المطلبُ الأول: الهدايا والصِّلات من الصحابة إلى آل البيت رضي الله عنهم
1- إهداءُ أبي بكر لعلي رضي الله عنه أمَّ محمد ابن الحنفيّة:
- عن الحسن بن صالح، قال: سمعت عبدَالله بن الحسن، يذكر (أنّ أبا بكر رضي الله عنه أعطى عليًّا رضي الله عنه أمَّ محمدِ ابن الحنفية)
أخرجه:
- ابن سعد في الطبقات 5/91، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق 54/323.
- والدَّارَقطني في فضائل الصحابة ومناقبهم ص93(80) من طريق محمد بن علي الوراق.
كلاهما –ابن سعد، ومحمد بن علي الوارق- عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن حسن بن صالح، به.
وهذا الإسناد رجاله ثقات إلا أن عبدالله بن الحسن لم يُدرك أبا بكر رضي الله عنه، والله أعلم.
قال ابن أبي حاتم في ترجمة محمد ابن الحنفية: (واسم أمه خَولة من سبي بني حنيفة، وَهَبَها أبو بكر الصديق لعلي رضي الله عنهما)
الجرح والتعديل 8/26(116).
2- بداءة عمر الفاروق رضي الله عنه بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم في العَطاء:
أ- عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أن عمرَ رضي الله عنه أراد أن يفرض للناس، وكان رأيُه خيراً من رأيهم، فقالوا: ابدأ بنفسك، فقال: لا، فبدأ بالأقرب
فالأقرب مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففرض للعباس رضي الله عنه، ثم عليّ رضي الله عنه، حتى والى بين خمس قبائل، حتى انتهى إلى بني عديِّ بن كعب
هذا الأثر حسن لغيره، أخرجه:
- ابن سعد في الطبقات 3/301، عن قَبيصة بن عُقبة، عن سفيان.
- وابن أبي شيبة في المصنف 11/323(33439) كتاب السير، باب ما قالوا فيمن يبدأ في الأَعطية، عن زيد بن الحباب، عن القاسم بن معن.
- والبلاذُري في فتوح البلدان ص440، من طريق سفيان الثوري.
كلاهما – سفيان الثوري، والقاسم بن معن- عن جعفر بن محمد، به، واللفظ المذكور لابن أبي شيبة.
وهذا الإسناد رجاله ثقات؛ إلا زيد بن الحباب، فقد قال فيه الحافظ في التقريب ص351(2136): (صدوق يخطئ في حديث الثوري). وهو منقطع أيضاً؛ لأن محمد بن علي بن الحسين لم يُدرك عمر رضي الله عنه، والله أعلم.
وأخرجه:
- الشافعي في مسنده (بترتيب سَنجر) 4/7(1684)، - ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى 6/364، كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب إعطاء الفيء على الديوان- عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي، به، بنحوه.
وأخرجه:
- ابن أبي شيبة في المصنف 11/325(33443)، كتاب السير، باب ما قالوا فيمن يبدأ في الأَعطية، عن محمد بن عبدالله الأسدي، عن حبان.
- وأبو عبيد في الأموال ص286(550)، -وعنه: ابن زنجويه في الأموال 2/500 (798)-، عن إسماعيل بن مجالد.
كلاهما – حبان، وإسماعيل بن مجالد- عن مجالد، عن الشعبي، عن عمر رضي الله عنه، بمعناه.
وأخرجه:
- أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال ص286(549)، عن أبي النضر وعبدالله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن محمد بن عجلان، عن عمر رضي الله عنه بنحوه.
ورواه عن أبي عبيد: ابن زنجويه في الأموال 2/500(797)، والبلاذُري في فتوح البلدان ص440.
وهذا الإسناد منقطع؛ محمد بن عجلان لم يُدرك عمر رضي الله عنه, فهو من الطبقة الخامسة، وتوفي سنة 148هـ، كما قال الحافظ في التقريب ص 877(6176).
فتبين مما ذكر أن الأثر روي من طرق كثيرة، يرتقي بها إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
ب- وعن جعفرِ بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه (أنَّ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه ألحق الحسنَ والحسين ب بأبيهما، ففرض لهما خمسةَ آلاف)(
أخرجه:
- أبو عبيد القاسم بن سلَّام في الأموال ص286(551) عن مبهم لم يسمه، قال: حُدِّثت عن عبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي، عن جعفر بن محمد، به، بنحوه.
- والبلاذُري في فتوح البلدان ص440، عن عمرو الناقد، عن عبدالوهاب الثقفي، به، باللفظ المذكور.
- وابنُ عساكر في تاريخ دمشق 14/176، من طريق عبدالعزيز بن محمد، عن جعفر بن محمد، به، بنحوه.
وأخرجه:
- ابن عساكر في تاريخ دمشق 13/238، و14/176 من طريق محمد بن سعد، عن محمد بن عمر، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، بنحوه.
3-إقطاعُ عمر بنِ الخطاب ينبعَ لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ما:
- عن عبدِالله بن الحسن، قال: إنّ علياً رضي الله عنه سأل عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فأقطعه ينبع
أخرجه:
- يحيى بن آدم في الخراج ص77(244)، -ومن طريقه: البيهقي في السنن الكبرى 6/144، كتاب إحياء الموات، باب إقطاع الموات-.
قال يحيى بن آدم: حدثنا الحسن [ بن صالح بن حيى]، قال: سمعت عبدالله بن الحسن يقول: إن علياً... الأثر.
ورجال إسناده ثقات، وعبدالله بن الحسن: هو عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني أبو محمد، لم يلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قال عنه الحافظ في التقريب ص499 (3292): (ثقة جليل القدر من الخامسة مات في أوائل سنة 145هـ وله 75سنة).
قال ياقوت الحموي: (يَنْبعُ: هي يمين رَضوى لمن كان منحدِراً من المدينة إلى البحر على ليلة من رَضوى من المدينة على سبع مراحل، وهي لبني حسن بن علي رضي الله عنهما، وبها وقوف لعلي رضي الله عنه يتولاها ولده)
معجم البلدان 5/449.
4- إهداء عمر الفاروقِ رضي الله عنه بُرْداً لعلي رضي الله عنه كان يُكثر لبسه:
عن أبي السَّفَر، قال: (رُئِي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بُرْد، كان يكثر لُبْسه، قال:
فقيل له: إنك لتكثر لُبْس هذا البُرْد، فقال: (إنه كسانيه خليلي، وصفيي، وصديقي، وخاصتي عمر رضي الله عنه، إنّ عمرَ ناصح الله فنصحه الله(
(ناصَحَ الله): أصل النُّصح في اللغة: الخُلوص، يقال: نصحتُ له الوُدَّ: أي أخلَصْته، وناصِحُ العسل: خالصُه،
ونصحت له نصيحتي نُصوحاً: أي أَخلصْت وصدَقْتُ، والاسم: النصيحة. ومعنى النصيحة لله: صحةُ الاعتقاد في وحدانيته، وإخلاصُ النية في عبادته.
(فنَصَحه): أي أثابه اللهُ على إخلاصه، وتقواه، وسمَّى الجزاءُ نُصحاً من باب المشاكلة، والله أعلم.
ينظر: مفردات ألفاظ القرآن ص808، النهاية 5/63، لسان العرب 2/615-616.
ثمَّ بكى)
الأثر حسن لغيره، أخرجه:
- ابن أبي شيبة في مصنفه 11/116(32533)، كتاب الفضائل، باب ما ذكر في فضل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، باللفظ المذكور، ومن طريقه: الدارقطني في فضائل الصحابة ص37، 40 (7، 12).
- والدارقطني في فضائل الصحابة من عدة طرق في عدة مواضع، هي:
* ص35 (5)، مختصراً، وفيه تقديم وتأخير.
* وص36 (6)، بنحوه،- ومن هذه الطريق: ابن عساكر في تاريخ دمشق 44/363-.
* وص37، 41(8، 13)، بنحوه.
* وص38، 41(9، 14)، مختصراً.
* وص42(17)، بنحوه.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق 44/363، بنحوه.
كلهم من طريق خلف بن حوشب، عن أبي السفر، عن علي رضي الله عنه.
وأخرجه:
- ابن شَبَّة في تاريخ المدينة 2/89(1612)، من طريق عطاء بن مسلم، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي مريم، عن علي رضي الله عنه، بمعناه.
وأخرجه:
- الدارقطني في فضائل الصحابة ص38،41(10، 15)، من طريق شاذان، عن شَريك، عن أبي إسحاق، عن علي رضي الله عنه، مختصراً.
وأخرجه:
- ابن شبَّة في تاريخ المدينة 2/90(1614)، من طريق خلف بن حوشب، عن رجل من أصحاب عبدالله، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.
وأخرجه:
- الدارقطني في فضائل الصحابة ص39، 41(11، 16)، من طريق خلف بن حوشب، عن عمر بن شرحبيل، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.
وأخرجه:
- ابن أبي الدنيا في كتابه الإخوان، ص248(221)، من طريق أبي معاوية، عن أبي حيان التيمي، عن علي رضي الله عنه، بنحوه.
درجته: الأثر له طرق كثيرة عن علي رضي الله عنه لا يخلو كل طريق من كلام؛ لكنه يتقوى بمجموعها، ويرتقي إلى الحسن لغيره، والله أعلم.
5- إكرامُ معاوية رضي الله عنه للحسن والحسين رضي الله عنهما:
أ- عن محمدِ بن عبدالله بن أبي يعقوب، قال: (كان معاوية رضي الله عنه إذا لقيَ الحسينَ ابنَ عليّ رضي الله عنهما
قال: مَرحباً بابنِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأهلاً، ويأمرُ له بثلاثمائةِ ألف، ويلقى ابنَ الزبير رضي الله عنه فيقول: مرحباً بابن عَمَّةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وابن حواريه، ويأمر له بمائة ألف)(
أخرجه الآجري في الشريعة 4/2468(1959) قال:
أخبرنا ابن ناجية [عبدالله بن محمد بن ناجية]، قال: حدثنا زيد بن أخزم الطائي أبو طالب، قال: حدثنا محمد بن الفضل السدوسي عارم،
قال: حدثني مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبدالله بن أبي يعقوب، قال: كان معاوية رضي الله عنه... الأثر.
ورجال الإسناد كلهم ثقات، والله أعلم.
ب- وعن جعفرِ بن محمد، عن أبيه (أنَّ الحسنَ والحسينَ ب كانا يَقْبَلانِ جوائزَ معاوية رضي الله عنه)
أخرجه:
- ابن أبي شيبة في مصنفه 7/201(20584) كتاب البيوع، باب من رخص في جوائز الأمراء والعمال، عن حاتم بن إسماعيل.
- والآجري في الشريعة 4/2470 (1963) من طريق سليمان بن بلال.
- واللالكائي في اعتقاد أهل السنة 8/1444(2682) من طريق حسين بن زيد.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق 59/194، من طريق موسى بن جعفر بن محمد بن علي.
كلهم –حاتم بن إسماعيل، وسليمان بن بلال، وحسين بن زيد، وموسى بن جعفر-، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، باللفظ المذكور عند الجميع.
ج- وعن ثور، عن أبيه، قال: (انطلقتُ مع الحسن والحسين رضي الله عنهما وافِدَين إلى معاوية رضي الله عنه فأجازهما؛ فقبلا)
أخرجه الآجري في الشريعة 4/2469 (1960) من طريق الحسين بن علي بن الأسود العجلي، عن عبيدالله بن موسى، عن إسرائيل، عن ثور، به.
د- وعن عبدِالله بن بُريدةَ، أن الحسنَ بن علي ب دخل على معاوية رضي الله عنه فقال: (لأُجيزَنَّك بجائزةٍ لم أجز بها أحداً قبلك، ولا أجيز بها أحداً بعدك من العرب، فأجازه بأربعمائة ألف، فقَبِلها)
أخرجه:
- ابن أبي شيبة في مصنفه 10/354 (31077)، كتاب الأمراء، باب ما ذُكر من حديث الأمراء والدخول عليهم، -وعنه: ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 1/374 (499)- عن زيد بن الحُباب.
- وابن عساكر في تاريخ دمشق 13/166، من طريق علي بن الحسن بن سفيان.
* وفي 14/113، من طريق إسحاق بن عيسى البَلخي.
كلهم –زيد بن الحُباب، وعلي بن الحسن، وإسحاق البلخي- عن حسين بن واقد، عن عبدالله بن بريدة، به، واللفظ المذكور لابن أبي شيبة. ووقع في المطبوع من الآحاد والمثاني
: (فأجاز بأربع مائة ألفِ ألفٍ، فقبلها)، وأورده الذهبي في السير 3/269، وساق إسناد ابن أبي شيبة، ولفظه: (فأجاز بأربع مائة ألف، أو أربع مائة ألفِ ألفٍ، فقبلها).
ولفظ ابن عساكر في الموضع الثاني: دخل الحسن والحسين... إلخ، وزاد في آخره: (فأما الحسن رضي الله عنه فكان سكيتاً، وأما الحسين رضي الله عنه فقال: والله ما أَعطى أحدٌ قبلك
ولا أحدٌ بعدك لرجلين أشرف ولا أفضل منا).
وإسناد ابن أبي شيبة حسن؛ فيه زيد بن الحباب: (صدوق يخطئ في حديث الثوري)؛ كما قال الحافظ ابن حجر في التقريب ص 351 (2136).
6- وَصِيَّةُ المقدادِ بن عمرو رضي الله عنه ببعض ماله إلى الحسن والحسين وإلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهم:
(عن كريمة بنت المقداد، أَنّ المِقدادَ أوصى للحسن والحسين ابني عليِّ بن أبي طالب ي لكل واحدٍ منهما بثمانية عشر ألف درهم، وأوصى لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة آلاف درهم لكل امرأة منهن، فقبلوا وصيته)
أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط 1/567(299)، من طريق موسى بن يعقوب، عن قُرَيْبَة بنت عبدالله، عن كَريمة، به.
ومن طريقه: ابنُ عساكر في تاريخ دمشق 60/181
وذكره المزي في تهذيب الكمال 28/456، في ترجمة المقداد بن عمرو، وعزاه للبخاري في التاريخ الصغير بإسناده ومتنه، وذكره الذهبي في السير 1/389، وفي تاريخ الإسلام 3/419، دون قوله: (فقبلوا وصيته).