الذكر
يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) [الأحزاب:42].
فما الذكر؟، وما فضائله؟، وما مواطن ذكر العبد لربه؟، وما موقف المسلم منه؟
أما الذكر: فللذكر معنيان:
عام: كل ما يتقرب به العبد لربه فهو ذكر لله عز وجل، فجوارح العبد لم تتحرك للطاعة إلا وذكر الله تعالى قد ساقها.
خاص: هو ما يجري على اللسان والقلب من تسبيح وتنزيه وحمد وثناء على الله عز وجل.
ينبغي أن تعلم :
1⃣ أن الوجود كله ذاكر لله مسبح له، قال تعالى: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )[الإسراء:44].
الجماد: قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((هذا جمدان (اسم جبل) سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرت))([1]).
الحيوان: قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله منه))([2]).
الطير: قال تعالى: ï´؟ ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير )[سبأ:10]. أوّبي: أي سبحي، والتأويب الترجيع فأمرت الجبال والطير أن ترجع معه بأصواتها.
2⃣أن الصلة بين الله وأوليائه صلة ود ومحبة: قال تعالى: ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا ) [مريم:96] وقال تعالى: ( والذين آمنوا أشد حبا لله )[البقرة:165].
المحب الصادق في حبه لا يحتاج إلى من يذكره بحبيبه وإلا فهي دعوى تحتاج إلى دليل ودليلها هو الذكر الدائم الممزوج بالفرح واللذة التي لا يعلمها إلا من ذاقها.
يقول أحد السلف: لو يعلم أبناء الملوك ما نحن فيه من لذة لقاتلونا عليها.
⬅وكيف لا يذكر العبد ربه وهو سبحانه:مصدر كل نعمة: قال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله )[النحل:53].
وقال تعالى: ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )[إبراهيم:34].
والقلب إنما ينخلع إلى الله وحده عند المصيبة: قال تعالى: ( ثم إذا مسّكم الضر فإليه تجئرون )[النحل:53].
يا من يرى ما في الضمير ويسمع أنت المـعد لكل مـا يتوقع
يا مـن خزائن ملكه في قول كن يا من إليه المشتكى والمفزع