ماذا يعني أن تكون صيدلانياً اكلينيكياً؟
جب أن نعترف تماماً أن من حولنا من أفراد الطاقم الصحي والإداريين لا يعرفون سوى القليل جدا عن الصيدلة. ولكن دعوني أحاول أن أفهم ماذا يجري في ذهن هذا الإداري؟
أليس الطبيب قادراً على مراجعة أدوية مرضاه وبدقة؟ ألا يقوم الطبيب بقراءة مستفيضة للنتائج المخبرية لهؤلاء المرضى؟ ألا يأخذ الطبيب بعين الاعتبار مخاوف المريض وخصوصيته ووضعه؟ أنا متأكد أن جميع زملائي سيجيبون بالإيجاب على جميع الأسئلة السابقة.
ببساطة نحن لا نقوم بأي شيء مختلف عما يقوم به الطبيب ظاهرياً. ورغم أننا نقوم بالأمور ذاتها إلا أننا نستخدام أدوات مختلفة. لدينا عدسة مختلفة لننظر من خلالها عند تقييمنا للمرضى، ولهذا وجب أن نعمل جميعا مع الأطباء وطاقم التمريض ضمن فريق واحد.
اسمحوا لي هنا أن أشرح ما أقول بصورة أوضح. فعندما يرى الطبيب المريض يتحول الى المراحل النهائية من فقدان الذاكرة أرى أنا كصيدلاني اكلينيكي زيادة غير مبررة في جرعة الفينوتئين أدت الى ظهور أعراضه السمية. وحين يلاحظ الطبيب جفافاً في عين مريضه، أرى تكرارا غير مبرراً للأدوية المضادة للكولينAnticholinergic Drugs. وحين يلاحظ الطبيب تفاقماً لقصور القلب عند مريضه، ألاحظ أن المريض قد بدأ مؤخرا باستعمال دواء السيليكوكسيب Celexoxib لمعالجة ألمه.
أما حين يرى الطبيب تفاقماً في أعراض النقرس عند مريضه، فأرى أن الطبيب قد وصف لمريضه مؤخراً الهيدروكلوروثيازيد Hydrochlothiazide لمعالجة ضغط الدم. وأرى مشكلة كبيرة عندما يوقف الطبيب دواء الريفامبين Rifampin بصورة مفاجأة لمريضه المصاب بالتهاب نقي العظام، أو أيقافه فجأة لمريض يتناول الوارفارين من دون مراقبة (INR).
إننا كصيادلة ننظر الى مرضانا من خلال عدسة خاصة بنا هي عدسة الصيدلاني. وهو منظور يتيح لنا التركيز على مشاكل مرضانا الناتجة عن استخدام أو ايقاف أو عدم استخدام الأدوية وما يتنج عن ذلك من آثار سلبية على المرضى.