![]() |
|
الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها *** |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
السعودية رأس حربة ضد الإخوان ..الى متى ؟؟؟؟؟
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 226 | |||||
|
![]() اقتباس:
لأنها حقيقة واقعية أخي الفاضل عُمر..
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : 227 | |||
|
![]()
مرحبا يا نبيل ...
طيب هات لي ما يدلل على ذلك مدونا في أدبياتهم ..هكذا نرقى بتواصل وتلاقح أفكارنا ... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 228 | ||||
|
![]() اقتباس:
نم نوما عميقا اخي عمر واهنا بطول انتظار |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 229 | |||
|
![]() نعم اخي جمال اعتقد ان الاخ الاستاذ عمر ممكن جدا يرى كتاب دعات لاقضات في منامه ومحاولة بنو جام وبنو مدخل الهزيلة في فهمه ![]() ![]() الاشياء تعرف باضدادها ان كانو يكرهون مجاهدي كلمة الحق بالقلم والفكر مثل الاخوان المسلمين ويدعمون الشيوعين الملاحدة بصواريخ السكود وطائرات الميغ وحتى الصلبيين يدعمونهم في حروبهم الانفصالية الخارجية على حكومات ودول مسلمة هل تعرفون ان الامر وصل الى اخطر من تلك الحروب نعم وهي الفكروالتعليم وما يعرف بالغزو الثقافي الصليبي الامريكي للجزيرة العرية المحتلة وهي اعلى مراتب النفاق والكيد للامة والدين الجماعة وصلوا الى قمة القمة في خبثهم وراح نستعرض ذلك ان شاء الله نقول بتصرف 1 ـ موالاة الكفار سياسة ثابتة عند ال سلول - في [السعودية]- موالاة المستشرقين موالاة حكام (السعودية) وذوي النفوذ فيها للكفار بوجه عام، وللأمريكيين بوجه خاص، هي حقيقة ثابتة ومعروفة للجميع، حتى لقد سميت (السعودية) بأسماء شاعت حتى باللغة الإنجليزية مثل: «سعودي أميركا» «ويهودي أرابيا». أي باختصار: «المملكة السعودية الأمريكية ـ اليهودية». والواقع أن موالاتهم للكفار لا تقتصر على الموالاة الحربية والسياسية، بل تتعداها إلى الموالاة الثقافية، ولا سيما في تبني البرامج والمناهج الأمريكية في التربية والتعليم الجامعي، وأبتعاث الشباب (السعودي) إلى أمريكا ليتدربوا هناك ليصبحوا من الصفوة The Elite التي تُعدُ على أيدي الأمريكيين وأعينهم لحكم (السعودية)، وتولي المناصب القيادية فيها، بعد التأكد من محافظتهم على المصالح الأمريكية في المنطقة محافظة تدل على أنهم أمريكيون أكثر من الأمريكيين! وقد أمتدت هذه الموالاة الثقافية أخيراً إلى مجال من أخطر مجالات الغزو الثقافي، وهو مجال الدراسات الإسلامية، نرى التغلغل الاستشراقي يسري في تلك الدراسات كالسرطان، بالرغم من محاوله المسؤولين (السعوديين) التعتيم على هذا التغلغل، بل التظاهر بالسماح أحياناً بنقد المستشرقين!. والحقيقة التي لا شك فيها هي أنهم يتعاونون مع المستشرقين تعاوناً وثيقاً، ويمولون مؤسساتهم ومراكزهم الاستشراقية في أوروبا وأمريكا بأموال طائلة من أموال المسلمين، والمسلمون أحق بها. ولا يمدونهم فقط بالمال، بل كذلك بالرجال. و« الرجال» هنا هم «علماء السلاطين» «وتجار الدين» عُرفوا بمولاة (السعودية)، وتأييد كل مواقفها الحربية والسياسية والثقافية الموالية لأمريكا والغرب، كما فعلوا ـ على سبيل المثال ـ في حرب الخليج، حيث أيدوا دعوة حكام (السعودية) للكفار لاحتلال مهد الإسلام، وأعلنوا تأييدهم ذلك في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في 19 صفر 1411 هـ. ويشترك بعض هؤلاء «العلماء» مع المستشرقين الصليبيين واليهود في عضوية المركز الاستشراقية التي تقدم الإسلام إلى الناس على أيدي المستشرقين. لاضفاء المصداقية على دراسات المستشرقين للإسلام، واضفاء المشروعية بوجه خاص على التعاون معهم، وتلقي الإسلام عنهم، ولذلك أخذوا يطلقون على هذه المراكز اسماء تخفي حقيقتها، وتخدع المسلمين عن أهدافها؛ فسموها مراكز الدراسات «الإسلامية». وفيما يلي ملامح موجزة عن هذه المؤامرة الاستشراقية (السعودية)، في محاولة كشفها، وتحذير المسلمين منها، (1) لعل من أوائل المستشرقين المعاصرين الذي دعوا إلى إنشاء مراكز استشراقية مشتركة للدراسات «الإسلامية» هو المستشرق الأمريكي جون سبوزيتو (وهو نفسه يعمل بأحد تلك المراكز بكلية الصليب المقدس في نيويورك). ففي محاضرة له عن: «الدراسات الإسلامية في أمريكا» ألقاها بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية بتاريخ 28/5/1403 هـ أعلن عن مشروع استشراقي في أمريكا، يقوم على اشتراك بعض الأساتذة المسلمين مع المستشرقين في مؤسسة واحدة (معهد أو مركز جامعي) للدراسات الإسلامية وذلك ـ كما أشرنا ـ بهدف إضفاء المصداقية على دراسات المستشرقين للإسلام. وعقب المحاضرة ناقشت هذا المستشرق مناقشة نقدية إسلامية فيما قال* ثم اكتشفتُ ـ خلال الشهور التالية ـ أن هناك خطة موضوعة فعلاً لتنفيذ ذلك المشروع الاستشراقي، ليس في أمريكا وأوروبا فحسب، بل في (السعودية) كذلك. فكتبت خطاباً مفتوحاً بتاريخ 1/12/1404 هـ. إلى الشيخ (عبدالعزيز بن باز) رئيس إدارات الإفتاء والدعوة في (السعودية)، حذرت فيه من خطر التغلغل الاستشراقي في الجامعات (السعودية)، وخطر التعاون مع المستشرقين في مشروعاتهم المشبوهة، ولا سيما المشروع الذي أعلن عنه المستشرق الأمريكي وقد نُفِّذ فعلاً سنة 1985 بإنشاء مركز اكسفورد للدرسات «الإسلامية» بالتعاون مع (السعوديين) والمستشرقين( ). (2) أهداف مركز أكسفورد، راجع الفصل السابق. (3) في الفترة بين 18ـ 25/8/1986 عقد في أكسفورد مؤتمر للمنصّرين كان موضوعه: كيفية التعامل مع المسلمين في الشرق الأوسط، بإشراف المستشرق والمنصّر المعروف كينميث كراج. وبالتعاون مع مركز إكسفورد للدراسات «الإسلامية» وقد حضرت هذا المؤتمر لفترة قصيرة لأرد على ذلك المنصر.( ) ثم ألقيت عن المؤتمر محاضرة بالرياض بتاريخ 15/12/1986 ، تعرضت فيها لمركز إكسفورد، وبينت الأخطار المترتبة على إنشائه وتمويله بأموال المسلمين، وأنه في الحقيقة تنفيذ للمشروع الاستشراقي الأمريكي المشار إليه آنفاً، كما ذكرت ان هذا المركز تابع لكلية الصليب، وفي هذه التبعية إهانة متعمدة للإسلام والمسلمين، لأنها تبعية لمؤسسة استشراقية صليبية ليس من أهدافها خدمة الإسلام والمسلمين، وهذا واضح بحكم أن الإشراف القانوني والفعلي عليها وعلى النشاطات «الإكاديمية» بها ـ هو في أيدي غير المسلمين، وعميدها د. ريتشارد ريب وهو مستشرق معروف ومجال دراساته، الخلافة الإسلامية، كما أنه في الوقت نفسه ـ أحد الأمناء ذوي الهيمنة الفعلية في توجيه مركز أكسفورد. وهذا يفسر لماذا يتجنب عملاء المستشرقين في حديثهم عن المركز في الصحف العربية (وبخاصة التي تصل الى السعودية) ترجمة كلمة «كروس» من الإنجليزية إلى «الصليب» بالعربية وذلك لأنهم يحاولون أن يتجنبو ما تثيره كلمة «الصليب» في نفوس المسلمين من ذكريات مريرة وما تثيره تبعية الدراسات الإسلامية لكلية الصليب من إيحاءات مهينة. ومن الواضح ان عملهم هذا هو محاولة متعمدة لإخفاء الحقيقة عن الأمة الإسلامية لما يعلمونه من خطورة إعلان هذه الحقيقة على المصالح المشتركة بين السعوديين والصليبيين. (4) ليلة أول رمضان 1407 هـ أقام د. أحمد التويجري عميد كلية التربية (التي يتبعها قسم الدراسات الإسلامية) بجامعة الملك (سعود) ـ ندوة لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، تحدثت فيها عن مركز أكسفورد، وبينت أخطاره وأخطار اشتراك بعض الاساتذة المسلمين فيه. فغضب مصطفى الأعظمي (رئيس قسم الدراسات الإسلامية في ذلك الوقت) وغادر قاعة الإجتماع وذلك لأنه كان ـ وما يزال ـ أحد المتعاونين تعاوناً وثيقاً مع مركز أكسفورد وباعتباره رئسياً للقسم، كان قد طلب مني ان أكتب تقريراً اوضح فيه الأسباب التي حملتني على الرد على المنصر كينيث كراج في مؤتمر المنصّرين باكسفورد( ) بدون إذن الجامعة !! فقلت له: إنني كنت هناك وسمعت ما قاله ذلك المنصر، وقرأت ما كتبه، والرد عليه وعلى أمثاله فريضة علي وعلى أمثالي، ولا يمكن أن أهمل أداء الفريضة حتى يأتيني إذن الجامعة!!. (5) حضر المستشرق الأمريكي جون سبوزيتو مرة أخرى الى (السعودية). هذه المرة إلى السفارة الأمريكية بالرياض، حيث ألقى محاضرة بعنوان: «وجهة النظر الأمريكية عن الإسلام بتاريخ 17/4/1408 هـ. وكان رئيس الدراسات الإسلامية قد تغير من الأعظمي إلى حمدان. وبالرغم من تغير الشخص، لم تتغير السياسة (السعودية) قط تجاه الأمريكيين بوجه عام، والمستشرقين منهم بوحه خاص. فحاول الرئيس الجديد أن يمنعني من الذهاب الى السفارة الإمريكية لمناقشة المستشرق ونقده، ولكني ذهبت وأديت واجبي، فغضب وقال: «لقد ضربت بكلامي عرض الحائط وانا سعودي ورئيس القسم» !! فقلت له:«لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق». (6) وبتاريخ 24/7/1408 هـ كتبت خطاباً إلى د. التويجري أطلب فيه أن ألقي محاضرة عامة بالكلية عن: «وجهة النظر الإسلامية في الإستشراق» تتلوها مناقشة من الأساتذة والطلبة. وقدمت إليه المحاضرة مكتوبة، ولكنه تجاهل الموضوع تماماً حتى إنتهى العام الدراسي. وخلال ذلك العام، وفي مناسبات شتى أخبرت العميد، ورئيس القسم، والأساتذة، والطلبة، عن وجود دورية جامعية محكمة أسمها مجلة العصور، تصدر في الرياض (من لندن!)، وتعنى ببحوث الحضارة الإسلامية، ويرأس تحريرها د. عبدالرحمن الأنصاري عميد كلية الآداب بجامعة الملك (سعود)، ويشرف على تحكيم البحوث للنشر فيها هيئة مشتركة من الأساتذة المسلمين والمستشرقين (تماماً مثل مجلة الدراسات الإسلامية التي يصدرها مركز أكسفورد!!) ومن المستشرقين المستشارين في مجلة العصور: مونتجمري وات** (جامعة أدنبره)، وريكس سميث ـ (جامعة درم)، وريتشارد تشمبرز (جامعة شيكاغو). وهم في الحقيقة محكمون في البحوث الإسلامية التي يقدمها أساتذة مسلمون، في جامعة إسلامية، في بلد مسلم!. ومن الواضح أن الذين حدثتهم كانوا جميعاً يدركون أن القضية كلها سياسة ثابتة، بل سياسة عليا، للمملكة العربية (السعودية)، وأنه لا جدوى من مناقشتها بهدف تغيبرها، بل بهدف تأييدها!!. (7) وبتاريخ 12/8/1989 ألقيت محاضرة بالإنجليزية عن «وجهة النظر الإسلامية في الإستشراق» بدعوة من جمعية الطلبة المسلمين بجامعة أكسفورد، وناقشت فيها عدة مسائل كان من أهمها: أ ـ هل يجوز للمسلم أن يتلقى دينه من المستشرقين؟ ب ـ هل يجوز للمسلم أن يتعاون معهم؟ ج ـ هل يجوز للمسلم أن يموّل مشروعاتهم ومؤسساتهم؟. وكان من الطبيعي أن أتعرض لمركز أكسفورد كنموذج لنشاطات المستشرقين، ودور «علماء السلاطين» كواجهات إسلامية، ودور بعض الحكومات العربية (وبخاصة السعودية في تمويل المركز). وكانت المحاضرة خلال عطلة الصيف. ولما عدت الى جامعة الملك سعود علمت بأن هناك تقريراً كتب ضدي بسبب ماقلته في تلك المحاضرة. ( ![]() في يوم 26/2/1410 هـ إجتمع مجلس قسم الدراسات الاسلامية وخلال هذا الإجتماع تحدثت عن مسؤولية الأستاذة والمسلمين بوجه عام، (والسعوديين) ذوي النفوذ بوجه خاص، عن أيقاف التغلغل الاستشراقي في الجامعات (السعودية)، وتذكرت بالإسم كلا من د. نصيف، د. عبدالله التركي وأشرت الى دورهما في تشجيع هذا التغلغل الثقافي التخريبي، عن طريق التعاون مع المستشرقين وتمويل مراكزهم، وبخاصة مركز أكسفورد. وقلت: «ليتق الله كل من نصيف والتركي في المسلمين وأبناء المسلمين. و إن غضبهما علي يهون إذا قورن بغضب الله تعالى على الساكت عن الحق لأنه شيطان أخرس». وروى لي من أثق فيه من إخواني الأساتذة أن رئيس القسم د. حمدان قال بعد تلك الجلسة: لا بد من إنهاء عقد هذا الرجل لإسكاته! فقد إنتقد علناً رؤساءنا المقربين من أولي الأمر. وهذا ما لا يمكن السماح به في المملكة!. (9) بعد صلاة العشاء ليلة 20/7/1410هـ ألقيت حديثاً في مسجد أعضاء هئية التدريس بمبنى التأمينات الاجتماعية بالعليا بالرياض ـ إنتقدت فيه السياسة التعليمية للحكومة والجامعة، وقيام هذه السياسة على تفضيل الأمريكيين والغربيين بوجه عام على المسلمين من أعضاء هيئة التدريس، وتفضيل أبناء السعوديين على ابناء غير (السعوديين) (من الأساتذة المسلمين) في القبول بالجامعة. ودعوت الى وجوب تغيير هذه السياسة العنصرية الاستكبارية المشابهة تماماً لموقف كفار قريش حين طلبوا من الرسول (ص) ان يطرد من مجلسه (وهو مجلس العلم وضعفاء المسلمين أمثال : بلال وسلمان الفارسي وصهيب وخباب وعمار وعبدالله بن مسعود رضوان الله عليهم فنزل قوله تعالى لرسوله (ص): (ولا تطرد الذين يدعون ربّهم بالغداوة والعشي يُريدون وجههُ ما عليك من حسابهم من شيءٍ وما من حسابك عليهم من شيء فَتَطردهم فتكون من الظالمين) (الانعام: 52). وهذه الاية الكريمة تحرم منع أي مسلم من التعليم، بل أن الإسلام جعل التعليم فريضة لقوله (ص): «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة». وأنهيت حديثي قائلاً: «إتق الله يا منصور التركي» (مدير الجامعة آنذاك) ثلاث مرات. «ألا هل بغلت؟ اللهم فأشهد». وبعد قليل حضر إلى شقتي بالمبنى أستاذان احدهما إسمة: د. الورثان، والآخر (هو الأخطر) إسمه: د. عبدالإله بن سعيد (شقيق حسن بن سعيد الذي يعمل بالمخابرات (السعودية) في وزارة الداخلية (وزارة القمع والإرهاب الرياض). وهددني عبدالإله بن سعيد بأنه سيتقرر إنهاء عقدي إذا لم أذهب وأعتذر لمدير الجامعة عما قلته في المسجد، فرفضت. واستقال مدير الجامعة بعد حديثي هذا بنحو أسبوع. وعين بعده احمد الضبيب، وله صلة وثيقة بالأسرة الحاكمة، وهو الذي اتخذ قرار إنهاء عقدي، «لأنني انتقدت الحكومة والجامعة في المسجد» كما قال هو بنفسه في تبرير القرار. (10) خلال شهر شعبان 1410 هـ عقدت ندوة مسائية كبيرة حضرها آلاف الطلبة والأساتذة بفندق الأنتركونتننتال بالرياض، عن الدعوة الإسلامية، واشترك فيها من الدعاة: الشيخ راشد الغنوشي (زعيم النهضة الإسلامية في تونس) والأستاذ محمد قطب، والدكتور حسان حتحوت وكانت الندوة برئاسة د. عبدالله التركي مدير جامعة الإمام. وأدليت فيها بتعليق تحدثت فيه عن ظاهرة إشتراك المسلمين مع المستشرقين في تقديم الإسلام إلى الناس من خلال مراكز الدراسات الاستشراقية، وبخاصة مركز أكسفورد. وبينت خطر هذه الظاهرة على مسار الدعوة الإسلامية في الغرب، وأنها تفتح الباب على مصراعيه لمبدأ خطير ليس له سابقة في الإسلام وهو: تلقي الإسلام على أيدي غير المسلمين (من المستشرقين النصارى واليهود). وأن «العلماء» المسلمين المشتركين معهم في تلك المراكز يتحملون ـ بحكم إشتراكهم، المسؤولية الكاملة عن الصورة المشوهة التي يقدم بها الإسلام الى الناس على أيدي اولئك المستشرقين وأنه ينبغي على هؤلاء «العلماء» أن يعلنوا براءتهم من تلك المراكز، وأن يبينوا أيضاً أخطارها على الإسلام والمسلمين. وكان لهذا التعليق ـ على إيجازه ـ وقع طيب في نفوس كثير من الطلاب، ولكن كان له أسوأ الأثر على عبدالله التركي، لأنه يعتبر من أكبر الدعائم المالية والسياسية لمركز أكسفورد، ومن المعروف عنه أنه وثيق الصلة بالملك (فهد). [السعودية] والمستشرق المنصّر هانزكونج طالما تبجح حكام (السعودية) بالخدمات «الجليلة» التي يزعمون أنهم يقدمونها إلى الإسلام والمسلمين، وتشمل القائمة الطويلة للخدمات التي يمنون بها عادة على المسلمين: مقاومة أخطار الأستشراق والتنصير. وقد ساعدت الثروة النفطية الهائلة التي يغتصبها حكام (السعودية)، وإمبراطورية الإعلام الواسعة التي يديرونها، في أن يصدق بعض المسلمين أسطورة الخدمات هذه، ولكن لحسن الحظ ـ كما يقول المثل ـ فإن أحداً لا يستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت، وبخاصة بعد حرب الخليج! فقد تكشفت بعد هذه الحرب كثير من الحقائق، وسقطت كثير من الأساطير، ومنها أسطورة: خدمة حكام (السعودية) للإسلام والمسلمين، ومقاومتهم أخطار المسشترقين والمنصّرين. ومنذ فترة قصيرة تكشف للناس حقائق رهيبة عن تواطؤ حكام (السعودية) مع أمريكا واسرائيل لتحقيق هيمنة الصليبيين واليهود على المسلمين ومصائرهم وثرواتهم في المنطقة، وبخاصة عن طريق «مؤتمرات السلام» وخطط التطبيع النفسي والديني بين المسلمين واليهود، تمهيداً لتحقيق قيام اسرائيل الكبرى، لس على حساب الفلسطينيين فحسب، بل على حساب العرب والمسلمين جميعاً. ومنذ فترة قصيرة أيضاً تكشف للناس كذلك حقائق رهيبة عن دعم وتمويل حكام (السعودية) لجون قرنق عميل المنصّرين في جنوب السودان، بل وإمداد عصاباته بالأسلحة الفتاكة، لتمكينه من الاستمرار في حرب إخواننا المسلمين في السودان، وقتلهم وتشريدهم. وفيما سبق عرضنا حقائق موثقة (قصد بها التمثيل لا الحصر) عن دعم حكام (السعودية) لمراكز الاستشراق والتنصير في اوروبا وأمريكا، وعلى رأسها مركز أكسفورد للدرسات الاستشراقية بكلية الصليب. وقد زار الأمير (بندر بن سلطان) سفير (السعودية) في واشنطن هذا المركز خلال أزمة الخليج، وألقى فيه محاضرة حاول فيها تبرير سياسة المملكة في دعوة قوات الكفر لاحتلال مهد الإسلام خلال الحرب، كما تبرع للمركز ـ من المال العام للمسلمين ـ بمبلغ لم يكشف النقاب عن مقداره بالتحديد. ونعرض الآن بإيجاز مثالاً أخر عن دعم حكام (السعودية) وتأييدهم لنشاطات المستشرقين والمنصّرين ضد الإسلام والمسلمين، وهو مثال المستشرق المنصّر هانز كونج. وهانز كونج قسيس كاثوليكي سويسري الأصل. درس اللاهوت المسيحي في الجامعة البابوية بروما، وحصل على الدكتوراه من المعهد الكاثوليكي بجامعة السربون، وعمل أبا روحياً في الكنيسة المركزية بلوزان، وعينه البابا يوحنا رئيساً لـ23 مستشاراً رسمياً في مجلس الكنيسة الأعلى سنة 1962. ويعمل الآن استاذاً لللاهوت المسيحي بجامعة توبنجن الألمانية، ومديراً لمعهد توحيد الكنائس المسيحية بالجامعة نفسها. دعي هذا المستشرق المنصِّر ليلقي محاضرة عامة بعنوان: «النصرانية الاصلية بين الأناجيل والقرآن» مساء الأثنين 19/10/1410 هـ (الموافق 14/5/1990م) في مركز (فيصل) للبحوث والدراسات الإسلامية بالرياض. وكان معروفاً لدى اوساط الأساتذة ان الدعوة وجهت إليه بنفوذ مدير جامعة الإمام د. عبدالله التركي، الذي يقوم (نيابة عن «خادم الحرمين» بتوجيهاته «السامية» بتقديم الدعم المادي والمعنوي لعدة مراكز استشراقية وتنصيرية في اوروبا وأمريكا، ومنها مركز أكسفورد المذكور آنفاً). وحوالي الساعة العاشرة من صباح ذلك اليوم حضر هانزكونج على رأس وفد من جامعة الإمام بينهم جعفر شيخ إدريس (وهو الذي يمثل مدير جامعة الإمام عادة في الإتصالات واللقاءات بالمستشرقين وترتيب التعاون معهم) ـ إلى قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك (سعود)، حيث عقد أجتماع مع المستشرق حضره بعض الأساتذة والطلبة، واشتركت في هذا الإجتماع، ودارت بيني وبينه مناقشة عن حقائق هامة منها: • ـ أنه يجهل اللغة العربية، ومع ذلك لا يستح أن يحاضر ويؤلف عن الإسلام وعن القرآن الكريم! • ـ أنه ينكر عصمة الأنبياء لأنهم بشر! ويتجاهل العقيدة الإسلامية في عصمة الأنبياء. • ـ إن أهم المصادر التي يستقي منها معلوماته عن الإسلام هي المصادر الاستشراقية، وبخاصة من أستاذه المستشرق الألماني باريت الذي كان يعمل أيضاً بجامعة توبنجن، وهو الذي كتب في دائرة المعارف«الإسلامية» (وهي في حقيقتها دائرة إستشراقية عن الأسلام) مقالاً عن أميّة الرسول (ص) قرر فيه أن الرسول كان أمياً بمعنى أنه كان ينتمي إلى أمه العرب الأميين (أي غير اليهود). ولكنه أنكر أنه كان أمياً بمعنى أنه كان لا يقرأ ولا يكتب كما قال الله تعالى: (وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمنك إذا لارتاب المبطلون) (العنكبوت: 4 ![]() • ـ وعن موقف الغرب المسيحي من القضية الفلسطينية حاول كونج ان يدافع عن موقف أمريكا ويظهرها بمظهر المتعاطف مع الفلسطينيين، بدليل ان الإدارة الأمريكية «تحتج» على إسرائيل لإقامتها المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة! وذكّرتَهُ بأن هذه الإدارة هي نفسها التي تمول إسرائيل لإقامة تلك المستوطنات! وبعد الاجتماع أتصل بعض الطلاب بالمسؤولين في مركز الملك (فيصل)، وطالبوهم بالغاء محاضرة المستشرق في المساء، وخشيت سلطات الأمن (السعودية) من إمكانية حدوث شغب إذا إلقيت المحاضرة فتقرر إلغاؤها، وبقدر ما أثار هذا الإلغاء سرور الطلاب فإنه أثار غضب ذوي النفوذ (السعوديين) وبخاصة في جامعة الإمام، لأنهم خططوا طويلا، وبذلوا جهوداً محمومة لدعوة المستشرق المنصّر، ثم رأوا خططهم تنهار، وجهودهم تذهب هباء في آخر لحظة، وضيفهم العزيز يعود بخفي حنين! وكانت الدعاية التي سبقت دعوته، وصاحبت تواجده في الرياض، هي انه مستشرق منصف للإسلام والمسلمين، وصديق متعاطف مع العرب والفلسطينيين ضد إسرائيل واليهود. وشاء الله تعالى ان يفتضح هذا الكذب، وتظهر الحقيقة على لسان المستشرق نفسه، وذلك في كتابين له: الكتاب الأول بعنوان: اليهودية ـ الموقف الديني في عصرنا، وهو الكتاب الذي أصدره بالألمانية بعد زيارته للرياض بفترة قصيرة (سنة 1991)، وترجم إلى الإنجليزية وصدر في لندن سنة 1992 عن دار نشر مسيحية SCM press LTD لليهود بوجه خاص (راجع على سبيل المثال الحاخام ألبرت فريد لاندر بعنوان: A CATHOLIC ON THE JEWS (كاثوليكي (يؤلف) عن اليهود) بصحيفة التايمز الصادرة في 26/3/1992). وتكفي الأشارة الى بعض ما يحفل به الكتاب من تعاطف المؤلف مع إسرائيل واليهود. وفيما يلي أمثلة قليلة تكفي في الدلالة على هذا التعاطف، كما تلقي الضوء على الدوافع الحقيقة التي حدت بحكام (السعودية) الى دعوته: • ـ أهدى هانزكونج كتابه الى أصدقائه اليهود في أنحاء العالم. وهذا نص الإهداء: TO MY JEWIUH FRIENDS THROUGHOUT THE WORLD . • ـ أكد المؤلف في مواضع عديدة في المقدمة أن له علاقه وثيقة بأسرائيل، ووزارة خارجيتها، وبعض ساستها وأحبارها، وأنه قام بعدة زيارات لإسرائيل، وألقى العديد من المحاضرات في معهد فان لير بالقدس، وفي جامعة حيفا، وأن له علاقات وثيقة كذلك بأحبار اليهود في أقطار الغرب، وبخاصة في أمريكا. • ـ لا يقتصر تعاطف المؤلف مع إسرائيل على حاضرها، بل يمتد إلى مستقبلها. فيتمني في المقدمة أن يكون عام اليوبيل الذهبي (هو عام الاحتفالات بالعيد الخمسين لدولة إسرائيل سنة 199 ![]() • ـ يؤكد حق إسرائيل في ارض فلسطين (أرض الميعاد) ويقرر ان بين شعب الملك المختار وأرض الميعاد علاقة لا تنفصم (حتى حين كان اليهود في المنفى لقرون طويلة!)، وأن هذه العلاقة جوهرية وعنصر أساسي في عقيدة اليهود، بغض النظر عما إذا كان ذلك يناسب «الآخرين» أو لا يناسبهم! (ص45 ـ 64). ـ وذر للرماد في العيون بتظاهر المؤلف بالعدالة والأمانة العلمية، فيورد بعض انتقادات «لاذاعة» إسرائيل وسياستها في الارضي المحتلة (ص530 وما بعدها) وهذه الانتقادات تشبه الاحتجاجات «الشديدة اللهجة» التي تصدرها الإدارة الأمريكية «ضد» سياسة إسرائيل بين الحين والحين، لتضليل العرب والمسلمين! الدعوة إلى الإبراهيمية والمؤلف يريد تحقيق التطبيع النفسي والديني بين المسلمين وأسرائيل، لأنه يريد تحقيق السلام لإسرائيل على حساب المسلمين، ومن ثم يدعو المسلمين والعرب إلى السلام والوئام مع إسرائيل تحت راية «الإبراهيمية»: أي أن الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية والنصرانية والإسلام تجتمع كلها في أصل واحد وهو «دين إبراهيم» (ص17 ـ1 ![]() والحق الذي لا شك فيه هو أن دين إبراهيم عليه السلام كان الاسلام وليس اليهودية او النصرانية، كما قال الله تعالى: (ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفا مسلماً وما كان من المشركين) (آل عمران: 67). • ـ ومن منطلق «الإبراهيمية» يقدم المؤلف متقرحاته لتحقيق السلام بين العرب واليهود على أساسٍ دينيٍ مشترك. ومن هذه المقترحات: ـ إتخاذ قبة الصخرة مجمعاً للأديان الثلاثة (ص578 ـ 579). (وهذا الاقتراح يشبه فكرة السادات الذي هلك قبل أن يحققها وهي إنشاء مجمع الأديان في سيناء). ـ إقامة صلاة جماعية مشتركة بين أتباع الاديان الثلاثة (ص580 ـ 583) ومن الواضح أن الدعوة الإبراهيمية مثل الدعوة الى «التقارب بين الأديان» والى «وحدة الاديان» وهذه إنما هي دعوات خداعة يقصد بها اليهود وعملاؤهم تحقيق عدة أهداف منها: ـ توفير السلام لإسرائيل لتقوم بالمزيد من التوسع والعدوان على المسلمين (كما حدث فعلاً بعد إتفاقية كامب ديفيد). ـ تمييع هيمنة الإسلام على الأديان السابقة ونسخه إياها. ـ إنحراف المسلمين عن جوهر العقيدة الإسلامية وهو التوحيد: وذلك بابتداع صلاة جماعية واحدة مشتركة بين أهل التوحيد والتشبيه والتثليث. أما الكتاب الثاني للمستشرق هانز كونج فيظهر عداواته للإسلام بصورة أوضح. وعنوان الكتاب: المسيحية وأديان العالم: طرق الحوار مع الإسلام والهندوكية والبوذية وقد صدر مترجماً الى الأنجليزية عن دار كولينز للنشر في لندن 1987. وفي الفصل الأول من الكتاب يشير هانز كونج الى المنهج النقدي الذي استخدمه بعض المؤلفين الغربيين لنقد نصوص الكتاب المقدس، ويدعوا إلى استخدام هذا المنهج لنقد النص القرآني. ويشير إلى عدة نماذج لنقد القرآن الكريم صدرت في كتب ألفها المستشرقون ومنها كتاب: دراسات قرآنية للمستشرق البريطاني جون وانزبروا/John Wans Brough (لندن 1977) وطبقاً لمزاعم هذا الكتاب فإن القرآن الكريم أخذ شكله وتكوينه النهائي ليس عن طريق الوحي، وإنما عن طريق المجتمع المسلم، أي القرآن الكريم قد «تكوّن» عن طريق تفسير المجتمع المسلم لأقوال الرسول (ص) ومزجها بتقاليد اخرى. وقد حدث ذلك بعد وفاة الرسول(ص)، وأستمر هذا «التكوين» أو التأليف للقرآن الكريم لمدة قرنين من الزمان تقريباً!! (ص33). ويشير هانزكونج الى كتاب آخر بعنوان: جمع القرآن للمستشرق البريطاني جون برتون JOHN BURTON (لندن 1977)، وينحو نفس المنحى النقدي للقرآن الكريم، ولكن يزعم أن «تأليف» القرآن قد بدأ في حياة الرسول (ص) وليس بعد فاته!! ويشير هانز كونج الى كتاب آخر بعنوان: إعادة إكتشاف النبي محمد للمستشرق الألماني جنتر لولينج GUNTER LULING (لندن 1981)، وفيه يدَّعي أنه أكتشف (بواسطة ذلك المنهج النقدي) أن القرآن الكريم يحتوي على قرآنين أو يشمل قرآنين: قرآناً «بدائياً» ألفه محمد(ص) وقرآناً آخر ليس بدائياً (أي «متحضراً») ألفه الصحابة والتابعون بعد وفاته (ص)!! كما يشير هانزكونج الى كتاب آخر يصفه بأنه أكثر رسوخاً في الدقة العلمية وهو كتاب: دراسات في تأليف السور المكية للمستشرقة أنجيليكا نيوويرت ANGLIKA NEW WIRTH (لندن 1981) وفيه تزعم المؤلفة أنه بغض النظر عن السور المدنية فإن الرسول (ص) قد ألف السور المكية!!. وبعد تقديم هذه النماذج من المفتريات الإستشراقية ينتهي هانزكونج إلى القول بأن دور محمد (ص) في تأليف القرآن الكريم لا يمكن أن يُستبعد، وكذلك لا يمكن إنكار التأثير الشفوي لليهودية والمسيحية في تأليف القرآن (ص34). ويزعم هانزكونج أن ذوي العلم من المسلمين لا يمكن أن ينكروا: 1 ـ أنه في فترة حياة الرسول(ص) كانت هناك علاقات بين المجتمع المسلم في مكة واليهود والنصارى في شبه الجزيرة العربية وفي البلاد المجاورة لها. 2 ـ أن القرآن يذكر كثيراً الأنبياء الذين ورد ذكرهم في الكتاب المقدس أمثال نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وداود وسليمان ويحيى (عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام) بالإضافة الى مريم، ويرى هانزكونج أن في هذا دليلاً على أن هؤلاء الأنبياء كانوا معروفين لدى محمد (ص) قبل نزول الوحي عليه (ص34). وفي القرآن الكريم رد قاطع على هذا الزعم، وأن الرسول (ص) قد تلقى قصص هؤلاء الأنبياء عن طريق الوحي وحده، وأن هذه القصص كانت من أنباء الغيب التي لم يعلمها هو ولا قومه قبل الوحي، كما قال الله تعالى: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) (سورة هود: 49). ويمضي هانزكونج فيدعو المثقفين المسلمين الى استخدام ذلك المنهج النقدي التاريخي في دراستهم للقرآن، وأن عقيدة أن القرآن هو كلام الله الموحى به على محمد يجب أن تفهم أيضاً على أن القرآن هو الكلام الأنساني لمحمد (ص35)!!. ولا أدري كيف يتوقع هذا المستشرق من أي أنسان، فضلاً عن الإنسان المسلم، أن يفهم هذا التناقض أو أن يقبلة؟! واستخدام المنهج النقدي التاريخي في دراسة النص القرآني سيؤدي في رأي هانزكونج إلى النتائج التالية: 1 ـ استبعاد أن يكون القرآن نصاً ثابتاً لم تطرأ عليه تغييرات حسب ظروف الزمان والمكان والأفراد. والقول بثبوت النص القرآني (في زعمه) هو اتجاه متعصب وغير نقدي في دراسة القرآن (ص35 ـ 36). 2 ـ استبعاد أن يكون لنصوص القرآن معانٍ واحدة، وذلك لأن هناك تفسيرات وتأويلات كثيرة كتنوعة لهذه النصوص خلال العصور. وهو بهذا يريد أن يلقي الشك من أن هناك معاني واحدة متفق عليها لآيات القرآن الكريم أي أن لا يفرق بين المحكمات والمتشابهات في القرآن الكريم، وأن القرآن كله مجال فسيح لشتى التفسيرات والتأويلات حسب الظروف والعصور والبيئات، ومن ثم يصبح الاسلام كلاً مستباحاً لشتى الآراء والأهواء. ويكفي للرد عليه قول تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هُنَّ أُمُّ الكتاب وأخَرُ متشابهات فامّا الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغآء تأويله وما يعلمُ تأويله إلاّ الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كلٌ من عند ربنا وما يذّكّرُ إلاّ أوُلُوا الألباب * ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) (آل عمران 3: 7 ـ ![]() ويرى هانز كونج أن هذه الدعوة إلى القراءة النقدية التاريخية للقرآن الكريم واخضاعه لشتى الآراء والتأويلات حسب الظروف المتغيرة والبيئات المختلفة ـ تؤدي إلى فهم القرآن على إنه رسالة حية A LIVING MESSAGE فيها دائماً الجديد الذي يناسب مختلف العصور والمجتمعات، ومن ثم تحتوي على الحلول للصراعات المعاصرة بين الدين والعلم والتاريخ. كما يرى في هذه الدعوة «تجديداً» للإسلام، وتقارباً بين المسلمين والمسيحيين، وخدمة للسلام العالمي: ومن ثم يدعو المسلمين إلى اعادة مناقشة العقيدة الإسلامية في أن القرآن كلام الله!! (ص36). والحقيقة أنه ليس في هذه الدعوة إلا محاولة تشكيك المسلمين في عقيدتهم، وابتغاء فتنتهم في دينهم! نقد الشريعة: ان دعوته الى نقد القرآن الكريم يترتب عليها بالظروف دعوته إلى نقد الشريعة الإسلامية. وتبدأ هذه الدعوة من منطلق خداع وهو المنطلق الإنساني: ان الشريعة قد وجدت من أجل الإنسان ولم يوجد الإنسان من أجل الشريعة!! ويترتب على هذا ـ في زعمه ـ ان الإنسان هو مقياس الحكم على الشريعة! ومن ثم يكون من وظيفة الضمير الإنساني أن يفرَّق في الشريعة بين ما هو عدل وما هو ظلم، ما هو ضروري وما هو غير ضروي، ما هو بَنَّاء وما هو مُخَرِّب، وأن يفرق بين التشريع الجيد والتشريع الرديء!! (ص65) ويمضي المستشرق المنصّر فيدعو الى الغاء ما يسميه: العيوب الفاضحة في الشريعة الإسلامية»: (THE SCANDALOUS SHORT COMING OF ISLAMIC LAW) مثل: أن للزوج سلطة مطلقة على تطليق الزوجة(؟!) ومثل انتهاكات حقوق الإنسان: وتشمل حقوق المرأة، والحق في الإختلاف والإنشقاق أي الردة عن الإسلام! كما تشمل تحريم الفوائد الربوية، وتشمل بوجه خاص الحدود في الشريعة الإسلامية كحد السرقة والزنا وقتل المرتد (ص65). ولذلك يؤيد هانز كونج الإتجاه العلماني في بعض الدول الإسلامية! ليس الى تعديل بعض قوانين الشريعة فقط وإحلال القوانين الأوربية محلها كما حدث في مصر وتونس، بل والى الغاء الشريعة كلها كما حدث في تركيا (ص66). القراءة النقدية للقرآن والشريعة: كما يؤيد هانزكونج الإتجاه الى هذه القراءة النقدية للقرآن والشريعة عند عملاء المستشرقين بين منْ يُسَموَّن: «المفكرين الإسلاميين» ومن هؤلاء الذين يستشهد بهم على سبيل المثال: فضل الرحمن: في كتابه: الإسلام (1966) حيث يدعو الى دراسة القرآن ليس بترتيبه المعروف بل حسب ترتيب النزول، وكذلك دراسته حسب خلفيته التاريخية والإجتماعية وبخاصة في الفترة المكية (ص66) الهدف الواضح من هذه الدعوة هو أن القرآن مرتبط بفترة تاريخية معينة وبيئة معينة؛ ومن ثم فليس صالحاً لكل زمان ومكان!! محمد التوبعي: الكاتب العلماني المصري الذي يدعو الى تعديل شامل للشريعة الإسلامية وليس الى مجرد إصلاحات جزئية (ص66) آصف فيضي: الذي يدعو الى إعادة فهم وتفسير القرآن بحيث يتفق مع ظروف القرن العشرين (67) محمد أركون: في ندوة حوار بين المسلمين والمسيحيين في بون 1981 كرر دعوته الى قراءة نقدية للقرآن (ص67) وينتهي هانزكونج الى دعوة الى وجوب التمييز بين الأخلاق والشريعة في القرآن. فالأخلاق ثابتة أما الشريعة فمتغيرة !! (ص6 ![]() وفيما مضى من آراء ومواقف هانزكونج ما يكفي لبيان الى أي أحد هو «متعاطف» مع الإسلام!! «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون». * * * الفصل الرابع 2 ـ موالاة الكفار سياسة ثابتة في [السعودية] الموالاة السياسية ـ الحربية موالاة حكام (السعودية) للكفار تتخذ صوراً عديدة، وأشكالاً شتى، لعل من أخطرها الموالاة الثقافية والموالاة السياسية ـ الحربية، وقد تحدثنا عن الموالاة الثقافية من قبل.( ) نتحدث الآن عن الموالاة السياسية ـ الحربية. الموالاة السياسة ـ الحربية: هذه الموالاة واضحة كل الوضوح في إنحياز (السعودية) دائماً إلى المعسكر الأمريكي، إنحيازاً هو في حقيقته تبعية ذليلة تخدم مصالح أمريكا الإقتصادية، كما تخدم أهدافها السياسية والعسكرية في المنطقة. وتكفي الإشارة إلى ما تحققه أمريكا والشركات الأمريكية من أرباح هائلة عن طريق سيطرتها على صناعة النفط في (السعودية). وقد خصص حكام (السعودية) مقادير كبيرة من عائدات النفط لخدمة السياسة الأمريكية في المنطقة، وهي سياسة معروفة بأنها موالية لإسرائيل بالتبعية، ومعادية للمسلمين في فلسطين، وفي الشرق الأسلامي، وفي العالم كله. ثماني سنوات بل ولم يتورعوا أن يقتلوا في موسم الحج عام 1407 هـ، وفي بيت الله الحرام، ما لا يقل عن أربعمائة من حجاج إيران الأبرياء، وكان كثير منهم من النساء وكبار السن. ومن أوضح وأقرب الأمثلة على موالاة حكام (السعودية) للكفار موقفهم في حرب الخليج، ودعوتهم القوات الأمريكية والغربية لإحتلال مهد الإسلام، بحجة الدفاع عنهم ضد حليفهم القديم. والواقع إن إحتلال تلك لم ينته بإنهاء الحرب، فما زالت أعداد كبيرة من القوات الأمريكية بوجه خاص جاثمة على مهد الإسلام حتى الآن، ولاسيما في القواعد الجوية والبحرية والعسكرية التي خطط الأمريكيون لإنشائها في (السعودية) منذ سنة 1965. ومن الواضح أن سلسلة المدن والقواعد العسكرية خصوصاً بين الظهران والدمام ومدينة الملك (خالد) العسكرية التي بلغت تكلفتها 10 مليارات دولار، والشبكة الواسعة من الطرق والقواعد الجوية والبحرية قد بنيت كلها لخدمة غرض واحد، وهو إنتشار القوات الأمريكية، تمركزها فيها في حالة الطوارئ، حين تتهدّد مصالح واشنطن في المنطقة. والواقع أن القوات الأمريكية التي ما تزال تحتل مهد الإسلام منذ حرب الخليج، هي قوات مكونة من النصارى واليهود، وكثيراً من أفرادها يلبسون الصليب أو نجمة داود، ويصحبهم الأحبار والرهبان، فهي في الحقيقة تمثل حملة صليبية جديدة، جاءت لتحقيق نفس الأهداف القديمة للصليبيين واليهود ضد الإسلام والمسلمين، ولا سيما في منطقة الخليج، ومهد الإسلام. وهذه الأهداف ليست مجهولة… فقد أعلن عنها منذ أواخر القرن الماضي، وقبل أكتشاف النفط، القسيس والمنصّر الأمريكي صمويل زويمر، مؤسس الإرسالية الامريكية في منطقة الخليج سنة 1889، وهي الارسالية التي قامت بنشاطات تنصيرية عديدة، وبخاصة إنشاء المدارس والكنائس، في المنطقة. وقد أعلن زويمر تحالف المنصّرين مع اليهود في العمل ضد الإسلام بالمنطقة فقال: «إن المنصّرين الأمريكيين الذين توجهوا إلى الجزيرة العربية يعتبرون أنفسهم أبناء إسرائيل وحلفاء اليهود»( ). وكما يدعي اليهود أن لهم حقوقاً تاريخية في شبه الجزيرة العربية (في يثرب ـ المدينة المنورة ـ وخيبر على سبيل المثال) يدعي زويمر وزملاؤه المنصّرون: «ولهذا فإن من واجبنا أن نعيد هذه المنطقة إلى أحضان المسيحية». وقد أعلنت الإرسالية الأمريكية التي أنشأها زويمر أن هدفها هو الوصول إلى مهد الإسلام (وبخاصة مكة والمدينة)، ولذلك كان شعارها هو: «الوصول إلى قلب الجزيرة العربية»( ). فالهدف الرئيس الذي لم يغب لحظة عن هؤلاء الصليبيين واليهود هو القضاء على الإسلام في عقر داره… ودول الخليج هي البوابات التي يلجؤون منها إلى ذلك الهدف، (والسعودية) هي أقرب البوابات إلى ذلك الهدف وحكام السعودية هم الآلات المطيعة لتحقيق ذلك الهدف. ومنذ حوالي عشر سنوات فقط دعا المستشرق الأمريكي جون كيلي الدول الغربية إلى إعادة إحتلال منطقة الخليج(2). وكان هذا المستشرق يعمل مستشاراً لحاكم الإمارات، ترددت دعوته هذه في كتابات الكثيرين من الأمريكيين الذين يعرفون «بالخبراء» في شؤون الشرق الأوسط. والسبب الحقيقي وراء هذه الدعوة هو مواجهة خطر الصحوة الإسلامية؛ ولاسيما بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران. والآن وقد أصبح الإحتلال الصليبي اليهودي لمهد الإسلام حقيقة واقعة، ويخططون لها لتكون دائمة (كما صرح بذلك وزير الخارجية الأمريكية لنفسه) ـ فإن مسؤولية هذه الجريمة الشنعاء التي ليس لها سابقة؛ في تاريخ الإسلام إنما تقع أولاً وبالذات على كاهل حكام (السعودية)؛ لأن قوات الصليبيين واليهود إنما أحتلت مهد الإسلام بدعوتهم، وظلت قواعدها هناك حتى الآن بتمكينهم. مسؤولية علماء السلاطين: ومسؤولية من يزعمون أنهم «علماء المسلمين» لا تقل ـ إن لم تزد ـ عن مسؤوليه حكام (السعودية) عن تلك الجريمة « هم الذين حضروا مؤتمر مكة (الذي نظمته "السعودية" بتاريخ 19/2/1411 الموافق 10/9/1990) وأصدروا «وثيقة» يبررون فيها الغزو الصليبي اليهودي لمهد الإسلام، كما يبررون إستعانة حكام المسلمين بالكفار، دون الإستناد إلى أي دليل شرعي حقيقي من الكتاب والسنة. وسنناقش قضية الإستعانة بالكفار والقول بالضرورة بعد قليل. ولكن نشير الآن إلى تناقض مواقف هؤلاء «العلماء» في حالتين متشابهتين وهما: الغزو العراقي لإيران في 22/9/1980، والغزو العراقي للكويت في 2/8/1990. ففي الحالتين كان العراق هو البادئ بالعدوان، ومع ذلك فإن علماء السلاطين أعتبروا إيران هي الفئة الباغية في الحالة الأولى، والعراق هو الفئة الباغية في الحالة الثانية. وما ذاك إلا لأنهم أتبعوا أهواء حكام (السعودية) في الحالتين، وقبضوا الأجر، وأشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً. ( ) موالاة االكفارالحربين فقال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودّوا ما عنتُّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفى صدورهم أكبر قد بيّننا لكم الأيات إن كنتم تعقلون) (آل عمران) وبسبب تلك العداوة والعدوان حرم الله على المؤمنين تحريماً قاطعاً إتخاذهم أولياء. فقال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جآءكم من الحق) (الممتحنة: 1). (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوّهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) (الممتحنة: 9). (بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً * الذين يتخذون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزّة فإن العزَّة لله جميعاً) (النساء: 138 ـ 139). (يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم) (المائدة: 51). التحالف في القتال: إن التحالف بين فريقين في القتال يقتضي بالضرورة إتفاقهما في أهداف واحدة مشتركة، فهل يمكن أن تكون هناك أهداف واحدة مشتركة بين المؤمنين والكافرين في القتال؟! لقد وردت النصوص القطعية في القرآن والسنة تؤكد أنه لا يمكن أن تكون أهداف المؤمنين والكافرين في القتال أهدافاً واحدة مشتركة… وذلك لأن بينهما أختلافاً جوهرياً في العقيدة، وهي التي تحدد أهداف القتال، كما قال تعالى: (الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الظاغوت) (النساء: 76). وسئل رسول الله(ص) عن الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه: فمن في سبيل الله؟ فقال(ص): من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (رواه مسلم) وفي رواية: سئل رسول الله(ص) عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حميمة، ويقاتل رياء،أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال (ص): من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (رواه مسلم) ومن المعروف أن كفار الغرب والشرق يقاتلون للمغانم المادية، وللمواد الخام، ومن أجل النفط، و في سبيل الأرض، وفي سبيل القومية والعنصرية والعصبية الجاهلية. ويقاتلون المسلمين خاصة ليردوهم عن دينهم. فأين ذلك كله من القتال في سبيل الله؟! ومن القتال لتكون كلمة الله هي العليا؟! وكيف يلتقيان؟! التحالف بين الكفار والمنافقين: والتحالف في حرب الخليج بين الأمريكيين وحكام (السعودية) إنما هو تحالف من نوع معين له خصائص واضحة من أهمها: 1 ـ أنه تحالف بين كفار ومنافقين: فمن المعروف عن حكام (السعودية) أنهم منافقون يتظاهرون بالإسلام، وهم في الحقيقة يوالون أعداء الإسلام والمسلمين: ومن المعروف كذلك أنهم وصلوا إلى الحكم وأستمروا فيه حتى الآن بمساعدة الكفار وحمايتهم. فكان الإستعمار البريطاني يقف خلفهم ويسندهم. (وعبدالعزيز بن سعود) مؤسس الدولة (السعودية) الحالية كان عميلاً بريطانياً، يتقاضى راتبه من لندن، وفي معرض سؤال وجهه عضو بمجلس العموم البريطاني في 2/3/1922 أكد ونستون تشرشل وزير المَستعمرات آنذاك أن «إبن سعود يستلم خمسة آلاف جنيه إسترليني» شهرياً إضافة إلى مبلغ اجمالي قدره 20 الف جنيه استرليني.» ثم جاء الإستعمار الأمريكي وبسط عليهم حمايته، وخاصة بعد سيطرته على صناعة النفط هناك. وما فعله حكام (السعودية) في حرب الخليج لم يكن أكثر من أنهم طلبوا مزيداً من تلك الحماية بدعوة أعداد هائلة من القوات الأمريكية والغربية لإحتلال مهد الإسلام. وكل هذا ينطبق تماماً على صفات المنافقين في القرآن الكريم، بخاصة أنهم يوالون الكافرين، ويطلبون لديهم الحماية، ويبتغون عندهم العزة، كما قال تعالى: (بشر المنافقين بأنّ لهم عذاباً أليماً * الَّذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزَّة فإنَّ العزة لله جميعاً) (النساء: 138 ـ 139). 2 ـ أنه ليس تحالفاً بين أنداد متساوين، بل بين أسياد وعبيد، وبين أقوياء وأذلاء، بين مستعمرين وعملاء والفريق الثاني يطلب عند الأول الحماية، ويبتغي عنده العزة. وهناك عنصر واضح في هذه العلاقة (علاقة السيد بالعبد) وهو عنصر العبودية النفسية، وهو عنصر عميق الجذور في العبد يجعله يطيع سيده لاكارهاً أو مكرهاً، بل يطيعه فرحاً مسروراً، ومن ثم يتفانى في خدمته، ويتهالك لنيل رضاه. 3 ـ أنه تحالف بين ظالمين مفسدين في الأرض: يشتركون في الظلم والفساد، ويتعاونون على الإثم والعدوان، كما قال تعالى: (وإن الظالمين بعضهم أوليآءُ بعض) (الجاثية: 19) وكل حلفاء أمريكا ـ وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية هم من هذه النوعية، أي الطغاة الظالمين المفسدين في الأرض. وتكفي الإشارة إلى حكام إسرائيل، وحكام العرب الموالين لها، وشاه إيران، وماركوس الفلبين، وغيرهم من طغاة آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. الظلم والفساد في الحكام الموالين للكفار: يتجلى الظلم والفساد في حكام (السعودية) في جوانب كثيرة منها: 1 ـ أن حكمهم يخالف منهج الإسلام في الحكم مخالفة صريحة: فمنهج الإسلام في الحكم يقوم على العدل والشورى والحرية والمساواة بين الناس والتقوى، والمال، وموالاة المؤمنين، وتكريم الإنسان الذي كرمه الله، بخاصة الإنسان المسلم. أما حكمهم فيقوم على الظلم والقهر والإستبداد، والقبلية والعصبية الجاهلية، وموالاة الكفار، وإنتهاك حقوق الإنسان وبخاصة الانسان المسلم. ويكفي أن نشير ـ على سبيل المثال ـ إلى التقارير الرسمية التي أصدرتها منظمة العفو الدولية عن إنتهاك حقوق الإنسان في المملكة (السعودية)( ). والإنسان المعني في هذه التقارير هو الإنسان المسلم، لأن كل من أنتهكت حقوقهم مسلمون. ومنها تقرير عن المعاملة الوحشية التي لقيها بعض أهالي المنطقة الشرقية من الشيعة على أيدي السلطات الرسمية وجهات الأمن (السعودية). وقد شملت هذه المعاملة السجن، والتعذيب، والتشريد، والطرد من العمل، والإضطهاد في الرأي، بل والقتل أحياناً حتى لبعض النساء وكل ذلك دون أية محاكمة عادلة. وتقرير آخر عن المعاملة الوحشية التي لقيها اليمنيون المقيمون والعاملون (بالسعودية) على أيدي جهات الأمن والهجرة، فقد تعرض ما يقرب من مليون منهم إلى الطرد من البلاد في أقصر وقت، وإخراجهم من ديارهم، وتجريدهم من أموالهم، وحملهم على بيع ممتلكاتهم بأبخس الأثمان، وحرمانهم من مدخراتهم التي كسبوها خلال سنوات طويلة من العمل والكد. بل إن بعضهم قد تعرضوا للسجن والتعذيب حتى ظهرت علامات التعذيب على أجسادهم. وبعص المرضى منهم أخرجوا عنوة من المستشفيات قبل إتمام العلاج، وأكرهوا على الرحيل فوراً إلى بلادهم، حتى مات بعضهم في الطريق أو عند الوصول… وكل ذلك لأن حكومتهم عارضت وجود قوات الصليبيين واليهود في أرض الإسلام، والإستعانة بالكفار لفرض حلول على المسلمين. 2 ـ إن حكمهم هو «الملك الجبري» الذي يقوم على الوراثة في عائلة معينة، تغتصب السلطة، وتنهب الثروة، وتقطع أيدي الفقراء والضعفاء، وتترك اللصوص الكبار من الحكام والأمراء وذوي النفوذ. وتستأسد على المؤمن، وتُذَّلُ للكفار، وتعيش في حماية الأمريكيين، لأنها تعيش في خوف دائم من شعبها المسلم المغلوب على أمره. وحكم العائلة هو أخطر إنحراف وقع في التاريخ الإسلامي: لأنه يقوم على حماية مصالح غير مشروعة، لعائلة متسلطة. ولاشك أن حكم العائلة يخالف منهج الإسلام في الحكم وكذلك، لأنه هذا المنهج منهج إنساني عالمي، يتخطى حدود العائلة والقبيلة والقوم والعشيرة، ويهدف إلى تحرير الإنسان ـ كل إنسان ـ من حكم الجاهلية، أي من كل أشكال الظلم الإجتماعي، والإستبداد السياسي، والإفساد في الأرض، والعبودية لغير الله. وحكم العائلة يحيط جميع أفرادها (حتى فساقها وفجارها وأكابر مجرميها وما أكثرهم!) بسياج من الإمتيازات المادية والمعنوية، تخالف كل ما ورد في القرآن والسنة عن العدل والإحسان، والبر والتقوى، وأداء الأمانات، والمساواة بين الناس. «وحكم كهذا يحوّل ـ بالضرورة ـ العائلة الحاكمة إلى مؤسسة تآمرية: التآمر على الأمة كي تبقى خاضعة، والتآمر ضمن العائلة الحاكمة فيمن يأتي للحكم بعد هلاك الحاكم»( ). 3 ـ حربهم الشاملة ضد الحركة الإسلامية: «على الرغم من أن البرقع الإسلامي الذي تقنع به النظام (السعودي) منذ نشأته، لم يستطع أن يُخفي الملامح الحقيقية لهذا النظام، بوصفه الحليف الطبيعي المخلص للغرب، وبالتالي عدواً للإسلام في الجوهر. إلا أن الكثير من المسلمين أنخدعوا بمزاعم "آل سعود" القائلة بأنهم «حماة» أو «خدام الحرمين». ولكن أزمة وحرب الخليج مزقتا أخيراً هذا البرقع الخفيف، وأظهرتا للعالم كله الطبيعة الحقيقية "لآل سعود". فدعوتهم قوى الكفر للدخول إلى الجزيرة العربية، ومن ثم إتخاذها قاعدة لتدمير العراق، روّعت المسلمين في كل مكان، وقامت تظاهرات ضخمة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي. وقد نظّمت أكبر التظاهرات في أقطار كان للنظام (السعودي) فيها روابط وثيقة مع بعض تيارات وأعضاء الحركة الإسلامية، لاسيما في الأردن ومصر وتونس والجزائر. على مدى أربعة عقود، مَوَّلَ (السعوديون) مجموعات إسلامية في العالم العربي وخارجه، ولكن ليس حباً في الإسلام وإنما خدمة لمصالحهم الدنيوية الضيقة ومصالح أسيادهم الغربيين: فمن جانب أراد النظام (السعودي) إستخدام مثل هذه المجموعات لممارسة الضغوط على الأنظمة في إطار التنافس والصراع العربي، وخدمة لأهداف السياسة الغربية الدولية. ولمنع ظهور مجموعات ثورية حقيقية داخل الحركة الإسلامية من خلال دعم وتقوية «المعتدلين» فيها. «حرب الخليج غيّرت هذه المعادلة تماماً. فبعد أن كشف النظام (السعودي) أوراق اللعبة كلها، وما كان بإمكان التستر خلف الغطاء الإسلامي ـ تحول إلى ر أس رمح في الحملة الهادفة إلى تدمير الحركة الإسلامية في العالم العربي. وقد وجهت بالفعل ضربات قوية لحركة النهضة في تونس، وجبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر، والإخوان المسلمين في الأردن ومصر، فضلاً عن مجموعات إسلامية أخرى فيها. وفي هذا الأقطار لم تكن الحركة الإسلامية شعبية وقوية فقط، وإنما وقفت موقفاً معارضاً شديداً إزاء وجود قوات الكفر في (السعودية) وأنتقدت بقسوة دور (السعودية) في الحرب التي قادتها وشنتها أمريكا ضد العراق». «والهجمة "السعودية" على الحركة الإسلامية لاتهدف فقط معاقبتها على موقفها أثناء حرب الخليج، وإنما تهدف أيضاً إلى شلها إلى الأبد. وهو أمر مهم للنظام (السعودي) لسببين: السبب الأول: أن (السعوديين) بعد أن أحرقوا الجسور التي تربطهم بالثقافة السياسية للإسلام، وبهذا الشكل المفضوح، ما بقي أمامهم غير أن يسارعوا لتدمير أي مصدر يمكن أن يعبئ الرأي العام الإسلامي ضدهم. السبب الثاني: هو أن تدميرهم للحركة الإسلامية هو جزء من الثمن الذي عليهم أن يدفعوه للأمريكان لقاء «إنقاذ» هؤلاء لهم من الرئيس العراقي»( ). 4 ـ كفرهم بأنعم الله: لقد أنعم الله على تلك المنطقة القليلة السكان من أرض الإسلام، بمصادر ثروات هائلة تدّر أموالاً طائلة وبخاصة ثروة النفط. ولكن حكام (السعودية) أستأثروا بتلك الأموال لأنفسهم ولأسيادهم الكفار، ولم يعطوا منها للمسلمين حقوقهم. وأقول «حقوقهم» لأن تلك الأموال هي أموال المسلمين ليست أموال "آل سعود". وحتى لو كانوا حكاماً شرعيين فإنها لاتكون أموالهم، وإنما يكونون مستخلفين عليها للأنفاق منها على مصالح المسلمين. لكنه في الحقيقة ليسوا حكاماً شرعيين، لأنهم لم يصلوا إلى الحكم بالشورى، وبرضى المسلمين وإختيارهم، بل أغتصبوا السلطة بحد السيف، ومساندة الحكومات الكافرة لهم. وإذن فلا حقّ لهم في هذه الأموال على الإطلاق، لانها أموال مغتصبة، أكتسبوها بسلطة مغتصبة. ومن الملعوم أن النسبة التي ينفقونها من هذا الأموال على المصالح الحقيقية للمسلمين في أنحاء العالم، هي نسبة ضئيلة تشبه الفتات. ومع ذلك فهم لا يكفون عن الدعاية بهذا الفتات لأنفسهم، والمن والأذى للمسلمين. إن هؤلاء الكافرين بأنعم الله، هم وصنائعهم من المنافقين المرتزقة وعلماء السلاطين، يشبهون تلك الجماعات التي أصابها الله بالجوع والخوف، عقاباً لها على الكفر بأنعم الله، كما قال تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت ءامنة مطمئنةًِ يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون) (النحل: 112). بل إن عقاب الله تعالى لتلك الجماعات لم يقتصر على الجوع والخوف، بل تعداهما إلى الهلاك والدمار، وبخاصة في حالات إتباعهم لحياة الترف والفسق، كما قال تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قريةً أمرنا مُترفيها ففسقوا فيها فحقَّ عليها القول فرمرناها تدميراً) ( الإسرأء: 116). وقد يُملي الله للظالمين المترفين ويمهلهم، بل يوسع عليهم في الأموال والأولاد والأرزاق والسلطان والمتع والشهوات. وكل ذلك إستدارج لهم ، كما قال تعالى: (أيحسبون أنّما نمدهم به من مالٍ وبنين * نُسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) (المؤمنون: 155). وروى الإمام أحمد أن رسول الله (ص) كان يقول: «إذا أراد الله بقوم بقاء أو نماء رزقهم القصد والعفاف، وإذا أراد الله بقوم إقتطاعاً فتح لهم، أو فتح عليهم، باب خيانة» ثم تلا قوله تعالى: (فلمَّا نَسُوا ما ذُكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيءٍ حتى إذا فرحوا بمآ أُتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين) (الأنعام: 44 ـ 45). والحمد لله رب العالمين كاتب المقال يطرق نقطة مهمة جدا وهي اختراق التعليم
ويشير الى التحالف التاريخي والمعونة العسكرية الانجليزية مع ال سلول بطريقة غير مباشرة وهي القديمة التي تجددت في التحالف الامريكي الان لكن يبقى خطر الاستشراق الصليبي الامريكي للجزيرة العربية المحتلة هو اعظم الاخطار على الاطلاق وقد اشار الى هذه النقطة مبكرا جدا شهيد الامة السيد قطب رحمه الله في مصطلح الاسلام الامريكي آخر تعديل AMARAGROPA 2014-05-02 في 00:16.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 230 | |||
|
![]() كنت اريد ان الون بالخط الاحمر الكثير من الجمل المهمة جدا في المقالات الطويلة الاخيرة
لكنني لن الونها واترك القارئء يتدرب ويصبر على قراءة المقالات الطويلة حتى يصل الى زبدتها فمشكلتنا الكسل ولو في القراءة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 231 | ||||
|
![]() اقتباس:
التنسيق الامني وتسليم ملفات المقاومين منع كل اشكال المقاومة حتى القاء الحجارة اما غزة فهي تدفع ثمن صمودها ومقاومتها لان حركة حماس منهجها هو استرجاع فلسطين وماذا تريدهم ان يفعلوا في ظل موازين القوى الخنوع والذل ؟ ماهو موقفك من الثورة الجزائرية التي لما قامت كان سلاحها بنادق صيد وبقايا سلاح من الحرب العالمية الثانية والكثير من مجاهدينا لم يكن له سلاح بل يحمل حطبة محروقة لتخويف العدو كي يظنها سلاح وان المهاجمين في كثرة ويهرب لقد قيل وقتها الكثير من كلامك الذي تقوله ولكن التاريخ يبين ان فاتورة المقاومة والكفاح اخف بكثير من فاتورة الخنوع والاستسلام |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 232 | ||||
|
![]() اقتباس:
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 233 | ||||
|
![]() اقتباس:
هؤلاء همهم و مهمتهم تطبيق أوامر آل سعود دون نقاش ، سواء كانت الأوامر في الجانب الديني بحيث تنفذ من طرف ما يسمون "سلفيين" حاشا السلف الصالح و حاشا السلفيين الحقيقيين . و هناك الأوامر في الجانب السياسي و تنفذ من طرف دعاة معاهدة الإستسلام مع اليهود . و مادامت القضية هي تنفيد الأوامر من طرف هؤلاء فبالطبع هم لا يسألون و لا يناقشون المسائل المأمورين بتنفيذها و بالتالي هم لا يملكون الدليل و لا يستطعون استنباط الدليل لأن عقولهم مبرمجة للتنفيذ و فقط .
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 234 | ||||
|
![]() اقتباس:
الجواب سهل وبسيط ولم يكن بحاجة لكل هذا الشذ والجذب والنسخ واللصق ...لأن الاخوان يضعون عروش كل الحكام العرب نصب أعينهم لاقامة خلافتهم وتطبيق شريعتهم -المزعومة -وهذا من أفواه قادتهم ومشائخهم ومنظريهم وليس قائمة اتهامات معروف من يصدرها كما قال أحدهم . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 235 | |||
|
![]() |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 236 | |||
|
![]() أتمنى أن أقرأ في يوم من الأيام موضوعا بعنوان |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 237 | ||||
|
![]() اقتباس:
و هو كذلك اليوم
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 238 | |||
|
![]() ماقلناه على الغزو الاستشراقي الصليبي الامريكي للجزيرة العربية المحتلة راح ترون نتائج ثماره بالصوت والصورة من صنم الوهابية الاول المقدس
ال سلول عبد الانجلو امريكان الدكتور عبدالله النفيسي قصوا لسان الملك عبدالله ! https://www.youtube.com/watch?v=dx1eJQ-okxQ كما ترون صنم الوهابية المنافق بل اكبر منافق شهدته تاريخ البشرية قاطبة ويتفوق حتى على المنافقين الذين انزل الله في فضحهم سورة كاملة سميت بسمهم الى يوم الدين يدعوا الى التسماح ونبذ الفرقة بين الاديان الاخرى والدين الاسلامي لكن السؤال هل الاخوان المسلمين داخلين في هذه الدعوة التسامحية التصالحية الاخوية ام لاء مع اصحاب تلك الاديان الاخرى كما يرى الصنم الوهابي المنافق كيف يصل العداء الى حد التصفية لطائفة اسلامية كبير ة جدا وهي الغالبة المتمثلة في حركة الاخوان المسلمين والتصالح والتسماح مع اتباع الاديان الاخرى اتحدى شبيح جاموخلي ان يجاوب اكبر منافق شهده تاريخ البشرية ورب الكعبة الله يرحمك ياشيخ عبد الله النفيسي دنيا واخرة |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 239 | ||||
|
![]() اقتباس:
هههههههههههههههههه واش راك شوية راك لباس ريحت شوية ![]() دور المخابرات السلولية الوهابية المنافقة في نشر المذهب الوهابى بدراسة واعية للتاريخ سنلاحظ ان انتشار اى فكر لابد له من حاضنة ، ففى العصر القديم كانت يثرب هى الحاضنة للاسلام ، وفى العصر الحديث كانت الثورة الفرنسية هى الحاضنه الاولى لافكار فلاسفة التنوير فى اوربا بداية من القرن السابع عشر ، وكانت الثورة البلشفية فى روسيا هى الحاضنة للفكر الماركسى ، وكانت الدرعية – كما وضحنا فى تاريخ الوهابية - هى الحاضنه لافكار محمد بن عبدالوهاب مماادى فى النهاية الى قيام مملكة بن سعود بالتحالف مع الوهابيين .
الفكر الوهابى كما اوضحنا من قبل نستطيع ان نطلق عليه ( فكر القشور ) وهو فكر متهافت ليس به اى جديد ويستمد اصولة من اكثر المذاهب الاسلامية تهافتا وتشددا وهو المذهب الحنبلى ( ومازلنا نقول حتى الآن للمتعصب فى رأيه – ايا كان الرأى – انت حنبلى ..!!) ، فكيف لهذا الفكر المتشدد - على المستوى الدينى - بين المذاهب الاربعة . والمتهافت على المستوى العقلى والمعرفى ان يتسنى له كل هذا الانتشار فى خلال خمسة عشر عاما فقط من منتصف سبعينات القرن الماضى حتى نهاية الثمانيات - ؟؟ جميعنا نستسهل مقولة : ابحث عن البترودولار ، ونحن بالطبع لاننكر دور الدعم المادى الذى وفرته الثروة البترولية التى تراكمت منذ منتصف السبعينيات ، ولاننكر ان هناك سوءات سياسية واقتصادية واجتماعية ادت الى انتشار هذا الفكر فى الدول المحيطة ، وسنتعرض لها فى هذا المقال . ولكن هذا الانتشار السريع كانت وراءه قوة منظمة ومحركة استفادت من سوءات النظم المحيطة وتوفر لها الدعم البترودولارى ، الا وهو جهاز المخابرات السعودى . مملكة آل سعود كما لايعلم الكثيرون لاتحكمها مؤسسات لصنع القرار، ولاقوانين منظمة للعلاقات بين الناس ، ولامحاكم علنية او نيابة عامة او حتى محامين ، وهى الدولة الوحيدة فى العالم بلادستور ، فدستورها هو عبارة واحدة : الشريعة الاسلامية . انها قبيلة يحكمها زمانيا آل سعود ، ودينيا آل الشيخ ( احفاد بن عبدالوهاب ) ، فكل الوزارات الهامة كالدفاع والحرس الوطنى والداخلية والخارجية يتولاها ابناء الملك عبدالعزيز ، حتى الوزارات الاخرى يكون معظم وكلائها من الجيل الثانى من آل سعود . وكل المدن الكبرى ( امارة منطقة الرياض – امارة منطقة مكة – امارة الطائف ... الخ ) يحكمه امراء من اولاد عبدالعزيز. وبالتالى المدن الاصغر يحمك بعضها امراء من الجيل الثانى او شيوخ من المرتبطين بالنسب أوالمصاهرة أوالمصالح مع آل سعود المجال الوطيفى والتنظيمى بين وداخل الوزارات هى ( لوائح ) وليست قوانين، والمنازعات الوطيفية يقصل فيها وكلاء الوزارة او الوزراء حسب حجمها ، واذا كانوا من خارج العائلة المالكة يمكنك التظلم الى احد كبار الامراء ، اما اذا كان القرار لامير فيكون قطعيا ونهائيا ، فكلمة الامير لاترد . اما المنازعات المالية والجرائم فيحكمها احد شيوخ الدين ويطلق عليه تجاوزا كلمة قاضى ( فهو لايحكم ضمن قانونين مكتوبة ولكنه يحكم بالشريعة المستمدة من فكر عبدالوهاب والمستمد من سلفهم الصالح ( ابن حنبل ) حسب مايتراءى له من فهمه الشخصى للشريعة ( وسوف نتعرض للاحكام الشرعية التى يتباهون بها على القانون الوضعى – الفرنسى- فى مقال آخر ) جهاز المخابرات السعودية هو اقوى اجهزة الدولة ، يتعامل مع المعارضين لحكم آل سعود فى الداخل والخارج ، وله دور رئيسى فى رسم سياسة الدولة ، وعلى تعاون وتنسيق وثيق بوزارة الخارجية ، ومن الطبيعى لدولة بلا قانون وبلادستور وبلا قضاء..... ان تكون دولة مخابرات من الطراز الاول . كان من الطبيعى لهزيمة المشروع الثورى الناصرى فى الخامس من يونيو 1967 ان يصب لصالح مااطلق عليه وقتها الرجعية العربية متمثلة فى الدول الملكية الاستبدادية وعلى رأسها بالطبع مملكة آل سعود التى كانت احدى عوامل هذه الهزيمة - فقد ساعدت الانفصال السورى عن مصر بالدعم المالى المعروف ، ثم كان استنزاف الجيش المصرى فى حرب اليمن بالمساعدة المالية للقبائل المتمردة على الثورة اليمنية المدعومة من مصر - ، وبالتالى كان كل هذا يصب فى النهاية لصالح اسرائيل ، وبعد الهزيمة وفى مؤتمر الخرطوم بعدها بعدة شهور تعهدت السعودية والكويت والامارات بدعم مالى سنوى لكل من مصر وسوريا والاردن . ومع قبول الانظمة الثورية للدعم المالى من الانظمة الرجعية انتهى المد الثورى الذى كان يهدد عروش الانظمة الرجعية . وكان قبول عبدالناصر لمشروع روجرز بداية للاعتراف المصرى بالدور الامريكى فى ادارة الصراع العربى الاسرائيلى . وجاء السادات كان قبول عبدالناصر لمشروع روجرز بداية للاعتراف المصرى بالدور الامريكى فى ادارة الصراع العربى الاسرائيلى . ( واعتقد من التحليل المنطقى وقراءة احداث تلك الفترة ) ان السادات راهن على الدور الامريكى بشكل كامل ، وكانت حرب اكتوبر 1973 لتحريك الموقف على خط قناة السويس حتى تتمكن الولايات المتحدة من التدخل لحل النزاع ( ومن يقرأ كتاب السيد / هيكل – الطريق الى رمضان – يجد تلميحا مستترا بأن زيارة السيد /حافظ اسماعيل مستشار السادات للامن القومى وقتها - الى الولايات المتحدة عام 1972تضمنت الوعد بالتدخل اذا قامت مصر بتحريك الموقف لصالحها ) ، واصبحت السعودية من هذا الوقت هى قناة الاتصال والتنسيق بين مصر وامريكا ، وذلك من خلال العلاقة التي أشير إليها تكرارا مع السيد / كمال أدهم مستشارالملك فيصل وصهره – ورئيس المخابرات السعودية وقتها - والتي بدأت مع المؤتمر الإسلامي الذي رأسه السادات في عهد عبد الناصر. وكانت واشنطن على الطرف الآخر تنتظر من حليفها السعودى ان يحقق لها احتواء الضلع الثالث فى المعادلة ( السعودية - مصر- اسرائيل ) . وتغيرت قناعات ، وانتهت تحالفات قديمة لصالح تحالفات جديدة وكان ثمن هذه التحالفات : - تحجيم نشاط الشيوعيين والناصريين في مصر باخراج المارد الدينى - طرد الخبراء الروس في هذا الوقت بدأت السعودية دعم توجهات مصر الدينية ليس بمساعدة الإخوان المسلمين ولكن بنشر الفكر الوهابي من خلال منظومة خطط لها جيدا في المخابرات السعودية أساسا. شاهد من اهلها : يوم الاربعاء 16/8/2006 استضاف البرنامج الناجح في قناة دريم " العاشرة مساءا " والذى تقدمه الاعلامية منى الشاذلى الأستاذ / أحمد باديب نائب رئيس المخابرات السعودية السابق ، والذى قال ماملخصه : - أن السيد / كمال أدهم كان مستشار للملك فيصل وشقيق زوجته الملكة عفت ، وكان أحمد باديب يعمل معه في المكتب موظفا ، ويبدو من كلامه( وهذا معروف ايضا ) أنه كان مستشارا لشئون المخابرات بعد ان ترأسها لفترة من الوقت . - وعن كيفية التحاقة بالعمل فى المخابرات بعد ذلك . يقول ( أنه ذهب الى أمريكا لعمل ماجستير فيما يسمي "كيفية نشر فكر معين بين الناس" وأخذ مثالا تطبيقيا علي ذلك في رسالته دور الأزهر في نشر الفكر الشيعي في مصر في عهد الفاطميين. ومن المعروف أن الفاطميين عندما احتلوا مصر أنشأوا الأزهر لينشر فكرهم الشيعي بين الشعب المصري السني. ولقد نجح الأزهر في ذلك إلا أنه بعد الفاطميين جاء الأيوبيين وأعادوا المذهب السني للمصريين) - ثم أضاف : ( وعندما عاد إلي المملكة طلبه الأمير تركي بن فيصل "مدير المخابرات السعودية وقتها" للعمل معه في المخابرات ) - رسأله الماجستير موحية .. "كيف تنشر فكر معين". - وطلبه للعمل في المخابرات بعدها مباشرة موحيا - والأزهر نموذجا موحيا. وواضح ان رسالة الماجستير هذه كان مطلوب تطبيقها عمليا في "كيفية نشر المذهب الوهابي في مصر ... !! " ** وبدأت حملة التضليل والخداع والكذب على غرار مقولة جوبلز وزير الدعاية الهتلرى : اكذب .. اكذب.. فسوف يصدقك الناس فى النهاية . ولعدم وجود الرأى الآخر نظرا للمصالحة بين الثورية والرجعية ، ولأن القضية تمس الدين والعالم الآخر لدى المصريين ( وهى من اقدس عقائد المصرى منذ بداية تاريخه وحتى الآن - مع الفارق ان دخول مملكة اوزيريس فى العالم الآخر كانت تكتفى بالاقرار بمجموعة قيم الضمير ، ودخول مملكة الاله الوهابى كانت قائمة طويلة من المحرمات تبدأ باللحية وتنتهى الى غرف النوم فى العلاقة بين الرجل وامرأته .. !! ) **وفى الوقت الذى كان القاتل يشحذ سكينة كان المقتول مستعدا للذبح ...!! انبهر الغلابة بالريالات والدولارات والأسواق المليئة بالسلع من كافة أرجاء الأرض .. ومن ضمن ماانبهروا به هو الشكل الدينى ..و كانوا يرددون على مسامعهم دائما : ولأن أهل القرى آمنوا واتقوا لرزقناهم .. الآية . وان الثراء البترولى هو دعوة ابراهيم : وارزقهم من الثمرات .... الآية ، والملك عبد العزيز طيب الله ثراه ( كما يقولون .. !! ) اشيع ان احفاد عبد الوهاب باركوا له ما فوق الأرض وما تحت الأرض .فكان فوق الأرض هي جزيرة العرب في مملكة له ولا بنائه وما تحت الأرض كان .. البترول .... ! . وهذه أرض الرسول.وهؤلاء من هذا النسل الطاهر التقي الورع الطيب .. هل هناك تقوى وإيمان أكثر من هذا ..!! الغلابة يتم غسل مخهم ، والحجاج المصريين يأقون وتوزع عليهم كتب الوهابية ويعودون بها. - وإن الحكم إلا لله و ليس حكم البشر .. والوهابية هم أهل السنة والجماعة، وهم الفرقة الناجية .. وهم من استجاب الله لدعوة إبراهيم أبو الأنبياء في عهدهم وعلى ايديهم.، فما نقوله هو الصحيح .. وما تعودتم عليه في مصر من زيارة الأضرحة والتبرك بهم هوشرك بالله وكفر ما دونه كفر . معاملات البنوك ربا ... مرتبات الدولة المصرية حرام لانها من السياحة وبيع الخمور ، القانون الفرنسى المطبق فى مصر حرام لانة مخالف للشريعة الاسلامية ..... !!! . وعاد المصريين ومعظمهم من العمال واصحاب الحرف ليرددوا نفس الاقوال فى عملية تعويض نفسى عن ضحل ثقافتهم ليتعالموا على اهل المحروسة ، فهم قادمون من بلاد الحرم بالدين الصحيح ...!! واذا عدنا الى الجزء الاول من الدراسة التى نشرت ضمن مقالاتنا على الحوار المتمدن بعنوان : الوهابية .. التاريخ . والتى اوضحنا فيها ان من اهم الاسس التى قامت عليها دعوة محمد بن عبدالوهاب هى التركيز على التناقض بين الحاكم والمحكوم فى قضية الدين . بن لادن صناعة مخابراتية وعودة الى المقابلة التلفزيزنية المشار اليها مع السيد/ باديب عندما سألته المذيعة عن بن لادن قال : أنه كان تلميذه في إحدى مدارس جده ( مدرسة الثغر النموذجية والتى كانت مخصصة للنخبة من ابناء الامراء والوجهاء والوزراء - الكاتب ) وبعدها قابله مرارا عندما أصبح في المخابرات حيث أنه كان مسئولا عن ملف أفغانستان في المخابرات السعودية . انتهى كلام السيد / باديب ولكن تعليقنا لم ينتهى ، فعلي أرض أفغانستان تحرك الحلف الثلاثي - مصر بالحشد البشري والسعودية بالحشد العقائدي والتمويل المالي وأمريكا بالخبرة والسلاح - لمواجهة الاحتلال الروسي الشيوعي لدولة مسلمة هي أفغانستان . وخرج الجن من القمقم : قتل السادات ... وانفجرت نيويورك فى 11 سبتمبر .. وشهدت مدن المملكة ولاول مرة فى تاريخها التفجيرات . ومازالت الفاتورة تدفع يوميا بعشرات القتلى فى بلداننا الاسلامية : العراق ولبنان وفلسطين وافغانستان وباكستان والصومال واليمن والمغرب والجزائر .. مع خالص التحية لوهابيتنا السعيدة وراعيها البطل الهمام . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : 240 | |||
|
![]() الوهابيين على خطى اجدادهم الفاطميين شبر بشر وذراع بذراع في التربص بمصر وشعبها قديما وحديثا الازهر من الاستغلال الفاطمي النجس الى الاستغلال والوهابي القذر تقدر المشاركة الاخيرة تنقلها لموضوعك على اخوانكم الصفويين فانتم النسخة الثانية والاشر والاخبث من المهلكة الصفوية الثانية في الجزيرة العربية بعد فارس السنية راكم مزلتوا تستعينون بخبرة اجدادكم الصفويين في فارس وكيفية التوسع والفاطميين في مصر وكيفية نشر شركم والخزعبلات التشبيهية التجسمية الوهابية ![]() |
|||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
..الى, السعودية, الإخوان, جربت, ؟؟؟؟؟ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc