الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ - الصفحة 16 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة > أرشيف قسم الكتاب و السنة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2021-03-26, 04:56   رقم المشاركة : 226
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم مواقيت الصلاة

أوله وآخره ، وأخبرنا أن الوقت بينهما

فالمسلم إذا صلى الصلاة في وقتها المحدد

شرعًا فقد أدّى ما عليه

عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، قَالَ:

قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ

حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةَ الْأُخْرَى


رواه مسلم (681).

قال النووي رحمه الله تعالى:

" فيجوز تأخير الصلاة إلى آخر الوقت بلا خلاف

حيث تقع جميعا في الوقت "


انتهى من"المجموع" (3 / 62).

لكن هنا تنبيهات:

التنبيه الأول:

أن هذا الفعل إنما يصلح بين الظهر والعصر

وبين المغرب والعشاء.

وأمّا بين الصبح والظهر فلا يصح

لأنه كما هو معلوم لكل مسلم أنّ وقت الصبح

يخرج بشروق الشمس.

ولا يصلح بين العصر والمغرب

لأن العصر قد ورد النهي عن تأخيره

إلى وقت اصفرار الشمس وقرب غروبها.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو،

عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:

وَقْتُ الظُّهْرِ مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ

وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ

وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَسْقُطْ ثَوْرُ الشَّفَقِ

وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ

وَوَقْتُ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ


رواه مسلم (612).

كما أن تأخير العصر إلى قرب المغرب

من صفات أهل النفاق.

عَن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:

سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:

تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ، يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى

إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ، قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا

لَا يَذْكُرُ اللهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا


رواه مسلم (622).

وكذلك ينبغي عدم تأخير العشاء إلى قرب الفجر

الواجب أن تكون صلاة العشاء قبل نِصْفِ اللَّيل

ولا يجوز تأخيرها إلى نصف الليل

لقول النبي صلى الله عليه وسلم :

( وَقْتُ العِشاء إلى نصف الليل )


رواه مسلم (المساجد ومواضع الصلاة/964)

فعلينا أن تُصَلِّيها قبل نصف الليل على حساب دورات الفَلَكْ

فإنّ الليل يَزِيد ويَنْقُص

والضَابط هو نصف الليل بالساعات

فإذا كان الليل عشر ساعات

لم يَجُزْ أنْ تُؤَخرها إلى نهاية الساعة الخامسة

وأفضل ما يكون أن تكون في ثلث الليل الأول

ومن صلاها في أول الوقت فلا بأس

لكن إذا أُخِّرت بعض الوقت فهو الأفضل

لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يَسْتَحِبُّ

أن يُؤَخِّر صلاة العشاء بعض الوقت

ومن صلاها أول الوقت ، بعد غروب الشفق

- وهو الحُمْرَة التي في الأُفُقِ الطولي - فلا بأس


التنبيه الثاني:

تأخير الظهر إلى آخر وقتها مع عدم إخراجها عن وقتها

هذا الأمر وإن كان جائزًا

إلا أنه خلاف الأفضل

وهو المسارعة إلى الصلاة في أول وقتها

لأن هذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال الله تعالى:

وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ البقرة/148.

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:

" والأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد

على الأمر بفعل الخيرات

فإن الاستباق إليها، يتضمن فعلها، وتكميلها

وإيقاعها على أكمل الأحوال، والمبادرة إليها

ومن سبق في الدنيا إلى الخيرات

فهو السابق في الآخرة إلى الجنات

فالسابقون أعلى الخلق درجة

والخيرات تشمل جميع الفرائض والنوافل، من صلاة

وصيام، وزكوات وحج، عمرة

وجهاد، ونفع متعد وقاصر...

ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان

بكل فضيلة يتصف بها العمل

كالصلاة في أول وقتها

والمبادرة إلى إبراء الذمة، من الصيام، والحج

والعمرة، وإخراج الزكاة

والإتيان بسنن العبادات وآدابها

فلله ما أجمعها وأنفعها من آية "


انتهى من "تفسير السعدي" (ص 73).

وعن عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟

قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟

قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟

قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .


رواه البخاري (527) ، ومسلم (85).

والحديث عند ابن خزيمة (327) وغيره

من هذا الوجه، بلفظ: الصَّلَاةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا .


اخوة الاسلام

و لنا عودة ان قدر الله لنا البقاء و اللقاء

من اجل استكمال الموضوع








 


قديم 2021-03-27, 04:34   رقم المشاركة : 227
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

التنبيه الثالث:

هذا التأخير للصلاة إلى آخر الوقت

مع عدم إخراجها عن وقتها :

يجوز إذا لم تكن الجماعة واجبة على المصلي.

فإذا كان المصلي ممن تجب عليه الجماعة

فعليه في هذه الحال إجابة النداء

والصلاة مع الجماعة في المسجد؛

ولا يجوز له ترك الجماعة إلا من عذر

كمرض أو خوف على نفسه أو ماله

أو عمل هام يشق عليه تأخيره .. ونحو ذلك .


وأما الأدلة على الوجوب فكما يلي :

1. قال الله تعالى :

وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ

مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا

مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَىٰ لَمْ يُصَلُّوا

فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ معك النساء / 102 .

قال ابن المنذر :

ففي أمر الله بإقامة الجماعة في حال الخوف

: دليل على أن ذلك في حال الأمن أوجب .


" الأوسط " ( 4 / 135 ) .

وقال ابن القيم :

ووجه الاستدلال بالآية من وجوه :

أحدها : أمره سبحانه لهم بالصلاة في الجما

عة ثم أعاد هذا الأمر سبحانه مرة ثانية

في حق الطائفة الثانية بقوله :

ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك

وفي هذا دليل على أن الجماعة فرض على الأعيان

إذ لم يسقطها سبحانه عن الطائفة الثانية بفعل الأولى

ولو كانت الجماعة سنَّة

لكان أولى الأعذار بسقوطها عذر الخوف

ولو كانت فرض كفاية : لسقطت بفعل الطائفة الأولى

ففي الآية دليل على وجوبها على الأعيان

فهذه ثلاثة أوجه : أمره بها أولاً

ثم أمره بها ثانياً

وأنه لم يرخص لهم في تركها حال الخوف .


" الصلاة وحكم تاركها " ( ص 137 ، 138 ) .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :

" والذي نفسي بيده لقد هممتُ

أن آمر بحطبٍ فيحتطب ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها

ثم آمر رجلاً فيؤم الناس

ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم

والذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم

أنه يجد عَرْقاً سميناً

أو مِرْمَاتين حسنتين لشهد العشاء " .


رواه البخاري ( 618 ) ، ومسلم ( 651 ) .

عرْق : العظم .

مرماتين : ما بين ظلفي الشاة من اللحم .

والظّلف : الظفر

وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" إن اثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء

وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما

ولو حبواً ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً

يصلي بالناس ثم انطلق معي برجال معهم حزم من حطب

إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار ".


رواه البخاري ( 626 ) ، ومسلم ( 651 ) .

قال ابن المنذر :

وفي اهتمامه بأن يحرق على قوم تخلفوا

عن الصلاة بيوتهم : أبين البيان على

وجوب فرض الجماعة ، إذ غير جائز أن يحرِّق

الرسول صلى الله عليه وسلم مَن تخلف عن ندب

وعما ليس بفرض .


" الأوسط " ( 4 / 134 ) .

وقال الصنعاني :

والحديث دليل على وجوب الجماعة عيناً لا كفايةً

إذ قد قام بها غيرهم فلا يستحقون العقوبة

ولا عقوبة إلا على ترك واجب أو فعل محرم .


" سبل السلام " ( 2 / 18 ، 19 ) .

والأدلة كثيرة اكتفيت بما سبق

ويمكن الرجوع إلى كتاب ابن القيم

" الصلاة وحكم تاركها " ففيها زوائد وفوائد .

وللشيخ ابن باز رسالة مفيدة

بعنوان وجوب أداء الصلاة في جماعة .


وختاماً

فإذا راعى المسلم هذه التنبيهات

فلا حرج عليه أن يصلي كذلك

مع الاهتمام البالغ بأداء الصلاة

في وقتها وعدم التهاون بها .

والله أعلم


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-03-28, 04:53   رقم المشاركة : 228
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به

المتمردين على شرعه، المكذبين لرسله

وهي عذابه الذي يعذب فيه أعداءه

وسجنه الذي يسحن فيه المجرمين. وهي الخزي الأكبر

والخسران العظيم، الذي لا خزي فوقه

ولا خسران أعظم منه

رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ

وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [آل عمران: 192]

أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّهُ مَن يُحَادِدِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ

خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ [التوبة: 63]

وقال: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ

وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ [الزمر: 15].

وكيف لا تكون النار كما وصفنا

وفيها من العذاب والآلام والأحزان

ما تعجز عن تسطيره أقلامنا وعن وصفه ألسنتنا

وهي مع ذلك خالدة وأهلها فيها خالدون

ولذلك فإن الحق أطال في ذم مقام أهل النار في النار

إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان: 66]

هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ جَهَنَّمَ

يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ [ص: 55 – 56]


عظم خلق أهل النار

يدخل أهل الجحيم النار على صورة ضخمة هائلة

لا يقدر قدرها إلا الذي خلقهم

ففي الحديث الذي يرفعه أبو هريرة

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

((ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة

ثلاثة أيام للراكب المسرع))


رواه مسلم (2852). و رواه البخاري (6551).

وعن أبي هريرة قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((ضرس الكافر، أو ناب الكافر

مثل أحد، وغلظ جلده مسيرة ثلاث))


رواه مسلم (2851).

وقال زيد بن أرقم: ((إن الرجل من أهل النار ليعظم للنار

حتى يكون الضرس من أضراسه كأحد)).


رواه أحمد (4/366) (19285).

وعن أبي هريرة قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعاً

وإن ضرسه مثل أحد، وإن مجلسه

من جهنم ما بين مكة والمدينة))


رواه الترمذي (2577)

و روى أبو هريرة قال:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد

وعرض جلده سبعون ذراعاً

وعضده مثل البيضاء، وفخذه مثل ورقان

ومقعده من النار ما بيني وبين الربذة))


رواه أحمد (2/328) (8327)، والحاكم (4/637)

و هذا التعظيم لجسد الكافر ليزداد عذابه وآلامه

يقول النووي في شرحه لأحاديث مسلم في هذا الباب:

هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه

وكل هذا مقدور لله تعالى: يجب الإيمان به لإخبار الصادق به.

وقال ابن كثير معلقاً على ما أورده من هذه الأحاديث

: ليكون ذلك أنكى في تعذيبهم

وأعظم في تعبهم ولهيبهم

كما قال شديد العقاب: لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ [النساء: 56 ]

والله أعلم.


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-03-29, 05:27   رقم المشاركة : 229
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



يسن الإشارة بالسبابة وتحريكها في التشهد

لما روى أحمد (18890)

والنسائي عن وائل بن حجر قال :

قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كيف يصلي فنظرت إليه فقام فكبر ورفع يديه

حتى حاذتا بأذنيه ثم وضع يده اليمنى على كفه اليسرى

والرسغ والساعد فلما أراد أن يركع رفع يديه مثلها .

قال : ووضع يديه على ركبتيه ثم لما رفع رأسه

رفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه بحذاء أذنيه

ثم قعد وافترش رجله اليسرى ووضع كفه اليسرى

على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه الأيمن

على فخذه اليمنى ثم قبض اثنتين من أصابعه

وحلق حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها


وروى مسلم (580)

عن عبد الله بن عمر قال : كان –

أي النبي صلى الله عليه وسلم -

إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى

وقبض أصابعه كلها وأشار بإصبعه التي تلي الإبهام

ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى " .

وفي رواية له عن ابن عمر

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس

في الصلاة وضع يديه على ركبتيه ورفع إصبعه اليمنى

التي تلي الإبهام فدعا بها ويده اليسرى

على ركبته اليسرى باسطها عليها .


وروى النسائي (1273)

عن سعد قال : مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأنا أدعو بأصابعي فقال أَحِّدْ أَحِّدْ وأشار بالسبابة .

أي : أشر بأصبع واحدة وهي السبابة .


وروى أحمد (5964)

عن نافع قال كان عبد الله بن عمر

إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه

وأشار بإصبعه وأتبعها بصره ثم قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهي

أشد على الشيطان من الحديد يعني السبابة ".


والحديث حسنه الألباني

في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ص 159


وهذه الأحاديث تدل على أمرين :

الأول : الإشارة بالسبابة في التشهد كله .

والثاني : تحريكها حال الدعاء .

وقد بين الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

جمل الدعاء الواردة في التشهد ، فقال :

( فكلما دعوت حرك إشارةً إلى علو المدعو

سبحانه وتعالى ، وعلى هذا فنقول :

السلام عليك أيها النبي :

فيه إشارة لأن السلام خبر بمعنى الدعاء .

السلام علينا : فيه إشارة .

اللهم صل على محمد : فيه إشارة .

اللهم بارك على محمد : فيه إشارة .

أعوذ بالله من عذاب جهنم : فيه إشارة .

ومن عذاب القبر : إشارة .

ومن فتنة المحيا والممات : إشارة .

ومن فتنة المسيح الدجال : إشارة .

وكلما دعوت تشير إلى علو من تدعوه سبحانه وتعالى

وهذا أقرب إلى السنة . )


انتهى من الشرح الممتع 3/202

والله أعلم .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-03-30, 04:53   رقم المشاركة : 230
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



اقتناء ما قد يحتاجه الإنسان في حياته جائز

وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخر

لأهله قوت سنتهم ، من تمر وغيره


ففي صحيح البخاري (5357)

عن عمر رضي الله عنه :

(أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبِيعُ نَخْلَ

بَنِي النَّضِيرِ وَيَحْبِسُ لِأَهْلِهِ قُوتَ سَنَتِهِمْ) .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"التقييد بالسنة إنما جاء من ضرورة الواقع

لأن الذي كان يُدَّخَر لم يكن يحصل إلا من السنة إلى السنة

لأنه كان إما تمرا وإما شعيرا

فلو قُدِّر أن شيئا مما يُدَّخَر كان لا يحصل

إلا من سنتين إلى سنتين لاقتضى الحال

جواز الادخار لأجل ذلك . والله أعلم"


انتهى .في "فتح الباري" (9/503)

ولكن ينبغي للمسلم أن لا يتوسع في النفقات

فلا يشتري من الأثاث ما لا يحتاج إليه

فقد روى مسلم (2084)

عن جابر رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

( فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ

وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ ) .

قال النووي رحمه الله في "شرح صحيح مسلم" :

"قال العلماء : معناه : أن ما زاد على الحاجة

فاتخاذه إنما هو للمباهاة والاختيال والالتهاء بزينة الدنيا

وما كان بهذه الصفة فهو مذموم

وكل مذموم يضاف إلى الشيطان

لأنه يرتضيه ويوسوس به ويحسنه ويساعد عليه

وقيل : إنه على ظاهره

وأنه إذا كان لغير حاجة كان للشيطان عليه مبيت ومقيل

كما أنه يحصل له المبيت بالبيت

الذي لا يذكر الله تعالى صاحبه عند دخوله عَشاءً

وأما تعديد الفراش للزوج والزوجة فلا بأس به

لأنه قد يحتاج كل واحد منهما إلى فراش

عند المرض ونحوه وغير ذلك" انتهى .


فلا حرج على المسلم في ادخار ما يحتاج

إليه من طعام أو أثاث أو غير ذلك

ما لم يصل إلى حد الإسراف ، وتضييع الأموال .

وأما كون المسلم قد يموت ولا ينتفع بما اشتراه

فإن هذا لا يضره ، فيستنفع به غيره من ورثته

وهو صدقة على الوارث

والله أعلم


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-03-31, 04:48   رقم المشاركة : 231
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عن أبي هريرة قال:

قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

- لا يجتمعُ غبارٌ في سبيلِ اللَّهِ ودُخانُ جَهَنَّمَ

في جوفِ عبدٍ أبدًا

ولا يجتَمعُ الشُّحُّ والإيمانُ في قلبِ عبدٍ أبدًا


[رواه النسائي: 3110].

المقصود بقوله:

لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم

في جوف عبد أبدًا هذه بشارة للمجاهد

في سبيل الله إذا جاهد بإخلاص وصدق

أن الله لا يدخله النار

فالغبار والنار ضدان لا يجتمعان

أي غبار في سبيل الله، صادقًا في نصرة الدين

ليس في العصبيات، ولا في الأهواء

ولا القتال في مغانم الدنيا

أو في سبيل تكوين زعامات.


المقصود بقوله:

ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا:

قوله: ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدًا

الشح أشد البخل.

وقيل: هو بخل مع الحرص.

وقيل: البخل بالمال والشح بالمال وبالمعروف

يعني لو واحد أمكن أن يبذل شفاعة، وما بذلها

شحيح، عنده شح

قيل: البخل خاص بالمال

والشح بمنع المعروف عمومًا.

البخل أكثر ما يكون في إمساك النفقة:

سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ [آل عمران: 180]

وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ[محمد: 38]

لكن الله قال في الشح:

أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ [الأحزاب: 19]

ما يخرج منه خير أبدًا

أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا [الأحزاب: 19]

وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُُ الْمُفْلِحُونَ[التغابن: 16]

ولذلك نقول: الشح في المال وفي كل وجوه الخير

الشح في الشفاعة، الشح في الإعانة، المساعدة

الحمل، الشح في الشرح، في الدلالة على المكان

الشح في بذل النصيحة، في الرأي، الشح في المال

الشح في إعطاء الحقوق

الشح يحمل على ارتكاب المحارم، وسفك الدماء

وأخذ الحرام، وأكل الحرام، وإتيان الفواحش

لذلك جاء في الحديث الصحيح:

أن من قبلنا أهلكهم الشح،

حملهم على أن سفكوا دماءهم، واستحلوا محارمهم


[رواه مسلم: 6741].

و قولة ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا

للتنبيه على أن الشح من أعظم أدواء القلوب

وأمراض القلوب ومفاسده عظيمة

بل من وقي الشح فهو بخير

قال الله: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[التغابن: 16]

فليس بشحيح ولا بخيل من أنفق في سبيل الله

وأعطى الزكاة، وحق الضيف

قال أبو الهياج الأسدي: رأيت رجلاً في الطواف يدعو:

اللهم قني شح نفسي، اللهم قني شح نفسي

لا يزيد على ذلك، طيلة الطواف

فقلت له: يعني لم تقول هذا؟

هذا الطواف موطن عظيم؟

قال: ""إذا وقيت شح نفسي، لم أسرق، ولم أزن

ولم أفعل، ولم أفعل، فإذا الرجل عبد الرحمن بن عوف

صاحب رسول الله


[ينظر: مُصنف ابن أبي شيبة: 10/335].

الشح يدفع إلى أخذ الأشياء من غير حلها

ومنع الحق عن أصحاب الحقوق، هذا الملخص للشح

لا يرضى بما قسم الله من الطيب

ويمنع المعروف والحقوق عن أهلها

والنبي قال: ثلاث مهلكات أول شيء بدأ به شح مطاع

وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه


[رواه الطبراني في الأوسط: 5452 ].

الشح مفسد للقلوب، إذا انتشر في آخر الزمان

قال النبي في أشراط الساعة: يتقارب الزمان

وينقص العمل، ويلقى الشح يعني في النفوس

ويكثر الهرج يعني القتل.

القتل المقصود -طبعًا- القتل بالباطل

كما أن أهل الشام الآن لما أعمل فيهم السيف

من الرافضة والباطنية بمعاونة اليهود والنصارى،

قتل منهم أكثر من أربعمائة ألف

وهجر منهم أكثر من سبعة مليون

من إحدى عشر مليون، يعني الآن إذا استمر الأمر

على ما هو عليه ممكن أهل السنة يصبحوا في الشام أقلية

لأن هذا القصف ينتج عنه تهجيرا

ويأتون بالإحلال من غير المسلمين، من غير أهل السنة

يوطنونهم، يعني تغيير التركيبة السكانية

هذا من أعظم الإجرام الذي يحدث اليوم على وجه الأرض

ما يحدث بالشام، وكذلك بالعراق، وكله على المسلمين

فنحن نرى الآن ما أخبر عنه النبي من كثرة الهرج

أشراط الساعة، آخر الزمان، قالوا: وما الهرج؟

قال: القتل القتل


[رواه البخاري: 6037، ومسلم: 6964].

والشح داء عظيم، وبلاء قديم:

واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم


[رواه مسلم: 6741]

الشح يمنع حقوق الإخوة، والبذل، والمواساة

ويؤدي للتهاجر والتقاطع والتعادي والتشاجر

واستباحة الدماء

ومن كان في قلبه الشح ما يكون معه الإيمان.


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-01, 04:45   رقم المشاركة : 232
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَن أقالَ مُسلِمًا بيعتَه

أقالَه اللهُ عَثرتَه يومَ القِيامةِ .


أخرجه أبو داود (3460)

حثَّنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التَّعامُلِ

فيما بيْننا بالحُسْنى والرِّفْقِ واللِّينِ كما بيَّن فضْلَ

تَفْريجِ الكُرُباتِ والتَّنْفيسِ عن الناسِ


وفي هذا الحديثِ يقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

"مَنْ أَقالَ مُسلِمًا بَيْعَتَهُ"

والإقالَةُ في الشَّرْعِ رَفْعُ العَقْدِ الواقِعِ بين المتعاقدَيْنِ

وهي مَشْروعةٌ إجماعًا

ولا بُدَّ من لَفْظٍ يَدُلُّ عليها وهو:

أقلْتُ أو ما يُفيدُ مَعْناهُ عَرْفًا

وصُورةُ إقالَةِ البَيْعِ إذا اشْتَرى أحَدٌ شَيئًا

مِن رَجُلٍ ثم نَدِمَ على اشْتِرائِهِ

إما لظُهورِ الغَبْنِ فيه أو لزَوالِ حاجَتِهِ إليه أو لانْعِدامِ الثَّمَنِ

فَرَدَّ المبيعَ على البائِعِ

وقَبِلَ البائِعُ رَدَّهُ "أَقالَهُ اللهُ عثْرَتَهُ يومَ القيامَةِ"

أي: غَفَرَ اللهُ زَلَّتَهُ وخَطيئَتَهُ

وأَزالَ مَشَقَّتَهُ يومَ القيامَةِ

لأنَّه أَحْسَنَ إلى المُشْتري

لأن البيع كان قد بُتَّ فلا يَسْتطيعُ المُشْتري فَسْخَهُ

فكان الجزاءُ من جِنْسِ العَمَلِ

لأنَّه لما مَنَّ على أخيهِ المُسلِمِ بعدَ أنْ ثَبَتَ البيعُ واسْتَقَرَّ

لما مَنَّ عليه بأنْ يُعيدَ إليه مالَهُ أنْ يُرجِعَ سِلْعَتَهُ

فاللهُ عزَّ وجلَّ أكْرَمُ من عبدِهِ

فيمن عليه جلَّ وعلا في يوْمٍ يَحتاجُ إليه.


وليس هذا على سَبيلِ الإلْزامِ

فليس البائِعُ آثِمًا لو رَفَضَ

لكِنَّ الأكْمَلَ والأَنْفَعَ والأَفْضَلَ في أنْ يَقيلَ أخاهُ المُسلِمَ

لأنه مُحتاجٌ إلى هذا الأَمْرِ

فإذا أقالَهُ في مِثْلِ هذه الحاجَةِ

فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سيُقيلُ عثْرَتَهُ وخَطَأَهُ

في يوْمٍ يَحتاجُ فيه إلى رحْمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ


كما قال النَّبيُّ في حَديثٍ آخَرَ

"مَنْ كان في حاجَةِ أخيهِ كان اللهُ في حاجَتِهِ

ومَنْ فَرَّجَ عنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عنه بها كُرْبَةً

من كُرَبِ يوْمِ القيامَةِ ".

وفي الحديثِ: الحَثُّ على المعامَلِةِ بالتَّسامُحِ بين المُسلِمينَ.

وفيه: بَيانُ أجْرِ وفَضْلِ إقالَةِ العَثَراتِ وتَفْريجِ الكُرُباتِ


https://www.dorar.net/hadith/sharh/123865

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-02, 05:09   رقم المشاركة : 233
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الجلوس بين السجدتين من الأركان الواجبة في الصلاة

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به الرجل

الذي أساء في صلاته.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: ( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

دَخَلَ المَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ، فَصَلَّى، فَسَلَّمَ

عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرَدَّ وَقَالَ:

ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى

ثُمَّ جَاءَ، فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَقَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ (ثَلاَثًا)

فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ، فَعَلِّمْنِي.

فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ

ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ

ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا

ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا

ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا

وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا )


رواه البخاري (757) ومسلم (397).

لنبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل بالجلوس

بين السجدتين وبالاطمئنان فيه.

وعن رفاعة بن رافع، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ الْمَسْجِدَ

فَذَكَرَ نَحْوَهُ، قَالَ فِيهِ:

( فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ...

ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى يَسْتَوِيَ قَاعِدًا

ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ يَسْجُدُ حَتَّى تَطْمَئِنَّ مَفَاصِلُهُ

ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَيُكَبِّرُ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُهُ )


رواه أبو داود (857) والنسائي (1136)

والأصل في الأمر الوجوب

وعلى هذا جماهير أهل العلم.

قال ابن دقيق العيد رحمه الله تعالى:

" تكرر من الفقهاء الاستدلال على وجوب

ما ذكر في الحديث "


انتهى، من "احكام الأحكام" (1 / 234).

ولذا ذهب الحنابلة والشافعية إلى وجوب هذا الجلوس

كما في "المغني" لابن قدامة (2 / 204 - 205)

و "المجموع" للنووي (3 / 437).


وذهب إلى هذا القول طائفة من المالكية والحنفية.

ينظر : "مواهب الجليل" في الفقه المالكي (2 / 215 - 216)

و"حاشية ابن عابدين" في المذهب الحنفي (1 / 464 - 465) .


بل صرح الحنابلة بأن هذه الجلسة بين السجدتين

من أركان الصلاة ، التي لا تسقط بحال .

فبان أن المطلوب من الجلسة بين السجدتين :

أن يعتدل فيه

وأن يطمئن ويسكن في اعتداله ذلك .

فإذا لم يعتدل الاعتدال الواجب

بل بقي حاله إلى السجود أقرب منه إلى الجلوس

فقد صرحوا ببطلان صلاته .

قال الرملي رحمه الله :

" مَتَى انْحَنَى حَتَّى خَرَجَ مِنْ حَدِّ الْقِيَامِ عَامِدًا عَالِمًا

بَطَلَتْ صَلَاتُهُ وَلَوْ لَمْ يَصِلْ إلَى حَدِّ الرُّكُوعِ لِتَلَاعُبِهِ .

وَمِثْلُهُ يُقَالُ فِي السُّجُودِ "


. انتهى، من "نهاية المحتاج" (2/48) .

والله أعلم.

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-03, 05:26   رقم المشاركة : 234
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الندم شرط رئيسي أو هو ركن التوبة الأعظم

ولهذا قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

(النَّدَمُ تَوْبَةٌ)

حتى قال بعض أهل العلم :

" يَكْفِي فِي التَّوْبَةِ تَحَقُّقُ النَّدَمِ

فَإِنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الْإِقْلَاعَ عَن الذنوب

وَالْعَزْمِ عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ؛ فَهُمَا نَاشِئَانِ

عَنِ النَّدَمِ لَا أَصْلَانِ مَعَهُ " .


انظر: "فتح الباري" (13/ 471) .

وقال القاري رحمه الله:

" (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) إِذْ يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا بَقِيَّةُ الْأَرْكَانِ مِنَ الْقَلْعِ وَالْعَزْمِ

عَلَى عَدَمِ الْعَوْدِ، وَتَدَارُكِ الْحُقُوقِ مَا أَمْكَنَ....

وَالْمُرَادُ النَّدَامَةُ عَلَى فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ

مِنْ حَيْثُ إِنَّهَا مَعْصِيَةٌ لَا غَيْرَ ".


انتهى من "مرقاة المفاتيح" (4/ 1637) .

ومعنى "الندم" هو الحزن ، أو شدة الحزن

. كما في "لسان العرب" (1/79) ، (6/4386) .

فإنه فسَّر "الندم" بالأسف

ثم فسَّر الأسف بالحزن أو المبالغة في الحزن .

وفي كلام القاري السابق فسَّر الندم

بأنه "الندامة -أي : الحزن -

على فعل المعصية من حيث إنها معصية لا غير" .

ومعنى هذا : أن كل من حزن لكونه فعل المعصية

فقد حصل منه الندم المقصود في التوبة .

فإذا كان هذا الندم صادقا

فإن العاصي سوف يترك المعصية

ويعزم على عدم فعلها مرة أخرى

وبهذا تكمل التوبة وتتحقق شروطها كلها .

قال الغزالي رحمه الله

"اعلم أن التوبة عبارة عن معنى ينتظم ويلتئم

من ثلاثة أمور مرتبة: علم، وحال، وفعل.

فالعلم الأول ، والحال الثاني ، والفعل الثالث.

والأول موجب للثاني ، والثاني موجب للثالث

إيجاباً اقتضاه اطراد سنة الله في الملك والملكوت.

أما العل م، فهو معرفة عظم ضرر الذنوب

وكونها حجاباً بين العبد وبين كل محبوب .

فإذا عرف ذلك معرفة محققة

بيقين غالب على قلبه :

ثار من هذه المعرفة تألم للقلب بسبب فوات المحبوب

فإن القلب مهما شعر بفوات محبوبه : تألَّم

فإن كان فواته بفعله ، تأسف على الفعل المُفَوِّت

فيسمى تألمه بسبب فعله المفوت لمحبوبه ندماً .

فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى

انبعث من هذا الألم في القلب حالة أخرى

تسمى إرادة وقصداً

إلى فعل له تعلق بالحال والماضي وبالاستقبال .

أما تعلقه بالحال

فبالترك للذنب الذي كان ملابساً .

وأما بالاستقبال

فبالعزم على ترك الذنب المفوت للمحبوب إلى آخر العمر .

وأما بالماضي

فبتلافي ما فات بالجبر والقضاء

إن كان قابلاً للجبر .

... فالعلم والندم والقصد المتعلق بالترك في الحال والاستقبال

والتلافي للماضي ثلاثة معان مرتبة في الحصول

فيطلق اسم التوبة على مجموعها .

وكثيراً ما يطلق اسم التوبة على معنى الندم وحده

ويجعل العلم كالسابق والمقدمة

والترك كالثمرة والتابع المتأخر

وبهذا الاعتبار قال عليه الصلاة والسلام: (الندم توبة)

إذ لا يخلو الندم عن علم أوجبه وأثمره

وعن عزم يتبعه ويتلوه

فيكون الندم محفوفاً بطرفيه

أعني ثمرته ومُثْمِره"


انتهى في "إحياء علوم الدين" (4/4) :

وقال أيضا

"والخوف إذا كان من فعل ماض أورث الندم

والندم يورث العزم

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الندم توبة)"


انتهى .في "إحياء علوم الدين" (3/144

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-05, 04:28   رقم المشاركة : 235
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

- إنَّ مِن أربَى الرِّبا الاستِطالةُ

في عِرْضِ المسلِمِ بغيرِ حقٍّ .


صحيح أبي داود 4876

الإسلامُ دِينُ الأخلاقِ الحسَنةِ

وقد أمرَ بحفظِ الأعْراضِ مِن أنْ تُنتَهكَ بالقولِ أو الفعلِ

لأنَّه ممَّا يورِثُ العَداوةَ والبَغضاءَ بينَ المسلِمينَ

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:

"إنَّ مِن أَرْبَى الرِّبا"

أي: أفْحشِه وأرذَلِه وأكثرُه وَبالًا على صاحِبه

"الاستِطالةَ في عِرض ِالمسلمِ بغيرِ حَقٍّ"

أي: الوُقوعَ في عِرضِ المسلمِ بالقَولِ أو الفِعلِ

أو بالغِيبة وسَيِّئ القولِ بغيرِ حَقٍّ

وبغيرِ سَببٍ شَرعيٍّ يُبيحُ له استِباحةَ عِرضِ أخيهِ

وبأكثرَ ممَّا يستحِقُّه من القولِ أو الفعلِ.

قيلَ: إذا كانَ الرِّبا في المالِ مُحرَّمًا ومِن الكبائرِ

فإن تشبِيهَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم

الوُقوعَ في الأعراضِ بالوقوعِ في الرِّبا المحرَّم

هوَ على سَبيل المبالغةِ

وذلكَ لأنَّ العِرضَ أعزُّ وأغلى

على الإنسانِ مِن المالِ

فيكونُ الوُقوعُ فيه أشدَّ ضَررًا وخُطورةً

مِن الوقوعِ في رِبا المالِ.


https://dorar.net/hadith/sharh/61189

وفي الحديثِ: التَّحذيرُ الشديدُ

مِن الوُقوعِ في أعراضِ النَّاسِ.


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-06, 04:30   رقم المشاركة : 236
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



عنِ ابنِ عمرَ، قالَ: إن كنَّا لنعدُّ

لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ في المَجلِسِ

الواحدِ مائةَ مرَّةٍ: ربِّ اغفر لي، وتُب عليَّ

إنَّكَ أنتَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ


صحيح أبي داود 1516

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عبدًا شَكورًا

كثيرَ الاستِغفارِ للهِ عزَّ وجلَّ

وفي ذلك يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنهما: "إنْ كُنَّا"

أيِ: ابنُ عُمرَ ومَن كان معَه؛ "لَنَعُدُّ"

أي: نُحْصي بالعَدَدِ

"لِرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في المَجلِسِ الواحدِ"

أي: المجلِسِ الَّذي كان يَجمَعُ بينَه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم

وبينَ أصحابِه، "مائةَ مرَّةٍ"

أي: يَقولُ فيها: "ربِّ اغفِرْ لي"

أيِ: امْحُ عنِّي خَطايايَ وذُنوبي

معَ أنَّ اللهَ قد غفَر له ما تقَدَّم مِن ذَنبِه وما تأخَّرَ

"وتُبْ علَيَّ"، أي: اقْبَلْ منِّي توبَتي إليك

الَّتي رجَعتُ فيها إلى طاعَتِك

وبَعُدتُ عن مَعصيتِك، "إنَّك أنتَ التَّوَّابُ"

أي: الَّذي يَقبَلُ التَّوبةَ، "الرَّحيمُ"

أيِ: الَّذي يَرحَمُ عِبادَه مِن العذابِ والبلاءِ

وهذا مِن الحثِّ على كَثرةِ الاستِغْفارِ

والتَّوبةِ للهِ عزَّ وجَلَّ

فإذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَدْعو اللهَ

بهَذِه الدَّعواتِ أكثرَ مِن مئةٍ في المجلِسِ الواحدِ

فما أَحْرى غيرَه مِن المسلِمين بِذَلك


https://dorar.net/hadith/sharh/116394

وفي الحديثِ: الحثُّ والتَّرغيبُ في الاستغفارِ.

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-08, 04:46   رقم المشاركة : 237
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

- من حسنِ إسلامِ المَرءِ تركُه ما لا يعنيه

أخرجه الترمذي (2317)، وابن ماجه (3976)

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَهتَمُّ

اهتِمامًا بالِغًا بالأخْلاقِ

وكثيرًا ما كان يَحُثُّ على فَضائِلِ الأخْلاقِ ويَمدَحُها

ويُحذِّرُ مِن مَساوِئِ الأخْلاقِ ويَذُمُّها

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم:

"مِن حُسنِ إسلامِ المرْءِ تَرْكُه ما لا يَعنيهِ"

والمَقْصودُ أنَّ مِن كَمالِ مَحاسنِ إسْلامِ المُسلِمِ وتمامِ إيمانِهِ

ابتِعادُه عمَّا لا يَخُصُّه ولا يُهِمُّه

وما لا يُفيدُهُ مِن الأقْوالِ والأفْعالِ

وعَدَمُ تدخُّلِه في شُؤونِ غَيرِهِ

وعدَمُ تَطفُّلِهِ على غَيرِهِ فيما لا يَنفَعُهُ ولا يُفيدُهُ

ويَدخُلُ أيضًا في عُمومِ المَعْنى:

الابتِعادُ عمَّا لا يَعني ممَّا حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ

وما كرِهَهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم

وكذلك ما لا يُحتاجُ إليه مِن فُضولِ المُباحاتِ

مِن الكَلامِ والأفْعالِ والأحْوالِ

فممَّا لا يَعني الإنسان ليس محصورًا في الأمورِ الدُّنيويَّة

بل إنَّ ممَّا لا يَعنيه أيضًا ما هو متعلِّقٌ بأُمورٍ أُخرويةٍ

كحقائقِ الغيبِ وتفاصيلِ الحِكَم في الخَلْقِ والأمْرِ

ومنها السؤالُ والبحثُ عن مسائِلَ

مُقدَّرةٍ ومُفترَضةٍ لم تقَعْ، أو لا تكادُ تقَعُ

أو لا يُتصوَّرُ وقوعُها.


https://dorar.net/hadith/sharh/149025

وفي الحَديثِ: الحثُّ على الانشِغالِ

بما يَنفَعُ ويُفيدُ في الدِّينِ والدُّنيا .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-11, 05:40   رقم المشاركة : 238
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته




أمَرَ الشَّرعُ بسَترِ العَورةِ عن الأعيُنِ

أدَبًا وحِفظًا للأعراضِ والهَيبةِ

وخاصَّةً أمامَ الأجانبِ والأغرابِ.

وهذا المَتنُ جُزءٌ مِن حديثٍ

وفيه يَروي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما:

"رَأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَ رَجُلٍ خارجةً"

أي: عاريَةً ومَكشوفةً للنَّاظرِ

فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "غَطِّ فَخِذَكَ"

أي: شُدَّ عليها الثِّيابَ حتى لا تَظهَرَ

"فإنَّ فَخِذَ الرَّجُلِ عَورتُه"

أي: هي جُزءٌ مِن العَورةِ التي يجِبُ سَترُها

وسَمَّى الفَخِذَ عَورةً؛ لإحاطَتِها بالعَورةِ وقُربِها منها

لا أنَّها عَورةٌ مُغلَّظةٌ؛ ولأنَّه يُستقبَحُ ظُهورُها

وتُغَضُّ الأبصارُ عنها

ولا يحسُنُ إظهارُها في الجَمعِ أمامَ النَّاسِ.

https://www.dorar.net/hadith/sharh/114868

وفي الحديثِ: إرشادٌ إلى حِفظِ العَوراتِ

وسَترِها حِفظًا للمُروءَةِ والهَيبةِ .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر










قديم 2021-04-12, 05:41   رقم المشاركة : 239
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B11

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



أنْعَمَ اللهُ عزَّ وجلَّ على عِبادِهِ بمَواسِمَ مِن الخيراتِ

يَحصُلون فيها بسَببِ الأعمالِ الصَّالحةِ القَليلةِ

على الثَّوابِ الكَثيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجل

ومِن نِعَمِه سُبحانَه أيضًا أنْ سَخَّرَ اللهُ لهم مِن الأسبابِ

ما يُعينُهُم على أدائِها على الوجْهِ الأكْمَلِ لها

وشهْرُ رمضانَ من أعظم تِلكَ المواسِمِ الفاضِلَة.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:

"أتاكُمْ شهْرُ رَمضانَ"

أي: جاءَتْكُم أيامُ شَهرِ رَمضانَ

"شَهْرٌ مُبارَكٌ" فيكْثُرُ الخيْرُ فيه

وهذا إخْبارٌ بكثْرَةِ خيْرِهِ الحِسيِّ والمَعْنويِّ

ويَحتمِلُ أنْ يكونَ دعاءً أي: جَعَلَهُ اللهُ مُباركًا.

"فَرَضَ اللهُ عليكم صِيامَه"

فقدْ أوْجَبَه اللهُ بقولِه:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183

"تُفتَّحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ، وتُغلَقُ فيه أبوابُ الجَحيمِ"

والفَتحُ والغَلْقُ المَذْكورانِ هُما على الحَقيقة

إكْرامًا مِن اللهِ لعِبادِهِ في هذا الشَّهر

وقيل: إنَّ غَلْقَ أبوابِ النَّارِ مَعناهُ

مَزيدٌ لِغَلْقِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الشَّرِّ

وإنَّ فَتْحَ أبوابِ الجنَّةِ هو مَزيدٌ لفَتْحِ

كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الخير

"وتُغلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ"

أي: تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مَرَدَةِ الجِنِّ

وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدونَ للشَّرِّ

أو هُمُ العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ

والحِكمةُ من تَغْليلِهِم حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمينَ

ويُفسِدوا عليهم صَوْمَهُم، "

وفيه ليْلَةٌ هي خيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ" وهي ليْلَةُ القَدْرِ

والمَعنى أنَّ العَمَلَ فيها أفْضَلُ من العَمَلِ

في أَلْفِ شَهْرٍ ليس فيها ليلَةُ القَدْر

"مَنْ حُرِمَ خَيْرَها

أي: مَنْ مُنِعَ خَيْرَها بأنْ لم يُوَفَّقْ لإحْيائِها، والعِبادَةِ فيها

"فقدْ حُرِمَ"، أي مُنِعَ الخيْرَ كلَّه

والمُرادُ حِرمانُ الثوابِ الكامِلِ

أو الغُفرانِ الشامِلِ الذي يَفوزُ به القائِمُ في إحياءِ ليْلِها

وهذا دَلالةٌ على فَخامَةِ الجَزاء

أي: فقدْ حُرِمَ خيرًا لا يُحَدُّ قدْرُهُ


https://dorar.net/hadith/sharh/92044

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر









قديم 2021-04-12, 19:21   رقم المشاركة : 240
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










vb_icon_m (5)

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



قال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ من رمَضانَ صُفِّدتِ الشَّياطينُ

ومَردةُ الجِنِّ وغلِّقت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ

وفُتِحت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ ونادى منادٍ

يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِر

وللَّهِ عتقاءُ منَ النَّارِ وذلِك في كلِّ ليلةٍ


أخرجه الترمذي (682)، وابن ماجه (1642) واللفظ له

أنعَم اللهُ عزَّ وجلَّ على عِبادِه بمَواسِمَ مِن الخيراتِ

يَحصُلون فيها بسَببِ الأعمالِ الصَّالحةِ القليلةِ

على الثَّوابِ الكثيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ

ومِن نِعَمِه سُبحانَه أيضًا أنْ سَخَّر الله لهم مِن الأسبابِ

ما يُعينُهم على أدائِها على الوجْهِ الأكمَلِ لها.


وفي هذا الحديثِ

يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه

أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال:

"إذا كانَت أوَّلُ ليلةٍ مِن رمَضانَ"

أي: إنَّه مَع بَدْءِ شهرِ رمَضانَ تَحدُثُ علاماتٌ على دُخولِه

وهَدايا مِن اللهِ لعِبادِه

فأُولى هذه العلاماتِ والهدايا هي ما جاء

في قولِه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "صُفِّدتِ الشَّياطينُ"

أي: شُدَّتْ عليهِم الأغلالُ والسَّلاسِلُ

"ومَردةُ الجِنِّ"

وكذلك تُشَدُّ الأغلالُ والسَّلاسِلُ على مرَدَةِ الجِنِّ

وهم رُؤساءُ الشَّياطينِ المتجرِّدون للشَّرِّ

أو هم العُتاةُ الشِّدادُ مِن الجِنِّ، والحِكمةُ في تَغْليلِهم

حتَّى لا يَعمَلوا بالوَساوِسِ للصَّائِمين

ويُفسِدوا عليهم صَومَهم

وقيل: يَعْني كَثرةَ الأجرِ والثَّوابِ والمغفرةِ

بأن يَقِلَّ إضلالُ مرَدةِ الشَّياطينِ للمُسلِمين

فتَصيرَ الشَّياطينُ كأنَّها مُسلسَلةٌ

عن الإغواءِ والوَسوَسةِ.

وقيل: إنَّ الشَّياطينَ إنَّما تُغَلُّ عن الَّذين يَعرِفون

حَقَّ الصِّيامِ المعظِّمين له

ويَقومون به على وَجهِه الأكمَلِ

ويُحقِّقون شُروطَه وأخلاقَه وآدابَه

أمَّا الَّذي امتنَع عن الطَّعامِ والشَّرابِ

ولم يَعرِفْ للصِّيامِ حَقَّه

ولم يَأتِ بآدابِه على وجهِ التَّمامِ

فليس ذلك بأهلٍ لِتُغَلَّ الشَّياطينُ عنه

فيكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء

ولناس دون ناس

. ويَحتمِلُ أن يَكونَ المرادُ:

أنَّ الشَّياطينَ لا يَخلُصون مِن افتِتانِ المسلِمين

إلى ما يَخلُصون إليه في غيرِ شهرِ رمَضانَ

لاشتِغالِهم بالصِّيامِ الَّذي فيه قَمعُ الشَّهواتِ

وبقِراءةِ القرآنِ والذِّكرِ.


والهديَّةُ الثَّانيةُ:

"وغُلِّقَت أبَوابُ النَّارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ

وفُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ"

وهذا كالتَّأكيدِ لِمَا سبَق مِن أنَّ غَلْقَ أبوابِ النَّارِ

هي مَزيدٌ لِغَلقِ كلِّ مَسلَكٍ مِن مَسالِكِ الشَّرِّ

وأنَّ فَتْحَ أبوابِ الجنَّةِ هو مَزيدٌ لفَتحِ كلِّ مَسلَكٍ

مِن مَسالِكِ الخيرِ، وقيل: الفتحُ والغلقُ المَذْكور

انِ هما على الحَقيقةِ؛ إكْرامًا مِن اللهِ لعِبادِه

في هذا الشَّهرِ.


والهديَّةُ الثَّالثةُ:

"ونادى مُنادٍ"، أي: مِن عندِ اللهِ عزَّ وجلَّ:

"يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ"

أي: إنَّ هذا الشَّهرَ يُرغِّبُ

في أعمالِ الخيرِ وخاصَّةً عِندَ أصحابِها

لِمَا فيه مِن الأسبابِ الَّتي تُعينُه على ذلك

فأقبِلوا على اللهِ وعلى طاعتِه

"ويا باغيَ الشَّرِّ أقصِرْ"

أي: أمسِكْ عنه وامتَنِعْ

فإنَّه وقتٌ تَرِقُّ فيه القلوبُ للتَّوبةِ.


والهديَّةُ الرَّابعةُ:

"وللهِ عُتَقاءُ مِنَ النَّارِ"

أي: وللهِ عُتقاءُ كَثيرونَ مِن النَّارِ

فلْيَحرِصْ كلُّ لَبيبٍ على أنْ يَكونَ مِن زُمرَتِهم

"وذلِك في كلِّ ليلةٍ"

أي: وإنَّ مِن مَزيدِ رَحمةِ اللهِ لعبادِه

أن يُعتِقَ مِن النَّارِ عِبادًا له في كلِّ ليلةٍ مِن لَيالي رمَضانَ

وهذا لِلحَضِّ على الاجتِهادِ في هذا الشَّهرِ الفَضيلِ

حتَّى يَكونَ العبدُ مِن هؤلاءِ العُتَقاءِ

ويُرزَقَ النجاةَ مِن النِّيرانِ، والفوزَ بالجِنانِ.


https://dorar.net/hadith/sharh/83589

وفي الحديثِ: الحثُّ على اغتِنامِ أوقاتِ الفَضلِ

والخيرِ بعَملِ الطَّاعاتِ والبُعْدِ عَن المنكَراتِ.

وفيه: إثباتُ الجنَّةِ والنَّارِ، وأنَّهما الآنَ موجودَتانِ

وأنَّ لهما أبوابًا تُفتَحُ، وتُغلَقُ.

وفيه: بيانُ عظَمةِ لُطفِ اللهِ تعالى

وكَثرةِ كرَمِه وإحسانِه على عبادِه

حيث يَحفَظُ لهم صِيامَهم

ويَدفَعُ عنهم أذَى المرَدَةِ مِن الشَّياطينِ.













 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc