اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهندا
الجزء الأول :لقاء الرجل الغامض
حين تفتح المدرسة أبوابها تهتف أصوات التّلاميذ عاليا معبرة عن الحياة وديمومتها
كنا نتقابل وجميع المستويات الثانوي، المتوسط وحتّى الابتدائي
إمّا في المكتبة أو في فناء المدرسة
طوال تلك الفترة لم يحدث شيء يستحقّ أن يذكر كنّا كطلبة نساعد بعضنا البعض على فهم الدّروس لأجل تحصيل أعلى العلامات فلكلّ منّا أهدافه التّي لطالما حاول تحقيقها.
إلاّ أنّ الصّدفة جمعتنا ذات أمسية حين تأخّرنا في الدّوام المدرسي إلى ما بعد السادسة مساء.
وقد سمعنا شخصا يركض في الأروقة مصحوبا بضجّة كبيرة كان الصّوت قادما من مطعم المدرسة أضف إلى ذلك صوت سقوط أوان وسينيات الطّعام... كان التعجّب والحيرة كافيان لكلّ منّا حتّى نتّجه صوب الصّوت لاكتشاف ما يحدث وهناك تقابلنا
وسيم: يا إلهي ما هذا الصوت؟
ما الذي تفعلونه جميعا هنا!
أختي عواطف أنت أيضا ما زلت في المدرسة وفي هذا الوقت؟ ثمّ كم الساعة الآن؟
يبدو أنّي نمت في الفصل -يسحب يده ليلقي نظرة على الساعة-
لا!يا إلهي إنها السادسة لقد نمت أربع ساعات في القسم
يزن: لا يحق لك أن تسأل أيّ أحد منّا ما كان يفعل يا هذا.
أيعقل أن تنام وقت الدوام يا لك من مغفل!
لكن من أحدث هذه الضجة في الأرجاء؟
وسيم: أنت أيها الغبي، من هو المغفل؟
وبالمناسبة ما الذي أخرك بعد الدوام هل كنت محتجزا أم ماذا ؟ بالطبع كنت كذلك أيّها المغفل يقول ذلك بحدّة بدت على نبرات صوته
كانت الشّمس قد بدأت تتلاشى رويدا رويدا مرسلة ما تبقى من أشعتها المصفرة
وفي هذه الأثناء خرج من وراء دلاء الدّهان بالمستودع الخلفي
شخص غريب النظرات والمظهر موجّها للفتية سؤاله
الغريب: ما هذه الجلبة بالخارج
يرفع نظاراته يفرك عينيه ثمّ يسأل مجدّدا:
من أنتم؟ وماذا تفعلون بهذا الوقت المتأخر هنا؟
يزن: كلنا ندرس هنا لكن من أنت أيّها الغريب؟
الغريب: غريب!
وتدرسون هنا بمثل هذا الوقت!؟
أتستغفلني يا هذا؟
يزن: أنا تقول لي " يا هذا " كيف تجرؤ؟
وعلى أيّ حال قد كنت بالمكتبة لديّ تصريح بالبقاء بعد الفصل
فما الذي ...
-فجأة الصوت بالمطعم يدوي مجددا-
يزن: ما هذا؟...سأذهب لأكتشف ما الخطب...
أما أنتما فحسابي معكما لم ينته بعد!
وسيم: كفوا عن الشجار أول الأمر ثاني أمر لا تنعت الرجل بالغريب يا يزن ثالث أمر لن تذهب وحدك كلنا سنذهب معك فالظلام بدأ يحلّ وهذه الأصوات تخيفني
ـ في ذلكم الوقت طقطقت أسنان وسيم وأصابته رعشة بركبتيه لكنّه سرعان ما تغلّب عليها، وتبع يزن والبقية -
حين كانوا يسيرون في أروقة المدرسة الموحشة فجأة وجد يزن قطرات دماء على الأرض تتبع أثرها فأدته إلى طريق مطعم المدرسة
كما أنّه رأى شيئا كآثار أقدام شخص بدا وكأنّه يعرج و هو يسير
بينما كان الصبيان يتحدثون عواطف كادت تنتابها موجة بكاء حادة لأنّها كانت خائفة جدا فلم يسبق لها من قبل التأخر عن المنزل، ولو لم يؤخرها المشروع المدرسي الذّي كانت تنجزه لما بقيت لهذا الوقت
حين همّ الجميع برؤية ما يحدث لم تدر ما تفعل إلاّ أنّ خوفها جعلها تركض صوب البقية باتّجاه الصوت الذّي هيّئ لها أنّها سمعته للمرة الثانية، ولم تجد بدّا إلاّ الرّكض لتتبع شقيقها "وسيم"
أما نجوى فقد خارت قواها في الفناء لتجلس القرفصاء شلّتها رعشة أثنتها عن فعل أيّ شيء
إلاّ أنّها جمعت قواها أخير وبصوت متقطّع سألت:
ما الذي يحدث؟
ومن أنتم؟ وماذا تفعلون هنا؟
لم يجب أيّ شخص عن أسئلتها فالكلّ كان مشغولا بمعرفة مصدر الصّوت وأسبابه
وأخيرا وصلوا إلى مطعم المدرسة يتبعون آثار الدماء ليتوقفوا عند سلة الخضر حيث توقفت آثار الدماء
كانوا مضطربين لا يدرون كيف يتصرفون، أمّا عواطف فلم تتوان عن الاستفسار لتقطع لحظات دهشتها وخوفها:
ما هذا لم توقفنا هنا؟
يزن: الدماء تتوقف عند سلة الخضر!يجب أن أتحقق وأعرف ما يوجد بداخلها -تتزايد نبضات قلبه و يصفر وجهه كحبة ليمون طازجة في الوقت الذّي يقترب فيه من سلة الخضر لتفتيشها سحب منديلا كان يغطّي حقيبة سوداء موصدة علّمت برمز غريب.
يزن: م...ما.ما هذا ؟
الغريب: -بصوت مصرّ- دع الحقيبة لا تلمسها هي ملك لي،
ولا تقترب من المكان أكثر لديك ترخيص بالبقاء في المكتبة لا التسكّع
والبحث في أشياء لا تخصّك!
مطلقا اثر كلماته صرخة مدويّة يهتزّ لها المكان:انصرفوا!
عواطف: -بخوف-ولكن كيف تفسر الدماء س ..س..سيدي؟
يزن:يا إلهي أنت مجنون!
لن أدع الحقيبة حتى تخبرني ما يوجد داخلها؟ قال ذلك وهو يمسك بالحقيبة ليخبئها وراءه
مستأنفا كلامه:لم أنت بمدرستنا؟ وما سرّ هذه الدماء هيّا أجبنا؟
يرفع صوته أعلى:أجبني !!
حل الظلام بسرعة دون أن يشعر الشباب بمضي الوقت
وسيم: دع الحقيبة يا يزن يبدو هذا الرجل مخيفا كما أن الليل قد حل يجب أن نعود إلى منازلنا
يزن: لن أبرح مكاني حتى يجيبني هدا الرجل عن أسئلتي .
عواطف: أخي "وسيم" هيا نغادر أنا خائفة
وسيم: أختي لا أستطيع أن أبرح مكاني وأترك يزن وحده.
أنا آسف! لكن يزن ما بالك تريد أن تورط نفسك!؟
عواطف: هل أنت مجنون لتتبع من كان يناديك بالمغفل؟
الغريب: يا لكم من بضع أطفال أغبياء!
يدفع يزن خلفا، ويحمل حقيبته مردّدا:
من أراد أن يعرف السرّ فليقابلني عند منتصف اللّيل!
لكن الآن عودوا لمنازلكم
نجوى: عن أي سر تتحدث؟؟
الغريب: لكلّ شخص أسرار!
الأسرار هي تلك التّي ندفنها بعيدا حتّى لا يقربها أحد
هناك أسرار معرفتها قد تؤذي!
وأسرار معرفتها قد تفتح العيون التّي لم تدرك كنه الإبصار
الأسرار هي ما نحمله كبشر بعيدا عن كلّ البشر!
يجنح الليل، تشتدّ أصواته بالعويل ،ليقيم أعراسه في كنف جنائز الشّمس
يزن: حسنا أيها الشاعر. سوف نفعل ما تريد لكن عليك تحديد المكان وعندها ستجيبني عن كل أسئلتي وبالتفصيل
الغريب: لا تردّد كلمة الشّاعر مرّة أخرى على لسانك يا فتى!
الموعد هنا
وسأترك الباب الخلفيّ للثانوية مفتوحا!
لا تحضروا أحدا معكم!
وما حدث هنا يموت هنا!
وسيم: ماذا... ماذا تقولون؟ دعونا نعود إلى منازلنا يزن أختي عواطف وآنسة نجوى
الغريب: إنّ الخائفين يشحذون أيّ فرصة للهروب!
وحده الإقدام يجعلك قادرا على المواصلة!
إن كنتَ تعرفُ هدفك فستدركه!
يزن: إذن لقاؤنا غدا ولا تظن أبدا أنّك أخفتني بكلامك
-يستدير ويلوّح بيده-هيا يا شباب لم يبق لنا مكان هنا
ليهمّ بالذّهاب
الغريب: الغد موعد فاصل بيننا!
إن لم تحضروا غدا فلن تجدوني أبدا!
وسيم: أنا وراءك يا يزن هيا عواطف فلنسرع هذا الرجل يخيفني بشدة فكلامه غريب جدّا
يغادر الجميع تاركين وراءهم الغريب، الحقيبة والدماء
حين غادر الفتية بحركات سريعة نظّف الغريب المكان ليعود كأنّ شيئا لم يكن!
غيّر ملابسه واتّجه إلى حال سبيله، مفكّرا في هؤلاء الأطفال
الذّين ألقتهم يد الأقدار صوبه...
في تلك اللّيلة كان اللّيل طويلا وثقيلا
اشتدّ نباح الكلاب به،
لكنّ الفتية عادوا لمنازلهم واجمين أبصارهم تتقلّب يمينا وشمالا كمن ارتكب خطيئة ولا يدرك أين يواريها!
تكتشف أمهاتهم ما هم عليه من ارتباك فالأمهات قلوبهنّ الحانية لا تسمح أبدا أن يروا أبناءهم على تلك الحالة من القلق ولا تطرق على قلوبهم بشيء من الحنان
كانت أمّ نجوى قلقة على ابنتها لذا استفسرتها:
أي بنيّتي نجوى ما بك؟ ولم تاخرت كلّ هذا الوقت؟ وما سبب شرودك؟
نجوى:لا لا شيء أبدا متعبة فقط!
تحدّث نجوى نفسها بصوت عال:هل أذهب أولا؟ قد يكون المكان خطرا وأعرض نفسي للخطر إن ذهبت
وإن لم اذهب فلن أعلم بسر ذلك الغريب
ماذا سأفعل الآن؟؟
يجب أن أتخذ القرار المناسب
امممم سأذهب سأتشجع وسأتحدث إلى أمي
في المنزل لم يسأل أحد يزن عن تأخره لأنهم كانوا يعرفون بأنه يتأخر في المكتبة دائما. إلاّ أنّه كان على طاولة العشاء شارد الذّهن على غير عادته فهو لم يكن يأكل بل يلعب بالملعقة في الصحن
فيثير دهشة والدته لتسأله: ما الخطب يا يزن لم تبدو محتارا، أوكأنّ أمرا ما يشغلك، ما بك؟
يزن: لا...لا شيء
-ينهض من كرسيه و يذهب إلى غرفته يلتقط الهاتف و يتصل بو سيم-
لم تكن عادة وسيم وعواطف التأخر في العودة للمنزل هذا ما جعل والدهما يؤنّبهما ويصرخ بشدّة في وجهيهما: لماذا تأخرتما لهذه السّاعة؟ هل جننتما؟ وماذا تظنان أنكما ستفعلان؟ هيا أخبراني –بصراخ-
وسيم: لقد كنا... -ثمّ مهمه فكر وسيم أن يخبر أباه لكنه تذكر تهديد الغريب وكلامه (ما حدث هنا يموت هنا!) فغيّر رأيه-
والد وسيم و عواطف: اصعدا لغرفتيكما الآن لا أريد رؤية وجهيكما وهناك فكرا فيما فعلتماه
عندما صعد وسيم رنّ هاتفه فاستغرب ممّن يتصل به في هذا الوقت ولم يصدّق أن يكون المتّصل زميله في الدّراسة يزن.
يزن: أهلا وسيم هذا أنا يزن أعرف أننا لا نتفق وأعرف أنني لم أتصل بك من قبل لكن عليك أن تسمعني فهذا أمر مهم أنا سأذهب غدا وأعرف أن جميع من كان معنا يرغب بالذّهاب كما أنّني أدري أنّ ذلك الرجل مخيف وإنّي متأكد أنّه سيكون خطيرا لذا علينا أن نضع خطة لنحمي أنفسنا ففي الإتحاد قوة، كما أنّ كثرة العدد تتغلّب على الأسود وأنا إذ أتّصل بك فإنّي أرجو منك مساعدتي في جمع كل من كان معنا اليوم غدا في الفسحة لكي نتفق حول ما سنفعله ونعرف من سيأتي معنا غدا ليلا ممن سيتخلّف
وسيم: اسمع اسمع يا هذا من قال أنني سأذهب إلى هناك أصلا إنّي لم أفكر بعد في الذّهاب من عدمه فلنترك هذا الموضوع يا يزن للغد حتّى أنام وأفكر فالصّباح رباح، اتفقنا؟حسنا تصبح على خير
-يضغط على زر إيقاف المكالمة يتّجه صوب مكان نومه ويسرح بتفكيره في أمر ذلك الغريب-
يزن: حسنا فليفعل ما يريد ...!
أنا ذاهب لا جدال في ذلك حتى لو ذهبت بمفردي
كانت عواطف في غرفتها تفكر ...مردّدة في نفسها:
- يا رب ساعدني! لم يحدث معي هذا الآن ؟ ولماذا أشعر بهذا الخوف ؟
أنا أعلم أن "وسيم" أخي سيذهب لذلك عليّ مرافقته لكنّي لا أعرف
ما سبب هذا الشعور بالخوف الذّي يغمرني إنّه ليس خوفا فقط بل إنّه الرّعب ممّا سيحدث لنا!
أمّا نجوى فقد كانت تحاول أن تفتح حوارا مع أمّها لتبرر غيابها ليوم غد وهمست: أمي أنا....
الأم: ما بك؟
نجوى: غدا عندنا مشروع مدرسي وسأتأخر
الأم: متى تصلين؟
نجوى: لا أدري ولكن سأحاول العودة بأقصى سرعة
الأم: والدك سيأتي من رحلة عمله غدا وهو يريد أن يراكِ لذلك لا تتأخري
نجوى:سأحاول سأحاول!
نجوى -في نفسها-: يا إلهي أنا خائفة أنا جدّ خائفة
في تلك الأثناء كان الغريب يردّد مواله:
يحبو الفجر غريقا في قماطه
ليلة أمس كانت ليلة الفزع والأشباح المرعبة،
حين تقرّ ذلك ستدرك مدى غرابتك عمّ أنت فيه
هم من قطّعوا الأوصال بينكم، فركبتم الحماقة
وارتكبتم كلّ الحماقات!
فالبدايات التّي تلفظك جانبا
ستعيدك إلى أطُر هذا العالم من جديد
لكنّك خاو من معناك!
أترى التجربة أن تلقي نفسك خبط عشواء
وترتمي على أجنحة الليل تعد نجومه
ليعصف بك صياحُ الدّيك!
كوكوكوك كوكوكوك
ويغرق في الضّحك
نجوى: أريد أن أعلم سر ذلك الغريب، وأريد أن أذهب، ولكن هل هذا صواب أم خطأ؟
لن أذهب وحدي يجب أن يكون معي الآخرون ولكن ما أدراني أنهم موافقون؟
يا إلهي ماذا أفعل؟
اممم سأتحدث إليهم في المدرسة وسأسألهم يوم غد
|
شكرا اختي تصحيح موفق لكن به بعض الاخطاء لكن لابئس المهم محاولتك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خواطرالروح
أهلا جميعا
أتمنى أن نواصل القصة ولكن لا أرى البقية
|
اهلا بك اختي نحن هنا دعونا نباشر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة warrior1
السلام عليكم و رحمه الله تعالى و بركاته
ان شاء الله سنكمل القصة
ok فلنبدا على بركه الله
انتهى التحقيق فيما يتعلق بالاولاد و كان حكمهم هو دفع اوليائهم لغرامة ماليه كبيرة و قيامهم بالاعمال الاجتماعية
فيما يتعلق بالاعمال الاجتماعية فقد ارسل رجال الشرطة الاولاد الى محطة لركن السيارات لتنظيف المنطقة
|
اهلا بك اخي طريقة جيدة لنبدا : .........لكن دعونا لا نطيل القصة كثيرا كي لا نمل منها و تتوقف مجددا
................................... .............................
تصل سيارة الشرطة بالاولاد الى المكان المحدد
احمد (الظابط) : حسنا يا اولاد هنا سيكون عملكم و يابقى انا و الظابط غيث لحراستكم كي لا يغركم يزن بفعل شيء اخر