|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2015-03-26, 19:45 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
بئر العاتر 12
بئر العاتر هي ثاني أكبر بلديات ولاية تبسة ، تقع على بعد 90.5 كلم من عاصمة الولاية تاريخ تعاقبت على منطقة بئر العاتر عدة حضارات وجدت في فترة ما قبل التاريخ من بداية العصر الحجري القديم إلى نهاية العصر الحجري الحديث فعلى مدار عهود طويلة من الزمن مثلت بئر العاتر مسرحا لعدة أحداث نشأت مع نشأة الإنسان البدائي و تواصلت إلى يومنا هذا. و هكذا تتأكد سمة التواصل في هذه المنطقة منذ أحقاب زمنية موغلة في القدم . إذ ظهرت في أواخر العصر الحجري القديم حضارة عرفت انتشارا واسعا و تضم كامل البلدان المغاربية أطلق عليها اسم الحضارة العاترية نسبة لمكان قرب الحدود التونسية الجزائرية يدعى بئر العاتر و يمتد الحيز الزمني لهذه الحضارة بين 35000 و 25000 سنة ق.م و ينتهي العصر الحجري القديم ببروز حضارتين متميزتين: الحضارة الوهرانية و الحضارة القبصية ... فقد عثر في عديد الأماكن على أدوات حجرية كالصوان و بقايا رسوم ملونة على حيطان الكهوف كما تركت هذه الحضارة عددا من شواهد القبور المرسومة و مخلفات الحكام و الملوك أثناء حكمهم للجهة. كما كان الإنسان يستغل حيوانات و نباتات غار الدماء كغذاء و دواء له و يستعمل خشب غاباتها لبناء المساكن و صناعة الأدوات. الحضارة العاترية من أهم واقدم حضارات العصر الحجري الوسيط تمتد حدودها من المحيط الاطلسي بالمغرب إلى شمال السعودية ومن شواطئ البحر الابيض إلى شمال التشاد سميت بادئ المر بحضارة وادي الجبانة ثم بدل اسمها إلى الحضارة العاترية نسبة إلى مدينة بير العاتر ويعلرف الانسان العاتري باسم الانسان الحلزوني نسبة إلى اعتماده على الحلزون في عذائه الموقع التقني تعتبر الحضارة العاترية هي الاقدم من بين حضارات اخرى بالمنطقة مثل الحضارة القفصية والوهرانيةوالاكثر تقدما تقنيا منهما نتجة المستحثات التي وجدت بالمنطقة والتي تثبت ذالك والجدير بالذكر أن كامل الدراسات التي تناولت موضوع الحضارة العاترية حتى الآن و التي تسنى لنا الإطلاع عليها تشير إلى أن الإنسان الذي صنع الحضارة الموستيرية بأوربا و العاترية بشمال إفريقيا هو الإنسان اليناندرتالي الذي تعود أصوله الباكرة إلى فلسطين. و قد عثر على بقاياه العظمية في موقع هوافتيح بليبيا تحيط به البقايا العاترية اصل تسمية بئر العاتر يرجع اسم بئر العاتر الي فترة الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا إذ تقول الرواية أنه عند شعور الكاهنة البربرية بالهزيمة أمرت جنودها بسكب كمية هائلة من العطور في بئر (تسمى الآن باسمها) في محاولة يائسة منها لهزم الفاتحين المسلمين وحرمانهم من الماء وعند وصول الفاتحين بقيادة حسان بن نعمان رضي الله عنه إلى البئر بعد فرار الكاهنة وقتلها فيمابعد بعد رفضها الاستسلام وجدوا المياه معطرة فسموا البئر (بئر العاطر)ومع مرور الأزمنة حرفت بئر العاطر إلى بئر العاتر<!- - -->[بحاجة لمصدر] وهناك رواية اخرى تقول بأنه في هذه المنطقة كان هناك بئر قصير اي باللهجة العامية اعتر او عاتر فسميت بئر العاتر - وهي الرواية الأكثر رواجا أسماء أخرى مندثرة=1-بئرالعاطر، 2 -بئر الكاهنة، 3- جبل عنق. تبعد بمسافة 30 كيلومترا من الحدود التونسية ، وتقع في الطرف الشمالي من جبل العنق ، ترتفع عن سطح البحرب 980 م . مناخها شبه صحراوي ، وتحتوي على أراضي رعوية واسعة . تحتوي على منجم لاستخراج مادة الفوسفات والذي يعد من أكبر المناجم على مستوى العالم . سكانها يبلغ عدد سكانها 100000 نسمة تقريبا ،. يتشكل سكان بئر العاتر من عرقين (قبيلتين)النمامشة(اللمامشة)وهي قبيلة بربرية وأولاد سيدي عبيد وهي قبيلة عربية تنحدر من آل البيت الشريف. الكاهنة يعتقد أنه اسمها الأمازيغي هو تهيا أوضَمْيَا أو دَامِيَة، الملقبة بلقب الكاهنة من طرف العرب، هي ملكة من قبيلة الجراورة في جبال أوراس في الجنوب الشرقي للجزائر، وهي فرع من قبيلة زناتة البربرية الكبيرة. قادت دامية القبائل البربرية وقامت بصد الزحف الإسلامي عام 688 م حين دمرت جيش حسان بن النعمان الغساني واضطرته إلى الانسحاب إلى طرابلس. وكانت الكاهنة تظن أن القوات الإسلامية هي جماعات من البدو المغيرين الطامعين في الثروة، ولذلك قامت بحرق المدن والحقول حتى يرحلوا و ما سيمى في اطار الاسترتيجية العسكرية بسياسة الأرض المحروقة. ولكن أفعالها جعلت السكان يثأرون عليها وانفض أتباعها من حولها وانضموا تدريجيا إلى جيش الإسلام. وفي الجولة الثانية مع القوات الإسلامية، يقال إنها تنبأت بهزيمتها ومقتلها، وبالفعل نشبت المعركة في عام 695 م وهزمت دامية الكاهنة. www.4algeria.com/vb/4algeria131953/
|
||||
2015-03-25, 07:59 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
بحث كامل عن الحضارة المصرية الفنية والدينية مع الهوامش والمراجع |
|||
2015-03-26, 19:21 | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
اقتباس:
|
||||
2015-03-26, 19:22 | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
اقتباس:
نظام الحكم والإدارة والجيش فى مصر الفرعونية يُقصد بنظام الحكم والإدارة فى مجتمع ما، السلطات المختلفة فى هذا المجتمع لإدارة شئونه، والعلاقة التى تربط بين الحكام وأفراد هذا المجتمع، وحقوق وواجبات كل منهما. ومنذ أن تم توحيد مصر سنة 3200 ق.م أصبح لها نظام حكومى ثابت، هذا النظام الحكومى كان يتكون من فرعون، والوزير، والإدارة المركزية، وحكام الأقاليم، والجيش والأسطول. ا – فرعون (الملك) وسلطاته اعتنق المصريون فكرة الملكية المقدسة، فكان فرعون فى نظرهم ابن الإله على الأرض، يدير شئون المملكة، وهو الحاكم الذى تتركز فى يده كل السلطات، وكانت له هيبة كبيرة وطاعة عمياء. وكان على الملك عدة واجبات، مثل الدفاع عن الوطن وحماية حدوده، ونشر العدالة بين جميع الناس، وتأمين وسائل الحياة لشعبه، وإقامة المعابد للآلهة، وتقديم القرابين لها. أما القصر الملكى فكان مركزاً رئيسياً لإدارة شئون الحكم ومقره العاصمة، ويحيط بالملك حاشية كبيرة تتكون من عظماء أمته وضباط جنده، يستشيرهم فى أمور الدولة، ويستعين بهم على تدبير شئون الشعب. ب - الوزير واختصاصاته عندما زادت أعباء فرعون، اتخذ له وزيراً من الذين يُعرفون بالعدل والحكمة، والعلم، وكان الوزير يرأس الإدارة المركزية، ويلى الملك فى الدولة والأهمية، وهو حلقة الاتصال بين الملك وموظفيه. كان الوزير أيضاً يتولى الإشراف على إيرادات ومصروفات الدولة، ودور القضاء، وهو الرئيس الفعلى للحكومة. ومن أشهر وزراء الدولة القديمة الوزير "إيمحوتب". وبعد أن أصبحت مصر إمبراطورية واسعة الأرجاء فى الدولة الحديثة، وزادت موارد البلاد الاقتصادية، صار للدولة وزيران، أحدهما للوجه القبلى يقيم فى "طيبة"، والآخر للوجه البحرى يقيم فى "هليوبوليس" (عين شمس). ملحوظة: يقصد بكلمة "إمبراطورية" الأملاك التى تمتلكها وتسيطر عليها دولة ما خارج حدودها، مثل الإمبراطورية المصرية فى عهد "تحتمس الثالث"، والتى امتدت من أعالى الفرات شمالاً حتى الجندل الرابع جنوباً، وضمت سورية، وأعالى الفرات، وبلاد النوبة. عن صفات الحاكم، يقول الوزير "بتاح حتب" ناصحاً ابنه "إذا كنت حاكماً تصدر الأوامر للشعب، فابحث لنفسك عن كل سابقة حسنة، حتى تستمر أوامرك ثابتة، إن الحق جميل وقيمته خالدة … وقد تذهب المصائب بالشرور، ولكن لا يذهب الحق، بل يمكث إلى الأبد …". ج - الإدارة المركزية الكاتب المصرى. كان يعاون الوزير رؤساء الإدارات العامة، كإدارة الخزانة العامة، وإدارة المخازن، وإدارة الزراعة، ومخازن الغلال، والسجلات، والقضاء، والأشغال … وكان الموظفون طبقات، منهم الرؤساء والمديرون والوكلاء والكتبة والمحاسبون. كانت مهمة الكاتب تفوق معظم المهن الأخرى لمزاياه العظيمة. د – حكام الأقاليم كان حكام الأقاليم يعينون بواسطة الملك، وينوبون عنه فى إدارة الأقاليم، ويخضعون لإشراف الوزير. وتتبع كل حاكم إقليم مجموعة من الموظفين فى الإدارات المختلفة، لتنفيذ مصالح الناس. كان حكام الأقاليم يدفنون فى مقابر على مقربة من مقبرة الملك بالعاصمة. ه – الجيش فى عصر الدولة القديمة لم يكن هناك جيش نظامى، فكان لفرعون حرسه الخاص به ولكل إقليم جيشه. أما فى عصر الدولة الحديثة فقد تم تكوين جيش نظامى ثابت بعد أن طرد "أحمس" الهكسوس من البلاد، كذلك بدأ بناء أسطول بحرى قوى يؤمِّن سواحل البلاد ضد الغزاة. كتيبة مصرية من أربعين جندياً حاملى الرماح والدروع وعلى رؤوسهم خوذات. أسلحة الجيش استخدم المصريون فى الجيش أسلحة متعددة كالأقواس والسهام والسيوف والحراب والفئوس والبلط، كما استخدموا الخوذات والدروع لحماية رءوسهم وأجسادهم، وكان الجنود يلبسون الملابس القصيرة التى تسهل لهم سرعة الحركة. "رمسيس الثانى" يقود عجلته الحربية فى معركة "قادش". أما العجلات الحربية التى تجرها الخيول، فقد نقلها المصريون عن الهكسوس، أيضاً اهتم الفراعنة بتأمين حدود مصر الخارجية، فبنوا الحصون ووضعوا بها الحاميات. والمصريون القدماء أول من قسموا الجيش إلى فرق، ثم إلى فيالق، وإلى قلب وجناحين. عن الجيش فى مصر الفرعونية، كتب أحد المؤرخين "إن المصريين القدماء كانوا شعباً مسالماً طالما كان ينعم بالاستقرار والسلام، وتكونت مؤسسة عسكرية سيطرت على مقاليد البلاد، وسلحت الجيش بأحدث الأسلحة، وعملت فى ولاء تام تحت قيادة فرعون، فرفعت اسم الوطن عالياً …". الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل https://mouradfawzy.yoo7.com MOURAD ذكر ســآعـتي: التسجيل: 12/06/2008 المساهمات: 23392 عدد النقاط: 69617 المزاج: المهنة: الهوايه: الدولة: الأوسمة: رقم العضوية: 1 التميز: مُساهمةموضوع: رد: مظاهر الحضارة المصرية القديمة الأحد 19 ديسمبر 2010, 9:42 am خصائص الديانة المصرية القديمة من خصائص الديانة المصرية القديمة: تعدد الآلهة، والبعث والخلود ، والحساب بعد الموت، والسمو إلى التوحيد. أولاً: تعدد الآلهة تعددت الآلهة التى عبدها المصريون القدماء منذ أن كانت البلاد مقسمة إلى أقاليم (42 إقليماً) قبل توحيدها على يد "مينا"، وكان لكل إقليم معبوده الخاص، يقيمون له المعابد، ويصنعون له التماثيل، ويلتفون حوله فى الأعياد، فقد عبد أحد الأقاليم (الصقر) رمز القوة، وإقليم آخر عبد (البقرة) رمز البر والحنان، وقدَّس فريق آخر الشمس … وهكذا. وعندما كان يزداد شأن مدينة أو دولة كانت تنتشر عبادة إلهها، مثل عبادة الإله "بتاح" Ptah فى منف عاصمة الدولة القديمة، وعبادة الإله "أوزوريس" Osiris فى عصر الدولة الوسطى، وعبادة الإله "آمون" فى عصر الدولة الحديثة. لوحة من مقبرة "سينيدجوم" بـ"دير المدينة" فى البر الغربى بالأقصر، ويظهر فيها الإله "آمون رع" Amon-Ra برأس صقر محاطاً بقرص الشمس. و"آمون رع" هو مزيج من الإله "آمون" إله "طيبة"، والإله "رع" إله الشمس. لوحة من الأسرة الـ 18 معروضة حالياً بمتحف "تورين" بإيطاليا، وتُصور الإله "أوزوريس" إله الموتى (فى وسط اللوحة) مع الإله "أنوبيس" Anubis (إله آخر للموتى) الذى يظهر برأس ابن آوى (على يمين اللوحة). لوحة من مقبرة مصرية قديمة بـ"الدير البحرى" تُصور الإله "أنوبيس" (برأس ابن آوى) أثناء قيامه بتحضير مومياء. وفى العقيدة الدينية المصرية القديمة، كان "أنوبيس" هو الإله الذى يضع روح (قلب) الميت على الميزان أمام القضاة فى العالم الآخر. تمثال من البرونز عُثر عليه بـ"ممفيس" للعجل "أبيس" Apis المقدس لدى الفراعنة، والذى كانوا يعتبرونه الرمز المادى (الذى يتجسد على هيئته) للإله "بتاح" أو الإله "أوزوريس". لوحة للإله "خنوم" Khnum الذى يُصور برأس كبش وله معبد على اسمه بمدينة إسنا. الإله "حورس" Horus إله السماء والنور والخير. ثانياً: الاعتقاد فى البعث والخلود اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سيبعث ثانية بعد موته ليحيا حياة الخلود، إذ تصعد روحه إلى السماء وصوروها على شكل طائر، وأن جسم الإنسان إذا ظل سليماً بعد الدفن عادت إليه الروح من السماء. فالموت فى نظر المصريين القدماء لم يكن هو النهاية، فبعده يحيا الإنسان حياة جديدة. أثر عقيدة البعث والخلود فى حياة المصريين اهتم المصريون بحفظ جثث الموتى عن طريق تحنيطها، ووضعها فى قبور حصينة (مما دفعهم إلى بناء الأهرامات الضخمة). مومياء الملك "تحتمس الثانى". والتحنيط عملية برع فيها المصريون القدماء، وكانت سراً من أسرارهم الخاصة، بها استطاعوا حفظ الجثة سليمة لتحل بها الروح وتعيش ثانية إلى الأبد. دفن المصريون جثث موتاهم فى رمال الصحراء ذات الشمس القوية، حتى تجففها وتحفظها من التلف. ووضع المصريون مع الميت كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب وأدوات، ليستعين بها الميت فى حياة الخلود. ثالثاً: الاعتقاد فى الحساب بعد الموت محاكمة الموتى - بردية جنائزية من "طيبة" ترجع لحوالى عام 1025 ق.م ويظهر فيها الإله "أنوبيس" وهو يزن قلب الميت بميزان العدالة، بينما الإله "أوزوريس" إله الموتى (على اليمين) يتابع المحاكمة. آمن المصرى القديم أن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت فى دنياه من حسنات وسيئات، فيجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المُسىء على سيئاته. وكانت المحكمة مؤلفة من 42 قاضياً يمثلون أقاليم مصر، وعلى رأسهم الإله أوزوريس إله الموتى، وكان قلب الميت يوضع فى إحدى كفتى ميزان، وفى الكفة الأخرى توضع ريشة تمثل الإلهة "معات" Maat إلهة الصدق والعدالة وإبنة الإله "رع"، فإن خفت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه طاهر فيكون مصيره الجنة، أما إذا ثقلت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه آثم فيساق إلى عذاب الجحيم. واعتقاد المصريين القدماء فى الثواب والعقاب فى الآخرة، دفعهم إلى تسجيل أعمالهم الحسنة، والتبرؤ من أعمالهم السيئة. "كتاب الموتى" هو اسم أُطلق على مجموعة كبيرة من النصوص الجنائزية المصحوبة برسوم والتى ترجع إلى تواريخ مختلفة ووُجدت فى أماكن مختلفة. وتحتوى هذه النصوص الدينية على صيغ سحرية وتراتيل وصلوات غرضها هو - حسب اعتقاد قدماء المصريين - توجيه وحماية الروح (كا) أثناء رحلتها فى عالم الموتى (أمينتى). وقد اعتقد قدماء المصريين أن معرفة هذه النصوص من شأنها أن تجنب الروح معوقات الشياطين التى تحاول أن تُعرقل تقدمها، ومن شأنها أيضاً مساعدة الروح على اجتياز اختبارات الـ 42 قاضياً التابعين للإله "أوزيريس" فى العالم الآخر. وهذه الصورة هى لرسم على ورق بردى من أحد هذه الكتب يرجع إلى عصر الدولة الحديثة - الأسرة 21 (محفوظ حالياً بإحدى متاحف "فيينا" بالنمسا) ويظهر فيه إله الموتى "أنوبيس" مع مومياء. رابعاً: السمو إلى الوحدانية اتجه المصريون القدماء فى عهد "أخناتون" أحد ملوك الدولة الحديثة نحو التوحيد، واعتقدوا أن الله واحد لا شريك له، فقد اعتبر "أخناتون" أن هذا الكون له إله واحد هو قرص الشمس "آتون" Aten الذى يرسل أشعته على سكان الأرض فيحمل لهم النور والحياة، وللإله "آتون" الجديد بُنيت المعابد المفتوحة للسماء. مقتطفات من نشيد لأخناتون، يترنم فيه لمعبوده آتون أيها الواحد الأحد الذى لا إله غيره. خلقت الأرض على هواك أيها الواحد الأحد. لك الخلق من ناس وحيوان ودابة. يا من يضىء المشرق بنوره. فتملأ الأرض بجمالك. أيها الجميل. القوى الرائع. تعاليت فامتد نورك على الأرض. نموذج سفينة وُجدت فى مقبرة "توت عنخ آمون" (1347 - 1338 ق.م). أثر الدين فى حياة المصريين القدماء لولا العقيدة الدينية لما خلف لنا المصريون القدماء تلك النماذج الرائعة فى العمارة والفن والأدب، فعقيدتهم فى البعث هى التى جعلتهم يحنطون جثث موتاهم، مما أدى إلى تقدمهم فى علوم الكيمياء والطب. عُثر على هذه العلبة فى مقبرة "توت عنخ آمون"، وهى مصنوعة من الذهب والخشب على شكل "عنخ" ankh رمز الحياة. وكان للدين أثره فى ازدياد نفوذ رجال الدين فى بعض الأحيان، حتى تمكنوا من السيطرة على الحكم والوصول إلى العرش. كما أن اعتقاد المصرى القديم فى وجود آلهة تحكم على أعماله، دفعه إلى العمل على إرضاء الآلهة وتنفيذ ما أمر به الدين من فضائل كالصدق وعمل الخير. الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل https://mouradfawzy.yoo7.com MOURAD ذكر ســآعـتي: التسجيل: 12/06/2008 المساهمات: 23392 عدد النقاط: 69617 المزاج: المهنة: الهوايه: الدولة: الأوسمة: رقم العضوية: 1 التميز: مُساهمةموضوع: رد: مظاهر الحضارة المصرية القديمة الأحد 19 ديسمبر 2010, 10:57 am الحياة والنظم الاقتصادية فى مصر الفرعونية أولاً: الزراعة وهب الله لمصر النيل، وكان ذلك هو العامل الرئيسى لتكون مصر بلداً زراعياً منذ أقدم العصور، وكانت الزراعة أساس رخاء البلاد وثروتها. اهتم المصريون القدماء بمراقبة نهر النيل وارتفاع مياهه عن طريق المقاييس، لأن فى ذلك ما يبشر بمحصول طيب. اهتم المصريون القدماء أيضاً بحسن استغلال مياه النيل، فحفروا الترع والقنوات، وأقاموا السدود لحجز المياه وادخارها لوقت الحاجة. الفصول الزراعية قسم المصرى القديم السنة الزراعية إلى ثلاثة فصول زراعية هى: فصل الغمر: هو الفصل الذى فيه تغمر مياه الفيضان الأرض الزراعية، ويمتد من منتصف شهر يونيو إلى منتصف شهر أكتوبر. فصل البذر: هو الفصل الذى يقوم فيه الفلاحون ببذر الحبوب، ويمتد من منتصف شهر أكتوبر إلى منتصف شهر فبراير. فصل الحصاد: من منتصف شهر فبراير إلى منتصف شهر يونيو. وكانت الأرض تزرع مرة واحدة فى العام. أشهر المحاصيل فى مصر الفرعونية زرع المصريون القدماء القمح والشعير لصناعة الخبز، الكتان لصناعة النسيج، ومن البقول: الفول والعدس والحمص والترمس، ومن الخضراوات: البصل والخس، كما زرعوا السمسم لاستخراج الزيت، ومن أشجار الفواكه: العنب والرمان والنبق والبلح والدوم والتين والجميز. خادمة تسحق الحبوب للحصول على الدقيق. تخمير العجين وصناعة الخبز - هذه النماذج لخدم وقد انشغلوا فى النشاطات اليومية، كانت توضع فى مقابر الفراعنة لتضمن للميت حياة جيدة فى العالم الآخر. وقد صُنعت هذه المجموعة من الخشب المطلى والكتان والصلصال، وترجع إلى بداية الأسرة الـ 12 (1980-1801 ق.م). الأدوات الزراعية استخدم المصريون القدماء أدوات مثل: الفأس والمحراث والمنجل والمذراة فى العمليات الزراعية، أيضاً استخدموا الشادوف لتوصيل المياه إلى الأرض المرتفعة. العمليات الزراعية كانت عمليات الحرث وبذر الحبوب تبدأ فى شهر أكتوبر، بعدما يكون فيضان النيل قد انحسر. وفى هذه اللوحة الحائطية نرى رجلاً يسوق محراثاً يجره زوج من الثيران، ومن خلفه زوجته تتبعه وهى تبذر البذور. وفى القسم الأسفل من الصورة نرى نهر النيل وقد اصطف على شاطئه نخيل البلح. فى شهر سبتمبر يبدأ انحسار المياه عن الأرض، فيقوم الفلاحون بعزقها ثم حرثها، ثم يبذرون الحبوب، ثم يسوقون الأغنام فى الحقل، حتى تغرس بأقدامها الحبوب فى ثنايا الأرض. يظل الفلاحون يعتنون بزرعهم حتى إذا تم نضجه، يقومون بحصاده، ثم يحملون المحصول على ظهور الحمير إلى الأجران. وفى الأجران يسوقون الثيران فوق المحصول، ثم تبدأ عملية التذرية لفصل القشور عن الحبوب، وهم فى أثناء ذلك ينشدون الأناشيد العذبة ويرتلون الأغانى الجميلة. فى النهاية يتم تخزين الحبوب فى صوامع من الطين تشبه صوامع الفلاحين الحالية. والحقيقة أن الفلاح المصرى كان نشيطاً فى الزراعة ومحباً لها، لأنه يعتمد عليها فى الحياة. نموذج خشبى لمخزن قمح عُثر عليه فى أحد المقابر المصرية القديمة. كانت الحبوب تضاف إلى المخزن من خلال الفتحات الموجودة فى السقف، وتفرغ عند الاحتياج إليها من خلال الفتحات المنزلقة فى حائط المخزن. تربية الحيوانات والطيور اهتم المصرى القديم بتربية الطيور، مثل البط والحمام والإوز، كما اهتم بتربية الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والحمير، حيث كان يستخدمها فى العمليات الزراعية، كما كان يستفيد من لحومها وجلودها وشعرها. زودت البيئة الخصبة للنيل المصريين القدماء بغذاء متنوع. وفى هذه اللوحة الحائطية، تُجمع عناقيد العنب وتُداس لاستخلاص عصير العنب، كما نرى عملية اصطياد الطيور ونتف ريشها، وأيضاً تظهر مجموعات من السمك والطيور بعد أن تم اصطيادها وأثناء نقلها. ملكية الأرض الزراعية كانت جميع الأراضى الزراعية فى مصر القديمة ملكاً للملك، وعلى الفلاحين أن يقوموا بزراعتها، وعند الحصاد يأخذون منها أرزاقهم. وكان فرعون يعطى للجنود المخلصين والموظفين الممتازين أراض زراعية تكون ملكاً لهم ولورثتهم، ومن هنا لم تنعدم الملكية الخاصة للأراضى الزراعية فى مصر الفرعونية. ثانياً: الصناعة تتقدم الصناعة وتزدهر على ما تقدمه البيئة من مواد زراعية أو مناجم أو محاجر، ولقد وهب الله لمصرنا العزيزة هذه الطبيعة التى تساعد على قيام الصناعة، واستغل المصرى القديم المواد التى قدمتها له البيئة، واستطاع أن يصنع الكثير، وقد ترك لنا ما يدل على نشاطه الصناعى فى المقابر والمعابد والأهرامات ما يشهد بالعظمة والرقى والدقة والجمال. أهم الصناعات فى مصر الفرعونية الصناعات القائمة على الأحجار الصناعات الحجرية أقدم الصناعات المصرية، وأول الصناعات التى قام بها الإنسان المصرى القديم، فمن الحجر صنع الأوانى والجرار والأسلحة والتوابيت، كما استخدم المرمر فى صناعة التحف. الصناعات الفخارية والخزفية والزجاجية برع المصرى القديم فى صناعة الأوانى الفخارية منذ أقدم العصور، فقد استعمل الصلصال الجيد، ثم يُحرق بالنار، ثم يُزخرف بالرسوم والنقوش والصور الجميلة. أيضاً استخدم المصرى القديم القيشانى فى عمل لوحات جميلة، وعقود، وتكسية الجدران والأبواب. والمصريون القدماء أول شعوب الأرض فى صناعة الزجاج من الرمال. الصناعات الجلدية عرف المصرى القديم أهمية الجلود، فقام بدبغها وصبغها، ثم صنع منها النعال والسيور الجلدية وأغطية الكراسى، وعلب المرايا، كما استخدم جلد الماعز فى نقل الماء وحفظ السوائل، كما كانت الجلود البيضاء تستخدم فى الكتابة إلى جانب البردى. الصناعات المعدنية حلى فرعونى من القرن الـ 20 أو الـ 19 ق.م، عبارة عن زنار وسوار بهما خرز مصنوع من الذهب والأحجار الملونة كالفيروز. استطاع المصرى القديم أن يصنع أدواته، مثل الأسلحة وأدوات الزينة من النحاس، كما استخدم البرونز فى صناعة التماثيل الصغيرة، أيضاً صنع المصرى القديم الحلى من الذهب والفضة والأحجار الكريمة. وجميع هذه الصناعات تؤكد ما توفر للصناع المصريين من ذوق فنى، وبراعة فائقة، ومن أجمل تلك الصناعات تلك التى وجدت فى مقبرة "توت عنخ آمنون" التى مازالت تدهش العالم حتى اليوم. نموذج آخر للحلى الفرعونى من مقبرة "توت عنخ آمون". الصناعات الخشبية طقم أدوات نجارة عُثر عليه فى "طيبة". استورد المصريون القدماء خشب الأرز من "فينيقيا" (لبنان)، ومنه صنعوا السفن والتوابيت والأسرة والمقاعد، واستوردوا خشب الأبنوس من بلاد النوبة وبلاد "بونت" (الصومال)، ومنه صنعوا أثاث القصور الملكية وبيوت الأمراء. وقد اضطر المصريون القدماء إلى استيراد الأخشاب الجيدة، لأن الأخشاب المصرية، مثل الجميز والسنط والصفصاف لم تكن تصلح للصناعة الجيدة. استخدم المصرى القديم الكثير من الأدوات كالإزميل والمنشار، وبرع فى فن حفر الخشب وتطعيمه بالعاج والأبنوس. كرسى العرش الذهبى الذى عُثر عليه بمقبرة الملك "توت عنخ آمون" (1361 - 1352 ق.م)، وتُظهر الأشكال المرسومة عليه طرز الملابس الملكية المصرية المستخدمة فى هذه الفترة (1350 ق.م). صناعة المنسوجات نجح المصرى القديم فى صناعة ملابسه من الكتان، وكان هذا الكتان من النوع الرقيق الذى يشبه الحرير، ومن النوع الخشن الثقيل، وكانت تسبق عملية النسيج عملية الغزل بمغازل من الخشب التى تقوم بها النساء، وكان النسيج يتم بأنوال تشبه الأنوال البلدية حالياً. أيضاً استخدم المصرى القديم الألوان فى زخرفة الملابس. نماذج مطلية لنساء ينسجن قماش (من مقبرة "ميكيتر" Meketre - الأسرة 11). الصناعات القائمة على البردى حصاد ورق البردى - فى القسم الأعلى من هذا اللوحة المجسمة المطلية بالألوان نرى رجالاً يجمعون ورق البردى من على حافة نهر النيل، بينما فى القسم الأسفل يعبر قطيع من الماشية. وكان لورق البردى استخدامات عديدة، فكان يُصنع منه الورق والنعال والصناديق والحبال والقوارب. استغل المصريون القدماء نبات البردى فى صناعة الورق، فكانوا بذلك أول من صنع الورق فى العالم، ومن سيقان البردى صنعوا الحصير والسلال والحبال والقوارب والسفن. ثالثاً: التجارة الداخلية والخارجية التجارة الداخلية ركوب القوارب فى نهر النيل - كانت مهنة الإبحار (الملاحة النهرية) مهمة فى مصر القديمة، حيث كانت تُنقل على متن القوارب المصنوعة من نبات البردى الإمدادات الغذائية، والأحجار لبناء المعابد، والبضائع التجارية، وذلك عبر نهر النيل الشريان الرئيسى للبلاد. وكانت المواكب الجنائزية لنقل مومياء فرعون إلى مكان دفنه تسير هى الأخرى عبر نهر النيل. ساعد نهر النيل وفروعه على رواج التجارة الداخلية، فكانت القوارب والسفن تسير فيه حاملة الفلاحين ومحاصيلهم بين القرى والمدن، وكانت الأسواق المحلية تقام فى المدن والقرى المختلفة، يتبادل فيها الفلاحون منتجاتهم ومحاصيلهم. كانت المقايضة أساس التعامل ووسيلة البيع والشراء، ثم ظهرت العملة التى استخدمت فى العمليات التجارية، والتى صنعت من الذهب والفضة والنحاس. وإلى جانب نهر النيل كوسيلة انتقال، اعتمد المصريون القدماء على الدواب، مثل الحمير أو العربات التى تجرها الثيران فى حمل البضائع، واستخدموا الموازين والمكاييل، مثل القدح والكيلة والإردب. التجارة الخارجية ازدهرت التجارة الخارجية، واتصل المصريون القدماء بالبلاد المحيطة بهم، وسارت سفن الأسطول المصرى التجارى فى البحرين الأحمر والمتوسط حاملة بضائع مصر إلى بلاد "بونت" (الصومال) و"فينيقيا" (لبنان) وجزر البحر المتوسط وبلاد النوبة، وتعود محملة بمختلف السلع والبضائع. كانت السفن المصرية تحمل البضائع والسلع المصرية من حبوب، وورق بردى، وحلى، ومنسوجات كتانية، وتعود محملة بالبضائع، مثل خشب الأرز من "فينيقيا"، والعطور وخشب الأبنوس والعاج من بلاد "بونت"، والزيوت والأخشاب والأسلحة المعدنية https://mouradfawzy.yoo7.com/t17325-topic |
||||
2015-03-26, 19:24 | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
اقتباس:
مصر كنانه الله فى أرضه وهى همزه الوصل بين الماضى والحاضر وهى بحق أم الدنيا ، يؤكد ذلك تاريخ الحضاره المصريه ، فمصر كانت أول دوله تظهر فى العالم كوحده سياسيه مركزيه منذ استطاع الإنسان المصرى أن يحيا حياه مستقره على ضفاف وادى النيل ومن هنا إرتبط تاريخ الحضاره الانسانيه بتاريخ الحضاره المصريه . فلقد وحدت مصر أقاليمها فى بدايه الألف الثالث قبل الميلاد حيث شهدت أرض مصر أعظم وأرقى حضاره عرفها العالم القديم وهى الحضاره الفرعونيه ، تلك الحضاره التى لا زالت آثارها ومعالمها باقيه إلى يومنا هذا تشهد بعظمه المصريين القدماء عبر التاريخ وعرف الانسان المصرى القديم عناصر القوى الشامله، حيث سعى للاهتمام بالنواحى الاقتصاديه فى مجالات الزراعه والصناعه والتجاره وشق قنوات الري . واذا كان المؤرخ اليونانى ( هيرودت ) قد قال إن مصر هبه النيل فإن هذا القول يعبر عن نصف الحقيقه لأن الحضاره المصريه القديمه نشأت نتيجه التفاعل المبدع بين الانسان المصرى القديم وبيئته الطبيعيه ، وذلك تأكيدا لقول المؤرخ المصرى الحديث شفيق غربال إن مصر هبه المصريين ولقد ظلت مصر فى أوقات قوتها ولحظات ضعفها محافظه على شخصيتها القوميه الفريده التى تكونت من مقوماتها الذاتيه وتفاعلها الحضارى مع غيرها من الحضارات بدءا من حضارات ما قبل التاريخ والحضاره الفرعونيه واليونانيه والرومانيه والقبطيه الى الاسلاميه حيث كانت مصر البوتقه التى إنصهرت فيها كل هذه الحضارات مع إحتفاظها بذاتيتها وخصوصيتها عبر كل العصور فى نسيج متجانس للوجدان المصرى من خلال وحدة التاريخ والمشاعر واللغه لقد شهدت ارض مصر اعظم و ارقى حضارة عرفها العالم و هى الحضارة الفرعونية و التى مازالت معالمها و اثارها باقية الى يومنا هذا تشهد بعظمة المصريين القدماء عبر التاريخ ، و قد قدمت هذة الحضارة منذ استطاع الانسان المصرى ان يحيا حياة مستقرة على ضفاف وادى النيل بعد سنوات من التنقل و الترحال و نجح فى اقامة دولة موحدة قوية و تبرز هذه الوحده جهود المصريين القدماء فى تحقيق التقدم و المحافظة على بلادهم . مصر فى عصرها الفرعونى فنون الحضارة الفرعونية بدأت الحضاره في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ بنحو مائه ألف سنه ، واعتبر المصريون القدماء منذ أواخر العصر الحجرى القديم 10 آلاف عام قبل الميلاد بأنهم أمه قائمه بذاتها وأطلقوا على أنفسهم أهل مصر أو ناس الأرض وكانت بدايه الدوله فى مصر حين توحدت مقاطعاتها فى مملكتين مملكة الشمال في الوجه البحرى عاصمتها بوتو فى غرب الدلتا وشعارها البردى وتعبد الإله حور ورمزها الثعبان ، أما مملكه الجنوب فكانت عاصمتها نخن أو الكاب الحاليه وشعارها اللوتس وتعبد الإله ست وقد قامت عده محاولات في عصر ماقبل التاريخ لتوحيد مملكتى الشمال والجنوب ولكنها لم تثمر ، حتى تربع على مملكه الجنوب سنه 3200 ق م الملك مينا نارمر الذى يعد عهده فاتحه العصر التاريخى وبدايه عصر الأسرات التى بلغ عددها 30 أسره عصر الدوله القديمه 2980 ق م 2475 ق م تطورت الحضاره المصريه وتبلورت مبادىء الحكومه المركزيه ، وسمى الملك مينا بألقاب ملك الأرضين و صاحب التاجين وكانت هذه الوحده عاملا هاما فى نهضه مصر فى شتى نواحى الحياه ، حيث توصل المصريون الى الكتابه الهيروغليفيه أى النقش المقدس، واهتم الملوك بتأمين حدود البلاد ونشطت حركه التجاره بين مصر والسودان و استقبلت مصر عصرا مجيدافى تاريخها عرف بإسم عصر بناة الاهرام ، وشهدت هذه الدوله بناء أول هرم ، هرم سقاره ، ومع تطور الزراعه والصناعه والتجاره استخدم المصريون أول إسطول نهرى عصر الدوله الوسطى 2160 ق م و 1580 ق م إهتم ملوك الدوله الوسطى بالمشروعات الأكثر نفعا للشعب ، فاهتموا بمشروعات الرى والزراعه والتجاره ، وحفرت قناه بين النيل والبحر الاحمر ، وبدأ تشغيل المناجم والمحاجر ، فتقدمت الفنون والعماره ولكن نهايه حكم هذه الدوله شهد غزو الهكسوس واحتلالهم لمصر حوالى عام 1657 ق م ، وظلوا يحكمون البلاد نحو 150 عاما عصر الدوله الحديثة 1580 ق م الى 1150 ق م بعد أن تم للملك أحمس الأول القضاء على الهكسوس وطردهم خارج حدود مصر الشرقيه عاد الأمن والاستقرار الى ربوع البلاد ، وبدأت مصر عهدا جديدا هو عهد الدوله الحديثه ، وأدركت مصر أهميه القوه العسكريه لحمايه البلاد فتم إنشاء جيش قوى، مهد لتكوين امبراطوريه عظيمه امتدت من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا وشهد هذا العصر أيضا ثوره إخناتون الدينيه حيث دعا إلي عباده إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمه جديده للبلاد اسماها أخيتاتون وتعرضت مصر منذ حكم الاسره 21 وحتى 28 لإحتلال كل من الاشوريين عام 670 ق م ، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنه مع الاسر الـ 30 ودخول الاسكندر الأكبر مصر فنون الحضارة الفرعونية إستحدث المصريون نظام الحكم والسلطات المختلفه الموجوده لإداره شئون البلاد ونشأ منصب الوزير لمساعده الفرعون فى اداره شئون البلاد بجانب كبار الموظفين لمعاونة الوزير فى ادارة الادارات العامه وعرفت مصر كذلك نظام الادارة المحليه تأثرت حضارة مصر الفرعونيه بالدين تأثرا كبيرا وقد توصل المصريون القدماء الى بعض الافكار الدينيه التى تدرجت من تعدد الآلهه الى التوصل الى فكره وجود إله واحد التى نادى بها امنحوتب الرابع اخناتون الذى احتل مكانا بارزا لفكره الفلسفى وثورته الدينيه برع المصريون فى فن العماره وآثارهم الخالده خير شاهد على ذلك ، ففى الدوله القديمه شيدت المصاطب والاهرام وهى تمثل العمائر الجنائزيه ، وأول هرم بنى فى مصر هو هرم زوسر ثم هرم ميدوم ، الا ان اشهرها جميعا أهرام الجيزه الثلاثه وتمثال أبو الهول التى شيدت فى عهد الاسره الرابعة وبلغ عدد الاهرام التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97 هرما بدأ إنتشار المعابد الجنائزيه فى عصر الدوله الوسطى واهتم ملوك الأسره الــ 12 بمنطقه الفيوم وأعمال الرى فيها ، وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه الأسره معبد اللابرانت أو قصر التيه كما سماه الاغريق والذى شيده الملك أمنمحات الثالث فى هواره ، كما شيد القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقيه يعد عصر الدوله الحديثه أزهى فتره شهدتها فنون العماره حيث نقشت الصور على الجدران وعرفت الحرف والفنون الدقيقه على جدران المعابد الضخمه واهمها الكرنك والأقصر وأبو سمبل ، وقد أقيمت المسلات الفرعونيه أمام مداخل المعابد وهى منحوته من الجرانيت وتعتبر معابد آمون بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوته فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغيرمن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطوريه المصريه القديمه تؤكد آثار المصريين القدماء براعتهم فى الكتابه والأدب ويظهر ذلك فيما تركه المصريون من اثار ، ولن ينس التاريخ فضل المصريين على الانسانيه فى اختراع الكتابه التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وكان عدد حروفها 24 حرفا واهتموا بالكتابه على أوراق البردى والجدران وبرعوا بصفه خاصه فى الأدب الدينى ، ومن أقدم أمثله الادب الدينى نصوص الاهرام وكذلك كتاب الموتى وهو عباره عن كتابات دينيه على أوراق البردى ويتم وضعها مع الميت لتقيه مخاطر ما بعد الموت و قد اهتم قدماء المصرين بالكتابة و التعليم و فى وصية احد الحكماء لابنة كتب يقول وسع صدرك للكتابة و احبها حبك لامك فليس فى الحياة ما هو اثمن منها كما برع الاديب المصرى القديم فى كتابه القصص : و قد كان القصص المصرى الشعبى القديم متطورا الى درجة ان بعض الانماط القصصية التى عرفت و انتشرت فى جميع انحاء العالم كان مصدرها القصص المصرى وأحب المصرى الموسيقى والغناء وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها فى تربية النشئ وفى الاحتفالات العامه والخاصه وخاصه فى الجيش ، وكذلك إستخدموها فى الصلوات ودفن الموتى وإختلفت الملابس فى مصر الفرعونيه من طبقه الى اخرى ، وكانت تصنع من الكتان الناعم او من الأقمشه الحريريه المستورده من بلاد سوريا القديمه، وكانت الملابس تتنوع باختلاف المناسبات كما عرف المصريون التزين بالحلى وتميزت مصنوعاتهم بالدقه الفنيه العاليه وجمال التشكيل ، واستمدت العناصر الزخرفيه من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهره اللوتس والاحجار الكريمه ، واستخدموا التمائم التى إعتقدوا أنها تحميهم من قوى الشر وحرصت المرأه بصفه خاصه على الاهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والاساور والعقود والخواتم والقلائد و الحنه يمكن تتبع تاريخ مصر الفرعونية من تقسيمات المؤرخين القدامى أو المحدثين فقد قسم المؤرخ المصرى القديم مانيتون تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثين أسرة حكمت مصر على التوالى واختلفت مواطن حضارتها بين أهناسيا وطيبة ومنف وأ ون أما المؤرخون المحدثون فقد قسموا تاريخ مصر الفرعونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية هى الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة فى العصر الحجرى القديم - ما قبل الدولة القديمة - وقد ساد عصر مطير غمر منطقة الصحارى ووادى النيل فعاش المصريون فوق الهضاب فى أكواخ على صيد الحيوان واستخدموا الادوات الحجرية وبعض الأوانى الفخارية البدائية وفى العصر الحجرى الحديث انتهى العصر المطير وجفت الهضاب وأصبحت أرض وادى النيل صالحة للحياة فهبط الانسان إلى الوادى وارتبط المصريون بالنيل منذ ذلك الحين وتعلم المصريون من النيل الكثير وتفاعلوا معه بعد أن أصبح مصدرحياتهم فكان عليهم تقويم النهر والتحكم فيه فأقاموا على واديه أخلد حضارة عرفتها البشرية وأصبحت مصر بحضارتها هبة النيل والمصريين معا ونتيجه للتنظيم الاجتماعى الذى عرفه المصريون تطور مجتمعهم من القبيلة والجماعه إلى المجتمع المحلى والإقليمى حتى ظهرت الدولة الموحدة وتعلم المصريون من النيل القياس والحساب فاستخدموا القدم والذراع كوحدات للقياس بل والارقام العشرية فى حساباتهم ومن بردى النيل اخترع المصريون الورق وابتكروا الكتابة ومن غرين النيل صنع المصريون الفخار والطوب والأوانى وعرفوا موسم الزراعة فقسموا الزمن إلى سنة وشهور وأيام وتطورت الحرف المختلفة المتصلة بالحياة الزراعية لإشباع الحاجات الاساسية للانسان ومن ثم ظهرت القبائل والاقاليم والمقاطعات..ثم تشكلت فى مصر مملكتان تمثلان وجهى مصر البحرى والقبلى وقامت عدة محاولات لتوحيدهما حتى نجح الملك مينا حوالى عام 3200ق .م فى توحيد الشمال والجنوب مؤسسا بذلك أول دولة فى التاريخ تظهر كوحدة سياسية لها عاصمة وبها حكومة مركزية وجهاز إدارى من جيش وشرطة وتعليم وقضاء فى عصر الدولة القديمة 2980ق.م - 2475ق.م تطورت الحضارة المصرية فتبلورت مبادئ الحكم المركزية والادارة واستقرت خصائص الطابع المصرى فى فنون النحت والنقش وأساليب العمارة وشهد عصر هذه الدولة بناء أول هرم ( هرم سقارة ) وبداية عصر بناة الاهرامات ومع تطور الزراعة والصناعه استخدم المصريون أول اسطول نهرى لتجارة منتجاتهم وفى عصر الدولة الوسطى 2160ق.م - 1580ق.م ساد البلاد الأمن والرخاء وازدهرت الزراعة وتطورت المصنوعات اليدوية وأنتج الفنانون المصريون والمهندسون تراثا رائعا انتشر فى الأقصر والفيوم وعين شمس وفى عصر الدولة الحديثة 1580ق.م - 1150ق.م شهد عصر هذه الدولة مجد مصر الحربى فى عصورها القديمة وامتدت امبراطورية مصر من نهر الفرات شرقا إلى الشلال الرابع على نهر النيل جنوبا وفى عصر هذه الدولة الامبراطورية تمتعت مصر برخاء وثروة ومجد منقطع النظير وغدت عاصمتها طيبة مركزا للحضارة الانسانية وعاصمة للعالم تتدفق عليهاخيرات افريقيا وآسيا وجزر البحر المتوسط ويفد اليها كل عام رسل البلاد التى تحت سلطانهايحملون قدر استطاعتهم من ذهب وفضة وبدت طيبة فى عهد الملك تحتمس الثالث فى ابهى صورها وازدانت بالمعابد والهياكل والمسلات والتماثيل.. وعرف المصريون خلال حكم الملك -اخناتون- التوحيد الدينى عندما دعا هذا الملك إلى عبادة اله واحد ورمز له بقرص الشمس وانشأ للبلاد عاصمة جديدة سماها اخيتاتون ومع انشغاله بنشر مذهبه الدينى الجديد سادت فترة ضعف فى البلاد وكثر عدد الوافدين اليها من الاجناس الاخرى وخاصة الآسيوين والليبيين واستطاع قائد ليبى يدعى شيشنق عام 945ق .م ان يقضى على حكم الاسرة الـ21 ويحكم البلاد ثم حكمها من بعده ملوك من النوبة ( 722ق.م - 661ق.م ) ثم احتل الاشوريون مصر عام 670ق.م وطردهم منها الملك بسماتيك مؤسس الاسرة الـ26 التى انتهى حكمها باحتلال الفرس لمصر ثم طردوا منها خلال حكم الاسرة الـ28 ولكن عادوا مرة اخرى لاحتلال البلاد عام242 ق.م وظلوا فيهاحتى نهايةحكم الفراعنة الذى انتهى مع الاسرة الـ30 ودخول الاسكندر الاكبر لمصر فنون الحضارة الفرعونية العمارة فى الدولة القديمة كانت اهم المنشآت التى شيدت المصاطب والاهرامات وهى تمثل العمائر الجنائزية واول هرم بنى فى مصر هرم زوسر ثم هرم ميدوم وتعد اهرامات الجيزة الثلاثة التى اقيمت فى عهد الاسرة الرابعة أشهر الاهرامات واهمها فى مصر الفرعونية كذلك تمثال ابو الهول الذى تتجلى فيه قدرة الفنان المصرى على الابداع .. وتبلغ الاهرامات التى بنيت لتكون مثوى للفراعنه 97هرما وفى عصر الدولة الوسطى بدأ انتشار المعابد الجنائزية واهتم ملوك الاسرة الـ12 بمنطقة الفيوم واعمال الرى فيها وأشهر معابد انشأها ملوك هذه الاسرة معبد اللابرانت أو قصر التيه كماسماه الاغريق وقد شيده الملك امنمحات الثالث فى هواره كما شيدت القلاع والحصون والاسوار على حدود مصر الشرقية ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التى تظهر على حوائط بعض المعابد الضخمة المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو سمبل ويعد عهد تحتمس الأول نقطة تحول فى بناء الهرم ليكون مقبرة فى باطن الجبل فى البر الغربى بالأقصر تتسم بالغنى والجمال فى أثاثها الجنائزى ويظهر ذلك فى مقبرة الملك توت عنخ آمون وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزا بسيطا حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه وآخر ما اكتشف من مقابر وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثانى التى تعد من أكبرها مساحة وتحتوى على 15مومياء أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج أمام مدخل المعابد وهى منحوتة من الجرانيت ومن أجمل أمثله عمائر عصر الامبراطورية المصرية القديمة معابد آمون وخوفو بالكرنك والاقصر والرمسيوم وحتشبسوت بالدير البحرى والمعابد المنحوتة فى الصخر مثل أبو سمبل الكبير وأبو سمبل الصغير الأدب نشأ الشعب المصرى ميالا إلى الفنون ومبدعا فيها ويظهر ذلك واضحا فيما تركه المصريون من تماثيل ومسلات ونقوش وتوابيت وحلى واثاث وأدوات مرمرية ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الانسانية فى اختراع الكتابة التى سماها الاغريق بالخط الهيروغليفى وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفا واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق البردى وقد اهتم القدماء فى مصر بالكتابة والتعليم وفى وصية أحد الحكماء المصريين القدماء لابنه كتب يقول وسع صدرك للكتابة وأحبها حبك لأمك فليس فى الحياة ماهو أثمن منها وبرع المصريون فى الأدب الدينى الذى تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الاخرى وأسرار الكون والاساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثله الأدب الدينى نصوص الاهرام التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عونا للميت فى الحياة الاخرى .. أما كتاب الموتى فهو عبارة عن كتابات دينية تدون على أوراق البردى يتم وضعها مع الموتى لتقيهم من المخاطر بعد الموت وقد اهتم الأديب المصرى القديم بالظواهر الطبيعية التى رفعها إلى درجة التقديس فنسخ من حولها الأساطير الخالدة وخاصة حول الشمس والنيل فالشمس هى نور الاله الذى لايخبو عن أرض مصر وهى سر الدفء والحياة والنيل هو واهب الخير لارض مصر وهو الطريق الى الحياة الخالدة كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على ان تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم من الحكم والامثال وعلى ترديدها باعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم الموسيقى اشتهر المصريون فى العصر الفرعونى بحبهم للموسيقى والاقبال عليها واستخدامها فى تربية النشء وفى الاحتفالات الخاصة والعامة خاصة فى الجيش كذلك استخدموها فى الصلاة ودفن الموتى عرف القدماء التجمل بالحلى التى تميزت بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعه مثل نبات البردى والنخيل وزهر اللوتس كما استخدموا الاحجار الكريمة فى الزينة والحلى https://jeddahbikers.com/vb/t41634.html |
||||
2015-03-26, 19:26 | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
اقتباس:
الرجوع إلى قائمة المقالات المقدمة مختصر تاريخ مصر "حول الحضارة المصرية القديمة و مبهراتها، نشأة الحضارة المصرية القديمة ، و مبهراتها ، وخفوتها، التحولات الكبرى (تحولات فى صميم الهوية) فى التاريخ المصرى .. تغيير اللغة والدين" الحضارة المصرية القديمة واحدة من أعظم حضارات الإنسانية قاطبة، وهى إن لم تكن أقدمها على الإطلاق فهى واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية، بل إنها واحدة من ثلاث حضارات "مبدعة" فى تاريخ الإنسان، بمعنى أنها واحدة من ثلاث حضارات بدأت من البدايات الأولى غير مستندة إلى منجزات حضارات سابقة، حيث لم تكن هناك حضارات سابقة يمكن النقل عنها، و قد أضافت العزلة الجغرافية التى تمتعت بها مصر إلى هذه الأصالة وهذا التفرد قلة التأثر بالحضارات المحيطة بها لفترات طويلة فى تاريخها الألفى الحافل. إضافة إلى أصالة الحضارة المصرية وتفردها فإنها قد بهرت العالم قديما وحديثا بالعديد من المبهرات التى أذهلت العالم، من ضخامة المنشآت ودقتها متمثلة فى الأهرام الشاهقة والمعابد الضخمة ذات الأعمدة والصروح المهيبة، إلى المقابر ذات الألوان الزاهية، إلى المومياوات الباقية إلى عصرنا هذا وقد عاش أصحابها منذ آلاف السنين، إلى العديد من التفاصيل الدقيقة فى مختلف الصناعات والتى تبهر الناظرين فى المشغولات الدقيقة من مختلف المواد كالأحجار والأخشاب والجلود والمعادن والزجاج إلخ . وبتجاوز الماديات، ينبهر العالم بما تتضمنه فنونهم من غرائب وقيم ناتجة عن عقائد منفصلة عن عقائد الإنسان فى عصرنا، وإن كانت بعض عقائدهم يمكن ربطها ببعض عقائد الأديان السماوية، ولكن زحام الآلهة، وكثرة التصورات عن العالم الآخر قد أكسبت عقائدهم الكثير من الغموض والغرابة. ومع كل ذلك، فقد كان المصريون القدماء شعبا ككل شعوب الأرض، أكسبته ظروفه الخاصة خصائص فريدة، وذلك ككل شعب من الشعوب، تشترك مجموعة من العوامل فى تشكيل خصائص شخصيته العامة، ولعل أهم هذه العوامل هى البيئة التى يعيش فيها وتتأثر بها شخصيته أفرادا وجماعات، وتأخذنا البيئة إلى الجغرافيا التى تحكم عزلته أو انخراطه فى مجموع الحضارات الإنسانية المحيطة، وإذا كانت الجغرافيا تمثل المكان فإن التاريخ يمثل الزمان حيث تؤثر حوادثه فى الشخصية الجماعية لشعب من الشعوب، خلال هذه العوامل المختلفة يأتى دور الإنسان، وخاصة أولئك المتميزون الذين يرسمون خطوات الشعب، والذين يبتكرون الإبتكارات المختلفة فى كافة مجالات الحضارة والذين يصوغون ويوجهون العقائد، جميعهم مؤثرين ومتأثرين فى نفس الوقت بخصائص الشعب الذى ينتمون إليه ومتأثرين بالعوامل السابقة المؤثرة فيه. هذا الشعب أنتج حضارة مبدعة، أصيلة، تبهر منجزاتها العالم قديما وحديثا، وقد تعلَمَتْ منها وأخذت عنها الحضارات التالية لها، ولا يستطيع أحد أن يشكك فى أصالة هذه الحضارة أو فى نسبتها إلى المصريين القدماء إلا عندما يتخلى عن المنهج العلمى وعن المنطق السليم فى الاستدلال والقياس. الحضارة المصرية القديمة: من النشأة إلى الخفوت. بدأت الحضارة المصرية بداية متواضعة ككل شئ يولد صغيرا ضعيفا ثم ينمو ويقوى ويزدهر، ثم يأخذ فى الضعف تدريجيا حتى يموت، وقد أراد الله لمصر بصفة خاصة أن تتعدد حيواتها وأن يكون الموت بالنسبة لها إغفاءةً تعاود بعدها اليقظة والنهوض وبداية حياة جديدة، وليس الكلام السابق إطراءً على الذات وتمجيد لها أو شوفينية مَقيتة ولكنه مجرد تلخيص لتاريخ مصر منذ بداياته المبكرة وحتى الآن. بدأت مصر تكوُّنها منذ بضعة آلاف من السنين، فى صورة جماعات متفرقة تناثرت على أرضها، كان لكل جماعة خصائص مميزة، فقد كانت لكل جماعة عاداتهم وتقاليدهم وعقائدهم، كما أبدعت كل جماعة صناعاتها وفنونها، ومن المؤكد وجود تأثيرات متبادلة بين هذه الجماعات من خلال المعاملات المتنوعة سلمية كانت أو حربية. ومن هذه الجماعات فى العصر الحجرى الحديث نجد مرمدة بنى سلامة فى الدلتا، كذلك حضارة دير تاسا فى الصعيد، ثم فى العصر النحاسى نجد حضارة البدارى فى الصعيد وفيها يبدأ استخدام النحاس فى مصر، يلى ذلك عصر حضارة نقادة وأمثلتها منتشرة فى مساحات كبيرة من أرض مصر. هذه الحضارات التى مثلت تجمعات بشرية محدودة، بعضها أشبه بالقرى البدائية الصغيرة وبعضها أكبر بدرجات متفاوتة، هذه جميعها مثلت فى مصر عصر ما قبل الأسرات، فقد كانت سابقة على مصر التى نعرفها كدولة واحدة. وكطبيعة الأشياء وبوسائل متنوعة سلمية وحربية أخذت هذه التجمعات يتحد بعضها ببعض مكونةً جماعات وممالك أكبر حجما وأقل عددا، حتى وصل الأمر إلى مملكتين كبيرتين، إحداهما شمالية فى الوجه البحرى والثانية جنوبية فى الوجه القبلى، وكان لكل مملكة خصائصها المميزة ورموزها. وقد تعاقبت محاولات تحقيق الوحدة بين هاتين المملكتين حتى كانت المحاولة الأخيرة التى تمتْ على يدّى الملك نعرمر (مينا) حوالى 0032 ق.م. عند هذه المرحلة يبدأ الحديث عن مصر كدولة واحدة موحَّدة تحت حاكم واحد، لكن جذور عقائد مصر وفنونها وعاداتها تضرب بجذورها إلى ما قبل الوحدة إلى إنجازات هذه الحضارات أو التجمعات البشرية، فمنذ هذه العصور كانت هناك محاولات لتفسير نشأة الوجود وظهرت نظريات متعددة فى عين شمس ومنف والأشمونين إلخ. ومنذ هذه العصور كانت عقائد البعث موجودة وفى ومخيلة وقلب المصرى القديم ومن المؤكد أنها كانت مصحوبة بتصورات وعقائد عن الحساب والجزاء والخلود. كذلك شهدت هذه العصور السابقة للوحدة النهائية 3200 ق.م. نشأة الفنون المصرية القديمة التى تطورت إلى صورتها التى ينبهر بها العالم الآن، فقد ظهرت جذورها منذ هذه العصور، كذلك محاولات ابتكار وسيلة لتسجيل لغتهم المنطوقة وهى الكتابة، كذلك محاولات تطوير صناعات متعددة منها الفخار، السلال، النسيج، تشغيل الأخشاب، المعادن، إلخ. بالاختصار مثلت هذه العصور السابقة على الوحدة الجذور للحضارة المصرية كما نعرفها. عصر الأسرات المبكر: مثلت الوحدة، التى تحققت بعد كفاح طويل، تحولا ما هى هوية مصر: هل هى فرعونية أم إسلامية أم ماذا؟ هوية مصر الحضارة المصرية بين الحضارة المصرية القديمة "الفرعونية" وبين الحضارة الإسلامية الحضارة الفرعونية من منظور إسلامي حول العنوان : يُقرأ الكتاب من عنوانه، وحتى تكون القراءة سليمة صحيحة، يجب أن يكون العنوان واضحا محددا، لا لبس فيه ولا غموض. وقد تعاقبت على هذا البحث عناوين متعددة، حتى استقر الرأى على العنوان الذى صدر به الكتاب أخيرا. وقد تضمنت العناوين المختلفة للكتاب مجموعة من المفردات الأساسية، التى سيكون تناولها فى هذه المرحلة مناسبا سواء بقيت هذه المفردات فى العنوان أم اختفت منه، فهى على كل حال مرتبطة به لازمة عنه. وقد تضمنت هذه العناوين المفردات الأساسية التالية: "الحضارة، الحضارة الفرعونية، الحضارة الإسلامية، والمنظور الإسلامي، الهوية"، وكان من الضرورى تناول هذه المفردات لبيان المقصود منها ولتوضيح مسار الكتاب عند هذه النقطة المبكرة. الحضارة : هي مجموع الخصائص القِيمِية والإنجازات المادية التى ينجزها ويراكمها شعب من الشعوب. وهي تشمل شقا قِيمِيا غير مادى، يشمل الدين واللغة والفنون على اختلافها وطرق المعاملات والعلاقات الإجتماعية بين أفراد الجماعة البشرية. كما تشمل شِقا ماديا يظهر ويتجلى فى الإنجازات المادية من أدوات الاستخدام اليومى وحتى المنشآت المعمارية الضخمة ويضع دارسوا الحضارات الدين ضمن مكونات الثقافة لشعب من الشعوب، حيث تمثل الثقافة الشق القِيمِى، ويمتزج الشقان: المادى والقيمى فى تجليات الفنون وأوضح تجليات التزاوج بين المادى والقيمى هو فن العمارة، الذى يمثل عملا ماديا يتبلور فيه التقدم التقنى والعلمى وهو فى نفس الوقت محمَّل ويمثل تجسدا للقيم المعنوية التى تمنحه جزء من تفرده بين إبداعات الحضارات المختلفة. وفى حالة مصر بصفة خاصة فإن الدين يمثل المكون الأول لشخصيتها، والدافع الأساسى لإنجازاتها القِيمِية والمادية. ومن المنظور الإسلامي فإن الدين يمثل المرجعية الأساسية لكل مظاهر الحضارة والثقافة، كذلك فإنه الملهم لكثير من تجلياتها، سواء المادية أو القِيمِية، ويمثل ذلك إلتقاء وتوافقا عجيبا بين الشخصية المصرية وبين الإسلام، وبالتالى بين الحضارة المصرية (على امتدادها الزمنى) وبين الحضارة الإسلامية (على اتساعها الجغرافى) أنتج حضارة مصر الإسلامية، أو الحضارة الإسلامية فى مصر. فقد كان الدين هو الدافع الأكثر بروزا وراء الغالبية العظمى من إنجازات الحضارة المصرية القديمة، والتي يعد الكثير مما وصلنا من منجزاتها شديد الصلة بالدين، فالمومياوات نتاج عقيدة البعث والحساب والخلود، وكذلك بطبيعة الحال المقابر على اختلاف أشكالها وأضخمها الأهرامات كذلك المعابد، والتصوير الجدارى على جدران المعابد والمقابر، كذلك المشغولات العديدة وثيقة الصلة بالأثاث الجنائزي كالتمائم وتماثيل الأوشابتى والأواني الكانوبية والتوابيت .. إلخ، جميعها إنجازات حضارية وثيقة الصلة بالدين. حضارات الأمم والحضارة الإنسانية العامة: وسوف يتم تناول الحضارة فى هذا الكتاب وفق فهم يمكن تلخيصه بأن للحضارة مستويان: أولهما: الحضارة الخاصة بشعب أو أمة، كالشعب المصرى أو الأمة المصرية، أو أمة كبيرة تشمل مجموعة من الشعوب، كالحضارة الإسلامية، أو الحضارة الغربية. ثانيهما: الحضارة الإنسانية العامة، وهى حضارة الإنسانية جميعها، وهى تمثل مجموع الإنجازات القِمِية والمادية لشعوب العالم، وهى تتحدد من خلال إسهامات شعوب العالم وتحمل شعلتها فى كل عصر وتجر قاطرتها أمة من أمم الأرض تكون فى ذروة دورتها الحضارية. وإن كان الأمر بالنسبة للحضارة الإنسانية العامة كثير التعقيد، فالأمة الحاملة لشعلة الحضارة الإنسانية العامة قد تفرض قيما خاصة بها قد تمثل ارتقاء لقيم الحضارة الإنسانية أو تدهورا لهذه القيم، ولأن الحضارة تشمل شقا قيميا وآخر ماديا فإن التطور قد يزيد فى جانب على حساب الآخر، وقد يسمح بارتقاء القيم الإنسانية العامة وقد يؤدى إلى تدهورها وإعاقة الارتقاء الإنسانى. وعادة ما يكون الارتقاء فى الجانب المادى أكثر ثباتا، فالاكتشافات والمخترعات والتطبيقات المادية عادة ما تتحرك فى اتجاه واحد قد يبطؤ أو يسرع لكنه فى الغالب لا يتراجع إلا إلى حين. أما التطور القيمى فأمره يختلف بعض الشئ، فعلى الرغم من أن إرساء قيم معينة راقية يرتقى بالإنسانية، إلا أن الأخذ بهذه القيمة قد يتراجع، وقد تظل القيمة السامية هدفا مطلوبا، لكنها قد تتحول لأداة لتحقيق أهداف قد تتناقض مع هذه القيمة نفسها. وقد أشار القرآن إلى تفاعل الحضارات الإنسانية ودوره فى ارتقاء الحضارة الإنسانية العامة إشارة معجزة فى الآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [ سورة الحجرات، الآية: 19] فالتعارف المذكور هو الذى يصنع الحضارة الإنسانية العامة. كذلك فإن الحضارة الإنسانية فى عصر من العصور هى نتاج للخطوات والإبداعات التى قامت بها الحضارات التى سبقت لها الريادة وحمل شعلة التطور والارتقاء الإنسانى، مضافا إليها الإسهامات التى تُقدمها الحضارة الرائدة ذاتها فى العصر المقصود، حيث تقوم كل أمة بجهدها خلال عصور ازدهارها حتى تستنفذ طاقاتها ولا يتبقى لديها ما تضيفه وتعيش على ما حققته فى ماضيها، فتدور دورتها الحضارية ويخبو نجمها، وتقوم أمة أخرى فى بداية دورتها الحضارية وبعزمات جديدة واندفاعة منطلقة بتقديم اسهاماتها وفق خصائصها وشخصيتها المختلفة عن خصائص وشخصيات الأمم الأخرى، فيحدث الثراء الحضارى الإنسانى. فحضارة اليوم يدخل ضمن مكوناتها إسهامات الإنسان الأول إنسان العصور الحجرية، كما يدخل فيها ابتكار المصرى القديم للكتابة، وتشريعات حمورابى فى العراق، .. حتى نصل لإسهامات الحضارة الإسلامية، القِيمِية والمادية، ولا يمكن تصور المستوى الحضار الإنسانى العام فى عصرنا هذا دون إسهامات الشعوب والأمم فى الماضى. الحضارة الفرعونية "المصرية القديمة": تمثل الحضارة الفرعونية واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ الإنساني وقد آثرتُ فى العنوان إستخدام لفظ "الفرعونية" لشيوعه وانتشاره وإن كان الأكثر دقة تسميتها بـ "الحضارة المصرية القديمة" كذلك فإن لفظ "الفرعونية" يلقى بظلال على مواضع هامة في نظرة الإسلام إلى هذه الحضارة من خلال تفرقة القرآن بين لفظى "الملك" و"الفرعون" فى قصة يوسف، ومن خلال أوصاف فرعون السيئة فى قصة موسى. وقد اختار الباحث موضوع هذا الكتاب، الذي يتسم بأهمية خاصة من وجهة نظره، لأنه يتناول الحضارة المصرية القديمة التي تمثل جذورنا الضاربة في القدم والتي شئنا أم أبينا مازالت تصبغ خصائصنا كشعب بصبغات جيدة أحيانا وسيئة أحيانا أخرى. كما يتناول الحضارة الإسلامية التي نعيش في كنفها منذ ما يزيد على ألف وربعمائة عام. ويزيد من أهمية الموضوع من وجهة نظر الباحث الخلاف الشديد فى الرأي بين معسكرين متضادين أحدهما يقدس الحضارة الفرعونية تقديسا، وينزهها عن كل نقيصة ويفترض لها مالم يكن فيها، على وفرة ما امتلكته من دواعى الفخر. ومعسكر آخر يناصبها العداء دون مبرر حقيقي، وربما (من جانب) لما هوية مصر، شخصية مصر، نظرات فى الشخصية المصرية، كنت قد بدأت منذ سنوات قليلة الكتابةَ فى موضوع : "هوية مصر"، وهو موضوع معقد ومتشابك، وكنت قد انتهيت من معظمه قبل شهر رمضان قبل الماضى، وكان هذا من فضل الله ونعمته، حيث أن المتبقى من هذا الكتاب كان قليلاً، فتمكنت من إتمامه على الرغم من ظروف وضغوط العمل ومشاكله التى لم تقِل ولم تخفتْ منذ ذلك الحين. كنت أشعر بتضاؤل فرص الفراغ فى هذه الظروف، فسارعتُ لإنهاء كتاب الهوية المصرية، وكانت سعادتى أننى فى عملى كنت أشارك فى تأسيس شئ لمصر، شئ عظيم، كانت الطموحات عظيمة، وكانت رؤيتى واضحة، كانت أن يصبح المكان الذى نؤسسه نداً لنظرائه، وأن نكون كمالكٍ لأكبر وأعظم تراث إنسانى، أن نكون الأقدر على دراسته والقيام بواجبات حفظه، ولم يكن ذلك مجرد أحلام ولكن برامج عمل تنتظر لحظة الانطلاق التى لم تأت، ولذلك فإنه من المناسب القيام بالزراعة فى أرض واعدة عن استمرار الحرث فى البحر. إن للبناء والعمل أناساً، ولقطف وخطف الثمار آخرين، وبين الاثنين لا تبيد مصر ولا تتقدم. مصر بلد كثيف السكان، ممتاز الموقع، لا تنقصه الموارد، ذو تاريخ مديد، ومع ذلك فهى فى حالة من "التوقف الحضارى" الذى يجعلها لا تتقدم فتنال مكانة مرموقة بين دول العالم، وفى نفس الوقت لا تفنى أو تندثر أو تبيد كحضارات كثيرة سادت ثم بادت. إن جزء من تفسير هذه الحالة التى تعانيها مصر من الاستقرار تحت خط التقدم، يرجع إلى خاصية قاتلة فى الشخصية المصرية، فمصر بكثافتها البشرية والتفوق البشرى أيضاً تمتلك مقومات الإنجاز الحضارى الراقى، فمن بين الأعداد الهائلة من المصريين يمكن إفراز أعداد كبيرة من الكفاءات القادرة على تحقيق النهضة والرقى. لكن هذه الأعداد لا تُستدعى لتعطى مما عندها إلا وقت الكوارث والأزمات، أو على الأقل وقت تحمل الأعباء والمسئوليات، هؤلاء هم أهل الكفاءة أو أهل الخبرة كما كان يطلق عليهم، وهم رصيد مصر الباقى الذى قيضه الله لبقائها. أما عندما يتخطى الفريق السابق الأزمات أو الكوارث أو الصعوبات، فيأتى دور أهل القربى والمودة، أو الذين كان يطلق عليهم أهل الثقة، فيستمتعون باستقرار الأحوال، وثم مقياس التقدم يقول العقاد: "إن الشخصية الإنسانية ترتقى فى الجمال الأخلاقى، كلما ارتقت فى الاستعداد "للتبعة" ومحاسبة النفس على حدود الأخلاق. وليس للتفاوت فى جمال الخلق مقياس أصدق من هذا المقياس، ولا أعم منه فى جميع الحالات، وفى جميع المقابلات بين الخصال المحمودة، أو بين أصحاب تلك الخصال. ….."إن مقاييس التقدم كثيرة، يقع فيها الاختلاف والاختلال . . فإذا قسنا التقدم بالسعادة فقد تتاح السعادة للحقير، ويحرمها العظيم. وإذا قسناه بالغنى، فقد يغنى الجاهل، ويفتقر العالم. وإذا قسناه بالعلم فقد تعلم الأمم المضمحلة الشائخة، وتجهل الأمم الوثيقة الفتية. إلا مقياساً واحداً، لا يقع فيه الاختلاف والاختلال، وهو مقياس المسئولية واحتمال التبعة. فإنك لا تضاهى بين رجلين، أو أمتين إلا وجدت أن الأفضل منهما هو صاحب النصيب الأوفى من المسئولية. وصاحب القدرة الراجحة على النهوض بتبعاته، والاضطلاع بحقوقه وواجباته ولا اختلاف فى هذا المقياس كلما قست به الفارق بين الطفل القاصر، وا يإن المأمول من مصر أضخم من المأمول من غيرها، وعظمة مصر تجعلنا نؤمل فيها الخير، وعظمة الإسلام تجعلنا نؤمل الإستفادة القصوى من مكامن الخير فيه. آلهة مصر المعاصرة تسريبات من الماضى البعيد: أخل المصرى المعاصر بالعقيدة الإلهية التى جاء بها الإسلام، وذلك دون أن يدرى، فانتقص منها حينما قصر الألوهية علىى أغراضه النفعية وبالتالى قصر الدين الذى أنزله الله على العبادة والدعاء والزكوات والصدقات طلباً لحياة مُنعَّمة أفضل فى الآخرة، ودفعاً لمصائب الدنيا. فكما كان المصرى القديم محباً للحياة فى الدنيا وفى العالم الآخر، فكذلك خلفه المعاصر، وهو أمرٌ ليس عليه غبار فى حد ذاته. أما أن يتم قصر الدين على بعض ما أمر به الله الذى أخبرنا أنه لا يستوى لديه من يعلم ومن لا يعلم، ومن يعمل ومن لا يعمل(وسيلى بيان ذلك). وقد كان المصرى القديم يدفع مصائب الدنيا بالعبادة والدعاء والتمائم والتعاويذ، وهذا هو سلوك المصرى المعاصر، إلا من رحم ربى، ونشهد آية ذلك فى أن الكتاب الذى أنزله الله (القرآن) متضمناً الأمر بالتفكير والعلم والعمل، قد تحول إلى تميمة وتعويذة عند الكثيرين الذين يحتفظون به فى دورهم وسياراتهم وهم ربما لا يعرفون القراءة التى جاء الأمر بها فيه. إن نظرة سريعة للآيات والعبارات فى دلايات القلائد والمعلقات على جدران البيوت من الداخل والخارج تجعلنا ندرك هذه الحقيقة فلا نكاد نرى آية :"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" إلا فى إعلانات الشركات التى غالباً ما تكون شركات خاسرة، ونادرة أو منعدمة هى الحالات التى يعلق فيها أحدٌ الحديث الذى يخبرنا أن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً ان يتقنه. وما سبق يدل على انتقائية تعبر عن أننا اخترنا من الدين ما نحب ونحتاج، لا ما يُرضى الله، وبالتالى فقد ضبطن آلهة مصر المعاصرة مكمن الخلل فى التدين المصرى عندما يكون الشعب "متدينا"، والدين دافعاً للنهضة، وتكون النتيجة رغم ذلك هى التخلف، فلا بد من وجود خلل، ووضع اليد على مكمن الخلل يجعل العمل من أجل التغيير إلى الأفضل ممكناً عند توفر الإرادة، حيث أن الإرادة دون فهم تطول معها المدة فى الوصول إلى النجاح إذا وصلت إليه أصلاً. يرجع جزء كبيرمن المشكلة إلى تدين الشعب المصرى، فمع أن الله واحد أحد إلا أن العموم لهم أكثر من إله، هذا إضافةً لمن جعل إلهه هواه، وهم كثيرون، واتخاذ الهوى إلهاً هو الباب الأوسع للخروج عن الموضوعية والزيغ عن الحق، ولكن آلهة مصر الآن أكثر من مجرد الهوى. https://kenanaonline.com/users/hany2012/posts/391129 |
||||
2015-03-26, 19:29 | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
اقتباس:
مظاهر الحضارة المصرية القديمة قد شهدت مصر خلال الحقبة الفرعونية العديد من مراحل النهضة والتقدم التى تركت إرثاً هائلاً من مظاهر وآثار الحضارة والعمران والعلوم والفنون . ويقسم المؤرخون الحقبة الفرعونية فى تاريخ مصر إلى ثلاثة أقسام متتالية هى : - الدولة القديمة . - الدولة الوسطى . - الدولة الحديثة . كما يقسم المؤرخون هذه الحقبة إلى ثلاثين أسرة حاكمة مقسمة على هذه المراحل الثلاث من تاريخ مصر. العصر العتيق (الأسرتان 1 , 2) يعود للملك " مينا " الفضل فى تحقيق الوحدة السياسية لمصر حوالى سنة 3200ق . م ، و استطاع أن يؤسس أول أسرة حاكمة في تاريخ مصر الفرعونية ، و قد أراد مينا أن يؤمن وحدة البلاد فأقام مدينة قرب رأس الدلتا سميت فيما بعد بأسم "ممفيس" ، وكانت هذه الوحدة عاملاً هاماً فى نهضة مصر فى شتى نواحى الحياة . الدولة القديمة ( الأٍسرات من 3إلى 6 ) : يعتبرعصر هذه الدولة فترة شباب مصر وقد تميزت بالاستقرار و الأمن و السلام ، مما يسر تقدمها أقتصادياً و ثقافياً و فنياً ، و قد انعقد لواء الحكم لملوك الدولة القديمة من بناة الأهرامات حوالي 2800 ق . م بعد أن انتقل عرش البلاد إلى منف على يد الفرعون زوسر صاحب أقدم هرم معروف و هو الهرم المدرج بسقارة ، و ازدهرت حضارة مصر في أيام هذه الدولة ، وليس أدل علي ذلك من أهرامات الجيزة الضخمة للملك خوفو وخفرع ومنكاورع . العصر المتوسط الأول ( الأسرات من7 إلى 10 ): بدأ هذا العصر حوالي سنة 2200 ق . م حين انفلت زمام الحكم من يد الفرعون حتى استطاع " منتوحتب الثاني" توحيد البلاد مرة ثانية . الدولة الوسطى ( الأسرات 11 , 12) : بعد أن تمكن" منتوحتب الثاني " أمير طيبة حوالي سنة 2065 ق . م من إعادة توحيد البلاد قام بتأسيس حكومة قوية نجحت في توطيد النظام و استتاب الأمن مما ساعد علي انتعاش البلاد اقتصادياً و تقدم الفنون و العمارة ثم بدأ سنة 2000 ق . م حكم رجل عظيم هو أمنمحات الأول صاحب الفضل الأكبر في بناء النهضة التي ظهرت أيام الدولة الوسطى . ولقد حاز ملوك وملكات الأسرة الثانية عشرة شهرة عالمية فى ميادين السياسة والحرب والثقافة والحضارة والدين ، مثل "أحمس" بطل التحرير, " امنحوتب الأول" العادل الذى أصدر قانونا بمنع السخرة وبوضع المعايير العادلة للأجور والحوافز, و"تحتمس الأول" المحارب الذى وسع الحدود المصرية شمالا وجنوبا ونشر التعليم وتوسع فى فتح المناجـم وصناعـة التعديـن ، و " تحتمس الثاني" و" تحتمس الثالث" الإمبراطور صاحب العبقرية العسكرية الفذة وأول فاتح عظيم فى تاريخ العالم , و " تحتمس الرابع" الدبلوماسي الذى كان أول من اهتم بتدوين وتسجيل المعاهدات الدولية , و"امنحوتب الثالث" أغنى ملك فى العالم القديم والذي فتح المدارس " بيوت الحياة" لنشر التعليم والفنون التشكيلية والتطبيقية ، و"إخناتون" أول الموحدين وأول ملك فى تاريخ الإنسانية نادى بوحدانية الله خالق كل شـــــئ , و" توت عنخ آمون" الذى حاز شهرة فى العالم المعاصر, ومن أشـهـر ملـكات هذه الأسرة عـلى سبـيـل المـثـال المـلـكـة " اياح حتب" زوجـــة الـــمــلك " سقنن رع" ، والـــمــلــكــة " أحمس نفرتارى " زوجة أحمس الأول ، والملكة " تى" بنت الشعب وزوجة امنحوتب الثالث وأم إخناتون ، والملكة " نفرتيتى" زوجة " إخناتون" والملكة العظيمة "حتشبسوت" التي حكمت مصر قرابة عشرين عاما وبلغت مصر فى عهدها أعلى قمة فى الحضارة والعمارة والتجارة الدولية حيث أرسلت البعثة البحرية التجارية والعلمية إلى بلاد " بونت" كذلك شيدت واحدا من أعظم الآثار المعمارية وأكثرها روعة وفخامة وهو معبد " الدير البحري" على الشاطئ الغربي للنيل فى مواجهة الأقصر وهو معبد فريد فى تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها ، كما شهد هذا العصر أيضا " ثورة إخناتون الدينية" حيث دعا إلى عبادة إله واحد ورمز له بقرص الشمس وأنشأ عاصمة جديدة للبلاد وأسماها "اخيتاتون". العصر المتوسط الثانى ( الاسرات من 13 الى 17 ) : خلال عصر الأسرة الثانية عشرة حوالي سنة 1725 ق م قامت القبائل الرعوية التي كانت تسكن في فلسطين و أطلق عليها أسم "الهكسوس" بالإغارة على مصر واجتياح اراضيها ، فلما أخذت قوة الهكسوس في الضعف ، هب أمراء طيبة يكافحون في سبيل استرداد حرية بلدهم المسلوبة و قد كتب الله لهم النجاح وتمكن أحمس من الاستيلاء على عاصمتهم في الدلتا و طردهم من البلاد . الدولة الحديثة ( الاسرات من 18إلى 20 ) : بعد أن طرد احمس الهكسوس رجع الى بلاده سنة 1571 ق . م حيث قضى على ثورات النوبيين جنوباً واتجه الى الاصلاح الداخلى فى البلاد واهتم بإنشاء جيش عامل منظم وسلحه بكل الأسلحة المعروفة فى ذلك الوقت وزوده بالعجلات الحربية، ويُعد رمسيس الثانى من أشهر ملوك هذه الدولة وتعتبر حروبه آخر المجهودات التى بذلها ملوك الدولة الحديثة فى سبيل المحافظة على الوحدة وقد انتهت خصومته مع ملك الحيثيين بتوقيع معاهدة عدم اعتداء بين الطرفين بعد معركة قادش ، وتُعد هذه المعاهدة أول معاهدة سلام فى التاريخ واصبحت مصر قوة كبرى ، وصارت بذلك امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف . العصر المتأخر ( الأسرات من 21إلى 30) : كان هذا العصر فصل الختام في التاريخ الفرعوني حيث تعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 وحتى الأسرة 28 لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ، ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة الــ 30 ودخول الإسكندر الأكبر مصر . فنون الحضارة الفرعونية : العمارة : برع المصريون فى فن العمارة وآثارهم الخالدة خير شاهد على ذلك ففي الدولة القديمة شيدت المصاطب والأهرامات وهى تمثل العمائر الجنائزية، وأول هرم بنى هو " هرم زوسر" ، ثم "هرم ميدوم"، إلا أن أشهرها جميعاً أهرامات الجيزة الثلاث وتمثال أبو الهول وشيدت فى عهد الأسرة الرابعة وبلغ عدد الأهرامات التي بُنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرماً . ثم بدأ انتشار المعابد الجنائزية فى عصر الدولة الوسطى واهتم ملوك الأسرة الـ 12 بمنطقة الفيوم بأعمال الري فيها، وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه الأسرة معبد " اللابرانت" أو "قصر التيه" كما سماه الإغريق والذي شيده الملك " أمنمحات الثالث" فى هوارة قرب الفيوم كما شيد القلاع والحصون والأسوار على حدود مصر الشرقية. ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة التي تظهر على حوائط بعض المعابد الضخمة المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو سمبل . ويعتبر عهد " تحتمس الأول" نقطة تحول فى بناء الهرم ليكون مقبرة، ونحت مقابر مختفية فى باطن الجبل فى البر الغربي بالأقصر تتسم بالغنى والجمال فى أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك بوضوح فى مقبرة الملك " توت عنخ آمون" . وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط - إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزاً بسيطاً حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه، وآخر ما اكتشف من مقابر وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثاني التي تُعد من أكبرها مساحة وتحتوى على 15 مومياء . أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج أمام مداخل المعابد وهى منحوتة من الجرانيت، ومن أجمل أمثلة عمائر عصر الإمبراطورية المصرية القديمة معابد "آمون" و"خـــوفـو"و"الــكـرنـــك"و"الأقـــصر" و"الـرمـسيــوم" و" حتشبسوت" بالبر الشرقي والمعابد الـمـنـحـوتة في الـــصخـر مـثـل"أبـو سـمـبل الـكــبــيـر" و"أبو سمبل الصغير " . وظهرت اتجاهات جديدة فى فنون العمارة والفنون التشكيلية والتطبيقية وضحت بصورة واضحة فى فن نحت التماثيل الضخمة والصغيرة وزخرفة أعمدة المعابد والنقوش الجدارية . الأدب : تؤكد آثارالمصريين براعتهم فى الكتابة والأدب ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار، ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية فى اختراع الكتابة التي سماها الأغريق "بالخط الهيروغليفي" وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفاً .. واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر فى الكتابة على أوراق البردى . وبرع المصريون فى الأدب الديني الذى تناول العقائد الدينية ونظرياتهم عن الحياة الأخرى وأسرار الكون والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد ومن أقدم أمثلة الأدب الديني " نصوص الأهرامات و "كتاب الموتى " . كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص وحرص على أن تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم من الحكم والأمثال وعلى ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم . وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم على تسجيل وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها فى حياتهم وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديد من الأدباء والحكماء والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا تدل على مدى رقي الفكر والثقافة فى مصر . الموسيقي : أحب المصرى الموسيقى والغناء، وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها في تربية النشء وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة فى الجيش، وكذلك استخدموها فى الصلوات ودفن الموتى. وقد عرف المصريون فى عصر الدولة القديمة آلات النفخ والوتريات مثل "الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتى) وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي تؤدى الإيقاعات والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم . التزين : عرف المصريون التزين بالحلى , وتميزت مصنوعاتهم بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل ، واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردى والنخيل وزهرة اللوتس والأحجار الكريمة ، واستخدموا التمائم التى اعتقدوا انها تحميهم من قوى الشر ، وحرصت المرأة بصفة خاصة على الإهتمام بزينتها واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة، كما اختلفت الملابس فى مصر الفرعونية من طبقة إلى أخرى ، وكانت الملابس تصنع من الكتان الناعم أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة، كما تنوعت الملابس باختلاف المناسبات مقومات الحضارة المصرية إن إلقاء نظرة فاحصة على الجوانب المختلفة للحضارة المصرية القديمة وعلى الكثير من الجوانب فى حياتنا المعاصرة، سوف تؤكد لنا أن هناك تواصلاً بين الماضي والحاضر فى الكثير من تقاليدنا التى ورثناها وكذلك فى بعض المعتقدات الدينية. لقد حظيت مصر بحدود طبيعية آمنة، وصحراوات في الشرق والغرب، وبحر في الشمال، وجنادل تعترض مجرى نهر النيل في الجنوب، ومنحها الله مصدراً ثابتاً للمياه، وهو نهر النيل، وأرضاً منبسطة سهلت الاتصال بين المصريين بعضهم البعض، وبينهم وبين جيرانهم، ومناخاً معتدلاً حقق لهم الخير، وأشاع في نفوسهم البهجة والاطمئنان، وموقعاً متميزاً ربطهم بقارات الدنيا الثلاث الرئيسية. كل هذه العوامل وغيرها جعلت من الإنسان المصري إنساناً متميزاً يملك من الإمكانات ما يجعله ينجز ويبدع، لتتبوأ مصر مكانتها المرموقة عبر العصور. ونجح إنسان ما قبل التاريخ في مصر في شمال البلاد ووسطها وجنوبها في أن يضع اللبنات الأولى للإبداع المادي والفكري، وشكل أساسيات حياته، فأوقد النار، واستأنس الحيوان، وعرف الزراعة. وما أن تحقق له الاستقرار، وبدأ حينئذ يتوجه بنظرة المتأمل إلى الطبيعة الكونية، ومظاهرها الموحية، لاسيما دورة الموجودات بين الولادة والحياة والممات والبعث. وبقدرته على الملاحظة واستقراء الأمور، أدرك الإنسان المصري أنه لابد وأن يمر بنفس الدورة، يعيش لفترة مؤقتة، ويموت لفترة مؤقتة، ثم يبعث من جديد إلى أبد الآبدين. ومن هنا كانت البداية، بداية تلك الكلمتين السحريتين اللتين غلفتا الحضارة المصرية بقوة الدفع والإبداع، ألا وهما: البعث والخلود. وهكذا فالمصري القديم إنسان آمن بأنه يحيا ويبدع وينجز لكي يتحقق له كل ما يتمناه في عالم بلا فناء، وهو عالم الخلود. وهكذا هذا شمر الإنسان المصري عن ساعديه، وأعمل العقل والفكر، وبدأ مسيرة الإبداع. وكانت البداية في التفكير في القوى التي تحرك هذا الكون، ومن الذي خلق هذا الكون وما فيه من كائنات. فاتخذ لنفسه آلهة وإلهات، ولأنه لم يكن يستطيع أن يحدد ماهية هذه الآلهة، فقد اختار لها رموزاً آدمية أو حيوانية، أو طيوراً أو غيرها، إذ رأى أن بها خصائص تلك الآلهة التي فكر في عبادتها. وخطا خطواته الأولى نحو الفن، وبدأ يضع ضوابط المدارس الفنية في النحت والنقش والرسم، وفعل الشيء نفسه بالنسبة للزراعة والصناعات الحرفية، والإدارة وتقاليد الملكية، بعدما توحدت البلاد على يد مجموعة من القادة، من بينهم نعرمر وعحا. وتوج المصري إبداعاته بمعرفته للكتابة التي جعلت مصر من أسبق شعوب الأرض في هذا المجال. ولم يكتف المصري بخط واحد هو الخط الهيروغليفي، وإنما توج فكره ومنح مصر خطوطاً أخرى، هي: الهيراطيقي، والديموطيقي، والقبطي. وعاشت اللغة المصرية أطول فترة في تاريخ لغات العالم القديم. ولا تزال تعيش بين ظهرانينا في أسماء بلدنا ومدننا وقرانا، بل وفي لغتنا الفصحى والعامية. ومن العلامات البارزة على الطريق توصُّل المصري لصناعة الورق من نبات البردي، لينتقل من مرحلة الكتابة على الحجر إلى الكتابة على مادة سهلة خفيفة الحمل، وليلعب البردي دوراً كبيراً في نقل الإبداع عبر الأرض المصرية في سهولة ويسر، ولنقل الثقافة المصرية خارج أرض مصر. ويتابع المصري مسيرة الإبداع في العمارة والهندسة والفلك والطب والكيمياء والجيولوجيا، وتفوق على نفسه في هذه العلوم من خلال الشواهد التي تمثل علامات بارزة على طريق الحضارة المصرية القديمة. ونقف جميعاً مبهورين أمام رأس عجائب الدنيا السبع (الهرم الأكبر)، من حيث دقة الزوايا وأسلوب البناء. ويظل الهرم شامخاً معبراً عن فكر هندسي ومعماري متميز، وعن عقيدة واضحة، ملهماً لكل الأجيال، ومذكراً لنا نحن الأحفاد بعظمة الأجداد، وضارباً بعرض الحائط كل دعاوى الحاقدين على الحضارة المصرية، والمتشككين في مصرية هذا الإعجاز الذي نشتم فيه فكر وجهد وعرق المهندس والمعماري والعامل المصري. ويسبق المصريون غيرهم في معرفة فنون الكتابة، ولاسيما بعد التوصل إلى صناعة الورق من نبات البردي. وفي مجال الأدب خلفوا الكثير من الروائع في مجال الحكم والنصائح والأناشيد التى كانت مصدر إلهام فى الآداب الشرقية القديمة، فالصلة بين نشيد اخناتون والمزمور 104 من مزامير النبي داود ما زالت ماثلةً أمامنا. وحكم "آمون إم أوبت" كانت مصدراً لسفر الأمثال. وليس هذا فحسب، بل كان للمصريين الريادة في الفنون، فأثروا فنون المسرح والموسيقى في بلاد اليونان وغيرها. ومن مظاهر الحضارة المصرية القديمة --* أولا الحياة الدينية --* أسباب غموض الديانة المصرية القديمة 1- تقديس الحيوان والطير : 1.اعتقد المصري القديم أن هناك قوى ترمز إلى ربه تتمثل عنده في الطير والحيوان والحجر فقدسها. 2.أدى ذلك إلى غموض الديانة المصرية القديمة واتهام المصريين بفساد التفكير لعبادتهم الطير والحيوان . 2- العودة إلى الماضي : 1.تميز المصري القديم بالميل للعودة إلى الماضي ومزجه بالحاضر. 2.لذلك يلاحظ أن ما قدسه المصريون في أيامهم الأولى قدسوه أيضا إلى جانب ما قدسوه فيما بعد. 3.أدي ذلك إلى أن المعتقدات القديمة عاشت إلى جانب الجديدة فتعقدت النظريات الدينية. 3- الاعتماد على السحر: 1.اعتقد المصريون القدماء في السحر والقوى الخفية التي تتحكم في أعمالهم فتفننوا في ألوان السحر وفنونه 2.أدى ذلك إلى جو من الغموض في الديانة المصرية القديمة لكن العلماء رغم كل هذه الصعوبات توصلوا إلى معرفة الكثير من الحقائق عن عقائد المصريين القدماء خصائص الديانة المصرية القديمة تعدد الآلهــــــــــــــة: 1- كان لكل إقليم معبود خاص التف الناس حوله ولجأوا إليه وقت الحاجة. 2- كانت هذه المعبودات من وحي الطبيعة والبيئة كالوحش والطير وغيرها. 3- قدسوا الأسد اتقاء لشره وقدسوا الصقر عندما لاحظوا قدرته على الطيران فجعلوه رمزا للشمس. 4- أعجبوا بطير من فصيلة أبو قردان لقدرته على البحث واتخذوا منه رمزا للعلم ( الإله تحوت ) قدسوا البقرة للرحمة والأمومة فيها وأسموها ( الآلهة حتحور ) 5- قدسوا عناصر الطبيعة مثل الماء والهواء والأرض والسماء والشمس والقمر. --* الإلهة المصرية و مراكز عبادتها --* الآلهة ومراكز عبادتها : أوزوريس العرابة المدفونة سوهاج حتحور دندرة غرب قنا حورس إدفو بتاح منف أمون طيبة أتون تل العمارنة أنوبيس أبيدوس --* الاعتقاد في البعث والخلود: 1- اعتقد المصريون القدماء أن الإنسان سيبعث ثانية بعد الموت ويحيا حياة الخلود. 2-لذلك دفن المصريون أمواتهم منذ ما قبل التاريخ ومعهم الطعام والشراب وما يحتاجون إليه 3- كانت الطبيعة المصرية هي السبب في التفكير في البعث فالشمس تغرب ثم تشرق من جديد في الصباح . والنيل ينقص ماؤه ثم يفيض من جديد 4- استلزم اتصال الروح بالجسد مرة أخرى حفظ الجسد سليما ولذلك وضعوا الأجساد في قبور حصينة بعيدا عن الماء والرطوبة وأيدي اللصوص 5- ملأ المصريون جدران القبر برسوم للميت وصور من حياته وصنعوا للميت تماثيل زيادة للتأكد. --*الإيمان بالثواب والعقاب: أ- اعتقد المصري القديم أن الروح تتعرض للحساب فيقف الميت أمام محكمة تتكون من 42 قاضي يمثلون أقاليم مصر ويقوم بذكر أعماله الحسنة ويتبرأ من الأعمال السيئة كالسرقة والقتل والكذب واكل مال اليتيم وشهادة الزور. ب- يتم وزن قلب الميت بوضعه في احدي كفتي ميزان وفي الكفة الأخرى ريشة تمثل ( الآلهة معات ) آلهة الحق والصدق فإذا رجحت موازينه كان دليل على طهره وان خفت موازينه كان ذلك دليلا على انه شرير فيذهب إلى عذاب الجحيم. ج- للعالم الآخر عند المصريين القدماء صورة خاصة عندهم حيث كانت الجنة لديهم حقولا خضراء وكانت صورة الجحيم مروعة السمـو إلى التوحيـــــــد: مر المصريون في حياتهم الدينية بثلاث أطوار هي:- ا- طور التعدد: اتخذ فيه الناس أربابا مختلفة فكان لكل قبيلة رب ولم تكن النظم الاجتماعية تقرب بين القبائل وبعضها. ب- طور التغليب والترجيح --* استمر فيه الناس على عبادة أربابهم ولكنهم غلبوا أشهر الأرباب ورجحوها فكانت لها الزعامة --* الدولة القديمة : جعلوا الشمس أول معبودا تهم وجعلوا الإله ( بتاح ) في مدينة منف رأس المعبودات. --* الدولة الوسطى والدولة الحديثة : كان للإله آمون المركز الأول فكان ملك الآلهة جميعا ج- طور النضج في التفكير الديني والسياسي والاجتماعي : نادي اخناتون باله واحد هو الشمس ويرسل الأشعة للأرض فيحمل النور والحياة. لم يرمز للإله الواحد إلا بهذه الصورة ولم ينحت له تمثالا ولم يجعل له زوجة أو أولاد 1-اعتقد المصريون في وجود آلهة تحكم على أعمالهم فحرصوا على إرضاء هذه الآلهة بإقامة الصلوات والشعائر لها 2-قام المصريين بتنفيذ أوامر الآلهة من الفضائل مثل الصدق والأمانة والحب فكانت حياتهم نقية صالحة. 3-امتزج الدين بحياة المصريين فأثر في علومهم وفنونهم وآرائهم كما في فن العمارة وفي الطب لحفظ الأجساد وفي الكيمياء. 4-تمتع رجال الدين بمكانة ممتازة بين أفراد الشعب. فضل الحضارة المصرية القديمةعلى حضارات العالم القديم توافرت لمصر كل المقومات التي يمكن أن تؤدي إلى قيام حضارة ناجحة، فهي تتمتع بموقع متميز عند ملتقى ثلاث قارات هي أسيا وأفريقيا وأوروبا، ويمر عبر أراضيها نهر النيل العظيم الذي قامت على شاطئيه الحضارة. وتوافرت لمصر أيضاً الحدود الطبيعية الآمنة، فصحراءٌ في الشرق والغرب، وجنادل تعترض مجرى مياه النيل في الجنوب، والبحر المتوسط في الشمال، وهي حدود حققت لها قدراً لا بأس به من الأمن والاستقرار. وتمتعت مصر بميزة سهولة الاتصال بين أجزائها المختلفة، ومرجع ذلك عدم وعورة أراضيها، وعدم وجود سلاسل جبلية تقف حائلاً أمام ذلك، وتمتعت بمناخ مستقر إلى حد كبير، هيأ للإنسان المصري فرصة لأداء عمله في ظل ظروف مناخية مناسبة. ثم هناك الإنسان المصري الذي كان مؤهلاً للنهوض بعبء هذه الحضارة، والذي تفاعل مع كل المقومات السابقة، فنتج عن هذا التفاعل ذلك الإبداع الحضاري المتميز. وكان الإنسان المصري القديم واثقاً من قدراته على الريادة، ولهذا أطلق على نفسه: "شعب السماء"، أو "شعب النيل"، وهو الشعب الذي خلق من دمع العين، وكل ما عداه من شعوب الأرض خلقت من سائل مهين. شعب يمتلك كل هذه المقومات، مقومات البناء المادي والمعنوي، كان لابد أن تأتي إبداعاته على مستوى ما تهيأ له من مقومات. إن الحضارة المصرية منذ أن استوطن الإنسان أرض مصر (في الألف الخامس قبل الميلاد وطوال العصر الفرعوني). قد حققت تقدماً كبيراً في العديد من مجالات الحياة، فأفادت به الكثير من الحضارات المعاصرة، والتي سلمته بدورها للحضارات التي أعقبتها، وهو ما يمكن تتبعه في بعض الجوانب، حتي في حضارة العصر الحديث. وإذا كانت الحضارة الغربية تدين بالفضل فيما وصلت إليه للحضارة اليونانية، وقلما يسألون أنفسهم عن نشأة الحضارة اليونانية وتطورها، وعن صلتها بالحضارة المصرية، ومدى تأثرها بها. ورغم أنه لا يمكن للإنسان أن ينكر فضل الحضارة اليونانية في مجالات الفلسفة والطب والفلك والرياضة وكافة فروع الفن، فإنه في نفس الوقت لا يمكن أن نتجاهل اعتراف العديد من العلماء اليونانيين بفضل حضارة مصر وغيرها من حضارات الشرق الأدنى القديم عليهم، فقد درس بعضهم في مصر، وتعلموا الكثير من علمائها في مجالات العلوم والفنون، وقد يتساءل البعض عما إذا كانت الحضارة المصرية القديمة هي أقدم حضارات العالم القديم، أم أن هناك حضارات سبقت أو بدأت في نفس الوقت. الواقع أن التعريف المحدد لكلمة حضارة سوف يساعد بلا شك على الإجابة عن هذا التساؤل. فإذا كان المقصود بالحضارة مظاهر التقدم التي حققها الإنسان في حياته، فليس من شك في أن الإنسان قد نجح في تحقيق ذلك في العديد من بقاع الأرض في وقت واحد، غير أنه لم يستمر بها ويدفعها للأمام ويطور من نفسه، ويحقق المزيد من الإبداعات كما فعلت الحضارة القديمة. فالحضارة المصرية مع أنها أقدم الحضارات، إلا أنها في نفس الوقت أكثر الحضارات عراقة وأصالة دواماً وتأثيراً على الحضارات المعاصرة واللاحقة. ورغم هذه الريادة والتأثير الواضح على الحضارات الأخري، إلا أن المرء لا يستطيع أن ينكر فضل الحضارات الأخري في عصور لاحقة، كحضارات البابليين والآشوريين في بلاد النهرين، وحضارة الفينيقيين في سوريا، والحضارة الفارسية في بلاد فارس، والحضارتين اليونانية والرومانية في بلاد اليونان والرومان. وعندما نلقي نظرة على بعض الجوانب الحضارية، فإننا نتأكد من مدى ريادة وعمق تأثير الحضارة المصرية، فالكتابة مثلاً توصلت إليها مصر حوالي عام 3500 قبل الميلاد، حيث ظهرت الكتابة الهيروغليفية، ثم الكتابة الهيراطيقية، ثم الخط الديموطيقي، ثم الخط القبطي، وذلك قبل غيرها من حضارات العالم القديم. وإذا كانت مصر لم تعرف الأبجدية الكاملة، حيث قام بناؤها الصوتي على أساس علامات ذات حرف واحد، وأخرى ذات حرفين، وثالثة ذات ثلاثة حروف، وإذا كان الفينيقيون في سوريا هم أول الشعوب التي عرفت الأبجدية الكاملة، فإنهم قد تأثروا في ذلك بالأبجدية السينائية (نسبة إلى شبه جزيرة سيناء)، والتي كشف عن علاماتها في صخور جبل المغارة، وسرابيط الخادم في جنوب سيناء. ومن الأبجدية الفينيقية اشتقت الأبجديتان اليونانية واللاتينية، واللتان اشتقت منهما الأبجديات الأوروبية الحديثة. وفي مجال مواد الكتابة، فقد نجح المصريون في صناعة الورق قبل غيرهم من نبات البردي، وهو نبات مثلث الساق كان ينمو في الأحراش والمستنقعات، وعلى ضفتي النيل وشواطئ البحيرات. وظل ورق البردي مستخدماً طوال العصر الفرعوني، وفي العصرين اليوناني والروماني، واستورده من مصر اليونان والرومان، وكان يصدر لبلاد الشرق عن طريق أحد موانئ البحر المتوسط (وهو ميناء جبيل بالقرب من بيروت)، والذي عرف في النصوص اليونانية باسم "بيبلوس"، وهو اسم مشتق من الكلمة الدالة على البردي (Papyrus). وظل العرب يستخدمون ورق البردي حتي القرن العاشر حين أخذوا بالطريقة الصينية في صناعة الورق. ولا يزال ورق البردي يستخدم حالياً في مصر وخارج مصر للأغراض السياحية، وتعبيراً عن التواصل بين الماضي والحاضر. وفي مجال الأدب (وخصوصاً أدب الحكم، والنصائح والأمثال، والأناشيد)، بلغ المصريون القدماء شأناً عظيماً حيث ترك هذا النوع من الأدب أثراً كبيراً في آسيا، فنشيد اخناتون (أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة والذي حكم في القرن 14ق.م)- هو أول فكر مصري يدعو للوحدانية التي تقوم على عبادة إله واحد هو: آتون (قرص الشمس)، ونبذ تعددية الآلهة التي كانت سائدة في مصر قبل أن يخرج اخناتون على العالم القديم بدعوته الجديدة، واختار مكاناً غير العاصمة طيبة (الأقصر حالياً)، وهذا المكان هو تل العمارنة (مركز ديرمواس، محافظة المنيا)، لكي يقيم فيه، ويدعو منه لإلهه آتون. لقد ناجى أخناتون إلهه الجديد بنشيد رائع سجل على جدران مقبرة أحد معاونيه، وهو "آي" كبير كهنة آتون، والذي أصبح ملكاً لمصر فيما بعد. ولقد رأي الباحثون في علم الأديان المقارنة أن هناك تطابقاً يكاد يكون كاملاً بين ما ورد في النشيد وما ورد في المزمور 104 من مزامير النبي داود عليه السلام. ولعل الفقرات التالية التي تم اختيارها من نشيد اخناتون (وهو يعدد هبات وعطايا إلهه آتون) تؤكد هذا التطابق. يقول اخناتون مخاطباً آتون: "أنت تطلع ببهاء في أفق السماء يا آتون الحي يا بداية الحياة عندما تبزغ في الأفق الشرقي تملأ كل البلاد بجمالك إن أشعتك تحيط بكل الأراضي التي خلقتها وعندما تغرب في الأفق الغربي. تصبح الأرض سوداء كما لو كان كان قد حل بها الموت ويلف الظلام كل شيء ويعم الأرض السكون أيها الخالق لبذرة الحياة في النساء إنك أنت الذي يعنى بالطفل في بطن أمه لقد خلقت الدنيا كما شئت أنت الذي يعطي الحياة لكل البلاد الأجنبية لقد خلقت السماء البعيدة لتشرق فيها الناس يحيون عندما تشرق، ويموتون عندما تغرب" هكذا كانت دعوة إخناتون بمثابة الصيحة الأولي في تاريخ البشرية التي تقترب من التوحيد الذي جاءت به الأديان السماوية. وهناك الحكم التي صدرت عن الحكيم آمون أم أوبت، والتي كانت مصدراً لسفر الأمثال، مما يؤكد فضل المصريين على العبرانيين في تكوين جانب من ثقافتهم عندما بدأوا في القرن الثالث قبل الميلاد في كتابة بعض أجزاء من كتاب العهد القديم. وفي مجال القصة والرواية، كانت مصر رائدة بين بلدان الشرق القديم، ولا تزال قصص "سنوهي" و "القروي الفصيح" و"نجاة الملاح" وغيرها تمثل البدايات الأولي لأدب القصة والرواية في تاريخ الأدب العالمي. وفي مجال العلوم، خطا المصريون خطوات واسعة، ففي الطب برع المصريون في فروعة المختلفة، ونعرف من الدولة القديمة أطباء متخصصين في العيون وأمراض الباطنة والجراحة، وسجلوا تفاصيل خبرتهم في هذه الفروع في كثير من البرديات الطبية. وذاعت شهرة الأطباء المصريين طوال عصور الحضارة المصرية، فالطبيب "إيمحتب" من الأسرة الثالثة (وهو نفسه المهندس الذي خطط وأشرف على بناء مجموعة الملك زوسر في سقارة). قد نال قدسية عبر العصور، حتي أنه اعتبر إلهاً، وقارنه اليونانيون بإله الطب لديهم: "إسكلبيوس". ونعرف من خلال الوثائق المصرية القديمة ووثائق الحضارات المعاصرة أن حكام بلاد النهرين وسوريا وفارس وأسرهم كانوا يفدون إلى مصر للتداوي، كما كانوا يبعثون في طلب الأطباء المصريين لمعالجتهم وللبقاء في بلاطهم أحياناً. وفي علم الفلك بلغ المصريون درجة كبيرة، ويكفي أن نعرف أنهم عرفوا التقويم، حيث قسموا السنة إلى 12 شهراً، وثلاثة فصول، ضم كل فصل أربعة شهور. وكان عدد أيام السنة 360 يوماًً تضاف إليها أيام النسيء الخمسة. وكان رأس السنة المصرية يوافق بدء الفيضان الذي يوافق ظهور نجم الشعرى اليمانية، والذي يحدث حوالي يوم 19 يوليو في تقويمنا الحالي. وكان المصريون أول من اخترعوا المزولة التي تحدد ساعات النهار، والساعة المائية التي تحدد ساعات الليل. وفي مجال الهندسة والعمارة فيكفي أن يقف الإنسان أمام الهرم الأكبر ليري عبقرية المهندس المصري القديم في ضبط الزوايا وفي أسلوب البناء. وليس يخفى على أحد تأثير العمارة المصرية على العمارة في الكثير من حضارات العالم القديم. أما في مجال الموسيقى، فالثابت أن الموسيقى المصرية قد انتشرت في ربوع آسيا، ويكفي أن نعلم أن الموسيقى اليوناني "بثاجوراس" واضع أصول النوتة الموسيقية والسلم الموسيقى - قد تعلمها مصر، وأن المهاجرين من المصريين كانوا يعلمون أصول الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية التي اخترعها المصري القديم، والتي انتقلت إلى الحضارات الآخرى (كالناي، والجيتار وغيرها). وفي مجال المسرح، كانت مصر رائدة في هذا الميدان، فمنذ آلاف السنين وأسطورة أوزير تمثل على المسرح المصري القديم، وهي تعتبر بحق أقدم مسرحيات العالم القديم، وتعلم الأغريق الكثير من المصريين في هذا المجال. أما في مجال الفن، سواء الفنون التشكيلية كالنحت والنقش والرسم، أو الفنون الصغرى كالحلي والتمائم والأختام وأدوات الحياة اليومية، فقد بلغت آفاقاً بعيدة من الإبداع، وألقت إشراقاتها آثاراً على فنون العالم القديم، فانتشرت بعض خصائص الفن المصري في بعض مناطق الشرق كالساحل الشرقي للهند وبعض جزر الملايو. وتأثير الفن المصري القديم في فنون حضارات غرب آسيا واضح إلى حد كبير، فقد كانت سوريا وفلسطين على صلة وثيقة بمصر منذ أقدم العصور، وعلى امتداد التاريخ المصري كله. ومنذ منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، توطدت علاقة مصر ببلدان أخرى في الشرق الأدنى القديم، وترك الفن المصرى بصماته في هذه البلاد، كأشور وفنيقيا وفارس والأناضول، وفي الجزيرة العربية، وخصوصاً في جنوبها في حضارتي سبأ ومعين. وفي الزراعة يمكن للمرء أن يتبين مدى ما وصل إليه المصري القديم في هذا المجال من خلال أدوات الزراعة التي تزخر بها متاحف مصر والمتاحف العالمية، والتي تأثرت بها الكثير من الحضارات الزراعية في العالم القديم. هذا بالإضافة إلى ما اكتسبه المصري القديم من خبرة واسعة في مجال تشييد السدود، وشق القنوات، واستصلاح الأراضي، والتي استفادت منها بعض الحضارات. وفي الصناعة أبدع المصري في صناعة أدوات الحياة اليومية والملابس والعتاد والحلي والصناعات الخشبية والمعدنية والأصباغ وغيرها. وفي مجال الديانة والعقائد المصرية القديمة، يكفي أن بعض بلدان آسيا قد تأثرت ببعض الآلهة المصرية، كما عبد بعضها في بلاد اليونان والرومان. ومن أشهر الآلهة إيزيس التي أقيمت لها المقاصير في أماكن مختلفة في بلاد اليونان والرومان. ويعتبر الكتاب المقدس نفحة من نفحات الشرق الأدنى القديم، فبقدر ما استمد الكثير من أصوله من بلاد النهرين، إلا أنه استلهم الكثير أيضاً من ثقافة مصر التي سادت بلاد فلسطين لآلاف السنين. وفي مجال العادات والتقاليد تركت الحضارة المصرية القديمة بعض بصماتها في أفريقيا، إذ لا تزال بعض القبائل الأفريقية تمارس عادات مصرية قديمة، بالإضافة إلى بعض الطقوس الدينية التي تتمثل في وسيلة اختبار قدرة زعيم القبيلة على الاستمرار في إدارة شئون القبيلة، وذلك بمصارعة حيوان قوى، وعندما يصرعه الزعيم يحق له الاستمرار في قيادة القبيلة. هذا الطقس يرجع بجذوره الأولى إلى عيد "سد" أو "العيد الثلاثيني"، وهو العيد الذي كان يجري في بداية التاريخ المصري بعد انقضاء ثلاثين عاما على حكم الملك، وذلك للتأكد من سلامة الحاكم جسدياً وعقلياً، وذلك بالعدو خلف ثور لمدة محدودة، وجذبه من ذيله وإسقاطه أرضاً. وقد تغيرت طقوس هذا العيد من حيث توقيت الاحتفال وأسلوبه، واصبح الملك يكتفي بتقديم القرابين للآلهة للسماح له بالاستمرار في حكم البلاد. وفي مجال الرياضة البدنية، كانت مصر رائدة بين حضارات العالم القديم، حيث مارس المصريون رياضات كثيرة قبل غيرهم، وتشهد على ذلك المناظر المسجلة على جدران المعابد والمقابر، ولعل أشهرها مناظر المصارعة الرومانية التي سجلت على جدران مقابر بني حسن (مركز أبو قرقاص محافظة المنيا)، والتي ترجع للدولة الوسطي (القرن 20 ق.م) وقد سجل الفنان في إحدي المقابر أكثر من 200 حركة مصارعة مختلفة. وإذا كان الرياضيون قد اعتادوا قديماً وحديثاً أن تبدأ شعلة الأولمبياد من جبل أوليمبوس في بلاد اليونان، فالواجب أن تبدأ من مصر التي عرفت الرياضة قبل اليونان بمئات السنين. وأخذ تأثير الحضارة المصرية على حضارة أوروبا يزداد يوماً بعد يوم، وقد أصاب الأوربيين الانبهار بهذه الحضارة، فخرجوا علينا بما يسمى باسم "الهوس بمصر" Egyptomania، وعبروا عن ذلك الهوس والانبهار بتقليد الحضارة المصرية في عمارتهم وفنونهم وأثاثهم وملبسهم، وفي الكثير من جوانب حياتهم. ومنذ القرن السابع عشر الميلادي والحضارة المصرية تملك على الناس عقولهم. وكان الكشف عن حجر رشيد (احدي مدن محافظة البحيرة) عام 1799 على يد الحملة الفرنسية في مدينة رشيد وفك رموز الكتابة المصرية القديمة (على يد العالم الفرنسي شامبليون عام 1822) بمثابة الشرارة التي انطلق بعدها علم المصريات (Egyptology)، وهو علم دراسة الآثار المصرية، والذي أصبح يدرس في عدد كثير من جامعات العالم، مما يعد تعبيراً عن البحث في أصول الريادة الحضارية التي نبتت في أرض مصر. وهكذا يتضح من خلال هذا العرض الموجز أن الحضارة المصرية - بحكم عمق جذورها وريادتها وطول عمرها وإبداع عقل الإنسان المصري الذي حمل عبء هذه الحضارة – قد تمكنت من أن تترك بصمات واضحة في الكثير من حضارات العالم القديم، بل ولا تزال بصماتها واضحة في إبداعات ورثة هذه الحضارات القديمة، في معظم قارات الدينا. وتظل الحضارات المعاصرة مدينة للحضارة المصرية ببعض ما أنجزت وتنجز مادياً وروحانياً. ويتزايد عشق شعوب الأرض للحضارة المصرية يوماً بعد يوم، ولا تزال الحضارة المصرية القديمة تجذب الباحثين يوما بعد يوم ينقبون ويدرسون ليتعلموا المزيد من الجوانب الإبداعية لهذه الحضارة. وإذا كانت الحضارة المصرية القديمة قد تركت بصمات واضحة على بعض الحضارات القديمة، ومن ثم على ورثة هذه الحضارات، فإنها قد تركت بصمات أكثر وضوحاً على جوانب مختلفة من حياة المصريين، لا تزال حية بينهم حتى يومنا هذا، فالكثير من العادات الدنيوية والدينية المصرية القديمة ورثناها بدقائقها، ولا زلنا نمارسها حتي الآن. وأسماء قرانا ومدننا التي نتداولها الآن هي أسماء مصرية قديمة، وإذا ما أنعمنا النظر في لغتنا العربية، فإننا ندرك أن عدداً كبيراً من المفردات الفصحى والعامية ترجع بأصولها إلى كلمات مصرية قديمة. وبنظرة على الأسماء التى أطلقت على بلدنا عبر العصور القديمة، يتأكد لنا أن ما ورثناه من أجدادنا كثير، ويعبر في نفس الوقت عن تواصل بين حضارة الأجداد وحضارة الأحفاد. يارب الموضوع يعجبكم تسلموا ودمتم بود عاشق الوطن https://bluenight1962.blogspot.com/20...post_8029.html |
||||
2015-03-25, 08:02 | رقم المشاركة : 8 | |||
|
بحوث عن السياسةالاستعمارية تجاه ملكيات الاراضي |
|||
2015-03-26, 18:07 | رقم المشاركة : 9 | |||
|
السياسة الإستعمارية في الجزائر 1830-1962 مُساهمة من طرف حميدو رايس في الأحد نوفمبر 13, 2011 1:13 pm أ/ سياسة الادماج : هدفت إلى إذابة الجزائر في الكيان الفرنسي ، و تجلت مظاهر ذلك فيمايلي : - عملت فرنسا غلى الحاق الجزائر بفرنسا بعد صدور مرسوم 22 جويلية 1834. - منح السكان من الحصول على حقوقهم . - دعم المعمرين لبناء المستوطنات . - مصادرة الأراضي الزراعية و توزيعها على المعمرين . ب/ سياسة مصادرة الأراضي : انتهجت أساليب متعددة لاستلاء على الأرض منها : - تأسيس شركات زراعية . - انطلاق السكة الحديدية لربط سهل متيجة بميناء الجزائر 1857. ج/ سياسة الاستيطان : شجعتها فرنسا بعد توجيه الزراعة الجزائرية لخدمة الاقتصاد الفرنسي ، أما الشعب الجزائري فقد أخضعته إلى قوانين قاسية مثل قانون الأهالي و تجريده من مقوماته و شخصيته و ممتلكاته فأصبح متشردوا أوربا يتنتعون بحق المواطنة الفرنسية في الجزائر و كذا اليهود وفقا لقرار كريميو 1870. د/ سياسة التنصير : و تحويل المسلمين الى مسيحيين من أبرز مظاهرها - تحويل المساجد إلى كنائس . تشجيع البعثات التبشرية و هدم المؤسسات الاسلامية . ه/ سياسة الفرنسة : من مظاهرها : - محاربة اللغة العربية بتجميد استعمالها . - تشويه التريخ الوطني و محاولة غرس التاريخ الفرنسي . - محاولة اقلاع الجزائر من واقع الانتماء العربي الاسلاني بمنح الجنسية الفرنسية للجزائريين . التنظيم الاداري : أبحت الجزائر أرضا فرنسية حسب الدستور الفرنسي مقسمة إلى 03 مقاطعات : قسنطينة ، الجزائر ، وهران و قد تميز النظام بــ : أ- طابع عسكري (1830-1870). ب- طابع مدني (بعد 1870 ). ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ حليل السياسة الاستعمارية : إداريا: : تسخير إمكانيات عسكرية و مادية ضخمة لغزو و احتلال الجزائر – محاولة خنق المقاومة - المجازر و الإبادة في حق الجزائريين إداريا : إصدار مجموعة من المراسيم و القوانين أهمها : مرسوم 1834 – و قانون 1848 ( إلحاق الجزائر بفرنسا) قانون 1845 ( تقسيم الجزائر إلى 03عمالات ) قانون سيناتوس كونسيلت 14 – 07 – 1865 ( الجزائريين رعايا فرنسيين قانون كريميو 24 – 10 – 1870 ( منح اليهود الجنسية الفرنسية ) قانون الأهالي في مارس 1871 ( إجراءات عقابية ضد الجزائريين لأتفه الأسباب ) قانون التجنيد الإجباري 03 – 02 – 1912 ( تجنيد الجزائريين ) اقتصاديا : إصدار مجموعة من المراسيم لمصادرة ملكيات الجزائريين تشجيعا لسياسة لاستيطان و إضعافا لروح المقاومة منها : نزع ملكية القبائل و وفقا لأمري 1844 – 1846 – 1863 قانون وارني 1873 و قانون 1887 قانون المستثمرات الفلاحية لتشجيع الشركات الأوربية توجبه الزراعة و الصناعة لخدمة الاقتصاد الفرنسي مـــاليا : و تتعلق بنظام الضرائب و البنوك بهدف إرهاق الجزائريين ماليا و تسهيل المعاملات المالية للمستوطنين منها : فتح عدة بنوك بداية من 1851 – و فرض عدة ضرائب و اتوات على الجزائريين مجلس لتسيير الشؤون المالية الجزائرية و إصدار قانون 1900 الذي منح المستوطنين الاستقلالية المالية و الاقتصادية عن فرنسا اجتماعيـــــا : أسهمت القوانين و الاجراءات الفرنسية الإدارية و المالية و الاقتصادية في تدهور الأوضاع الاجتماعية للجزائريين ( الإخضاع للمستوطنين - خماسين – الأوبئة و الأمراض- الهجرة و النزوح و تقسيم الاعراش - المجازر - فرنسة الأسماء - محاولة مسخ الهوية قـــضائيا : إصدار مجموعة قرارات تهدف إلى إلغاء التشريع الإسلامي في الجزائر و تعويضه بقوانين القضاء الفرنسي منها : قرارات و قوانين 1834 – 1854 – 1866 – 1889 ثقــافيا و دينيا : بهدف القضاء على هوية الشعب و طمس معالم شخصيته الحضارية من خلال : فرنسة المدارس بتطبيق المناهج الفرنسية و فرنسة المحيط محاربة تدريس اللغة العربية و التعاليم الإسلامية و التضييق على العلماء و الأئمة و تدمير المساجد و تحويلها إلى ...... تشجيع وتمويل الحملات التنصيرية و توظيف بعض الزوايا إبراز الانعكاسات السلبية على المجتمع الجزائري - زوال مظاهر السيادة الجزائرية ( الكيان الجزائري) - تفكيك البنية الاقتصادية و الاجتماعية - تفشي الأمية و الجهل - زرع مجتمع غريب عن الجزائر في كل شيئ - إحلال القضاء الفرنسي محل القضاء الجزائري الإسلامي - نشر الخراب والدمار بسبب الحملات العسكرية و سياسة الأرض المحروقة - فرنسة المحيط الجزائري - هجرة الجزائريين إلى الخارج حميدو رايس البلد: ورقلة. الجزائر العميقة عدد المساهمات: 181 نقاط: 297 تاريخ التسجيل: 03/09/2010 العمر: 28 الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل درس في التاريخ الجزائرمنذ : إبان العهد الإستعماري مُساهمة من طرف حميدو رايس في الأحد فبراير 19, 2012 4:59 pm السياسة الفرنسية تجاه الحركة الوطنية 1919/1954 استخدمت فرنسي ضد الحركة الوطنية سياسة مزدوجة تتمثل في الإغراءأحيانا والقمع أحيانا أخرى : أولا : سياسة الإغراء ومظاهرها : I- إصلاحات 1919 ii- مشروع بلوم فيوليت 1935م •ظهر على اثر وصول الجبهة الشعبية إلى السلطة في فرنسا (الاشتراكية)حاولت تهدئة الوضع المضطرب (الإضرابات في فرنسا والجزائر ) وترضي دعاة الإدماج لقطع الطريق على دعاة الاستقلال بعد حل حرب نجم شمال إفريقيا فأصدرت بعض الإصلاحات وكلفت الوالي العام(1925/1927) موريس فيوليت بتنفيذها . •نص مشروع بلوم فيوليت على : - إدماج الجزائر بفرنسا - منح النخبة حق الانتخاب في المجالس البلدية - منح الجنسية الفرنسية للجزائريين مع الاحتفاظ بالأحول الشخصية - إلغاء الأحكام الخاصة - إصلاح التعليم والزراعة •لقي المشروع اهتماما من جماعة النخبة التي دعت إلى عقد المؤتمر الإسلامي * لقي المشروع معارضة قوية من المعمرين والتيار الاستقلالي الى جانب قيام الحرب العالمية الثانية iii- إعلان العفو العام 09/03/1946. Iv- دستور الجزائر 1947م •هو قوانين لتسيير الحياة في الجزائر وهو برنامج إصلاحي لدعم السياسة الاستيطانية صدر في 20/9/1947 •تعود دواعي صدوره إلى : -تزايد الوعي الوطني الجزائري بعد 8/5/1945 - تزايد نشاط الحركة الوطنية تقارب وجهات نظر الحركة الوطنية وتزايد التيار الاستقلالي - محاولة فرنسا احتواء الحركة الوطنية - محاولة فرنسا بث الخلاف والصراع بين تيارات الحركة الوطنية •أهم بنود الدستور : - الجزائر جزء لا يتجزأ من فرنسا يتساوى سكانها...... - يحافظ المسلمون على الأحوال الشخصية الإسلامية - الوظائف العامة مدنية وعسكرية مفتوحة أمام الجزائريين على السواء - فصل الدين عن الدولة واعتبار اللغة العربية لغة رسمية - إنشاء مجلس جزائري منتخب ( 60نائبا جزائريا 60 نائبا فرنسيا) مهمته دراسة ميزانية الجزائر وقراراته مرتبطة بموافقة الحكومة الفرنسية . - إنشاء مجلس حكومة يتكون من 06 أعضاء حول الحاكم العام المعين •ردود الفعل تجاه الدستور : 1 – موقف الكولون:لقي ترحيبا من المعمرين لأنه - منحهم بعض الاستقلال عن حكومة باريس - إدراكهم عدم تطبيق ما كان في صالح الجزائريين لتمركز السلطة في أيديهم. 2 - موقف الحركة الوطنية رفض الدستور لأنه - جاء بمساواة مزيفة - إهمال الكيان الجزائري - عدم إشراك الشعب الجزائري في وضعه * مجاله في التطبيق : لم يطبق منه ما كان في صالح الشعب الجزائري فلم يفصل الدين الإسلامي ولم ترسم العربية ولم يلغى الحكم العسكري والبلديات المزدوجة ولم تفتح الوظائف وبالمقابل مكن المعمرين من الاستقلال بتسيير الجزائر وبالتالي تحكمهم أكثر في رقاب الجزائريين إلى جانب تزوير انتخابات مجلس الجزائر . ص3 ثانيا سياسة القمع ومظاهرها: I- حل الأحزاب ومصادرة الممتلكات ومتابعة الزعماء بالسجن أو النفي ii- ارتكاب مجازر في حق الشعب الجزائري((8/5/1945) •أسبابها : - خروج الشعب الجزائري في مظاهرات بمناسبة الاحتفال بالانتصار على النازية بدعوة من جبهة أحباب ب ح وترخص من السلطات الاستعمارية - تنامي الوعي لدى الشعب الجزائري. - والاحتجاج على تنكر فرنسا لوعودها ولفت أنظار الرأي العام العالمي للقضية الجزائرية - رسالة فرنسية توحي بتمسكها بالجزائر ورفض التناماوال عنها - محاولة فرنسا القضاء على الحركة الوطنية •نتائج الأحداث : - سقوط عشرات الآلاف من أبناء الشعب الجزائري - الآلف من المفقودين المعطوبين والمعتقلين - حرق ونهب ممتلكات الجزائريين - تزايد العداء بين الجزائريين والمعمرين - حل الأحزاب وسجن الزعماء - تزايد التيار الاستقلالي والتراجع عن فكرة الإدماج - تزايد القناعة بان ما اخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة - إعادة بناء الحركة الوطنية وظهور المنظمة الخاصة - اهتزاز مكانة فرنسا الدولية - إقدام فرنسا على بعض الإصلاحات وظهور دستور 1947 iii- تزوير الانتخابات وخير مثال انتخابات مجلس الجزائر. أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية : اثر المؤتمر الثاني للحركة أيام 4/5/6/ابريل 1953 حدثت ازمة بين المؤتمرين بسبب : - الأزمة البربرية ومحاولة بعض المناضلين تكوين حرب داخل الحركة - قضية الأمين دباغين وإبعاده من الحرب بسبب خلافات شخصية مع مصالي - دخول الحركة في اللعبة وجريها وراء الانتخابات - ظهور جناحين متصارعين بالحركة احدهما يحبذ العمل المسلح والأخر العمل السياسي - اكتشاف المنظمة الخاصة من طرف الشرطة الفرنسية سنة 1950 ومتابعة أعضائها والتنكيل بهم - سلبية القيادة تجاه أعضاء المنظمة - اعتقال مصالي الحاج 1952 ونفيه إلى الخارج وفي ظل هذه الظروف انقسم المؤتمرين إلى 1- المتعصبين لمصالي( المصليون )ويرون أن مصالي مصدر أي قرار وقراراته واجبة التنفيذ وله تفويض تام وصلاحياته مطلقة وزعامته روحية 2- أعضاء اللجنة المركزية وعلى رأسهم يوسف بن خده فيرون ان القرارات يجب ان تكون جماعية حتى تكون واجبة التنفيذ مما ادى الى 1- عقد المصليون مؤتمر 14/15/16/جويلية 1954 وأعلنوا حل اللجنة المركزية 2- عقد المركزيون مؤتمرهم 13/14/15/أوت 1954 وقرروا عماوال مصالي الحاج ومن معه 3- قيام الفئة المحايدة ( أعضاء المنظمة الخاصة) بإنشاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل 23/3/1954 بقيادة محمد بوالضياف إلى جانب بن بولعيد بن لمهيدي بيطاط .حيث تم بعد ذالك •اجتماع 22 وإنشاء مجلس الثورة جوان 1954 من 5 أعضاء أصبحوا 6 في أوت 1954 *اجتماع 10اكتوبر1954 وتم خلاله الاتفاق على - القيادة الجماعية واعتماد على النفس - وتشكيل الجناح السياسي (ج ت و )والجناح العسكري ( ج ت و ) تقسيم البلاد إلى خمس مناطق وتعيين قادتها وقادة الوفد الخارجي * اجتماع 23/10/1954 وتم خلاله - وضع بيان نوفمبر - تحديد تاريخ وساعة قيام الثورة ( الساعة الصفر من يوم أول نوفمبر 1954 وهو ما تم بالفعل . ظروف قيام الثورة الجزائرية : أولا الداخلية : - فقدان السيادة الوطنية - السياسة الفرنسية التعسفية - فشل النضال السياسي - مجازر 8/5/1945 وتزايد القناعة بضرورة الكفاح المسلح - أزمة حركة الانتصار للحريات الديمقراطية - النشوة الاستعمارية لما آلت إليه الحركة الوطنية - ظهور اللجنة الثورية للوحدة والعمل ثانيا الإقليمية : - نجاح الثورة المصرية وانطلاق الثورة في تونس والمغرب - دعم الجامعة العربية ومساندتها لحركة التحرر بالمغرب العربي - دعم الحكومة المصرية والليبية لحركات التحرر العربية - تزايد الحركة القومية والإجماع العربي على دعم حركات التحرر المغاربية ثالثا الدولية : - انتشار حركات التحرر - انهزام فرنسا في الهند الصينية ماي 1954 - تراجع مكانة فرنسا الدولية - الانفراج الدولي بين الشرق والغرب - الأمم المتحدة ومبدأ حق تقرير المصير الجزائر بين 1919/1989 العمل المسلح وردود فعل الاستعمار أولا إستراتجية تنفيذ الثورة : I- على المستوى الداخلي : 1- التعبئة الشعبية : * توعية الشعب ودفعه للالتفاف حول الثورة :من خلال - بيان أول نوفمبر وتحديد أسباب وأهداف الثورة - التوعية الإعلامية ((توزيع المناشير والرسائل المكتوبة والكتابات الحائطية –صحيفة المجاهد – إذاعة صوت الجزائر .أفلام تسجيلية -1959 – وكالة الأنباء الجزائرية 1961 - مساندة الشعب ضد سياسة الإبادة الاستعمارية (( عمليات لرد الاعتبار للشعب بعد حملات الظلم والإبادة الاهتمام بالجانب الصحي والاجتماعي .دعم التعليم والتكفل بالبعثات الطلابية في الخارج) *تحميل الشعب مسؤولية تنفيذ الثورة : هجوم 20اوت 1956م بالشمال القسنطيني ظروفها : - فرض الحصار على منطقة لأوراس - إعلان الأحكام العرفية - ظهور مشروع جاك سوستال الإصلاحي استشهاد ديدوش موراد واعتقال مصطفى وبيطاط أهداف الهجومات : -الحصول على السلاح من يد العدو - الرد على المجازر التي قام بها العدو - تفنيد ادعاءات العدو أن الثورة مجرد قطاع طرق - القضاء على أي تردد في الالتحاق بالثورة - فك الحصار على لأوراس - التضامن مع المغرب في الذكرة الثانية لنفي محمد الخامس. نتائج الهجومات : - فك الحصار على لأوراس - تزايد التفاف الشعب حول الثورة والتحاق مختلف تيارات الحركة الوطنية بالثورة - تأكيد قوة الثورة ودحض ادعاءات العدو - انطلاق الثورة بالولاية الرابعة - قيام فرنسا بجلب المزيد من القوات حتى بلغ الجيش الفرنسي 400الف جندي وارتكاب مجازر في حق الشعب الأعماوال - سقوط حكومة منداس فرانس - تدويل القضية الجزائرية ((الدورة العشرة للأمم المتحدة195 * مقاطعة الإدارة الاستعمارية * تنظيم المظاهرات والإضرابات -/ إضراب 8 أيام 28/1 إلى 4/2 1957 أهدافه : - دحض ادعاءات العدو بان الثورة عبارة عن قطاع الطرق - تحقيق القطيعة النهائية بين الشعب والاستعمار - دفع الشعب للالتفاف أكثر حول الثورة لفت أنظار الرأي العالم العالمي ردود الفعل الفرنسية : - العمل بكل الوسائل لإجهاض الإضراب - إنشاء إذاعة سرية بهدف الدعاية المظللة - التهديد بالعقوبات ضد المضربين - تزايد عدد القوات بالعاصمة - عماوال الأحياء الشعبية - /مظاهرات 11/ديسمبر1960 أسبابها : ظهور سياسة القوة الثالثة فشل مفاوضات مولان بسبب تمسك فرنسا بسياسة الجزائر جزائرية من دون جبهة التحرير وفصل الصحراء نتائجها : - استشهاد 800 وإصابة أكثر من 1000من الجزائريين - تزايد دعم الراي العالمي للقضية الجزائرية - تزايد تدويل القضية الجزائرية - انقسام الفرنسيين وبوادر الحرب الأهلية الفرنسية - انطلاق مرحلة جديدة وجدية أكثر من المفاوضات - إفشال فكرة القوة الثالثة - /مظاهرات 17/10/1961 أسبابها : - فشل المراحل الجديدة من المفاوضات بسبب استمرار فكرة فصل الصحراء فقام المهاجرين بفرنسا بهذه المظاهرات لدعم جبهة التحرير الوطني نتائجها - استشهاد 300واعتقال 1200 جزائري وفرض حالة منع التجوال في حق الجزائريين ليلا - خروج الطلبة الفرنسيين بشعار الجزائر جزائرية - تنديد عالمي بسياسة فرنسا تجاه المتظاهرين - دفع فرنسا الى الدخول في مفاوضات لحل المشكلة الجزائرية 2- التنظيم المؤسساتي : بعد سنتين من الثورة تطورت الثورة من حيث العدد والانتشار مما أصبح يتطلب تزويدها بهياكل لضمان استمراريتا وسيرها الحسن لذالك عقد مؤتمر الصومام 20/أوت 1956 ظروف انعقاده : - شمولية الثورة لكل التراب الوطني - شمولية الثورة لكل فئات الشعب الجزائري * مشاركة المدنيين في هجومات 20اوت 1955 * ظهور الاتحاد العام للعمال الجزائريين 1956 * تشكيل الاتحاد الوطني للطلبة المسلمين الجزائريين * استقطاب الثورة لمختلف اتجاهات الحركة الوطنية -نجاح الثورة في كسب تأييد ومساندة عدد هام من الدول - تطوير العدو لأساليبه وإمكانياته مستهدفا القضاء على الثورة قراراته التنظيم المؤسساتي - تأسيس المجلس الوطني للثورة - إنشاء لجنة التنسيق والتنفيذ لإدارة الجهاز العسكري والسياسي للثورة - إنشاء لجان فرعية تابعة للجنة التنسيق والتنفيذ لجنة الدعاية والأخبار – اللجنة السياسية – اللجنة الاقتصادية – اللجنة الثقافية - تقسيم الجزائر الى 06 ولايات عسكرية (تقسيم كل ولاية الى مناطق وكل منطقة الى نواحي وكل ناحية الى اقسام البناء الهيكلي لجيش التحرير الوطني وتحديد المسؤوليات : •تقسمه إلى مجاهدين ومسبلين وفدائيين •توحيد الرتب وتحديد المرتبات •تنظيم وحدات جيش التحريرالفوج الفرقة الكتيبة الفيلق - إيجاد مصالح لجيش التحرير وفقا لما في الجيوش النظامية الكبرى 3- المخططات العسكرية : - اعتماد حرب العصابات الكر والفر - الاختيار الدقيق للزمان والمكان لزيادة مفعول الثورة - تكوين جيش الحدود بهدف القيام بعمليات لفك الحصار على الداخل - تكثيف العمل الفدائي بالمدن وتخريب المواصلات وطرقها والاتصالات - نقل العمل العسكري إلى داخل فرنسا ii – على المستوى الخارجي : - التمثيل الدبلوماسي: بهدف دحض ادعاءات العدو وكسب دعم وتأييد الرأي العام الدولي ركزت الثورة على العمل الدبلوماسي من خلال جهاز خاص لذالك وتمثل في •المنسق العام للثورة محمد بوضياف •الوفد الخارجي للثورة (( ايت احمد بن بله خيضر )) •وفود جبهة التحرير نحو الدول المؤتمرات والمنظمات واللقاءات الدولية والجهوية •قسم التنسيق بين الدخل والخارج برآسة امحمد يزيد •قسم الشؤون الخارجية برآسة محمد الأمين دباغين •وزارة الشؤون الخارجية للحكومة المؤقتة الجزائرية •وزارة الاعلام •التنظيمات الجماهرية ومشاركاتها الدولية أهداف دبلوماسية الثورة : •التعريف بالقضية في المحافل الدولية •فضح السياسة والإعلام الاستعماري •العمل على كسب تعاطف الرأي العام العالمي •العمل على عماوال فرنسا دبلوماسيا •إثارة الرأي العالم الفرنسي •الحصول على الدعم الدولي المادي والسياسي القضية الجزائرية في المحافل الدولية •في الأمم المتحدة •على مستوى القارة الإفريقية •على مستوى الوطن العربي •على مستوى المغرب العربي ثانيا إستراتجية الاستعمار في القضاء على الثورة : I- في الجزائر 1 – المخططات العسكرية المختلفة * مضاعفة عدد القوات والعتاد مع مرور الأيام * الاستعانة بالحلف الأطلسي * إنشاء المناطق المحرمة في الأرياف لعماوال الثورة عن * إتباع سياسة القمع والقاف الجماعي * سياسة التجويع وتقنين الغذاء * إنشاء مكاتب الفرق الإدارية الخاصةsas * إقامة المحتشدات ومراكز التجميع والتعذيب * إرغام عشرات الآلاف على الهجرة * القيام بعمليات عسكرية مدققة بهدف القضاء على الثورة * محاولة فصل الثورة عن الخارج عن طريق خطي موريس وشال الشائكين والمكهربين والملغمين •مخطط شال والمتمثل في : - منح قواته حق المتابعة خارج الحدود (( ساقية سيدي يوسف )) - تكثيف العمليات العسكرية على الثورة الواحدة تلوى الأخرى - المكوث في المناطق المهاجمة حتى تجتث الثورة منها (( + عملية التاج بالولاية الخامسة ابريل 1959 +عملية الحزام في الولاية الرابعة 1959 +عملية الأحجار الكريمةالولاية الثانية نوفمبر1959 + عملية المنظار الولاية الثالثة 1959 - استعمال الأسلحة المحرمة دوليا 2- المخططات الاغرائية : * مشروع جاك سوستال الإصلاحي * مشروع قسنطينة 13/10/1958 أ - الأهداف المعلنة للمشروع : - إعادة توزيع الأراضي الزراعية منح الجزائريين 250الف /هـ - توسيع الخدمة العامة وإقامة 250 ألف مسكن للجزائريين - توفير مقاعد دراسية لثلثي أطفال الجزائريين - العمل على تطوير اقتصاد الجزائر للقضاء على التخلف - فتح 400الف وظيفة أمام المسلمين وتخصيص 10% من الوظائف العليا للجزائريين - ضمان زيادة الدخل الوطني ب 7.5% للجزائريين ب- الأهداف الخفية للمشروع - ربط الجزائر اكثر بفرنسا - خلق طبقة برجوازية مرتبطة بفرنسا - الفصل بين الثورة الشعب الجزائري - مراقبة تحركات الجزائريين - اقناع الراي العام العالمي والداخلي بان الثورة ثورة اقتصادية واجتماعية 3- المخططات السياسية : - العمل على إنشاء ما أطلق عليه اسم القوة الثالثة - إرغام الشعب على تصويت على دستور الجمهورية 28/07/1958 الخامسة وتزوير نتاج الاستفتاء 96.5% - عرض مشروع سلم الشجعان 23/10/1958 - طرح مشروع حق تقرير المصير 06/09/1959 وقف القتال فورا + السلم لمدة 04 سنوات + استفتاء تقرير المصير بعد انتهاء الأربعة سنوات 4- مشاريع التقسيم - مشروع تقسيم الشمال إلى ثلاث مناطق 1957 أ*- جمهورية قسنطينة ذات الحكم الذاتي ب*- الإقليم الفرنسي لمنطقتي الجزائر ووهران ت*- منطقة تلمسان ذات الحكم الذاتي - مخطط تجميع المستوطنين لسنة1961 فصل الصحراء عن الجزائر 10/1/1957 وتقسيمها إلى عمالة الساورة وعمالة الواحات07/08/ 1957 و07/12/1960 ii- في الخرج : - اعتبار القضية الجزائرية شأن داخلي ومعارضة عرضها في المحافل الدولية - محاولة محاصرة الثورة الجزائرية من خلال حل مشاكل الدول المجاورة للجز - مهام البناء الوطني والخيارات السياسية والعقائدية أولا المخططات الإنمائية 1- في المجال الاقتصادي : •إتباع النهج الاشتراكي قبل 1989: - تباع أسلوب التخطيط المخطط الثاني 1, 2 والمخطط الرباعي والمخطط الخماسي الأول والثاني - إتباع أسلوب التأميم (( تأميم أراضي المعمرين وبنك الجزائر وإنشاء شركات وطنية 1963- تأميم البنوك الأجنبية والمناجم 1966- تأميم المحروقات وأراضي الثورة الزراعية 1971 - إتباع أسلوب التسيير الذاتي في الميدان الزراعي 1963 ثم الثورة الزراعية 1972 بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي من خلال تحديث الزراعة ثم التراجع عن الثورة الزراعية وظهور قانون المستثمرات الفلاحية - إقامة صناعة وطنية والاهتمام بالصناعة الثقيلة ومع منتصف الثمانينات برزت إعادة هيكلة الشركات وسياسة الخوصصة 1987 - احتكار الدولة للتجارة الخارجية وإنشاء الدواوين الوطنية والاهتمام بقطاع المواصلات وتنويع الأسواق الخارجية •إتباع اقتصاد السوق منذ 1989 : - خصخصة المؤسسات الاقتصادية - العمل على جلب الاستثمار الأجنبي تحرير التجارة الخارجية مهام البناء الوطني والخيارات السياسية والعقائدية أولا المخططات الإنمائية 1- في المجال الاقتصادي : •إتباع النهج الاشتراكي قبل 1989: - إتباع أسلوب التخطيط (( المخطط الثاني 1, 2 والمخطط الرباعي والمخطط الخماسي الأول والثاني - إتباع أسلوب التأميم تأميم أراضي المعمرين وبنك الجزائر وإنشاء شركات وطنية 1963- تأميم البنوك الأجنبية والمناجم 1966- تأميم المحروقات وأراضي الثورة الزراعية 1971 - إتباع أسلوب التسيير الذاتي في الميدان الزراعي 1963 ثم الثورة الزراعية 1972 بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي من خلال تحديث الزراعة ثم التراجع عن الثورة الزراعية وظهور قانون المستثمرات الفلاحية - إقامة صناعة وطنية والاهتمام بالصناعة الثقيلة ومع منتصف الثمانينات برزت إعادة هيكلة الشركات وسياسة الخوصصة 1987 - احتكار الدولة للتجارة الخارجية وإنشاء الدواوين الوطنية والاهتمام بقطاع المواصلات وتنويع الأسواق الخارجية •إتباع اقتصاد السوق منذ 1989 : - خصخصة المؤسسات الاقتصادية - العمل على جلب الاستثمار الأجنبي تحرير التجارة الخارجية •من الأحادية الحربية إلى التعددية: الثر اضطرابات 5/10/1988 - ظهر دستور 23/2/1989 والتعددية السياسية - إنشاء المجلس الدستوري 9/3/1989 1- الخارجية : •الانضمام للأمم المتحدة 8/10/1962 •السعي لأن تكون طرف فاعل في حركة عدم الانحياز الدخول في مفاوضات مع فرنسا للتخلص من قيود اتفاقيات أيفيان •دعم حركات التحرر ومناهضة الاستعمار ومساندة القضية الفلسطينية والمشاركة في الحروب العربية الإسرائيلية •تزعم جبهة الصمود والتصدي •الدور الفعال في المنظمات الإقليمية والعالمية •دعم القضايا العادلة في العالم المساهمة في فض الكثير من الخلافات الدولية – إدراج القضية الفلسطينية في جدول أعمال الأمم المتحدة – المطالبة بنظام اقتصادي دولي جديد وعادل – دعم قضية الشعب الصحراوي الحركة الوطنية 1919/1954-تزايد الوعي الوطني- أدت الحرب العالمية الأولى وإصلاحات 1919 م بالجزائر إلى ظهور حركة المقاومة السياسية بالجزائر والتي عرفت بالحركة الوطنية وأهمها أولا الأحزاب السياسية: 1 – اتجاه المساواة (( دعاة الإصلاح)) * ظهر سنة 1919 بزعامة الأمير خالد تحت اسم حرب الإخاء الجزائري وتمثلت مطالبه في: - المساواة بين الجزائريين والمعمرين - الحفظ على المقومات - حرية العبادة والصحافة والاجتماع - التعليم إ م بالعربية والفرنسية - إلغاء القوانين الاستثنائية * لقي معارضة من المعمرين فحل ونفي الأمير 23 2 – اتجاه المساواة (( دعاة الإدماج )) * ظهر في جوان 1927 بزعامة عباس/التهامي/حلول * تعرض للانقسام بعد المؤتمر الإسلامي 7/6/36 أ- التجمع الفرنسي الإسلامي الجزائري /جلول ب- اتحاد الشعب الجزائري/عباس وتمثلت مطالب الأخرير قي : - المساواة التامة - الاندماج عن طريق التجنس الجماعي - إلغاء القوانين الاستثنائية * أصبح فرحات عباس خلال الحرب العالمية الثانية منشط الحركة الوطنية حيث تمكن مع جمعية العلماء وحرب الشعب الجزائري من إصدار بيان الجزائر 10فيفري 1943 : محتوى البيان : 1- إدانة الإدماج واستنكار الاستعمار والقضاء عليه 2- تطبيق حق تطبيق المصير لكل الشعوب 3- منح الجزائر دستورا خاصا يضمن ما يلي : - الحرية والمساواة دون تمييز عرقي أوديني - إلغاء الإقطاع ا لفلاحي وتحقيق الإصلاح الزراعي - جعل اللغة العربية رسمية مثل الفرنسية - حرية الصحافة والاجتماع - التعليم الإجباري المجاني للكل - حرية الدين وفصل الدين الإسلامي عن الدولة - مشاركة الجزائريين العاجلة في حكم بلادهم - إطلاق صراح المساجين السياسيين ردود الفعل تجاه البيان: 1 - الحلفاء : اعتبروا إن ما يجري أمر داخلي فرنسي وأنهم يدعمونها في كل ما تتخذه من إجراءات 2 - الوالي العام الفرنسي بالجزائر : - أعلن انه سوف يؤخذ بعين الاعتبار في وضع دستور الجزائر بعد الحرب وذالك لكسب الوقت شن حملة من الاعتقالات والمتابعات ضد /س 3 – الحكومة الفرنسية : تقدم ديغول بمشروع إصلاحات 12/12/1943 ظهرت في أمرية 7/3/1944 وهي أحيا لمشروع بلوم فيوليت * قام فرحات عباس بالرد على مشروع 7/3/1944 بإنشاءجبهة أحباب البيان والحرية 14/3/1944 * عبد إعلان العفو العام سنة 1946 قام فرحات عباس بالعادة تشكيل حربه تحت اسم الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري وأصبحت مطالبه : - إقامة جمهورية جزائرية متحدة مع فرنسا فدراليا 3- الاتجاه الاستقلالي : * ظهر في شكل نقابة لعمال شمال إفريقيا تحت اسم نجم شمال إفريقيا ثم تحول إلى حرب سياسي 20/6/1926 بطالب باستقلال بلدان المغرب العربي ثم أصبح حرب جزائري فيفري 1927 بزعامة مصالي الحاج وتمثلت مطالبه في : - الاستقلال التام للجزائر -جلاء الجيش الفرنسي - إنشاء جيش جزائري - مصادرة أملاك الكولون والشركات الاحتكارية - إنشاء مجلس وطني منتخب •تعرض للحضر سنة1929 ثم سنة 1933 وحل قضائيا 26/1/1937 ليظهر تحت اسم جديد حرب الشعب الجزائري 1/3/1937 م وكانت مطالبه تتمثل في : - إنشاء حكومة مستقلة عن فرنسا - إنشاء برلمان جزائري - احترام الشعب الجزائري - احترام اللغة العربية والدين الإسلامي •تعرض الحرب للحل في بداية الحرب العالمية الثانية •شارك بفعالية في بيان فيفري 1943 •ظهر بعد الحرب2/11/ 1946 تحت اسم حركة الانتصار للحريات الديمقراطية وتمثلت أهدافه في - إلغاء النظام الاستعماري وإقامة نظام وسيادة وطنية - إجراء انتخابات عامة دون تمييز عرقي أو ديني - إقامة جمهورية جزائرية مستقلة ديمقراطية- اجتماعية •انشأ الحرب جناح عسكري سري عرف بالمنظمة الخاصة فيفري 1947 هدفها الإعداد المادي والبشري للكفاح المسلح 4- الحرب الشيوعي الجزائري * ظهر كفرع للحزب الشيوعي الفرنسي 1936 بزعامة عمار اورزقان ثم كحرب جزائري جويلية 1936. وتمثلت مطالبة في: - المساواة في الحقوق بين الفرنسيين والجزائريين . - المطالبة بالجنسية المزدوجة . - إنشاء حكومة منتخبة يكون لها ممثل في فرنسا . * ظهر بعد الحرب العالمية الثانية 1946 تحت اسم أصحاب الحرية والديمقراطية . ثانيا الحركة الإصلاحية: •وظهرت سنة 1927 تحت اسم نادي الترقي ثم انبثق منها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين5/5/1931بزعامة عبد الحميد بن باديس وعضوية البشير الإبراهيمي ألعقبي والتبسي وتمثل برنامجها في - حرية التعليم العربي وفتح المدارس - رفع القيود عن الإسلام وفصله عن الدولة - محاربة الإدماج والتجنس والتنصير - إصلاح المجتمع بالعودة بالدين الإسلامي إلى أصوله الصحيحة - حرية الصحافة * تمثلت وسائل الجمعية في 1 الصحافة ((المنتقد-الشهاب –الشريعة المحمدية- السنة النبوية – الصراط المستقيم – البصائر)) المدارس أكثر من 150 مدرسة 2 المساجد 3 النوادي بعد وفاة عبد الحميد أصبحت بقيادة البشير الإبراهيمي *لعبت دورا بارزا في المؤتمر الإسلامي 1937 وبيان الجزائر فيفري 1943 =المؤتمر الإسلامي7/6/1936 : عقد بطلب من نخبة دعاة الإدماج لمناقشة مشروع بلوم فيوليت حيث شراك فيه التيار الاندماجي وعلى رأسه فرحات عباس إلى جانب جمعية العلماء والحزب الشيوعي وامتنع حرب الشعب الجزائري وخرج المؤتمر بالمطالب التالية - إلغاء القوانين الأهلية الاعتراف بالعربية لغة رسمية - محافظة المسلمين على أحوالهم الشخصية - الانتخاب مشترك في صندوق وا حد - القيام بتطهير عام في الإدارة الجزائرية - تمثيل الجزائريين في البرلمان الفرنسي قدمت مطالب المؤتمر لرئس الحكومة الفرنسية الذي وعد بدراستها غير انها لقيت معارضة من الكولون. م استعادة السيادة الوطنية وبناء الدولة الجزائرية المفاوضات واتفاقيات الاستقلال: أولا الأسباب والدوافع: •فشل الحل العسكري بالنسبة لفرنسا •تزايد التكاليف الباهظة للحرب والتي أنهكت فرنسا •عجز فرنسا بإقناع الرأي العام العالمي بموقفها •تزايد معارضة الشارع الفرنسي للحرب في الجزائر الأمهات الفرنسيات + الطلبة الفرنسيين •اقتناع فرنسا بخطر الثورة على السيادة الفرنسية •عمل الثورة بكشف الادعاءات الفرنسية بتبنيها حق تقرير المصير •محاولة الثورة تحقيق الأهداف بأقل التكاليف ثانيا مبادئ المفاوضات : •وحدة التراب والشعب •السيادة الجزائرية الكاملة •جبهة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري ثالثا مراحل المفاوضات : 1- محادثات مولان : 27-29/06/1960 انتهت بالفشل بسبب تمسك فرنسا ب •وقف القتال أولا •يجب أن تكون المفاوضات متعددة الأطراف •فصل الصحراء 2- لقاء لوسارن بسويسرا 20/02/1961: - جاءت على اثر مظاهرات 11/12/1960 التي أقنعت فرنسا والعالم بأن جبهة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري - فشلت المفاوضات بسبب تمسك كل طرف بمواقفه الوقف الفرنسي الموقف الجزائري - الحكم الذاتي - تجزئة الجزائر عرقيا ودينيا - فصل الصحراء عن الشمال - الطاولة المستديرة - الهدنة - السيادة الكاملة - وحدة الأمة الجزائرية - الوحدة الترابية - جبهة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الجزائري - وقف إطلاق النار - 3- مفاوضات أيفيان الأولى :20/ماي 1961 جاءت على اثر محاولة الانقلاب 22افريل 1961 وقد فشلت بسبب تمسك فرنسا بفصل الصحراء والمبالغة في الحفاظ على امتيازات المعمرين 4- لقاء بال بسويسرا اكتوبر نوفمبر اكتوبر نوفمبر 1961 جاءت اثر مظاهرات 17/10/1961 وتم خلالها التطرق ل : •سير المرحلة الانتقالية والهيئة التنفيذية المؤقتة •الواجد العسكري الفرنسي في الجزائر المستقلة •انضمام الجزائر الى منظمة الفرانكفونية •مبدأ ازدواجية الجنسية 5- اتفاقيات ايفيان 7/18/1962 ادت الى توقيع الطرفين على ماعرف باتفاقيات ايفيان يوم 18/03/1962 وتمثل المحتوى في •وقف العمل العسكري في منتصف يوم 19/03/1962 •الاعتراف باستقلال الجزائر وسيادتها على كامل لترابها •تأجير قاعدة المرسي الكبير 15 سنة وقاعدة رقان ومطار عنابه وبوفاريك لمدة 5 سنوات •تكفل الجزائر بسلامة الحقوق الخاصة والامتيازات وحرية الشركات الفرنسية في ممارسة نشاطها •التعاون بين الطرفين في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي •تحديد الفترة الانتقالية بستة أشهر يتم خلالها التحضير لإجراء استفتاء تقرير المصير •تشرف اللجنة التنفيذية المشتركة على الحكم خلال الفترة الانتقالية ظروف قيام الدولة الجزائرية : 1- الاستفتاء وانتقال السلطة: - تم إجراء الاستفتاء يوم 1/7/1962 وكانت النتيجة 96.5% بنعم للاستقلال - تم الإعلان عن الاستقلال يوم 5/7/1962 - تم تكوين الجمعية التأسيسية سيبتمبر1962 - أعلنت الجمعية التأسيسية 26/9/1962 عن قيام الجمهورية الجزائرية 2- ضخامة المشاكل الاقتصادية والاجتماعيةوالسياسية * المشاكل الاجتماعية أ*- مخلفات الثورة التحريرية : الملايين من اليتامى والأرامل والمعطوبين والمشردين واللاجئين والمسرحين من السجون والمحتشدات والمجاهدين العائدين من الجبال ب*- مخلفات 132 سنة من الاستعمار الفقر والجهل والأمراض والأوبئة والبطالة * المشاكل الاقتصادية : أ- اقتصاد مدمر وخزانة خاوية - صناعة ضعيفة ومخربة ومشلولة 1- فرار الإطارات الأوربية 2- انتشار الجهل بين الجزائريين 3- تهريب الأوربيين لرؤوس لأموال 4- رفض المؤسسات الدولية تمويل الاقتصاد الجزائري 5- تخريب المعمرين للمؤسسات الجزائرية قبل رحيلهم - تجارة محتكرة وعاجزة •المشاكل السياسية: - قيود اتفاقيات ايفيان وكيفية التخلص منها - الصراع على السلطة بين الجزائريين - الأطماع الخارجية الخلاف مع المغرب على الحدود الاختيارات الكبرى لإعادة بناء الدولة الجزائرية : بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار عقد مؤتمر طرابلس في أواخر ماي وأوائل جوان 1962 و تم خلاله تحديد الخيارات الكبرى للدولة الجزائرية المستقلة والمتمثلة في : أولا الخيارات السياسية : •محاربة الاستعمار ودعم حركات التحرر •دعم السلم والتعاون الدولي العادل والمتوازن •تجسيد الوحدة المغاربة والعربية والإفريقية •تأكيد مبدأ الحرب الواحد والتوجه الاشتراكي وتحقيق الديمقراطية •رفض النزعة الذاتية والارتجال ثانيا الخيارات الاقتصادية : •محاربة التسلط الاحتكاري والإقطاعي •بناء اقتصاد وطني متكامل وتحقيق الاستقلال الاقتصادي •تطبيق سياسة التخطيط •مراجعة العلاقات الاقتصادية مع الخارج •تطوير الريف وتصنيع البلاد التأكيد على النظام الاشتراكي كوسيلة للتنمية الشاملة والمتوازنة ثالثا : الخيارات الاجتماعية والثقافية •رفع مستوى المعيشة القضاء على البطالة وتحسين الوضعية الصحية وتوفير السكن •ترقية اللغة العربية كعنصر أساسي للهوية الوطنية •وإحياء التراث الوطني في إطاره العربي الإسلامي •وتجاوز التغريب الثقافي •دعم الثقافة الوطنية على أسس علمية وثورية * المصدر:https://belmamoune.ahlamontada.net/t633-topic حميدو رايس البلد: ورقلة. الجزائر العميقة عدد المساهمات: 181 نقاط: 297 تاريخ التسجيل: 03/09/2010 العمر: 28 الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل بيبليوغرافيا مُساهمة من طرف حميدو رايس في الجمعة سبتمبر 27, 2013 7:37 pm السلام عليكم و رحمة الله بيبليوغرافيا تاريخ الجزائر و الحرب التحرية : 1954 1962 https://www.wahat-ettarikh30.4t.com/bib.htm حميدو رايس البلد: ورقلة. الجزائر العميقة عدد المساهمات: 181 نقاط: 297 تاريخ التسجيل: 03/09/2010 العمر: 28 الرجوع الى أعلى الصفحة https://30dz.justgoo.com/t1494-topic |
|||
2015-03-26, 18:10 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
الحصة -1- : السياسة الاستعمارية في الجزائر الخميس, نوفمبر 17, 2011 ABDENOUR HADJI 1 1- سياسة الإدماج : أصرت فرنسا على جعل الدولة الجزائرية تابعة لفرنسا فأصدرت بذلك عدة مراسيم من بينها : مرسوم 4 مارس 1848 : ينص على أن الجزائر جزء من فرنسا مرسوم 22جوان 1834 : ينص على اعتبار الجزائر جزء من ممتلكات فرنسا 2- مصادرة الأراضي: تعني سلب الأراضي من الجزائريين ومنحها للمستوطنين متخذين في ذلك عدة أساليب منها أ- مصادرة الأراضي باسم القانون ب- استعمال مبدأ المصلحة العامة ج- نقل ملكية الأرض إلى المستوطنين ودعمها بـ : * مصادرة الأراضي باسم القانون * استعمال مبدأ المصلحة العامة * نقل ملكية الأرض إلى المستوطنين وعدمها ب : 1/ إلغاء الحواجز الجمركية 1851 2/ فتح البورصة 1852 3/ إنشاء الهيئات الفلاحية المتخصصة 3- سياسة الفرنسة : حاولت فرنسا طمس معالم الهوية الجزائرية العربية الإسلامية بحذف اللغة العربية من المدارس وجعلها لغة أجنبية تمثلت السياسة الاستعمارية في مجال الفرنسة في : أ- إحلال اللغة الفرنسية محل اللغة العربية في جميع المعاملات ب- القضاء على جميع مراكز تعليم اللغة العربية ج- تسمية الشوارع والأحياء الجزائرية بأسماء شخصيات فرنسية 4- سياسة الاستيطان: تعتبر سياسة الاستيطان إسكان أجانب أوروبيون وفرنسيون للأراضي الجزائرية وسلب الأراضي الزراعية من ملاكها ومنحها للمستوطنين لتنتشر زراعة الكروم لإنتاج الخمور حيث بلغ عدد المستوطنين سنة 1870 250000 مستوطن منها 129610 فرنسي و 120000 أوروبي وعدد المستوطنات 266 مستوطنة 5- سياسة التنصير: أصرت فرنسا على جعل الجزائر دولة غير إسلامية وقد تم ذلك بعدة أساليب من بينها : * هدم المساجد وتحويلها إلى كنائس * اعتبار الحج من التعصب الديني * نفي الأئمة ب) التنظيم الإداري: ألحق الدستور الفرنسي الجزائر بفرنسا في المادة 109 من الدستور ، وقسمت الجزائر إلى ثلاث مقاطعات ( الجزائر- قسنطينة – وهران ) مراحل الحكم الإداري: 1- الحكم العسكري 1830-1870 : كان الجيش هو السلطة القوية المسيرة للبلاد 2- الحكم المدني بعد 1870 : تغير نظام الإدارة من نظام عسكري إلى نظام مدني المقاومة المسلحة: رغم إخماد السلطات الاستعمارية للمقاومات الجزائرية الشعبية بدءا من مقاومة متيجة 1830 إلى مقاومة أحمد باي 1832- 1848 وعدة مقاومات أخرى ( الأمير عبد القادر ، الأغواط ) إلا أنها ظلت مستمرة. الانتفاضات : تعددت الانتفاضات الشعبية ضد الواقع الذي فرضه الاستعمار الفرنسي بآلياته سواء في شكلها الجماعي مثل : انتفاضة الرماة بالحراش 1841 وفي شكلها الفردي كتمرد أفراد على قوانين الاستعمار كقانون التجنيد الإجباري 1812. المقاومة الفكرية: ** الأحزاب ** تتمثل في توجيه نداءات بعرائض إلى السلطات في الجزائر وفرنسا وظهرت بالثلاثينيات بزعامة حمدان بن عثمان خوجة وتمثلت مطالبهم في : 1- المطالبة بالجلاء السريع للجيش الفرنسي وبلجنة تحقيق في الجزائر ضد المجازر المرتكبة من طرف الاستعمار 2- احترام مضمون معاهدة الاستسلام 05/07/1830 وعلى إثرها ظهر اتجاهان : أ/ اتجاه المحافظين : بقيادة عبد القادر مخاوي وعبد الحليم سماية وأهم مطالبهم : * معارضة الفكر الغربي والحفاظ على الجنسية الجزائرية * الإبقاء على النظم الإسلامية والقيم العربية ب/ اتجاه النخبة : من أبرز قادته ابن تامي وأحمد اسماعيل بوضربة دعوا إلى التجنيس والإدماج مع الاحتفاظ بالشخصية الإسلامية ( مسلم فرنسي ) ** الصحافة ** تمثل دورها في البداية في كسر الجمود الفكري وإيقاظ الضمير الإسلامي في الجزائر وكانت تصل من مصر وتونس عن طريق الحجاج والمهاجرين أهمها : جريدة الجزائر 1908 لعمر راسم وجريدة الفاروق 1913. ** الجمعيات والنوادي ** كان لها دور كبير في نمو الوعي الوطني وبث روح النهضة من أهمها الجمعية الراشدية 1902 ، نادي صالح باي 1909 ، والجمعية التوفيقية 1908. بالتـوفيق لكــــم يا أبنائي تصنيف : 4eme الدروس رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية 1 التعليقات: إرسال تعليق روابط هذه الرسالة إنشاء رابط أرسل أسئلتك في رسالة الآن هنا foxyform عنواني على الفايس بوك: Abdo Hadji | bourdj bou arerridj34000 قناتي على اليوتوب أعلن معنا... إعلانات الآن هنا ... أعلام وشخصيات الجزائر تبادل المعلومات Twitter Delicious ******** Digg Stumbleupon Favorites More الشائعة تصنيف أرشيف عدد الزوار للموقع Sparkline 1,259,700 المشاركات الشائعة السنة الأولى متوسط التـــــاريــــــــخ المجال الأول : شمال إفريقيا قبل التاريخ الدرس الأول : ما قبل التاريخ العـــام . 1-تعريف الت... مذكرات تخرج ماستر أدب عربي لقد تم بحمد الله رفع 450 رسالة ماجستير وفيها 100 مذكرة تخرج ليسانس أدرب عربي وأسأل الله الرضى والتوفيق وان يجعلنا من أهل جنته ... دروس تاريخ وجغرافيا والتربية المدنية السنة الثالثة متوسط مذكرات التربية المدنية للسنة الثالثة متوسط وفق طريقة المقاربة بالكفاءات الوحدة الأولى: المؤسسات العمومية والخدماتية الولاية الأ... نبذة قصيرة عن يوم الشهيد في الجزائر هو يوم 18 فيفري من كل عام ، وقد اتخذ يوم 18 فيفري من كل سنة يوما للاحتفال بذكرى الشهيد عرفانا لما قدمه الشهداء من نفس و نفيس ويمثل هذا اليو... الحصة -2- : الحركة الوطنية 1919 1945 عوامل ظهور الحركة الوطنية : العوامل الداخلية : * إصدار فرنسا قانون التجنيد الإجباري سنة 1912 * السياسة الاستعمارية * توسع نشاط الفكر ال... ملخص بحث عن جمعية العلماء المسلمين تلخيص كان من طرف حاجي عبد النور: الدعوة إلى تأسيس جمعية علماء المسلمين وبناءا على رواية الإبراهيمي ، فإن ابن باديس قد زاره في س... بحث حول جمعية العلماء المسلمين - من إنجاز عبد النور حاجي - الإمام عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي بحث حول جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من إنجاز: عبد النور حاجي خطــــــــة ا... مذكرات التربية المدنية والتاريخ السنة الثانية متوسط مذكرات السنة الثانية متوسط في التربية المدنية (وفق منهجية المقاربة بالكفاءات) الوحدة الأولى: القيم الاجتماعية الأسرة والمجتمع ... عيد النصـــــــــــر 19 مارس إن تاريخ الجزائر حافل بالمناسبات وأحداث التاريخية، ومن هذه المناسبات عيد النصر الذي يصادف 19 مارس من كل سنة ولنعطى توضيحاً شاملا وفهمً... البحرية الجزائرية في أواخر العهد العثماني لقد اهتمت الإيالة الجزائرية بالجوانب العسكرية المختلفة، فمثلما نظمت جيشها البري، وأولته عناية كبيرة، فقد كرست أيضا اهتمامها بالجيش ا... المتابعون: أقسام الموقع 4eme الأسئلة 4eme الدروس Algerie Ancience chat أخبار الولاية والبلدية أسئلة و نماذج BAC أعلام أوشخصيات الجزائر أعلام وشخصيات أوروبية الدستور الجزائري السنة الأولى ثانوي السنة الأولى متوسط السنة الثالثة ثانوي السنة الثالثة متوسط السنة الثانية ثانوي السنة الخامسة الإبتدائي القرآن الكريم بث المباشرة للقنوات بحوث في التاريخ بحوث في الجغرافيا بنك الخرائط BAC تاريخ أوربا تاريخ إسلامي تاريخ الجزائر تاريخ الشعوب تاريخ قديم تطبيقات 4 متوسط تهاني المناسبات جمعية التاريخ والتراث والآثار جمعية براءة للطفولة السعيدة خرائط تاريخية وجغرافية دروس السنة الثانية متوسط دروس السنة الرابعة متوسط دليل استخراج الوثائق رسوم ومخططات توضيحية شخصيات BAC قاموس اللهجة قصائد وقصص كتب مهمة جديدة كلمات تاريخية مذكرات تخرج مذكرات تخرج تاريخ مصطلحات BAC معالم تاريخية مقالات تاريخية من تراثينا ** تيويرة ** من واقعنا وثائق إدارية جزائرية وثائق خاصة بالأستاذ ولايات الجزائر أرشيف الموقع ◄ 2015 (5) ◄ 2014 (113) ◄ 2013 (212) ◄ 2012 (63) ▼ 2011 (77) ◄ ديسمبر (14) ▼ نوفمبر (25) أول دستور جزائري 1963 م النـص الـكـامـل لإتــفــاقـيــات إيـفـيـان صور تذكارية للكشافة الإسلامية لفوج "حاجي المسعود" ... كلمات عبد النور التاريخية الحصة -3- : الحركة الوطنية 1945 – 1953 الحصة -2- : الحركة الوطنية 1919 1945 الحصة -1- : السياسة الاستعمارية في الجزائر المجاهد عبد السلام بوشارب يرد على مذكرات الطاهر زب... مراحل ونتائج الحملة الفرنسية للجزائر الحصار البحري للسواحل الجزائرية (1827- 1830 ) أسباب الحملة الفرنسية على الجزائر الحملة الفرنسية على الجزائر: اليوم العالمي لعيد الطفولة الذي يصادف 1 جوان من كل... الصالون الولائي الأول الدورة الرياضية لجمعية براءة عيد الشجرة 21 مارس احتفال بعيد النصر 19 مارس 2011 معرض الكتاب بالمركز الترفيه العلمي ببليمور يوم : ... يوم الشهيد احتفال الجمعية بهذا يوم 17 فيفيري 2011 ... الرحلة السياحية إلى مدينة سطيف في يوم :12 فيفري 2... حملة النظافة 11/02/2011 نبذة عن الجمعية رسالة من الشاعر ساعد بولعواد عيد الأضحى المبارك ملتقى الأول حول تطوع الشباب ◄ أكتوبر (13) ◄ سبتمبر (3) ◄ أغسطس (7) ◄ يوليو (12) ◄ مايو (2) ◄ فبراير (1) ◄ 2010 (2) RSS Feedاشترك عبر RSS feed Follow Us on Twitter!تابعنا على تويتر Be Our Fan!تواصل عبر ******** https://www.********.com/zaouiacheikhmalik?fref=ts التعريف بالأعياد الوطنية 18 فيفري اليوم الوطني للشهيد يوم 19 مارس 1962 يوم النصـــر يوم 08 مـاي 1945 مجازر 08 ماي 1945 يوم 19 مـاي 1956 يوم الطــالب يوم 05 جويلية 1962 عيد الإستقلال والشباب يوم 20 أوت 1955-1956 يوم المجــاهد يوم 17 أكتوبر 1961 يوم الهجــرة يوم 01 نوفمبر 1954 عيد الثــورة يوم 11 ديسمبر 1960 مظاهرات https://abdenour-hadji.blogspot.com/2...me.htmlالشــعب |
|||
2015-03-26, 18:12 | رقم المشاركة : 11 | |||
|
|
|||
2015-03-26, 19:11 | رقم المشاركة : 12 | |||
|
|
|||
2015-03-26, 19:13 | رقم المشاركة : 13 | |||
|
|
|||
2015-03-25, 21:07 | رقم المشاركة : 14 | |||
|
السلام عليكم إخواني في الله لديا بحث عن دراسة الرواية و فيه جزئية تتحدث عن القيمة الفنية للرواية فماهي خطوات دراسة الرواية من ناحية القيمة الفنيةو جزاكم الله خيرا |
|||
2015-03-26, 17:51 | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
اقتباس:
١٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠بقلم سوسن باقري تكبير النصتصغير النصنص فقط - مستخرج من رسالة ماجستير بإشراف الدکتور سيد إبراهيم آرمن أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج. الملخص: إنّ هذا المقال یحمل عنوان «الرواية العربية الحديثة نشأتها وتطورها» يحاول أن يتعرف المراحل المتعددة التي مرت بها الرواية العربية الحديثة حتی وصلت إلی الواقعية أولی الإتجاهات الروائية المعاصرة في الأدب العربية.و يتناول ثلاثة المباحث، المبحث الأول: الرواية : نشأتها وتطورها في البلاد العربية و المبحث الثاني يتحدث فيه عن أنواع القصة في الأدب العربي و يشتمل المبحث الثالث عناصرالرواية. الباحثة: سوسن باقري طالبة بجامعة آزاد الإسلامية في کرج في فرع اللغة العربية وآدابها الكلمات الدليلية : الرواية، نشأة الرواية، القصة، القصة الفنية،عناصر الرواية التمهيد الرواية تشکيل للحياة ويعتمد هذا التشکيل علی حدث الناس فی خلال شخصيات متفاعلة مع الأحداث والوسط الذی تدور فيه هذه الأحداث وتصل فی النهاية إلی نتيجة اجتماعيّة أو سياسيّة أو فلسفيّة و ... حاجة الإنسان إلی رواية الأحداث التي تقع له ودفع الآخرين إلی مشاركتها وانتقال تجاربه وأحاسيسه بالآخرين تعد من الحاجات الفطرية للإنسان وهو ينتقل هذه الحاجة إلی عالم الخارج بطرق مختلفة، وكان أكملها رواية الأحداث عن طريق اللغة.رواية الأحداث في بداية الأمر ظهرت بألاشکال القصيصة المحددة فی الأحداث والشمول والتصوير وفي الموضوعات الخياليّة والوهميّة ثم برزت بشکل القصة الطويلة بصفة غيرالمحددة فی الشمول والأحداث وکانت موضوعاتها غيرالواقعية علی أساس أمور الغيبيّة والوهميّة لإرضاء قرائها ثم تميل إلی الحديث عن الوقايع الحياة للعلاج الواقع الإنساني والنفسي والاجتماعي. إنّ رواية العربية المعاصرة متاثرة عن الروايات الغربية بنحو الکبير فی الحقيقة تاثر الأدباء العرب بعد إتصالهم بأوروبا عن القصص الغربي وکان رائدهم هو، «رفاعة الطهطاوي» الذی صدر روايته باسم «تلخيص الإبريز» وبعده فرح أنطون و«المويلحي» و«حافظ إبراهيم» و... الذين کانوا الأولين فی کتابة هذا الفن. والجيل الثاني الذين ظهروا فی مجال کتابة الرواية فی البلاد العربية خاصة فی مصر، عبارة عن «طه حسين» و «جرجی زيدان» و«محمود تيمور» و«توفيق الحکيم» و«محمد حسين هيکل» و«نجيب محفوظ»... وبعدهم عبدالرّحمن الشّرقاوي وصالح مرسي و...من الجيل الثالث ومن کبار الروائيين المعاصرين فی العالم العربي الذين قد سعوا في تطور الرواية العربية حتی وصلت إلی قمتها في العصر المعاصر. المبحث الأول: الرواية : نشأتها وتطورها في البلاد العربية تمهيد: الأدب استعمل العرب لفظ الأدب للدلالة علی معان مختلفة «فقد دلّت في عهد الجاهليّة علی الدّعاء إلی المأدبة، کما دلّت في الجاهلية والإسلام علی الخلق النبل الکريم ... ثم أطلقت علی تهذيب النفس وفي القرن التاسع وما بعده استعملت للدلالة علی جملة العلوم والفنون ... ولمّا کان القرن الثاني عشر استعملت في الشعر والنثر...» [1] الجاهلية: «ذهب العلماء والمؤرخون مذاهب مختلفة في سبب إطلاق القران اسم «الجاهليّة» علی أحوال العرب قبل الإسلام، فقد قيل أنّها سميت کذلک لتفشّي الوثينة والجهل في العرب وقد قيل به لانتشار العداوت وسفک الدم.» [2]ولكن ارتباط العرب بالقبائل المختلفة بسبب التجارة والحروب وتعامله باليهوديّة والنصرانيّة ومعرفة تعاليم التوراة والمصطلحات الدينيّة- کما جاء في کتب التاريخ والأدب- ينفي اتهام الجهل بمعني عدم الفهم.ولم يبق من الأدب في العصر الجاهلي شيئاً کثيراً، «ضاع أکثر الشعر والنثر الجاهليين حتی قال أبوعمروبن العلاء (770م) ما انتهی إليکم مما قالته العرب إلا أقلّه ولوجاءکم وافراً لجاءکم علم وشعر کثير.» [3] النثر وبدايته في الأدب العربي «قد ذهب مؤرخو الأدب في تحديد تاريخ ظهور النثر الفني ... وقال بعضهم إنّه ظهر قبل القرآن بقليل وصاحب ظهور القرآن ثم نما وازدهر أن اُقرّه عبد الحميد الکاتب وابن المقفّع وقال البعض الآخر إنّ النثر الفنّي لم يعرف عند العرب إلا مع عبد الحميد وابن المقفّع ...» [4]ينقسم النثر إلی نوعين، النثر الإيجازي والنثر التفصيلي وينقسم النثر الإيجازي إلی أنواع. أ- الخطابة «هذا اللون من ألوان النثر، فقد کان من أهم وسائل تنمية الوعي وإنضاجه، کما کان من أهم وسائل التعبير عن الدعوات الإصلاحيّة والسياسة والاجتماع.» [5] ب- التوقيعات «التوقيعات عبارات موجزة کان يکتبها الخليفه أو الموالي أوعمالّها في أسفل الشکاوى والمظالم، أوالمطالب والحاجات ... وکانت هذه التوقيعات عناية في البلاغة والإيجاز.» [6] ج- الرسائل «أخذت الکتابة تنتشر شيئاً فشياً بعد ظهور الإسلام، لامتداد سلطان العرب وحاجة الخلفاء والولاة ورؤساء الأحزاب إلی الاتصال يهتمهم أمرهم، فإنّ أکثر مصالح الدولة واختلاف الآراء في هذه المصالح وظهور التنافس بين الأحزاب دعت إلی الاهتمام بالکتابة ... وتعدّدت الرسائل الدينيّة والسياسيّة.» [7] النثر التفصيلي في عهد الراشدي حتّی عهد العباسي «حينما امتزج سلطان العرب بغيرهم من الشعوب المختلفة، تحوّل وتوّسع النثر الإيجازي وتبّدل بالنثر التفصيلي وتعدّدت فنون الکتابة کالمقالات والمناظرات والقصص والحكايات...» [8] القصة وانواعها في الأدب الجاهلي القصة لغة واصطلاحا: «قص أثره: يقصه قصا وقصيصاً ... کما جاء في اللسان والصحاح وفي التهذيب: القص اتباع الأثر ويقال خرج فلان في إثر فلان وقصا وذلک إذا اقتص إثره...» [9] القصة هي «الفن الذي نعرفه اليوم بهذا الاسم بين الأجناس الأدبية قد أطلقها العرب علی عدّة الأشياء وأطلقوا أسماء هذه الأشياء عليها وهي الحديث والخبر والسمر والخرافة ...» [10] و«تضمنت قصص الجاهليّة قصصاً فنية وأسطوريّة وواقعيّة، تصور معارک العرب وحروبهم وأساطيرهم وتروي أخبارهم وسير ملوکهم وتنتقل عن الأمم المجاورة لهم وعن الشعوب التي اتصلوا بها ... وامتزج کل هذا بالقصص العربية ...» [11] أ- أيام العرب «هي تدور حول الوقائع الحربيّة التي وقعت في الجاهليّة بين القبائل، کيوم داحس والغبراء ويوم الفجار والکلاب وبين العرب والأمم الأخری کيوم ذي قار ... وکانت هذه القصص موضوع العرب في سمرهم في جاهليّتهم وفي إسلامهم.» [12] ب- أحاديث الهوى «وهناک نوع من قصص العرب أخذوه من الأمم الأخری وصاغوه في قالب يتفق ذوقهم....». [13].ثم «نما الفن القصصي العربي مع الفتح الإسلامي وتقدم مع اتصال العرب بالشعوب الأخری وتحركهم عبر البحار والمحيطات والقارات، وامتزج الثقافة العربية بالثقافات الأجنبيّة والمعارف الواقعيّة والعلميّة التي اکتسبها العرب في رحلاتهم التجارية والحربية والثقافيّة والدينيّة.» [14] القصة الفنية في الأدب العربي قبل العصر الحديث «لم يکن القصة قبل العصر الحديث شأن يذکر، بل کان لها مفهوم خاص، لم ينهض بها، ولم يجعلها ذات رسالة اجتماعيّة وإنسانيّة ولابد أنّه کانت للعرب حکايات يتلهون بها ويسمرون ولو عددنا مثل هذه الحکايات قصصاً، لکانت القصة أقدم صورة للأدب في العالم، لأنّ کل الشعوب الفطريّة تسمرعلی هذا النحو البدايي، ولکن مثل هذه القصص إذا کانت لها دلالة شعبيّة، فليست لها قيمة فنيّة حتّی تعد جنساً أدبياً...» [15] و إنّ «عيون الأدب العربي التي نمت بصلة للقصة في فنها وغرضها هي قسمان : مترجم الدخيل وعربي الأصيل ونذكر من النوع الأول، "كليلة ودمنة"، ثم "ألف ليلة وليلة" ومن النوع الثاني نعرف "المقامات" و"رسالة الغفران" و"حي بن يقظان."» [16] النوع الأول: کليلة ودمنة «هوکتاب وضع علی ألسنة البهائم والطير حوی تعاليم أخلاقية، موجّهة أولاً إلی الحکام ... لقد اختلف المؤرخون في أصل کتاب کليلة ودمنة، فذهب بعضهم إلی أنّ ابن المقفّع وضعه ... وقيل إنّه لم يضعه، وإنمّا کان بالفارسية فنقله إلی العربية ...» [17] ب- ألف ليلة وليلة إنّ «قصص، "ألف ليلة وليلة" مدوّنة في عصور مختلفة، ومن المقطوع به إنّ الکتاب معروف بين المسلمين قبل منتصف القرن العاشر الميلادي، وفي الکتاب قصص شعبيّة متأثرة بآداب شتّی علی أنّه يحتمل أن يکون في بعض قصص، ألف ليلة وليلة، تأثير يوناني. [18] النوع الثاني أ- المقامة «المقامة في معناها الأصلي، "المجلس" ثم أطلقت علی ما يحکي في المجلس، وهي قصة قصيرة تشتمل علی مغامرات تروى في شبه حوار درامي، يقوم بحکايتها راوعن بطل شجاع مقدام، يقتحم الأخطار وقد يکون ناقداً اجتماعيّاً أو سياسيّاً أو فقيهاً في اللغة والدين... و"بديع الزمان الهمذاني" المتوفي عام 318 هـ، أول من ابتکر هذا النوع من المقامات ... وبعد بديع الزمان جاء "الحريري" في القرن السادس الهجري.» [19] ب- رسالة الغفران «التي ألّفها، "أبولعلاء المعري" المتوفی عام (441 هـ، 1059 م)، فهي رحلة تخيلها أبوالعلاء في الجنة، وفي الموقف وفي النار، ليحلّ في عالم خياله مسائل ومشکلات ضاق بها في عالم واقعه، من العقاب والثواب والغفران أوعدم الغفران، مع کثير من المسائل الأدبيّة واللغويّة التي يوردها مورد الساخر تارةً والناقد اللغوي المتبحر تارةً أخری.» [20] ج- قصة حي بن يقظان «قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل (110 هـ، 1886 م) وموجز القصة أنّ في جزيرة مهجورة من جزر الهند دون خط الأستواء نشأ طفل لا يعرف أباً ولا أماً، يسمی حي بن يقظان، فربّته غزالة حسبته ولدها المفقودة ... وفي قصة حي بن يقظان جوانب نضج قصصي في الشرح والتبرير والإقناع ...وعدها كثير من النقاد خير قصة في العصور الوسطی.» [21] نشأة القصة قبل العصر الحديث إنّ التغيير في الحالة الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة والأدبيّة لأي بلد ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأوضاع السياسيّة الحاکمة علی هذا البلد، تارةً ينتهي إلی الخضوع أمام السياسة المسيطرة، وتارةً ينتهي إلی الخلاف مع السياسة الحاکمة وبالتأکيد يتأثر هذه الاتجاهات علی النظام الاجتماعي والأدبي ... ولذلک نبحث حول نشأة القصة قبل عصر الحديث ومدى تأثرها عن الأوضاع السياسة الحاکمة. «کانت القرون الثلاثة التي سيطر الحکم الترکي علی مصر، قد عملت عملها في إغماض العيون، وتکبيل العقول وعقل الإرادات، وعقد الألسنة ... تعطلت الحرکة الأدبية بل تحجرت وانحرفت اللغة العربية، بل فسدت... وأغلب النتائج الأدبية لتلک الفترة تدور حول المدائح النبويّة والأمور الإخوانيّة ... علی أنّ روح المصريّة ... کانت تلوح في بعض نماذج الفصحی... التي کان منها الديني کسيرة "السيد البدوي" ... أوقصة، "سيدنا علي ورأس الغول"...ومنها التاريخي البطولي مثل "أبي زيد الهلالي"...» [22] «قد تأثر فن القصة بالأدب الغربي في العصر الحديث في أطوار متعاقبة مع تأثره عن الأدب القديم وبخاصة المقامة والخرافات والقصص علی لسان الحيوان وأوضح مثل للتأثر بفن المقامة هو "حديث عيسی بن هشام"، "لمحمّد المويلحي" وفيه امتزاج تأثير فن "المقامة" بالتأثير الغربي ... وفي قصة "لادسياس" لشوقي، تظهر عنايته بالتعبير ثم اعتماده في تطور الأحداث...» [23] و«في الطور الثاني من ميلاد الأدب القصصي في عصرنا الحديث أخذنا- في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين- تتخلّص قليلاً قليلاً علی الاعتماد علی التراث العربي القديم وبدأ الوعي الفني ينمي جنس القصة من موردها الناضج في الآداب الأخری، وقد بدأ هذا الطور بدءاً طبيعياً بتعريب موضوعات القصص الغربية وتكييفها لتطابق الميول الشعبيّة أو لتساير وعي جمهور المثقفين...» [24] «ثم نضج الوعي الأدبي، ونهض الجمهور ثقافياً، فتطلب الترجمة الصحيحة وقد قام بها کثير ممّن أسدوا إلی الأدب واللغة خدمة عظيمةً ونذکر من هؤلاء الدکتور "طه حسين"، والدکتور"عبد الرّحمن البدوي" والأستاذ "عبد الرّحمن صدقي" ...» [25] ميلاد القصة القصيرة «وإذا کانت قصص المنفلوطي، التي احتواها کتاب «العبرات» تمثل الريادة الأولی غير الناضجة لفن القصة القصيرة، فانّ قصص محمّد تيمور، التي ضمتها مجموعة، "ما تراه العيون"، تمثل الريادة الناضجة والأدنی إلی الكمال في هذا الفن . فهي خطوة تالية لخطوة المنفلوطي... وأولی قصص محمّد تيمور هي قصة، "في القطار" التي نشرها سنة 1917م والتي تمثل ميلاد القصة القصيرة الفنيّة في الأدب المصري الحديث.» [26] وبعد هذا وصلت القصص إلى استقرار و«كان من مظاهر هذا الاستقرار، نمو القصة القصيرة ونضجها وملامحها حتی صارت كائناً قوياً... وكان ذلك بفضل جيل من الرواد الذين اهتموا بالقصة القصيرة... من أمثال، "عيسی عبيد"، "محمود تيمور"، "محمود طاهر لاشين"، كما أسهم في هذا الفضل بعض الكتاب المرموقين ممن كان لهم نشاط كبير في ميادين عديدة مثل "إبراهيم المازني"، "توفيق الحكيم"، كما أسهم في هذا الفن بعض شباب الأدب في ذلك الحين، ممن سيكون لهم شأن كبير في ميادين عديدة من ميادين الأدب مثل "نجيب محفوظ"...» [27] وأخيراً «بدأت القصة العربيّة تتأثر بالاتجاهات الفلسفيّة والواقعيّة في معالجة الحقائق الكبری أو المشكلات الاجتماعيّة نقتصر هنا علی التمثيل بقصة، «أنا الشعب»، لمحمّد فريد أبي حديد وقصة الأُستاذ توفيق الحكيم، "عودة الروح" وقصة، "الأرض" لأُستاذ "عبد الرّحمن الشّرقاوي" ... وكذا قصص الأُستاذ "نجيب محفوظ"...» [28] الفارق الأساسي بين القصة القديمة والحديثة والفارق الأساسي بين القصة القديمة والحديثة يرجع إلی الأفكار الحاكمة في حياة «القصة القديمة تدور في إطار عالم مثالي أو خرافي أو وهمي، بعيد إلی حد كبير عن حقيقة الحياة التي يحياها أوسط الناس وأدناهم اجتماعياً، أما القصة الحديثة فقد أفسحت الجبال وفتحت الباب واسعاً - باب فنون القص- ليحتل مكان الصدارة فيها الإنسان العادي البسيط ...» [دراسة في نقد الرواية: ص 15]] المبحث الثاني: أنواع القصة في الأدب العربي القصة إنّ القصة عبارة عن «قوالب تعبير ليعتمد فيه الكاتب علی سرد أحداث معينة، تجري بين شخصية أو السامع إلی نقطة معينّة، تجري بين شخصية وأخری، أو شخصيات متعددة ، تتأزم فيها الأحداث وتسمی العقدة ويتطلع المرء معها إلی الحل حتی يأتي في النهاية.» [29] أ- الحكاية [30] الحكاية هي «سلسلة من الأحداث الجزئية مرتبة علی نسق خاص يجذب القارئ إليها فيتتبعها في شعف. وأبسط طريقه لعرض الأحداث وتسلسلها أن يحكيها الكاتب علی لسان بطل من أبطالها وتسمی هذه الطريقة ، «أسلوب ضمير المتكلم» [31] وأيضا جاء بأنهّا «هي التي تساق فيها واقعة من الوقائع الحقيقيّة أو الخياليّة_ الأسطوريّة أو الخرافيّة _ دون التزام بقواعد الفن القصصي وغالباً ما تتضمن «النوادر» و «الخرافات والأساطير» وتنتشر علی أفواه الناس.» [32] ب- الأقصوصة [33] «وهي تعالج جانباً واحداً من الحياة، لا عدة جوانب، فتقتصر علی سرد حادثة، ذات عناصر جزئية، تتدرج تحتها لتؤلف موضوعاً مستقلاً بشخصياته ومقوماته.» [34] وهي «وسط بين الأقصوصة والرواية وتعالج جوانب أوسع مما تعالجه الأقصوصة وكاتب القصة أمامه مجال رحب وفرصة واسعة ليعدد مشاهدها، يطور أحداثها علی صورة قوية متكاملة.» [35] الفرق الجوهري بين الأقصوصة والقصة «إنّ طبيعة الأقصوصة هي التركيز، فهي تدور حول حادثة أوشخصية أوعاطفة مفردة أو مجموعة من العواطف...ولهذا فهي لا تزدحم بالأحداث والشخصيات والمواقف كالرواية والقصة...» [36] د- الرواية [37] «هي أكبر أنواع القصص من حيث طولها ولكن الطول ليس وحدها هو يميز الرواية عن القصة أو الأقصوصة، فالرواية تمثل عنصراً وبيئةً، أي أنّ لها بعداً زميناً من المألوف أن يكون زمانها طويلاً ممتداً، بل ربمّا اتّسع البعد الزمني، فاستغرق عمر البطل أو أعمار أجيال متتابعة.» [38] هـ- المسرح [39] «المسرح من فنون القول وإن اشترك فيه مع الكلمة والحركة والتعبير بالصوت وملامح الوجه إلی جانب الإطار وهو البناء المسرحي والجدران الثلاثة بما يشمل من المناظر، ديكور، وستارة وإضاءة وما إلی ذلك.» [40] القصة العربيّة شكلا: - أ- المقالة القصصية وهذا ما نراه عند المنفلوطي في "النظرات". - ب- المذاكرات اليوميّة: التي يعتمد الكاتب فيها علی تسجيل الأحداث التي تجري يوماً بعد يوم مثل "يوميات نائب في الأرياف"، لتوفيق الحكيم. - ج- قالب المقامة: كما في "مقامات الحريري" و"الهمذاني " وحديث "عيسی بن هشام" للمويلحي. - د- قالب الرسالة: كما في "ماجدولين" التي ترجمها المنفلوطي. - هـ. القالب الشعري: هذا كثير في الشعر العربي ومنها قصص، "شوقي" وقصص، "خليل مطران". القصة العربية مضمونا: أ- القصة الاجتماعيّة: التي يعالج الكاتب فيها جانبا من جوانب المجتمع، ومثال ذلك: معظم قصص، "محمّد تيمور"، في مجموعتيه، "نبوت الخفير"، و"شباب وثمانيات". ب- القصة التاريخيّة والبطوليّة: كقصص، "جرجي زيدان" ومنها، " أرمانوسة" و"فتاة غسان". ج- القصة العاطفيّة: كقصة، "الأجنحة المنكسرة"، " لابن طفيل". هـ- القصة الدينيّة: مثل، "قصص القرآن"، "لأحمد محمّد جاد المولي" و"رفاحة". و- القصة الأسطوريّة والخرافيّة: كقصص الجن والآلهة والتي تدور علی ألسن الحيوان مثل، "كليلة و دمنة"، " لابن مقفع". ز- القصة العلميّة: كقصة "الميكروب"، " لأحمد زكي". [41] الرواية ونشأتها في الآداب الأوروبيّة «الرواية تشكيل للحياة في بناء عضوي يتفق وروح الحياة ذاتها، ويعتمد هذا التشكيل علی الحدث الناس الذي يتشكل داخل إطار وجهة نظر الروائي وذلك من خلال شخصيات متفاعلة مع الأحداث والوسط الذي تدور فيه هذه الأحداث، علی نحو يجسد في النهاية صراعاً درامياً داخلية متفاعلة.» [42] رواية الأحداث في البداية، ظهرت بالأشكال القصصية المحددة في الأحداث والشمول والتصوير والزمن وفي الموضوعات الخيالية والوهمية، ثم برزت بشكل القصص الطويلة بصفة غير محددة في الشمول والأحداث والقالب ... وكانت موضوعاتها علی أساس أمور الغيبيّة والوهميّة لإرضاء قرائها وتطابق بالشرائط المسيطرة علی المجتمع ثم تميل إلی الحديث عن وقائع الحياة العاديّة فصارت تعالج الواقع الإنساني والنفسي والاجتماعي. كانت الرواية من الفنون الأدبية التي نشأت في الغرب مع نمو الطبقة الوسطی وقد أشار بهذا الموضوع أكثر الأدباء في كتبهم، وكان النظام الإقطاعي الذي يسيطر علی المجتمع الأوروبي قبل عصر النهضة يرسم الخطوط الأولية للفنون الأدبية آنذاك وإنّ هدف هؤلاء الإقطاعيين، ينحصر أولاً وقبل كل شيء في الاحتفاظ بأرضهم وتوريثها لأولادهم بعد وفاتهم، فقد كان لصالحهم تجميد الأوضاع الاجتماعية وتثبيتها وكان من الطبيعي أن لايهتموا بالتجربة العلميّة وانتشار التعليم [43] وموضوع الأدب الذي يناسب بهذه الطبقة الوحيده المسيطرة علی الأوضاع الأدبيّة والمعنويّة «يرتكز علی الهروب من الواقع ويعتمد علی الإيهام والتخيل وتقوم العلاقات فيه علی المصادفة والسحر والقدر ويتضاءل فيه دور العمل الإنساني أمام الدور الذي يقوم به الجن والشياطين والسحرة ... وكانت الرومانس "Romance "أو الرواية الخياليّة هي الفن الروائي السائد والمسيطر الذي يعبر عن طبيعة المجتمع الإقطاعي ومزاجه وأقرب الفنون الرواية العربيّة التي تشبه هذا الفن في البناء الروائي هو السيرة الشعبيّة ...» [44] وبعد ذلك و«في القرن السادس عشر والسابع عشر ظهر في الأدب "الإسباني" جنس جديد من القصص... وهذا الجنس الجديد من القصص هو ما نستطيع أن نسميه، قصص الشطار وهي قصص العادات والتقاليد للطبقات الدنيا في المجتمع Picaresca" "وفيها مخاطرات يقصها المؤلف علی لسانه كأنّها حديث له... وهو يحكم علی المجتمع من خلال نفسه حكماً تظهر فيه الإثراه والانطواء علی النفس...» [45] «ثم تدهور المجتمع الإقطاعي بسبب تخلف الزراعة واستمرار الحروب لسنوات طويلة ساعد علی يقظة الأفراد في المجتمع الجديد وثورتهم علی الحياة المظلمة التي يعيشونها وأيضا ساعد علی ظهور عصابات من المنحطين أخذ وجودهم يلفت الأنظار ... وكانت إسبانيا بحكم اتصالها الوثيق بالعرب واطلاعها علی قصص نماذج بشرية تشبه هؤلاء المنحطين وأرباب الكودية من الأدباء، أدباء المقامات وهم يقومون بأنواع من الكودية وسبل النصب ... الخ في سبيل لقمة العيش- وهي البيئة التي احتضنت هذا الفن الجديد...» [46] «وهذا الشكل الجديد يعد البذرة الأولی للرواية الفنية ... فانه يعد أول رد فعل مباشر ضد الرومانس وما نكاد نصل إلی القرن الثامن عشر حتّی نری الطبقة الوسطی وقد صارت صاحب النفوذ الأكبر في المجتمع ... وصاحب ظهور هذه الطبقة زيادة عدد جماهير القراء بصورة ملحوظة ... واشتد إقبال الجماهير علی الفن الروائي لاعتدال أسعاره وإن كان أغلب قراء الرواية من النساء ... فكان ظهور هذه الطبقة الجديدة ... يمثل انقلاباً في القوة التي يستمد منها الروائي التأئيد...» [47] وأخيراً نصل إلی هذه النتيجة أن الرواية تخنلف عند الطبقة الإقطاعيّة الرومانسيّة عن الطبقة الوسطی الواقعيّة، لاختلاف تفكيرهم وحاجاتهم وأهدافهم في الحياة وفي عبر العصور ابتعدت الرواية عن حالتها الوهميّة والخرافيّة شيئاً فشيئاً حتی تصل إلی قمتها في العصر الحديث والمعاصر لتظهر بشكل الرواية الفنيّة بموضوعاتها المتنوعة. تطور القصة في الآداب الأوروبيّة معنی القصة في العصر الحديث عبارة عن «القصة الواقعيّة التي تعني بالتحليل النفسي للأشخاص.» [48] وهذه القصة الحديثة، «أوسع ميادين الأدب العالمي وأخطرها وأعمقها أثراً في الوعي الإنساني والقومي ....»، [49] ولكن القصة في نشأتها الطويلة، «كانت تختلط فيها الحقائق الإنسانيّة بالأمور الغيبية، وكانت تجمع في الخيال فتبعد كثيراً عن الواقع الإنسانية وقضاياه، كما كان لا يفرق فيما بين ما هو ممكن وما هو مستحيل...» [50] و«ظهرت بشائر القصة في الادب اليوناني في أشعار الرعاة وفي حكايات الرحالة عن الإسكندر الأكبر، ثم النثر القصصي آخر اجناس ذلك الأدب ظهوراً، ولكنّه ظل مع ذلك مختلطاً بالمعاني والمخاطرات الغيبيّة والسحر والأمور الخارقة ....» [51] هكذا كان شأن القصص في الآداب الأوروبية منذ عصر النهضة، تعتمد علی الأساطير والجنيّات وخوارق العادات. ولكن بعد عصر النهضة ظهرت القصة الواقعيّة التي تعني بالتحليل النفسي. الرواية ونشأتها في الأدب العربي إنّ نشأة الرواية في الأدب العربي ترتبط ارتباطاً مباشراً بالأوضاع السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة في العالم العربي خاصة مصر، وبعد العصر العباسي وبداية الحكومة العثمانيّة وبعده في القرون الثلاثة التي سيطر عليها الحكم التركي علی مصر «أغلقت المدارس بل هدمت وانتهت ...وتعطلت الحركة الأدبية، بل تحجرت وانحرفت اللغة، بل فسدت ... ومن هنا أصبح الأدب في حالة من السقم تقارب الموت فكانت تمثله نماذج نثرية وشعرية، ليس وراءه أي صدق إحساس أو فنية تعبير ... وقد كان أغلب النتائج الأدبي لتلك الفترة تدور حول المدائح النبوية والأمور الإخوانية والمراثي الباردة والمواعظ المباشره...» [52] فترة اليقظه في العصر الحديث بعد هذا الركود جاءت فترة اليقظه، الفترة التي تبدأ «بتلك السنوات التي شهدت خروج البلاد من ظلمات العصر التركي، لتفتحّ عيونها علی نور الحضارة الحديثة ولتأخذ طريقها في موكب المدنية المتقدمة ... ومن الممكن تحديد تلك البداية بسنوات الحملة الفرنسية ومن سنة، (1798 إلی 1801م)، أي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر ...» [53] يلخص نتيجة هذه الحملة أولاً: «تعرّف المصريين علی الحضارة المدنية الغربية علی حد ما، وثانياً: تكوين إحساس بالشعور القومي أمام المحتلين وبعد خروج الفرنسيين عن مصر، انتخب الشعب "محمّد علي" للحكم في مصر، قد استقدم محمّد علي أول الأمر الأساتذة الأجانب للتدريس في المدارس المختلفة ونظراً لعدم معرفة هؤلاء بلغة البلاد ومعرفة التلاميذ بلغتهم، فقد استعان بالمترجمين من السوريين والمغاربة وغير هم...» [54] ثم «أرسل محمّد علي البعثات إلی أوروبا، ليقوم أبناؤها فيما بعد بمطالب الجيش، وللتدريس في تلك المدارس ... وقد تعددت البعثات وتنوعت... وهكذا كان أول لقاء عملي بين المصريين والثقافة الغربيّة في العصر الحديث ...فقد عاد هؤلاء المبعوثون بعلم جديد وعقليّة جديدة إلی بلادهم ... وترجموا أو ألّفوا وخططوا بهذا ووضعوا أساس الثقافيّة الأدبيّة الحديثّة.» [55] لقد كان النثر في هذه الفترة «يعبرعن موضوعات ساذجة ويتقوقع في الرسائل والمقامات ونحوها من الأنواع التقليديّة ...علی أنّ بعض النثر قد خطا خطوة أبعد من تلك الأغراض الساذجة ... وأصبح يحمل زاداً فكرياً حيناً وتجارب إنسانيةً حيناً آخر ... وكان باكورة ذلك كتاب «تلخيص الإبريز في تلخيص باريز» لرفاعة الطهطاوي ...تحدث فيه رفاعة عن رحلة إلی باريس ... والباحثين يعتبره البذور الأولی للرواية التعليميّة في الأدب الحديث.» [56] «وكان طبيعياً أن يأخذ كتاب "رفاعة الطهطاوي"، "تلخيص الإبريز" شكل رحلة كان فيها أكثر تعليمية ومباشرة من كتب الرحالة العرب القدامي ...»، [57] .و«رغم أنّ الكتاب قد جاء مزيجاً من خصائص كتب الرحلات والكتب العلميّة... مع خلو تام من كل عنصر الروائي...» [58] ثم «بعد الاتصال بأوروبا والتأثر بآدابها اتّّجه الأدباء، إلی القصص العربية وحاولوا أن يترجموها و«كان رفاعة الطهطاوي هو الرائد لهذه الحركة، فترجم "مغامرات تليماك"،"لفنلون" [59] وسماها مواقع الأفلاك في وقائع تليماك... فانّه نقل القصة إلی أسلوب السجع والبديع، المعروف في المقامات ...» [60] يقول رفاعة الطهطاوي في مقدمة تليماك: «إنّه مشتمل علی الحكايات النفايس في ممالك أوروبا وغيرها وعليه مدار التعليم في المكاتب والمدارس فإنّه دوّن كل كتاب مسخون بأركان الأدب ومشتمل علی ما به كسب بأخلاق النفوس الملكية وتدابير السياسات الملكية.» [61] وتعد "وقائع تليماك" أول مظهرمن مظاهر النشاط الروائي في مصر في القرن التاسع عشر والهدف التعليمي واضح من مقدمته التي كتبها رفاعة علی الرواية المترجمة، وسماها ديباجة الكتاب ... وواضح أنّ رفاعة ترجم روايته لهدفين، الهدف الأول، تقديم نصائح للملوك والحكام والهدف الثاني، تقديم مواعظ لتحسين سلوك عامة الناس ...» [62] ثم «قدّم فرح أنطون قصة في نفس الشكل كان مجالها المشاكل الاجتماعية واختار علي مبارك مجال الرحلة أيضاً لجهوده التعليمية في كتاب، "علم الدين" وكتابه أكثر جفافاً عن كتب الرحالة العرب القدامی وإن كان يتميز هو وفرح أنطون بأنّ رحلة كل منهما التعليميّة، كانت رحلة متخيّلة ... وإن كان ذلك لا يميزها عن قصة "حي بن يقطان"، التي كانت أحداثها متخيّلة أيضاً.» [63] و«لم يكن تعليم العلوم هو القصد الوحيد لعلي مبارك من كتابه ولكنه حاول المقارنة بين بعض العادات الشرقيّة والغربيّة ولذلك كان علي مبارك ينظر في كتابه إلی طلبة في المدارس المدنيّة الأخری إلی مشايخ الأزهر، الذين رفضوا محاولاته لإدخال العلوم الحديثة في الأزهر...ولذلك اختار في روايته شيخاً أزهرياً وسماه "علم الدين" ... وعلي مبارك يقدّم لنا بهذه الصورة المقارنة بين العادات الشرقيّة والأوروبيّة وهي المحاولة التي سنلتقي بها في صورة أكثر تطوراً في حديث "عيسی بن هشام"...» [64] التيار التعليمي الخالص في بداية القرن العشرين «اقترب المويلحي في "حديث عيسی بن هشام"، وحافظ إبراهيم في "ليالي سطيح"، من أشكال النشاط القصصي الذي اعترف به كبار مثقفي تراثنا وهوشكل المقامة.» [65] «ومن عنوان كتاب المويلحي ومن إهدائه لكتابه، تظهر صلته بالتراث العربي القديم وبزعماء الإصلاح الديني والاجتماعي واللغوي الذين كانوا يهدفون في إصلاحهم إلی إحياء هذا التراث وهو لا يسمی كتابه قصة أو رواية وانمّا يسميه حديث عيسی بن هشام وهو يذكرنا في عنوانه بالمقامة من ناحيتين، الناحية الأولی تتمثل في طبيعة من حيث تصويرها ... وأما من حيث الإهداء، فقد أهدی كتابه لوالده رمز الصلة التي تربطه من ناحية، ولكونه شق له طريق التأثر بالمقامة في كتابه حديث موسی بن هشام الذي اعتمد علی أسلوب المقامة اعتماداً كبيراً...» [66] ولكن، «مما يفرّق بين حديث عيسی بن هشام وبين المقامة من ناحية والرواية التعليميّة التي سبقته من ناحية أخری، أنّه حاول إيجاد رابطة داخليّة بين فصول كتابه وهذه الرابطة وإن بدت ضعيفة باهثه...فانّها ظاهرة جديدة علی الرواية التعليمية... فالمقامات تعبر عن مجموعة من المواقف المنفصلة... فانّ مجال المقارنة بين المقامة وبين القصة القصيرة أوسع من مقارنتها بالرواية.» [67] تيار ما بين التعليم والتّرفيه أو الرواية التاريخيّة وبعد التيار التعليمي الخالص، نصل إلی تيار ما بين التعليم والتّرفيه، ويعتقد الأدباء بأنّ هذا التيار قد بدأ بيد المهاجرين الشوام، الذين كانوا بحكم ظروفهم أكثر إقبالا علی الثقافة الأوربيّة وآدابها وفي الوقت الذي كان المثقفون المصريون والمتمصرون مشغولين فيه بمحاولة تثقيف المصريين وتعليمهم، ثم بمحاولة الإصلاح الاجتماعي وبثّ التراث العربي القديم، كان المهاجرين الشوام مشغولين بنقل الأشكال الأدبيّة العربيّة إلينا.» [68] وفي الحقيقة، «ظهر هذا الاتجاه الروائي التاريخي علی يد "جورجي زيدان"...قدم سلسلة من الروايات التاريخيّة التي تضم في ثنايا البناء القصصي أطراف التاريخ الإسلامي في المشرق والمغرب فقدم، "فتاة غسان" لعرض الأحداث التاريخيّة التي صاحبت الغزوات الإسلاميّة الأولی... وقدم "أرمانوسة المصريّة"، لعرض الأحداث التاريخيّة التي صاحبت فتح العرب لمصر وكتب "عذراء قريش" و"غادة كربلاء" و"الحجاج بن يوسف" للتاريخ للوقائع التي حدثت خلال الصراع السياسي و...» [69] و«تحتوي كل رواية من روايات جورجي زيدان عنصريين أساسيين، الأولی عنصر تاريخي يعتمد علی الحوادث والأشخاص التاريخية، والثاني عنصر خيالي يقوم علی علاقة غرامية بين محبين...» [70] ومن جانب آخر «قد حاول، "فرح أنطون" تقليد جرجي زيدان في رواياته التي تجمع بين تعليم التاريخ والغرام، فكتب روايته "أورشليم الجديدة"، التي يتحدث فيها عن فتح العرب لبيت المقدس في عهد الخليفة عمر، وقد ضمنها عنصراً غرامياً ولكنه أضعف بكثير من العنصر الغرامي عند جرجي زيدان...» [71] رواية التّسلية والتّرفيه كانت الرواية التعليميّة، تخاطب المثقفين المصريين لأهداف التعليم وإصلاح المجتمع عن طريق النقد الاجتماعي التي متأثرة بالعلوم الغربيّة، في حين أنّ الرواية ما بين التعليم والتّرفيه تأخذ جانبا خاصا في نقل الرواية وهي عبارة عن الأحداث التاريخيّة بمشخصاته وترضي عدداً خاصاً من القراء ولكن رواية التّسلية والتّرفيه تخاطب الجماهير، لإرضاء ميولهم وأذواقهم لأنّ سياسة المحتلين منذ عصر إسماعيل «تتجه إلی مقاومة التعليم عموماً والتعليم العالي بصفة خاصة، وذلك لخلق نموذج من القراء لا يتمتع باستقلال الشخصيّة ولا القدرة علی التفكير الحر المستقل ... وقد ساعدت هذه السياسة علی إيجاد طائفة كبيرة من المصريين، يستطيعون القراءة والكتابة ولكنّهم لا يتمتعون بقدر مناسب من الوعي يدفعهم إلی التنبه للمشاكل الحقيقيّة ... ووظيفة القراء عند هذه الفئة مقتصرة علی تحقيق حاجتها إلی التسلية وإلی نسيان هموم وآلامه.» [72] «وقد ساد تيار رواية التّسلية والتّرفيه في الفترة التي تمتد من أواخر القرن التاسع عشر، إلی الثورة القومية في سنة 1919م، وظلت الرواية حتی هذه الفترة غير متعرف بها من كبار المثقفين والأدباء، لأنّ المثقفين كانت جهودهم مركزة إما في ميدان النضال السياسي أو في ميدان الإصلاح الاجتماعي... ولذلك ظل ينظر إلی الرواية علی اعتبارها وليداً غير شرعي في هذا المجتمع...» [73] ونری بأنّ هيكل، كاتب رواية "زينب" اضطر «نتيجة لهذا الاحساس إلی عدم إطلاق لفظ رواية علی روايته زينب وسماها "مناظر وأخلاق ريفية" ،كما أنّه لم يجسر علی وضع اسمها عليها ولكنّها اكتفی بوصف مؤلفها بأنّه «مصري الفلاح »... وأنّ موضوعها هو الحب، تلك العاطفة التي ينظر إليها بنفس الاستنكار الذي كان ينظر به المثقفون إلی الرواية.» [74] و«إذا كان كبارالمثقفين من المصريين والممتصرين المسلمين، قد نظروا إلی الرواية هذه النظرة، رفضوا أن يشغلوا أنفسهم بها، فإنّ المهاجرين الشوام هم الذين حاولوا تقديم هذا الفن لهذه الفئة الجديدة من القراء ...» [75] الصحافة وأثرها علی رواية التّسلية والتّرفيه «كان الدافع الأكبر الذي دفع المهاجرين الشوام إلی تقديم روايات التّسلية والتّرفيه يرجع إلی اشتغالهم بالصحافة وسيطرتهم علی الصحف والمجلات منذ بداية عهد الاحتلال ... وفي أوائل عهد الاحتلال قضت سلطات الاحتلال علی الصحافة الوطنيّة ولم يبق من الجرائد ذات النفوذ إلی جرائد المهاجرين الشوام وأهمها الأهرام...» [76] و« في أوائل عهد الاحتلال خفت عن حدة الجمهور علی الصحف السياسيّة في هذه المجلات... فقد انتشرت في الفترة الأخيرة من القرن التاسع عشر... رواية سلسلة ... وتقديم هذه الروايات في صحفهم عنصراً من عناصر جذب القراء إليها...» [77] الترجمة وأثرها علی رواية التّسلية والتّرفيه «فترت حركة الترجمة بعد وفاة محمّد علي وظلت راكدة حتی جاء عصر إسماعيل فبدأت حركة الترجمة واسعة، شملت كل المعارف ولكن كان النصيب الأكبر فيها للروايات ومما هو جدير بالذكر أنّ المؤلفات التي ترجمت في كل علم وفن كانت قليلة إلاّ فيما كان يختص بالروايات التي أخذ عددها يتزايد نظراً لإقبال الجمهور عليها وشغفه بها.» [78] و«أغلب ما عرّب من الروايات كان من نتاج العصر الرومانسي في الأدب الأروبي، وقد ساد التيار الرومانسي في الأدب الغربي في النصف الأول من القرن التاسع عشر وحينما عرّب المترجمون الفنون الروائية لم يهتموا بالإنتاج الأكثر جودة وإنمّا اهتموا بكتب أكثر شعبية وشهرة ... واهتموا بإعمال صغار الكتاب الذين خضعوا لما في الرومانسية من حرّية وعاطفة وجموح وخيال ...» [79] تقسّم الدكتورة لطيفة الزيات في رسالتها، «حركة الترجمة الأدبية للروايات المترجمة من حيث الموضوع إلی قصص شرقية وقصص تاريخية وقصص غرامية وقصص اجتماعية وقصص مغامرة وقصص بوليسية وبالنسبة إلی القصص التاريخية نری بأنّ هذه القصص تمثل رغبتها في التحرف علی التاريخ ولا ينبع عن إحساس قوي متبلور، وبالنسبة إلی القصص الاجتماعية كان أغلب القصص لا يكشف عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية بل يقصد به التّسلية وأنّ الخصائص الفنية لهذا النوع من الرواية يعتمد علی فضول القارئ ويقدم سلسلة من الحوادث العجيبة والأبطال فيه إما أخيار بصورة مطلقة أو أشرار بصورة مطلقة. [80] ميلاد الرواية الفنية في مصر بعد التطورات التي مرّت ذکرها عندما ذكرنا نشأة الرواية العربية، وصلت الرواية إلی المرحلة التي تحاکي قصص الغرب فی حين، تسعی أن تستحفظ التراث العربي القديم، وبعض الکتاب قد سعوا إلی کتابة روايات بصيغة مقامة، ولکن نری، أنّ أغلب الکتب التي عالجت نشأة الرواية الفنية، اعتبرت الرواية، زينب، للدکتور "محمّد حسين" هيکل كأول نشاط علمي لهذا الفن فی الأدب العربي. تختلف الرواية الفنية عن الرواية غير الفنية فی عدة مسائل ولکن الأسس التي تفرق بين الرواية الفنية عن غيرها، تنحصر في اتجاه الرواية الفنية إلی الواقع ولا تعتمد علی الوهم والإسراف فی الخيال وأيضاً أنّ الرواية الفنية تحترم التجربة الذاتيّة والحس الفردي ولکن الأشکال الأُخری تعتمد علی المطلق والمجرد والمثال. الرواية عبارة عن خيال نثري طويل له طول معين، ولکن الرواية الفنية عبارة عن، نثر روائي واقعي کامل فی ذاته وله طول معين، والصفة الواقعيّة هنا جاء بمعنی عام، بمعنی الحياة الواقعيّة بخلاف الرومانس التي تتجه إلی الهروب من الواقع وکلاهما يختلف موقفهما من الحدث، وبناء العقدة، ورسم الشخصية. ومن جانب آخر، نری بأنّ الرواية التّسلية والتّرفيه،- أی الرواية غير الفنية- تتجه فی اختيار أحداثها إلی إرضاء فضول القاریء، وذکر الحوادث العجيبة، والغريبة، ولا تکشف عن إحساس خاص للأديب ولا يخضع وقوع الأحداث فی هذه الرواية للسببية، ولکنّه يخضع لمجرد رغبة المؤلف فی إشباع فضول قارئه إلی المزيد من العجائب والمدهشات وأيضاً أنّ الرواية الفنية فی بناء العقدة تعکس موقفاً حضارياً وتحترم التجربة الإنسانية، ولا تعتمد علی الأساطير والتاريخ القديم. [81] الرواية التحليلية أدت الحوادث الناتجه عن ثورة 1919م، إلی ظهور المدرسة الحديثة فی القصة والرواية و«لقد حاول الأدباء الکبار أن يصطنعوا الفن القصصي في إطاره العربي الموروث إطار المقامات وما إليها کما فعل "المويلحي" فی "حديث عيسی بن هشام"... وكانت أول هذه البواکير قصة زينب للدکتور محمّد حسين هيکل...» [82] إنّ أول مساهمة فی ميدان الرواية الفنية بعد رواية زينب تتجلی فی «أعمال ثلاثة من الرواد الأوائل في هذا الميدان فی فترة ما بين الحربين وهم "عيسی عبيد"، و"محمود تيمور"، و"طاهر لاشين"،... وکانت أعمالهم ردّ فعل للرواية التعليمية ورواية التّسلية والتّرفيه من ناحيه ولتحدد مدی مساهمتهم فی تقديم الرواية الفنية وتطورها من ناحية أُخری.» [83] «فی الوقت الذي کانت البلاد فيه تحاول الاستقلال فی المجال السياسي... وفی أحضان هذه الثورة قدم "عيسی عبيد" مجموعته القصيصة الأولی "إحسان هانم"، وأهداها إلی، "سعد زُغلول"، زعيم الثورة...» [84] و«تمثل رواية طاهر لاشين، "حواء بلا آدم"، مرحلة أکثر تطوراً من الناحية الفنية إذا قيست بمحاولات تيمور وعيسی عبيد ... ويحاول فی روايته التعبير عن إحساسه بالواقع، مما جعل لروايته محورها الذي تدور حوله... يکشف طاهر لاشين فی حواء بلا آدم عن إحساسه بيأس المثقفين من أبناء الطبقة الوسطی الفقيرة، الذين يحاولون شق طريقهم فی الحياة... ولکن لا تمتعهم تعويضاً عن جهدهم إلا العذاب واليأس.» [85] «وحاول عيسی عبيد فی روايته "ثريا" ومحمود تيمور فی روايته، "رجب أفندی"، إبراز الشخصية المصرية والتعبير عن الواقع المصري، وتيمور أکثر حماسة فی تصوير البيئة الشعبية وشخصياتها...» [86] الرواية والترجمة الذاتية حاول الروائيون إبراز الشخصية المصرية من خلال رواياتهم وهم يبنون العمود الأولی، فی ميدان الرواية الفنية، فی حين، جماعة أُخری تطور الترجمة الذاتية فی ميدان الرواية ويتجهون إلی تحرير الفرد المصري واستقلاله الذاتي و«أشهر أفراد هذه الجماعة ممن ساهموا فی ميدان الرواية، الدکتور "محمد حسين هيکل"، والدکتور "طه حسين"، و"الأستاذ محمود العقاد"، و"الأستاذ المازني"، و"الأستاذ توفيق الحکيم".» [87] محمد حسين هيکل و روايته "زينب" «إنّ حياة محمّد حسين هيکل (1888-1956) يمکن أن تلقی ضوءاً کاشفاً علی ظروف نشأة الرواية في مصر، ذلک أنّ هيکل ابن للطبقة البرجوازية الفنية، قريبة العهد فی الظهور فی البيئة المصرية، ومن هنا يقترن ميلاد الرواية بميلاد الطبقه الوسطی ...» [88] و«في مجال الربط بين الشعور القومي وظهور الرواية العربية ... هو من أوائل من عبّروا تعبيراً واضحاً عن الشخصية المصرية، أی أنّه عبر عن الوجدان القومي لشعب يزيد أن يثبت وجوده وشخصيته وطابعه المستقل ولذلک يری بعض الباحثين أنّ رواية زينب تعد تمهيداً لثورة 1919م، وأنهّا صدرت عن وجدان قومي خالص، يهدف إلی تمجيد مصر والتغني بها...» [89] «تعد روايه زينب، أول رواية فنية فی تاريخ الأدب العربي، الذی بدأ كتابتها وهو فی باريس، يدرس الاقتصاد السياسي سنة 1910م، وأكملها سنة 1911م، ونشرها سنة 1912 م،... ورواية زينب تصور واقع الريف المصري فی تقاليده القاسية وطبيعته السمحة...فهي تحکي قصة شاب مثقف من أبناء الطبقة المتوسطة اسمه "حامد"، يحب ابنة عم له اسمها "عزيزة"، وتحول التقاليد القاسية فی الريف دون التعبيرعن هذا الحب... ثم أختار أهلها زوجا آخر لها، ويحرم منها حامد نهائياً، ثم يجد حامد، بعض العزاء عند فتاة ريفية من الطبقة الكادحة اسمها زينب ولکن تفضل عليه " إبراهيم" رئيس العمال الذي تعمل تحت إشرافه...ويتم حرمان من زينب ...وفی خلال الرواية نری بأنّ زينب تزوج مع رجل آخر. [90] في الحقيقة تسعی هذه الرواية أن تبين للقاریء، حالة القرية التي لا تعترف بمشروعية الحب بين الرجل والمرأة وأنّ التقاليد القاسية، ترسم خطوط العيش ولابّد للناس أن يستسلم أمام هذه التقاليد القاسية ومصيرهم القدري. وإن کان محمّد حسين هيکل فی روايته زينب تأثر إلی حدّ كبير بالأدب الفرنسي حال کونه يشکو لبعده عن الوطن وحنينه له ولقريته... ولکن قد استطاع أن يقدّم رواية فنيّة واقعيّة يبين زاوية من الحياة الريفيّة. وأخيراً نقول: «نجح هيکل بهذا فی روايتي التعليم والتسلية والتی کانت تدور فيها الأحداث غالباً بمعزل عن الواقع...وقد استطاعت رواية زينب أن يؤخرعن عدد من الأعمال الروائية التي أتت بعدها والتقت معها في موقعها الريادی من ناحية وفي غلبة طابع الاعترافات الذاتية عليها من ناحية أُخری.» [91] طه حسين و"الأيام" «نشر "طه حسين" الجزء الأول من أيامه عام 1929م، والجزء الثاني1939م، وأديب عام 1935م، ويلتقي العملان في أنهما يقتربان کثيراً من روايات الترجمة الذاتيه وفي أنهما کذلک حاولا رصد حرکة الوعي الثقافي التي بدأت فی أوائل هذا القرن من خلال تمرد العقليّة الأزهريّة علی جمودها المستسلم، وقد حاول العملان... تقديم صورة تسجيليّة للمجتمع المصري خاصة فی الريف آنذاک فی نشاطاته العامة والخاصة.» [92] «کتب طه حسين، الأيام وهو يحس بأنّه يعيش حياة بائسة، يسيطر عليها طابع بارز، هو طابع الحرمان، وکان العامل المباشر الذي جعل من الحرمان اللون البارز الذي يلّون حياته يتمثل فی جهل بيئته وفقرها، هذه البيئة التي تعيش حياة غيبية لا تعترف بالعلم الحديث، ولا تستطيع أن تمنح الطفل الحنان الذي يرطب حياته، ولا الطبيب الذي يعالجه ولا التربية الصالحة التي تشفي جراح نفسه ...والتقی فی «باريس» بالسيدة التي منحته بعض العزاء وعوضته عن الحرمان...» [93] و«لا يمثل کتاب الأيام المحاولة الوحيدة التي ساهم بها الدکتور طه حسين، في ميدان الرواية في فترة ما بين الحربين، فقد قدّم لنا المؤلف في نفس الفترة المحاولة الثانية في کتابه "أديب" ليکون حلقة الاتصال التي تربط بين الأيام فی جزأيها الأول والثاني، وبين الأيام في جزئها الثالث...» [94] إبراهيم المازني و"إبراهيم الکاتب" «صدرت هذه الرواية فی يوليو سنة 1931م، أيام حکم "صدقي" المعروف باستبدادة وتسلطه وتعد فترة حکمه من1930-1935م، من أشد الفترات في تاريخنا الحديث، حيث تعکس تکشيفاً لکل آلام العصر التي جاءت نتيجة لاستمرار الاحتلال وفشل الثورة وإلغاء الدستور والاستبداد الداخلي وتذبذب القيم الاجتماعية والأدبية...» [95] «والرواية تصور قلق بطلها- وهو يمثل الکاتب بلا شک، ولا يخدعنا إصراره علی نفي هذا فی المقدمة _ إزاء نماذج المرأة التي يفرزها المجتمع وعجزه عن، أن يکمل مع إحداهن تجربة حب ترضييه ويرضي عنها... ليس عجز البطل هنا عجزاً عاطفياً فحسب، وإنّما هو عجز شامل عن إحراز أي نصر فی مجتمع اضطربت أوضاعه واهتزت بعض قيمه، ولم يدرک العاطفيون فيه وسيلة الخلاص من أزماته، هکذا تلتقي هذه الرواية مع رواية زينب في أکثر من محور، لعل أهمها هو تجسيد أزمات العصر في أزمة العاطفة...» [96] محمودالعقاد وروايته "سارة" «رواية "سارة"، "لعباس محمود عباس العقاد"، 1938م، "إبراهيم الثاني"، "لإبراهيم عبدالقادر المازني"، 1943م، "الرباط المقدس"، "لتوفيق الحکيم" 1944م وتحلل هذه الروايات الثلاثة علاقة الرجل بالمرأة من زوايا المختلفة...» [97] و«العقاد کغيره من شباب جيله من الأدباء تعرض للقلق والألم والشک وهي السمات التي تجمع بينهم جميعاً ولکن وسيلة للخروج من أزمته الذاتيه تختلف عن الوسيلة التي لجأ إليها کل منهم، وإذا کان المازني قد حاول الخروج من أزمته بالسخرية من نفسه ومن الآخرين، فإن وسيلة العقاد للخروج من هذه الأزمة تتمثل في اعتزازه الشديد بذاته واستعلائه علی الآخرين.» [98] توفيق الحکيم وروايته «عودة الروح» «وفي عودة الروح لتوفيق الحکيم نلتقي بأنجح المحاولات التي استغلت الترجمة الذاتية، لتقدم لنا رواية فنية، حققت قدراً کبيراً من النجاح ... يبدو أنّ "توفيق الحکيم" کان الوحيد من بين زملائه الذي تبلورت أزمته الذاتية وقلقه وألمه حول الفن... فهو يصّر فی باريس علی أن يرتدی لباس الفنان، ويتخذ مظهره رمزاً لرغبته المتلهفة وحرصه علی الانتحار إلی هذه الفئة...» [99] وتوفيق الحکيم أختار تجربة حياته الخاصة ميداناً لروايته،... تمثل "عودة الروح"، و"عصفور من الشرق"، و"يوميات نائب فی الأرياف"، سلسلة الحلقات يستعرض فيها مراحل حياته...» [100] نجيب محفوظ ودوره فی تطور الرواية الفنية «يحتل "نجيب محفوظ" مکاناً فريداً فی تاريخ الرواية العربية، وقد لعب فی تطورها دوراً لا أخاله أتيح لکثيرين غيره من کتاب الرواية فی العالم... يقف نجيب محفوظ علی رأس الجيل الثاني من کتاب الرواية فی مصر والجيل الثاني فبدأ ظهوره فی الأربعينات وهم "نجيب محفوظ"، و"إسحار"، و"عادل کامل"، و"يحيی حقّي" و"عبد الحليم عبد الله"، و"يوسف السباعي".» [101] «حاول نجيب محفوظ في أثناء فترة الصراع الأيديولوجي من أجل تحديد الأصل الحضاري لمصر أن يفعل ما فعله "وولترسکوت"، [102] بالنسبة لتاريخ إنجلترا ومن هنا مضی يعد خطة لکتابة تاريخ مصر فی أربعين رواية ثم انتقل من المرحلة التاريخيّة إلی المرحلة الواقعيّة وهي تشتمل الروايات الواقعيّة التحليليّة والروايات الواقعيّة النقديّة تشمل الروايات، "القاهرة الجديدة 1945م"، "خان الخليلي 1946م"، "زقاق المدق 1947 م"، و"السراب 1948م"، و"بداية ونهاية"1941م .» [103] الجيل الثالث من رواد الرواية الفنية «حاولت الرواية عند أمثال "عبد الرّحمن الشّرقاوی"، و"صالح مرسي"، و"يوسف إدريس"، و"عبد الستار خليف"، أن تقدم الواقعيّة التحليليّة من خلال صيغة اجتماعيّة نازعة إلی التعبيرعن الرغبة فی إقامة دعائم بناء اجتماعي جديد.» [104] «اتجه عبد الرّحمن الشّرقاوی» فی "الأرض 1954 م"، و"الشوارع الخليفة 1958م "، و"الفلاح 1968م"، إلی استخدام المفهوم الواقعي انتقادي واشتراکي فی آن واحد بتقديم بطله الروائي الجديد.» [105] وأخيراً نصل إلی هذه النتيجة بأن الرواية الفنية حاولت أن تتجه إلی الواقع والأدباء استطاعوا فی هذه الفترة القصيرة أن يبقوا الآثار القيمة في مجال الرواية الفنية في الأدب العربي ويصرخوا بآثارهم عن قوميتهم وعن شخصيتهم المصرية. المبحث الثالث : عناصر الرواية فن القصة تقوم بمعالجة المشاکل المحددة فی الحياة أو جانب من شخصية أو الشخصيات التي تصور الحياة الإنسانية وله مقومات منها: الحدث [106] «يرتبط الحدث بالشخصية فی الأعمال القصصية إرتباط العلة بالمعلول وعلی هذا فإنّ الرواية = فعل(حدث) + فاعل(شخصية)، فالحدث إذن شیء هلامي إلی أن تشکله الشخصية بحسب حرکتها نحو مسار محدد يهدف إليه الکاتب ومعنی ذلک أنّ الحدث هو "الفعل القصصي" أو هو الحادثة ”event" التي تشکلها حرکة الشخصيات، لتقدم فی النهاية تجربة إنسانية ذات دلالات معينة.» [107] الشخصية [108] «الشخصية هي الکائن الإنساني الذي يتحرک فی سياق الأحداث وقد تکون الشخصية من الحيوان، فيستخدم عندئذٍ کرمز يشف عمّا وراءه من شخصيّة إنسانيّة تهدف من وراءها العبرة والموعظة، کما في، "کليلة ودمنة"، والقصص التعليميّة الأُخری. وقد تکون الشخصية فی القصة رئيسية، وقد تکون ثانوية.» [109] الشخصيه النامية [110] «تنمو بنمو الأحداث وتقدم علی مراحل أثناء تطور الرواية وهي في حالة صراع مستمر مع الآخرين، أو في حالة صراع نفسي مع الذات.» [111] الشخصية المسطحة [112] «لا تکاد طبيعتها تتغير بداية القصة حتّی النهاية، وانمّا تثبت علی صفحة واحدة تکاد لاتفارقها.» [113] لغة الحوار والسرد «الحديث عن السرد والحوار- في حقيقته- حديث عن الوعاء اللغوي، الذي يحتوي کل عناصر القصة، باعتبارها نوعاً من فنون القول، غير أن کتابة القصة "باللغة" أصعب من کتابة القصيدة والمسرحية اللتين تستخدمان أيضاً نسقاً أسلوبياً واحداً...» [114] السرد «السرد قول أو خطاب صادر من السارد، يستحضر عالماً خيالياً مکوناً من أشخاص يتحرکون في إطار زماني ومکاني محدد ومادام السرد قولاً فهو لغة ومن ثم فانّه يخضع لما تخضع له اللغة من قوانين وأهداف والهدف الذي تسعی إليه اللغة هو، "التواصل أو التوصيل".» [115] الحوار «الحوار جزء من البنية العضوية للرواية له ضرورته وأهميته فهو يدل علی الشخصية ويحرک الحدث ويساعد علی حيوية المواقف ولابّد أن يکون دقيقاً بحيث يکون عاملاً من عوامل الکشف عن أبعاد الشخصية أو التطور بالموقف إلی تجلية النفس الغامضة أو الوصول بالفکرة المراد التعبير عنها والحوار الجيد يکشف عن معاناة شاقة مع الموقف والکلمة ودلالات اللفظ.» [116] الزمن «يمثل الزمن عنصراً من العناصر الأساسية التي يقوم عليها فن القص، فإذا کان الأدب يعتبر فناً زمنياً- إذا صنفنا الفنون إلی زمانية ومکانية- فإن القص هو أکثر الأنواع الأدبية التصاقاً بالزمن.» [117] المکان «المکان – في الحقيقة- هو البيئة التي يعيش فيها الناس ولا شک أنّ الإنسان «ابن البيئة» وهي التي تعطيه الملامح الجسدية والنفسية فنحن جميعاً بشر... لکن المکان الذي تولد فيه هو الذي يحدد سمائنا الخاصة المتميزه، لذلک يجب أن يهتم الکاتب القصصي بتحديد "المکان" اهتماماً کبيراً... فقصة الحب مثلاً تختلف اختلافاً واضحاً إذا وقعت فی قرية أومدنية أو بادية، کذلک ينبغي أن يعني الکاتب بتصوير مفردات المکان الذي تتحرک فيه الشخصيات...» [118] https://www.diwanalarab.com/spip.php?article25310 |
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرجع, يبدة, ساساعده |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc