بين المجاهد البطل خطاب رحمه الله و جيفارا الملحد ...أين ذهب شباب الاسلام؟
تمر مصر والكثير من البﻼد العربية واﻹسﻼمية بحرب متنوعة ظاهرة وخفية عنطريق طابور خامس من بني جلدتنا لعزلوسلخ الشعوب المسلمة من هويتها وهيحرب موجهة للشباب المسلم خاصة.وقد استوقفني مثال صارخ لتلك الحرب الخفية التي تتم على يد بني جلدتنا متمثل في حالة اﻻنبهار والتأسي من بعض الشباب المسلم المغرر به للأسف الشديد بجيفارا الملحد نتيجة ما يقوم به اليساريين
المتغلغلين في الاعلام من عرض مشوق ومؤثر عن جيفارا الملحد فهم يعرضونه بصورة الذي يدافع عن المظلومين وﻻ يتحدثون عن إلحاده وكفره الذي قاتل من أجل نشره. وفى نفس الوقت يمارسون حصار إعلامي رهيب لمنع أي كلمة خير عن كل نموذجوقدوةاسلامي أفضل أﻻف المرات من هذا الملحد وإذا نشروا عن قدوة إسﻼمي يشوهونه.وكان ملفتاً أن يخصص برنامج العاشرة مساء على قناة دريم فقرة خاصة عن الملحد جيفارا بمناسبة مرور ثمانين عاماً على ميلاده وهو ما يعبر عن حالة الهزيمة النفسية للبرنامج ومعديه في انبهارهم بملحد كفر بالله عمل على نشر كفره في الوقت الذي يوجد نماذج كثيرة في عالمنا العربي واﻹسﻼمي لشباب قدوة في البذل والعطاء في شتى المجاﻻت ومنهم من جاهد من أجل إعﻼء كلمة الله عالية خفاقة وبذل الغالي في بطوﻻت أعجزت أعدائه ومنهم البطل المجاهد خطّاب ومع ذلك ﻻ يذكرهم اﻹعﻼم العربي إﻻ باﻹساءة وﻻ حول وﻻ قوة إﻻ بالله. والذي ذكرني بالبطل المجاهد خطّاب هو مظهر طول شعر كل منهما حيث عرضت صورة خطّاب على شاب مسلم وسئل من هذا فقال جيفارا؟!! لﻸسف الشديد.. وﻻيفوتنا التشابه في قتالهم في أماكن متفرقة بعيدأ عن أوطانهم وإخﻼصهم من
أجل مبادئهم ولكن شتان بين نور خطّاب المسلم وظلمة جيفارا الملحد.
حقا شتان بين السماء واﻷرض كﻼهما مات شاباً لكن خطّاب عاش مجاهدًا لله في سبيل الله واستشهد بعيداً عن بلده في الشيشان مسلما تقيا مجاهداً نحسبه شهيدًا في سبيل الله وجيفارا قتل ملحداً كافراً بالله في بوليفيا. ومن هنا أتوقف وقفات بسيطة في مسيرة العمﻼق المجاهد خطّاب ليعرف شباب المسلمين أن ديننا العظيم قادر على تخريج العمالقة اﻷبطال القادرين على صنع البطوﻻت المعجزة بفضل الله:
-1 خطاب هو اسم الشهرة للشاب العربيالسعودي ثامر صالح السويلم المولود عام1970 من أسرة مسلمة تقية ثرية وما إن بلغالسابعة عشر وسمع نفير الجهاد فيأفغانستان ضد الروس المﻼحدة حتى أسرع لنجدة إخوانه المسلمين وترك تفوقه الدراسي وإستعدادت السفر ﻷمريكا للمرحلة الجامعية من أجل نصرة إخوانه المسلمين.
-2 جاهد خطّاب في أفغانستان وخاض كلالمعارك الشرسة ضد الروس وشارك في فتح خوست وجﻼل آباد وكابول وفي أحدالمعارك أُصيب بطلقة في بطنه من النوع الخارق فلم يجزع وصبر على إصابته حتىأنتبه إخوانه لنزيف الدم وقد شهد له كل منعرفه وقابله أنه أبلى بﻼء حسناً حتى انتهى الجهاد اﻷفغاني عام .1993 ثم سمع بما يتعرض له المسلمون فيطاجكستان فأسرع ومعه مجموعة قليلة منأصدقائه لنصرة المسلمين في طاجكستان وظل سنتين يدافع عن إخوانه المسلمين وقد أصيب بقنبلة في يده نتج عنه بتر إصبعين له، ولكنه ظل صامدًا مجاهداً.
ثم ما إن سمع بالجهاد في الشيشان عام 1995 حتى سافر إلى الشيشان، وفور قدومه إلى الشيشان أخذ يتحسس أخبار البلد فقابل عجوزاً شيشانية فسألها: ماذا تريدين من قتال الروس؟، قالت العجوز: نريد أن يخرج الروس حتى يرجع إلينا اﻹسﻼم، فسألها: هل عندك شيء تقدميه للجهاد ضد الروس؟، فأشارت إلى معطف لها فبكى خطاب وصمم على نصرة إخوانه المظلومين في الشيشان.
-3 كانت محطة جهاده في الشيشان أهم المحطات فقد قام بعمليات عسكرية زلزلت الروس وأفقدتهم صوابهم وجعلت قادتهم العسكريين يعترفون بقدرة خطاب العسكرية الهائلة المذهلة حتى أنهم قاموا
بتدريس تكتيكه العسكري في معاهدهم العسكرية.ومن تلك العمليات في مارس 1996 قام هو ومجموعة من 13 فرد بعملية ضد الروس قتلوا فيها 252روسي وجرحوا 58 ودمروا 13دبابة و24 عربية مدرعة12 عربية نقل، أي إعجاز وأي بطولة تلك.وفي 16 ابريل قاد العملية الشهيرة بمجموعة من 50 فرد ضد طابور روسي مكون من 50 سيارة عسكرية تم تدميرهم بالكامل وقتل 223 روسي منهم 26 ضابط، وأقيل بسبب هذه المعركة ثﻼث جنراﻻت كبار في الجيش الروسي، وقد أعلن عن هذه العملية الرئيس الروسي يلسين بنفسه في البرلمان الروسي. أين برامج الفضائيات من تلك البطوﻻت هل أصابهم العمى؟ وفي 2 ديسمبر 1997 قاد عملية بمجموعة
من مائة فرد داخل اﻷراضي الروسية بعمق 100 كم واستهدفت العملية اللواء 136 اﻵلي الروسي فدمرت 300 سيارةعسكرية وقتلتالمئات وقد شارك خطّاب في عملية اقتحام جروزنى مع القائد الشيشاني شامل باسييف، وقد
اعتبره الشعب الشيشاني بطﻼً قومياً واحتفلوا به عام 1996 وأعطوه ميدالية ورتبةلواء.وظل خطًاب مجاهداً يتنقل في القوقازلنصرة المسلمين من داغستان إلى أنجوشيا إلى الشيشان حتى استشهد بيد الخيانة في 20مارس عام 2002وصعدت روحه الطاهرةفي ريعان شبابه إلى جنة عرضها السماوات واﻷرض بإذن الله.
-4 من أهم ما يلفت في حياة البطل خطّاب غير صغر سنه وعظيم جهاده من أجل نصرة المسلمين حكمته فقد وضع نُصب عينيه اﻹخﻼص لله ﻻ للجماعات وﻻ لﻸفراد، لذلك نأى بنفسه عن كل الخﻼفات في كل بلد جاهد فيه، ورفض واعترض على أن يتحول الجهاد ضد الروس إلى شيء آخر كما فعلت بعض الجماعات باستخدامه ميداناً للتدريب والعودة إلى بﻼدها بتنظيمات، فهذا مما رفضه وابتعد بمجموعة صغيرة عن تلك الجماعات كي يكون جهاده خالصاً لله فصدق وانتصر وهم ماذا فعلوا؟ّ
-5 كان من أقواله رحمه الله في حياته وكأنه يرسم لمن خلفه قصته" :من عاش صغيراً مات صغيرًا ومن عاش ﻷمته عظيمًا ماتعظيماً"ومن أقواله أيضاً" :همم المسلمين ﻻ تضعف باستشهاد القادة بل تقوى بفضل الله ﻷن العمل لله عز وجل وليس لﻸشخاص"ما أعظم تلك الكلمات الحكيمة فكم منعمل قامت به جماعات من أجل شخص اﻷمير والقائد والزعيم وليس من أجل الله فانهارت وضعفت همم المسلمين.ويبقى أن خطّاب جاهد الروس المﻼحدة لظلمهم للمسلمين وجيفارا قاتل من أجل
اﻹلحاد، فشتان بين النور والظﻼم. لذلك نجد أنصار الظﻼم أيتام الشيوعية في مصر وعالمنا اﻹسﻼمي يشجعون الشباب
على اﻹقتداء بجيفارا الملحد ﻷنهم يكرهون النور وفي قلوبهم مرض وحقد من اﻷبطال الذين أسقطوا صنمهم اﻹتحاد السوفيتيالملحد، وهم لذلك ﻻ يحبون اﻷبطال المسلمين الموحدين الراكعين الساجدين لرب العالمين لذلك يرسخّون بطريق غيرمباشر القدوة السيئة عند الشباب ليقتلوا فيهم كل إحساس بالفخر بالمسلمين.وأخيراً بعد هذه النبذة البسيطة عن ذلك العمﻼق المجاهد الذي استشهد وعمره 33عام جمعنا الله وإياه في الفردوس اﻷعلى أقول بأعلى صوت ما أسوأ اﻹعﻼم العربي الهزيل الضعيف المهزوم الذي يُعرض عمداً عن قصص وسير اﻷبطال النبﻼء الفرسان الطاهرين من المسلمين المعاصرين ويهتم فقط بسير وقصص الجرذان!!!
منقول