سيرتبط حبه للقصص بحب القرآن ، وسترتبط المتعة الروحية التي يشعر بها -من خلال قربه من الأب أو الأم ، وما يسمعه من أحداث مشوِّقة - بالقرآن الكريم، فيعي –مع مرور الزمن -أ ن القرآن مصدرا ًللسعادة والمتعة الروحية .

ومن المفيد أن نختم كل قصة بالعِبَر المستفادة منها....ومما يساعد الوالدين على ذلك سلسلة شرائط " قصص الأنبياء" للدكتور طارق السويدان ، وكتاب"قصص القرآن للأطفال" للدكتور د."حامد أحمد الطاهر"(صدر عن دار الفجر للتراث ،خلف الجامع الأزهر بالقاهرة)

كما أن رواية هذه القصص قبل النوم يجعل هذه القصص أكثر ثباتاً في ذاكرته ، ومن ثم أشد تأثيراً في عقله ووجدانه.

و في هذه المرحلة يمكننا أن نعلِّمه حب القرآن أيضاً من خلال الأناشيد التي تكون ممتعة بالنسبة له ، فيسهل عليه تذكُّر معانيها طوال حياته.

فقد ثبت علميا ًأن " الطفل يتذكر ما هو ممتع بالنسبة له بصورة أفضل ولمدة أطول،بالإضافة إلى أنه يستخدمه في نشاطه المستقبلي" ( 20)

ومن أمثلة هذه الأناشيد ما يلي:

" اللهُ ربي ،
محمدٌ نبيي ،
وهو أيضاً قدوتي،
والإسلامُ ديني ،
والكعبةُ قبلتي ،
والقرآن كتابي ،
والصيام حصني ،
والصَدَقة شفائي ،
والوضوء طَهوري ،
والصلاة قرة عيني ،
والإخلاص نِيَّتي ،
والصِدق خُلُقي ،
والجَنَّةُ أملي ،
ورضا الله غايتي "

***

"أنا يا قومي مسلم ٌ أنا يا قومي مسلمٌ
إن سألتُم عن إلهي فهو رحمن رحيم
أو سألتم عن نبيي فهو ذو خُلقٍُ عظيم
أو سألتم عن كتابي فهو قرآنٌ كريم
أو سألتم عن عدُوِّي فهو شيطانٌ رجيم

خامساً: منذ العام السابع حتى العاشر

في هذه المرحلة يمكن أن نشجِّعه بأن تكون هدية نجاحه أو تصرُّفه بسلوك طيب هي مصحفٌ ناطقٌ للأطفال يسمح له بتكرار كل آية مرة على الأقل بعد القارىء ، أو أشرطة صوتية للمصحف المعلِّم كاملاً ، أو قرص كمبيوتر يحوي المصحف مرتلا ً، وبه إمكانية التحفيظ ،

كما يمكن إلحاقه بحلقة قرآنية في مركز للتحفيظ يتم اختياره بعناية بحيث يكون موقعه قريباً من البيت، كما يكون نظيفاً ، جيد التهوية ، جميل المظهر،حتى يٌقبل عليه الطفل بحب ورضا ، مع متابعة المحفِّظ لنتأكد من أن أسلوبه في التلقين والتحفيظ تربوي ، أو على الأقل ليس بضار ٍمن الناحية التربوية .

كما ينبغي أن نمدح الطفل ونُثني على سلوكه كلما تعامل مع المصحف بالشكل الذي يليق به .

ويمكن في هذه المرحلة أن نسمع معه مثل هذه الأناشيد التي يسهُل عليه حفظها ، كما نشجعه على أن يمنحها-مسجلة على شريط- كهدايا لأصحابه في الحلقة القرآنية ، أو جيرانه، أو أقاربه :

إقرأ كتابَ الله ورتِّلِ الآيات*** مادام في هُداه سعادة الحياة
رتِّلهُ في الصبح ، رتله في المساء ***كالبلبل الصدَّاح في غابةٍ خضراء
فإن تكن صديقاً لآلِه الحسان ***يرسم لك الطريق بأجمل الألحان
يُنبيك عما كان في الأرض من أخبار*** في سالف الأزمان ويُظهر الأسرار
كم قصة رواها عن أنبياء الله ***اللهَ ما أحلاها تُتلى على الشِّفاه
وحين يُصغي الناس إليك في سرور*** وتبدأ الأعراس من حولهم تدور
ويسأل الأطفال ويسأل الشبان ***ما ذلك الجمال ؟!فقل هو القرآن
إقرأ كتاب الله ورتِّل الآيات*** مادام في هُداه سعادة الحياة

****

طِفلٌ كان طَهور الصدر*** يجلس بعد صلاةِ الفجر
يتلو في القرآن بصوتٍ ***أحلى من تغريد الطير
يتلوه ويفكر فيه*** يتأمل حسن معانيه
ويراهُ قصصاً رائعة*** يسرح فيها وتُسلِّيه
كل صباح كان أبوه*** يأتي فيراهُ يتلوه
وله يُصغي في إعجابٍ ***ذلك أغلى ما يرجوه
قال له يوما يا ولدي*** ما تقرأ والصوت ندي
قال أرتِّل خيرَ كتابٍ ***فأُضيء به يومي وَ غَدِي
قال بصوت فاض حنانا ***إقرأ وكأن القرآنَ
يتنزل من عند المولى*** بالآياتِ عليكَ الآنَ
قال ومِن أجمل ما قال*** إن كتاب الله رسالة
بدأ الطفل إذا رتَّله ***يدرُس روعتَهُ وجلالَه
لما الطفل المؤمن شبَّ ***ونما عقلا وزكا قلبا
أمسى يكتب فِكراً حُرَّاً*** ومضى يَنْظُم شِعراً عَذبا
طِفلٌ كان طَهورَ الصدر*** يجلس بعد صلاةِ الفجر...

###

ألفٌ لامٌ ميم ، القرآن كريم***يتلوه الأطفال في حب وجمال
ما أحلى الكلمات في تلك الآيات*** لما في البستان رتِّله حسَّان
غردت الأطيار من فوق الأشجار*** نسماتٌ خضراء عطَّرتِ الأجواء
لما ذات مساء قرأتْ فيهِ دُعاء*** سمعَتها النجمات أرسلت البسمات ،

قالت جلَّ الله صوتُكِ ما أنْداه!!!!!

كان البدرُ يسير فوق الأرض يدور***يستمع القرآن من كل البلدان

يهتف يا ألله قولك ما أحلاه!!!!!

أصوات الأطفال ونساءٌ ورجال ***تقرأ في القرآن

تشدو في إيمان*** تشهد أن الله أنزله وحماه

****

وللاستماع إليها يمكن زيارة الرابط التالي:

https://www.enshad.net/htm/kids/A'3la_Hadeyah_D/

ومن الضروري أن نجعل للطفل كرامة من كرامة القرآن الذي يحفظه، كأن يقول له الأب : لولا أنك تحفظ القرآن لعاقبتُك.( 4 )

كما ينبغي أن نشرح له أهمية القرآن الكريم للمسلم والعالَم، وكيف كانت البشرية تعيش قبل نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم .

ويظل دور القُدوة مستمراً مع الطفل ، فإذا تردد على سمعه من والديه عبارات قرآنية مثل:

" الحمد لله ربِّ العالمين " ،
" حسبُنا الله ُونِعمَ الوكيل" ،
" ذلك فَضلُ الله يؤتيه مَن يشاء"
" ومَن يتَّقِ اللهَ يجعل له مَخرجا ً، ويرزَقْهُ مِن حيثُ لا يحتَسِب" ،
"فصبرٌ جميلٌ ، والله المستعان"،
" وأفوِّضُ أمري إلى الله "
" إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله " ،
" والله غالبٌ على أمره" ،
" ومّن يتوكل على اللهِ فهوَ حَسبُه "
" وما مِن دابة في الأرضِ إلا على الله رِزقُها"
"يومَ لا ينفع مال ولا بَنون إلا مَن أتى الله َ بقلبٍ سليم"

فإن الطفل سيرددها دون أن يعلم معناها ، ولكنها مع مرور الوقت ستصبح مفهومة لديه ، ليس هذا فحسب،وإنما ستكون له نبراساً يضيء له ظلام حياته، ومنهاجا ً يعينه على ما يصادفه من مصاعب ومشكلات .

وينبغي أن نستمر معه في رواية قصص القرآن –بنفس الطريقة -فنروي له في هذه المرحلة مثلاً :

قصة الخلق منذ آدم، ، و قابيل وهابيل، ثم قصة نوح عليه السلام ،وقصة زكريا ويحي عليهما السلام ، وقصة مريم و عيسى عليهما السلام وهاروت وماروت ، وأصحاب القرية ، وأصحاب الكهف،وأصحاب الجنة .

سادساً: منذ العام الحادي عشر حتى الثالث عشر :

في هذه المرحلة تتسع دائرة الطفل الاجتماعية ويزداد حِرصاً على تكوين علاقات اجتماعية ، كما يزداد ارتباطاً بأصحابه وزملائه... ويمكن استغلال ذلك في إلحاقه_ وأصحابه إن أمكن- بحلقة تعليم أحكام التجويد ، مع تشجيعه و مكافاءته بشتى الطرق المادية والمعنوية، ومنها تعريفه بفضل تعلُّم القرآن وتجويده ، مثل الأحاديث الشريفة :

" أهل ُالقُرآن هُم أهل ُالله ِو خاصَّتُه " ، و" الماهِرُ بالقٌرآن مع السَّفَرَة الكِرم البرَرة، والذي يقرأ القرآن وهو يتتعتَعُ فيه ، وهو عليه شاق ، فله أجران "، و" خيرُكُم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمَه " ، و"من أراد الدنيا فعليه بالقرآن ، ومن أرد الآخرة فعليه بالقرآن،ومَن أرادهما معا ًفعليه بالقرآن "، "إن لله تعالى أهلين من الناس، أهل القرآن هم أهل الله وخاصته"،

( يَؤمُّ الناس أقرؤهم لكتاب الله تعالى )

ويمكن أن نعرِّفه بذلك بطريقة غير مباشره بحيث ندعو أصحابه المفضَّلين إلى المنزل، ونسألهم عدة أسئلة نعرف أنهم يعرفون إجابتها، ، ثم نسأل عن فضل تعلُّم القرآن وتجويده، فإن لم يعرفوا أقمنا بينهم مسابقة لمن يعثر على أكبر قدر من الأحاديث والآيات حول ذلك، مع توجيههم للاستعانة بمكتبة المدرسة أو أقرب مكتبة عامة ، أو نعطيهم مما لدينا من كتب ومراجع . . فإذا وصلوا إلى المعلومة بأنفسهم كان ذلك أشد تأثيراً في نفوسهم، وأيسر إيصالاً للمعلومة إلى قلوبهم قبل عقولهم.

كما يمكن أن نضع -في مكان بارز بالبيت- لوحة أو سبورة يمكن أن يكتب عليها الأولاد أحاديث شريفة عن فضل القرآن الكريم ، بحيث يتسابقون في البحث عنها ، ووضعها على هذه اللوحة ، بمعدل حديث كل أسبوع ، ليرونه كلما مروا بها فيحفظونه ، ويتناقشون مع الأم أو الأب حول معناه .، وبعد ذلك تكون هناك جائزة لمن وضع أكبر عدد من هذه الأحاديث.

كما يمكن إلحاق الطفل مع أصحابه بمعسكرات الأشبال الصيفية التي تهتم بتعليم أحكام التجويد .

وينبغي في هذه المرحلة ان نستمر في رواية قصص القرآن له ، أو إهداءه أشرطة فيديو ، أو أقراص مضغوطة، بها تسجيل مصوَّر لهذه القصص .

ومما يناسب الطفل في هذه المرحلة من قصص القرآن :

قصة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وجهاده في سبيل الله ، وقصة موسى عليه السلام وبني إسرائيل، والأرض المقدسة ، وقصة ذو القرنين ، و يأجوج ومأجوج، وأصحاب الأخدود، و طالوت، و دواد ،و جالوت عليهم السلام ، وقصة الإنسان والشيطان ، (التي وردت في الآية 18 من سورة الحَشر)، وقصة يوسف عليه السلام، وقصة أيوب عليه السلام .

ومن المفيد له في هذه المرحلة أن نشجعه على الاشتراك في المنتديات التي تعينه على حب القرآن الكريم وحفظه مثل : " منتدى البحوث والدراسات القرآنية " ،وذلك بعد التأكد من تحميل برنامج التنقية من الإعلانات والمواقع غير المرغوب فيها .

وذلك بوضع رابط : منتدى البحوث والدراسات القرآنية " التالي على قائمة "المواقع المفضَّلة"

https://www.yah27.com/vb/forumdisplay.php?f=36

" ليستطيع أن يدخل إلى المنتدى بسهولة ويُسر كلما أراد.

كما يمكن أن نحكي له-مع أصحابه المقربين - مثل هذه القصص الواقعية :

يقول الدكتور " يحي الغوثاني" : "قرأت فيما قرأت مقالاً للأستاذ نجيب الرفاعي يقول فيه :
اكتشف العلماء أن للمخ موجات ولكل موجة سرعة فى الثانية ففى حالة اليقظة يتحرك المخ بسرعة 13 –25 موجة في الثانية
وفى حالة الهدوء النفسى والتفكير العميق والأبداع يتحرك بسرعة 8 – 12 موجة في الثانية
وفى حالة الهدوء العميق داخل النفس يتحرك بسرعة 4 – 7 موجة في الثانية
وفى النوم العميق بسرعة 3 موجات، ونصف
كانت هذه المعلومات واضحة فى ذهنى وأنا أتنقل فى جناح أحد مؤتمرات التعليم فـى
الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد لفت نظري جهاز كمبيوتر يقيس الموجات الدماغية الأربعة بكل دقة فاستأذنت فى أن أضع القبعة على رأسى لأرى أثر تلاوة القرآن على موجات دماغى ، فقرأت آية الكرسي وشاهدت على شاشـة الكمبيوتر انتقال المؤشر من سرعة 25 موجة / ثانية إلى ما يقارب منطقة التأمل والتفكير العميقة،والراحة النفسية 8-12 موجة/ثانية .
استغرب صاحب الجهاز من هذ ه النتيجة وطلبت منه أن أقرأ القرآن على احد رواد المعرض الذي رحب بالفكرة وكانت النتيجة وأنا أقراء عليه أية الكرسي أكثر من مذهلة ،فقد رأيت -كما رأى الحاضرون معي- انخفاض موجاته الدماغية بشكل سريع الى منطقة 8-12 موجة /ثانية وحينما انتهيت من القراءة
قال لى :" قراءة جميلة ولو أنى لم أفهم منها شيئا ولكنها ذات نغمات مريحة … لقد أدخلتَ السرور على قلبى بكلام غريب لم أفهم منه حرفا واحدا … والحقيقة وأنا مغمض عينيَّ وأستمع الى كلمات القرآن حاولت أن أقلد هذه الكلمات داخل قلبى و لكننى لم أستطع
إنه كلام جميل ومريح !!! "

"ولقد تكرر نفس الشيء مرة أخرى :
فتحت ظل شجرة فى حديقة ريجنت بارك فى عاصمة الضباب لندن جلست مع أحــد المشاركين فى دورة متقدمة فى علم البرمجة اللغوية وهو من الجنسية الأمريكية ودار هـذا الحوار :
سألته - هل تعرف شيئا عن الإسلام ؟

فأجاب: *أعرف معلومات عامة عنه ولكن ليس بتفصيل وأنا شخصيا أبحث عن دين .
سألته -هل سمعت بالقرأن وهل تعرف عنه شيئا ؟
فأجاب: أعرف أنه كتاب المسلمين حاله حال الأنجيل عند النصاري ولكنني لم أسمع به من قبل .

سألته -حيث إنك لم تسمع تلاوة القرأن هل تمانع أن أقرء عليك بعضا من الأيات القرأنـية ؟
فنحن المسلمون نؤمن أن لتلاوة القرآن أثراً فى النفس، فالقرآن عندنا معاني، وكلمات ،وصوت مؤثر !
· فأجاب: إننى متحمس لهذه التجربة … ليس لدى مانع!!!

فبدأت بتلاوة آية الكرسي وآية بعدها بما لدى من مهارات فى التجويد والترتيل تعلمتها من شيخ مسجد الهاجرى الشيخ عبد السلام حبوس حفظه الله وأثناء التلاوة لاحظت التالى:
. بدأ هذا الإنسان الذي كان جالسا باستقامة على الكرسي بالانحناء قليلا .. قليلا ،و بعد لحظات أغمض عينيه . ، ثم تغيرَت ملامح وجهه الى الهدوء، والخشوع ، والخضوع .
أحسست وأنا أتلو القرآن على هذا الإنسان وكأنني أقرؤه على مسلم من خلال تأثره السريع ، مما أعطانى راحة نفسية كبيرة وسعادة لا توصف !!!

وبعد أن انتهيت من التلاوة . ،جلسنا فى لحظة صمت ، ثم فتح عينيه … وإذا العينين حمراوتين وبدأت الدموع تـترقـرق ،والانشراح بادٍ على وجهه وهو يقول :

" لقد عزلتنى بتلاوتك الجميلة عن هذا العالم الذى
نعيشه ، إن لهذه الكلمات تأثير غريب على نفسي ".
سألته : هل فهمت شيئا من هذه التلاوة ؟
فأجاب: لقد تحدثت الآيات عن قوه عظمي هي قوة الرب التي تحتاج اليها فى السرَّاء والضراء والتي هى معنا فى كل وقت وكل حين وفى كل مكان ثم سترسل فى الحديث مفـسـرا ًالمعاني العامة لآية الكرسي !!!!.

فازداد عجبي كما ازدادت سعادتي وأنا أجرب أول مرة تلاوة القرآن علي شخص لم يسمع به من قبل ويتأثر هذا التأثر بل ويفهم المعاني وهو جاهـل بالعربية !!!!!

قلت له أريدك أن تكتب هذه المعاني علي ورقة .
قال : سأكتبها بكل سرور .، وكان مما كتب عن هذه التجربة بيده :
إن مقدمتك من القرأن ، كانت ولازالت ذات أثر عظيم فى نفسي ، ولسوف أحمل تعابيرك الجميلة معي دائما .
سأحاول أن أعبر بكلماتي عن تجربتي لكلمات الرب .....رائع ممتع ! شكرا لك شكرا لك " (21)

سابعاً: منذ العام الرابع عشر، حتى السادس عشر:

في هذه المرحلة يمكننا أن نناقشه حول فكرة :

" هل يمكن أن يكون القرآن كلام بشر؟!!"

وأن نشجعه على أن يبحث عن المعلومات بنفسه ، ويتعاون مع أصحابه في عمل أبحاث حول إعجاز القرآن في شتى المجالات، وأن يتبادل معهم الأبحاث لتعم الفائدة بينهم،كما يمكن تشجيعهم جميعا ًعلى نشر هذه الأبحاث عبر البريد الإلكتروني، وفي المنتديات المختلفة، ويا حبذا لو كانوا يتقنون اللغات الأجنبية ،فعندئذٍ يمكنهم أن يترجمونها إلى هذه اللغات وينشرونها أيضا ًعلى شبكة الإنترنت ... ومما يشجعهم على ذلك أن نحيطهم علماً بالأجر الذي سيحصلون عليه بسبب ما يفعلونه إن كانت النية خالصة لله تعالى

كما يمكن أن نعقد جلسة أسبوعية تجمعه مع إخوته وأصحابه المقربين لنشرح لهم –في جو هادىء يسوده الود - الهدف من كل سورة من سور القرآن ، مع أسباب نزولها ، ويمكن الاستعانة في ذلك بأحد التفاسير مثل " صفوة التفاسير" ، بالإضافة إلى مجموعة كتيبات " خواطر قرآنية " للداعية الأستاذ عمرو خالد(22)

وبعد ذلك يمكنهم أن يمارسوا أي نشاط ترفيهي يفضلونه، مع تقديم الحلوى والمرطبات ، لنجعل من هذه الجلسة الأسبوعية شبه احتفال!!!! .

ومن خلال هذه الجلسات يمكننا أيضاً أن نوضح لهم معنى قول الله تعالى: " ولقد يسَّرنا القرآن للذِّكر فهَل مِن مُدَّكِر"؟!!

"ومن أدلة هذا التيسير أن القرآن الكريم هو الكتاب السماوي الوحيد الذي يحفظه مئات الألوف من الناس صغارهم ،وكبارهم ؛ فالتوراة –على سبيل المثال - لم يستطع أن يحفظها سوى أربع: " موسى"،وهارون"،و"عُزير" ،و" يوشع" ..حتى أن التوراة حين ضاعت في سَبي بابل لم يستطع كتابتها سوى "عُزير" !!! ( 14)،

كما يمكن أن نحكي لهم قصصاً عن نماذج مشرِقة ، مثل النماذج التالية :

الطفل السوري"بهاء القصاب " الذي يحفظ القرآن الكريم ، بأرقام الآيات ،وكان ترتيبه الثامن على العالم من بين سبعين طفل في مسابقة دبي للقرآن الكريم ( 23)

***

وفيصل الرمضاني القطري الجنسية الذي حفظ ثلث القرآن وهو لا يزال في العاشرة من عمره ويتمنى أن يصبح عالما في القراءات( 24)

***

وأم صالح التي بدأت في حفظ القراًن في السبعين من عمرها، وقد بلغت الآن عامها الثاني والثمانين ( 25)

***

وأم طه الأردنية الأُمِّية التي لا تقرأ ولا تكتب ، ولكنها حينما تجاوزت الستين من عمرها ورأت أنها على حافة القبر ، تأثرت وقالت :" كيف سأقابل ربي وأنا لا أستطيع كتابة اسمه؟!"
فطلبت من إحدى قريباتها ان تعلمها كتابة لفظ الجلالة ( الله ) فبدأت تعلمها،ففرحت أم طه بذلك وأمسكت بالمصحف لتبحث عن كل لفظ الجلالة فيه ،فكانت ترى الصفحة أمامها طلاسم إلا لفظ الجلالة ، وكلما رأته فرحت به فرحاً شديداً ،وظلت هكذا تبحث عنه من أول المصحف إلى آخره، فلما رأت أن الأمر سهل ،طلبت من قريبتها أن تعلمها بقية الحروف العربية ، وفعلاً بدأت ولم تيأس حتى تعلمت قراءة القرآن نَظراً من أوله إلى آخره.!!!
ولكنها لم تقف عند هذا الإنجاز بل أرادت أن تحفظ ولو شيئاً يسيراً من القرآن ،فبدأت بالفعل ، وفي خلال سنتين ختمت كامل القرآن الكريم ، وكان الختم في رمضان الماضي"...(26)

***

و أبو سلطان العجلوني الأردني الذي أنعم الله عليه بنعمة حفظ القرآن الكريم خلال عامين وهو في السابعة والسبعين من عمره !!!( 27)

وأم الهدى الربيعي التي حفظت القرآن الكريم في خمس وأربعين يوما ً !!!( 28)

***

ومن المفيد أن نُخبر أبنائنا أن الهجمات الشرسة على القرآن الكريم لا تتوقف ، ومنها محاولة تشويهه وتحريفه، ولعل أشهرها –حتى وقت كتابة هذه السطور- هو ما صدر مؤخراً في الولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان :" الفرقان الحق" وهو قرآن (((جديد))) طُبعت منه آلاف النسخ ، و يُتوقع له أن يغزو العالم الإسلامي في خلال السنوات العشرين القادمة !!!!

كما ينبغي أن نوضح لهم أن الله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم ، في قوله " إنَّا حنُ نزَّلنا الذِّكرَ وإنَّا له لحافِظون"

ولعل هذا يذكرنا بهذه القصة الطريفة :

" كان أحد المستشرقين يزور القاهرة منذ حوالي عامين ،فقال لأحد شيوخ الأزهر:" سننزع الإسلام من صدوركم"!!! فقال له الشيخ :"على رِسلِك"

ثم أخذه إلى الشارع، فلقيا أطفالاً فطلب منهم الشيخ أن يقرءوا-من الذاكرة- سوراً معينة من القرآن ، فقرأوا ،والمستشرق ينظر إليهم في دهشة بالغة، فلما أفاق من دهشته سأل :" هل كل أطفالكم يحفظون القرآن؟!! "

فسأله الشيخ:" وهل كل أبناءكم يحفظون كتبكم المقدسة ؟!!"

ثم أردف الشيخ:" مادام أطفال المسلمين يحفظون القرآن،فلن تستطيعوا أبداً أن تنزعوا الإسلام من قلوبنا"!!!!!( 14)

ماذا لو لم أبدأ مع طفلي منذ البداية ؟!!!!

إذا كان هذا هو حالك، فيمكنك أن تستعين بالله تعالى، وتدعوه في سجودك أن يشرح صدر أبنائك لحب القرآن والإقبال على حفظه وفهمه ، وتطبيقه، وأن يخلطه بلحمهم ودمهم ،

ثم تبدأ بالتدريج ، وبالرفق واللين ، مع كل منهم حسب مرحلته العمرية حتى يوفقك الله إلى مُبتغاك بفضله ، فإن استصعبتَ الأمر فتذكر قول الله تعالى :

"والذين َجاهَدوا فينا لنهديَنَّهُم سُبُلَنا"

وإن أصابك الفتور في منتصف الطريق فتذكر قول الله عز وجل:"

:" ومَن يُعظِّم شعائرَ الله ِفإنََّها من تقوى القلوب "

صدق الله العظيم .

وماذا لو لم أُرزق بأطفال حتى الآن ؟!!!

إن لم تكُن قد رُزقت بأطفال حتى الآن ، فاعلم أن لديك خيرٌ كثير يفتقد إليه غيرك، ونعمة من الله يغبطك عليها الآخرون - وأنت لا تشعر - وهي وقت الفراغ الذي يمكنك استثماره بما يعود عليك بالنفع في الدنيا والآخرة ، من خلال إفادة أطفال المسلمين بما علِمت ، سواء كانوا من الأقارب أو الجيران ، أو التلاميذ، أو اليتامى في دور رعاية الأيتام أو في بيوتهم ،

فلا تتردد ، بل توجَّه إليهم ومد إليهم يدك ، فهم أحوج ما يكونون إليها، وأنت أحوج ما تكون إلى الأجر، فاقترب منهم وحاول أن تزرع في قلوبهم الصغيرة حب القرآن الكريم ، واستعِن بالله ، فهو خير مُستعانٌ به .

وأخيراً ،

فإن حب القرآن لهو شيءٌ عظيم ، لا يُرزقه إلا كل سعيد ، وإني لأرجو أن يكون أبنائي وأبناءكم –بعون الله وفضله – من أولئك السعداء ،

وأن يكون ذلك الحب شفيعاً لناولهم يوم القيامة

آمين .

والحمد لله ربِّ العالَمين

------------------
المصادر
1- د. محمد سعيد رمضان البوطي. منهج تربوي فريد في القرآن، مقال متاح على الرابط:
https://www.qudsway.com/Links/Islamyi...at7/7hisl4.htm
2- حنان عطية الطوري الجهني. الدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة ،مكتبة الملك فهد الوطنية ، 2001،ج1، ص.32)
3- سميحة غريب .كيف تربِّي طفلاً سليم العقيدة .- الإسكندرية : دار الدعوة ، 2003 .- 175ص.)، ص76
4- فضيلة الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي.تربية الأولاد في الإسلام: الدرس 2/30 التربية الإيمانية ، متاح على الرابط:
(https://www.nabulsi.com/tarbya/awlad/awlad-2.html
5 - محمد سعيد مرسي فن تربية الأولاد في الإسلام ، القاهرة: دار التوزيع والنشر الإسلامية ، 2001، ص98
6-الجنين يتذوق الطعام وهو في بطن أمه .مقال منشور على الصفحة الرئيسة لموقع لها أون لاين
www.lahaonline.com
7 - د.حسام عرفة .الجنين أيضاً يُصاب. بالاكتئاب! مقال منشور على الرابط التالي:
https://www.islamonline.net/iol-arabi...4/parent-2.asp
8-(نبيلة حمدي.أعاني من ضغط نفسي هل سيؤثر ذلك على جنيني؟ مجلة الأم والطفل، مايو-يونيو 2004، ص15-16)
9- ( محمد أحمد النابلسي .ذكاء الجنين .بيروت: : دار النهضة العربية 1988
10-أ. د.كريمان بدير . رعاية الطفل من الجنين حتى عامين ، عالم الكتب 2004، القاهرة،ص 117
11-خيرية صابر.حقوق الطفل في الإسلام ، مقال منشور على الرابط:
https://www.islamweb.net/family/sons/sons19.htm
12- صفي الرحمن المباركفوري. الرحيق المختوم ، ص.53)
13- ( محمد أحمد النابلسي .ذكاء الرضيع .بيروت: : دار النهضة العربية .
محاضرة مسجلة على شريط ينتجه " المركز الإسلامي العالمي للإنتاج والتوزيع "-بني ياس- أبو ظبي . ، كما أن هذه المحاضرة مكتوبة على الرابط التالي::4- د. يحي الغوثاني. طرق إبداعية في حفظ القرآن
https://www.bafree.net/forum/viewtopi...r=asc&&start=0
15- (فن تربية الأولاد في الإسلام ،ص. 58)
16-قصة منشورة على الرابط: https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=4431
17-قصة منشورة على الرابط :
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t
18-قصة منشورة على الرابط:
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=306
19-محمد سعيد مرسي. فن تربية الأولاد في الإسلام –ص.99
20-المشرفة.كيف نساعد الاطفال على تقوية الذاكرة والتذكر؟الصفحة الرئيسة لموقع "طفلي"
www.mynono.com
21- قصة منشورة على الرابط :
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=1035
22- عمرو خالد .خواطر قرآنية ، القاهرة ، أريج للنشر والتوزيع، 2004، ستة كتيبات ،
وهي متاحة أيضاً على أشرطة مسموعة ، وتباع لدى www.sindbadmall.com
23- قصة منشورة على الرابط :
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=5
24-قصة منشورة على الرابط:
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?s=&threadid=5
25-قصة منشورة على الرابط:
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=4619
26-قصة منشورة على الرابط التالي:
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=4565
27-قصة منشورة على الرابط :
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=3490
28- قصة منشورة على الرابط:
https://www.yah27.com/vb/showthread.php?t=3541










قديم 2010-05-08, 19:02   رقم المشاركة : 249
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

القرآن رسالة السماء إلى الأرض، فمن أراد أن يفهمه على هذا النهج فقد وقف بنفسه على مواطن العظمة، ومواضع الإعجاز فيه. ومن أراد أن يعرف أثره في اللغة العربية فلينظر ذلك الأثر في حياة المسلمين عقيدة وسلوكاً، ليرى ذلك واضحاً وجلياً .

ولكن قد تَقْصُر الأفهام عن المراد من آية من آياته، فيُظَنُّ أنها جاءت على غير ما تعارف عليه أهل اللغة .

وقد يَعْجَز البصر عن الوصول إلى إعجاز نحوي جاء في أثناء آية، فيذهب الظن إلى أن القرآن قد تجاوز قواعد اللغة وما تعارف عليه أهلها، وهذا - لاشك - قصور وعجز في الإنسان عن إدراك لغة القرآن وأساليبه البيانية، فهو كتاب رب العالمين، ومحال أن يناله تجاوز أو خطأ أو مجافاة للذوق اللغوي، فضلاً عن أنه أساس اللغة العربية، ومنه تُستنبط القواعد اللغوية .

وفي هذه العجالة سوف نأتي على بعض الأمثلة، التي قد يُظن أن فيها خطأ نحويـًا، أو أنها تجافي لسان العرب ومعهودهم، ونبين توجيه العلماء لها .

المثال الأول:

قوله تعالى: { إنَّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ** (آل عمران:59) والإشكال الذي قد يَرِد هنا، قوله تعالى: { فيكون ** حيث جاء الفعل مضارعاً، مع أن الحَدَثَ قد حصل وانتهى. وأُجيب عن هذا بأن الفعل جاء حكاية لحال ماضية، فيجوز فيه الوجهان، فلا إشكال إذن


المثال الثاني:

قوله تعالى: { إنَّ رحمت الله قريب من المحسنين ** (الأعراف:56) والسؤال: لماذا جاءت الصفة وهي قوله تعالى: { قريب ** مخالفة للموصوف، وهو قوله: { رحمت ** مع أن الأصل موافقة الصفة للموصوف، تذكيراً وتأنيثاً؟ وأجيب عن هذا بأجوبة نختار منها اثنين:

- أن { قريب ** صفة لموصوف محذوف، تقديره: شيء قريب .

- أنَّ { قريب ** على وزن فعيل، وما كان كذلك فيصح أن يوصف به المذكر والمؤنث .

ومثل هذه الآية أيضاً، قوله تعالى: { لعل الساعة قريب ** (الشورى:17) والتقدير في الآية: لعل مجيء الساعة قريب؛ وهذا جائز بلا خلاف يُذكر .

المثال الثالث:

قوله تعالى: { والله ورسوله أحق أن يرضوه ** (التوبة:62) .

والسؤال، لماذا جاء الضمير في قوله تعالى: { يرضوه ** بصيغة المفرد؟ وأُجيب عن ذلك بأنه لا فرق ولا تفاوت بين رضا الله تعالى، ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم، فكانا في حكم مَرْضيٍّ واحد، كقولك: إحسان زيد وإكرامه نعشني وجَبَرَ مني. ولك أن تقول: هو من باب التقديم والتأخير، وعلى هذا يكون المعنى: والله أحق أن يرضوه، ورسوله كذلك. وهذا من البلاغة أيضـاً، فتنبه إليه .

المثال الرابع:

قوله تعالى: { فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون ** (يوسُف:15) فإن قلت: أين جواب "لمَّا" ؟ قلنا: جوابها محذوف؛ لاستطالة الكلام مع أمن الالتباس، ولأن في الآية ما يدل عليه، وهو قوله تعالى: { وأوحينا إليه ** والحذف أولى من الإثبات، للوجازة والبلاغة .

المثال الخامس:

قوله تعالى: { هذان خصمان اختصموا في ربهم ** (الحج:19) قد يُشْكِل في الآية مجيء الفعل { اختصموا ** بصيغة الجمع، مع أن الفاعل { خصمان ** قد جاء بصيغة المثنى. وأجابوا عن ذلك، بأن قوله تعالى: { هذان خصمان ** هو لفظ، فكل خصم فريق، وكل فريق مؤلَّف من عدد من الخصماء، وقوله: { اختصموا ** هو للمعنى - وهو مجموع الخصماء - لا للفظ - وهو الخصمان - فناسب أن يقول: { اختصموا ** لأن كل فريق من الذين كفروا والذين آمنوا كبير. وليس في شيء من هذا ما تأباه اللغة، وذلك ظاهر لمن خَبُر العربية وتذوقها .

المثال السادس:

قوله تعالى: { إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما ** (التحريم:4) الخطاب في الآية لأُمِّ المؤمنين عائشة وحفصة، رضي الله عنهما، واستعمال الجمع في قوله: { قلوبكما ** مكان المثنى أو المفرد أو العكس أمر وارد وصحيح في اللغة، على سبيل النيابة، أي يُذكر الجمع ويُراد به المثنى أو المفرد. ووجَّه بعض العلماء الآية بأن أقلَّ الجمع اثنان، وعلى هذا التوجيه فلا إشكال حينئذ .

وهكذا يتضح بكل جلاء أنه لا تعارض بين ما جاء في القرآن الكريم وبين بعض القواعد التي أصَّلها أهل اللغة والنحو، وإن كان شيء من هذا القبيل، فمردُّه إما إلى الاختلاف في نفس القاعدة، وإما إلى الجهل بأساليب اللغة العربية، التي هي في الأساس مستخْلَصة من لغة القرآن، ولاشك أن كتاب الله هو الحجة البالغة، والمرجع الأساس في جواز شيء من الكلام، أو عدم جوازه، لذا كان أحق أن يُتَّبع، والله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم










قديم 2010-05-08, 20:53   رقم المشاركة : 250
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأصل اللغوي لكلمة القرآن
والرأي الذي نؤثره عليه بدليله على غيره من الرأي هو أن لفظة القرآن مصدر من قرأ تقول قرأ قراءه وقرآناً استعمل بمعنى المقروء إطلاقا للمصدر على مفعوله وجعل علما عند إطلاقه على الكلام المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ولا نجد كبير خلاف بين هذا الرأي وبين الرأي القائل: إنه من قرأ بمعنى ضم وجمع


الأصل اللغوي لكلمة القرآن

بقلم د/ محمد عبد المعطي



تشعبت أقوال أهل العلم حول الأصل اللغوي لكلمة القرآن ويمكن تصنيفها إلى شعبتين :0

شعبة القائلين بأن اللفظة غير مهموزة ( القران )

شعبة القائلين بهمزها ( القرآن )

القول الأول:0

القائلون بعدم همزها وسبيلهم إلى تخريج هذا الرأي ما يلي :

لفظ ( القران ) غير مشتق ولا مهموز: علم على كلام الله تعالى والذي أنزله سبحانه بلفظه ومعناه على عبده الأكرم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقد نسب هذا الرأي للأمام الشافعي رحمه الله وحجته أنه لم يؤخذ من (قرأت) ولو أخذ من (قرأت) لكان كل ما قرئ قرآناً ولكنه اسم كالتوراة والإنجيل وقد ذكر هذا الرأي عن الشافعي رحمه الله في كتب لا تعد حجة عليه ، ولو صحت نسبته إليه لم يكن هذا دافعاً على التسليم به 0

أن القرآن بغير همز مأخوذ من القرائن جمع قرينة لان آياته إذ يصدق بعضها بعضاً تقوم مقام القرائن بعضها على بعض
ويخالف هذا الرأي سابقه في قوله بأن اللفظة مشتقة وإن وافقه في عدم الهمز وقد قال بهذا الرأي الفراء من النحاة والقرطبي من الفقهاء0

أن القرآن غير مهموز من قرن الشيء بالشيء إذا ضمه إليه وجمع بعضه إلى بعض لان الآية تضم إلى مثلها ومثيلاتها والسور بالسور تقرن وقد عزي هذا القول إلى أبي الحسن الأشعري 0

وقد تعقب العلماء المخالفون لهذه الآراء حجج إخوانهم بالاعتذار لها ، والحاصل من ذلك أن هذا القول سهو والصحيح أن ترك الهمز فيه من باب التخفيف ونقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها وهذا ما أشار إليه ( الزجاج والفارسى ) وغيرهما وقد قرأ بتسهيل الهمزة من القراء (أبو بكر بن مجاهد - وعبد الله بن كثير- وأبو عمرو بن العلاء رحمهم الله ) وفرق كبير بين القراءة بتسهيل الهمزة وجحدها ، ويؤخذ على من قال بأن لفظة القرآن بالتسهيل جامدة غير مشتقة أمور منها :0

أن الأمر في تسمية القرآن وفي قراءاته أمر نقل متواتر وسماع متيقن وليس لهذا الرأي مستند من نقل ولا حجة من سماع 0

القول بأن القرآن علم غير مشتق دال على ذات معينة خلاف لقاعدة القرآن الكريم في أسمائه الأخرى ، وصفاته مشتقة من ألفاظ دالة على غايات القرآن الكريم 0

القول بأن القرآن مشتق من القرائن أو من قرن الشيء بالشيء لا ينصاع بيسر إلى قواعد الاشتقاق ثم إن توجيه معناه لا يخلو من تكلف وقد ساق هذا الوجه من الاعتراض قدامى ومحدثون من العلماء

القول الثاني

القائلون بأن لفظ قرآن مهموز ومشتق وقد وجهوا قولهم بما يلي :0

لفظ قرآن مهموز على زنة (فُعْلان) مشتق من القُرء أو القَري وهو الجمع ومنه قَريت الماء في الحوض إذا جمعته
وقول عمرو بن كلثوم في وصف ناقة : 00000000000000 هجان اللون لم تقرأ جنينا
أي لم تجمع جنينا ولم يَضطَّم رحمها عليه أي لم يجتمع رحمها عليه 0 وقد قال بهذا الرأي الجوهري وغيره من العلماء


لفظ القرآن بالهمز مصدر بوزن الغفران مشتق من قرأ بمعنى تلا وسمي به المقروء تسمية للمفعول بالمصدر وقد رجحه كثير من العلماء وقريب منه (قرأ بمعنى أظهر وبين ) لأن القراءة إظهار للألفاظ وقد نسب الزركشي هذا القول إلى بعض المتأخرين بنص عبارته 0

الرأي الراجح :

والرأي الذي نؤثره عليه بدليله على غيره من الرأي هو أن لفظة القرآن مصدر من قرأ تقول قرأ قراءه وقرآناً استعمل بمعنى المقروء إطلاقا للمصدر على مفعوله وجعل علما عند إطلاقه على الكلام المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه ولا نجد كبير خلاف بين هذا الرأي وبين الرأي القائل: إنه من قرأ بمعنى ضم وجمع فالأصل اللغوي واحد إذ التلاوة ضم أحرف وجمع كلمات بعضها إلى بعض وقد استعملت اللفظة في القرآن بمعنى القراءة في قوله { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} … (سورة القيامة الآيات 19-17 ) 0أي أن الله جلت قدرته يمتن على نبيه بأنه ضمن أن يجمع له القرآن في صدره محفوظا بعد نزوله وملفوظا ميسرا على لسانه ويذهب بعض المفسرين إلى أن القرآن ورد بمعنى القراءة في قوله عز من قائل { وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً }… (الاسراء: من الآية78) أي وأقسم بقرآن الفجر أونصب على الاغراء أو بمعنى الصلاة وقيل إنها كذلك بمعنى القراءة في قوله تعالى{ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ }… (سورة الرحمن الآية 2-1 ) وهو قول فيه نظر والجمهور على خلافه .










قديم 2010-05-08, 20:54   رقم المشاركة : 251
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفات في بلاغة القرآن
﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِاْلأَبْصَارِ﴾ [النور: 43]

أولاً: أن الآية بدأت بقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ﴾

وفي هذا لفت للنظر والتأمل الذي يصل بالإنسان إلى درجة الرؤية، والرؤية كما هو معلوم من أعظم وسائل يقينيات الإنسان؛ لأنه يرى ذلك بعينه، ولهذا لم تأت كلمة (ألم تعلم)، أو (ألم تنظر)،
بل قال سبحانه وتعالى:

﴿أَلَمْ تَرَ ﴾ ، والخطاب هنا لكل من يصلح له الخطاب.

ثانياً : قوله تعالى : ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً﴾


التعبير بالإزجاء هنا فيه بيان لِلُطفِ معنى هذه الكلمة وتناسبه مع السحاب، فالإزجاء هو سوق الشيء برفق من جهة، وهو سوق الشيء الثقيل ببطء من جهة أخرى، وهو سوق الشيء بالسهولة من جهة ثالثة.
وهذه المعاني ورد بعضها في قول الطفيل الغنوي:

تزجي أغنّ كأن إبرة روقه ...................... قلمٌ أصابَ من الدواة مدادها

فهو يصف غزالة وأمامها أغن، أي ابنها الصغير، تزجيه أي: تدفعه أمامها برفق، وفي قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً﴾، نجد أن كل المعاني السابقة ، فالسحاب ثقيل من جهة، وهو سهل وميسر على الله وعز وجل من جهة أخرى، والله عز وجل يسوقه بلطفٍ وسهولةٍ ورفق.

ثالثاً : قوله تعالى : ﴿ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ﴾


هذا السحاب الذي يسوقه الله عز وجل بقدرته، بسهولة وبقصدٍ، هذا السحاب يتجمع ويتألف من هنا وهناك بقدرة الله سبحانه وتعالى.
وهذا ما تصوره بدقة كلمة ﴿ يُؤَلِّفُ ﴾ ، وذلك يشعر بأن السحاب كان متفرقاً، وأنه في تلك الحالة لا ينزل منه المطر، وإنما ينزل منه مطر بعدما يصل إلى هذه المرحلة الواردة في قوله تعالى: ﴿يُؤَلِّفُ﴾.

رابعاً : في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً﴾


نفهم من قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً﴾ وجود أحوالٍ ثلاثةٍ للسحاب، هي الإزجاء والسوق والتجميع والتأليف، ثم بعد ذلك يجعله ركاماً، فالرُكامُ هو آخر هذه الأحوال، وهذا النوع ثابت علمياً في تقسيم السحاب، لأن السحاب أنواع، ومن ضمن أنواعه السحاب التراكمي، ولا يخرج البرد إلا من السحاب التراكمي بقدرة الله عز وجل، لذلك قال الله تعالى :
﴿ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً﴾ ، فرتب على كونه ركاماً أنه يخرج منه البرد، كما سيأتي ذكره إن شاء الله.
وفي قوله تعالى : ﴿يَجْعَلُهُ رُكَاماً﴾ جعله ركاماً دليلٌ على التصيير والتحويل .

خامساً : قوله تعالى : ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ﴾

الودق هو : المطر الذي يخرج من خلال السحاب الكثيف، وهذه تسمية الله عز وجل له، وانظر إلى لطف اللفظ القرآني الودق، والمطر شيء لطيف جميل، فيُعبرّ معه بالشيء اللطيف الجميل مثله، وهذا من روعة القرآن في اختيار هذه اللفظة ﴿فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ﴾ ، وقوله تعالى: ﴿من خلاله﴾ أي: من وسطه، ومن فِتُوقه التي فيه، وهذا يدل على أنه يوجد فتوق في هذا السحاب الركامي، وإن لم نره، لأنه ورد ذكره في القرآن العظيم.

سادساً : في قوله تعالى ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾


وليس المقصود هنا السماء التي في الأعلى، بل إنما المقصود السحاب، لأن السحاب يعتبر الآن سماءًً، وكل ما علا وارتفع في لغة العرب يسمّى سماءً.



سابعاً : في قوله تعالى : ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ﴾
هنا ذكرٌ للجبال والبرد، ونحن نعرف الجبال في الأرض، أما في السماء فهذا أمرٌ عجيب تلفت الآية أنظارنا إليه، ولذلك جاءت
﴿أَلَمْ تَرَ﴾ ، كما أننا لا نرى من تلك الجبال المكونة من السماء إلا قاعدتها، أما القمة فلا نراها، ولو رأيناها لعلمنا قدرة الله سبحانه وتعالى، ولدخل الخوف ورقابة الله في قلوبنا.


فلما سارت الطائرات، ومر الناس من جانب السحاب رأوا جبالا سابحة في السماء، والعجيب أن الجبال السابحة في السماء أعظم من أكبر جبال الدنيا، فأكبر جبال الدنيا التي نعرفها هي الموجودة في الهملايا، وأعلى نقطة فيها هي نقطة إيفرست ، وهي تعلو ما يقارب تسعة آلاف متر فوق سطح البحر،

فكم يتوقع المسلم ارتفاع هذه الجبال الركامية في السماء فوق رؤوسنا ؟؟؟


قاعدة هذه الجبال قد تبعد عن الأرض ثلاثة آلاف متر فقط، بينما ارتفاعها قد يصل إلى عشرين كيلو متر في السماء، وهذا يعني أن أعلى قمة في العالم لا تساوي نصف هذا الجبل الركامي من الماء،
وهذا دليل على عظم القدرة الإلهية التي حفظت هذه الأثقال السابحة في السماء،

وهنا نلحظ المناسبة بين ذكر الطير، وصفة الصف فيه خاصة، دون صفات أخرى قبل هذه الآية، لما بين الصورتين من إمساك أجرام في الهواء دون أسباب مادية واضحة يراها الناس، ولكن هذه هي قدرة الله عز وجل، وقد تكون هذه القدرة أعجب من القدرة الأولى،
لأنه في الأولى كان حجم الطائر صغيراً، ويمسكه الله عز وجل أن يقع، أما الثانية فهو ثقيل جداً بالماء المتجمد فيه.

فسبحان من يمسكها على ثقلها،،،


ولكن هل تفكّر الإنسان فيها؟


وهل عرف ضعفه وقدرة الله سبحانه وتعالى؟


حتى إنه لو نزل جبل واحد من هذه الجبال الهائلة السابحة في السماء، الواقعة فوق رؤوسنا، لأهلك الناس!
ولذلك قال الله عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ دون (ألم تعلم) ، وفي هذا لفت لأنظارنا لهذا الأمر العظيم، وفي قوله تعالى: ﴿مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ﴾ ، دخول من هنا في الموقعين للتدليل على أن ذلك من بعضها، أي: من بعض الجبال، ويَنزِل فيها بعض البرد، ولو نزل كل البرد لربما هلك الناس.










قديم 2010-05-08, 20:54   رقم المشاركة : 252
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

وقفة لغوية مع قوله تعالى { فقد صغت قلوبكما }
في فاتحة سورة التحريم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم معاتبًا إياه، بسبب تحريمه على نفسه ما أحله الله له....


في فاتحة سورة التحريم خاطب سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم معاتبًا إياه، بسبب تحريمه على نفسه ما أحله الله له، ومما أنزله عليه في ذلك، قوله تعالى: ﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما﴾ [التحريم:4] .

والآية الكريمة قد يبدو فيها إشكال من جانب اللغة؛ وذلك أن الخطاب في الآية جاء بصيغة التثنية، في قوله: ﴿تتوبا﴾ في حين أن المضاف إلى المخاطب قد جاء بصيغة الجمع، وهو قوله تعالى: ﴿قلوبكما﴾؛ وقد يبدو للوهلة الأولى، أن الأصح أن يقال: (قلباكما) بصيغة التثنية؛ لأنه يعود على المخاطب وهو مثنى. فكيف أضيف الجمع (القلوب) إلى المثنى ؟ هذا هو وجه الإشكال كما يبدو للبعض .

وحل ما يبدو من إشكال في هذه الصيغة، إنما يكون بالرجوع إلى لسان العرب، وقواعد اللغة .

والقاعدة عند أهل العربية في هذا الباب: أن كل جزأين أضيفا إلى صاحبيهما، وكانا مفردين من صاحبيهما - بمعنى أنه لا يوجد لهما ثان من جنسهما، كالقلب، والظهر، والبطن _ جاز فيهما ثلاثة أوجه: الأحسن الجمع - وعليه جاءت الآية - ويليه الإفراد، ويليه التثنية، فأنت تقول: (قطعت رؤوس الكبشين) على الجمع، وهو الأفصح والأصوب لغة؛ ولك أن تقول: (قطعت رأس الكبشين) على الإفراد؛ ولك أن تقول أيضًا: (قطعت رأسي الكبشين) على التثنية .

وهذه القاعدة إنما تنتظم في الأشياء المتصلة، والتي هي جزء من كلٍّ؛ كالرأس من الجسد، والقلب من الإنسان، ونحوهما؛ أما ما كان منفصلاً، ولم يكن جزءًا من كل، فلا تستقيم فيه هذه القاعدة؛ فلا يصح لك أن تقول: رأيت أفراسهما؛ ولا أن تقول: ضربت غلمانهما؛ بل الصواب أن تقول هنا: رأيت فرسيهما؛ وضربت غلاميهما؛ لأن كلاً من الفرس والغلام شيء مستقل بنفسه، وليس جزءًا من كل .

وبحسب هذه القواعد، أجاب المفسرون على ما يبدو من إشكال في هذا اللفظ، فقالوا: كل شيء يوجد من خلق الإنسان؛ كالرأس، والظهر، والقلب ... إذا أضيف إلى اثنين جُمع، فأنت تقول: قبَّلتُ رؤوسهما، وأشبعت بطونهما، وأوجعت ظهورهما؛ فـ (الرأس) و(البطن) و(الظهر) لما أضيفت إلى ضمير التثنية (هما)، جاء المضاف بصيغة الجمع، ( الرؤوس، البطون، الظهور )، فقالوا: رؤوسهما، وبطونهما، وظهورهما؛ وعلى هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: ﴿إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما﴾؛ قالوا: وأكثر استعمال العرب وأفصحه في ذلك، أن يعبروا بلفظ الجمع مضافًا إلى ضمير المثنى؛ لأن صيغة الجمع قد تطلق على الاثنين في الكلام، فهما يتبادلان .

ومما ذكروه من تعليلات في هذا الباب: أن الإتيان بصيغة الجمع دون صيغة التثنية، إنما كان تجنبًا لاجتماع تثنيتين في كلمة واحدة؛ ففي الأمثلة السابقة، يصح أن تقول: قبَّلتُ رأسيهما، وأشبعت بطنيهما، وأوجعت ظهريهما؛ لكن في هذا الاستعمال ثقل في اللفظ، فعدلوا عنه إلى صيغة الجمع، تخلصًا من ثِقَل التلفظ بصيغة التثنية. وهذا أمر معهود في لغة العرب، حيث يعدلون عن استعمال صحيح إلى استعمال أصح منه؛ طلبًا للخفة، وتحريًا لسهولة اللفظ .

وبما أن القرآن قد نزل بلغة العرب، وعلى وفق لسانها في التعبير والبيان؛ فقد جاء لفظ الآية الكريمة ﴿قلوبكما﴾ جريًا على الأفصح من كلامهم، حيث وضع الجمع موضع المثنى، استثقالاً لمجيء تثنتين في كلمة واحدة، كما لو قيل: (قلباكما) .

ومما جاء في السنة النبوية على هذا الأسلوب، قوله صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين رأياه يمشي مع صفية زوجته رضي الله عنها، ولم يكونا يعلمان أنها زوجته: (وإني خشيت أن يُقذف في قلوبكما) متفق عليه، فلم يقل لهما: (قلباكما) بصيغة التثنية، وإنما جاء به على صيغة الجمع، فقال: (قلوبكما) .

وعلى هذا الأسلوب أيضًا، جاء في الشعر قول خطام المجاشعي :

ومهمهين قذفين مرتين ***** ظهراهما مثل ظهور الترسين

فقد جمع الشاعر في هذا البيت بين مثال التثنية، في قوله: (ظهراهما)؛ وبين مثال الجمع، في قوله: (ظهور الترسين).

إذن، فاللفظ في الآية سليم مستقيم لا إشكال فيه؛ وفصيح صحيح جار على وفق لسان العرب؛ وإنما الإشكال في عدم فهم كلام العرب، وعدم معرفة أساليبهم في البيان والتبيان .










قديم 2010-05-08, 20:55   رقم المشاركة : 253
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

لغة البيان في كل زمان
اللغة الأم الحمد لله العزيز الحكيم القائل في قرآنه الكريم ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ .* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء:192-195]


لماذا لا نعود إليها ؟

لغة هجرها قومها !

اللغة الأم

الحمد لله العزيز الحكيم القائل في قرآنه الكريم ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ .* عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء:192-195]

والصلاة والسلام على خير خلق الله النبي الأمي العربي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى أله وصحبه أجمعين.

فإن الله عز وجل قد أرسل نبيه من العرب وأنزل كتابه المهيمن على جميع الكتب باللغة العربية الفصحى ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ... ﴾ [المائدة:48] وقد قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء:107] فديننا وقرآننا للعالم جميعاً، ويجب أن نبلغه للبشرية جمعاء.

وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ وقال سبحانه ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران:85] فقد ختمت به الديانات ونسخت به الشرائع والكتب السابقة بما فيها إلا ما وافق شرعنا المطهر.

والله عز وجل عَلِيمٌ حَكِيمٌ سبحانه وتعالى يعلم ما يصلح للناس ومن مقتضى الحكمة أن يكون كتاب الدين الرسمي في الأرض إلى أن يرثها الله ومن عليها بأفضل لغة وأحسنها.

قال تعالى: ﴿ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾ قال ابن كثير : أي هو قرآن بلسان عربي مبين لا اعوجاج فيه ولا انحراف ولا لبس بل هو بيان ووضوح وبرهان وإنما جعله الله تعالى كذلك وأنزله بذلك ﴿ لعلهم يتقون ﴾ ا هـ فهذا القرآن لا لبس فيه ولا ريبة فضلاً عن الشك بلغة بيّنة محكمة وقال عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون ) وقال جل جلاله: ﴿ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ﴾ وقال سبحانه: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ فأقام تعالى حجته بأن كتابه عربي ثم أكد ذلك بأن نفى عنه كل لسان غير لسان العرب في آيتين من كتابه فقال تبارك وتعالى: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴾ وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ﴾ فما سبق من القرآن يدل على أن ليس في كتاب الله شيء إلا بلسان العرب

ولذلك كان تعلمها فرض على كل مسلم ومسلمة حتى يتمكن المرء من عبادة الله فكيف سيقرأ الفاتحة التي لا صلاة لمن لم يقرأ بها دون تعلم العربية.

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فإن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ثم منها ما هو واجب على الأعيان ومنها ما هو واجب على الكفاية وهذا معنى ما رواه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن يزيد قال كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي

وفي حديث آخر عن عمر رضي الله عنه أنه قال تعلموا العربية فإنها من دينكم وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم

وهذا الذي أمر به عمر رضي الله عنه من فقه العربية وفقه الشريعة يجمع ما يحتاج إليه لأن الدين فيه فقه أقوال وأعمال ففقه العربية هو الطريق إلى فقه أقواله وفقه السنة هو الطريق إلى فقه أعماله .. " اقتضاء الصراط المستقيم 2/207

وقد سئل الشيخ عبد الله الجبرين حفظه الله هل يجب على الأعجمي تعلم العربية ؟

فأجاب حفظه الله بقوله : يجب عليه تعلم ما يلزمه في الإسلام لفظا ومعنى كالتكبير والفاتحة والتسبيحات .. الواجبة في الصلاة وغيرها. والله أعلم .

وإن عدم انتشارها في زمننا وعجز الكثيرين عن إدراك جمالها وحسن بلاغتها وتذوق نكهتها، ليس بسبب ضعفها وقلة فضلها وتخلفها عن سائر اللغات بل بسبب رغبة أهلها عنها وتنكرهم لها لأنهم لا يجيدونها - إلا من رحم الله - وأصبحت اللغات الأخرى محببة إليهم أكثر وأصبحنا نرى في أسواق المسلمين الأسماء الغربية والأعجمية على واجهات المحلات وأبواب الشركات التي فقدت هويتها الإسلامية ولم تحسن اختيار اسم يناسبها من هذه اللغة البحر الغنية بالأسماء والمعاني ذات الدلالات الجميلة والمفيدة والرائعة ولسان حال لغتنا الحبيبة كما قال حافظ إبراهيم:

وسـعت كتاب الله لفظـاً وغاية *** وما ضقت عن آي به وعظـات

فكيف أعجز عـن وصف آلـةٍ *** وتنسيـق أسـماء لمختـرعات

أنـا البحر في أحشائه الدر كامن *** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟

فليست اللغة العربية عيب في ذاتها، بل العيب في أهلها الذين لا يعرفون التكلم بها أصلاً حتى إن بعض معلمي اللغة العربية الذين يدرسون النحو لأولاد المسلمين يخطئون وللأسف في لفظ وإعراب بعض الكلمات.

فكيف بالطلاب، وكيف بالمبرمجين الذين يجب عليهم أن يخترعوا برامج ولغات برمجة باللغة العربية التي كانت في أيام عز الإسلام لغة الحضارة وكانت مكتبات المسلمين تزخر وتفيض بالمجلدات والكتب في شتى العلوم في حين أوروبا لا تعرف إلا كتاب واحد لأحد العلماء المسلمين

وتغير الزمان وانقلبت الآية

ورسالة إيقاظ لبر هذه الأم التي طال عقوقه

أرى لرجـال الغـرب عزاً ومنعـة *** وكم عـز أقوام بعز لغـات

أتـوا أهـلهـم بالمعجـزات تفنن *** فيـا ليتـكم تأتون بالكلمات

أيطـربكم من جانب الغرب ناعـب *** ينادي بوأدي في ربيع حياتي؟

ولـو تزجرون الطير يومـاً علمتـم *** بما تحته من عثرة وشتات

سـقى الله في بطن الجزيرة أعظم *** يعـز عليها أن تلين قناتـي

حفـظن ودادي في البـلى وحفظتـه *** لهن بقلب دائم الحسـرات

وفاخرت أهل الغرب والشراق مطرق *** حياء بتلك الأعظم النخرات

أرى كـل يـوم بالجـرائـد مزلق *** من القبر يدنيني بغير أنـاة

وصدق حافظ ابراهيم في كلماته ولو أنها نطقت لتكلمت بأعجب من ذلك

" ولهذا كان المسلمون المتقدمون لما سكنوا أرض الشام ومصر ولغة أهلهما رومية وارض العراق وخراسان ولغة أهلهما فارسية وأهل المغرب ولغة أهلها بربرية عودوا أهل هذه البلاد العربية حتى غلبت على أهل هذه الأمصار مسلمهم وكافرهم وهكذا كانت خراسان قديما ثم إنهم تساهلوا في أمر اللغة واعتادوا الخطاب بالفارسية حتى غلبت عليهم وصارت العربية مهجورة عند كثير منهم ولا ريب أن هذا مكروه " ا هـ من كلام شيخ الإسلام رحمه الله

والواقع أن الناس استبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير - نعوذ بالله من الحور بعد الكور - وأصبحنا نلفظ بعض الكلمات الأعجمية التي هي في الأًصل عربية وتركنا الأصل وذهبنا إلى الفرع المشوه فآثرنا الجداول الضحلة على النبع الصافي الزلال

وسمعت من الدكتور عبد الله الدنان المهتم بتعليم اللغة العربية للناشئة منذ الصغر أشياء عجيبة عن لغتنا الحبيبة ويذكر أن كثير من الكلمات الإنجليزية مأخوذة من اللغة العربية.

ومن ذلك البكالوريوس أو كما يقال باكلوريا في بلاد الشام لشهادة الثانوية.

بأن أصلها جاء من العربية حيث أن العلماء من المحدثين ومقرئي القرآن كانوا إذا أجازوا الطالب كتبوا له في الإجازة ( أجزناك بحق الرواية ).

فأخذوها منا ثم حرفت ( بحق الرواية ، بهك الرواية ، بك رواية ، باكلوريا ) وقد ذكر أمثلة عديدة وأعجبتني هذه لطرافتها

وقام مؤلف كتاب " اللغة العربية أصل اللغات كلها " في القسم الثاني من الكتاب بدراسة معجمية مقارنة أجراها الباحث على نحو خمسمائة كلمة إنجليزية متسلسلة حسب الترتيب الهجائي في قاموس المورد ، بدءاً من أول كلمة في حرف A وهي ِِِAard التي أصلها العربي (أرض) وهكذا ستجد العجب في هذه اللغة الأم ومن أمثلة ما جاء في المورد لفظ الجلالة الله صار لديهم allah ، وعباءة aba ولفظة algebra مأخوذة من علم الجبر حتى عفريت أصلها عربي فيكتبونها afreet ، وكلمات كثيرة كالفلاح fellah والفلس fils والقطن cotoon و الحناء henna ومومياء mummy والزعفران saffron والسبانخ / spinach

ونبات الطرخون tarragon ورحلة لديهم safari مأخوذة من سفر والأريكة لديهم sofa مأخوذة من ( صُفّة ) والصُفّة مقعد مظلل على مقربة المسجد كما قيل وطاسة كذلك tazza وأخيراً صفر صارت لديهم zero ونستطرد بأمثلة أخرى مما في كتاب [ لغة آدم عطاء أبدي لبني آدم (ص 113 ـ 116) ] فكلمة لغة مثلاً أخذوها من العربية " logos langage " وكملة Camera مأخوذة من قمرة وهي الغرفة وكلمة la port مأخوذة من " و البر وهي اليابسة " و كلمة verdos verdes مأخوذة من الفردوس وهي الجنة ولفظة banana أصلها أيضاً عربي بنان وهو الأصبع وثلاثة تدرجت عندهم على النحو التالي : " Delta - Three - Trio – tre" ولاحظ اللفظ antica antika وهي بالعربية عتيقة ولفظة تخطيط باللغة الفصحى أصبحت لديهم tak tik

ولا بأس بتعلم اللغات الأخرى إذا كان هناك حاجة دينية أو دنيوية كتحصيل العلوم ودرء الشرور فلا مانع من تعلمها ولكن ليس على حساب اللغة الأصلية " أما إذا لم يكن حاجة فإنه يكره تعلمها. " نص فتوى اللجنة الدائمة 12/133

قال شيخ الإسلام رحمه الله : وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه

وقال رحمه الله في موضع وأما الخطاب بها من غير حاجة في أسماء الناس والشهود كالتواريخ ونحو ذلك فهو منهي عنه مع الجهل بالمعنى بلا ريب

وأما مع العلم به فكلام أحمد بين في كراهته أيضا فإنه كره - آذرماه - ونحوه ومعناه ليس محرما وهو أيضا قد اخذ بحديث عمر رضي الله عنه الذي فيه النهي عن رطانتهم وعن شهود أعيادهم

وهذا قول مالك أيضا فإنه قال لا يحرم بالعجمية ولا يدعو بها ولا يحلف بها وقال نهى عمر عن رطانة الأعاجم وقال إنها خب فقد استدل بنهي عمر عن الرطانة مطلقا

وقال محمد بن إدريس الشافعي سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجارا ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجرا إلا تاجرا ولا ينطق بالعربية فيسمى شيئا بالعجمية وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم

ولهذا نقول ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى بأن يكون مرغوبا فيه من غير أن يحرم على أحد أن ينطق بالعجمية والذي ذكره الأئمة مأثور عن الصحابة والتابعين ونقل عن طائفة منهم أنهم كانوا يتكلمون بالكلمة بعد الكلمة من العجمية قال أبو خلدة كلمني أبو العالية بالفارسية وقال منذر الثوري سأل رجل محمد بن الحنفية عن الخبز فقال يا جارية اذهبي بهذا الدرهم فاشتري به تنبييزا فاشترت به تنبييزا ثم جاءت به يعني الخبز، وفي الجملة فالكلمة بعد الكلمة من العجمية أمرها قريب وأكثر ما كانوا يفعلون إما لكون المخاطب أعجميا أو قد اعتاد العجمية يريدون تقريب الإفهام عليه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم خالد بنت خالد ابن سعيد بن العاص وكانت صغيرة قد ولدت بأرض الحبشة لما هاجر أبوها فكساها النبي صلى الله عليه وسلم قميصا وقال يا أم خالد هذا سنا والسنا بلغة الحبشة الحسن والطريق الحسن اعتياد الخطاب بالعربية حتى يتلقنها الصغار في الدور والمكاتب فيظهر شعار الإسلام وأهله ويكون ذلك أسهل على أهل الإسلام في فقه معاني الكتاب والسنة وكلام السلف بخلاف من اعتاد لغة ثم أراد أن ينتقل إلى أخرى فإنه يصعب عليه ( بتصرف واختصار من اقتضاء الصراط المستقيم 204 – 208 )

ومن كلام علمائنا المعاصرين قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: رأينا في تعلم اللغة الإنجليزية أنها وسيلة لا شك, وتكون رديئة إذا كانت لأهداف رديئة, لكن الشيء الوحيد الذي يجب اجتنابه أن تُتخذ بديلاً عن اللغة العربية, فإن هذا لا يجوز, وقد سمعنا بعض السفهاء يتكلم بها بدلاً من اللغة العربية, حتى إن بعض السفهاء المغرمين الذين اعتبرهم أذناباً لغيرهم كانوا يعلمون أولادهم تحية غير المسلمين يعلمونهم أن يقولوا باي باي عند الوداع وما أشبه ذلك.

لأن إبدال اللغة العربية التي هي لغة القرآن وأشرف اللغات بهذه اللغة محرم وقد صح عن السلف النهي عن رطانة الأعاجم وهم من سوى العرب.

أما استعمالها وسيلة للدعوة فلا شك أنها واجب أحياناً, وأنا لم أتعلمها وأتمنى لو أني كنت تعلمتها ووجدت في بعض الأحيان أني أضطر إليها حتى المترجم لا يمكنه أن يعبر عما في قلبي تماماً.

يقول الشيخ رحمه الله: " وأذكر لكم قصة حدثت في مسجد المطار بجدة مع رجال التوعية الإسلامية نتحدث بعد صلاة الفجر عن مذهب التيجاني وأنه مذهب باطل وكفر بالإسلام وجعلت أتكلم بما أعلم عنه فجاءني رجل فقال: أريد أن تأذن لي أن أترجم بلغة الهوسا, فقلت لا مانع فترجم فدخل رجل مسرع فقال: هذا الرجل الذي يترجم عنك يمدح مذهب التيجانية فدهشت وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون, فلو كنت أعلم مثل هذه اللغة ما كنت أحتاج إلى مثل هؤلاء الذين يخدعون, فالحاصل أن معرفة لغة من تخاطب لا شك أنها مهمة في إيصال المعلومات قال الله تعالى: ﴿ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ﴾ [إبراهيم:4].

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين, كتاب العلم, الصفحة ( 143 )

وقد كان رحمه الله يختبر طلابه في الدرس ويسألهم في الإعراب والنحو وهكذا شيخنا محمد صالح المنجد حفظه الله يفعل ذلك في درس التفسير فيمتحن الطلاب في النحو مما دفع كثيراً من الطلبة إلى تحسين مستواهم في اللغة خشية أن يُسأل أحدهم فيجهل الجواب ، فقلت لشيخنا عندما ذكر ذلك بأنني عند هذا هممت أن أحُضر معي إلى الدرس إعراب القرآن الكريم فقال لي مازحاً: هممت أن تحضر كتاباً لتغش منه وله حفظه الله شريط جميل بعنوان " لغتنا الجميلة هل نعود إليها " .

ولا أقصد بكلامي التهوين من شأن اللغات الأخرى وذم من يتعلمها بل إنها مهمة لنفع المسلمين ، ولكن هل نذهب لتعلم لغة الأقوام ونحن لم نتقن لغتنا بعد ؟!

وللتنبيه على فضلها وأهميتها وضرورة الاعتناء بها ودراستها وتدريسها والنطق بها على الوجه الصحيح لأنها لغة القرآن الكريم وأداة معبرة عن الدين ووعاء حفظ به تراث غزير وعلم سديد وماض مشرق نصبوا للرجوع إليه لأن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرا قويا بينا ويؤثر أيضا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق كما قال شيخ الإسلام رحمه الله

ورسالة إيقاظ لبر هذه الأم التي طال عقوقها

أيهجرنـي قومـي عفـا الله عنهـم *** إلى لغـة لـم تتصـل بـرواة؟

سرت لوثة الأعجام فيـها كما سرى *** لعـاب الأفاعي في مسيل فرات

فجـاءت كثوب ضـم سـبعين رقعة *** مشـكلة الألـوان مختلفــات

إلى معشـر الكتـاب والجمـع حافل *** بسطت رجائي بعد بسط شكاتي

فإمـا حيـاة تبعث الميـت في البلى *** وتنبـت في تلك الرموس رفاتي

وإمـا ممـات لا قيــامة بعــده *** ممـات لعمري لم يقس بممـات

أقول هذا سائلاً الله تعالى المغفرة ممتثلاً قول: الواعظ أبو معاذ الرازي رحمه الله الذي أبكاه وأبكى الناس:

وغير تقي يأمر الناس بالتُقى *** طبيب يداوي الناس وهو عليل

أســأل الله أن يردنا إليه رداً جميلاً وأن يزيدنا علماً وعملاً وأن يرزقنا الإخلاص فيه إنه قريب مجيب والله تعالى أعلم وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.










قديم 2010-05-08, 20:57   رقم المشاركة : 254
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

حرف في القرآن يعجز كل من حاول إعرابه
حرف الفاء ... في قوله تعالى :
(( أفـلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اللـه لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ))

وقوله تعالى :
(( أفـحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ))

وقوله تعالى :
(( ولهم فيها منافع ومشارب أفـلا يشكرون ))

وقد اختلف النحويون في إعراب هذا الحرف ، وهم في ذلك على ثلاثة آراء :

( 1 ) : منهم من أعربه حرف عطف .

( 2 ) : ومنهم من أعربه حرف استئناف .

( 3 ) : ومنهم من أعربه حرف زيادة بغير توكيد .


ولكن أوجه الاعراب الثلاثة مردودة على صاحبيها .. وذلك للأسباب الأتية ...



أسباب تفنيد الأقوال الثلاثة :-

( 1 ) : لا يكون حرف عطف ؛ لأن العطف يقتضي أمور ؛ هي :
أ / التشريك في الحكم الإعرابي .
ب / ووجود جملتين متكافئتين .
ج / وأن اللـه لم يرد منهم : ( الشكر ) ، و : ( التدبر ) ، و : ( التعقل ) ، و : ( التحسب ) بعد ذكر النص ، وإنما صيغة النصوص تشير إلى أنهم لم يشكرا ، ولم يتدبروا ، ولم يتعقلوا ، ولم يتحسبوا في الماضي وإن كانت صيغة الأفعال مضارعة .
فأين هذا ؟

( 2 ) : لا يكون حرف استئناف ؛ لأن الاستئناف يقتضي انتهاء معنى الجملة الأولى تماما ، ثم البدء بجملة جديدة ، والجملة الأولى في النصوص الكريمة كلها لم ينته معناها .

( 3 ) : لا يكون حرفا زائدا ؛ لأن النحويين اتفقوا على أنه لا يجوز أن تكون هناك زيادة في الكلام بلا أن يكون معها غرض التوكيد ، والمواضع التي وردت في القرآن الكريم كانت الزيادة لإفادة التوكيد ، وهنا لا موجب لعده حرفا زائدا لعدم حاجة الموضع إلى هذا ، فليس في ما قيل أي احتمالية للشك ها هنا .

فما هو اعراب هذا الحرف يا ترى ؟؟؟
اعراب حرف الفاء في الايات الكريمة السابقة :-

يعرب هذا الحرف على أنه حرف تزيين ، وهذا الإعراب بلاغي وليس نحويا ؛ لأن النحو ابن البلاغة ، ولذلك يقال في البلاغة النحو العالي .

هذا والله أعلم ...










قديم 2010-05-08, 20:58   رقم المشاركة : 255
معلومات العضو
moussaoui khaled
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

دلالة الفعل المضارع على الماضي في القرآ ن
نعلم أن الفعل المضارع يدل على حدث في الحاضر أو المستقبل, على سبيل المثال :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } الصف: 10-11

فالأفعال : أدلكم, تنجيكم, تؤمنون, تجاهدون, تعلمون – أفعال مضارعة.

لكن الفعل المضارع قد يأتي للدلالة على الماضي, وفي القرآن شواهد على ذلك في عدد من الموارد :

أولا : عند اقترانه بـ ( لو ) الشرطية :

كما في قوله تعالى :

{ وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ } الزخرف : 60

ومن الدلائل الشعرية قول كثير عزة :

رهبان مدين والذين عهدتهم
يبكون من حذر العقاب قعودا

لو يسمعون كما سمعت كلامها
خروا لعـزة ركّــَعا وسجــــودا.


ثانيا : إذا جاء مقترنا بـ ( إذ ) , كما في قوله تعالى :

{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة : 127

فالفعل ( يرفع ) فعل مضارع من ناحية اللفظ لا المعنى, حيث أن زمن البناء سابق نزول الآية.

{ وَاِذ يَمكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثبِتُوكَ اَو يَقتُلُوكَ اَو يُخرِجُوكَ وَيَمكُرُونَ وَيَمكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيرُ المَاكِرِينَ} -الأنفال : 30

ثالثا : إذا جاء الفعل المضارع مسبوقا بـ ( ربما ), كما في قوله تعالى :


{ رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَو كَانُوا مُسلِمِينَ} – الحجر : 2



رابعا : إذا جاء المضارع مسبوقا بـ ( لم ) أو ( لما ) كما في قوله تعالى :


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى . وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى } - الضحى : 6-7

{ أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ } - المرسلات : 16

لم حرف نفي وجزم وقلب, تختص بالدخول على الفعل المضارع فتنفيه وتجزمه وتقلب دلالته من الحاضر إلى الماضي.

{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} – آل عمران – 142

{ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ} – عبس : 23

{ أَءَنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } – ص : 8

للحرف ( لَّما ) استعمالات عدة, من بينها أن تأتي حرف نفي بمنزلة ( لم ), حيث تختص بالدخول على الفعل المضارع فتنفيه وتجزمه وتقلبه إلى المضي, وبين هذين الحرفين فروق سأشير إليها لاحقا.

خامسا :

إذا وقع حالا وعامله فعل ماض كما في الآية الشريفة :

{ وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُون } - يوسف : 16

سادسا : إذا جاء الفعل المضارع للتعبير عن حكاية حال في الماضي, كما في قوله تعالى :

{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ. } - البقرة : 49

الشاهد هي الأفعال : ( يذبحون ) و ( يستحيون ) و ( يسومون ).

{ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } - البقرة : 91

الشاهد : الفعل ( تقتلون ).










 

الكلمات الدلالية (Tags)
bone, forum, islamique


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 09:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc