|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2016-02-09, 20:32 | رقم المشاركة : 2461 | |||||
|
اقتباس:
الخطابة في العصر الجاهلي نشرت بواسطة: raouh في الشعر العربي 22 ديسمبر,2014 0 68 زيارة الخطابة في العصر الجاهلي الخطابة في العصر الجاهلي تعد الخطابة احد الفنون النثرية ,لوناً من الوان المحادثة،التي رافقت الإنسان واختصت بحضور الجماهير للتأثير بهم لا مجرد التعبير عما يجول في النفس محتويات ١ فن الخطابة ٢ شروط الخطبة ٣ انواع الخطبة ٤ الخطابة في العصر الجاهلي ٥ أشهر خطباء الجاهلية ٦ ازدهار الخطابة في الجاهلية ٧ مميزات الخطبة الجاهلية ٨ الملخص ٩ المراجع فن الخطابة يعتبر فن الخطابة أحد الفنون النثرية، اما وظيفته الرئيسية هو الإقناع، لكنه يختلف عن غيره بحضور المتلقي لكن لابد من توفر مواصفات في النص الذي يتم القاؤه وان يكون مؤدي النص له القدرة على تحقيق الإقناع والتأثير في الجمهور المتلقي. اهتم النقاد العرب بمواصفات الخطيب جهارة الصوت وجمال الهيئة وحُسن النبرة وسلامة جهازه الكلامي من العيوب وان يكون لديه نص يحتوي على المقدمة ولب الموضوع والخاتمة و مواصفات النص ووان يكون لديه القدرة على الالقاء بشكل جيد مع التقليل من التنحنح والسعال، ويجب عليه تجنب بعض الحركات كالعبث باللحية والحركات المشينة . شروط الخطبة يشترط في الخطبة سهولة اللغة مع مراعاة استخدام اللغة المناسبة ، بحيث يتحقق الإقناع وعدم استعمال ألفاظ خاصة في مخاطبة العامة ولا كلام الملوك مع السوقة، بل يجب ان يعطي الخطيب لكل قوم من القول بمقدارهم. يجب على الخطيب مراعاة قدرة المتلقين على مواصلة تلقي الخطبة ، ومن ثم يضع الإيجاز موضعه، والإطالة موضعها، يجب على الخطيب ان يراعي في النص المراد القائه طوله او قصره وذلك حسب استعداد المتلقين للتلقي، وعبروا عن ذلك بقولهم : لكل مقامٍ مقال . انواع الخطبة وتتنوع الخطابة بتنوع موضوعاتها: – فهناك الخطابة الدينية -الخطابة السياسية -الخطابة الاحتفالية -الخطابة القضائية الخطابة في العصر الجاهلي ان الخطابة في الجاهلية كانت مهمتها النصح والإرشاد، والتفاخر وكذلك المنافرة والدعوةالى حالة السلم ومحاولة حقن الدماء. وكانت الخطابة في العصر الجاهلي تعقد في الأسواق والمحافل والوفود على الملوك والأمراء معظم الخطابة التي وصلت الينا من العصر الجاهلي يغلب عليها السجع أشهر خطباء الجاهلية هناك العديد من الخطباء في العصر الجاهلي ومن اشهرهم : – قس بن ساعدة فهو أول من قال في خطبته: (أما بعد) وتسمى (فصل الخطاب) – سهيل بن عمرو الذي اسلم وحسن اسلامه – لبيد بن ربيعة -هَرم بن قُطْبة الفَزاري ازدهار الخطابة في الجاهلية 1) طبيعة الصحراء و الحياة الفروسية 2) وجود التعصب للقبيلة العربية والافتخار بالقوم والنفس 3) قلة انتشار الكتابة، الأمر الذي دفع هذا النوع من الفن الذي يتميز بالتعبير الشفوي الى الازدهار 4) وجود الأسواق في الجاهلية التي كانت تتجمع العرب لابراز مواهبهم من خطابة وغيرها. مميزات الخطبة الجاهلية -تمتاز بوجود العبارات القصيرة – البدء بالموضوع بشكل مباشر – بين الفطرة والصنعة. – التعميم والإطلاق. – عدم التسلسل بالفكار. – التنوع بالموضوعات. – التكرار. – يمتاز بفصاحة الألفاظ وخشونتها. – وجود الأمثال والحكم في الخطبة -استخدام السجع الملخص تعد الخطابة من الفنون النثرية وظيفتها الرئيسية هو الإقناع وانتشرت في العصر الجاهلي بسبب قلة انتشار الكتابة الذي دفع هذا النوع من الفن الذي يتميز بالتعبير الشفوي الى الازدهار https://www.lalaimane.com/%D8%A7%D9%8...%84%D9%8A.html
|
|||||
2016-02-09, 20:33 | رقم المشاركة : 2462 | ||||
|
اقتباس:
المقدمة : لادب الجاهلي: هو أدب الفترة التي سبقت ظهور الاسلام بنحو قرن ونصف قرن، وليس معني ذلك أن تلك الفترة هي كل العصر الجاهلي، فالواقع أن العصر الجاهلي أطول من ذلك كثيرا،لكن الأدب الذي وصل إلينا عاش أصحابه قبل الإسلام بقرن ونصف قرن فقط،وضاع أدب السابقين عليهم؛لأن العصر الجاهلي لم يكن عصر تدوين،فقد كان الاعتماد علي الحفظ والرواية جيلا بعد جيل. ويشمل الادب في العصر الجاهلي فنّي القول: فن الشعر،وفن النثر. أما الشعر: فهو الكلام الموزون المقفي،وهو الأسلوب الذي يصور به الشاعر عواطفه وإحساسه معتمدا علي موسيقي الكلمات ووزنها،وعلي عنصري الخيال والعاطفة. أما النثر: فيقوم علي التفكير والمنطق ولا يعتمد علي وزن أو قافية، ولذلك يمكننا أن نقول : ((ان الشعر مظهر الوجدان والنثر مظهر العقل والثقافة)) ولذلك الشعر أسبق من (النثر الفني) لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة،اما النثر الفني فيقوم علي التفكير والمنطق، والخيال أسبق في الوجود من التفكير والمنطق. الخطابة العصر الجاهلي: هي تلك الفترة التي سبقت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم واستمرت قرابة قرن ونصف سمي بذلك لما شاع فيه من الجهل وليس المقصود بالجهل الذي هو ضد العلم بل هو الجهل الذي ضد الحلم . مصطلح الأدب: قبل أن نتعرف على كلمة (النثر) أو النثر الفني ودلالاتها، نعرج على كلمة (الأدب) التي تعني في تداولنا اليومي لها فن الشعر وفن النثر بأوسع المعاني. وهذه المدلولات لم تكن معروفة على هذا النحو عند عرب الجاهلية ولا في صدر الإسلام. أصل كلمة أدب في اللغة الدعاء، ومنه الدعاء إلى وليمة: يقال أدب القوم يأدبهم أدبا إذا دعاهم إلى طعام يتخذه، إذن لفظ "الأدب والمأدبة" في عرف الجاهليين واحد، يفيد الدعوة عامة، وإلى إلى الطعام خاصة، والداعي إليها يدعى "الآدب". وقد تطور معنى الكلمة بتطور حياة العرب، وانتقالها من دور البداوة إلى المدنية والحضارة، وفي العصر الإسلامي تأكد هذا السلوك النفسي الحسن لمدلول (الأدب) وتوسعت دلالاته؛ فأصبحت تعنى الكلمة فيما تعني: الترويض والتهذيب، بتقويم الأخلاق، والكرم والتسامح ومحبة الفضيلة وحسن التناول، وبهذا المعنى كان في بداية الإسلام، فقد ورد لفظ الحديث الشريف، (أدبني ربي فأحسن تأديبي). قبل أن ينحصر بعد ذلك في الدلالة على طبقة المعلمين والمؤدبين للصبيان، أي رجال التربية والتعليم أواخر العصر الأموي وبداية العصر العباسي، والذين أطلق على مهنتهم تلك مصطلح (حرفة الأدب). ومع الوقت، وباتساع الدراسات، ضيق مدلول الكلمة فاقتصرت على ما أجيد من الكتابة والكلام، سواء أكان ذلك المنظوم أم المنثور. ولعل الجاحظ المتوفى سنة 55 ه أول من رسم المعنى الصحيح الذي نتداوله اليوم من كلمة الأدب من خلال اشتغاله بالبيان العربي وفصاحة القول من جهة. مصطلح النثر أو "النثر الفني" العربي: النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني " وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفق الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية. ويشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا.لم يؤمن عليه ولم ينتفع به. من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدور والمجوهرات وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وانعدام الوزن في الكلام المنثور يجعه عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في هذا العصر الجاهلي والإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختص كل من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به. ويعتقد ابن رشيق محقا: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصا. وجاء هذا ردا كافيا علي الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن. وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر بروكلمان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم". أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي الغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية. ما أسباب قلة النثر الجاهلي؟ إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر وذلك للأسباب الآتية: سهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي. الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها. قلة أو انعدام التدوين، والاعتماد على الحفظ والرواية. أنواع النثر الفني العربي قبل الإسلام: بالرغم من عدم وجود أي سجل أو كتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا وهذا ربما سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فان الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة بعض الأنواع منها: الخطابة، القصص، الأمثال، الحكم، الوصايا، النثر المسجوع تعريف الخطاب الخطابة كلام جيد المعاني متين الأسلوب مؤثر في من يستمع إليه، يخاطب به جمهور من الناس، بهدف استمالته إلى رأي معين، أو إقناعه بفكرة، أو إرشاده إلى طريق يسير فيه، أو منعه من الانحراف في ضلالة. والخطبة شائعة بين الناس في العصر الجاهلي؛ لأنهم يحتاجون إليها في حياتهم العامة وأكثر ما تقال في أماكن اجتماعاتهم مثل الأسواق أو اجتماعهم في الحرب. لا يتصدى للخطاب إلا من ملك زمام الفصاحة وكان ثابت الجنان، حاضر البديهة، ويمدح بجهارة الصوت. تقسيم الخطابة :- مؤرخو الادب العربي يقسمون الخطابة الى ثلاثة اقسام: الخطب السياسية :فتتناول الخطب السياسية الموضوعات التي تتعلق بتنظيم الجماعةواقامة الحكم فيها. الخطب القضائية: وهي الخطب التي تلقي في دورالمحاكم,وازدهرت كسائر أنواع الخطب في اليونان حيث كان الخطباء يدافعون عن ما لهم وأرزاقهم امام القضاء. الخطب الدينية : وهي الخطب التي تلقي في المساجدوالكنائس,متعمدةالتاثير علي السامعين,وحضهم علي الفضيلةوترك متاع الدنيا.(فن الخطابةوتطوره عند العرب:23,24,25) الخطباء من خطباء الجاهلية: هاشم بن عبد مناف، وابنه عبد المطلب، وزهير ابن جناب، وقيس بن خارجة بن سنان، وأكثم بن صيفى، وقس بن ساعدة، وهانيء بن مسعود الشيباني، وحاجب بن زرارة، والحارث بن عبّاد البكرى وممن اشتهروا بالخطابة العلمية الجامعة في هذه القبائل ولقوا الشيوع والذيوع في هذا الميدان عامربن الظراب في عدوان و ربيعةبن حذار في أسد . وهاني بن قبيصة في شيبان. وزهيربن جناب في كلب .وابن عمارفي طئي وأكثم بن صيفي وقس بن ساعدة من إياد وهو الذي قال فيه الني صلي الله عليه وسلم " رأيته بسوق عكاظ علي جمل أحمر وهو يقول : أيها الناس اجتمعوا واسمعوا وعوا، من عاش مات ، ومن مات فات، وكل ماهو آت آت(البيان والتبين 308/1 ) تطور الخطابة في العصر الجاهلي إن قلمي عاجز عن تعبير تطور الخطابة في العصر الجاهلي بعين تطورها حق التعبير ,لأن النصوص التاريخية ما وجدت مكتوبة تدل دلالة على تاريخها حينما بدأت , ونشأتها كما نشأت ,وتطورها كما تطورت ولكن تاريخ الأدب العربي يدل دلالة على أن للعرب مساهمة كبير ة في الخطابة ,ودورا بارزا في ازدهارها وتطورها ,وكل شيء كان عندهم ,يؤهلهم لهذا الازدهار ,وأنهم استخدموا الخطابة في ميادين مختلفة لأغراض متنوعة كالمنافرات والمفاخرات بالأحساب والانساب والمآثر والمناقب والمنازعات والخصومات بينهم والدعوة الى الحرب والصلح, والمجالس والأسواق وساحات الأمراء و وفادتهم عليهم لإظهار براعتهم وتفننهم في المقال وحوك الكلام, واسعفتهم في ذلك ملكاتهم البيانية وما فطروا عليه من خلابة ولسن وبيان وفصاحة حضور بديهة. فيكتب الأديب الأريب الجاحظ عن الخطابة في العرب بكلمه السيال "وكل شيء للعرب فإنما هو بديهة وارتجال ,وكأنه الهام، وليست هناك معاناة و لا مكابدة ولا اجالة فكرولا استعانة, وانما هو أن يصرف وهمه الى الكلام.......عند المقارعة او المناقلة او عند صراع أو هو في حرب ,فما هو الا أن يصرف وهمه الى جملة المذهب والى العمود الذي اليه يقصد ,فتاتيه المعاني ارسالا وتنثال عليه الالفاظ انثيالا..وكان الكلام الجيد عندهم أظهر وأكثر ,الآن سأحاول تلخيص أهم اسباب هذا الإزدهار في نقاط (تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف ص:412/1) ان الصفات التي تميز عرب الجاهلية أنهم كانوا يحبون البيان والطلاقة والتحبير والبلاغة ، ودفعهم ذلك إلى الاحتفال بخطابتهم احتفالا شديدا لا من حيث العقل وتجديد الألفظ فحسب بل أيضا من حيث مخارج الكلم ، ولعلهم من أجل ذلك كانوا يتزيدون في جهارة الأصوات كما كانوا ينتحلون سعة الأشداق وهدل الشفاه حتى أن فريقا منهم كانوا يتحللون كلامهم بألسنتهم تخلل البقرة الكلأ بلسانها ، ومن لم يصغ ذلك عهد إلى ضروب من التقعير والتمطيط والجهورة والتفخيم . وليس بين أيدينا نصوص وثيقة نستطيع بما أن نحكم أحكاما دقيقة على خطاباتهم وضاعتهم فيها ، وحقا نجد بعض خطب مبثوثة في الطبري والأغاني والأمالي والعقد الفريد ، ولكن هذه الخطب جميعا ينبغي أن تتلقاصا بشيء من الاحتراس ، وخاصة ما رواه الكتاب الأخير من خطب طويلة لهم في وفودهم على كسرى وغير كسرى ، فإن الانتحال ظاهر فيها ، أما الخطب الأحرى فأكبر الظن أن الرواة جمعوا بعض شظايا وقطع للقوم ، وزادوا عليها من خيالهم ومن ثم لا يصح الاستدلال بهذه الخطب جميعا على أنها تمثل الخطابة الاهلية تمثيلا صحيحا ، وهذا الجاحظ على كثرة ما روى في بيانه من خطب لم يستطيع الاستهاد للجاهليين الا بجمل وصيغ متفرقة لا تكون خطبة كاملة . ومهما يكن فنحن نومن بأن أكثر ما يروى من الخطابة الجاهلية لا يصح الاطمئنان إليه من الوجهة التاريخية لطول المسافة بين روايته وكتابته ، وإن كان ذلك لا يضعن من تسجيل بعض الظواهر والخصائص لتلك الخطابة ، فإن من يرجع إلى ما روى منها في كتب الأدب والتاريخ يلاحظ أن أغلب ما روى من خطب القوم روى مسجوما . شواهد حية للخطابة في العصر الجاهلي : نبذة عن حياة أشهر خطبائها : - قيس بن ساعدة : ( توفي نحو سنة 600 م ) : هو اسقف نجران وخطيب العرب وحكيمها وقاضيها في عصره كثير ما كان يوافي سوق عكاظ ويخطب في الملا ترغيبا لهم ن الوثنية وتخويفا من غضب الله ونقمته ، وقد مال عن الدنيا وزخرفها ، وعاش على العكاف يعظ الناس ويعبد الله توفي نحو سنة 600 م بعد عمر طويل . * أسلوبه : بعيد عن الضعة ، كثير السمع قصير الفواصل يعمه فيه قيس إلى ضرب الأمثال وإرسال الأحكام . ب – أكثم بن صيفي ( توفي سنة 630 م / 9 هـ) هو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي أشهر حكماء العرب في الجاهلية وأشهر خطبائهم وحكامهم ، كان رجل بر ونزاهة فرغب العرب في التقاضي إليه ، ولم يردوا له حكما وقد اشتهر بحكمته حتى ضرب بها المثل ، ومما يروى أن النعمان بن المنذ سمع من كسرى أنوشروان ملك الفرس كلاما في العرب أمضه ، فأحب أن يري ذكاءهم وفضلهم ، فأرسل إليه رهطا من وجوههم وحكمائهم ، وفيهم أكثم بن صيفي فألقى أكثم خطبة مشهورة كلها حكم بارعة وأمثال رائعة منها : (( إن أفضل الأشياء أعاليها ، وأعلى الرجال ملوكهم ، وأفضل الملوك أعمها نفعا .... إصلاح الفساد الرعية خير من اصلاح فساد الراعي ... شر البلاد بلاد لا أمير بها ، شر الملوك من خانه البريء .....)) . ولما حضرت أكثم بن يغي الوفاة جمع أبناءها وقال من وصيه (( يا بني الدهر قد أن بني وقد بني وقد أحببت أن أؤديكم ، وأزودكم أمرا يكون لكم بعدي معقلا ، يا بني تباروا فإن البر ينسىء في الأجل وينهى العدد ، وكفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه ..)) . أما أسلوب أكثم بن صيغي فهو الأسلوب الذي يتخذ العقل وسيلة للتأثير فيتجنب المغالاة ، ويعمد إلى الحكم الرفيعة فيصرغها في قالب موجز ، ويرسلها في إتئاد ورصانة على غير وحدة تأليفية . بالإضافة إلى خطباء آخرون منهم : عمرو بن معدي كرب الزبيدي ، عمرو بن كلثوم التغلبي ، وعمرو بن الأهتم المنقري . نموذج من الخطب الجاهلية : - خطب قيس بن ساعدة الإيادي : خطب قيس بن ساعدة التي ألقاها في سوق عكاظ وتداولتها الرواة قوله (( أيها الناس اسمعوا وعوا واذا وعيتم فالتقموا ، إنه من عاش ومن مات فات وكل ما هو آت ﺠ- أسباب ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي: ازدهرت الخطبة لاكتمال عوامل ازدهارها وهي:- 1- حرية القول. 2- دواعي الخطابة كالحرب والصلح والمغامرات. 3- الفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء هناك استعرض تلك الوسائل التي لعبت دورا هاما في تطور الخطابة وازدهارها في العصر الجاهلي بالإيجاز والاختصار ,لا بالإطناب والتطويل أجزاء الخطبة - للخطبة أجزاء ثلاثة هي (المقدم – والموضوع – والخاتمة). أهداف الخطبة: الإفهام والإقناع والإمتاع والإستمالة. ميزة الخطابة :-ان الخطابة متصفة بالخصائص والمزايا والأساليب التي تميزها عن مثيلاتها واخواتها كل تمييز, وهذه المزايا والاساليب تتلألأ كالنجوم المتلألئة في الليلة المقمرة في الكلام الخطباء بصورة قوة المعاني والألفاظ وقوة الحجة والبرهان وقوة العقل الخطيب وقوة عارضته وسطوع حجته ونبرات صوته وحسن القائه ومحكم اشارته. خصائص أسلوب الخطبة: 1- وضوح الفكرة. 2- جودة العبارة وسلامة ألفاظها. 3- الإكثار من السجع غير المتكلف. 4- التنوع في الاسلوب بين الخبري والانشائي. 5- قلة الصور البيانية. أهمية الخطابة: من المعلوم لدي الجميع أن للخطابة أهمية سامية ومكانة مرموقة في الحياة الانسانية,وهي وسيلة هامة من وسائل دعوة الناس من الظلمات الى النور,ومن الشر الى الخير,وعبادةالناس الى عبادةالله الواحدالقهار,كما هي جنة قوية لتجنيب الدول من الاحتلال الى الاستقلال,ومن الثورة الى الأمن و السكون,ومن تفريق كلمة المجتمع الانساني وتشريدهم الى توحيد كلمتهم ووئائهم,وأن الخطابة لها دور هام في تحريض الناس على الحرب وسفك الدماء وقتل النساء,كما لها قدح معلى في الصلح والسلم بين الدول والامراء. الأسواق: الأسواق جمع سوق, والسوق يطلق على مكان يجتمع فيه أهل البلاد والقرى في أوقات معينة يتبايعون ويتداولون ويتقايضون. ومن هذه الأسواق ما ينعقد كل يوم, وبعضها ينعقد كل أسبوع, وبعضها لا ينعقد الامرة في الشهر أو السنة, وبعضها ينعقد مرة في بضع سنين. وهذه الأسواق تأخذ مكانها في المدن المختلفة نحو دومة الجندل في أعالي نجد أول يوم من شهر ربيع الأول وحضرموت وصنعاء وعكاظ وصحار والشحر والمجنة وحباشة والمشقر و غيرها .من هذه الأسواق سوق عكاظ الذي لقي الشيوع والذيوع أكثر من الأسواق الأخرى, وكان كل شريف انما يحضر سوق بلدة الا سوق عكاظ , فانهم يتوافدون اليها من كل فج عميق. فالعرب كانوا يقيمون في هذه الأسواق مجالس ومحافل للبحث في كل موضوع كالمناشدة والمفاخرة جنبا لجنب البيع والشراء, فينشد الشعراء ويخطب الخطباء ,ومن كان شعره وخطبته الأفضل, تعطى له الجوائز الثمينة. فلهذه الأسواق الفضل العظيم والأثر البالغ في تطور الخطابة.. المجالس الأندية: كان للعرب مجالس ومحافل يجتمعون فيهالمناشدةالاشعارومبادلةالاخباروالبحث في بعض شئونهم العامة,منها نادي قريش ودارالندوة بجوار الكعبةالشريفةولكل بيت فناء,فالعرب يجتمعون في هذه المجالس ويناشدون ويخاطبون فيها و يفاخرون فيها.فلهذه المجالس الاندية القدح المعلى في ازدهارالخطابة في العصر الجاهلي. الخاتمة : الخطابة: هي من أقدم فنون النثر،لأنها تعتمد علي المشافهة فن مخاطبة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع،وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة بكلام بليغ وجيز وهي قطعة من النثر الرفيع، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة لها. وهي من أقدم فنون النثر، لأنها تعتمد علي المشافهة، لأنها فن مخاطبة الجمهور بأسلوب يعتمد علي الاستمالة وعلي اثارة عواطف السامعين، وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة، أما الإقناع فيقوم علي مخاطبة العقل، وذلك يقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة وتقديم الأدلة والبراهين التي تقنع السامعين. المراجع : 1- المكتبة الشاملة رواة الشعر الجاهلي وعصر التدوين. 2- مقدمة الشعر الجاهلي - المكتبة الشاملة رواة الشعر الجاهلي وعصر التدوين 3- الشاملة موضوعات وأغراض الشعر الجاهلي. 4- الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي المكتبة الشاملة. 5- طبقات فحول الشعراء لابن سلام "طبع دار المعارف" ص 23 وما بعدها. 6- ديوان امرئ القيس "طبع دار المعارف" ص 124. 7- انظر أخباره في الأغاني: "طبعة دار الكتب" 5/ 34. 8- الشعر والشعراء: 1/ 256 وخزانة الأدب للبغدادي: 1/ 302. 14 mentions J’aime7 commentaires https://fr-ca.********.com/3lomcom/p...99158793523264 |
||||
2016-02-09, 20:34 | رقم المشاركة : 2463 | ||||
|
اقتباس:
تدوين الآداب وصل إلينا الشعر الجاهلي عن طريق الرواة الذين حفظوا الشعر من الشعراء، فيحفظها الراوي ويذيعها على الناس وهكذا إلى أن جاء عصر التدوين، حيث ظهرت جماعة سموا (الرواة) ومن أشهرهم : حمّاد بن سَلَمة، خلف الأحمر، أبو عمرو بن العلاء، الأصمعي، المفضّل الضبّي، وعُرِف عن (حمّاد وخلف) الكذب فاشتهرا بالانتحال حيث أصبح الشعر تجارة بالنسبة لهما، ومن أشهر الكتب التي جُمِع فيها الشعر الجاهلي : (الأصمعيّات) للأصمعي، و(المفضلـيّات) للمفضّل الضبّي، و(طبقات فحول الشعراء) لمحمد بن سلاّم الـجُمَحي اقسام الادب الجاهلي ينقسم الادب في العصر الجاهلي إلى نوعين رئيسيين هما الشعر والنثر.1. الشعر :- هو الكلام الموزون المقفي ((تعريف قديم)). وهو الأسلوب الذي يصور بها الشاعر احاسسيسه وعواطفه معتمداً علي موسيقا الكلمات ووزنها والخيال والعاطفة.2. النثر :- هو الأسلوب الذي يصور به الأديب أفكاره ومعانيه غير معتمد علي وزن أو قافية ويميل الي التقرير والمباشرة. [عدل] الشعر الجاهلي يعتبر الشعر في العصر الجاهلي اسبق واكثر انتشارا من النثر لأن الشعر يقوم علي الخيال والعاطفة أما النثر فيقوم علي التفكير والمنطق. والخيال أسبق وجوداً من التفكير والمنطق. انتشار الأمية بين العرب وقدرتهم العالية على الحفظ. ولايمكن معرفة بداية الشعر العربي بدقة ; لأن لم يكن العصر الجاهلي عصر تدوين منظم فلا نعرف شعراً عربياً – حسب جهودنا – إلا قبل الإسلام بقرن ونصف ولكن الشعر الذي وصلنا كان شعراً جيداً مما يدل انه كان هناك محاولات سابقة. كان للشعر منزلة عظيمة، وكان دور الشعر بارز في نشر أمجاد القبائل والإشادة بأحسابها، ويسجل للأجيال مفاخرها. [عدل] اغراض الشعر الجاهليالفخر والحماسة:وكانت موضوعات غرض الفخر والحماسة هي الفخر بالشجاعة والكرم والصدق والعفاف. الهجاء:وكان ظهور غرض الهجاء في الشعر الجاهلي بسبب الحروب والمنازعات والعصبيات القبلية. واهم مميزاته أنه كان هجاءاً عفيفاً مهذّباً خالياً من السبّ والشتم.الغزل:وهو الشعر الخاص بالمرأة المحبوبة ويرجع سبب ظهور غرض الغزل في الشعر الجاهلي إلى الأتي: 1- حياة الصحراء وما بها من حياة الترحال التي تفرّق المحبين. 2- أن المرأة كانت عفيفة مما زاد ولوع الرّجال بأخلاقها. 3- أن البيئة الصحراوية لم يكن فيها ما هو أجمل من المرأة. وقد تميز هذا الغرض الغزل بأنه كان عفيفاً رفيع المستوى يصوّر حياء وعفاف المرأة.الوصف: وأبرز خصائص الوصف الجاهليه هي: 1- الطّابع الحسي 2- دقّة الملاحظة 3- صدق النظرة. المدح: كان المدح مقصوراً على الشعراء الذين دخلوا وارتادوا قصور الملوك. وقد امتاز غرض المدح بالصّدق، إضافةً إلى خلوّه من المبالغة الممقوتة.الرّثاء: وقد ظهر هذا الغرض بسبب كثرة الحروب التي كانت تؤدي إلى قتل الأبطال، ومن ثَمَّ يُرثَون. ومن أبرز مميزات غرض الرّثاء: 1- صدق العاطفة 2- رقة الإحساس والبعد عن التهويل والكذب 3- ويتحلّى بالصبر والجَلَد. وقد برعت النساء في شعر الرثاء.وعلى رأسهن الخنساء ،والتي أشتهرت بمراثيها لأخيها صخر.الاعتذار ومؤسّسه النابغة الذبياني وسبب خوضه في هذا الفن ما أثارته ظروف الشاعر.الحكمة تأتي الحِكَم في بعض أبيات النص، وتمتزج بالإحساس والعاطفة المؤثرة. [عدل] خصائص الشعر الجاهلي أ- خصائص الألفاظ: 1- تميل إلى الخشونة والفخامة. 2- خالية من الأخطاء، والألفاظ الأعجميّة لأنـّهم لم يختلطوا بغيرهم. 3- تخلو من الزخارف والتكلّف والمحسّنات المصنوعة. 4- تميل إلى الإيجاز. ب- خصائص المعنى: 1- تخلو من المبالغة الممقوتة. 2- بعيدة عن التعقيد. 3- غالباً تقوم على وحدة البيت لا وحدة القصيدة. 4- منتزعة من البيئة البدوية. 5- الاستطراد. ج- خصائص الخيال: 1- واسع يدلّ على دقّـة الملاحظة. 2- صور الشعر الجاهلي تمثّل البيئة البدوية. 3- صور الشعر الجاهلي ليست متكلّفة. 4- الصّور الجاهلية تعتمد على الطابع الحسّي. [عدل] المعلقات وهي قصائد ممتازة من أجود الشعر الجاهلي، وسمّيت بالمعلقات: 1- تشبيهاً لها بعقود الدرّ التي تُعلّق على نحور النساء الحسان. 2- وقيل لأنها كُتِبَت بماء الذّهب وعُلِّقَتْ على أستار الكعبة. 3- وقيل لأنها سريعة التعلّق في أذهان الناس فحفظوها، وهذا الرأي هو الأصح. والناظر في المصادر العربية تهوله تلك الكثرة من الأشعار والشعراء خاصة إذا ضم إليها ماجاء في كتب التاريخ والسير والمغازي والبلدان واللغة والنحو والتفسير إذ تزخر كلها بكثير من أشعار الجاهليين بما يوحي أن الشعر كان غذاء حياتها، وان هذه الأمة قد وهبت من الشاعرية الفذة ما يجعل المرء يتوهم أن كل فرد من رجالها ونسائها وعلمائها كان يقول الشعر وتدل هذه الكثرة من الشعر والشعراء على أن الشاعرية كانت فطرة فيهم ثم ساندت هذه الفطرة الشاعرة عوامل أخرى منها تلك الطبيعة التي عاش العربي الأول كل دقائقها من جبال وممهاد ووديان وسماء ونجوم وأمطار وسيول وكائنات. لقد كانت الطبيعة كتاباً مفتوحا أمام بصر الشاعر العربي وبصيرته ومن هنا استلهمها في أشعاره ويضاف إلى لطبيعة تلك الحروب التي ألهبت مشاعره بحماسة موارة. ثم حياة الإنسان العربي في بساطتها وفضائلها. وفي معاناته وصراعاته ضد الجدب والخوف معاً ومن ثم جاء هذا الشعر ممثلاُ لحياة الجزيرة العربية في بيئاتها وأحوالها المختلفة، ولحياة الإنسان العربي في أخلاقه وطباعه وعاداته وعقائده وبطولاته وأفكاره. كانت للشاعر العربي في قبيلته منزلة رفيعة. كما كانت رموز القبيلة العربية الأساسية ثلاثة: القائد والفارس والشاعر وكان الشاعر في القبيلة لسانها الناطق والمدافع معاً بل كان بيت الشعر أحياناً يرفع من شأن قببيلة، كما يحكى عن بني أنف الناقة الذين كانوا يعيرون بلقبهم، حتى كان الرجل منهم يحتال على إخفاء لقبه، فما إن قال فيهم الحطيئة بيته الشهير :قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا حتى صاروا يباهون بلقبهم ونسبهم [عدل] النثر الجاهلي النثر أحد قسمي القول، فالكلام الأدبي كله إما أن يصاغ في قالب الشعر المنظوم وإما في قالب القول المنثور. ولابن رشيق المسيلي القيرواني " وكلام العرب نوعان: منظوم ومنثور، ولكل منهما ثلاث طبقات: جيدة، ومتوسطة، ورديئة، فإذا اتفق الطبقتان في القدر، وتساوتا في القيمة، لم يكن لإحداهما فضل على الأخرى، وإن كان الحكم للشعر ظاهرا في التسمية. ويشرح ابن رشيق أن أصل التسمية في المنظوم وهي من نظم الدر في العقد وغيره، إما للزينة أو حفظا له من التشتت والضياع، أما إذا كان الدر منثورا.لم يؤمن عليه ولم ينتفع به. من هنا حصلت عملية تشبيه الكلام الأدبي بالدور والمجوهرات وتوهم الناس أن كل منظوم أحسن من كل منثور من جنسه في معترف العادة. وذلك بالنظر إلى سهولة حفظ الكلام المنظوم واستظهاره بسبب الوزن، وانعدام الوزن في الكلام المنثور يجعله عرضة للنسيان والضياع، وذلك في وقت كان الناس فيه يتداولون النصوص الأدبية مشافهة دون الكتابة في هذا العصر الجاهلي والإسلامي الأول، وقد زال هذا التفاضل في عصور التدوين وكتابة النصوص كما في زماننا الحاضر، بحيث اختص كل من النثر والشعر بمجالات في القول تجعله أليق به. ويعتقد ابن رشيق محقا: إن ما تكلمت به العرب من جيد المنثور أكثر مما تكلمت به من جيد الموزون، وهو يقصد بذلك تلك الحقبة الزمنية قبل الإسلام وبدايات العهد الإسلامي تخصيصا. وجاء هذا ردا كافيا علي الذين ينفون وجود نثر فني عربي جيد قبل الإسلام، وإنما كان ضياع ذلك النثر الجاهلي أو اختلاطه بسبب طبيعته الفنية الخالية من الوزن. وهو لم يعن بذلك إلا النثر الفني أي الأدبي الذي يتوفر - كما ذكر بروكلمان – "على قوة التأثير بالكلام المتخير الحسن الصياغة والتأليف في أفكار الناس وعزائمهم". أما النثر الاعتيادي الذي يستعمل بين الأفراد في التداول اليومي الغرض الاتصال وقضاء الحاجات والثرثرة مما ليس فيه متانة السبك والتجويد البلاغي ولا قوة التأثير فلا يعتد به، وليس له قيمة اعتبارية في الدراسة الأدبية. إن ما روي من النثر الجاهلي قليل بالنسبة لما روي من الشعر وذلك للأسباب الاتية: 1- سهولة حفظ الشعر لما فيه من إيقاع موسيقي. 2- الاهتمام بنبوغ شاعر في القبيلة يدافع عنها ويفخر بها. 3- قلة أو انعدام التدوين، والاعتماد على الحفظ والرواية. [عدل] أنواع النثر الفني العربي في العصر الجاهلي بالرغم من عدم وجود أي سجل أو كتاب مدون يحتوي على نصوص النثر الجاهلي يعود تاريخه إلى تلك الفترة من الزمن الغابر، إذ كان الناس يحفظونها ويتناقلونها عن طريق الرواية الشفاهية، مثل الشعر، وهذا ربما سبب قلتها، وكذا موقف الإسلام من بعضها، وبالرغم من ذلك فان الدارسين المحققين لهذا التراث الأدبي العربي ذكروا من أنواع النثر الأدبي في تلك الفترة خاصة بعض الأنواع منها: الخطابة، القصص، الأمثال، الحكم، الوصايا، النثر المسجوع. [عدل] الخطابة هي فن مخاطبة الجماهير، بغية الإقناع والإمتاع، بكلام بليغ وجيز. فهي قطعة من النثر الرفيع، قد تطول أو تقصر حسب الحاجة لها. وهي من أقدم فنون النثر، لأنها تعتمد علي المشافهة، لأنها فن مخاطبة الجمهور بأسلوب يعتمد علي الاستمالة وعلي اثارة عواطف السامعين، وجذب انتباههم وتحريك مشاعرهم، وذلك يقتضي من الخطيب تنوع الأسلوب، وجودة الإلقاء وتحسين الصوت ونطق الإشارة. أما الإقناع فيقوم علي مخاطبة العقل، وذلك يقتضي من الخطيب ضرب الأمثلة وتقديم الأدلة والبراهين التي تقنع السامعين. أقسام أو أجزاء الخطبة: للخطبة أجزاء ثلاثة هي (المقدمة – والموضوع – والخاتمة). أهداف الخطبة: الإفهام والإقناع والإمتاع والاستمالة. وللخطابة مميزات تمتاز بها عن غيرها من الفنون، لذلك لا نستغرب أن يتحدث الجاحظ عن وجودها، ومنها: لها تقاليد فنية، وبنيوية، وسمات. لها زي معين وهيأة تمثيلية للخطيب، وأصول في المعاملة. كما أنها تستدعي احتشاد الناس من وجهاء القوم. لها أماكن إلقاء هي نفسها أماكن التجمعات الكبرى (مضارب الخيام، ساحات النزول، مجالس المسر، الأسواق). خصائص أسلوب الخطبة: قصر الجمل والفقرات. جودة العبارة والمعاني. شدة الإقناع والتأثير. السهولة ووضوح الفكرة. جمال التعبير وسلامة الألفظ. التنويع في الأسلوب ما بين الإنشائي والخبري. قلة الصور البيانية. الإكثار من السجع غير المكلف. أسباب ازدهار الخطبة في العصر الجاهلي: ازدهرت الخطبة لاكتمال عوامل ازدهارها ورقيها وهي: 1 - حرية القول. 2 - دواعي الخطابة كالحرب والصلح والمغامرات. 3 - الفصاحة فكل العرب كانوا فصحاء. أنواع الخطابة: تختلف باختلاف الموضوع والمضمون، منها: الدينيـة: التي تعمد إلى الوعظ والإرشاد والتذكير والتفكير. السياسية: التي تستعمل لخدمة أغراض الدولة أو القبيلة. الاجتماعية: التي تعالج قضايا المجتمع الداخلية، والعالقة منها من أمور الناس، كالزواج…. الحربية: التي تستعمل بغية إثارة الحماسة وتأجيج النفوس، وشد العزائم. قضائية: التي تقتضي الفصل والحكم بين أمور الناس، يستعملها عادة الحاكم أو القاضي. ولقد اجتمعت هذه الخصائص في خطبة ل (قس من ساعدة الايادي) والجدير بالذكر أنه أول من قال في خطبته: (أما بعد) وتسمي (فصل الخطاب)، لأنها تفصل المقدمة عن الموضوع. وقد اقترن موضوع الخطابة بالزعامة، أو الرئاسة للقبيلة أو القوم، كما اقترن من جهة أخرى بلفظ الحسام، فلا مجال لبروز الحسام قبل بروز الكلام، ولا مطمع لسيادة القوم إلا بعد إتقان فن القول، كما أن الخطابة قديمة الحضارات، وقدم حياة الجماعات، فقد عرفت عند المصريين، الرومان، اليونان ق05 قبل الميلاد [عدل] القصص الذي كانت تهفو إليه النفوس وتسمو إليه الأعين عند عرب الجاهلية كما عبر عن ذلك بروكلمان، فكان القاص أو الحاكي، يتخذ مجلسه بالليل أو في الاماسي عند مضارب الخيام لقبائل البدو المتنقلة وفي مجالس أهل القرى والحضر، وهم سكان المدن بلغتنا اليوم. فالقصص فن نثري متميز، عبارة عن مجموعة من الأحداث تتناول حادثة وواقعة واحدة، أو عدة وقائع، تتعلق بشخصيات إنسانية منها وأخرى مختلفة –غير إنسانية-، لها قسمين حسب طبيعة أحداثها هما؛ حقيقية واقعية وخيالة خرافية. تتميز القصة، بأنها تصور فترة كاملة من حياة خاصة، أو مجموعة من الحيوات، فهي تعمد إلى عرض سلسلة من الأحداث الهامة وفقاً لترتيب معين. بينما نجد الأقصوصة تتناول قطاعاً أو موقفاً من الحياة، فهي تعمد إلى إبراز صورة متألقة واضحة المعالم بينة القسمات، تؤدي بدورها لأبراز فكرة معينة. القاص: هو السارد للأحداث، أو هو خالق مبدع، تزدحم في رأسه أحداث وشخصيات، ينفخ فيها الروح لتتحدث بنعمة الحياة. مهمته أن يحمل القارئ إلى حياة القصة، ويتيح له الاندماج التام في أحداثها، ويحمله على الاعتراف بصدق التفاعل الذي يحدث ما بينهما، ويعود الأمر إلى قدرة القاص على التجسيد والإقناع. كانت مادة القصص أو مواضيعه؛ متعددة ومتنوعة، وذلك بغية التسلية والمتعة، أو حتى الوعظ والإرشاد، أو شد الهمم، فكان بعضها يدور حول: الفروسية، تاريخ القبيلة، بطولات الأمجاد؛ مثل حرب البسوس، داحس والغبراء…. قصص من الوقائع الحياة الاجتماعية اليومية بغية الإمتاع والتسلية. القصص الخرافي، الأساطير، مثل قصص الغول ومنازلته في الصحراء، الجان… فكان العرب يستمد قصصهم ومواضيعهم من حياتهم، مواقفهم، نزالاتهم، وموروثهم الثقافي مما تناقل إليهم عبر الرواية من الأسلاف، لكن هناك البعض مما استمده من جيرانهم؛ كالأحباش، الروم، الفرس، الهنود. وقد وجد فن القص، أن النثر أنجع وسيلة يستعملها أو يصطنعها القاص للوصول لهدفه، لأن الشعر بما فيه من عواطف متأججة، وخيال جامح، وموسيقى خارجية، وغير ذلك مما يرتكز عليه، لا يصلح لان يعبر تعبيراً صادقاً دقيقاً عن تسلسل الأحداث وتطور الشخصيات، في تلك الحياة التي يجب أن تكون مموهة من الواقع. ولكل قصة عنصر سائد يميزها، فكل قصة نقرؤها قد تترك في النفس أثراً أو انطباعا ما، قد ينتج عن الأحداث أو الشخصيات، أو عن فكرة ما… ذلك الانطباع هو العنصر السائد وهو المحرك في القصة، وهو لا يمكن تحديده بدقة. أما عناصر القصة هي: القطع أو الاقتباس، الأحداث، الحبكة، التشويق، الحوار، الخبر، الأسلوب. وللعلم فهناك نوعين للقصة: قصة ذات حبكة مفككة: التي تقوم على سلسلة من الأحداث المنفصلة، غير المترابطة، ووحدة العمل القصصي فيها لا تقوم على تسلسل الأحداث. قصة ذات حبكة عضوية متماسكة: تقوم على حوادث مترابطة تسير في خط مستقيم والحبكة ذاتها تنقسم إلى قسمين: حبكة بسيطة: تكون القصة مبنية على حكاية واحدة حبة مركبة: تكون القصة مبنية على أكثر من حكاية واحدة، تتداخل فيما بينه. [عدل] الأمثال أبدع معظم العرب في ضرب الأمثال في مختلف المواقف والأحداث، وذلك لحاجة الناس العملية إليها، فهي أصدق دليل عن الأمة وتفكيرها، وعاداتها وتقاليدها، ويصور المجتمع وحياته وشعوره أتم تصوير، أقوي دلالة من الشعر في ذلك لأنه لغة طائفة ممتازة، أما هي فلغة جميع الطبقات. تعريف المثل: هو قول محكم الصياغة، قليل اللفظ، موجز العبارة، بليغ التعبير، يوجز تجربة إنسانية عميقة، مضمرة ومختزلة بألفاظه، نتجت عن حادثة أو قصة قيل فيها المثل، ويضرب في الحوادث المشابهة لها، فهو فن أدبي نثري ذو أبعاد دلالية ومعنوية متعددة، انتشر على الألسن، له مورد وله مضرب. من أسباب انتشار الأمثال وشيوعها: خفته وحسن العبارة، وعمق ما فيها من حكمة لاستخلاص العبر، إصابتها للغرض المنشودة منها، الحاجة إليها وصدق تمثيلها للحياة العامة ولأخلاق الشعوب. ومن خصائص المثل: يجتمع في المثل أربعة لا يجتمع في غيره من الكلام: " إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبية، وجودة الكتابة، إضافة إلى قوة العبارة والتأثير، فهو نهاية البلاغة. والأمثال في الغالب أصلها قصة، إلا أن الفروق الزمنية التي تمتد لعدة قرون بين ظهور الأمثال ومحاولة شرحها أدت إلى احتفاظ الناس بالمثل لجمال إيقاعه وخفة ألفاظه وسهولة حفظه، وتركوا القصص التي أدت إلى ضربها. وفي الغالب تغلب روح الأسطورة على الأمثال التي تدور في القصص الجاهلية مثل الأمثال الواردة في قصة الزباء ومنها: " لا يطاع لقصير أمر, ولأمر ما جمع قصير أنفه" ـ " بيدي لا بيد عمرو". وكذلك الأمثال الواردة في قصة ثأر امرئ القيس لأبيه ومنها: " ضيعني صغيرا وحملني ثأره كبيرا " ـ " لا صحو إليوم ولا سكر غدا " ـ " اليوم خمر وغدا أمر". وربما يستطيع المحققون بجهد أن يردوا بعض هذه الأمثال لأصحابها ومبدعيها، فمن حكماء العرب عدد كبير قد اشتهر بابتكاره وإبداعه للأمثال، بما فيها من عمق, وإيجاز, وسلاسة, يقول الجاحظ: " ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صيفي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطيعة، وعامر بن الظرب، ولبيد بن ربيعة. وأحكمهم أكثم بن صيفي التميمي, تدور علي لسانه حكم وأمثال كثيرة, وهي تجري علي هذا النسق : " رب عجلة تهب ريثا " ـ " ادرعوا الليل فإن الليل أخفى للويل. المرء يعجز لا محالة ". " لا جماعة لمن اختلف " ـ " لكل امرئ سلطان على أخيه حتى يأخذ السلاح, فإنه كفى بالمشرفية واعظا " ـ " أسرع العقوبات عقوبة البغي". ولكن أمثال العرب لم تأت على مثل هذه الدرجة من الرقي والانضباط الأسلوبي, مثل التي جاء بها أكثم, بل إن كثيرا من الأمثال الجاهلية تخلو من التفنن التصويري, وهذا بطبيعة الأمثال فإنها ترد على الألسنة عفوا وتأتي على ألسنة العامة لا محترفي الأدب, فلم يكن من الغريب أن يخرج بعضها علي القواعد الصرفية والنحوية دون أن يعيبها ذلك مثل: أعط القوس باريها (بتسكين الياء في باريها والأصل فتحها), وأيضا (أجناؤها أبناؤها) جمع جان وبان والقياس الصرفي جناتها بناتها لأن فاعلا لا يجمع علي أفعال وهذا يثبت أن المثل لا يتغير بل يجري كما جاء علي الألسنة وأن خالف النحو وقواعد التصريف. وبعض الأمثال يغلب عليها الغموض وقد تدل تركيبتها على معنى لا تؤدي إليه الكلمات بذاتها، ومن ذلك قول العرب: (بعين ما أرينك)؛ أي أسرع. ولم يكن هذا النوع من الأمثال هو الوحيد بل هناك أمثال صدرت عن شعراء مبدعين وخطباء مرموقين فجاءت راغبة الأسلوب متألقة بما فيها من جماليات الفن والتصوير مثل: أي الرجال المهذب، فهذا المثل جزء من بيت للنابغة يضرب مثلا لاستحالة الكمال البشرين. والبيت: ولست بمستبق أخا لا تلمه على شعث. أي الرجال المهذب. ويصعب تمييز المثل الجاهلي عن الإسلامي. إلا بما يشير إليه من حادث أو قصة أو خبر، يساعد على معرفته وتمييزه مثل: " ما يوم حليمة سر"، وحليمة بنت ملك غسان. فهو في عصر الإسلام والمثل: " اليوم خمر وغدا أمر". هو في العصر الجاهلي والأمثال ذات قالب ثابت البنية، إذ هو ذاته يستعمل في كل الأحوال، وهي تنقسم إلى 03أقسام من حيث البناء ذات قالب بسيط: إنك لن تجني من الشوك العنب. تاتي في قالب الصنعة اللفظية: من عز بز، عش رجباً ترى عجبا. وبعضها يأتي في قالب منتهكا الترتيب النحوي: الصيف ضيعتِ اللبن. أما أنواع المثل، فهي حقيقية أو فرضية خيالية. حقيقية: لها أصل، من حادثة واقعية، وقائلها معروف غالبا. فرضية: ما كانت من تخيل أديب ووضعها عل لسان طائر أو حيوان أو جماد أو نبات أو ما شاكل ذلك، والفرضية تساعد على النقد والتهكم ووسيلة ناجحة للوعظ والتهذيب. - بعض يمثل منهجا معينا في الحياة كقولهم: إن الحديد بالحديد يٌِفًلح وبعضها ما يحمل توجيها خاصا كقولهم: قبل الرماء تملأ الكنائن. وبعضها يبني علي ملاحظة مظاهر الطبيعة أو يرتبط بأشخاص اشتهروا بصفات خاصة. أما من حيث اللغة فقد تستعمل الفصحى وهي عادة المثل الجاهلي، وقد تستعمل اللهجة العامية، وقد تكون هجينة ما بين ألفاظ فصحى وأخرى دخيلة وتسمى بالمولدة. [عدل] الحكم الحكمة قول موجز مشهور صائب الفكرة، رائع التعبير، يتضمن معنى مسلماً به، يهدف عادة إلى الخير والصواب، به تجربة إنسانية عميقة. من أسباب انتشارها: اعتماد العرب على التجارة استخلاص العظة من الحوادث نفد البصية والتمكن من ناصية البلاغة. خصائصها: روعة التشبيه قوة اللفظ دقة التشبيه سلامة الفكرة مع الإنجاز [عدل] النثر المسجوع أو سجع الكهان وهذا نوع من النثر في العصر الجاهلي أولاه المستشرقون من العناية أكثر مما يستحق، وبعضهم كان يغمز بذلك من طرف خفي إلى الفواصل في آيات القران الكريم كأنه يريد الطعن في إعجازه. يقول المستشرق بلاشير في كتابه (تاريخ الأدب العربي)، أن سكان المجال العربي(…..) عرفوا، دون ريب نظاما إيقاعيا تعبيريا سبق ظهور النثر العربي، ولم يكن هذا الشكل الجمالي هو الشعر العروضي، ولكنه نثر إيقاعي ذو فواصل مسجعة ". ويضيف أنه من الممكن أن يصعد السجع إلى أكثر الآثار الأدبية عند العرب إيغالا في القدم، وبالتالي إلى ماضي أكثر غموض".فهناك من يؤكد بأن المسجوع كان المرحلة الأولى التي عبرها النثر إلى الشعر عند العرب. يقول ابن رشيق: وكان كلام العرب كله منثوراً، فاحتاجت العرب إلى الغناء بمكارم الأخلاق وطيب أعراقها، وصنعوا أعاريض جعلوها موازين للكلام، فلما تم لهم وزنه سموه شعراً ". فلما استقر العرب، واجتمعوا بعد تفرق، وتحضروا بعد بداوة، واجتمع لهم من سمات الحضارة وثقافة الفكر، وتنظيم الحياة، ما جعلهم يشعرون بحاجتهم إلى كلام مهذب، وأسلوب رشيق، وفكرة مرتبة، فكان النثر المسجوع وسيلتهم في ذلك. تعريفه: " لون فني يعمد إلى ترديد قطع نثرية قصيرة، مسجعة ومتتالية، تعتمد في تكوينها على الوزن الإيقاعي أو اللفظي، وقوة المعنى"، فمن مميزاته أنه يأتى: محكم البناء، جزل الأسلوب، شديد الأسر، ضخم المظهر، ذو روعة في الأداء، وقوة في البيان، ونضارة في البلاغة. لغته تمتاز: بشديدة التعقيد، كثرة الصنعة، كثرة الزخارف في أصواتها وإيقاعها. لذلك فالنثر المسجوع يأتي في مرحلة النضج. بينما كنا قد رجحنا من قبل بأسبقية الأمثال على غيرها من أشكال التعبير النثري. وظاهرة السجع المبالغ فيه في النثر الجاهلي، قد ارتبطت بطقوس مشربة بسحر والكهون ومعتقدات الجدود، لذلك يكثر في رأيه ترديد القطع النثرية القصيرة المسجعة أثناء الحج في الجاهلية، وحول مواكب الجنائز، مثل قول أحدهم: من الملك الأشهب، الغلاب غير المغلب، في الإبل كأنها الربرب، لا يعلق رأسه الصخب، هذا دمه يشحب، وهذا غدا أول من يسلب". ويتصف هذا النثر إجمالا باستعمال وحدات إيقاعية قصيرة تتراوح بين أربعة وثمانية مقاطع لفظية (…) تنتهي بفاصلة أو قافية، ودون لزوم التساوي بين الجمل أو المقاطع. [عدل] الوصايا وصى، أو أوصى الرجل بمعنى؛ عهد إليه، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خير فإنهن عندكم عوان ". والوصية من عند الله إنما هي فريضة، يقول تعالى:" يوصيكم الله في أولادكم..". وسميت بالوصية أيضا لاتصالها بأمر الميت، وتعني كذلك كلمة وصى الشيء وصياً أي اتصل، ووصله، فقد قيل لعلي كرم الله وجهه " الوصي" لاتصال نسبه بنسب الرسول صلى الله عليه وسلم. الوصية: هي من ألوان النثر التي عرفها العرب في الجاهلية، وهي قول حكيم صادر عن مجرب خبير يوجه إلي من يحب لينتفع به، أو من هو أقل منه تجربة. أجزاء الوصية: المقدمة: وفيها تمهيد وتهيئة لقبولها. الموضوع: وفيه عرض للأفكار في وضوح واقناع هاديء. الخاتمة: وفيها إجمال موجز لهدف الوصية. ويتضح ذلك على سبيل المثال؛ في (وصية أم لإبنتها) عند زواجها لأمامة بنت الحارث. خصائص أسلوب الوصية: 1- دقة العبارة ووضوح الألفاظ. 2- قصر الجمل والفقرات. 3- الإطناب بالتكرار والترادف والتعليل. 4- تنوع الأسلوب بين الخبر والإنشاء. 5- الإقناع بترتيب الأفكار وتفصيلها وبيان أسبابها. 6- الإيقاع الموسيقي، إذ يغلب عليها السجع، لتأثيره الموسيقي. 7- اشتمالها على كثير من الحكم. 8- سهولة اللفظ، ووضوح الفكرة. وهناك فرق بين الوصية والخطبة ألا وهو:- أن الخطبة: هي فن مخاطبة الجماهير لاستمالتهم وإقناعهم. أما الوصية: فهي قول حكيم لإنسان مجرب يوصي به من يحب لينتفع به في حياته. الصفحات الفرعية (2): الشعر الجاهلي النثر الجاهلي https://sites.google.com/site/arabicalture/gahly |
||||
2016-02-09, 20:45 | رقم المشاركة : 2464 | ||||
|
اقتباس:
التصنيفات الروابط اصابة الحبل الشوكي الكاملة وغير الكاملة الموقع العربي لإصابات العمود الفقري والحبل الشوكي ، إصابة الحبل الشوكي الكاملة وغير الكاملة الإجـلاس السليم ومنع التشوهات مقالة عن الاجلاس السليم ومن التشوهات الخاص بالعاقة الحركية من موقع مركز دراسات وأبحاث رعاية المعاقين الاعاقة الحركية مقالة عن الاعاقة الحركية من موقع فيدو الاعاقة الحركية عند الطفل مقالة عن الاعاقة الحركية عند الطفل من موقع دليل الصحة في الاردن الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي موقع الجمعية السعودية للعلاج الطبيعي الحثل العضلي الدوشيني مقالة عن مرض الحثل العضلي الدوشيني من موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة العلاج الوظيفي للمعاقين حركيا العلاج الوظيفي للمعاقين حركيا من موقع أطفال الخليج ذوي الاحتياجات الخاصة المركز المثالي للتأهيل الرمزالبريدي/ 21391 المدينة / جدة الموقع العربي لإصابات العمود الفقري والحبل الشوكي الصلب المشقوق ، الشوكة المشقوقة برنامج الاضطرابات الحركية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث برنامج الاضطرابات الحركية بالتعاون مع برنامج التعاون المشترك في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض برنامج فوجاتا لتدريب أمهات الأطفال المعاقين حركيا البرنامج المنزلي للتدخل المبكر لتثقيف الأمهات تجربة معاق حركيا تجربة مشعل العبدالله مع عالم الاعاقة تشوه القدمين عند الطفل تشوه القدمين الخلقي عند الاطفال حديث الولادة جمعية مبرة الرحمة للأطفال قسم العلاج الطبيعي في جمعية مبرة الرحمة للأطفال دليل أخصائيو العلاج الطبيعي اخصائيي التاهيل الطبي والعلاج الطبيعي ضمور العضلات الشوكي نقاش كامل من منتديات التمريض للجميع عن مرض ضمور العضلات الشوكي ضمور العضلات الشوكي مقالة من موقع وراثة تتحدث عن مرض ضمور العضلات الشوكي عرض لكتاب عن الاعاقة الحركية عرض كتاب "الاعاقة الحركية والشلل الدماغي" تأليف الدكتور عصام الصفدي فريق الارادة والتحدي شخصيات كويتية تتحدى الاعاقة قبول الأطفال المعاقين جسديا مقالة بعنوان "قبول الأطفال المعاقين جسديا" من منتديات عالم زمزم مراكز التأهيل الشامل في المملكة العربية السعودية مجموعة أرقام وفاكسات لمراكز التأهيل الشامل في المملكة العربية السعودية من موقع وزارة الشؤون الاجتماعية مركز الرمال الساخنة للعلاج الطبيعي من منتدى تحدى الاعاقة مركز هوب للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة يعتبر مركزهوب الأول في الشرق الأوسط وأفريقيا والرابع في العالم استخداما للعلاج المكثف ببذلة الفضاء مفهوم الإعاقة الحركية وكل ما يختص بها المنتدى العربي الموحد ملتقى الاعاقة الحركية ملتقى الاعاقة الحركية من منتدى الشبكة السعودية لذوي الاحتياجات الخاصة منتدى عن الاعاقة الحركية المنتدى الكويتي للتربية الخاصة منظومة متكاملة لعلاج وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مجلة تصدر عن وزارة الصحة العامةومؤسسة حمد الطبية موقع الرابطة العربية لذوي الاعاقة الحركية موقع خاص لذوي الاعاقة الحركية هشاشة العظام عند الأطفال مقالة عن هشاشة العظام عند الاطفال من موقع مجلة الخطوة هل من علاج لمرض ضمور العضلات باستخدام الرقية الشرعية ؟ اجابة على السؤال من منتدى الرقية الشرعية https://www.kscdr.org.sa/ar/fv/disabi...Pages/home.asp |
||||
2016-02-09, 20:46 | رقم المشاركة : 2465 | ||||
|
اقتباس:
لـــــدي الأطفال الذاتويين إعـــــــــداد عبدالحليم محمد عبدالحليم الاضطرابات الحسية وكيفية علاجها لدي الأطفال الذاتويين إعـــــداد : عبدالحليم محمد عبدالحليم مقدمة : يتطور الإنسان وينمو ويُصبح له شخصية مميزة وكيان مستقل ووجهة نظر وقدرة على التعامل مع الحياة بكل صعوباتها من خلال العقل الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي ولكن هذا العقل لا يعمل ولا يستطيع العمل إلا من خلال الحواس (السمع ، البصر ، الشم ، التذوق واللمس) التي هي مصدر المعلومات التي تدخل إلى المخ ولكن هذه المعلومات التي تُرسلها الحواس لن يكون لها قيمة ولن تصل إلى المخ إلا من خلال الأعصاب التي تنقل هذه المعلومات من الحواس إلى المخ ، إذن فالمخ والحواس والأعصاب الناقلة للمعلومات الحسية مثلث لابد أن تكتمل أضلاعه الثلاثة حتى يُصبح ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نتذوقه أو نلمسه له قيمة حقيقية وواضح بالنسبة لنا . أما إذا كان أحد هذه الأضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن نستطيع الحياة بشكل طبيعي وسوف يتوقف أو يتأخر تطور النمو لدينا . وهذا الأمر هو ما نلحظه لدي العديد من الأطفال الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات غير عادية وشاذة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فاستجابتهم تتميز إما بالبرود والتبلد الشديد وإما بالحساسية الزائدة بشكل لا يتناسب مع شدة أو ضعف المُثير فتكون استجاباتهم أكثر أو أقل حدة من استجابة الأطفال الأسوياء فيما يتعلق بالمُثيرات الحسية مثل الأضواء ، الأصوات ، الألم ، الروائح والملامس . أنواع الحواس : هناك ثلاثة أنواع من الحواس أو الحساسية وهي الحواس الباطنية العامة المتمثلة في الحاجات العضوية والحواس الباطنية الخاصة المتمثلة في التوتر العضلي والحركة والتوازن والنوع الثالث هو الحواس المستقبلة للمنبهات الخارجية وهي المتعلقة بالبصر ، السمع ، الشم ، المس والتذوق . (أ) الحواس الباطنية العامة : هذا النوع من الحواس يظهر في حالة الأحشاء من امتلاء وافراغ معدة ، أمعاء ، مثانة ....، وتنتقل هذه الحواس عن طريق الأعصاب الموجودة في الأجهزة الحشوية من الجهاز الهضمي الموصلة لقشرة المخ ومن مظاهر هذه الحواس الباطنية العامة الجوع ، العطش ، التعب ، الرعشة ، الضيق ، الارتياح ، الإثارة الجنسية ....الخ . وقد ينتج عن اختلال هذا النوع من الحواس أن يفقد الفرد التمييز بين حالتي الجوع والشبع ، أو يفقد الشهية للطعام ، أو البرود والتبلد أو الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط جداً أو عدم الشعور بالتعب رغم بذل مجهود شديد جداً . (ب) الحواس الباطنية الخاصة : وهذا النوع من الحواس أكثر تميزاً من النوع السابق حيث أن له أعضاء خاصة لاستقبال التنبهات موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل وكذلك موجودة في الجزء التوازني من الأذن الداخلية . وهذا النوع من الحساسية يتأثر بالمنبهات الميكانيكية كالضغط والشدة والاحتكاك والحركة وكل هذه الأمور تتحد في حاسة الحركة والتوازن . ومن مظاهر هذا النوع من الحواس أو الحساسية الإحساس بالضغط العميق والجهد والمقاومة والإحساس بثقل الأجسام والإحساس بوضع الأطراف وحركاتها (المدى ، الاتجاه و السرعة) بالنسبة للجسم ، والإحساس بتوازن الرأس بوضع الجسم وتوازنه بالنسبة إلى قوة الجاذبية (وقوف ، انحناء ، جلوس ، استلقاء و انبطاح) وكذلك الإحساس بتحريك وانتقال الجسم بالنسبة إلى الاتجاهات المكانية فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام وخلف . (ج) الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية : هذا النوع من الحواس يتمثل في إحساسنا وإدراكنا للمؤثرات الخارجية والتي تعتمد على كفاءة أجهزة الحواس الخاصة بالسمع ، البصر ، اللمس ، التذوق والشم. ومن مظاهر هذا النوع من الحواس الإحساس باللمس ، البرودة ، السخونة الطعم المر والحلو ، المالح ، الحامض ، الروائح الذكية ، والكريهة ، روائح التوابل ، تمييز الألوان ، تمييز الأماكن ، الأصوات المرتفعة ، الأصوات الضعيفة ، الموسيقي والغناء ، وغيرها من الكثير من المظاهر الحسية التي تعتمد علي الحواس الخمسة . وهذا النوع من الحواس وهي الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية هو ما سوف نركز عليه ونوضحه بشكل مفصل تعريف الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين :- الاضطراب الحسي هو الخلل أو القصور في أي عضو من أعضاء الحواس Sensory Organs ( العين ، الأذن ، الأنف ، اللسان ، والجلد ) في الخلايا العصبية الحسية Sensory Neurones المسئولة عن توصيل المنبهات أو المُثيرات الحسية الخارجية Sensory Stimulus إلي المخ . وهذه الاضطرابات الحسية تنتشر بصورة واسعة لدي نسبة كبيرة من الأشخاص الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات حسية غير عادية وغير ثابت للمُثيرات العادية والمؤلمة فقد يُعتقد أن البعض من الأطفال الذاتويين لا يسمعون لأنهم لا يردون عندما يُنادي عليهم ، في حين تجد البعض منهم يُبالغون في ردود أفعالهم تجاه أصوات معينة ، وكذلك الحال فيما يخص البصر حيث نجد بعضهم لا ينظرون إلي آبائهم أو إلي الأشياء التي تجذب الأشخاص العاديين في حين نجدهم يحملقون في الأضواء أو الأشياء التي تلمع أو ذات البريق لفترات طويلة . وكذلك بالنسبة لحواس اللمس أو الشم فقد يتخذ بعض الذاتويين اللمس والشم طريقة لاكتشاف وتفحص البيئة من حولهم فتجدهم يتعرفون علي كل شئ عن طريق لمسه عدة مرات أو وضعه في الفم أو شمه . كما أن البعض منهم لديه حساسية شديدة لتغيرات الجو ( البرد والحر ) أو للألم وقد يستجيبون لهذه المُثيرات بردود أفعال تتسم بالبرود والضعف وكذلك نجد بعضهم يقاوم اللمس والاتصال الجسدي ولكنهم من جهة أخري يحبون الدغدغة ... وغير ذلك من العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين . مظاهر الاضطرابات الحسية :- تتجلى العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين في مظاهر الحس المختلفة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، السمعية ، والتذوقية . أولاً : مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية :- يظن الناس عادة أن الطفل الذاتوي مصاب بالصمم لأنه يتجاهل أصوات مرتفعة جداً كالفرقعة أو صوت انفجار ولايُبدي أي استجابة لتلك الأصوات ، ولكن في الغالب يعلم الوالدين أن طفلهما ليس أصماً بل هو يسمع كل شئ لأنه قد يلتفت عند فتحهم كيس شيبسي أو مغلف شيكولاته أو أي شئ من الأشياء المفضلة لديه . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية ما يلي : البكاء والصراخ في الأماكن المزدحمة والحفلات وأعياد الميلاد . تغطية الأذنين باليدين أو وضع الأصابع فيها . الانتباه الشديد للأصوات الضعيفة والرتيبة مثل بندول الساعة . سماع صوت الآلات والمحركات . صدي صوت تساقط الماء فتح وغلق الأبواب بشكل متكرر . حب سماع أغاني معينة ذات رتم وإيقاع مرتفع أو منخفض . التعلق بسماع الآذان أو موسيقي نشرات الأخبار . الهمهمة مع النفس كثيراً . البكاء والصراخ عند استخدام الطباشير أو أقلام السبورة أمامه . الصراخ والفزع عند سماع صوت مفاجئ . الرعب والهلع عند الاقتراب من شاطئ البحر . الصراخ والبكاء عند قص الشعر . ثانياً : مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية :- ينطبق نفس الحال فيما يتعلق بالمشاكل الحسية البصرية كما هو الحال في المشاكل الحسية السمعية فقد يتجاهل الطفل الذاتويي الأشياء التي يفضل جميع الأطفال رؤيتها في حين قد يظل لفترات طويلة ينظر ويحملق في شيء يدور أو في جزء من لعبة خاصة به كعجلة السيارة مثلاً . ومن الأشياء الغريبة والمثيرة أن بعض الذاتويين يجدون طريقهم في الظلام ويستطيعون الحصول علي أغراضهم في الغرفة المظلمة بسهولة ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية ما يلي : النظر والحملقة في الأضواء بشكل شديد . متابعة الظل بشكل قهري . تلمس أوجه الآخرين أو أجسادهم تقريب الأشياء من أعينهم بشكل مبالغ فيه . النظر إلي الأشياء بشكل جانبي . الخوف من التأرجح أو ركوب الألعاب التي تدور بسرعة . الخوف من صب الماء أو العصير في الكوب . ضرب الأرجل بقوة أثناء المشي . النظر إلي الماء وهو يتساقط . ذر الرمال أو الأشياء الدقيقة في الهواء والنظر إليها باهتمام . ثالثاً : مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية :- يُلاحظ علي بعض الذاتويين أنهم غير حساسين للبرد أو الألم فقد يخرج الطفل الذاتوي في البرد القارس دون ملابس ولا يشعر بالألم إذا ما وقع علي الأرض أثناء الجري أو اللعب ، وقد يضرب الطفل رأسه بالحائط أو الطاولة أو الكرسي ويظهر رغم ذلك وكأنه لا يشعر بالألم أثناء فعله ذلك . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية ما يلي : رفض العناق . رفض التلامس الجسدي . التلذذ باللعب العنيف . خلع الثياب أمام الناس . الشعور بالبرد في طقس دافئ . ضرب النفس وعض الأيدي . كراهية غسيل الأسنان . خلع الحذاء باستمرار . الصراخ عند أخذ حمام . صحن أو صرير الأسنان Teeth Grinding . هز الأجسام إلي الأمام والخلف . رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :- يلاحظ بعض الآباء علي أطفالهم الذاتويين أنهم يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون أجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الأجهزة الكهربائية بالمنزل . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلي : رفض استخدام الصابون . شم الأطعمة قبل أكلها . رفض بعض الأطعمة. شم الأدوات والأشياء التي تطالها يديه . الاحتفاظ بالأشياء البالية . خامساً : الاضطرابات الحسية التذوقية :- توجد لدي بعض الأطفال الذاتويين خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدي البعض منهم تفضل الأطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الأطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ في الفم لفحصه سواء كان هذا الشيء لعبة أو أداة من الأدوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلي : وضع الأشياء في الفم . تفضيل الأطعمة الحريفة . كراهية بعض أنواع الأطعمة ذات القوام الهلامي . تفسير الاضطرابات الحسية :- بعض الذاتويين لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن ونسمعها ولا يحسون ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هو السبب الأساسي والرئيسي الذي يجعل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه مربكاً بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن . وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا . أولاً : الاضطرابات الحسية السمعية :- إن عملية السمع تتم ليس بالأذن فحسب وإنما بكيفية ذهاب الصوت إلي الأذن ثم إلي المخ وقد اعتدنا علي وصول الصوت إلي عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر أبداً أن الصوت من الممكن أن يذهب إلي عقولنا بطريقة خاطئة ، إلا أن ما يحدث مع الذاتويين عكس ذلك فالصوت قد ينتقل إلي المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها . لذلك لا يجب أن نعتقد أن الشخص الذاتوي يحصل علي نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هي (تمبل جراندن) وهي امرأة من الأشخاص الذاتويين الذين تقدموا في حياتهم العلمية والعملية بشكل كبير تقول " تعتريني الدهشة مراراً وتكراراً مما يقول الناس أنهم سمعوه لأنه لا يكون هو نفس الشيء الذي سمعته أنا " . لذلك فإن ما تسمعه أنت هو الشيء الصحيح أما ما يسمعه الذاتوي فهو الشيء الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لا يعتقد بأن ما يسمعه هو الشيء الخاطئ. والشخص العادي عندما يري ويسمع شيئاً فإن الصوت والصورة يمضيان معاً في ذات الوقت بشكل متوازن وهو يفعل الأمرين ( السمع والرؤية ) بصورة تلقائية دون جهد أما الذاتوي فيدخل في مخه شيئاً واحداً فقط فإذا دخلت الرؤية أو الصورة أولاً فإن عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقي الصوت فقط أو علي العكس يدخل الصوت أولاً ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هي الشيء الوحيد الذي يحصل الشخص الذاتوي عليه . الذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة :- تنتشر مظاهر الاضطراب الحسي السمعي لدي الذاتويين بأشكال متنوعة فهذا طفل ذاتوي يُغطي أذنيه بيديه لأن أصواتاً معينة تؤذيه وهذا طفل ذاتوي آخر منزعج بدرجة تصل إلي البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر ( سيشوار ) وذاك شخص آخر لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه . وتذكر ( تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب . وهؤلاء الأشخاص الذاتويين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جداً بحيث أن هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة تسبب لهم ألماً شديداً الأمر الذي يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذي يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لا يسمعون تلك الأصوات لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا علي مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط. وهناك من الأشخاص الذاتويين من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جداً لدرجة أنهم يقضون وقتاً طويلاً وهم ينصتون إلي نبضات قلوبهم وتنفسهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جداً يصل إلي حد الهمس مع أنفسهم . الذاتويين ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :- وهم علي النقيض من الذاتويين ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائماً تقريب أذنه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وإنما بهدف الاستماع إلي صدي صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء ، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة ، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوي عند الإغلاق . وهذا النوع من الأشخاص الذاتويين تكون الأعصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ بالغة النقص في الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول علي المعلومات من تلك الأصوات الضعيفة . وبشكل عام لا يستطيع الشخص الذاتوي تحديد ما يجب أن يُركز عليه ولذلك فعليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلي أذنه وإما أن يغلق سمعه ( من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلي شيء ) فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله فها هي (تمبل جراندن) تقول " قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو ثم أكتشف بعد ذلك أنني أضعت نصفها حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات " التشابه بين الذاتويين والصُم :- يظُهر الأطفال الصُم بعض الأعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين ، العصبية والعدوانية في بعض الأحيان ، والسلوك الإنسحابي وهذه الأعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع الذاتويين ويرجع هذا التشابه بين الجانبين إلي القصور أو الحرمان الحسي السمعي أو التشويش السمعي لديهم حيث يؤدي ذلك إلي فهم خاطئ للموقف وبالتالي سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعي والإحساس بالنقص أو الدونية وعدم القدرة علي توصيل ما يرغب فيه إلي الآخرين . ثانياً : الاضطرابات الحسية والبصرية :- قد تري حصاناً جميلاً يسير أمامك فتسأل الشخص الذاتوي ما رأيك في هذا الحصان ولكنه يتعجب لسؤالك لأنه لم يري حصاناً كما رأيته أنت لأن بصره كان مثبتاً علي ظل زيل الحصان أو علي صوت وقع أقدام الحصان وهو بذلك لم يري حصاناً كما رأيته أنت . لذا ينبغي عليك ألا تظن أن ما يبدو لك أو ما يجذب انتباهك قد يجذب انتباه الشخص الذاتوي لأنه ينظر إلي جزء في الشيء ويُركز علي هذا الجزء ويراه بوضوح تام ولكن كل شيء حوله يكون باهتاً ومشوشاً . الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المفرطة :- بعض الذاتويين تشغلهم الأشياء الدقيقة الصغيرة فتجد أحدهم يظل ناظراً إلي ذرة غبار لساعات طويلة ، وقد تجد أحدهم يحب رؤية الأشياء من خلال إنعكاسها في الماء وبعضهم يكون بارع جداً في تركيب الأحاجي (Puzzles ) والبعض منهم يستطيع الحصول علي كثير من المعلومات وحفظها من خلال أعينهم لدرجة يستطيعون معها تذكر تفاصيل وصور كتاب كامل بمجرد رؤيته مرة واحدة . وبعض الذاتويين قد لا يتحملون بعض الأضواء والألوان الفسفورية فتجدهم يرفرفون بأيديهم أمام أعينهم أو يغمضون ويفتحون أعينهم بطريقة سريعة أو يضعون ايديهم عليها . مثل هؤلاء الأشخاص يكون مسار الرؤية لديهم عالي الحساسية حيث تكون الأعصاب الذاهبة من العين إلي المخ شديد الحساسية . الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المنخفضة :- علي عكس النوع السابق بعض الذاتويين الذين لديهم حساسية بصرية منخفضة حيث تأتي بعض المشاهد عبر الأعصاب بشكل ضعيف جداً لذلك نجد بعضهم يبذلون جهداً خارقاً لرؤية شيء واضح جداً ، وقد تجد بعضهم يتلمسون بأيديهم الأشخاص لأن الأشخاص والأجسام تظهر لهم كخطوط عريضة ذات حواف مشوشة ولذلك يلجئون إلي تحسس هذه الأجسام حتى يتبينوا ماهي . وتجد هناك من يضع الأشياء بالقرب من عينيه أو يحركها باتجاهات متعددة أمام العين أو يميل برأسه ليري ما إذا كانت الأشياء لاتزال كما تبدو عليه ذاتها . وبعض هؤلاء الأطفال يتمكن من تبين الارتفاعات لذا لا يكونوا متأكدين عند نزولهم السلم أو مضيهم في الأنفاق وقد يخافون من الأشياء التي تدور بسرعة لأن كل شيء يبدو لهم ضباباً غير واضح وقد يخشون صب الماء في الكوب لأنهم لايستطيعون رؤية حواف الكوب . وهناك بعض الأشخاص الذاتويين تجد لديهم النوعين السابقين من الحساسية البصرية ( المفرطة والضعيفة ) فقد تكون لديهم حساسية بصرية شديدة جداً في بعض الأحيان وتكون منخفضة في أحيان أخري فتجد بعضهم يضع الأشياء بالقرب من عينه مباشرة لتفحصها ( حساسية ضعيفة ) في حين يكره رؤية الأشياء التي تدور بسرعة ( حساسية مفرطة) التشابه بين الذاتويين وفاقدي البصر :- يتشابه فاقدي البصر مع الذاتويين في بعض اللزمات الحركية التي يقومون بها مثل هز الرأس أو لي الأصابع أو تحريك الحواجب أثناء الكلام أو رفع الرأس لأعلي أو تحريك الرأس بشكل قهري أثناء الكلام . ومن الأمور المنتشرة لدي الذاتويين سوء معالجة اللمس فإما أن تجد بعضهم يكره التلامس وإما أن تجد بعضهم يفضل اللعب الجسدي العنيف. أولاً :- الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة :- وهناك بعض الذاتويين الذين تكون أعصابهم الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ حساسة جداً الأمر الذي يؤدي أحياناً إلي أن بعضهم يقفزون هرباً من لمسة رقيقة أو حضن من أحد ذويهم لأن هذا اللمس الجسدي يؤذي جلودهم وتري بعضهم يشعر بالبرد في جو حار والبعض الآخر قد يشعر بارتفاع درجة حرارة جسمه في جو شديد البرودة . وبعضهم يسيئ التصرف والسلوك ولايعلم الآخرين سبباً لذلك إلا أنه قد يكون مرتدياً لملابس ضيقة أو ذات ملمس لايريح جلده وبعضهم يخشي ارتداء أنواع جديدة من الثياب بسبب ذلك ولذلك يكون هناك صعوبة لديهم في التأقلم مع الملابس الجديدة . ولذا تجد أن المنبهات التي يكون لها تأثير بسيط علي معظم الناس يكون تأثيرها سيئ ويصل إلي حد التعذيب بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة ولذلك نجد تمبل جراندن تشير إلي ذلك بقولها " لقد أردت أن أشعر بإحساس جيد لكوني محضونة لكنني عندما كنت أُحضن من قبل الناس كانت المنبهات تغرقني كموجة بحرية هائجة ، وقد استغرقت وقتاً طويلاً كي أتعلم قبول الإحساس بأن أظل ممسوكة ولا أحاول الهروب " ويقول براد براند وهو شخص من الذاتويين الذين وصلوا لمستوي متقدم من مراحل التعليم والعمل والحياة باستقلالية يقول " إنني كنت أنفر من بعض الناس عندما يلمسوني ليس لأني لا أحبهم وليس خوفاً من ملامسة هؤلاء الأشخاص وغنما خوفاً من عملية التلامس الجسدي نفسها " الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المنخفضة : مثل هؤلاء الأشخاص تكون العصاب الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ قليلة الحساسية وبذلك يأتي الحس باللمس عبر تلك الأعصاب ضعيفاً جداًً لذا يجب عليهم أن يحاولوا جاهدين الحصول علي المعلومات من تلك اللمسات الضعيفة ولذلك فقد تجد البعض منهم يضرب نفسه علي رأسه أو يلطم وجهه ، وبعضهم يهزون أجسادهم للأمام وللخلف أو يضعون أنفسهم بين قطع الأثاث المتجاورة أو يضعون أنفسهم تحت وسائد الأريكة ويجعلوا شخص آخر يقف عليها . رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :- هناك بعض الذاتويين الذين ينزعجون من معالجة الروائح النفاذة أو القوية وبعضهم يضع كل شيء علي أنفه ويشم كل شيء تصل يده إليه . الذاتويين ذوي الحساسية الشمية المفرطة :- هناك بعض الأشخاص الذاتويين الذين تكون الأعصاب الذاهبة من أنوفهم إلي أدمغتهم حساسة جداً ولذلك تأتى الروائح قوية جداً عبر تلك الأعصاب الأمر الذي يغضبهم ويجعلهم يبكون أو يصرخون أحياناً فقد تجد بعض الذاتويين يكرهون الدخول للحمام وبعضهم يكره دخول المطبخ وبعضهم يكره الجلوس بجوار أي شخص يضع عطراً فتجد أن بعض الأطفال يهربون عند اقتراب آبائهم أو أمهاتهم منهم ليس لأنهم لايحبونهم وإنما يرجع ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الأب أو الأم وليس معني ذلك أن رائحة الأب أو الأم نفاذة أو سيئة وإنما لأن أعصاب الشم لدي هؤلاء الذاتويين حساسة جداً . وبعض هؤلاء الأطفال يكره بعض الأطعمة لأن لها رائحة نفاذة وحادة وقوية . الذاتويين ذوي الحساسية الشمية الضعيفة :- ومثل هؤلاء الأشخاص تجدهم يشمون كل شيء تقع عليه أيديهم أو يحبون بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة والقوية أو تجدهم يحبون الاقتراب من الأفراد الآخرين وشم أجسامهم وذلك لأن أعصاب الحس الشمي لديهم أي الأعصاب الذاهبة من الأنف إلي المخ ضعيفة جداً ولذلك فإن الروائح تصل بصعوبة وبشكل ضعيف . خامساً : اضطرابات الحسية التذوقية :- الاضطرابات الحسية التذوقية شأنها شأن الاضطرابات الحسية الأخرى فينقسم المصابون بها إلي قسمين إما ذوي حساسية مفرطة أو مرتفعة وإما حساسية منخفضة أو ضعيفة . الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية المفرطة :- بعض الذاتويين تكون العصاب الذاهبة من الفم إلي المخ حساسة جداً تجدهم يرفضون تناول بعض الأطعمة مثل الطعنة التي يصعب مضغها كاللحم أو الدجاج أو بعض الأطعمة الهلامية كالجيلي أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة لأن كل هذه الأطعمة تولد لديهم إحساس سيئ في الفم واللسان والأسنان . الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية الضعيفة :- هنا نجد أن بعض الذاتويين يفضلون أكل الأطعمة الحريفة وبعضهم يأكل بعض المواد والأشياء غير الصالحة للأكل مثل التراب أو الخشب وبعضهم يلجأ إلي عض أي شيء تطاله يده وهناك من هؤلاء الأطفال من يضع الأشياء في فمه كمحاولة لاستكشاف الشيء عن طريق طعمه وقوامه وسمكه وهؤلاء الأشخاص تكون الأعصاب الذاهبة من الفم إلي المخ ضعيفة جداً . أسباب الاضطرابات الحسية :- يتضح لنا من العرض السابق أن جميع الاضطرابات الحسية السابقة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، الشمية والتذوقية تحدث نتيجة لأحد الأسباب الثلاثة التالية: 1- أعصاب حسية مفرطة أو شديدة تصل بين الحواس والمخ . 2- أعصاب حسية ضعيفة تصل بين الحواس والمخ . 3- أعصاب حسية سيئة في الاتجاهين فأحياناً تكون شديدة الحساسية وأحياناً تكون ضعيفة الحساسية . علاج الاضطرابات الحسية :- هناك طريقتان لعلاج أو للتعامل مع الاضطرابات الحسية :- الأولي :- هي أن تحاول تهيئة الواقع المحيط بالطفل الذاتوي وفقاً لحالته فمثلاً بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة فمن الأفضل أن تقلل من حدوث المثيرات أو المنبهات الصوتية المرتفعة والمفاجئة وإذا كان سيحدث صوتاً عالياً يمكنك أن تنبه الذاتوي إلي حدوثه ومن الممكن أن تُحدث له صوتاً خفيفاً يحل محل الصوت العالي . أما الأفراد ذوي الحساسية السمعية المنخفضة فيمكن إشغالهم بمشاهدة مناظر وسماع أصوات وبذلك لاتجعلهم يحاولون سماع صوت واحد فقط ومن الممكن أن توجه انتباههم إلي الأشخاص أو الأشياء التي تصدر هذا الصوت ولاتجعلهم يوجهوا انتباههم فقط لتلك الأصوات وإنما إلي الناس والأجسام التي تصدر تلك الأصوات . أما بالنسبة لذوي الحساسية البصرية المفرطة يكون من المجدي عدم تعريضهم للأضواء البراقة المبهرة أو الأشياء ذات الألوان الفسفورية أو تحاول تحويل انتباههم عن رؤية تلك الأضواء أو الألوان بأن تعطيه أشياءً تدور أو تضع علي أعينهم نظارات شمسية . وبالنسبة لذوي الحساسية البصرية الضعيفة فيكون الأمر عكس ذلك فيجب جعل الأضواء أكثر بريقاً أو تجعلهم يستخدمون عدسات مكبرة أو أن تعلمهم أن يحاولوا اكتشاف الشيء بأيديهم بدلاً من وضعه علي العين مباشرة . وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية المفرطة فيجب عدم تعريضهم للملامس الخشنة وبدلاً من ذلك يتم إعطائهم أشياء ناعمة الملمس وإذا شعروا بالبرد في شهور الصيف فيجب أن تلبسهم ملابس ثقيلة أو أن تعطيهم معاطف ولايجب إلباسهم ملابس ضيقة . وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية الضعيفة فيكون العكس تماماً فيمكن تعريضهم للأشياء والملامس الخشنة واللعب العنيف معهم وتعريفهم دائماً للضغط الجسدي فتمبل جراند التي اخترعت آلة للضغط تقول " بعد استخدامي للآلة تعلمت أن ألمس القط بشكل أكثر لطافة بحيث قرر البقاء معي بعد أن كان يهرب مني وتعبن عليَّ أن أكون مرتاحة قبل أن أوفر الراحة للقط وقد أعطتني الآلة هذه الراحة وكان للآلة تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي لديَّ وكذلك علي السلوك المفرط في رد الفعل". أما ذوي الحساسية الشمية المفرطة فيحتاجون عدم تعرضهم للروائح النفاذة كالعطور والصابون أو معجون الأسنان وإذا كانوا في غرف مغلقة فيجب فتح نوافذ الغرفة له لتجديد الهواء الجديد المنعش أو تقوم بإخراجه من الغرفة . والأشخاص ذوي الحساسية الشمية الضعيفة يحتاجون إلي روائح نفاذة وشديدة وقوية حتي يشعروا بحاسة الشم لديهم ومن الأفضل أيضاً إن أنت جعلتهم ينشغلوا بحاسة أخري غير الشم كأن تجعلهم ينظرون لشيء أو يستمعون لموسيقي أو أي أصوات أخري أثناء تناولهم أو تعرضهم للأشياء ذات الروائح الضعيفة بالنسبة لهم. والأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المفرطة يجب عليك تغيير ما قد يؤذي أفواههم ويعطيهم شعوراً غير سار فقد يتناولون طعاماً ذات طبيعة هلامية أو يحتاج مضغ فترة طويلة كاللحم أو الدجاج فيكون من الأفضل أن أنت أعطيتهم هذا النوع من الطعام في شكل قطع صغيرة جداً ورقيقة أو تعطيهم ماء كي يشربوا أو قطعاً من الشكولاته . أما الأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفضة والذي يضعون كل شيء في أفواههم أو لا يأكلون إلا الأطعمة الحريفة فيكون من الأفضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حس أخري غير التذوق ومحاولة وضع الأشياء في أيديهم وأمام أعينهم ويجب تقليل تناولهم الأطعمة الحريفة بالتدريج . الطريقة الثانية : تهيئة الشخص الذاتوي للتعامل مع الواقع :- وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدي والأنفع والأكثر واقعية . وتتلخص هذه الطريقة في الإصرار علي تعريض الطفل لكل المثيرات القوية والضعيفة وتهيئته للتعامل مع كل المثيرات المختلفة وتقبلها كسماع الأصوات القوية والمفاجئة وفي نفس الوقت الأصوات الخفيفة أو الهامسة أو تعريضهم لجميع أنواع الملابس المختلفة أو الإصرار علي أن نجعله يتعامل مع المثيرات التي ينفر منها . وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع والأكثر واقعية فليس من الممكن تهيئة الواقع للشخص الذاتوي ذوي الحساسية السمعية المفرطة بحيث لاتحدث أصوات قوية أو لا نجعله يتعرض لهذه الأصوات لأننا إذا أمكننا توفير ذلك في البيت وفي المدرسة فلا يُمكننا توفير ذلك في الشارع ، النادي ، السوق ، الحفلات ... وغيرها من المناسبات الأخرى وبالمثل يمكن قياس ذلك علي باقي الحواس الأخرى . علاقة الحرمان الحسي بالذاتوية :- والحرمان الحسي هي عملية تتضمن حرمان الفرد من المؤثرات الخارجية والعزل الإدراكي والعزل الاجتماعي وهو ما يعرف أحياناً في الوقت الراهن بعملية غسيل المخ . وقد قامت النظريات الفسيولوجية والنظريات المعرفية ونظرية التحليل النفسي بدراسة هذه الظاهرة وقد استخلصت الأبحاث المنبثقة عن هذه النظريات مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الأشخاص الذين مروا بعملية الحرمان الحسي ومن هذه الخصائص : قلة القدرة علي التركيز . تفكك وانحلال في التفكير ( تفكير غير مترابط ) قلة القدرة علي تفهم الموضوع . عدم القدرة علي التعامل مع المعادلات الحسابية . اضطراب في الإدراك ويشمل خداع ، أوهام وهلاوس قلق وخوف ومزج الواقع بالخيال . زيادة القدرة علي الحفظ الصم Rote اختلال وظيفة الأنا ( عدم القدرة علي التعامل مع البيئة الخارجية) ظهور ظواهر نفسية بدائية مكبوتة ورغبات طفلية . وعند النظر بإمعان إلي الخصائص السابقة يتضح أن هذه الخصائص أو الظواهر يظهر أغلبها لدي الذاتويين الأمر الذي يُشير إلي أن الاضطرابات الحسية قد يكون لها دوراً أساسياً ورئيسياً في إحداث أعراض الذاتوية https://www.kayanegypt.com/montada/viewtopic.php?t=54 https://www.werathah.com/phpbb/showthread.php?t=4884 |
||||
2016-02-09, 20:47 | رقم المشاركة : 2466 | ||||
|
اقتباس:
لا تقتصر الإعاقة الحركية على إصابة الانسان بالشلل فتوجد إصابات أخرى تتعلق بتلك التى تحدث فى الأعصاب. وعن أسباب هذا النوع من الإعاقات: حدوث خلل فى الرسائل الكهربائية المنبعثة من المخ والتى تفقد القدرة على الوصول بشكل صحيح للعضلات، حيث أن العضلات هى التى تحرك المفاصل ... حيث يوجد لكل عضلة الوقود والفرامل على كل جانب لتمكنها من التمدد والتقلص. وفى بعض الأحيان مع إصابات المخ يتم إعاقة هذه الرسائل وتسبب تحفيز إحدى جوانب هذه العضلات بشكل زائد، وهذا السلك (العضلة) المنهك يكون غير موصل جيد للكهرباء للتحميل الزائد عليه وبالتالى تتأثر حركة العضلات. وإذا لم تصل الرسالة العصبية لهذه العضلات يكون رد الفعل لها شديد. تيبس العضلة وتقلصها (Spasticity & Contracture): هو فرط رد الفعل الطبيعى للعضلة مما يسبب إجهاد غير متكافئ على المفاصل، ومن الممكن أن يؤدى ذلك بدوره إلى توتر العضلة وتقلصها بشكل دائم مما يؤدى قصرها وثباتها على ذلك وعندما يحدث ذلك تتصلب الأرجل والأيدى وتظل على وضع واحد. التحول العظمى (Heterotopic ossification): وهو من الاضطرابات الأخرى المتصلة بالعضلات والمفاصل والمتسببة فيها إصابات المخ، والتى تنمو العظام فيها بشكل زائد عن المعدل الطبيعى لها فى الأنسجة اللينة التى توجد حول المفاصل وبذلك تعوق من حركة المفاصل ويأتى الشعور الدائم بوجود جبيرة داخلية. الاعاقة الجسمية والصحية حالات مختلفة قد تكون ولادية وقد تكون مكتسبة ولكنها عموماً تحد من قدرة الفرد على استخدام جسمه في القيام بالوظائف الحياتية اليومية بشكل مستقل وعادي . # الاضطرابات العصبية . # الاضطرابات العضلية / العظمية # الاضطرابات الصحية المزمنة الاضطرابات العصبية # الشلل الدماغي إعاقة عصبية حركية تنجم عن تلف مراكز التحكم الحركي في الدماغ غالباً ما تقود إلى اضطراب مستوى التوتر العضلي أو عدم التوازن أو فقدان التحكم بالحركات الإرادية # الصلب المفتوح اضطراب ولادي فيه كيس بارز أسفل الظهر ويحتوي هذا الكيس في الحالات الشديدة على جزء من الحبل الشوكي والسائل المخي – الشوكي . # الاستسقاء الدماغي تجمع السائل المخي – الشوكي بشكل غير طبيعي في الدماغ ممايؤدي الى توسع الجمجمة وتلف الأنسجة الدماغية وبالتالي الإعاقة العقلية # شلل الأطفال عدوى فيروسية تؤدي الى تلف الخلايا الحركية في النخاع الشوكي . # الصرع اضطراب مفاجىء في النشاط الكهربائي للدماغ يؤدي الى فقدان الوعي وتشنج اطراف الجسم والنوبات التشنجية . الاضطرابات العضلية / العظمية # بتر الأطراف عدم نمو أو غياب طرف أو أكثر من أطراف الجسم وقد يكون السبب ولادياً أو مكتسباً . # هشاشة العظام عدم اكتمال نمو العظام وقابليتها للكسر بسبب الاصابات البسيطة # التهاب العظام اضطراب في عمليات النمو العظمي بسبب الالتهابات والاصابات . # الحثل العضلي اضطراب يتصف بالتدهور المضطرد في عضلات الجسم الإرادية حيث أنها تستبدل تدريجياً بمواد دهنية . # اضطراب لج – كالف بيرثز تلف مركز النمو في الجزء العلوي من عظمة الفخذ. # التهاب المفاصل الروماتيزمي مرض حاد ومؤلم في المفاصل والأنسجة ينجم عنه تورم وحمى وتيبس. # التقوس المفصلي إعاقة ولادية تكون فيها المفاصل مصابة بالتشوه والتيبس مما يقود إلى قصر العضلات وضعفها والحد من مدى الحركة # انحناءات العمود الفقري وتشمل البزخ ( انحناء العمود الفقري إلى الأمام ) والجنف ( انحناء العمود الفقري وميلانه ) والحدب ( انحناء العمود الفقري إلى الخلف ) الاضطرابات الصحية المزمنة # الربو القصبي # الهيموفيليا . # السكري . # فقر الدم المنجلي . # التليف الحويصلي . # الإضطرابات القلبية . تقسم اسباب الإعاقة الحركية على حسب مكان الاصابة اولا اسباب تتعلق بالمخ مثل الشلل الدماغى ويعتبر اهم سبب للاعاقة الحركية عند الأطفال, استسقاء الدماغ , اصابات الدماغ مثل السقوط و حوادث الطرق , امرض المخيخ , الامراض الوراثية التى تؤدى لتدهور وظائف المخ , بعد بعض العمليات الجراحية للمخ و الجلطات ثانيا امراض النخاع الشوكى مثل الصلب المشقوق , اصابات العمود الفقرى , شلل الأطفال و مرض ضمور الخلايا العصبية (Spinal muscular atrophy), الاورام التى تصيب النخاع الشوكى و المناطق القريبة منه ثالثا امراض الاعصاب الطرفية و العضلات مثل ضمور العضلات او الحثل العضلى (Duchann muscular dystrophy), ضمور الأعصاب الطرفية , اصابة الاعصاب مباشرة قد تكون الإعاقة لاسباب بالجهاز الحركى تشوه نمو العظام, لين العظام اما وراثى او غير وراثى , هشاشة العظام ( Osteogenesis Imperficta ), امراض المفاصل مثل تيبس المفاصل و التهاب المفاصل المزمن , انحناء العمود الفقرى قد يؤدى للإعاقة اذا لم يتم التدخل الجراحى فى الوقت المناسب حيث انه قد يسبب ضغط مباشر على الاعصاب الطرفية وقد تكون اسباب الإعاقة غير مباشرة مثل مرض السكرى و الهيموفيليا و امراض الفشل الكلوى المزمن المصدر: الشبكة السعودية لذوي الاعاقة - القسم: الاعاقة الحركية https://m3aq.net/vb/showthread.php?t=44869 |
||||
2016-02-09, 20:48 | رقم المشاركة : 2467 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2016-02-09, 20:49 | رقم المشاركة : 2468 | ||||
|
اقتباس:
إعـــــداد : عبدالحليم محمد عبدالحليم مقدمة : يتطور الإنسان وينمو ويُصبح له شخصية مميزة وكيان مستقل ووجهة نظر وقدرة على التعامل مع الحياة بكل صعوباتها من خلال العقل الذي وهبه له الله سبحانه وتعالي ولكن هذا العقل لا يعمل ولا يستطيع العمل إلا من خلال الحواس (السمع ، البصر ، الشم ، التذوق واللمس) التي هي مصدر المعلومات التي تدخل إلى المخ ولكن هذه المعلومات التي تُرسلها الحواس لن يكون لها قيمة ولن تصل إلى المخ إلا من خلال الأعصاب التي تنقل هذه المعلومات من الحواس إلى المخ ، إذن فالمخ والحواس والأعصاب الناقلة للمعلومات الحسية مثلث لابد أن تكتمل أضلاعه الثلاثة حتى يُصبح ما نراه أو نسمعه أو نشمه أو نتذوقه أو نلمسه له قيمة حقيقية وواضح بالنسبة لنا . أما إذا كان أحد هذه الأضلاع به خلل فلن نكتسب المعلومات بشكل سليم ولن نستطيع الحياة بشكل طبيعي وسوف يتوقف أو يتأخر تطور النمو لدينا . وهذا الأمر هو ما نلحظه لدي العديد من الأطفال الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات غير عادية وشاذة تجاه المثيرات الحسية المختلفة فاستجابتهم تتميز إما بالبرود والتبلد الشديد وإما بالحساسية الزائدة بشكل لا يتناسب مع شدة أو ضعف المُثير فتكون استجاباتهم أكثر أو أقل حدة من استجابة الأطفال الأسوياء فيما يتعلق بالمُثيرات الحسية مثل الأضواء ، الأصوات ، الألم ، الروائح والملامس . أنواع الحواس : هناك ثلاثة أنواع من الحواس أو الحساسية وهي الحواس الباطنية العامة المتمثلة في الحاجات العضوية والحواس الباطنية الخاصة المتمثلة في التوتر العضلي والحركة والتوازن والنوع الثالث هو الحواس المستقبلة للمنبهات الخارجية وهي المتعلقة بالبصر ، السمع ، الشم ، المس والتذوق . (أ) الحواس الباطنية العامة : هذا النوع من الحواس يظهر في حالة الأحشاء من امتلاء وافراغ معدة ، أمعاء ، مثانة ....، وتنتقل هذه الحواس عن طريق الأعصاب الموجودة في الأجهزة الحشوية من الجهاز الهضمي الموصلة لقشرة المخ ومن مظاهر هذه الحواس الباطنية العامة الجوع ، العطش ، التعب ، الرعشة ، الضيق ، الارتياح ، الإثارة الجنسية ....الخ . وقد ينتج عن اختلال هذا النوع من الحواس أن يفقد الفرد التمييز بين حالتي الجوع والشبع ، أو يفقد الشهية للطعام ، أو البرود والتبلد أو الشعور بالتعب عند القيام بمجهود بسيط جداً أو عدم الشعور بالتعب رغم بذل مجهود شديد جداً . (ب) الحواس الباطنية الخاصة : وهذا النوع من الحواس أكثر تميزاً من النوع السابق حيث أن له أعضاء خاصة لاستقبال التنبهات موجودة في العضلات والأوتار والمفاصل وكذلك موجودة في الجزء التوازني من الأذن الداخلية . وهذا النوع من الحساسية يتأثر بالمنبهات الميكانيكية كالضغط والشدة والاحتكاك والحركة وكل هذه الأمور تتحد في حاسة الحركة والتوازن . ومن مظاهر هذا النوع من الحواس أو الحساسية الإحساس بالضغط العميق والجهد والمقاومة والإحساس بثقل الأجسام والإحساس بوضع الأطراف وحركاتها (المدى ، الاتجاه و السرعة) بالنسبة للجسم ، والإحساس بتوازن الرأس بوضع الجسم وتوازنه بالنسبة إلى قوة الجاذبية (وقوف ، انحناء ، جلوس ، استلقاء و انبطاح) وكذلك الإحساس بتحريك وانتقال الجسم بالنسبة إلى الاتجاهات المكانية فوق ، تحت ، يمين ، شمال ، أمام وخلف . (ج) الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية : هذا النوع من الحواس يتمثل في إحساسنا وإدراكنا للمؤثرات الخارجية والتي تعتمد على كفاءة أجهزة الحواس الخاصة بالسمع ، البصر ، اللمس ، التذوق والشم. ومن مظاهر هذا النوع من الحواس الإحساس باللمس ، البرودة ، السخونة الطعم المر والحلو ، المالح ، الحامض ، الروائح الذكية ، والكريهة ، روائح التوابل ، تمييز الألوان ، تمييز الأماكن ، الأصوات المرتفعة ، الأصوات الضعيفة ، الموسيقي والغناء ، وغيرها من الكثير من المظاهر الحسية التي تعتمد علي الحواس الخمسة . وهذا النوع من الحواس وهي الحواس المستقبلة للتنبيهات الخارجية هو ما سوف نركز عليه ونوضحه بشكل مفصل تعريف الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين :- الاضطراب الحسي هو الخلل أو القصور في أي عضو من أعضاء الحواس Sensory Organs ( العين ، الأذن ، الأنف ، اللسان ، والجلد ) في الخلايا العصبية الحسية Sensory Neurones المسئولة عن توصيل المنبهات أو المُثيرات الحسية الخارجية Sensory Stimulus إلي المخ . وهذه الاضطرابات الحسية تنتشر بصورة واسعة لدي نسبة كبيرة من الأشخاص الذاتويين حيث نجد لديهم استجابات حسية غير عادية وغير ثابت للمُثيرات العادية والمؤلمة فقد يُعتقد أن البعض من الأطفال الذاتويين لا يسمعون لأنهم لا يردون عندما يُنادي عليهم ، في حين تجد البعض منهم يُبالغون في ردود أفعالهم تجاه أصوات معينة ، وكذلك الحال فيما يخص البصر حيث نجد بعضهم لا ينظرون إلي آبائهم أو إلي الأشياء التي تجذب الأشخاص العاديين في حين نجدهم يحملقون في الأضواء أو الأشياء التي تلمع أو ذات البريق لفترات طويلة . وكذلك بالنسبة لحواس اللمس أو الشم فقد يتخذ بعض الذاتويين اللمس والشم طريقة لاكتشاف وتفحص البيئة من حولهم فتجدهم يتعرفون علي كل شئ عن طريق لمسه عدة مرات أو وضعه في الفم أو شمه . كما أن البعض منهم لديه حساسية شديدة لتغيرات الجو ( البرد والحر ) أو للألم وقد يستجيبون لهذه المُثيرات بردود أفعال تتسم بالبرود والضعف وكذلك نجد بعضهم يقاوم اللمس والاتصال الجسدي ولكنهم من جهة أخري يحبون الدغدغة ... وغير ذلك من العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين . مظاهر الاضطرابات الحسية :- تتجلى العديد من مظاهر الاضطرابات الحسية لدي الذاتويين في مظاهر الحس المختلفة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، السمعية ، والتذوقية . أولاً : مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية :- يظن الناس عادة أن الطفل الذاتوي مصاب بالصمم لأنه يتجاهل أصوات مرتفعة جداً كالفرقعة أو صوت انفجار ولا يُبدي أي استجابة لتلك الأصوات ، ولكن في الغالب يعلم الوالدين أن طفلهما ليس أصماً بل هو يسمع كل شئ لأنه قد يلتفت عند فتحهم كيس شيبسي أو مغلف شيكولاته أو أي شئ من الأشياء المفضلة لديه . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية السمعية ما يلي : o البكاء والصراخ في الأماكن المزدحمة والحفلات وأعياد الميلاد \ o تغطية الأذنين باليدين أو وضع الأصابع فيها . o الانتباه الشديد للأصوات الضعيفة والرتيبة مثل بندول الساعة . o سماع صوت الآلات والمحركات . o صدي صوت تساقط الماء o فتح وغلق الأبواب بشكل متكرر . o حب سماع أغاني معينة ذات رتم وإيقاع مرتفع أو منخفض . o التعلق بسماع الآذان أو موسيقي نشرات الأخبار . o الهمهمة مع النفس كثيراً . o البكاء والصراخ عند استخدام الطباشير أو أقلام السبورة أمامه . o الصراخ والفزع عند سماع صوت مفاجئ . o الرعب والهلع عند الاقتراب من شاطئ البحر . o الصراخ والبكاء عند قص الشعر . ثانياً : مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية :- ينطبق نفس الحال فيما يتعلق بالمشاكل الحسية البصرية كما هو الحال في المشاكل الحسية السمعية فقد يتجاهل الطفل الذاتويي الأشياء التي يفضل جميع الأطفال رؤيتها في حين قد يظل لفترات طويلة ينظر ويحملق في شيء يدور أو في جزء من لعبة خاصة به كعجلة السيارة مثلاً . ومن الأشياء الغريبة والمثيرة أن بعض الذاتويين يجدون طريقهم في الظلام ويستطيعون الحصول علي أغراضهم في الغرفة المظلمة بسهولة ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية البصرية ما يلي : o النظر والحملقة في الأضواء بشكل شديد . o متابعة الظل بشكل قهري . o تلمس أوجه الآخرين أو أجسادهم o تقريب الأشياء من أعينهم بشكل مبالغ فيه . o النظر إلي الأشياء بشكل جانبي . o الخوف من التأرجح أو ركوب الألعاب التي تدور بسرعة . o الخوف من صب الماء أو العصير في الكوب . o ضرب الأرجل بقوة أثناء المشي . o النظر إلي الماء وهو يتساقط . o ذر الرمال أو الأشياء الدقيقة في الهواء والنظر إليها باهتمام . ثالثاً : مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية :- يُلاحظ علي بعض الذاتويين أنهم غير حساسين للبرد أو الألم فقد يخرج الطفل الذاتوي في البرد القارس دون ملابس ولا يشعر بالألم إذا ما وقع علي الأرض أثناء الجري أو اللعب ، وقد يضرب الطفل رأسه بالحائط أو الطاولة أو الكرسي ويظهر رغم ذلك وكأنه لا يشعر بالألم أثناء فعله ذلك . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية اللمسية ما يلي : o رفض العناق . o رفض التلامس الجسدي . o التلذذ باللعب العنيف . o خلع الثياب أمام الناس . o الشعور بالبرد في طقس دافئ . o ضرب النفس وعض الأيدي . o كراهية غسيل الأسنان . o خلع الحذاء باستمرار . o الصراخ عند أخذ حمام . o صحن أو صرير الأسنان Teeth Grinding . o هز الأجسام إلي الأمام والخلف . رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :- يلاحظ بعض الآباء علي أطفالهم الذاتويين أنهم يفحصون العالم من حولهم من خلال الشم فهم يشمون أجساد آبائهم أو ألعابهم الخاصة أو حتى الأجهزة الكهربائية بالمنزل . ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية الشمية ما يلي : o رفض استخدام الصابون . o شم الأطعمة قبل أكلها . o رفض بعض الأطعمة. o شم الأدوات والأشياء التي تطالها يديه . o الاحتفاظ بالأشياء البالية . خامساً : الاضطرابات الحسية التذوقية :- توجد لدي بعض الأطفال الذاتويين خصائص تتعلق بالتذوق حيث نجد لدي البعض منهم تفضل الأطعمة الحمضية أو العكس أو رفض بعض الأطعمة ذات طعم معين أو وضع كل شئ في الفم لفحصه سواء كان هذا الشيء لعبة أو أداة من الأدوات الموجودة حوله ومن أمثلة مظاهر الاضطرابات الحسية التذوقية ما يلي : o وضع الأشياء في الفم . o تفضيل الأطعمة الحريفة . o كراهية بعض أنواع الأطعمة ذات القوام الهلامي . تفسير الاضطرابات الحسية :- بعض الذاتويين لا يرون ولا يسمعون الأشياء التي نراها نحن ونسمعها ولا يحسون ويتذوقون ويشمون كما نفعل نحن وهذا هو السبب الأساسي والرئيسي الذي يجعل العالم الحقيقي الذي نعيش فيه مربكاً بالنسبة لهم حيث يأخذون المعلومات من خلال حواسهم بطريقة مختلفة عما نأخذها نحن . وسوف نحاول من خلال السطور القادمة تفسير كل نوع من الاضطرابات على حدا . أولاً : الاضطرابات الحسية السمعية :- إن عملية السمع تتم ليس بالأذن فحسب وإنما بكيفية ذهاب الصوت إلي الأذن ثم إلي المخ وقد اعتدنا علي وصول الصوت إلي عقولنا بالطريقة الصحيحة ولا نفكر أبداً أن الصوت من الممكن أن يذهب إلي عقولنا بطريقة خاطئة ، إلا أن ما يحدث مع الذاتويين عكس ذلك فالصوت قد ينتقل إلي المخ بطريقة ناقصة أو بطريقة مبالغ فيها . لذلك لا يجب أن نعتقد أن الشخص الذاتوي يحصل علي نفس المعلومات عن طريق السمع كما نحصل عليها نحن فها هي (تمبل جراندن) وهي امرأة من الأشخاص الذاتويين الذين تقدموا في حياتهم العلمية والعملية بشكل كبير تقول " تعتريني الدهشة مراراً وتكراراً مما يقول الناس أنهم سمعوه لأنه لا يكون هو نفس الشيء الذي سمعته أنا " . لذلك فإن ما تسمعه أنت هو الشيء الصحيح أما ما يسمعه الذاتوي فهو الشيء الخاطئ أو الناقص ومع ذلك فهو لا يعتقد بأن ما يسمعه هو الشيء الخاطئ. والشخص العادي عندما يري ويسمع شيئاً فإن الصوت والصورة يمضيان معاً في ذات الوقت بشكل متوازن وهو يفعل الأمرين ( السمع والرؤية ) بصورة تلقائية دون جهد أما الذاتوي فيدخل في مخه شيئاً واحداً فقط فإذا دخلت الرؤية أو الصورة أولاً فإن عليها أن تتلاشى خارجة حتى يدخل الصوت وعندما تتلاشى الرؤية يبقي الصوت فقط أو علي العكس يدخل الصوت أولاً ثم يخرج لتدخل الصورة فقط وبذلك تكون هي الشيء الوحيد الذي يحصل الشخص الذاتوي عليه . o الذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة :- تنتشر مظاهر الاضطراب الحسي السمعي لدي الذاتويين بأشكال متنوعة فهذا طفل ذاتوي يُغطي أذنيه بيديه لأن أصواتاً معينة تؤذيه وهذا طفل ذاتوي آخر منزعج بدرجة تصل إلي البكاء والصراخ حينما يسمع صوت المكنسة الكهربائية أو صوت مجفف الشعر ( سيشوار ) وذاك شخص آخر لا يستطيع التركيز في مكان به أشخاص آخرين يتكلمون فيصبح أصوات الناس حوله كصوت المحرك النفاث في رأسه . وتذكر ( تمبل جراندن) أن مربيتها كانت تعاقبها بتفجير كيس بلاستيكي أو ورقي أمامها وكان صوت هذا الانفجار بالنسبة لها كالتعذيب . وهؤلاء الأشخاص الذاتويين يواجهون صعوبة بالغة في معالجة ما يسمعونه بشكل ملائم حيث تكون العصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ لديهم بها حساسية شديدة جداً بحيث أن هذه الأصوات المرتفعة أو المفاجئة تسبب لهم ألماً شديداً الأمر الذي يجعلهم يصرخون أو يحاولون الهرب من المكان الذي يحدث فيه هذا الصوت أو أنهم ينهمكون في القيام بحركات نمطية ليشغلوا أنفسهم بها حتى لا يسمعون تلك الأصوات لأنهم لا يستطيعون التركيز إلا علي مثير واحد فقط أو حاسة واحدة فقط. وهناك من الأشخاص الذاتويين من لديهم حساسية سمعية مرتفعة جداً لدرجة أنهم يقضون وقتاً طويلاً وهم ينصتون إلي نبضات قلوبهم وتنفسهم وقد يقلبون رؤوسهم ليسمعوا تدفق الدم بآذانهم أو يهمهمون بصوت ضعيف جداً يصل إلي حد الهمس مع أنفسهم . o الذاتويين ذوو الحساسية السمعية الضعيفة :- وهم علي النقيض من الذاتويين ذوو الحساسية السمعية المرتفعة أو المفرطة حيث نجد منهم من يحاول دائماً تقريب أذنه من الأشياء ليسمع الأصوات بشكل قوي وهناك من يظل فترات طويلة داخل الحمام ليس بهدف النظافة وإنما بهدف الاستماع إلي صدي صوت المياه وهي ترتطم بالأرض أو بوعاء ، وهناك من يحب سماع أصوات الصافرات أو أصوات السيارات ذات المحركات الضخمة ، أو أصوات ارتطام الأمواج مع الصخور أو إغلاق الأبواب بعنف مرات عديدة بغية سماع صوتها القوي عند الإغلاق . وهذا النوع من الأشخاص الذاتويين تكون الأعصاب الذاهبة من الأذن إلي الدماغ بالغة النقص في الحساسية السمعية لذلك فقد ترد الأصوات عبر الأعصاب بمنتهى الضعف وهم يحاولون بصعوبة الحصول علي المعلومات من تلك الأصوات الضعيفة . وبشكل عام لا يستطيع الشخص الذاتوي تحديد ما يجب أن يُركز عليه ولذلك فعليه إما أن يسمع كل الأصوات الداخلة إلي أذنه وإما أن يغلق سمعه ( من خلال شغل نفسه بحركات نمطية أو بالنظر إلي شيء ) فلا يسمع أي شيء مما يدور حوله فها هي (تمبل جراندن) تقول " قد أكون مستمعة لأغنية مفضلة لدي في الراديو ثم أكتشف بعد ذلك أنني أضعت نصفها حيث ينغلق سمعي في بعض الفترات " o التشابه بين الذاتويين والصُم :- يظُهر الأطفال الصُم بعض الأعراض والسلوكيات مثل الانزعاج من تغيير الروتين ، العصبية والعدوانية في بعض الأحيان ، والسلوك الإنسحابي وهذه الأعراض والسلوكيات تجعلهم يتشابهون مع الذاتويين ويرجع هذا التشابه بين الجانبين إلي القصور أو الحرمان الحسي السمعي أو التشويش السمعي لديهم حيث يؤدي ذلك إلي فهم خاطئ للموقف وبالتالي سوء التصرف ومن ثم قلة التواصل الاجتماعي والإحساس بالنقص أو الدونية وعدم القدرة علي توصيل ما يرغب فيه إلي الآخرين . ثانياً : الاضطرابات الحسية والبصرية :- قد تري حصاناً جميلاً يسير أمامك فتسأل الشخص الذاتوي ما رأيك في هذا الحصان ولكنه يتعجب لسؤالك لأنه لم يري حصاناً كما رأيته أنت لأن بصره كان مثبتاً علي ظل زيل الحصان أو علي صوت وقع أقدام الحصان وهو بذلك لم يري حصاناً كما رأيته أنت . لذا ينبغي عليك ألا تظن أن ما يبدو لك أو ما يجذب انتباهك قد يجذب انتباه الشخص الذاتوي لأنه ينظر إلي جزء في الشيء ويُركز علي هذا الجزء ويراه بوضوح تام ولكن كل شيء حوله يكون باهتاً ومشوشاً . o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المفرطة :- بعض الذاتويين تشغلهم الأشياء الدقيقة الصغيرة فتجد أحدهم يظل ناظراً إلي ذرة غبار لساعات طويلة ، وقد تجد أحدهم يحب رؤية الأشياء من خلال إنعكاسها في الماء وبعضهم يكون بارع جداً في تركيب الأحاجي (Puzzles ) والبعض منهم يستطيع الحصول علي كثير من المعلومات وحفظها من خلال أعينهم لدرجة يستطيعون معها تذكر تفاصيل وصور كتاب كامل بمجرد رؤيته مرة واحدة . وبعض الذاتويين قد لا يتحملون بعض الأضواء والألوان الفسفورية فتجدهم يرفرفون بأيديهم أمام أعينهم أو يغمضون ويفتحون أعينهم بطريقة سريعة أو يضعون ايديهم عليها . مثل هؤلاء الأشخاص يكون مسار الرؤية لديهم عالي الحساسية حيث تكون الأعصاب الذاهبة من العين إلي المخ شديد الحساسية . o الذاتويين ذوي الحساسية البصرية المنخفضة :- علي عكس النوع السابق بعض الذاتويين الذين لديهم حساسية بصرية منخفضة حيث تأتي بعض المشاهد عبر الأعصاب بشكل ضعيف جداً لذلك نجد بعضهم يبذلون جهداً خارقاً لرؤية شيء واضح جداً ، وقد تجد بعضهم يتلمسون بأيديهم الأشخاص لأن الأشخاص والأجسام تظهر لهم كخطوط عريضة ذات حواف مشوشة ولذلك يلجئون إلي تحسس هذه الأجسام حتى يتبينوا ما هي . وتجد هناك من يضع الأشياء بالقرب من عينيه أو يحركها باتجاهات متعددة أمام العين أو يميل برأسه ليري ما إذا كانت الأشياء لاتزال كما تبدو عليه ذاتها . وبعض هؤلاء الأطفال يتمكن من تبين الارتفاعات لذا لا يكونوا متأكدين عند نزولهم السلم أو مضيهم في الأنفاق وقد يخافون من الأشياء التي تدور بسرعة لأن كل شيء يبدو لهم ضباباً غير واضح وقد يخشون صب الماء في الكوب لأنهم لايستطيعون رؤية حواف الكوب . وهناك بعض الأشخاص الذاتويين تجد لديهم النوعين السابقين من الحساسية البصرية ( المفرطة والضعيفة ) فقد تكون لديهم حساسية بصرية شديدة جداً في بعض الأحيان وتكون منخفضة في أحيان أخري فتجد بعضهم يضع الأشياء بالقرب من عينه مباشرة لتفحصها ( حساسية ضعيفة ) في حين يكره رؤية الأشياء التي تدور بسرعة ( حساسية مفرطة) o التشابه بين الذاتويين وفاقدي البصر :- يتشابه فاقدي البصر مع الذاتويين في بعض اللزمات الحركية التي يقومون بها مثل هز الرأس أو لي الأصابع أو تحريك الحواجب أثناء الكلام أو رفع الرأس لأعلي أو تحريك الرأس بشكل قهري أثناء الكلام . ثالثاً : الاضطرابات اللمسية :- من الأمور المنتشرة لدي الذاتويين سوء معالجة اللمس فإما أن تجد بعضهم يكره التلامس وإما أن تجد بعضهم يفضل اللعب الجسدي العنيف. o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة :- وهناك بعض الذاتويين الذين تكون أعصابهم الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ حساسة جداً الأمر الذي يؤدي أحياناً إلي أن بعضهم يقفزون هرباً من لمسة رقيقة أو حضن من أحد ذويهم لأن هذا اللمس الجسدي يؤذي جلودهم وتري بعضهم يشعر بالبرد في جو حار والبعض الآخر قد يشعر بارتفاع درجة حرارة جسمه في جو شديد البرودة . وبعضهم يسيئ التصرف والسلوك ولايعلم الآخرين سبباً لذلك إلا أنه قد يكون مرتدياً لملابس ضيقة أو ذات ملمس لايريح جلده وبعضهم يخشي ارتداء أنواع جديدة من الثياب بسبب ذلك ولذلك يكون هناك صعوبة لديهم في التأقلم مع الملابس الجديدة . ولذا تجد أن المنبهات التي يكون لها تأثير بسيط علي معظم الناس يكون تأثيرها سيئ ويصل إلي حد التعذيب بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المفرطة ولذلك نجد تمبل جراندن تشير إلي ذلك بقولها " لقد أردت أن أشعر بإحساس جيد لكوني محضونة لكنني عندما كنت أُحضن من قبل الناس كانت المنبهات تغرقني كموجة بحرية هائجة ، وقد استغرقت وقتاً طويلاً كي أتعلم قبول الإحساس بأن أظل ممسوكة ولا أحاول الهروب " ويقول براد براند وهو شخص من الذاتويين الذين وصلوا لمستوي متقدم من مراحل التعليم والعمل والحياة باستقلالية يقول " إنني كنت أنفر من بعض الناس عندما يلمسوني ليس لأني لا أحبهم وليس خوفاً من ملامسة هؤلاء الأشخاص وغنما خوفاً من عملية التلامس الجسدي نفسها " o الذاتويين ذوي الحساسية اللمسية المنخفضة : مثل هؤلاء الأشخاص تكون العصاب الذاهبة من جلودهم إلي الدماغ قليلة الحساسية وبذلك يأتي الحس باللمس عبر تلك الأعصاب ضعيفاً جداًً لذا يجب عليهم أن يحاولوا جاهدين الحصول علي المعلومات من تلك اللمسات الضعيفة ولذلك فقد تجد البعض منهم يضرب نفسه علي رأسه أو يلطم وجهه ، وبعضهم يهزون أجسادهم للأمام وللخلف أو يضعون أنفسهم بين قطع الأثاث المتجاورة أو يضعون أنفسهم تحت وسائد الأريكة ويجعلوا شخص آخر يقف عليها . رابعاً : الاضطرابات الحسية الشمية :- هناك بعض الذاتويين الذين ينزعجون من معالجة الروائح النفاذة أو القوية وبعضهم يضع كل شيء علي أنفه ويشم كل شيء تصل يده إليه . o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية المفرطة :- هناك بعض الأشخاص الذاتويين الذين تكون الأعصاب الذاهبة من أنوفهم إلي أدمغتهم حساسة جداً ولذلك تأتى الروائح قوية جداً عبر تلك الأعصاب الأمر الذي يغضبهم ويجعلهم يبكون أو يصرخون أحياناً فقد تجد بعض الذاتويين يكرهون الدخول للحمام وبعضهم يكره دخول المطبخ وبعضهم يكره الجلوس بجوار أي شخص يضع عطراً فتجد أن بعض الأطفال يهربون عند اقتراب آبائهم أو أمهاتهم منهم ليس لأنهم لايحبونهم وإنما يرجع ذلك لأنهم لا يستطيعون تحمل رائحة الأب أو الأم وليس معني ذلك أن رائحة الأب أو الأم نفاذة أو سيئة وإنما لأن أعصاب الشم لدي هؤلاء الذاتويين حساسة جداً . وبعض هؤلاء الأطفال يكره بعض الأطعمة لأن لها رائحة نفاذة وحادة وقوية . o الذاتويين ذوي الحساسية الشمية الضعيفة :- ومثل هؤلاء الأشخاص تجدهم يشمون كل شيء تقع عليه أيديهم أو يحبون بعض الأطعمة ذات الروائح النفاذة والقوية أو تجدهم يحبون الاقتراب من الأفراد الآخرين وشم أجسامهم وذلك لأن أعصاب الحس الشمي لديهم أي الأعصاب الذاهبة من الأنف إلي المخ ضعيفة جداً ولذلك فإن الروائح تصل بصعوبة وبشكل ضعيف . خامساً : اضطرابات الحسية التذوقية :- الاضطرابات الحسية التذوقية شأنها شأن الاضطرابات الحسية الأخرى فينقسم المصابون بها إلي قسمين إما ذوي حساسية مفرطة أو مرتفعة وإما حساسية منخفضة أو ضعيفة . o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية المفرطة :- بعض الذاتويين تكون العصاب الذاهبة من الفم إلي المخ حساسة جداً تجدهم يرفضون تناول بعض الأطعمة مثل الطعنة التي يصعب مضغها كاللحم أو الدجاج أو بعض الأطعمة الهلامية كالجيلي أو الأطعمة الملساء كالبطاطس المهروسة لأن كل هذه الأطعمة تولد لديهم إحساس سيئ في الفم واللسان والأسنان . o الذاتويين ذوي الحساسية التذوقية الضعيفة :- هنا نجد أن بعض الذاتويين يفضلون أكل الأطعمة الحريفة وبعضهم يأكل بعض المواد والأشياء غير الصالحة للأكل مثل التراب أو الخشب وبعضهم يلجأ إلي عض أي شيء تطاله يده وهناك من هؤلاء الأطفال من يضع الأشياء في فمه كمحاولة لاستكشاف الشيء عن طريق طعمه وقوامه وسمكه وهؤلاء الأشخاص تكون الأعصاب الذاهبة من الفم إلي المخ ضعيفة جداً . أسباب الاضطرابات الحسية :- يتضح لنا من العرض السابق أن جميع الاضطرابات الحسية السابقة السمعية ، البصرية ، اللمسية ، الشمية والتذوقية تحدث نتيجة لأحد الأسباب الثلاثة التالية: 1- أعصاب حسية مفرطة أو شديدة تصل بين الحواس والمخ . 2- أعصاب حسية ضعيفة تصل بين الحواس والمخ . 3- أعصاب حسية سيئة في الاتجاهين فأحياناً تكون شديدة الحساسية وأحياناً تكون ضعيفة الحساسية . علاج الاضطرابات الحسية :- هناك طريقتان لعلاج أو للتعامل مع الاضطرابات الحسية :- الطريقة الأولي :- هي أن تحاول تهيئة الواقع المحيط بالطفل الذاتوي وفقاً لحالته : o فمثلاً بالنسبة للذاتويين ذوي الحساسية السمعية المفرطة فمن الأفضل أن تقلل من حدوث المثيرات أو المنبهات الصوتية المرتفعة والمفاجئة وإذا كان سيحدث صوتاً عالياً يمكنك أن تنبه الذاتوي إلي حدوثه ومن الممكن أن تُحدث له صوتاً خفيفاً يحل محل الصوت العالي . o أما الأفراد ذوي الحساسية السمعية المنخفضة فيمكن إشغالهم بمشاهدة مناظر وسماع أصوات وبذلك لا تجعلهم يحاولون سماع صوت واحد فقط ومن الممكن أن توجه انتباههم إلي الأشخاص أو الأشياء التي تصدر هذا الصوت ولا تجعلهم يوجهوا انتباههم فقط لتلك الأصوات وإنما إلي الناس والأجسام التي تصدر تلك الأصوات . o أما بالنسبة لذوي الحساسية البصرية المفرطة يكون من المجدي عدم تعريضهم للأضواء البراقة المبهرة أو الأشياء ذات الألوان الفسفورية أو تحاول تحويل انتباههم عن رؤية تلك الأضواء أو الألوان بأن تعطيه أشياءً تدور أو تضع علي أعينهم نظارات شمسية . وبالنسبة لذوي الحساسية البصرية الضعيفة فيكون الأمر عكس ذلك فيجب جعل الأضواء أكثر بريقاً أو تجعلهم يستخدمون عدسات مكبرة أو أن تعلمهم أن يحاولوا اكتشاف الشيء بأيديهم بدلاً من وضعه علي العين مباشرة . o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية المفرطة فيجب عدم تعريضهم للملامس الخشنة وبدلاً من ذلك يتم إعطائهم أشياء ناعمة الملمس وإذا شعروا بالبرد في شهور الصيف فيجب أن تلبسهم ملابس ثقيلة أو أن تعطيهم معاطف ولايجب إلباسهم ملابس ضيقة . o وفي حالة الأشخاص ذوي الحساسية اللمسية الضعيفة فيكون العكس تماماً فيمكن تعريضهم للأشياء والملامس الخشنة واللعب العنيف معهم وتعريفهم دائماً للضغط الجسدي فتمبل جراند التي اخترعت آلة للضغط تقول " بعد استخدامي للآلة تعلمت أن ألمس القط بشكل أكثر لطافة بحيث قرر البقاء معي بعد أن كان يهرب مني وتعبن عليَّ أن أكون مرتاحة قبل أن أوفر الراحة للقط وقد أعطتني الآلة هذه الراحة وكان للآلة تأثير مهدئ علي الجهاز العصبي لديَّ وكذلك علي السلوك المفرط في رد الفعل". o أما ذوي الحساسية الشمية المفرطة فيحتاجون عدم تعرضهم للروائح النفاذة كالعطور والصابون أو معجون الأسنان وإذا كانوا في غرف مغلقة فيجب فتح نوافذ الغرفة له لتجديد الهواء الجديد المنعش أو تقوم بإخراجه من الغرفة . o والأشخاص ذوي الحساسية الشمية الضعيفة يحتاجون إلي روائح نفاذة وشديدة وقوية حتي يشعروا بحاسة الشم لديهم ومن الأفضل أيضاً إن أنت جعلتهم ينشغلوا بحاسة أخري غير الشم كأن تجعلهم ينظرون لشيء أو يستمعون لموسيقي أو أي أصوات أخري أثناء تناولهم أو تعرضهم للأشياء ذات الروائح الضعيفة بالنسبة لهم. o والأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المفرطة يجب عليك تغيير ما قد يؤذي أفواههم ويعطيهم شعوراً غير سار فقد يتناولون طعاماً ذات طبيعة هلامية أو يحتاج مضغ فترة طويلة كاللحم أو الدجاج فيكون من الأفضل أن أنت أعطيتهم هذا النوع من الطعام في شكل قطع صغيرة جداً ورقيقة أو تعطيهم ماء كي يشربوا أو قطعاً من الشكولاته . o أما الأشخاص ذوي الحساسية التذوقية المنخفضة والذي يضعون كل شيء في أفواههم أو لا يأكلون إلا الأطعمة الحريفة فيكون من الأفضل محاولة صرف انتباههم بفتح قنوات حس أخري غير التذوق ومحاولة وضع الأشياء في أيديهم وأمام أعينهم ويجب تقليل تناولهم الأطعمة الحريفة بالتدريج . الطريقة الثانية : تهيئة الشخص الذاتوي للتعامل مع الواقع :- وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدي والأنفع والأكثر واقعية . وتتلخص هذه الطريقة في الإصرار علي تعريض الطفل لكل المثيرات القوية والضعيفة وتهيئته للتعامل مع كل المثيرات المختلفة وتقبلها كسماع الأصوات القوية والمفاجئة وفي نفس الوقت الأصوات الخفيفة أو الهامسة أو تعريضهم لجميع أنواع الملابس المختلفة أو الإصرار علي أن نجعله يتعامل مع المثيرات التي ينفر منها . وفي تصوري أن هذه الطريقة هي الأجدى والأنفع والأكثر واقعية فليس من الممكن تهيئة الواقع للشخص الذاتوي ذوي الحساسية السمعية المفرطة بحيث لاتحدث أصوات قوية أو لا نجعله يتعرض لهذه الأصوات لأننا إذا أمكننا توفير ذلك في البيت وفي المدرسة فلا يُمكننا توفير ذلك في الشارع ، النادي ، السوق ، الحفلات ... وغيرها من المناسبات الأخرى وبالمثل يمكن قياس ذلك علي باقي الحواس الأخرى . علاقة الحرمان الحسي بالذاتوية :- والحرمان الحسي هي عملية تتضمن حرمان الفرد من المؤثرات الخارجية والعزل الإدراكي والعزل الاجتماعي وهو ما يعرف أحياناً في الوقت الراهن بعملية غسيل المخ . وقد قامت النظريات الفسيولوجية والنظريات المعرفية ونظرية التحليل النفسي بدراسة هذه الظاهرة وقد استخلصت الأبحاث المنبثقة عن هذه النظريات مجموعة من الخصائص التي يتسم بها الأشخاص الذين مروا بعملية الحرمان الحسي ومن هذه الخصائص : o قلة القدرة علي التركيز . o تفكك وانحلال في التفكير ( تفكير غير مترابط ) o قلة القدرة علي تفهم الموضوع . o عدم القدرة علي التعامل مع المعادلات الحسابية . o اضطراب في الإدراك ويشمل خداع ، أوهام وهلاوس o قلق وخوف ومزج الواقع بالخيال . o زيادة القدرة علي الحفظ الصم Rote o اختلال وظيفة الأنا ( عدم القدرة علي التعامل مع البيئة الخارجية) o ظهور ظواهر نفسية بدائية مكبوتة ورغبات طفلية . وعند النظر بإمعان إلي الخصائص السابقة يتضح أن هذه الخصائص أو الظواهر يظهر أغلبها لدي الذاتويين الأمر الذي يُشير إلي أن الاضطرابات الحسية قد يكون لها دوراً أساسياً ورئيسياً في إحداث أعراض الذاتوية . ونترك للقارئ ( المُعلم ) الحكم على هذا الاستنتاج بنفسه من خلال تعامله مع الأطفال الذاتويين . المراجـــــــــــــع أولاً المراجع العربية :- 1- أحمد عكاشة (1982) : علم النفس الفسيولوجي ، دار المعارف ، الطبعة السادسة . 2- سميرة عبداللطيف السعد (1992) : معاناتي والتوحد ، دار النشر المؤلفة ، الطبعة الأولي . 3- عبدالحليم محمد عبدالحليم (2004) : الذاكرة لدي المصابين بالذاتوية Autism والمصابين بالتخلف العقلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، قسم علم النفس ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس . 4- عثمان لبيب فراج (2002) : الإعاقات الذهنية في مرحلة الطفولة ، المجلس العربي للطفولة والأمومة ، الطبعة الأولي. 5- لورنا وينج (1996) : الأطفال التوحديون ، ترجمة هناء المسلم ، الطبعة الأولي ، غير مبين دار النشر . 6- مركز الكويت للتوحد : رسائل من عالم التوحد " اللغز الذي لم يوجد له حل حتي الآن" مركز الكويت للتوحد . ثانياً :- المراجع الأجنبية 7.Benneto, L. Rogers, S. (1996); Autism spectrum disorders. In James Jacolison, A.M (Eds.) Psychiatric Secrets. New York, Hanly and Belfast, Inc. 8.Beth, A. (1998); the Development of tools for earlier diagnosis of autism is moving quickly. American Psychological Association (APA), Nov. Vol. (11) 29. 9.Ellis, K.. & Wing, L. (1990); What is autism? Family Services, The National Autistic Society. 10.Fred, R. Volkmar, (1999); Autism and pervasive developmental disorders. Cambridge Monographs in Child and Adolescent Psychiatry, Cambridge University Press. 11.Philip, C. (1995); Abnormal Psychology. Los Angeles, University of California. 12.Robert, B.; Andrew, J.; Philip, K; Preston, V.; Gordan, D. (1992); The Merck manual of diagnosis and therapy. Merck Research Laboratories, Merck & Co. Inc. 13.William, H. & Michael, O. (1993); Exceptional children. New York, Merrill, an Imprint of MacMillan Publishing Company. عبدالحليم محمد عبدالحليم 13/6/2005 القاهـــرة https://www.gulfkids.com/ar/index.php...rtCat=9&id=495 |
||||
2016-02-09, 20:50 | رقم المشاركة : 2469 | ||||
|
اقتباس:
الاضطرابات الحسية الجسدية تقييم الأعراض والعلامات: تنشأ الاضطرابات الحسية الجسدية عن خلل يصيب سبل الحس في أي موضع من مسيرها ، بدءاً بالمستقبلات الحسية في الجلد أو تحت الجلد أو العضلات أو الأحشاء ، وحتى مناطق الحس المركزية في قشر الفص الجداري .وبين هذين الموضعين النهائيين تمر الجذور الخلفية ومن ثم تدخل الحبل الشوكي. تتشابك السبل التي تحمل حس الألم والحرور في القرن الخلفي وتمر إلى الجهة المقابلة من الحبل وتصعد إلى المهاد . أما الألياف التي تحمل حس الإدراك الحسي واللمس الخفيف فتصعد في نفس الجهة من الحبل الشوكي وتتشابك في مضيق الدماغ ثم تتصالب في الجسر ثم تصعد إلى المهاد في الجهة المقابلة . وبما أن الألياف الحسية تتشارك مع الألياف التي تحمل وظائف عصبية أخرى في مسير تشريحي واحد، فإن اضطرابات حس الجسد المنفصلة عن بعضها غير شائعة . هذا وعلى الرغم من أن الأعراض الحسية الجسدية مصدر شكوى لكثير من المرضى ، فقد لا نحصل بفحص المريض على نتائج أكيدة ، مما يجعل الأطباء يعتمدون أكثر على الشذوذات الحركية والانعكاسية لوضع تشخيص تشريحي وسببي للخلل العصبي . وهكذا فقد بحثت معظم الشذوذات الحسية مع الشذوذات الحركية المرافقة لها ( كما في اضطرابات الأعصاب المحيطية ) أو مع مختلف الأمراض المسببة لها ( كأمراض الدماغ والحبل الشوكي الوعائية أو الورمية ) ولم يبحث هنا سوى قليل من اضطرابات الحس . كما بحثت أمراض السبل الحسية المؤلمة في السابق. تقييم المريض: يمكن لاضطرابات حس الجسد أن تنقص الحس أو أن تزيده أو أن تشوهه حسب نمظ الإصابة وشدتها . يعرف نقص الحس بعدم إدراك المريض لما يلمسه ( نقص الحس أو فقد الحس ) ، أو بعدم إحساسه بالألم أو بالحرارة ( فقد حس الألم والحرور). أما في فرط الحس فيشعر المريض بوخز ( مذل Parasthesias ) ، تلقائياً أو أحياناً بعد حروق الشمس ( فرط الحس Hypperesthesia ) . أما خلل الحس Dysesthesias فهو إحساس مزعج أو مؤلم يحدثه منبه غير مؤلم . ولا يمكن غالباً بالفحص تأكيد شذوذات الحس الخفيفة التي يشعر بها المريض تلقائياً . وفي مثل هذه الحالة يجب أن يطلب من المريض أن يصف هذا الشذوذ الحسي بما أمكن من الدقة ، وأن يرسم توزعه . و كثيرون من المرضى يفركون الجزء المصاب بلطفط لإظهار اضطراب الحس ( المذل ) الموضعي . وهذا يسمح للطبيب بتحديد ما إذا كان الشذوذ الحسي يتبع عصباً وحيداً ( كما في الخدر الفخذي المؤلم ) أو عدة أعصاب ( كما في اعتلال الأعصاب ) ، أو جذراً عصبياً ، أو جزءاً من الجملة العصبية المركزية . وعلى الطبيب أن يحاول توثيق الشكاوى الحسية بفحص للحس دقيق . ويكفي عادة الفحص بالدبوس لاختبار الحس ( يستطيع كثير من المرضى السليمي الحس التفريق بين رأس الدبوس الحاد وطارته الكليلة ) . ويجب أن يجرى اختبار الحس بكل أنماطه من المنطقة المضطربة الحس إلى المنطقة السوية ، وأن يسأل المريض أن ينتبه للحدود بينهما . يمكن اختبار اللمس بقطعة من القطن ، وحس الاهتزاز بمرنان 128 هرتز ، وحس الوضعة بتحريك المفاصل حركات صغيرة ( يفضل المفاصل الصغيرة كمفاصل الأصابع في اليدين والقدمين ) ويسأل المريض عن اتجاه الحركة . يوضع في يد المريض شيء وهو مغمض العينين ويطلب إليه التعرف عليه ( حس معرفة الأشياء Stereognosis ) كما يطلب إليه تمييز نقطتين تبعدان عن بعضهما 2 - 3 مم في نهاية الأصبع بواسطة فرجار. والفحوص الحسية العصبية صعبة الإجراء ، ولا سيما إذا كان المريض متعباً ، ولذا يمكن إجراؤها على عدة جلسات ، مع العلم أن حدود اضطراب الحس قد تتغير من فحص لآخر حتى في الاضطراب الثابت . تزول المنعكسات الوترية باكراً في إصابة الألياف الحسية الغليظة لأن إصابتها تكسر القوس الانعكاسية وتوقف المنعكس الوتري . وهذا يعني دوماً أنه إذا كانت منعكسات المريض الوترية سوية ( ولا سيما منعكس الدابرة ) أنه ليس مصاباً باعتلال عصبي في الألياف الحسية الثخينة . اضطرابات الحس النوعية : تحدث اضطرابات حس البدن بشكلين : الأول عندما تصيب آفة بنيوية بؤرية جزءاً من الجملة العصبية التي تنقل الحس . والأمثلة على ذلك احتبال الأعصاب الحسية كالعصب الفخذي الجلدي الوحشي ) وانضغاط الجزء الحسي من الجذر العصبي في انفتاق القرص ، وحدوث آفة صغيرة تصيب الألياف الشوكية - المهادية المتصالبة في الملتقى الأمامي من الحبل الشوكي ( كالورم والتكهف ) وستبحث الاحتشاءات والأورام الصغيرة التي تصيب الأعصاب الحسية تحت عناوين مناسبة في فصول قادمة . والمثال الثاني هو عندما يصيب اضطراب استقلابي أو تنكسي الألياف الحسية دون الألياف الحركية . وأحسن مثال على أمراض الجهاز الحسي المنتشرة الواسعة هو اعتلالات الأعصاب الحسية ، ا لحادة أو تحت الحادة ، التي تصاب بها المحورات الحسية أو إصابة خلايا عقد الجذور الخلفية المباشرة. ومثال آخر ، نادر جداً ، هو فقْدُ حس الألم الشامل الخلفي Congenital Universal Indifference to Pain : الذي يتميز بفقد حس الألم الخلقي في كل الجسم مع بقاء بقية أنماط الحس سليمة . وأساس هذه الحالة الفيزبولوجي المرضي غير معروف . ينجم اعتلال العصب الواحد أو اعتلال الجذر الواحد ، عادة عن - احتبال العصب المار عبر مناطق ضيقة ( كالثقب بين الفقرية أو مخرج الصدر أو نفق الرسغ ) وأكثرها حدوثاً هو ألم الفخذ المذلي Paresthetica Meralgia وهو اعتلال عصبي حسي ينتج عن احتبال أو انضغاط العصب الفخذي الجلدي الوحشي أثناء مروره تحت الرباط الإربي . فالأشخاص السمان الذين يلبسون أحزمة مشدودة ، وأولئك ذوو البطون المترهلة المهتزة ، يصابون أحياناً بخدر وحس حرق في الوجه الوحشي الأمامي من الفخذ . ويثير هذه الأعراض أحياناً الوقوف والمشي المديدان . وقد يساعد في تحسين هذه الأعراض إنقاص الوزن وعدم استعمال الأحزمة . ولكنها تزول تلقائياً في كثير من الحالات . ولعدم وجود ألياف حركية في العصب الفخذي الجلدي الوحشي لا تحدث في إصابته اضطرابات حركية أبداً . وتحدث متلازمة مماثلة خدراً في الوجه العلوي لإبهام اليد عندما يضغط حزام الساعة المشدود الفرع الجلدي للعصب الكعبري . وقد تقتصر متلازمة نفق الرسغ ومتلازمة مخرج الصدر في بدئهما على الحس فقط ولا تحدثان عجزاً جدياً إلا إذا أصيبت معها الألياف الحركية أيضاً . اعتلال الأعصاب الحسية او التي يغلب فيها إصابة الحس : الاسقلابية السموم الداء السكري اليوريميا الداء النشواني الأرسنيك أكريلاميد التاليوم التركلورواثيلين الأدوية متفرقات البيريدوكسين السيسيلاتين التاليدوميد الايزونيازيد التأثيرات الجانبية للأخماج التأثيرات الجانبية للأورام التهاب المفاصل الرثياني وسيبحث فيما بعد انضغاط الجذر الحسي وانضغاط السبيل الحسي في الحبل الشوكي كما يحدث في انفتاق القرص بين الفقري أو في داء الفقار الرقبي أو القطني . ويمكن للحلأ النطافي أن يسبب ألماً وفقد حس في توزع الجذر العصبي المصاب . يمكن لاعتلالات الأعصاب أن تبدأ بضعف الحس وأن تبقى حسية فقط أحياناً . واعتلال الأعصاب الالتهابي الحسي الحاد Sensory Neuroparh Acute Inflmmatory ، أو اعتلال العصبون الحسي الالتهابي ، وهو النظير الحسي لاعتلال الجذور الحركي ( متلازمة غيلان باريه ( Syndrome Guillain -Barr ) . وهو أندر منه . ويمكن أن يتلو خمجاً عادياً بعدة أسابيع يبدأ سريعاً بألم وفقد الحس . ويمكن لأي منطقة في الجسم أن تصاب وتكون الإصابة متناظرة عادة . ويصاب هؤلاء المرضى بالعجز الشديد بسبب اضطراب الحس وفقد الاستقبال الحسي في اليدين والساقين مما يمنعهم من المشي والقيام بحركات للدقة . وتزول عادة المنعكسات الوترية . وقد يظهر فحص ال س . د . ش زيادة في الآحين . وتكون سرعة التوصيل العصبي غالباً سوية بينما لا يمكن الحصول على الكمونات الحسية المحرضة. إنذاره على نقيض إنذار متلازمة غيلان - بارية سيء بالنسبة للشفاء ، إذ يبقى المرضى عادة عاجزين بسبب فقد الحس . وهناك صورة سريرية مماثلة لاعتلال الأعصاب الحسية الالتهابي تصادف أحياناً كتأثير جانبي بعيد للسرطانات . والبدء فيه أيضاً تحت الحاد ولا يشفى . وقد تتشارك معه علامات عصبية مركزية أخرى ( التهاب الدماغ والنخاع ) ، ويتشارك .عادة مع سرطان الرئة صغير الخلايا . ونادراً ما يشفى منه المريض حتى ولو عولج السرطان الأولي المسبب بنجاح . ومرضيته هي تخرب خلايا عقد الجذور الخلفية المرافقة بارتشاحات التهابية موضعة . اعتلالات الأعصاب الحسية الوراثية نادرة ، النمط الأول منها هو اعتلال جذري عصبي موروث بخلة سائدة ويصيب حس الألم والحرور أكثر من حس اللمس والاستقبال الحسي . وقد يؤدي لتقرحات ثابتة ( الداء الثاقب ) في القدمين . والمرض مترق ببطء. ويوضع التشخيص بالقصة العائلية . والنمطان الثاني والثالث مورثان بخلة صاغرة ويبدآن في الطفولة . والنمط الثالث يتشارك باضطراب في الجملة المستقلة ( خلل الجملة المستقلة أو مرض رايلي - داي Riley - Day ) كما أن الداء النشواني الأسري يسبب أيضاً أشد الأذى لألياف الألم وألياف الجملة المستقلة . وكثير من اعتلالات الأعصاب الاستقلابية والسمية تبدأ باضطرابات حسية وتبقى كذلك . وينطبق ذلك على اعتلالات الأعصاب السكرية واليورميائية Uremic Neuropathies . ينطبق أيضاً على اعتلالات الأعصاب المسببة عن السيسبلاتن Cisplatin والبيردوكسين Pyridoxine والإيزونيازيد Isoniazid والثاليسومايد Thalidomide . الكاتب www.medial.com 2009-02-19 |
||||
2016-02-09, 20:53 | رقم المشاركة : 2470 | ||||
|
اقتباس:
الحركة هي النشاط وهي الشكل الأساسي للحياة وهي في مضمونها استجابة بدنية وحتى نتجنب الخوض في عمارا لتعريفات فان الحركة التي نقصدها هي هي الحركة الهادفة التي تودي إلي النشاط الملحوظ في العضلات الهيكلية أي الحركة الإرادية , ودوما كانت الحركة هي الطريقة الأساسية في التعبير عن الأفكار والمشاعر والمفاهيم وعن ألذات بوجه عام فهي استجابة بدنية ملحوظة لمثير ما سواء كان داخليا ام خارجيا واهم ما يميزها هو ذلك التنوع الواسع في أشكالها وأساليب أدائها كما ان الحركة من طرق التعليم قديما وحديثا فهي تساعد علي اكتساب النواحي المعرفية وتشكيل المفاهيم وحل المشكلات فمن خلا ل الحركة تمكن الإنسان من تحقيق اكتشافات عديدة في بيئته الطبيعية والاجتماعية مما ساعده في نفس الوقت علي اقتصاد جهده وحركاته وتكيف أنماط حياته تبعا لذلك , ولذلك فان الخبرة الحركية خبرة غرضية لانها تساعد الطفل علي مواجهة العالم من حوله لذا فمن واجبنا ان نساعد الأطفال من الجنسين علي ان يكتشفوا إمكانيتهم الحركية ليعلموا ما في استطاعة أبدانهم من قدرات , والحركة هي النمو فكل أشكال النشاط الإنساني تتضمن الحركة وتحتاج اليها , والنظرة الشمولية علي مدى تاريخ الوجود الإنساني توضح أهمية الفترة التي نطلق عليها فترة التربية الحركية لطفولة الإنسان والتي تبدأ عقب ميلاد الطفل وحتى سن البلوغ تقريبا .(18:17:1) - مفهوم التربية الحركية Movement Education التربية الحركية او التربية من خلال الحركة( تعمل علي تكيف الطفل مع جسمه ) وهو نظرية جديدة او اتجاه جديد في التربية مثل التعلم عن طريق الخبرة اوالنشاط , وقد ظهرت منذ ظهور العقود الأخيرة بقصد إخراج التعليم المدرسي من صيغته التقليدية العقيمة في مناهج طرق التعليم الي صيغ اكثر فاعلية وايجابية في تكوين الفرد وتنميته الي اقصي ما تؤهله له امكاناته وقدراته ومواهبه .(32:5) وقد اشتق مفهوم التربية الحركية من مفهوم قديم تحت اسم التربية النفسحركية للأطفال وهو مفهوم استخدم في اوربا الغربية قديما كرد فعل لإخطار ( فروبل , وبستالوتزى ,وجان جاك روسو) وغيرهم من المفكرين التربويين ممن اهتموا بتربية الطفل وتطبيعه اجتماعيا وثقافيا وسرعان ما تم توجيه المفهوم من خلال أراء أفكار لأبان وزملاءه لإكساب الأطفال الخبرات الحركية او نمو العمليات الادراكية الحركية والتعلم الحس حركي وقد بدأت كمجرد أفكار وتوجهات إلي ان أصبحت نظام تربوي شامل متكامل يخاطب الأطفال في مراحل ما قبل المدرسة ورياض الأطفال والتعليم الابتدائي . ويذكر قاموس علوم الرياضة عام 1992م ان التربية الحركية أخذت تنتشر تدريجيا في انجلترا وبعض دول أوربا علي انها تربية الفعل والأداء الرامية لأقصي تكيف إنساني ممكن للطفل مع البيئة والتغيرات السيئة . ولقد اتخذ مفهوم التربية الحركية عدة مسميات أطلقت عليه , منها التربية النفس حركية والتربية الادراكية الحركية وكما أوضح بوتشر Bucher ان هناك متردافات استخدمت كوصف للتربية الحركية مثل الحركات الأساسية والاستكشاف الحركي إلا أن المجال كان واسع المدى في تفسير مفهوم التربية الحركية ابتداء من اولئك الذين اعتبروها مجرد وحدة من الوحدات التعليمية لمنهج التربية البدنية في التعليم الابتدائي وصولا الي أولئك الذين فسروها علي انها تعبر عن المجال الإجمالي لحركة الإنسان . (159:1) ويمثل مفهوم التربية الحركية اتجاه جديدا لاعلي المستويات في التربية البدنية وانما علي المستوى التربوي العام فهي نظام يستهدف طفل التعليم الأساسي , فالعلاقة بين التربية ومفهوم الحركة يمكن ان يتحدد من خلال ثلاثة ابعاد وهي : * التربية عن الحركة Education Abut Movement: ويقصد به الشكل العقلي للبحث والاهتمام الذي يناقش أسئلة مثل التأثير الذي تحدثه الحركة في حياة الإنسان وكيف يرتبط النمو بالتحكم الحركي . *التربية من خلال الحركة Education Through Movement: وهي تربية تتم عن طريق الحركة البدنية , فهي تعرف الفرد ما يتصل بجسمه ومن خلاله ينمي الفرد لياقته ومفاهيمه وقيمه , لا علي المستوى الحركي فحسب بل علي المستوى الانفعالي والاجتماعي وهو مفهوم اقرب ما يكون للتربية الحركية . *التربية في الحركة Education In Movement: وهي تربية تتم بهدف الحركة وجوهرها وفي حد ذاتها وهي تتشكل من القيم الداخلية او الحصائل التي تعد من المكونات الأصلية للأنشطة الحركية مثل الوعي الجسمي وإدراك ألذات والوعي بالمفاهيم الحركية وهو اتجاه يرى أن الأنشطة الحركية ينبغي ان تودي كهدف في حد ذاتها .(156:4) ويرى جالهيو (Gallhue,1996) وعثمان (1998) ان التربية الحركية أو التربية منخلال الحركة تندرج تحت مفهومين فرعيين متصلين متداخلين هما: تعلم الحركة, والتعلممن خلال الحركة. ومن الصعب الفصل بين المفهومين حيث يحتاج الطفل من خلال الحركةوإتقانها, إلى زيادة معارفه وخبراته المعرفية، بالإضافة إلى اكتساب اللياقة البدنيةوالصحية. ويقصد بالمفهوم الأول التعلم الحركي أو تعلم الحركة, أن تكون الحركة موضوع التعلموأن تكون المهارة الحركية واللياقة البدنية هدفان أساسيان من التعلم, بعبارة أخرىأن تعلم الحركة أو المهارة هو الهدف الأساسي من التعلم وهذا بالطبع يتطلبالاستعانة بالعديد من العلوم الحركية الأخرى كالتعلم والتطور الحركي وعلمالفسيولوجيا وعلم النفس والاجتماع الرياضي وغيرهم من العلوم. أما المفهوم الثاني للتربية الحركية وهو التعلم عن طريق الحركة, وفيه تتسع دائرةالتعلم فتشمل جميع جوانب نمو الطفل وتكون الحركة أداة لتحقيق الأهداف المرجوةالمتمثلة في النمو الجسمي والنمو الاجتماعي والنمو الانفعالي.(8) - أصول التربية الحركية : يعتبر ر ودلف لأبان Laban رائد التربية الحركية من خلال دراسته عن الحركة أثناء أقامته في انجلترا من عام 1938م وحتى توفي عام 1958م والذي اعلن ان جسم الإنسان عبارة عن اداة تتم الحركة من خلالها , وان الانسان يتمتع بنوعية خاصة من الحركة لها ما يميزها من حيث التنوع والمدى والاختلاف في انماطها واساليب ادائها واقتنع لابان بالفائدة الكبرى للحركة الاستكشافية وبالتلقائية الكامنة في الحركة وكان معارضا بشدة للجداول الموضوعة للتمرينات البدنية بدون تصنيف حركي والتي تتميز بالجمود والبعد عن الابتكار .(5:2) - تعريف التربية الحركية : *تعرف لوجدون واخرون Logedon at al 1997م التربية الحركية بانها : "عملية تغير مستمرة مدى الحياة فهي عملية للتعلم والتنمية الحركية تبدا من الميلاد وتستمر خلال سلسلة لاتنتهي من التغيرات مدى الحياة". * ويعرف جودفرى وكيفارت التربية الحركية بانها: " ذلك الجانب من التربية الاساسية الذي يتعامل مع تنمية وتدريب انماط الحركة الطبيعية الاساسية للطفل ". *تعرفها فاطمة عوض صابر 2006م بانها : (ا)" هي شكل من إشكال التربية البدنية للأطفال لتعليم الحركات الأساسية واكتساب اللياقة البدنية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية باستثارة قدراتهم المعرفية والحركية واستخدام أسلوب الاستكشاف الفردى في حدود إمكانياتهم وقدراتهم ". (ب)" هي التعلم بالحركة والتحرك للتعلم " (ج) هى نظام تربوي مبني بشكل أساسي علي الامكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل (26:6) * بينما يعرف جالهيو (1996) التربية الحركية على أنها: " تربية تتم عن طريق الحركة البدنية, فهي تعرف الطفل ما يتصل بنفسه وبجسمه, ومنخلالها ينمي لياقته ومفاهيمه وقيمه, على جميع المستويات العقلية والبدنيةوالانفعالية والحركية, وهو مفهوم أقرب ما يكون للتربية البدنية". إما فريدة عثمان (1985) فتعرف التربية الحركية على أنها "تربية الأطفال عن طريق ممارسةالنشاط الحركي الذي يتناسب وقدراتهم الحركية والبدنية والعقلية, وما ينتج عنه مناكتسابهم لبعض الاتجاهات السلوكية". *بينما يعرف الديري (1999) التربية الحركية على "أنها ذلك الجزء من التربية الذي يتمعن طريق النشاط البدني الذي يستخدم الجهاز الحركي لجسم الطفل, وما ينتج عنه مناكتساب الفرد لبعض الاتجاهات السلوكية". *ويعرف الخولي وراتب (1998) التربية الحركية على "أنها نظام تربوي مبني بشكل أساسيعلى الإمكانات النفس حركية الطبيعية المتاحة لدى الطفل". (8) - اهداف التربية الحركية : اولا : اهداف خاصة بالمتعلم ( الطفل) - تشجيع المبادرة والايجابية في الاطفال بحكم تعرضهم في التربية الحركية لمواقف تبدا من واقعهم وقدراتهم وحفزهم علي التعلم . - تقبل الطفل لذاته ورضاه عن نفسه وثقتها فيها ومادام هو ينمو ويقوم نموه وفق قدراته وامكانياته بصرف النظر عما يبلغه الاخرون . - التقليل من احتمال وقوع الحوداث والاصابات نتيجة ممارستهم لانشطة التربية البدنية والرياضة من خلال التربية الحركية . - تنمية قدرة الطفل كعضو في مجموعة والتفكير السليم وحل المشكلات والحكم علي نفسه وتقويم نشاطه .(12:7) ويرى الدكتور عبد العزيز عبد الكريم المصطفي ان اهداف التربية الحركية تنقسم الي هدفين اهداف رئيسية , اهداف اجتماعية وصحية وانفعالية اولا الاهداف الرئيسية وهي : -. إكساب الطفل عناصر اللياقة البدنية واللياقة الصحية التي تؤهله للقيام بمتطلباتالعمل اليومي, وذلك من خلال الاشتراك في النشاط الحركي من أجل الترويح. -. تنمية وتطوير الإدراك الحسي-الحركي لدى الأطفال التي تتلخص في: · الوعي بالجسم Body Awareness ، معرفة الطفل بأجزاء جسمه وعلاقتها بالحركاتالمختلفة الوعي المكاني Spatial Awareness ، معرفة الطفل بحجم الفراغ وعلاقته بالأشياءالخارجية الوعي الاتجاهي Directional Awareness ، معرفة الطفل بالاتجاهات المختلفة (يمينويسار وأمام وخلف). الوعي الزماني Temporal Awareness ، معرفة الطفل بالوقت -تنمية المهارات الحركية التي تؤهل الطفل للاشتراك في الأنشطة والألعاب الرياضيةالجماعية والفردية -تنمية الصفات البدنية, وتقوية أجهزة الجسم الحيوية بما يتناسب والخصائص العمريةللطفل. النوع الثاني: الأهداف الاجتماعية والنفسية والصحية والانفعالية وهي: -إكساب الطفل المهارات الاجتماعية عن طريق الاشتراك في الأنشطة والألعاب الحركيةوالرياضية. -إكساب الطفل مفاهيم السلامة العامة والخاصة المرتبطة بالممارسة البدنية. - أن يدرك الطفل المفاهيم الثقافية المرتبطة بالنشاط البدني. - أهمية ممارسة النشاط البدني من أجل الصحة والوقاية من الأمراض. - أهمية المحافظة على البيئة كالملاعب وكل ما يتعلق بالخدمات العامة. - تعريف الطفل بأهمية الغذاء الجيد من أجل الصحة - إكساب الطفل التحكم في الانفعالات في حالات التنافس مع أقرانه. - ويمكن أن تضيف ما شأت من الأهداف التي تتناسب وعمر الطفل.(8) ثانيا اهداف خاصة بالمعلم : - يتعلم دورا جيدا أساسه القيام بالحفز والإرشاد والتوجيه والأخذ والعطاء مع التلاميذ بدلا من الفرض والإملاء والتسلط - يجعل ما يجري حوله علي الواقع موضوع بحث ودراسة ومصدرا للمعارف والمعلومات المتعلقة بالتربية البنية والرياضة بدلا من مجرد الاعتماد علي ما ورد في كتب مترجمة او غير مترجمة من الخارج . - يتعلم كيف يتعامل فرديا مع الأطفال وينمي طرائق تدريسية فردية جديدة بدلا من التعليم الجماعي وذلك بحكم مايتاح له من فرص في هذا الاتجاه في التربية الحركية (14:7) - التربية الحركية وعلاقتها بالتربية الرياضية : الرقم عنصر المقارنة التربية الحركية التربية البدنية 1 توقيت البدء اول مرحلة الطفولة وسط مرحلة الطفولة 2 طرق التدريس حل المشكلات - الاستكشاف طرق تدريس التربية البدنية 3 الأدوات المستخدمة أدوات بسيطة – أدوات محورة أدوات قياسية 4 ألوان الأدوات ألوان مميزة تجذب الانتباه ليس ضروريا اختيار الالوان 5 المنطق تعتمد علي الحركة تعتمد علي البدن 6 الجهد ألبدني النشاط لا يصل للتعب ألبدني قد يصل للتعب ألبدني 7 اعداد المشاركين صغيرة كبيرة 8 مكان التنفيذ صالة العاب اوملاعب مفتوحة ملاعب اوصالةالتربية البدنية 9 طبيعة الممارسة تركز علي الفردية تركز علي الجماعية وتعتبر التربية الحركية اهدافا وبرنامجا تمهيديا ملائما للتربية الرياضية باعتبار ان التربية الحركية تبدا مبكرا من الميلاد وحتي البلوغ تقريبا , ولقد كان الفضل في بزوغ شمس التربية الحركية يرجع الي حركة التجريب والبحث العلمي ومراجعة المناهج في سبيل اصلاح المحتوى المنهجي التربوي في التربية الرياضية , وتللك النهضة الرائعة التي فاقت كل التوقعات في مجالات علم النفس الرياضي وعلم الحركة والتعلم الحركي , وكل ذلك توج المفهوم التقدمي الجديد للتربية الحركية ليعبر عن اتجاه تخصصي حديث في التربية الرياضية له اصوله وفلسفته ومبرارته من منطلق اطار مرجعي واضح ومحدد . وعلي الرغم من ان التربية الرياضية تعتمد بشكل اساسي علي انماط الحركة الاساسية اكثر من اعتمادها علي المهارات الحركية الخاصة وخاصة في المدرسة الابتدائية , الا ان مفكرى التربية الحركية اوضحوا ان الحركات الاساسية وانماطها انما تعتبر متطلبا قبليا ورئيسيا وتمهيديا لاغلب المهارات الحركية بانواعها, كما ان التربية الحركية هي اكثر برامج التربية الرياضية تحقيقا لاهداف التربية العامة بمفهومها الشامل . (35:1) - قيم واغراض التربية الحركية : 1- خبرة التمتع بالحركة 2- تنمية الوعي الحركي وفهم الحركة 3- الخبرة الحركية في حد ذاتها 4- الاستكشاف الحركي وحل المشكلات 5- الانضباط الفردى والتوجيه الذاتي في اتخاذ القرار 6- التعبير عن الذات حركيا وبناء مفهوم داتي وايجابي للطفل 7- بناء صورة جسم ايجابية للطفل 8- الربط السلوكي بين الحركة والوجدان والمعرفة (357:3) _الأسس العلمية التي تقوم عليها التربية الحركية: 1- الأساس النفس حركي : مثلما أهتم التربويون بالمجال النفسي تم الاهتمامبالمجال الحركي المرتبط اساساً بمراحل النمو حيث ظهر في هذه الفترة الزمنية إهتمامواضح بالتطور الحركي للإنسان منذ مرحلة ، ما قبل الولادة وحتى مرحلة البلوغ ، حيثتم تحليل هذه المراحل والوقوف على إمكانيات واستعدادت الأطفال وقدراتهم في كل مرحلةمن هذه المراحل . 2- الأساس العلم حركي: يقصد بالاساس العلم حركي تحليل حركات الانسان علمياً للوقوفعلى حقائق هذه الحركة والعوامل المؤثرة فيها . وتعتبر عملية الوقوف على هذه الحقائقمن الاسس الهامة التي يجب أن تعتمد عليها التربية الحركية 3- الأساس الاجتماعي الثقافي : يمثل الطفل جزءاً من الاسرة وبالتالي فهو جزء منالبيئة والمجتمع الذي يعيش فيه ، لذلك كان لابد للتربية بصفة عامة والتربية الحركيةبصفة خاصة أن تأخذ في الاعتبار الطفل الذي تتعامل معه فتكون على بينه تامة من جميعالمتغيرات التي تلعب دوراً في تكوين شخصيته . 4- الأساس الفلسفي : يتلخص الأساس الفلسفي للتربية الحركية في أنها تحتوي علىمجموعة من الأنشطة المتخصصة الموجهة الهادفة ، والتي تندرج تحت مقولة الحركة (الحركة البدنية) في المجال الرياضي والتي ينظمها الفرد او تنظم له وبالتعاون معهفي مواقف تعليمية مختلفة داخل المدرسة او خارجها.(9) https://www.startimes.com/?t=27435392 نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة |
||||
2016-02-09, 20:59 | رقم المشاركة : 2471 | |||
|
ما هي الأرطفونيا ...؟ الخميس أكتوبر 27, 2011 10:54 pm
- تعريف الأرطفونيا: - كلمة الأرطفونيا تعريب للكلمة الفرنسية ORTHOPHONIEوالإنجليزية ORTHOPHONY ( ويقال أيضا speech therapy) والأرطفونيا في الجزائر هي تخصص في مجال علم النفس أما في فرنسا والدول الأخرى فهو فرع شبه طبي. - موضوع الرطفونيا هو دراسة وعلاج اضطرابات اللّغة والكلام أو الصوت, مهما كان سبب الاضطراب وسن (عمر) المريض. لم يعترف إسميا بالأرطفونيا ضمن تصنيف المهن إلا في 27 مارس 1972 (فرنسا). و تعرف أيضا الأرطفونيا: هي الدراسة العلمية للاتصال اللغوي وغير اللغوي في مختلف اشكاله العادية والمرضية تهدف الى التكفل بمشاكل الاتصال بصفة عامة واضطرابات الكلام واللغة بصفة خاصة وهذا كل من عند الطفل والراشد على السواء كما تهتم كذلك بكفية اكتساب اللغة والعوامل المتدخلة في ذلك وتلعب دورا في التنبؤ والوقاية من الاضطرابات اللغوية 2- نبذة تاريخية عن ظهور الأرطفونيا في العالم (خاصة فرنسا): يرجع مصطلح أرطفونيا إلى سنة 1829 عندما فتح الدكتور كولومبا (COLOMBAT Dr) المعهد الأرطفوني بباريس, وكان يهدف إلى معالجة عيون الكلام. وفي نة 1926 طلب الدكتور فو(Dr VEAU) , و جراح بمستشفى الأطفال المعوفين, من الاساتذة س. بورل ميسوني (S. Borel-Maisonny) , سوزان بورال ميزوني(Suzanne Borel-Maisonny) من مواليد باريس سنة 1900, وهي التي أنشأة الأرطفونيا في فرنسا, وهي مختصة في إعادة التربية (Rééducation) والفونتيك التجريبي(Phonétique expérimentale). لقد صممت العديد من الاختيارات في اللغة وعدد من الإنجازات البيداغوجية في مجال تعلم القراءة والكتابة والحساب. من مؤلفاتها: * اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة (1960 ) Langage oral et langage écrit * قواعد اللغة بالصور, من كتابة الحروف إلى لتفكي (1973) Grammaire en image L’orthographe à la pinède. اختصاص الأرطفونيا: توجد أربع اختصاصات في الأرطفونبا وهي: 4-1- علم النفس العصبي (Neuropsychologie): ويتم فيه معرفة الجهاز العصبي ومختلف الإصابات التي تستهدفه وتأثيرها على لغة الشخص, فإصابة الفص الجبهي مثلا يؤثر على منطقة بروكا المسؤولة عن اللغة, وإصابة الجهاز اللمبي(Système limbique) يؤثر على الذاكرة الضرورية لإدراك فهم إنتاج اللغة. 4-2- اضطرابات النطق واللغة (trouble de la parole et du langage): ويعني هنا بدراسات اضطرابات النطق واللغة بنوعيها المنطوقة والملفوظة ومن أهم الاضطرابات التي تدرس في هذا التخصص وتأخر الكلام وتأخر اللغة واضطرابات النطق. 4-3- الصمم (surdité): يهتم بدراسة حالات فقدان السمع ثقيلة (surdité) وخفيفة (Hypoacousie), كما يعمل على تشخيص حالات اضطرابات السمع والتكفل بها مبكرا عن طريق الزرع القوقعي (implant Cochléaire) أو تعليم القراءة الشفوية (Lecture labiale) أو تعليم لغة الإشارات (Langue des signes). 4-4- فحص الأصوات (Phoniatrie): ويلم هذا التخصص بدراسة الصوت وأحوال واضطرابات والتكفل بإعادة تربية المرضى الذين تعرضوا لإصابات وعلل في أصواتهم, ومن أهم الأمراض التي يلم بها أصحاب هذا التخصص يوجد مرض عسر الصوت (dysphonie) وحالة فقدان الصوت (aphonie). مجالات اهتمام الارطفونية : 1- اضظراب اللغة الشفهية التي تضم كل من : - الاضطرابات النطقية بنوعيها الوظيفية التي ترجع الى مشاكل عضوية - تأخر الكلام - تأخر اللغة بما يضمه من تأخر اللغة البسيط ، وتأخر النمو اللغوي - إضافة الى إضطراب الكلام المتمثل في التأتأة 2- اضطرابات اللغة المكتوبة التي تشمل على : - عسر القراءة والكتابة والحساب 3- اضطرابات اللغة الناجمة عن الاعاقة السمعية التي تضم الاعاقة السمعية الخلقية والمكتسبة بمختلف انواعها - الاعاقة السمعية الإرسالية - الاعاقة السمعية الإدراكية - الإعاقة السمعية المحتلطة 4- اضطرابات اللغة الناتجة عن اصابة عصبية دماغية التي يطلق عليها الحبسة عند الطفل والراشد 5- اضطرابات الانتاج الصوتي عند الطفل والراشد مثل تجهر الصوت عند الطفل والبحة النفسية او استأصال الحنجرة لدى الراشد 6- اضطرابات اللغة عند المصابين بالامراض النفسية والنفس حركية والعقلية مثل الاعاقة الحركية الدماغية ، وعرض داون ، التوحد ..........الخ 3- الأرطفونيا في الجزائر: بدأت دراسة الأرطفونيا في الجزائر منذ بداية الثمانينات حيث أنهت الدكتورة نصيرة زلال دراسة المستشفيات والجامعات الفرنسية ودخلت الجزائر لتدرس بجامعتها منذ السنة الجامعية 79-80. منذ تلك الفترة بدأ الأرطفونيا تأخذ مكانتها فتخرجت عدة دفعات ليسانس وفي سنة 1987 فتحت دراسات ما بعد التدرج (ماجستير), كما شرع في أول مشروع بحث في الأرطفونيا في معهد علم النفس بجامعة الجزائر, وبين 1990 كما نوقشت 8 أطروحات ماجستير. وثم تسجيل 5 رسائل دكتوراه منذ 1990 وأنجز قسم الأرطفونيا 11 ملتقى علمي. وساعد مشروع البحث في الأرطفونيا في ظهور: الجمعية الجزائرية للأرطفونيا (SAOR) والاتفاق بين جامعة الجزائر وجامعة تولوز تحت رقم (91 MDU177). وتدرس الأرطفونيا في الجزائر (العاصمة, وهران, سطيف) منذ السنة الثانية جامعي, وتسلم شهادة الليسانس في الرطفونيا بعد 4 سنوات دراسة في الجامعة https://ihsen47berriane.7olm.org/t705-topic |
|||
2016-02-09, 21:01 | رقم المشاركة : 2472 | |||
|
لارطوفونيا في الجزائر
:الارطوفونيا في الجزائر بقلم الاستاذ:بوفولة بوخميس 1- تعريف الأرطفونيا: - كلمة الأرطفونيا تعريب للكلمة الفرنسية ORTHOPHONIEوالإنجليزية ORTHOPHONY (ويقال أيضاspeech therapy) والأرطفونيا في الجزائر هي تخصص في مجال علم النفس أما في فرنسا والدول الأخرى فهو فرع شبه طبي. - موضوع الرطفونيا هو دراسة وعلاج اضطرابات اللّغة والكلام أو الصوت, مهما كان سبب الاضطراب وسن (عمر) المريض. لم يعترف إسميا بالأرطفونيا ضمن تصنيف المهن إلا في 27 مارس 1972 (فرنسا). 2- نبذة تاريخية عن ظهور الأرطفونيا في العالم (خاصة فرنسا): يرجع مصطلح أرطفونيا إلى سنة 1829 عندما فتح الدكتور كولومبا (Dr COLOMBAT) المعهد الأرطفوني بباريس, وكان يهدف إلى معالجة عيون الكلام. وفي نة 1926 طلب الدكتور فو (Dr VEAU) , وو جراح بمستشفى الأطفال المعوفين, من الاساتذة س. بورل ميسوني (S. Borel-Maisonny) , سوزان بورال ميزوني(Suzanne Borel-Maisonny) من مواليد باريس سنة 1900, وهي التي أنشأة الأرطفونيا في فرنسا, وهي مختصة في إعادة التربية (Réeducation) والفونتيك التجريبي(Phonétique expérietale). لقد صممت العديد من الاختيارات في اللغة وعدد من الإنجازات البيداغوجية في مجال تعلم القاءة والكتابة والحساب. من مؤلفاتها: * اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة (1960) Langage oral et langage écrit * قواعد اللغة بالصور, من كتابة الحروف إلى التفكي(1973) Grammaire en image, L’orthographe à la penéede. L’absence d’expression verbale chez * غياب التعبير اللفظي عند الطفل (1979) l’enfant الحاصلة على ليسانس تعليم وسبق لها أن تابعت دروس الأب روسيلو (Abbé Rouselot)في الفونتيك التجريبية (Phonétque expérimentale), قلت طلب منها التكفل بالطفال الذين يجري لهم جراحة بخصوص الانقسام الحنكي (division palatine) لقد كانت نتائج التكفل واعدة (حسنة) مما جعل الدكتور فو يرسل لها حالات أخرى. لقد وسعت بورال ميسوني نطاق تدخلها فأصبحت تتكفل بالنطق والكلام عند الأطفال غير المصابين بالإنقسام الحنكي واتجهت خاصة نحو ميدان إعادة تربية الأطفال الصم. وبعد سنوات أصبحت مصلحة الدكتور فو تتكفل بكل اضطرابات الكلام. وفيما بعد تم فتح مصالح أخرى سنة 1933 على مستوى مستشفى سانت ميشال ( ثم اغلقت سنة 1962), وبعد الحرب العالمية وبفضل جهود البروفيسور جون دي أجيرياقيرا ( Pr J de Ajuriaguerra), أصبحت مصلحة المستشفى روسال (Rousselle) متخصصة أساسا بالتكفل بالحالات العصبية وحالات عسر القراءة (Dylexie) وفي سنة 1947 أصبح صندوق الضمان الإجتماعي (في فرنسا) يعوض علاجات اللغة, وفي وسنة 1950 تنظم بورال ميسوني إلى أول جمعية متخصصة في مجال إعادة تربية اضطرابات الصوت واالغة وهي: الجمعية الدولية لمختصي علاج اللغة والأصوات )international association (of logopedics and phoniatrics -IALP- والتي أنشئت عام 1920 من طرف فريكل (FROECHEL), وهو طبيب مختص في الأذن, الأنف والحنجرة (O,R,L) وفريقه على مستوى مصلحته الاستشفائية بفيينا (النمسا). ولقد ألفت بورال ميسوني كتاب اللغة المنطوقة (1970) وأنشأت مجلة إعادة التربية الأنطفونية واسست أيضا مؤسسة بورال. وفي سنة 1955 أنشأ البروفيسور هايير (Pr HEUYER) أستاذ الطب العقلي العصبي للأطفال في باريس, وفي الستينات بدأت ب. دوكارت بإعادة تربية التناذرات العصبية النفسية في مصلحة الأعصاب التي كان يشرف عليها البروفيسور لرميت (Pr l’ hermitte) في متشفى سالبتريار. - وفي سنة 1963 تحصل 151 طالب على شهادة دراسة الأرطفونيا. - ودرس الباحث C. chassagny (1927-1986) هو ذو تكوين بيداغوجي, تعلم القراءة عند الطفل, وقد صمم بفضل التحليل النفسي, تقنية لإعادة تربية الأطفال المصابين بعسر قراءة وعسر خط. - وأسس C.Chassagny في سنة 1958, مدرسة تكوين مختصين في إعادة تربية عسر القراءة, وهذه المدرسة تغير اسمها منذ 1959 وأصبحت تدعى جمعية الأرطفونيون البيداغوجيون المتخصصون في إعادة تربية الأطفال عيري القراءة (A.D.O.P.S.E.D) وكان مقر هذه الجمعية في مدينة ستراسبورغ. ولقد كان هناك تكوينان في فرنسا خاصين بالأرطفونيا أحدهما يشرف عليه شاسنيه وثانيهما تشرف عليه بورال ميسوني (S. Borel-Maisonny). - وفي سنة 1964 صدر قانون 11 جويلية يعطي للأرطفونيا وضعها القانون فأصبح بالإمكان تحضير دبلوم دولة في الكفاءة في الأرطفونيا. 3- الأرطفونيا في الجزائر: بدأت دراسة الأرطفونيا في الجزائر منذ بداية الثمانينات حيث أنهت الدكتورة نصيرة زلال دراسة المستشفيات والجامعات الفرنسية ودخلت الجزائر لتدرس بجامعتها منذ السنة الجامعية 79-80. منذ تلك الفترة بدأ الأرطفونيا تأخذ مكانتها فتخرجت عدة دفعات ليسانس وفي سنة 1987 فتحت دراسات ما بعد التدرج (ماجستير), كما شرع في أول مشروع بحث في الأرطفونيا في معهد علم النفس بجامعة الجزائر, وبين 1990 كما نوقشت 8 أطروحات ماجستير. وثم تسجيل 5 رسائل دكتوراه منذ 1990 وأنجز قسم الأرطفونيا 11 ملتقى علمي. وساعد مشروع البحث في الأرطفونيا في ظهور: الجمعية الجزائرية للأرطفونيا (SAOR) والاتفاق بين جامعة الجزائر وجامعة تولوز تحت رقم (91 MDU177). وتدرس الأرطفونيا في الجزائر (العاصمة, وهران, سطيف) منذ السنة الثانية جامعي, وتسلم شهادة الليسانس في الرطفونيا بعد 4 نوات دراة في الجامعة (سنة واحدة جذع مشترك و3 سنوات تخصص). 4- اختصاص الأرطفونيا: توجد أربع اختصاصات في الأرطفونبا وهي: 4-1- علم النفس العصبي (Neuropsychologie): ويتم فيه معرفة الجهاز العصبي ومختلف الإصابات التي تستهدفه وتأثيرها على لغة الشخص, فإصابة الفص الجبهي مثلا يؤثر على منطقة بروكا المسؤولة عن اللغة, وإصابة الجهاز اللمبي(Système limbique) يؤثر على الذاكرة الضرورية لإدراك فهم إنتاج اللغة. 4-2- اضطرابات النطق واللغة (trouble de la parole et du langage): ويعني هنا بدراسات اضطرابات النطق واللغة بنوعيها المنطوقة والملفوظة ومن أهم الاضطرابات التي تدرس في هذا التخصص وتأخر الكلام وتأخر اللغة واضطرابات النطق. 4-3- الصمم (surdité): يهتم بدراسة حالات فقدان السمع ثقيلة (surdité) وخفيفة (Hypoacousie), كما يعمل على تشخيص حالات اضطرابات السمع والتكفل بها مبكرا عن طريق الزرع القوقعي (implant Cochléaire) أو تعليم القراءة الشفوية (Lecture labiale) أو تعليم لغة الإشارات (Langue des signes). 4-4- فحص الأصوات (Phoniatrie): ويلم هذا التخصص بدراسة الصوت وأحوال واضطرابات والتكفل بإعادة تربية المرضى الذين تعرضوا لإصابات وعلل في أصواتهم, ومن أهم الأمراض التي يلم بها أصحاب هذا التخصص يوجد مرض عسر الصوت (dysphonie) وحالة فقدان الصوت (aphonie). 5- علاقات الأرطوفونيا بالعلوم الخرى: 5-1- الطب: العلاقة بين الأرطفونيا والطب علاقة وثيقة ففي بعض الدول تكون الأرطفونيا فرع شبه طبي أي أنها ضمن الفروع الملحقة بالطب. تأخذ الأرطفونيا الكثير من العلوم الطبية. فعلم التشريح يقدم المعلومات الكافيةعن: 1 - جهاز النطق المتكون من الرئة وباقي أعضاء التنفس والحنجرة والتجويف الفمي والأنفي 2-جهاز السمع المتكون من الأذن الداخلية والأذن الوسطى والأذن الخارجية. 3- الجهاز العصبي ومختلف أجزائه. وعلم وظائف الأعضاء يقدم معلومات وافية عن آلية ميكانيزم عمل هذه الجهزة. والطب العقلي يعطي معلومات قيمة عن مختلف الأمراض العصبية وحالات اللغة فيها. وطب الأذن والأنف والحنجرة يوفر معلومات هامة جدا عن السمع واعتلالاته والصوت واضطراباته. إن هناك تنسيق بين الطبيب والأرطفوني فبتعاونهما يتم التكفل بالمرضى لغويا. 5-2- علم النفس: في الجزائر الأرطفونيا هو فرع من فروع علم النفس الأخرى (علم النفس المدرسي, علم النفس العيادي, علم النفس اللغوي, علم النفس الأرطفوني, علم نفس العمل…..إلخ). والأرطفونيا علم يعتمد في كثير من الحيان على علم نفس ومعطياته سواء كان ذلك على متوى التنظير (الجديد من النظريات والأفكار…..) أو على متوى التطبيق (أدوات البحث وطرق الكفالة والعلاج). فعلم النفس المعرفي يقدم معلومات هامة عن العمليات التي يستعملها الإنسان أثناء الكلام واللغة. وعلم النفس العيادي يمنح معطيات عن سيكولوجية الفراد الأسوياء والمرضى واللأسوياء. وعلم النفس اللغوي يوفر المعومات عن ظروف إكتساب وفهم وإنتاج اللغة. 5-3- الفونيتيك: يسمى أيضا علم الصواتة أو الأصوات العام، يهتم علم الفونتيك بدراسة اللغة الصادرة بواسطة الصوت وسيرورات التواصل المنطوق ودراسة الخصائص الفيزيقية للصوت فتحدد طابعه ونبرته ( نغمته) وحدته وايقاعه … وغيرها. والفونتيك له إرتباط طبير مع الأرطفونيا ففي حالة اضطرابات النطق لا بد من إيضاح الطريقة التي بنطق بها المريض أصوات اللغة ومعرفة أين تكمن اضطرابات النطق عنده. ولكي يستطيع الأرطفوني القيام بهذا لا بد أن يلم بمعارف كافية في الفونتيك بمختلف فروعها. 5-4- الفنولوجيا: ويسمى أيضا الفونتيك الوظيفية أو علم الأصوات الوظيفي، الفونولوجيا هو الدراسة العلمية لإنساق أصوات اللغة الطبيعية وتتمثل في بحث ودراسة أصوات اللغة من وجهة نظر وظيفتها داخل انساق لاتصال اللغوي. الفنونولوجيا هو تحليل الاستعمالات المتنوعة لجملة الأصوات الوترية في لغة معينة ووضع أنساق تقابل سمات هذه اللغة ( نظامها اللغوي). وكما يلاحظ فان الفونتيك والفونولوجيا لهما نفس الوضع وهو الأصوات ولكن يختلفا في أسلوب تناول ومقاربة هذه الأصوات فالفونتيك عامة تهتم بالأصوات من الناحية الفيزيائية دون الاهتمام بوظيفتها في لغة معينة وهي ايضا وصفية وتصنيفية، أما الفونولوجيا في خاصة ( تأخذ لغة أو لغات معينة) ووظيفية، أي تنظر في وظيفة أو عمل أو ميكانيزمات الأصوات في لغة واحدة أو عدة لغات. وتعتمد الأرطفونيا على الفونولوجيا لما تكون أمما حالة تأخر في الكلام فيستدعي حينئذ إجراء حوصلة فونولوجية. 5-5- البيداغوجيا: البيداغوجيا هو علم تدريس المادة التربوية ويبدو دور الأرطفونيا كبير في مجال البيداغوجي خاصة عند الأطفال الذين يعانون من ضعف اكتساب وتعلم اللغة المنطوقة والمكتوبة، حيث يقوم الأرطفوني بتشخيص أسباب حالات عسر الكتابة والقراءة وتقديم استراتجية للتكفل بهؤلاء التلاميذ ومساعدتهم على الاكتساب و التعلم. 5-6- علم الاجتماع: لكي يمارس الأرطفوني وظيفته على أحسن وجه يحتاج إلى معرفة دقيقة للوسط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمريض وعلى ضوء هذه المعرفة يحدد إسترتيجية التكفل. كما يستعين بالعائلة والمدرسة، وهما مؤسستين اجتماعيتين لتطبيق خطة الكفالة الأرطفونية (Prise en charge orthoponique) أي أن العائلة والمدرسة يساهمان في علاج الطفل المعلول لغويا. https://www.tomohna.net/vb/showthread.php?t=29693 |
|||
2016-02-09, 21:21 | رقم المشاركة : 2473 | |||
|
لأرطفونيا في علم النفس
1- تعريف الأرطفونيا: - كلمة الأرطفونيا تعريب للكلمة الفرنسية ORTHOPHONIEوالإنجليزية ORTHOPHONY (ويقال أيضاspeech therapy) والأرطفونيا في الجزائر هي تخصص في مجال علم النفس أما في فرنسا والدول الأخرى فهو فرع شبه طبي. - موضوع الرطفونيا هو دراسة وعلاج اضطرابات اللّغة والكلام أو الصوت, مهما كان سبب الاضطراب وسن (عمر) المريض. لم يعترف إسميا بالأرطفونيا ضمن تصنيف المهن إلا في 27 مارس 1972 (فرنسا). 2- نبذة تاريخية عن ظهور الأرطفونيا في العالم (خاصة فرنسا): يرجع مصطلح أرطفونيا إلى سنة 1829 عندما فتح الدكتور كولومبا (Dr COLOMBAT) المعهد الأرطفوني بباريس, وكان يهدف إلى معالجة عيون الكلام. وفي نة 1926 طلب الدكتور فو(Dr VEAU) , وو جراح بمستشفى الأطفال المعوفين, من الاساتذة س. بورل ميسوني (S. Borel-Maisonny) , سوزان بورال ميزوني(Suzanne Borel-Maisonny) من مواليد باريس سنة 1900, وهي التي أنشأة الأرطفونيا في فرنسا, وهي مختصة في إعادة التربية (Réeducation) والفونتيك التجريبي(Phonétique expérietale). لقد صممت العديد من الاختيارات في اللغة وعدد من الإنجازات البيداغوجية في مجال تعلم القاءة والكتابة والحساب. من مؤلفاتها: * اللغة المنطوقة واللغة المكتوبة (1960) Langage oral et langage écrit * قواعد اللغة بالصور, من كتابة الحروف إلى التفكي(1973) Grammaire en image, L’orthographe à la penéede. L’absence d’expression verbale chez * غياب التعبير اللفظي عند الطفل (1979) l’enfant الحاصلة على ليسانس تعليم وسبق لها أن تابعت دروس الأب روسيلو (Abbé Rouselot)في الفونتيك التجريبية (Phonétque expérimentale), قلت طلب منها التكفل بالطفال الذين يجري لهم جراحة بخصوص الانقسام الحنكي (division palatine) لقد كانت نتائج التكفل واعدة (حسنة) مما جعل الدكتور فو يرسل لها حالات أخرى. لقد وسعت بورال ميسوني نطاق تدخلها فأصبحت تتكفل بالنطق والكلام عند الأطفال غير المصابين بالإنقسام الحنكي واتجهت خاصة نحو ميدان إعادة تربية الأطفال الصم. وبعد سنوات أصبحت مصلحة الدكتور فو تتكفل بكل اضطرابات الكلام. وفيما بعد تم فتح مصالح أخرى سنة 1933 على مستوى مستشفى سانت ميشال ( ثم اغلقت سنة 1962), وبعد الحرب العالمية وبفضل جهود البروفيسور جون دي أجيرياقيرا ( Pr J de Ajuriaguerra), أصبحت مصلحة المستشفى روسال (Rousselle) متخصصة أساسا بالتكفل بالحالات العصبية وحالات عسر القراءة (Dylexie) وفي سنة 1947 أصبح صندوق الضمان الإجتماعي (في فرنسا) يعوض علاجات اللغة, وفي وسنة 1950 تنظم بورال ميسوني إلى أول جمعية متخصصة في مجال إعادة تربية اضطرابات الصوت واالغة وهي: الجمعية الدولية لمختصي علاج اللغة والأصوات )international association (of logopedics and phoniatrics -IALP- والتي أنشئت عام 1920 من طرف فريكل (FROECHEL), وهو طبيب مختص في الأذن, الأنف والحنجرة (O,R,L) وفريقه على مستوى مصلحته الاستشفائية بفيينا (النمسا). ولقد ألفت بورال ميسوني كتاب اللغة المنطوقة (1970) وأنشأت مجلة إعادة التربية الأنطفونية واسست أيضا مؤسسة بورال. وفي سنة 1955 أنشأ البروفيسور هايير (Pr HEUYER) أستاذ الطب العقلي العصبي للأطفال في باريس, وفي الستينات بدأت ب. دوكارت بإعادة تربية التناذرات العصبية النفسية في مصلحة الأعصاب التي كان يشرف عليها البروفيسور لرميت (Pr l' hermitte) في متشفى سالبتريار. - وفي سنة 1963 تحصل 151 طالب على شهادة دراسة الأرطفونيا. - ودرس الباحث C. chassagny (1927-1986) هو ذو تكوين بيداغوجي, تعلم القراءة عند الطفل, وقد صمم بفضل التحليل النفسي, تقنية لإعادة تربية الأطفال المصابين بعسر قراءة وعسر خط. - وأسس C.Chassagny في سنة 1958, مدرسة تكوين مختصين في إعادة تربية عسر القراءة, وهذه المدرسة تغير اسمها منذ 1959 وأصبحت تدعى جمعية الأرطفونيون البيداغوجيون المتخصصون في إعادة تربية الأطفال عيري القراءة (A.D.O.P.S.E.D) وكان مقر هذه الجمعية في مدينة ستراسبورغ. ولقد كان هناك تكوينان في فرنسا خاصين بالأرطفونيا أحدهما يشرف عليه شاسنيه وثانيهما تشرف عليه بورال ميسوني(S. Borel-Maisonny). - وفي سنة 1964 صدر قانون 11 جويلية يعطي للأرطفونيا وضعها القانون فأصبح بالإمكان تحضير دبلوم دولة في الكفاءة في الأرطفونيا. 3- الأرطفونيا في الجزائر: بدأت دراسة الأرطفونيا في الجزائر منذ بداية الثمانينات حيث أنهت الدكتورة نصيرة زلال دراسة المستشفيات والجامعات الفرنسية ودخلت الجزائر لتدرس بجامعتها منذ السنة الجامعية 79-80. منذ تلك الفترة بدأ الأرطفونيا تأخذ مكانتها فتخرجت عدة دفعات ليسانس وفي سنة 1987 فتحت دراسات ما بعد التدرج (ماجستير), كما شرع في أول مشروع بحث في الأرطفونيا في معهد علم النفس بجامعة الجزائر, وبين 1990 كما نوقشت 8 أطروحات ماجستير. وثم تسجيل 5 رسائل دكتوراه منذ 1990 وأنجز قسم الأرطفونيا 11 ملتقى علمي. وساعد مشروع البحث في الأرطفونيا في ظهور: الجمعية الجزائرية للأرطفونيا (SAOR) والاتفاق بين جامعة الجزائر وجامعة تولوز تحت رقم (91 MDU177). وتدرس الأرطفونيا في الجزائر (العاصمة, وهران, سطيف) منذ السنة الثانية جامعي, وتسلم شهادة الليسانس في الرطفونيا بعد 4 نوات دراة في الجامعة (سنة واحدة جذع مشترك و3 سنوات تخصص). 4- اختصاص الأرطفونيا: توجد أربع اختصاصات في الأرطفونبا وهي: 4-1- علم النفس العصبي (Neuropsychologie): ويتم فيه معرفة الجهاز العصبي ومختلف الإصابات التي تستهدفه وتأثيرها على لغة الشخص, فإصابة الفص الجبهي مثلا يؤثر على منطقة بروكا المسؤولة عن اللغة, وإصابة الجهاز اللمبي(Système limbique) يؤثر على الذاكرة الضرورية لإدراك فهم إنتاج اللغة. 4-2- اضطرابات النطق واللغة (trouble de la parole et du langage): ويعني هنا بدراسات اضطرابات النطق واللغة بنوعيها المنطوقة والملفوظة ومن أهم الاضطرابات التي تدرس في هذا التخصص وتأخر الكلام وتأخر اللغة واضطرابات النطق. 4-3- الصمم (surdité): يهتم بدراسة حالات فقدان السمع ثقيلة (surdité) وخفيفة (Hypoacousie), كما يعمل على تشخيص حالات اضطرابات السمع والتكفل بها مبكرا عن طريق الزرع القوقعي (implant Cochléaire) أو تعليم القراءة الشفوية (Lecture labiale) أو تعليم لغة الإشارات (Langue des signes). 4-4- فحص الأصوات (Phoniatrie): ويلم هذا التخصص بدراسة الصوت وأحوال واضطرابات والتكفل بإعادة تربية المرضى الذين تعرضوا لإصابات وعلل في أصواتهم, ومن أهم الأمراض التي يلم بها أصحاب هذا التخصص يوجد مرض عسر الصوت (dysphonie) وحالة فقدان الصوت (aphonie). 5- علاقات الأرطوفونيا بالعلوم الخرى: 5-1- الطب: العلاقة بين الأرطفونيا والطب علاقة وثيقة ففي بعض الدول تكون الأرطفونيا فرع شبه طبي أي أنها ضمن الفروع الملحقة بالطب. تأخذ الأرطفونيا الكثير من العلوم الطبية. فعلم التشريح يقدم المعلومات الكافيةعن: 1 - جهاز النطق المتكون من الرئة وباقي أعضاء التنفس والحنجرة والتجويف الفمي والأنفي 2-جهاز السمع المتكون من الأذن الداخلية والأذن الوسطى والأذن الخارجية. 3- الجهاز العصبي ومختلف أجزائه. وعلم وظائف الأعضاء يقدم معلومات وافية عن آلية ميكانيزم عمل هذه الجهزة. والطب العقلي يعطي معلومات قيمة عن مختلف الأمراض العصبية وحالات اللغة فيها. وطب الأذن والأنف والحنجرة يوفر معلومات هامة جدا عن السمع واعتلالاته والصوت واضطراباته. إن هناك تنسيق بين الطبيب والأرطفوني فبتعاونهما يتم التكفل بالمرضى لغويا. 5-2- علم النفس: في الجزائر الأرطفونيا هو فرع من فروع علم النفس الأخرى (علم النفس المدرسي, علم النفس العيادي, علم النفس اللغوي, علم النفس الأرطفوني, علم نفس العمل.....إلخ). والأرطفونيا علم يعتمد في كثير من الحيان على علم نفس ومعطياته سواء كان ذلك على متوى التنظير (الجديد من النظريات والأفكار.....) أو على متوى التطبيق (أدوات البحث وطرق الكفالة والعلاج). فعلم النفس المعرفي يقدم معلومات هامة عن العمليات التي يستعملها الإنسان أثناء الكلام واللغة. وعلم النفس العيادي يمنح معطيات عن سيكولوجية الفراد الأسوياء والمرضى واللأسوياء. وعلم النفس اللغوي يوفر المعومات عن ظروف إكتساب وفهم وإنتاج اللغة. 5-3- الفونيتيك: يسمى أيضا علم الصواتة أو الأصوات العام، يهتم علم الفونتيك بدراسة اللغة الصادرة بواسطة الصوت وسيرورات التواصل المنطوق ودراسة الخصائص الفيزيقية للصوت فتحدد طابعه ونبرته ( نغمته) وحدته وايقاعه ... وغيرها. والفونتيك له إرتباط طبير مع الأرطفونيا ففي حالة اضطرابات النطق لا بد من إيضاح الطريقة التي بنطق بها المريض أصوات اللغة ومعرفة أين تكمن اضطرابات النطق عنده. ولكي يستطيع الأرطفوني القيام بهذا لا بد أن يلم بمعارف كافية في الفونتيك بمختلف فروعها. 5-4- الفنولوجيا: ويسمى أيضا الفونتيك الوظيفية أو علم الأصوات الوظيفي، الفونولوجيا هو الدراسة العلمية لإنساق أصوات اللغة الطبيعية وتتمثل في بحث ودراسة أصوات اللغة من وجهة نظر وظيفتها داخل انساق لاتصال اللغوي. الفنونولوجيا هو تحليل الاستعمالات المتنوعة لجملة الأصوات الوترية في لغة معينة ووضع أنساق تقابل سمات هذه اللغة ( نظامها اللغوي). وكما يلاحظ فان الفونتيك والفونولوجيا لهما نفس الوضع وهو الأصوات ولكن يختلفا في أسلوب تناول ومقاربة هذه الأصوات فالفونتيك عامة تهتم بالأصوات من الناحية الفيزيائية دون الاهتمام بوظيفتها في لغة معينة وهي ايضا وصفية وتصنيفية، أما الفونولوجيا في خاصة ( تأخذ لغة أو لغات معينة) ووظيفية، أي تنظر في وظيفة أو عمل أو ميكانيزمات الأصوات في لغة واحدة أو عدة لغات. وتعتمد الأرطفونيا على الفونولوجيا لما تكون أمما حالة تأخر في الكلام فيستدعي حينئذ إجراء حوصلة فونولوجية. 5-5- البيداغوجيا: البيداغوجيا هو علم تدريس المادة التربوية ويبدو دور الأرطفونيا كبير في مجال البيداغوجي خاصة عند الأطفال الذين يعانون من ضعف اكتساب وتعلم اللغة المنطوقة والمكتوبة، حيث يقوم الأرطفوني بتشخيص أسباب حالات عسر الكتابة والقراءة وتقديم استراتجية للتكفل بهؤلاء التلاميذ ومساعدتهم على الاكتساب و التعلم. 5-6- علم الاجتماع: لكي يمارس الأرطفوني وظيفته على أحسن وجه يحتاج إلى معرفة دقيقة للوسط الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمريض وعلى ضوء هذه المعرفة يحدد إسترتيجية التكفل. كما يستعين بالعائلة والمدرسة، وهما مؤسستين اجتماعيتين لتطبيق خطة الكفالة الأرطفونية (Prise en charge orthoponique) أي أن العائلة والمدرسة يساهمان في علاج الطفل المعلول لغويا. https://montada.echoroukonline.com/sh...ad.php?t=41224 |
|||
2016-02-09, 21:24 | رقم المشاركة : 2474 | |||
|
|
|||
2016-02-09, 21:25 | رقم المشاركة : 2475 | |||
|
السلام عليكم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرجع, يبدة, ساساعده |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc