بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنوات خلت والشيعة يخدعون العالم برفع شعار: "نصرة المظلوم" وادعاء الانتصار له، وتبني قضيته، وهاهي الثورة السورية اليوم تكشف القناع وتظهر حقيقة الشيعة دون خداع، وهي حقيقة تنطق من وقائع الأرض وما يجري من الأحداث دون تنميق أو تجميل؛ ليستيقن العالم أجمع أن الشيعة –وكذلك حالهم عبر التاريخ- لا يهمهم المظلوم ولا تعنيهم نصرته، بقدر ما تعنيهم مصالحهم التي يرفعون لها شعارات خداعة براقة تختلف من مرحلة إلى أخرى لخداع السذج والمغفلين، وقد استطاعوا بذلك الخداع والمكر الكبار أن يكونوا لهم قاعدة شعبية في مختلف الأصقاع.
واليوم يبدو للعيان صمت الشيعة المريب تجاه ما يجري للشعب السوري من قتل وتهجير واعتقال، ولا نسمع منهم استنكارا أو تنديدا؛ بل يساعدون في القمع والتنكيل؛ لكون المصلحة الشيعية تقتضي الحفاظ على نظام الأسد ولو أدى ذلك إلى سحق شعب بأكمله؛ فما يهم الشيعة ليس دماء السوريين بل تحقيق حلم فارس الكبرى، وحيثما وجدت المصلحة فالشيعة معها ولو كانت مع الشيطان, والوقائع التاريخية تؤكد هذا وتثبته.
وموقف الشيعة من الثورة السورية ليس بغريب لمن عرف عقائد القوم ومذهبهم في الخيانة، فإذا كانت الأمانة عند المسلمين من مقتضيات الإيمان: "لا إيمان لمن لا أمانة له"؛ فإن الغدر والخيانة عند الشيعة من الدين، وتقيتهم التي هي وجه من أوجه النفاق، توصلهم إلى أزمة القيادة، وأماكن التأثير في كثير من الأماكن؛ فيتمكنون من خيانتهم وتنفيذ مخططاتهم.
وقد خانوا من قبل أهل السنة في إيران والعراق ولبنان، وقبل كل ذلك خانوا الله ورسوله وصحبه ؛ فلا غرو أن يتجلى خداعهم اليوم في أبشع صوره، فأين هي الخطابات الرنانة لممثل حزبهم في لبنان، وأين هي التجمهرات والوقفات الشيعية والاستعراضات العسكرية؛ ألا يستحق الشعب السوري خطابا أو وقفة أو مساعدة؛ على الأقل إن لم يساعد الشيعة أهل سورية في محنتهم ورفع البطش عنهم؛ فليتوقفوا عن تنكيلهم وإرسال خبرائهم وأسلحتهم لإراقة المزيد من الدماء وسحق شعب من أجل الحفاظ على عميل لهم أمن لهم مصالحهم طيلة سنين، إن الخداع مهما طال لابد أن ينكشف والباطل متى التبس بالحق لابد أن ينفصل؛ فيزهق الباطل ويبقى الحق﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ (الإسراء: 81)، وقد ظهر اليوم لذي عينين حقيقة ما يرفعونه من الشعارات وتجلى أن ما يحركهم هي المصلحة لا غير.